الالتزام في نقد الرواية الواقعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراه فى النقد الادبي الحديث

المستخلص

يتناول هذا البحث تصور نقاد الرواية الواقعية لمفهوم الالتزام ؛ والأدب منذ عرفه الإنسان مرتبط وملتزم بغاية ما ، وقد تعرض البحث لمفهوم الالتزام عند جان بول سارتر ، ومفهومه لدى نقاد الاتجاه الواقعي الذي يسعى إلى ربط الأدب بالواقع لذا استحسن فکرة الالتزام وربطها بأهداف المجتمع حتى تحول لدى البعض إلى نمط من الإلزام لا الالتزام ، کما تناول البحث تصور نقاد الرواية الواقعية في مصر للالتزام .
    وقد أجمع هؤلاء النقاد على ضرورة التزام الأدب بقضايا الواقع ، ولکن رغم هذا الإجماع  تفرع تصورهم للالتزام إلى ثلاثة أشکال :- 1) التزام غير مذهبي ؛ حيث تحمس أصحابه بفکرة اتصال الأدب بالمجتمع ودعوا إلى ضرورة تصوير الأدب لقضايا واقعه لکنهم لم يفرضوا رؤية مذهبية محددة لهذا الالتزام کما أنهم أشاروا إلى ضرورة التزام المبدع تجاه آليات فنه إلى جانب التزامه تجاه واقعه ، 2) التزام مذهبي ؛ فرض نقاده على الأدب تبني مفاهيم الواقعية ، والواقعية الاشتراکية تحديدًا ؛ حيث أصبح الأديب مسئولًا عن طرح قضايا واقعه مع المساهمة في حلها وفي تغيير الواقع للأفضل ، وقد أدى ذلک إلى التعدى على فنية الأدب وحرية الأديب . 3) التزام توفيقي :- حاول أصحابه طرح رؤية وسطى تجمع بين التزام الأدب بالرؤية الواقعية مع الاهتمام باحتفاظه بالقيم الجمالية التي تحافظ على طابعه الفني .

الكلمات الرئيسية


یتعرض هذا البحث لتصور نقاد الروایة الواقعیة حول قضیة الالتزام التی نالت قدرًا کبیرًا من اهتمام النقاد خاصة مع اتجاه الأدب نحو توطید صلته بالواقع ؛ حیث سیطرت شعارات الأدب الهادف أو ما سُمى ( الأدب للمجتمع أو الأدب للحیاة ) فی مقابل بعض الأصوات القلیلة التی کانت تتبنى فکرة الفن للفن ؛ وقد توافق هذا الاتجاه مع تطورات المجتمع المصری منذ منتصف الأربعینیات مرورًا بأحداث ثورة یولیو فی الخمسینیات والتی رسخت فکرة الأدب الملتزم .

   ومفهوم الالتزام فی الأدب یثیر إشکالیة التعارض بین الطابع الجمالی الفنی لماهیة الأدب کإبداع وفکرة ارتباطه بغایة نفعیة قد تهدد هذا الطابع الجمالی ، وقد حاول نقاد الروایة الواقعیة حل هذه الإشکالیة بطرح مفهوم متوازن للالتزام یجمع بین فنیة الأدب وارتباطه بالواقع وقضایاه ، ولکن کان هذا الطرح نظریًا فی أغلب الأحیان ؛ حیث مال کثیر من النقاد فی تطبیقاتهم إلى إعلاء غایة الأدب ووظیفته المتعلقة بالواقع على حساب طابعه الفنی والجمالی ، وقد تطور الأمر إلى شئ من الإلزام والتشدد عند أصحاب التوجه الواقعی الاشتراکی من النقاد الذین فرضوا على المبدع طرح رؤى محددة تلتزم بالمفاهیم التقدمیة التی یتبناها توجهم النقدی ، وقد مثَّل هذا تقییدًا للأدب وتضیقًا لحریة المبدع ، ولکن هذا لا ینفی نجاح بعض النقاد فی تقدیم نمط متوازن من الالتزام الذی لا یتنازل عن الطابع الفنی للعمل الأدبی مع التسلیم بأهمیة اتصاله بالواقع .     

                        *****************************

مفهوم الالتزام عند ساتر :- علاقة الأدب بتحقیق غایة نفعیة قدیم ؛ لکن الالتزام کمصطلح یرتبط بالفیلسوف الوجودی جان بول سارتر الذی طرح فکرة الالتزام فی الأدب ورفض الاتجاهات المعارضة للأدب الملتزم مؤکدًا أن الفن الخالص والفن الفارغ شئ واحد 1؛ وقد حاول ساتر فی دعوته تحقیق توازن بین فنیة الأدب ومسئولیاته ؛ وبین حریة الأدیب والتزامه ؛ أما عن فنیة الأدب فقد أکد أن الالتزام لا یعنی وأد الأدب کما یظن مهاجموه ؛ والفن لا یخسر شیئًا بالتزامه بل یکسب کثیرًا ، ویوضح سارتر أن دعوة الالتزام ترتبط بفکرة المعانی لا الصیاغة ؛ فهو لا یفرض صیاغة ما ؛ فلیخترع من شاء ما شاء من قوالب الصیاغة ص42-43     .

   ومن منطلق الحفاظ على هذه الفنیة أخرج سارتر الشعر من دائرة الالتزام ؛ فالشعر فی رأیه یُعد من باب الرسم والنحت والموسیقا وذلک لطبیعة استخدام الشعراء للغة ؛ فالشعراء قوم یترفعون باللغة على أن تکون نفعیة ؛ واللغة للشاعر مخلوق له کیانه المستقل على عکس النثر ؛ فهو فی جوهره نفعی وعمل الناثر هو الإعراب عن المعانی ؛ والنثر فی کل أحواله أداة فعالة للقیام بمشروع ما ص36 ، لذا على الکاتب أن یکون التزامیًا فی کل ما یکتبص62 ، ولکن فی تمییز سارتر بین المعانی والصیاغة ما یتضمن فصلًا بین الشکل والمضمون فی العمل الفنی ؛ کما أن فی تمییزه بین الشعر والنثر تجاهل الطبیعة الفنیة للغة النثر ؛ فالنثر لیس مجرد إعراب عن المعنى ، وهناک کثیر من نصوص نثریة أقرب إلى روح الشعر فی استخدامها للغة . کما أن الشعر لا یخلو أیضًا من هذا الإعراب عن المعنى ، ویتضمن أیضًا التعبیر عن موقف . 

   أما عن التوازن بین حریة الأدیب والتزامه فقد وضح سارتر أن حریة الکاتب لا تتناقض مع التزامه  فالکاتب حر ؛”  فلیس هناک إنسان مضطر إلى اختیار مهنة الکتابة لنفسه ؛ لکنه بمجرد اختیاره مهنة الکتابة صار إنسانًا ینظر إلیه الآخرون أنه کاتب وعلیه أن یستجیب إلى بعض المطالب فقد قلده الآخرون – أراد أو کره وظیفة اجتماعیة ص 137 ، الکاتب باختیاره الکتابة إذن انتقل من الحریة إلى الضرورة والمسئولیة واختار بنفسه حدودًا وقیودًا على حریته ؛ هذه الحدود تتعلق بالموقف الذی یختاره ؛ والکاتب فی رأی سارتر دومًا ملتزم بموقف حتى إذا صمت ؛ فلهذا الصمت دلالته ؛ حیث یؤکد سارتر أن الصمت لحظة من لحظات الکلام لأنه رفض للتکلم ص41.

                            ***************************

 الالتزام فی تصور الاتجاه الواقعی : إن حدیث سارتر عن الالتزام لا یربطه بمذهب أو اتجاه أدبی بعینه لذا لم تکن فکرة الالتزام حکرًا على المذهب الوجودی ، وتأکید الاتجاهات الواقعیة للعلاقة الحتمیة بین الفرد والمجتمع جعلت الالتزام مبدأ من مبادئ الواقعیة ؛ خاصة الواقعیة الاشتراکیة التی قامت على المبادئ الأساسیة التی طرحتها الرؤیة المارکسیة والتی تتبلور فی فکرة أن الوجود الاجتماعی هو الذی یحدد وعی البشر ولیس العکس ؛ وأن الفلسفة التی ظلت منشغلة بتفسیر العالم لابد أن تنشغل بکیفیة تغییره ، وهذه المبادئ ترسخ لأثر المجتمع على الفرد کما أنها تمنح الفن والفلسفة بعض الاستقلال النسبی والقدرة على تغییر حیاة البشر2.

   وتتضح  الرؤیة الواقعیة للالتزام فی حدیث إرنست فیشر عن أهمیة الفن؛ حیث یرى " أن الفن لازم للإنسان حتى یفهم العالم ویغیره ، وهو لازم أیضًا بسبب السحر الکامن فیه " 3 ، وإشارة إرنست فیشر إلى السحر الکامن فی الفن تدل على السمة الجمالیة للفن إلى جانب أداء وظیفة نحو المجتمع هذه الوظیفة الاجتماعیة التی أکدها إرنست فیشر فی عبارة أخرى یذکر فیها أن الفن إذا کان حریصًا على أداء الوظیفة الاجتماعیة فلابد " أن یبین أن هذا العالم متغیر وأن یساعد فی تغییره " ص75 ، کما یعلن رفضه لشعار(الفن للفن) ویراه "محاولة وهمیة للإفلات الفردی من الدنیا البرجوازیة " ص106 ، کما تتضح أهمیة الالتزام فی الرؤیة الواقعیة فی ربط جورج لوکاتش عظمة الأدب بأداء مهمة  تجاه المجتمع ؛ حیث یؤکد أن الأدب العظیم بحق یکشف للإنسان عن الأشیاء التی تجعل من الناس إنسانیین حقًا وصدقًا ؛ یکشف له عن الامکانیات والملکات الکبرى الکامنة فی أعماقه والتی یمکنها أن تتحول من خلال أفعاله إلى واقع 4 ، وحدیث جورج لوکاتش یشیر إلى دور الأدب فی دفع الإنسان نحو تغییر واقعه إلى الأفضل . کما یشیر جورج لوکاتش إلى أهمیة احتفاظ الأدب بطابعه الجمالی ؛ حیث یوضح أنه  لا یکفی الکاتب أن یرى الأمور السیاسیة والاجتماعیة بوضوح فالرؤیة الواضحة لقضایا الأدب لا تقل عن ذلک ضرورة " ص41.

   وإذا کانت آراء جورج لوکاتش وإرنست فیشیر توحی بنمط معتدل من الالتزام یحافظ فیه الأدب مع التزامه بسماته الفنیة وشکل نسبی من الحریة فإن هناک نمطًا آخر مختلفًا من الالتزام أقرب إلى الإلزام والتحزب ، ویتحدث تیری إیجلتون عن هذا النمط والذی ارتبط بإنشاء الحزب الاشتراکی ؛ حیث " اتخذت اللجنة المرکزیة للحزب البلشفی 1928 قرارًا مؤداه أن الأدب لابد أن یعمل فی خدمة مصالح الحزب ، وأرسل الحزب الکتاب لزیارة مواقع التشیید والبناء لزیارة مواقع التشیید والبناء لیکتبوا روایات تمجد إدارة الآلات " 5 . ولا شک أن هذا النمط من الالتزام مثَّل تهدیدًا للأدب والأدباء وقد وصفه تیری إیجلتون بأنه أعنف اعتداء شهده التاریخ الحدیث على الثقافة الفنیة ، وهو اعتداء تم على مستوى النظریة والتطبیق باسم التحرر الاشتراکی ص32 . یتضح مما سبق الأثر السلبی للتدخل السیاسی المباشر فی الأدب وفی مفهوم الالتزام ؛ حیث یتحول من نمط معتدل متوازن إلى شکل من الدعایة بعید عن الناحیة الفنیة .

          ******************************************

 تصور النقدی لالتزام الأدب فی مصر: وقد بدأ الجدل المثار حول التزام الأدب فی مصر مع دعوة بعض المفکرین وعلى رأسهم سلامة موسى إلى ضرورة نهوض الأدب بدورٍ فعالٍ تجاه حرکة الواقع وتطور المجتمع ؛ ولسلامة موسى کثیر من المقالات والکتب * التی تؤکد أهمیة الأدب فی دفع حرکة التطور الاجتماعی وفی مواجهة مشکلات المجتمع ؛ حیث أعلن أن " الأدیب الذی یقول فی عصرنا بأن الأدب لیس له شأن بالرقی الاجتماعی إنما هو أدیب عابث یعمل فی خواء والعالم وکوارثه المدلهمة فی غنى عنه " 6 ، ودعا إلى الأدب المرتبط أو الأدب الملتزم وأکد أن هذا الأدب  یستوجب تناول المشکلات الاجتماعیة لأن الأدیب مسئول أمام المجتمع والإنسانیة 7، وقد بنى تعریفه للأدب على حدود علاقته بالحیاة وما یقوم به من مهام ؛ فیرى أن الأدب " وصف الحیاة ونقدها والتوسعة فیها بإظهار القارئ إلى ما یجهله من معانیها وإرشاده إلى الطریقة المُثلى للمعیشة " 8 ، وهذا التعریف یربط ماهیة الأدب بمهمته ، بل نجده یعلی من مهمة الأدب على حساب طبیعته الفنیة وقیمه الجمالیة ؛ حیث یرى أن هذه القیم مثل سائر القیم تتغیر کلما تغیرت الظروف وإذا کان الجمال یتسلط على الأدیب ویشغل ذهنه فیرى أنه شئ خالد فإن الإنسانیة أخلد منه  9 وفی هذه الدعوة الصریحة لاهتمام الأدیب بأهداف عمله الإنسانیة على حساب قیمه الجمالیة فصل بین شکل العمل الأدبی ومضمونه ، وقد أعلن سلامة موسى تحیزه للواقعیة لأنها فی رأیه " ممارسة الفن لخدمة الإنسان " 10.

   ووجدت دعوات سلامة موسى صداها الواسع مع اتجاه الأدب فی منتصف القرن العشرین نحو توطید صلته بالحیاة وحرکة المجتمع ومتغیراته ، ومع اتجاه النقد نحو الرؤى الواقعیة بمختلف اتجاهاتها ، وتبلور ذلک فی آراء محمود أمین العالم وعبدالعظیم أنیس فی کتابهما ( فی الثقافة المصریة) – والذی یوضح معالم المعرکة النقدیة بین الجیل الصاعد من النقاد أصحاب التوجه الواقعی فی مواجهة أساتذة الجیل السابق العقاد وطه حسین ؛ حیث أکد العالم وأنیس أن الأدب نتاج اجتماعی(11) ، وأن کُتَّاب العصر الحدیث لا یستطیعون أن ینکروا أدوار الأدب فی السلوک الإنسانی وتأثیره على الناس ص39 .

   کما یظهر صدى هذه الدعوات فی الصحف والمجلات الأدبیة والنقدیة حیث صدرت صحف أعلنت صراحة أن هدفها الأول هو ترسیخ وتثبیت شعار الأدب الهادف ومن هذه الصحف :- الأدیب المصری التی أعلن محررها محمد مفید الشوباشی أن رسالة المجلة هی دعم الأدب المتصل بالواقع 12 ، وکان هذا الهدف ضرورة لمواکبة تطورات وتغیرات الواقع حیث یؤکد محمد مفید الشوباشی أن الهروب من الواقع کان وراء تخلفنا عن مجاراة الأمم الناهضة (13). کذلک أعلنت مجلة الآداب البیروتیة فی مقالاتها الأولى عن تبنی نهج الأدب الهادف والدعوة الصریحة إلى أدب الالتزام حیث صرَّح سهیل إدریس فی مقدمة العدد الأول أن المجلة تدعو إلى أدب الالتزام الذی ینبع من المجتمع العربی ویصب فیه 14، ذلک الأدب الذی یتصدى ویتعاطى مع المجتمع إذ یؤثر فیه بقدر ما یتأثر به ، وفی ترسیخ هذه الرسالة الهادفة للأدب یؤکد منیر البعلبکی أن الأدب هو رأس القوى التی ینبغی أن تُجند فی سبیل دفع دولاب النهضة لذا یدعو صراحة إلى أدب یعالج مشکلاتنا الأساسیة المُلحة ویصور واقعنا المعتم تصویرًا یکشف عن مواطن الخلل فیه ویهیب بنا إلى إصلاحه (15).

   ویؤکد محمد غنیمی هلال أن الأدب عمل یتطلب جهدًا دائبًا وضمیرًا إنسانیًا وإحساسًا بالمسئولیة ، وفی رأیه أن الأدب حین لا یعلم شیئًا ولا یعکس صورة صادقة لحیاة العصر یکون مُهددًا بالموت أو یحیا حیاة عابثة أفضل منها الموت 16، کما یصرح محمد سعید عریان أن " الأدب الرفیع هو الذی یوجه الإنسانیة المعاصرة إلى مثلها العُلیا ویسددها إلى أهدافها البعیدة ویرسم لها الطریق إلى الحیاة الفاضلة 17 "، وذلک التعریف للأدب الرفیع لم یشر من قریب أو بعید إلى السمة الفنیة إنما انطلق أساسًا من المهمة المطلوبة من الأدب والتی تتوافق مع الدعوة إلى الالتزام فی الأدب   .

   وبلور النقاد الداعون إلى قضیة الالتزام فی الأدب دعوتهم فی شعارات توضح رؤیتهم لمهام الأدب وحدود علاقته مع الواقع ، من أکثر هذه الشعارات استخدامًا وشیوعًا ثلاث صیغ وهی :-    ( الأدب للمجتمع أو الواقع والأدب للحیاة ، والأدب الهادف إلى جانب صیغة الأدب الملتزم ) وهذه الصیغ متقاربة الدلالة لا تختلف إلا اختلافات محدودة وضئیلة ؛ فمصطلح الأدب الهادف أو الملتزم یربط الأدب بغایة وهدف ما دون تحدید هذا الهدف ؛ وإن ارتبط على مستوى المذهب الأدبی باتجاهات النقد الاجتماعی ، لکن دلالته المعجمیة تحتوى على تنوع تلک الغایات حتى یمکن إطلاقه على کل اتجاهات الأدب ؛ فلا عمل أدبی دون هدف أو غایة حتى لو کانت هذه الغایة بعیدة عن المجتمع وأهدافه * ؛ أما صیغتی الأدب للمجتمع والأدب للحیاة فهما أکثر تحدیدًا ؛ لأنهما یشیران إلى نوعیة الهدف والغایة من العمل الأدبی حیث یجب أن یتوجه نحو قضایا المجتمع أو الحیاة بشکل عام  .   

   وقد استخدم النقد هذه الصیغ بدلالة واحدة إلا فی اشارات بسیطة لبعض الاختلاف بین صیغتی الأدب للمجتمع ، والأدب للحیاة ؛ نجد هذه الإشارات فی تفضیل سهیل إدریس ربط الأدب بالحیاة لا الواقع ؛ لأن الحیاة أشمل وأعمق من الواقع ؛ فالحیاة فی تصوره مجموعة عناصر فیها المادی البحت و فیها النفسی والروحی والخیالی 18 ، ورأی سهیل إدریس یمنح الأدب والأدیب حریة أکبر ولا یقنن حرکته داخل إطار محدد ، کما نجدها فی تفضیل لویس عوض صیغة الأدب للحیاة على صیغة الأدب للمجتمع ؛ لأن الحیاة شئ أعم  من المجتمع وشامل له ؛ فالحیاة تشمل المجتمع والفرد معًا 19 ، وذکر لویس عوض أن ربط الأدب بالمجتمع یجعله ذا طبیعة مادیة تتجاهل الاحتیاجات الروحیة على عکس ربطه بالحیاة ؛ ذلک لأن المجتمع کیان مادی محسوس وعلاقات مادیة محسوسة  وقیم مادیة محسوسة أو نابعة من المادة ، أما الحیاة فهی الکینونة کلها بما فیها من جسد وروح ومن مادة وفکرص9 . ورأی لویس عوض محاولة تصحیح لبعض المفاهیم الشائعة حول الطابع الآلی المادی للعلاقة بین الأدب والواقع * .

   وفی مواجهة دعوات الأدب الملتزم وُجِد تیار أدبی یناهضه ؛ تیار یرفض تسخیر الأدب لخدمة غرض نفعی خارجه ، ویدعو إلى الفن لذاته ، عُرف ذلک التیار باتجاه الفن للفن وعلى رأس الداعمین لهذا التیار رشاد رشدی ؛ الذی یرى أن " ما یُسمى الأدب  للحیاة لا یمکن أن یؤدی خدمة للحیاة لأنه لا یؤدی غرضًا فنیًا , وأفضل منه کتب التاریخ والاقتصاد "  20، کما یؤکد أن العمل الفنی له قیمة ذاتیة مُجردة ، ولذا فنحن ندرک معناه فقط بإدراکنا للعمل فی ذاته عکس العمل غیر الفنی الذی لا معنى له فی ذاته بل فیما یدل علیه 21 .

   وتصدى أصحاب الفن للحیاة لتیار الفن للفن وما یدعو إلیه من حریة مُطلقة للعمل الفنی تحرره من التزاماته تجاه الواقع الخارجی ، ومن ذلک التصدی موقف محمد غنیمی هلال الذی یرى أن الغرض الحقیقی لشعار الفن للفن لا معنى له إلا حریة الاستهتار22 ، وتصریح محمد مفید الشوباشی أن الغرض الحقیقی لشعار الفن للفن ما هو إلا تبریر لتحکم الطبقة المحجفة الممتازة فی رقاب الشعب 23 .

   ورغم هذا السجال النقدی بین التیارین المتعارضین کان شعار الأدب الهادف أو الأدب للحیاة وللمجتمع المسیطر أدبیًا ونقدیًا فی ظل سیطرة الاتجاه الواقعی والتسلیم بفکرة الالتزام فی الأدب ؛  حیث یؤکد عبدالمحسن طه بدر أن الأدب کتجربة إنسانیة یساهم مساهمة فعالة فی الکشف عن مشکلاتنا وتحدیدها 24 ؛ ویصرح محمد مندور أن الأدب الهادف قد انتصر نهائیًا خلال السنوات العشر التی عشناها فی ظل ثورتنا الهادفة 25 ، ویعلن فی موضع آخر عن نهایة المذهب المضاد فیقول " مات إلى غیر رجعة ما کان یُسمى بالفن للفن " 26 .   

             ************************************

أنماط الالتزام عند نقاد الروایة الواقعیة :- ورغم اتفاق کثیر من نقاد الروایة الواقعیة على ضرورة التزام الأدب عامة والروایة خاصة اختلف تصورهم لأبعاد هذا الالتزام ؛ حیث ارتبط مفهوم الالتزام لدى بعض النقاد بتلبیة احتیاجات الواقع دون فرض رؤیة مذهبیة محددة * . ونجد هذا المفهوم عند بعض کتاب القصة مثل محمود تیمور ویحیی حقی ونجیب محفوظ ، وبعض النقاد مثل سید قطب ، أنور المعداوی ومحمد غنیمی هلال ، بینما کان الالتزام فی تصور البعض مقرونًا بدعوة النقاد للاتجاه الواقعی ، والواقعیة الاشتراکیة تحدیدًا ، ومن هؤلاء محمود أمین العالم وعبدالعظیم أنیس ومحمد مفید الشوباشی وعبدالمحسن طه بدر وغالی شکری ؛ وقد تحول الالتزام فی هذا التصور إلى نمط من التشدد والمغالاة فی التحیز للمبادئ النظریة للرؤیة الواقعیة على حساب حریة الأدیب وفنیة الروایة مما دفع بعض النقاد إلى الدعوة إلى رؤیة معتدلة متزنة للالتزام تتوافق مع تلک الرؤى الواقعیة وتحافظ فی نفس الوقت على الطابع الجمالی للروایة ومن هؤلاء محمد مندور ولویس عوض وعبدالقادر القط  .

1) التزام غیر مذهبی :- ویظهر النمط الأول من مفهوم الالتزام غیر المقید برؤیة مذهبیة محددة والمنطلق من تسلیم بارتباط الأدب بحرکة الواقع عند محمود تیمور ؛ الذی یشترط على کاتب القصة أن یکون لقصته معنى وإلا کانت لغوًا لا جدوى منه 27، کما یرى أن القصة مرآة للمجتمع وصورة تفصح عن جوانبه وعن نفسیات أهلهص59. وحرص محمود تیمور على التزام القصة بالمعنى لم یکن على حساب طابعها الفنی ؛ فهو یؤکد أن القصة لیست منبرًا للمواعظ وإلقاء الخطب بل هی معرض للتصویر والتحلیل ص106. کما یرفض تقیید الکاتب بمذهب اجتماعی ما أو غرض إصلاحی ، ویرى أن فی ذلک فقدانًا لأول شرط من شروط الإجادة الفنیة وهو الطلاقة والحریة فلا فن فی رأیه إلا إذا کان مصدر الوحی من أعماق النفس وأغوار الشعور، ولا صدق إلا إذا الاستجابة والتأثر بین الکاتب وما یعالج من تصویر وتعبیر ، ولا إیحاء ولا استجابة إلا إذا أطلق الکاتب نفسه على سجیتها فی آفاق رحیبة لا تحدها حدود ص125- 126.

   کما یظهر عند یحیی حقی الذی یربط فی کتابه فجر القصة المصریة تطور القصة المصریة منذ البدایة بحرکة تطور المجتمع ؛ ویشیر إلى أثر کثیر من العوامل الاجتماعیة فی الروایة * ، ویرى أن الشرط الأول لأی نص أدبی أن یکون غضًا نابضًا بالحیاة 28 ، ومن المطالب التی یتوقعها من العمل الأدبی أن یحتوی على دلالة اجتماعیة 29 ، وهو یحرص فی نفس الوقت على فنیة العمل الأدبی فیحذر من الاهتمام النقدی المُبالغ فیه بالهدف دون النظر إلى العناصر الفنیة للعمل الأدبی ویؤکد أنه " لا یکفی أن تکتب أدبًا هادفًا حتى تکون کاتبًا ناجحًا 30، کما یحذر من تدخل السیاسة فی تقدیر الأدب لأن ذلک یؤدی إلى التحزب والمیل لأنصار المبدأ أو أعدائه 31.

   ونجد هذا النمط من مفهوم الالتزام عند نجیب محفوظ الذی أعلن فی وقت مبکر أن الفن أیًا کان لونه وأیًا کانت أداته تعبیر عن الحیاة ، وأن طابع العصر - عصر العلم والصناعة والحقائق - یحتاج حتمًا لفن جدید یوفق على قدر طاقته بین شغف الإنسان الحدیث بالحقائق وحنانه القدیم إلى الخیال وأکد أن العصر وجد بغیته فی القصة 32، القصة فی رأی نجیب محفوظ إذن کانت استجابة لعصر تتطلب وجودها , إذا کان حدیث نجیب محفوظ یشمل فن القصة عامة دون أن یخص القصة الواقعیة ؛ فإن إشارته إلى میل الإنسان للحقائق تشیر إلى ذلک النمط من القص القریب من الواقع ، وقد ربط نجیب محفوظ بین تطور إحساس الإنسان بالمجتمع وظهور الروایة الواقعیة حیث أکد أن الروایة الواقعیة ظهرت فی الغرب حین آمن الإنسان بالمجتمع  33 ، وهذا الربط یوحى بالتزام الروایة الواقعیة تجاه قضایا المجتمع ؛ هذا الالتزام الذی برر به نجیب محفوظ اختیاره للنهج الواقعی فی الروایة رغم الهجوم العنیف على المنهج الواقعی فی الغرب والعزوف عنه نحو ما سُمی بالروایة الجدیدة  * ، وفسر به غلبة طابع الحزن على روایاته حیث یصرح أنه لم یتعمد الحزن فهو من جیل غلب علیه الحزن حتى فی لحظات البهجة ولم یوجد به سعید قط إلا من کان لا مبالیًا أو من الطبقة العالیة 34، ویوضح هذا الحدیث أن مفهوم الالتزام عند نجیب محفوظ یرتبط بالانتماء للمجتمع ولا یتبع رؤیة مذهبیة محددة ، وکما ارتبطت رؤیة نجیب محفوظ للالتزام بالانتماء للمجتمع ارتبطت أیضًا بالانتماء للمبادئ الفنیة الجمالیة ؛ حیث أکد أن الفکرة الثابتة عنده فی جمیع مراحل تطوره الروائی هی الإیمان بالفن کجوهر لا یجوز التضحیة بقیمه الجمالیة فی سبیل هدف او مبدأ إذ لا تناقض بین الفن الجمیل والهدف النبیل ص18.

   ویتضح من حدیث الروائیین الثلاث أن الالتزام لدیهم کان التزامًا تجاه المجتمع والتزامًا تجاه الفن ؛ فقد حرصوا فی التزامهم تجاه المجتمع على القیام بمسئولیتهم فی معالجة قضایاه وتحلیل أزماته ، وحرصوا فی التزامهم تجاه الفن على الطابع الجمالی للروایة . وهذا المفهوم المتوازن للالتزام یهتم بالروایة من ناحیة المضمون والشکل مما یحقق التلاحم والوحدة فی العمل الأدبی .         

   ونجد هذا المفهوم المتوازن للالتزام عند سید قطب ؛ حیث یرى أن وظیفة الفن الأساسیة أن یعرض التجارب الإنسانیة 35، وأن الأدیب الذی لا یحس آلام أمته القریبة أو البعیدة هو أدیب میت لا بتجاوب معه الأحیاء 36، ویشید بتجارب نجیب محفوظ الاجتماعیة منذ (خان الخلیلی) ؛ لأنها تمثل نموذجًا من القصة المنتزع من صمیم البیئة المصریة وتحمل الطابع الفنی و تؤدی فی نفس الوقت رسالة إنسانیة 37، وحدیث سید قطب  یوضح أن ارتباط الأدب بتجربة الواقع ارتباط رحب لا یتقید بحدود واقعیة مؤقتة بل یبحث عن معنى إنسانی أکثر شمولًا ، وهو ما یشیر إلى حرصه على حریة الأدیب وفنیة العمل الأدبی ؛ ویتأکد هذا الحرص فی رفضه إلزام الکاتب بغرض ما ؛ فالأفضل فی رأیه أن یکون الالتزام نابعًا من إحساس الأدیب 38، وهذا التأکید یدل على حرص سید قطب على حریة الأدیب ، بینما یظهر حرصه على الطابع الجمالی للروایة فی تحذیره من الغلو فی التوجه الاجتماعی فی القصة لأنه یترک أثره السلبی على القصة حیث یحیلها إلى توجیهات اجتماعیة موجهة 39،وفی تأکیده أن أشد ما یُفسد العمل الفنی عامة ألا تکون طبیعته هی التی توحی باتجاهه وأن یستمد هذا الاتجاه من مذهب مقرر سابق یُحدد القوالب والأشکال ص81 .                        

   کما یظهر هذا المفهوم المتوازن للالتزام عند أنور المعداوی الذی یرى أن للفن رسالتان :- رسالة تصویریة ، ورسالة إنسانیة 40؛ وتوحی الرسالة التصویریة بالطبیعة الجمالیة للعمل الأدبی بینما تحیلنا الرسالة الإنسانیة إلى ما یحمله العمل الأدبی من أهداف تتعلق بالحیاة والمجتمع ، کما یؤکد ضرورة أن یکون للکاتب موقف متفاعل مع واقعه ؛ لذا ینصح الکاتب بمراقبة شتى التجارب لأن هذه التجارب تترکز فی بؤرة العدسة اللاقطة لتبرز موقف الکاتب من مشکلات عصره 41 ، ولکن أنور المعداوی لا یفرض على الکاتب الملتزم موقفًا أو اتجاهًا مذهبیًا محددًا بل یعد الکاتب ملتزمًا إذا استطاع أن یعیش فی أعماق تجربة عصره الذی تنبع منه مشکلات المجتمع ؛ وإذا ترکت هذه التجربة رواسبها فی قرارة شعور الأدیب ثم استطاع أن ینقل للقارئ هذه التجربة کما أحسها بصدق ، واستطاع أیضًا أن یُلهب عواطف المتلقی وهز مشاعره ، ویوضح أنور المعداوی أن الکاتب إذا استطاع فعل ما سبق یدفع القارئ إلى تمثل التجربة والتفکیر فی المشکلة والثورة على الأوضاع ، ویؤکد المعداوی أن الکاتب إذا حقق ذلک الأثر یکون قد أدى رسالة الالتزام وإن کان بطریقة غیر مباشرة ، ویرفض المعداوی ذلک الموقف المتشدد الذی یرى کل أدب لا یتجه مباشرة إلى الناحیة العلاجیة صراحة بأنه لا جدوى منه ولا غناء فیه 42، وإیجابیة موقف الأدیب فی رأی المعداوی تکون فی مدى نجاحه فی هز وجودنا الفکری بالقلق 43، والکاتب یکون سلبیًا إذا لم یستطع أن یفجر فی وجودنا الداخلی تلک الطاقة الانفعالیة بالنسبة إلى شخصیة حرص على تلوین خطوطها بلون الاتجاه الإیجابی ص43 ، ویرى المعداوی أنه حتى لو التزم الکاتب ظاهریًا برسالة ما فالتزامه سلبی إذا لم یحقق ذلک الأثر ؛ فالکاتب الإیجابی لیس من یعالج المشکلات بل هو الذی یفتح عیون الطبقات على مشکلاتها بأی أسلوب من أسالیب العرض ص24، ویرفض المعداوی تدخل الکاتب وفرضه لفلسفة عقائدیة معینة على شخصیاته بحجة الالتزام ، ویرى لذلک أثارًا سلبیة حیث یحجب الرؤیة الداخلیة الحقیقیة للمستوى النفسی والعقلی لکل شخصیة من الشخصیات ص40 ، وتتأکد الرؤیة المعتدلة للالتزام عند المعداوی فی حدیثه عن عناصر شخصیة القاص حیث یرى أن أهم هذه العناصر الکرامة العقلیة ، وتعنی فی رأیه أن یستقل الکاتب عن غیره فی طبیعة النظرة وآصالة الفکرة وطریقة التعبیر وإلا یکون مقلدًا بغیر وعی44 ، وذلک العنصر یوحی بحرص أنور المعداوی على استقلال الکاتب وحریته مما یعنی رفضه لإلزام الکاتب باتجاهات تتنافى مع هذا الاستقلال .  

   ویظهر هذا النمط المتعدل للالتزام عند محمد غنیمی هلال ویتبلور فی نمط الموقف الأدبی الذی یتخذه المبدع ؛ حیث یؤکد أهمیة الموقف فی العمل الأدبی عامة والعمل المعتمد على القص بصفة خاصة ؛ فیرى أن الموقف فی القصة أو المسرحیة نظیر الموقف فی الحیاة 45 ، ویتضمن الموقف الأدبی فی تصوره جانبین :- جانبًا إنسانیًا یتمثل فی تعبیر الکاتب عن المشاعر وتصویره للأفکار التی یجابه بها الواقع ، وجانبًا فنیًا یتعلق بطبیعة الموقف تبعًا للقواعد الفنیة التی یحتمها التصویر الأدبی 46 ؛ وفی إشارة إلى ضرورة احتفاظ العمل الأدبی الملتزم بالطابع الجمالی یرى محمد غنیمی هلال أنه من السذاجة أن نفهم معنى الالتزام عند دعاته أنفسهم أن یطفو المعنى الاجتماعی على سطح العمل الأدبی وینفصل عنه ، فلا تجرید فی الأدب ، ولیس مجال الأدب البرهنة والقیاس ؛ فهی فی رأیه أمور تقضی على جوهر الأدب 47 ، والبعد الفنی ضروری لتحقیق الرسالة الاجتماعیة للأدیب ، فبدون التصویر الفنی لا یستطیع الکاتب أن یُقنع بقضایاه 48.

) إبراهیم عبدالعزیز
 أنا نجیب محفوظ – سیرة حیاة کاملة – القاهرة – الهیئة المصریة العامة للکتاب – مکتبة الأسرة – 2012     
2) أحمد الهواری
 - مصادر النقد الأدبی – القاهرة – دار المعارف - 1983
3) أنور المعداوی
- کلمات فی الأدب –بیروت – المکتبة العصریة - 1966
4) رشاد رشدی
- ما هو الأدب – القاهرة – مکتبة الأنجلو المصریة – ط1 – 1960
5) سلامة موسى
- انتصارات الإنسان – القاهرة – مؤسسة الخانجی بمصر – دار مصر - 1960
- فی الحیاة والأدب – القاهرة – مؤسسة هنداوی – 2012
- الأدب للشعب – القاهرة – مؤسسة هنداوی – 2012
6) سید حامد النساج
- بانوراما الروایة العربیة الحدیثة – القاهرة – دار غریب – ط3
7) سید قطب
- النقد الأدبی أصوله ومناهجه – بیروت – دار الفکر العربی – ط2 – 1954 .
8) شکری عیاد
 - المذاهب الأدبیة والنقدیة فی مصر – مجلة عالم المعرفة – الکویت – عدد 177 – 1990      
9) عبدالقادر القط
- فی الأدب المصری – مکتبة مصر – دار مصر للطباعة – 1955
10) عبدالمحسن طه بدر
- تطور الروایة العربیة الحدیثة فی مصر– القاهرة - دار المعارف – مکتبة الدراسات الأدبیة – 32 - الطبعة الرابعة – بدون تاریخ .
- نجیب محفوظ الرؤیة والأداة - القاهرة – دار المعارف –  الطبعة الثالثة – بدون تاریخ .
-  الروائی والأرض – القاهرة –  دار المعارف – ط2- 1979
- حول الأدیب والواقع – القاهرة – دار المعارف – الطبعة الثانیة - 1980
11) غالی شکری
- المنتمی – القاهرة – مکتبة الزناری – الطبعة الأولى – 1964
- الروایة العربیة فی رحلة العذاب – القاهرة – عالم الکتب –  1971
12) لویس عوض
- الثورة والأدب – القاهرة – دار الکاتب العربی – 1967
- الاشتراکیة والأدب – القاهرة – کتاب الهلال – مایو – 1968
13) محمد غنیمی هلال
- فی النقد التطبیقی والمقارن – القاهرة – نهضة مصر – ط3- 2009
- المواقف الأدبیة – القاهرة – نهضة مصر – بدون تاریخ  
14) محمد مندور
- قضایا جدیدة فی أدبنا الحدیث – القاهرة – الهیئة العامة لقصور الثقافة - 2010
- نماذج بشریة – القاهرة – الهیئة المصریة العامة للکتاب - مکتبة الأسرة – 1996
- الشعر المصری بعد شوقی – الحلقة الثالثة – القاهرة – نهضة مصر- بدون تاریخ   
- معارک أدبیة – القاهرة – نهضة مصر –  2009
15) محمود أمین العالم
- تأملات فی عالم نجیب محفوظ – القاهرة – الهیئة العامة للکتاب – 2012
- أربعون عامًا من النقد التطبیقی – القاهرة – دار المستقبل العربی - 1994
16) محمود أمین العالم وعبدالعظیم أنیس
- فی الثقافة المصریة – بیروت – دار الفکر الجدید – 1955
17) محمود تیمور
- فن القصص – دراسات فی القصة والمسرح – القاهرة – المطبعة النموذجیة- بدون تاریخ
18) مجموعة نقاد
- کتاب د/ یوسف إدریس بقلم هؤلاء –القاهرة – مکتبة مصر – بدون تاریخ
19) یحیی حقی
- فجر القصة المصریة – القاهرة – نهضة مصر - 2008
- خطوات فی النقد – القاهرة – نهضة مصر – 2008
- عطر الأحباب – القاهرة – الهیئة المصریة العامة للکتاب – کتابات نقدیة -  1986
20) یوسف السباعی
– لطمات ولثمات – بیروت – المکتب التجاری – 1959 – ط 1
المراجع المترجمة