سفارة الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني إلى الخليفة الفاطمي العزيز بالله عام 377هـ/ 988م " صفحة من تاريخ العلاقات الإسلامية البيزنطية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ کلية الآداب - جامعة القاهرة

المستخلص

تعالج هذه الدراسة السفارة التي أرسلها الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني، لطلب عقد معاهدة صلح مع الخليفة الفاطمي العزيز بالله، والملفت للنظر أن المصادر البيزنطية المعاصرة لتلک السفارة أو قريبة العهد منها، لم تُشر إليها، ولم يذکرها سوى مصدرين فقط من المصادر العربية.
ومن خلال شروط هذه المعاهدة، يتضح أن الإمبراطور باسيل الثاني، وافق على کل الشروط القاسية التي أملاها عليه الخليفة الفاطمي، وذلک لوقوعه في أزمة سياسية داخل بيزنطة وخارجها، مما عَجَّل بعودة العلاقات العد ائية بين الدولتين.

الكلمات الرئيسية


مقدمة:

اشتهرت الدولة البیزنطیة على مرِّ تاریخها باتباع الأسالیب الدبلوماسیة والمکر والخداع فی علاقاتها الخارجیة، فهی تارة تقوم بالحرب وتجهیز الجیوش، وتارة أخرى تتبع أسلوب المهادنة والمداهنة وإرسال السفارات المحملة بالهدایا، وتطلب الصلح وإیقاف الحرب والقتال.

 

والمُلاحظ أن المصلحة الخاصة بالإمبراطوریة البیزنطیة کانت هی الموجه الأول لتلک السیاسة، سواء أکانت سیاسة الحرب أم سیاسة المهادنة والمداهنة.

وتُمثِّل العلاقات البیزنطیة الفاطمیة نموذجًا لهذه السیاسة، فقد تأرجحت بین العلاقات الحربیة ولقاء الجیوش والأساطیل وبین عقد الإتفاقات وإبرام المعاهدات وإقامة السلام بین الدولتین، وفی هذه الدراسة سوف نتحدث عن سفارة أرسلها الإمبراطور البیزنطی باسیل الثانی Basil II (366-416هـ/ 976-1025م) إلى الخلیفة الفاطمی العزیز بالله (365- 386هـ/975-996م) محملة بالهدایا، طالبًا منه عقد الصلح بین الجانبین([i]).

والملفت لنظر الباحث أن الإمبراطور باسیل الثانی وصف فی المصادر البیزنطیة بحبه لقتال أعداء الإمبراطوریة بالخارج، حیث ذهب المؤرخ البیزنطی المشهور میخائیل بسیللوس Psellus([ii]) إلى أنه کان من أهم طموحاته " إنهاء وجود البربر الذین یحیطون بإمبراطوریته من الشـرق والغرب"([iii]).

والمقصود هنا بعبارة "البربر" کافة الشعوب الأجنبیة المحیطة بالإمبراطوریة البیزنطیة (الإمبراطوریة الرومانیة الشـرقیة)، والمعروف أن الرومان منذ القدم نظروا إلى سواهم نظرة احتقار وازدراء واعتبروهم برابرة([iv]). وذلک على الرغم من أنه کان من بین تلک الشعوب من هم أزهى حضارة من البیزنطیین أنفسهم.

ویذکر المؤرخ بسیللوس فی مکان آخر من حولیته "تاریخ الأزمنة" أن الإمبراطور باسیل الثانی "قضـى معظم حکمه کجندی یحرس حدوده"([v])، کما اشتهر بالمثابرة والصبر فی قتال أعدائه فی الخارج، فلم یتبع أسلوب الأباطرة السابقین فی القیام بشن هجمات سریعة خاطفة ثم العودة إلى عاصمته القسطنطینیة- فقد اعتاد أباطرة الدولة البیزنطیة السابقون علیه أن یشنوا هجماتهم مع بدایة فصل الربیع ثم العودة مع بدایة الصیف، أی أن حروبهم لم تکن تستغرق سوى ثلاثة أو أربعة أشهر فقط- فکان إذا قام بشن حرب لا یعود إلى عاصمته إلى بعد أن یحقق النصـر على أعدائه، حتى ولو حل علیه فصل الشتاء القارس أو الصیف الحار، فکان کما ذکر المؤرخ بسیللوس: "یتحمل المناخ البارد فی الشتاء، وحرارة الصیف بدون اکتراث"([vi]).

ومعنى ذلک أن الإمبراطور باسیل الثانی قد اشتهر فی التاریخ بقدرته على الصمود فی میدان القتال، ومحاربته لکل أعدائه وجیرانه المحیطین به، فلماذا هادن الفاطمیین، وأرسل إلیهم عام 377ه/ 988م طالبًا عقد الصلح؟

إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب شرح الظروف التی مَرَّ بها الإمبراطور باسیل الثانی والإمبراطوریة البیزنطیة فی تلک الفترة.

شهدت الدولة البیزنطیة فی تلک الفترة عدة أحداث داخلیة وخارجیة عصیبة، ظهرت خلالها مقدرة حکامها فی اتباع الأسالیب الدبلوماسیة جنبًا إلى جنب استخدام أسلوب الحرب والقتال، لإنقاذها مما أحاط بها من مصاعب. وکان أهم تلک الأحداث ما حدث داخل الإمبراطوریة من قلاقل وثورات کادت تطیح بحکم باسیل الثانی نفسه، والتى کان من أخطرها ثورتى کلٌّ من القائدین برداس سکلیروس Baradas Sclerus([vii]) وبرداس فوقاس Baradas Phocas([viii] بالإضافة إلى القلق الذی سببه الوزیر البراکیمومومینوس باسیل Parakoimomenos Basill وهو خال الإمبراطور باسیل الثانی، الذی اعتمد علیه فی تدبیر شئون الدولة([ix]).

وکانت أشد الثورات وأشرسها جمیعًا ثورة برداس فوقاس الذی فاق جیشه جیش الإمبراطور باسیل الثانی بالإضافة إلى أنه کان یستند إلى أصوله الملکیة، حیث کان عمه هو الإمبراطور نقفور فوقاس Nicephor Phocas (963-969م)، مما جعل مطالبته بالعرش تزعج الإمبراطور باسیل الثانی إزعاجًا شدیدًا([x]). وهنا لجأ باسیل الثانی إلى الإستعانة بالمعونات الخارجیة، ومن ذلک مراسلته للأمیر الروسی فلادیمیر Vladmir وعقد اتفاقیة تعاون معه فی مطلع عام 377ه/ 988 نصت على أن یرسل الأمیر الروسی فلادیمیر قوة عسکریة لمساعدة الإمبراطور باسیل الثانی المقدونی فی قمع ثورة برداس فوقاس([xi])، وفی مقابل ذلک یتزوج الأمیر الروسی من الأمیرة البیزنطیة آنا Anna شقیقة الإمبراطور باسیل الثانی([xii]).

وفی تلک الأثناء انتهز الخلیفة الفاطمی العزیز بالله فرصة انشغال الإمبراطور باسیل الثانی بثورة برداس فوقاس، وجهَّز أسطولًا کبیرًا لشن هجوم بحری على الممتلکات البیزنطیة. غیر أن هذا الأسطول احترقت سفنه قبل أن یقوم بشن هجماته([xiii]). ویشیر یحیى بن سعید الأنطاکی أن أصابع الاتهام وُجِّهت نحو "تجار الروم" على اعتبار أنهم دبروا أمر إحراق هذه المراکب([xiv]).

والمعروف أن الفاطمیین منذ انتقالهم من المغرب إلى مصر عام 358هـ/969م، واتخاذهم القاهرة عاصمة لهم، أخذوا فی نشـر نفوذهم ببلاد الشام، ونجحوا فی ذلک، وقد ساعدهم فی تحقیق أهدافهم ذلک التدهور السیاسی الذی أصاب الخلافة العباسیة فی تلک الفترة([xv]). واستطاعوا بسط نفوذهم على جنوب بلاد الشام وبیت المقدس ودمشق، ونجحوا فی التغلب على الصعاب التی واجهتهم فی تلک المناطق خاصة من جانب البویهیین والقرامطة والبیزنطیین([xvi]).

أخذ الفاطمیون فی التطلع لمد نفوذهم إلى شمال بلاد الشام، فاستطاعوا إقامة دعوتهم بحلب، وعقدوا اتفاقًا مع الأمیر الحمدانی سعد الدولة عام 363هـ/973م، اعترف فیها الأخیر بتبعیته للفاطمیین([xvii]). ودخلوا فی حروب کثیرة مع الدولة البیزنطیة، خاصةً زمن الخلیفة العزیز بالله الفاطمی، من ذلک ما ذکره المؤرخون أنه فی شهر ربیع الأول عام 372ه/ أغسطس 885م، أغار والی طرابلس "نزال" على مدینة اللاذقیة، واستولى علیها، "ووقع فی یده جماعة کبیرة من جیش البیزنطیین أسرى"([xviii]). وبذلک أخذت العلاقات بین الفاطمیین والبیزنطیین تأخذ مجراها بین حربیة فی بعض الأحیان، وسیاسیة ودبلوماسیة فی أحیان أخرى([xix]).

وعلى هذا النحو وجد الإمبراطور باسیل الثانی نفسه فی مأزق شدید، فثورة برداس فوقاس فی الداخل، وطمع الفاطمیون فی الاستیلاء على شمال بلاد الشام واحتکاکهم بالقوات البیزنطیة فی الخارج، بالإضافة إلى تهدید البلغار للوجود البیزنطی فی البلقان([xx])، کل ذلک دفع باسیل الثانی للعمل سریعًا من أجل الإبقاء على سلطته من ناحیة، وعلى بقاء الإمبراطوریة البیزنطیة نفسها من ناحیة أخرى.

من هنا أخذ باسیل الثانی یتجه إلى استخدام الأسلوب الدبلوماسی لمعالجة هذه الأزمة، فقد استطاع أن یعقد اتفاقیة مع الأمیر الروسی فلادیمیر، وبمقتضـى هذه الاتفاقیة تقرر الاستعانة بقوة عسکریة روسیة تساند باسیل الثانی فی القضاء على برداس فوقاس([xxi])، کما أخذ باسیل الثانی یفکر فی وسیلة لوقف هجمات الفاطمیین، خاصة بعد إعدادهم الأساطیل لمهاجمة شواطئ الدولة البیزنطیة([xxii]).

ویرى بعض الباحثین أن الإمبراطور باسیل الثانی خشـی من تحالف برداس فوقاس مع الفاطمیین ضده، وبذلک یحصل على قوة تساعده فی تحقیق النصـر والوصول إلى عرش الإمبراطوریة([xxiii])، لذلک سارع إلى عقد تحالف مع الفاطمیین. وهذا یوضح المدى الذی وصلت إلیه الدبلوماسیة البیزنطیة فی تلک الفترة.

والمتتبع لتاریخ هذه الأحداث یجد أن هذا الرأی یحمل الکثیر من الصواب، فجمیع المتصارعین حول عرش الإمبراطوریة، یسعون لتحقیق النصـر والاستعانة بمختلف القوى للوصول إلى أهدافهم، حتى لو کان ذلک ضد ما جرت علیه الدولة البیزنطیة من مُثل وعادات وتقالید.

من ذلک ما قام به الإمبراطور باسیل الثانی من عقد اتفاقیة مع الروس وهم الأعداء القدامى للإمبراطوریة البیزنطیة، وافق الروس بمقتضاها على إمداد باسیل الثانی بما یلزمه من قوات عسکریة فی مقابل أن یتزوج فلادیمیر الأمیر الروسی من أخت الإمبراطور البیزنطی باسیل الثانی الأمیرة آنا Anna([xxiv]). وذلک على الرغم من أن الروس حتى عقد هذا الاتفاق (مطلع عام 377هـ/988م) کانوا وثنیین، وأن تقالید الإمبراطوریة الرومانیة ـ البیزنطیة ـ کانت تمنع زواج وثنی من أمیرة مسیحیة، فقد جاء على لسان الإمبراطور قسطنطین السابع فی حدیثه لابنه رومانوس ما نصه: "وتقابلنا نوع آخر من الطلبات، وهو مطلب جد عظیم وغیر لائق، فإذا حدث وطلبت إحدى القبائل الشمالیة الوثنیة الوضیعة أن تعقد تحالفًا مع الإمبراطور الرومانی عن طریق الزواج، إما بأخذ ابنته زوجة لأحدهم أو إعطائه واحدة من بناته لتکون زوجة للإمبراطور أو لابنه، فیکون هذا طلبًا غریبًا، ویمکن الاعتراض علیه"([xxv]).

وإزاء هذا الوضع ولکی یتمم الإمبراطور باسیل الثانی هذا الإتفاق، ویتخلص من الاعتراض الوارد على زواج أخته من أمیر أجنبی وثنی، فقد عمل باسیل الثانی على أن یعتنق فلادیمیر الدیانة المسیحیة، ونجحت المساعی فی ذلک ووافق فلادیمیر على اعتناق المسیحیة، مما سهل مهمة الوفد البیزنطی وتم عقد الاتفاقیة بین الجانب البیزنطی والجانب الروسی([xxvi]).

وبمقتضـى هذه الاتفاقیة توجهت الجیوش الروسیة إلى القسطنطینیة، لتقدم المساعدة العسکریة لباسیل الثانی ضد عدوه اللدود برداس فوقاس([xxvii]).

وتماشیًا مع هذا المنطق، وهو منطق بحث کل الفرقاء عن حلفاء لهم، فلم یکن من المستبعد أن یتصل برداس فوقاس بالفاطمیین ویعقد معهم حلفًا ضد الإمبراطور البیزنطی باسیل الثانی، وذلک حتى یستطیع تحقیق أهدافه فی الوصول إلى عرش الإمبراطوریة.

وفی ضوء هذه التوقعات سارع الإمبراطور باسیل الثانی بإرسال رسالة إلى العاصمة الفاطمیة (القاهرة) لإجراء مباحثات مع الخلیفة الفاطمی العزیز بالله حول عقد اتفاقیة صلح بین الدولتین.

أما الذی أشار إلى هذه السفارة فهما کلٌّ من المؤرخ شمس الدین الذهبی
(ت 748هـ/1374م)، والمؤرخ جمال الدین بن تغری بردی (ت 874هـ/ 1469م) وبطبیعة الحال کان الذهبی هو أول من أشار إلى هذه السفارة([xxviii])، ثم نقل عنه ابن تغری بردی کل ما ذکره عن هذه السفارة([xxix])، وقد أورد الذهبی ما نصه: "أن رسل الروم وصلت فی البحر إلى ساحل القدس بتقادم للعزیز، ودخلوا مصر یطلبون الصلح"([xxx]).

ومعنى ذلک أن الإمبراطور البیزنطی باسیل الثانی أرسل إلى الخلیفة العزیز بالله سفارة محملة بالهدایا طالبة عقد الصلح بین البلدین. ومن الجدیر بالذکر أن المصادر البیزنطیة صمتت تمامًا عن التحدث عن هذه السفارة ولم تتحدث عنها([xxxi])، مما یُثیر نوعًا من الشک فی صحة هذه السفارة وما أورده کلٌّ من الذهبی وابن تغری بردی، خاصةً أن هذین المؤرخین یعتبران من المؤرخین  المتأخرین بعض الشـیء عن أحداث هذه الفترة، فالسفارة کما علمنا حدثت فی أواخر القرن الرابع الهجری/ العاشر المیلادی، فی حین أن الذهبی عاش فی القرن الثامن الهجری/ الرابع عشـر المیلادی، وابن تغری بردی عاش فی القرن التاسع الهجری/ الخامس عشر المیلادی، فما هی الحقیقة؟

فی تتبعنا للمصادر الإسلامیة المعاصرة، أی مصادر القرن الرابع والخامس الهجریین، ثم من جاء بعدهم فی القرنین السادس والسابع الهجریین، خاصة تلک التی اهتمت بالحدیث عن علاقة المسلمین بالدولة البیزنطیة أمثال ابن القلانسـی وابن الأثیر وابن العدیم وأبو شامة وغیرهم، أو حتى المقریزی الذی أفرد کتابًا خاصًّا عن الدولة الفاطمیة، لم نجد ذکرًا لهذه السفارة عند هؤلاء المؤرخین([xxxii]). ومن الملاحظ أن الذهبی وابن تغری بردی أجملا أخبار قیام العزیز بإرسال حملة بحریة شنت هجومها على بعض شواطئ الروم أجملها فی العبارة التی تحدث فیها عن السفارة التی أرسلها الإمبراطور البیزنطی بقولهما: "وفیها ـ أی أحداث عام 377هـ ـ کان قد هیأ العزیز صاحب مصر عدة شوانی لغزو الروم، فاحترقت مراکبه، فاتهم بها أناسًا. ثم بعد ذلک وصلت رسل ملک الروم فی البحر بتقادم للعزیز".

ومن عبارة الذهبی یبدو الربط واضحًا بین إعداد الخلیفة الفاطمی لأساطیله لمهاجمة شواطئ الدولة البیزنطیة وبین إسراع الإمبراطور البیزنطی فی إرسال هذه السفارة لعقد الصلح بین البلدین، حتى لا تزداد الهوة ویتسع الشقاق بین الطرفین، ودرءًا لما سیقوم به الفاطمیون من مهاجمة الممتلکات البیزنطیة بعد ذلک.

ویؤکد المؤرخ یحیى بن سعید الأنطاکی وهو مؤرخ قریب من هذه الأحداث، حیث إنه تُوفی عام 458هـ/ 1106م، ما عزم علیه الخلیفة العزیز بالله من مهاجمة شواطئ الدولة البیزنطیة، فقد أشار فی تاریخه فی حوادث عام 386هـ/ 996م إلى إعداد الخلیفة الفاطمی العزیز لأسطوله الذی عزم على توجیهه إلى شواطئ الدولة البیزنطیة، ثم ما حدث بعد ذلک من تدبیر تجار الروم أمر إحراق هذا الأسطول([xxxiii]).

والمدقق فیما أورده یحیى بن سعید الأنطاکی من معلومات عن الأسطول الذی عزم العزیز على توجیهه صوب الممتلکات البیزنطیة ثم ما حدث من إحراق هذه السفن، یجدها تنطبق على ما أورده بعد ذلک کلٌّ من الذهبی وابن تغری بردی من معلومات عن هذا الأسطول، ولکن الاختلاف الوحید هو تحدید السنة التی تم إعداد الأسطول فیها، فیذکر یحیى بن سعید أنها کانت فی عام 386هـ، أما الذهبی وابن تغری بردی فیذکران أنها کانت فی عام 377هـ، وقد ربطا بعد ذلک بین أحداث هذا الأسطول ثم ما عزم علیه الإمبراطور البیزنطی من إرسال سفارته من أجل عقد الصلح مع الفاطمیین، حتى یدرأ عن الدولة البیزنطیة ما یحیق بها من هزائم على ید الأساطیل الفاطمیة، مما یجعلنا نقرر أن ما ذکره کلٌّ من الذهبی وابن تغری بردی هو الصحیح، وأن هذا الأسطول وهذه السفارة التی أعقبت محاولة العزیز غزو بلاد  الروم کانت فی عام 377هـ ولیس فی عام 386هـ کما ذکر یحیى بن سعید.

وإذا کان یحیى بن سعید قد أکمل روایته بعد ذلک بأن الخلیفة العزیز بعد حرق سفنه، فإنه لم ییأس وأخذ فی إعداد أسطول آخر وجهه إلى الشواطئ البیزنطیة، لکن هذه الحملة البحریة کما ذکر یحیى بن سعید الأنطاکی مُنیت بالفشل، ووقع معظم رجالها قتلى وأسرى فی ید البیزنطیین([xxxiv]). ولم ترد أدنى إشارة عن هذه السفارة عند یحیى بن سعید. ولا ندری الأسباب التی جعلت یحیى بن سعید وهو قریب من هذه الأحداث یغفل ذکر هذه السفارة؟ وفی الوقت نفسه یضیف معلومات لم ترد عند غیره من المؤرخین عن إرسال العزیز لأسطول وحملة بحریة على أراضی الدولة البیزنطیة انتهت بالفشل وأسر رجالها؟

ومن جهة أخرى فإن المصادر البیزنطیة ـ الیونانیة ـ لم تُشـر إلى هذه السفارة وما نتج عنها من اتفاقیة وصلح، فهذا هو المؤرخ المعاصر لهذه الأحداث میخائیل بسیللوس لم یشر إلى هذه السفارة لا من قریب ولا من بعید([xxxv])، فقد تحدث عن معارک باسیل الثانی ضد أعداء الإمبراطوریة البیزنطیة بصفة عامة، وعن أسلوبه فی الحرب دون أن یستفیض فی ذکر هذه الحروب، على الرغم من أن حروب باسیل الثانی ضد البلغار استمرت ما یقرب من ثلاثین سنة وانتهت بتدمیر شامل للبلغار([xxxvi]). کذلک فإن من أتى بعده من المؤرخین أمثال المؤرخ سدرنیوس Cedrenus([xxxvii])، وحنا سکلیتز joannis scylitzae([xxxviii])،  وزانوراس Zonaras([xxxix]) وغیرهم فلم یذکروا شیئًا عن هذه السفارة، وربما یعود السبب فی ذلک إلى اعتقادهم أن حدیثهم عن سفارة الإمبراطور باسیل الثانی إلى الخلیفة العزیز وطلبه عقد الصلح معه، ثم تلک الشروط المهینة التی أملاها العزیز على باسیل وقبول باسیل لها، ربما تحط من شأن باسیل الثانی الذی کان عهده یمثل العهد الذهبی للدولة البیزنطیة لذلک تجنبوا الإشارة إلى تلک السفارة!!

وعلى کل حال فقد تهیأت الأسباب لباسیل الثانی، لکی یرسل سفیرًا من قبله لعقد الصلح مع الفاطمیین، وذلک لدرء أخطارهم وإیقاف هجماتهم على حدود بلاده بأعالی بلاد الشام من جهة، ولکی یتفرغ للقضاء على ثورة القادة العسکریین ضده من جهة ثانیة، وحتى لا یستعین أحد هؤلاء القادة بقوة الفاطمیین من جهة ثالثة.

لذلک أرسل باسیل الثانی سفیره إلى الدولة الفاطمیة محملًا بالهدایا، وهو ما أشار إلیه النص "بالتقادم "، والمعروف أن تبادل الهدایا بین الحکام تعتبر عنوانًا للود والمحبة، وقد امتلأت کتب التاریخ بوصف الهدایا المتبادلة بین الحکام بعضهم وبعض. کما تفنن الحکام فی إرسال الهدایا الغالیة والثمینة والتی تشد الانتباه، وکثیرًا ما کان یتم رد تلک الهدایا بأحسن منها، کما أن هذه الهدایا کانت تشیر إلى أفخر ما تنتجه البلد، وإذا کانت المصادر التی اعتمدنا علیها لم تشر إلى نوعیة أو وصف الهدایا التی أرسلها الإمبراطور باسیل الثانی إلى الخلیفة العزیز، فإنه بمقارنة تلک الهدایا بالهدایا التی سبق وأرسلها أباطرة الإمبراطوریة البیزنطیة السابقون لحکام العالم الإسلامی، کانت فی مجملها تحتوی على أردیة حریریة مذهبة، وهو ما اشتهرت به الدولة البیزنطیة([xl]).

اتخذ السفیر البیزنطی الطریق البحری، حیث سار بحذاء ساحل بلاد الشام متجهًا صوب الدیار المصریة، حیث وصل إلى القاهرة وطلب مقابلة الخلیفة الفاطمی العزیز بالله، عارضًا علیه رغبة الإمبراطور باسیل الثانی فی طلب الصلح، أو على حد تعبیر ابن تغری بردی "ودخلوا مصر یطلبون الصلح "([xli]).

وهنا نتوقف قلیلًا لنناقش الأوضاع داخل الدولة الفاطمیة فی تلک الفترة، تلک الأوضاع التی ستلقی بظلالها على تلک السفارة، والتی سوف یکون لها أثر کبیر فی موقف الخلیفة الفاطمی من طلب الإمبراطور البیزنطی لعقد الصلح بین البلدین.

المعروف أن الخلیفة الفاطمی المعز لدین الله (362-365هـ/973-975م) استطاع أن یقبض على زمام الأمور  بمصر بعد انتقاله إلیها فی رمضان عام 362هـ / یونیه 973م، کما استطاع أن یوطد النفوذ الفاطمی بها، ویقیم توازنًا بین مختلف العناصر بها سواء السنّة أم الشیعة، کذلک عامل أهل الذمة معاملة حسنة، مما أدى إلى حدوث الهدوء والاستقرار بمصر، کما عمل على بسط نفوذه خارج مصر خاصة فی بلاد الشام([xlii]).

وکان لتطلع الفاطمیین لبسط نفوذهم على بلاد الشام أثره فی دخولهم فی صراع مع بعض القوى الموجودة بتلک المناطق، ومن بین هذه القوى قوة بنی بویه الذین ناصبوا الفاطمیین العداء، والذین فکر قادتهم فی محاربة الفاطمیین ومهاجمتهم فی عقر دارهم بمصر حتى یردوهم عما هم عازمون علیه من الاستیلاء على بلاد الشام، ویشیر أحد الکُتَّاب المعاصرین لهذه الأحداث وهو عبدالقادر بن طاهر البغدادی ( توفى عام 429هـ/1037م ) إلى أن " أبو شجاع فناخسـرو بن بویه
ـ الملقب بعضد الدولة ـ قد تأهب لقصد مصر فی عام 372هـ/982م وانتزاعها من أیدی الباطنیة([xliii]) ـ یقصد الفاطمیین ـ وکتب على أعلامه بالسواد: بسم الله الرحمن الرحیم، الحمد لله رب العالمین، وصلى الله على محمد خاتم النبیین والطائع لله أمیر المؤمنین ادخلوا مصـر إن شاء الله آمنین "([xliv]).

ومعنى ذلک أن الفاطمیین واجهوا مصاعب کثیرة عند محاولتهم نشـر النفوذ الفاطمی خارج مصر خاصة فی بلاد الشام من جانب البویهیین، ولم تقتصر المعارضة للوجود الفاطمی ببلاد الشام على البویهیین فقط، وإنما ظهرت قوة أخرى أشد بأسًا ومراسًا من البویهیین أخذت فی مناهضة بسط النفوذ الفاطمی ببلاد الشام، وتمثلت هذه القوة فی قوة الحمدانیین بشمال الشام، حیث خشوا هم کذلک من ازدیاد النفوذ الفاطمی فی تلک المناطق ووقفوا موقف المعاداة من الفاطمیین، وتحالفوا مع القرامطة ضدهم([xlv]).

وعلى هذا النحو وقفت معظم القوى الخارجیة موقف المعارضة للفاطمیین فی نشر نفوذهم خارج مصـر خاصة فی بلاد الشام وناصبتهم العداء. وإزاء هذا الوضع فقد خشـی الخلیفة العزیز بالله الفاطمی أن یستنجد الحمدانیون بالبیزنطیین ویتحالفوا معهم، خاصة أن الفاطمیین کانوا یسعون لمد نفوذهم إلى حلب، ومدینة حلب تمثل أهمیة کبیرة لمدینة أنطاکیة، التی تُمثِّل هی الأخرى أهمیة کبیرة عند البیزنطیین([xlvi]).

إزاء هذا الوضع المضطرب فی بلاد الشام، لم یجد الخلیفة العزیز بالله الفاطمی أی غضاضة فی عقد الصلح مع البیزنطیین لیجعله مرحلة یستطیع خلالها التقاط أنفاسه، وبعدها یمکن أن یحقق بقیة أهدافه فی بسط النفوذ الفاطمی على کل بلاد الشام، وهو الشـیء نفسه بالنسبة للإمبراطور البیزنطی باسیل الثانی الذی رأى فی ذلک الصلح مرحلة یستطیع من خلالها تحقیق النصـر على عدوه برداس فوقاس([xlvii]). ومعنى ذلک أن النوایا الخاصة بکل من الفاطمیین والبیزنطیین لم تکن خالصة فی عقد صلح دائم بین الدولتین، ولکن کان الجمیع ینظر إلى هذا الصلح على أنه مرحلة یأتی بعدها مراحل أخرى، وهذا ما یفسر لنا ماحدث بعد مرور فترة قصیرة على عقد هذا الصلح من صراع شدید ومریر بین البیزنطیین والفاطمیین.

على کل حال فبناء على موافقة العزیز على طلب الإمبراطور البیزنطی عقد الصلح بین الدولتین (الفاطمیة والبیزنطیة) أخذت المفاوضات تجرى بین الوفد البیزنطی والفاطمیین، ومن الجدیر بالذکر أن القائم على أمر هذه المفاوضات من الجانب الفاطمی کان الوزیر یعقوب بن کِلّسِ وزیر الخلیفة العزیز الذی کان یؤمن إیمانًا شدیدًا بضرورة مهادنة الروم ومسالمتهم، ولا أدل على ذلک من تلک النصیحة التی قدمها للخلیفة العزیز، عندما زاره العزیز فی منزله فی نهایة عام 380هـ (990م) عندما اشتد على ابن کِلَّس المرض، وکان الخلیفة العزیز یعتز به، یقول ابن منجب الصیرفی: " لما اعتل ـ أی یعقوب بن کِلّسِ ـ علة الوفاة آخر السنة ـ أی سنة 380هـ ـ رکب العزیز إلیه عائدًا، فقال له: وددت لو أنک تبتاع فأبتاعک بملکی أو تفدى فأفدیک بولدی، فهل من حاجة توصی بها یا یعقوب ؟ فبکى وقبل یده، وقال أما فیما یخصنی فأنت أرعى لحقی من أن أسترعیک إیاه، وأرأف على من أخلفه من أن أوصیک به. ولکنی أنصح لک فیما یتعلق بدولتک: سالم الروم ما سالموک، واقنع من الحمدانیة بالدعوة والسکة .."([xlviii]).

وهکذا تهیأت الأسباب والظروف لعقد هذا الصلح، فالوزیر الفاطمی یعقوب ابن کِلّسِ الذی کان نافذ الکلمة بالدولة الفاطمیة کان یمیل إلى مسالمة الروم ما داموا یرغبون فی هذا السلم، لذلک هیأ هذا الوزیر الأجواء المساعدة على توقیع عقد الصلح.

ولا یعنی أن الوزیر یعقوب بن کِلّسِ کان یرغب فی " مسالمة الروم " أنه تهاون فی شروط ذلک الصلح، خاصة وأن الذی طلب هذا الصلح هو الإمبراطور البیزنطی نفسه، لذلک تعامل الفاطمیون من منطق القوة، وهنا تأتی العبارة الواردة فی النص " واشترط ـ أی العزیز ـ شروطًا شدیدة، التزموا بها کلها "([xlix]). لتؤکد أن الخلیفة العزیز ووزیره یعقوب بن کِلّسِ کانا یتفاوضان من منطق القوة، فاشترط العزیز شروطًا شدیدة، ووافق علیها الجانب البیزنطی بدون اعتراض، وهذا إن دل على شیء فإنما یدل على رغبة الإمبراطور البیزنطی فی عقد هذا الصلح لیتفرغ لمحاربة عدوه اللدود برداس فوقاس.

أما هذه الشروط فقد أوردها کل من الذهبی وابن تغری بردی على النحو التالی: " أنهم یحلفون أنه لا یبقى فی مملکتهم أسیر إلا أطلقوه، وأن یخطب للعزیز فی جامع القسطنطینیة کل جمعة، وأن یحمل إلیه من أمتعة الروم کل سنة ما اقترحه علیهم، ثم ردهم بعقد الهدنة فکانت سبع سنین "([l]).

وکان أول هذه الشـروط أن تفک الدولة البیزنطیة أسر کافة الأسرى الذین وقعوا فی أیدی البیزنطیین من الجانب الفاطمی، والمعروف أنه کانت هناک فی الماضی مناوشات بین الفاطمیین والبیزنطیین، ونتج عن ذلک وقوع أسرى بین الجانبین. ولذلک کان أول شرط من شروط هذه الاتفاقیة أن تفک الدولة البیزنطیة أسر کافة الأسرى بدون قید ولا شرط أی بدون مقابل. وهنا علینا أن نتوقف قلیلًا لنوضح أنه کان یوجد نظام متعارف علیه بین الدولة البیزنطیة ودول العالم الإسلامی، هذا النظام ینظم عملیات فک الأسرى بین الجانبین، فقد کان یتم تبادل الأسرى عن طریق تبادل أسیر مسلم بأسیر رومی، وکان یقام احتفال خاص بمناسبة فک الأسرى([li]).

أما الآن ووفق هذه الاتفاقیة فقد اشترط العزیز بالله الفاطمی أن یتم فک الأسرى الموجودین داخل الدولة البیزنطیة بدون مقابل وهذا یعتبر نصـرًا للدولة الفاطمیة.

أما الشرط الثانی فهو عنوان العلاقات الودیة بین الجانب الفاطمی والجانب البیزنطی، وهو أن یخطب باسم الخلیفة الفاطمی العزیز بالله على منبر جامع القسطنطینیة فی صلاة الجمعة([lii]).

والمعروف أنه أقیم بالقسطنطینیة جامعًا فی مطلع القرن الثامن المیلادی / نهایة القرن الأول الهجری، أمر ببنائه القائد مسلمة بن عبدالملک بن مروان قبل أن یرفع الحصار عن القسطنطینیة فی حملته المشهورة التی قام بها عام 717م/99هـ([liii]).

ومن الجدیر بالذکر فإن أباطرة الدولة البیزنطیة کانوا یخطبون قبل ذلک فی جامع القسطنطینیة باسم الخلیفة العباسی، وبناء على هذه الاتفاقیة قطعت الخطبة للعباسیین وتم إقامتها باسم الخلیفة الفاطمی، ولکن لم یستمر طویلًا إقامة الخطبة باسم الخلیفة الفاطمی، فلم یلبث أن أعیدت مرة أخرى باسم الخلیفة العباسی. ویبدو أن الذی تحکم فی ذلک هو مصلحة البیزنطیین أنفسهم، فعندما یکونوا على وفاق مع العباسیین یقیمون الخطبة باسم الخلیفة العباسی، وعندما تکون مصلحتهم مع الفاطمیین یخطبون باسم الخلیفة الفاطمی، والدلیل على ذلک أنه عندما ازدادت قوة السلاجقة الذین حکموا أجزاء کثیرة من العالم الإسلامی، فَضَّل البیزنطیون إقامة الخطبة باسم الخلیفة العباسی السُنی ومن بعده للسلطان السلجوقی قاطعًا بذلک الخطبة باسم الفاطمیین([liv]).

أما الشرط الثالث فهو یتحدث عما فرضه الفاطمیون من مجموعة من الأمتعة یؤدیها الجانب البیزنطی لهم، والواقع أن هذا الشـرط یمثل نوع من المهانة للبیزنطیین فهو قریب من الجزیة، فإذا کانت الجزیة تدفع نقدًا، فإن هذه الأمتعة تؤدی عینًا، وعادة ما تکون عبارة عن أردیة وأقمشة حریریة مطرزة بالذهب، وعدد من الأوانی الذهبیة والفضیة، والمعروف أن بیزنطة اشتهرت بصناعة المنسوجات الحریریة المذهبة الفاخرة، ویحدثنا کتاب والی المدینة The Book of Prefect للإمبراطور لیو السادس Leo IV عما کانت تنتجه بیزنطه من المنسوجات الحریریة الفاخرة خاصة ذات اللون الأرجوانی والتی کانت قسـرًا على فئة معینة من المجتمع البیزنطی، ومحرم بیعها للأجانب([lv]).

وأخیرًا نصت هذه الاتفاقیة على أن یستمر أمد الصلح بین البلدین لمدة سبع سنوات([lvi])، یدوم خلالها السلام بین الفاطمیین والبیزنطیین، وهذا الأمر الأخیر هو کل ما کان یتمناه الإمبراطور باسیل الثانی وذلک لیتفرغ للقضاء على ثورة القادة العسکریین بالإمبراطوریة البیزنطیة، وهو الهدف الأساسی من هذه السفارة، فقد استطاع باسیل الثانی إنزال هزیمة ساحقة بغریمه برداس فوقاس فی معرکة أبیدوس Abydos فی أبریل عام 989م، ولم یستطع برداس سکلیروس الاستمرار فی تمرده وعصیانه الثانی أمام تفرغ باسیل الثانی لمحاربته فاستسلم هو الآخر فی أکتوبر من نفس العام (989م)، وبذلک تخلص باسیل الثانی بفضل هذه الاتفاقیة التی أسفرت عن هذه السفارة، من ثورة القادة العسکریین ضده، وأصبح فی مقدوره التفرغ لأشد أعداءه وهم البلغار([lvii]).

وإذا کانت هذه السفارة قد نجحت فی تحقیق السلام بین الإمبراطوریة البیزنطیة والدولة الفاطمیة، وتم عقد الصلح بین الطرفین، فإنه من الملاحظ أن هذا الصلح لم یدم طویلًا بین الطرفین، فلم تلبث الدولة البیزنطیة أن تخلصت من مشاکلها الداخلیة، وأخذت بعد ذلک تتدخل فی شؤون شمال الشام خاصة فی حلب وذلک لتأمین ممتلکاتها فی أنطاکیة وآسیا الصغرى، کذلک فإن الفاطمیین أخذوا یتدخلون فی شئون حلب مما أفزع سعید الدولة الحمدانی الذی استنجد بالإمبراطور البیزنطی، ومن ثم دخلت الدولة البیزنطیة فی صراع جدید مع الفاطمیین([lviii]).

ویتضح من خلال تلک الدراسة عدة نتائج هی:

أولًا: عزوف المصادر البیزنطیة عن ذکر بعض الحوادث التی تسیئ إلى الإمبراطوریة البیزنطیة، لذلک لم تشر هذه المصادر إلى هذه السفارة التی انتهت بعقد صلح قاسی الشروط بین الفاطمیین والبیزنطیین.

ثانیًا: عدم اهتمام بعض المصادر العربیة بحوادث الدولة البیزنطیة، على الرغم من أن بعض هذه الحوادث یرتبط بتاریخ العالم الإسلامی ارتباطًا کبیرًا.

ثالثًا: میل الوزیر الفاطمی یعقوب بن کِلَّس إلى عقد معاهدات سلام مع الدولة البیزنطیة، ولکنه على الرغم من ذلک لم یتهاون فی شروط الصلح.

رابعًا: انتهز الخلیفة العزیز بالله ورجال دولته للأزمة السیاسیة التی وقع فیها الإمبراطور باسیل الثانی، وعرضوا علیه شروطًا قاسیة، لدرجة وصلت إلى حد فرض ما یشبه الجزیة على الدولة البیزنطیة.

خامسًا: تمتع الإمبراطور باسیل الثانی بالدبلوماسیة والدهاء السیاسی، حیث وافق على کل الشـروط التی عرضها الخلیفة الفاطمی على الرغم من قسوتها، وذلک لیتفادى الأزمة السیاسیة التی تعرض لها داخل الإمبراطوریة وخارجها.

سادسًا: جَعَّل الإمبراطور البیزنطی أمد الصلح طویلاً بعض الشیء (سبع سنوات) حتى یتفرع خلال هذه المدة للتخلص من مشاکله، وبعدها یستطیع أن یکون حرًّا فی تصرفاته وعلاقاته الخارجیة.



([i]) الإمبراطور باسیل الثانی Basil 11 هو الابن الأکبر للإمراطور رومانوس الثانی
(959-963م) توَّج فی حیاة والده عام 960م وله من العمر سنتان، وبعد وفاة والده عام  963م، تولت أمه ثیوفانو الوصایة علیه، ثم قام على أمر الإمبراطوریة القائد نقفور وحمل اسم الإمبراطور نقفور الثانی (963-969م)، ثم القائد حنا زمسکیس (969-976م)، وبعد وفاة زمسکیس انفرد باسیل بالحکم عام 976م، واشترک معه أخوه قسطنطین الثامن فی الحکم، واستمر فی الحکم حتى وفاته عام 1025م، وقد وصف باسیل الثانی بالقسوة والشدة. انظر:Psellus: Chronographia, New Haven 1953, pp.22-25؛ انظر أیضًا: السید الباز العرینی: الدولة البیزنطیة، بیروت 1982م، ص ص568-714؛ وسام فرج: الإمبراطور باسیل الثانی سفاح البلغار (976-1025م)، مقال منشور بندوة التاریخ الإسلامی والوسیط، جامعة عین شمس عام 1982م، ص ص169-202.

-     الخلیفة الفاطمی العزیز بالله (365-386هـ/975-996م) هو أبو منصور نزار الملقب بالعزیز بالله بن الخلیفة المعز لدین الله، تولى الخلافة عقب وفاة والده عام 365هـ/975م، وصف عهده بأنه کان عهد یسر ورخاء وتسامح دینی وثقافی، واستمر یلی الخلافة الفاطمیة حتى وفاته عام 386هـ/996م، وله من العمر أربعة وأربعین عامًا. انظر: ابن الأثیر: الکامل فی التاریخ، نشر دار صادر بیروت 1966م، ج8، ص ص663-711، ج9، ص ص5-123؛ ابن خلکان: وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، تحقیق: إحسان عباس، بیروت 1977م، ج5، ص ص371-376؛ المقریزی: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطمیین الخلفا، تحقیق: جمال الدین الشیال، القاهرة طبعة الزخائر عام 1999م، ج1، ص ص236-299؛ انظر أیضًا: حسن إبراهیم حسن: تاریخ الدولة الفاطمیة، القاهرة 1964م، ص ص156-163.

([ii])   کان میخائیل بسیللوس من أشهر مؤرخی الدولة البیزنطیة فی القرن الحادی عشر المیلادی، اشتهر بأنه کان أدیبًا بلیغًا، شغل عدة وظائف کبیرة بالبلاط البیزنطی مما جعله قریب من الأحداث، دوّن أحداث الفترة الممتدة من عام 976م وحتى عام 1077م فی کتاب تاریخ الأزمنة Chronographia. انظر:Kazhdan: change in Btzantine Culture in the Eleventh and Twelfth Centuries, California 1985,p. 126, The oxford dictionary of Byzntium, New York 1996, vol 3,p. 1754.                                 

([iii])  Psellus: op. cit, p. 21               

([iv])   نورمان کانتور: التاریخ الوسیط، ترجمة قاسم عبده قاسم، القاهرة 1997من ج1، ص146.

      تعنی کلمة برابرة Barbarian کما ورد فی القوامیس همجی أو وحشی.

      انظر: Roni Baalbaki: Al- Mawarid Al-Waseet Concise Dichionary, Lebanon 1966, p. 53.، وقد أخذ الرومان کلمة بربری عن الیونانیین الذین استخدمومها للدلالة على الأجنبی، غیر أن لفظ البربریة کما ورد بالنص لا یعنی الوحشیة، وإنما هو مرحلة من مراحل التطور الاجتماعی. انظر: کرستوفر دوسن: تکوین أوروبا، ترجمة محمد مصطفى زیادة وآخرین، القاهرة 1967م، ص83.

([v])   Psellus: Op. Cit., p. 25.            

((6)                           Idem: p. 26.

([vii])       بارداس سکلیروس Baradas Skleros، ینتمی إلى أسرة أرمینیة من الطبقة الأرستقراطیة العسکریة فی آسیا الصغرى، دخل فی صراع حول عرش الإمبراطوریة البیزنطیة، استمرت ثورة برداس سکلیروس ما یقرب من أربع سنوات حیث بدأت فی صیف عام 976م، وانتهت بهزیمته فی معرکة أکوای ساراڤنای Aquae Saravenae فی 24 مارس 979م، وبعدها لجأ إلى البویهین فی بغداد حیث استمر هناک لمدة ثمان سنوات، وبعدها عاد لیواصل تمرده على باسیل الثانی بتشجیع من صمصام الدولة البویهی (نهایة عام 986م)، وفی تلک الفترة استعان الإمبراطور ببرداس فوقاس على محاربة سکلیروس، ووقع الأخیر فی قبضة فوقاس واستمر أسیرًا عنده حتى مقتل فوقاس، فأطلقت زوجة فوقاس سراحه لیواصل تمرده ضد باسیل الثانی، ولکن انتهى هذا التمرد بحدوث مصالحة بین سکلیروس وباسیل الثانی فی أکتوبر عام 986م (رجب عام 379هـ). انظر: یحیى بن سعید الأنطکی: تاریخه، مطبعة الآباء الیسوعین، بیروت 1909م، ص ص169-171؛Psellus: Op. Cit., p. 20. 

([viii]) برداس فوقاس Baradas Phocas، هو ابن أخی الإمبراطور نقفور الثانی فوقاس (963-969م)، نادى بنفسه إمبراطورًا عقب وفاة عمه نقفور عام 969م، ودخل فی صراع حول العرش، ثم عمل فی خدمة الإمبراطور باسیل الثانی، خاصة فی القضاء على برداس سکلیروس، ثم أخذ یعمل من أجل  الوصول إلى العرش، وأعلن نفسه إمبراطورًا فی أغسطس عام 987م. واستمر تمرده لمدة سنة وثمانیة أشهر حیث قتل فی أبریل عام 989م. انظر:

Leo the Deacan: the history of leo the Deacon, translated by Alice mary Talbot, Washing ton 2005, pp 215- 216.                   

Psellus: Op. Cit., p. 18-19; Ostrogorskey: History of the ByzantinState, oxford 1956, p. 269; Jenkins: Byzantium, London 1966 p. 311;

([ix])  Ostrogorsky: Op. Cit., pp. 270-272                                    

علیة الجنزوری: هجمات الروم البحریة على شواطئ مصـر الإسلامیة فی العصور الوسطى، القاهرة 1985، ص 69، هامش رقم 122.

البراکیمومومینوس Parakoimomenos لقب حمله من یتولى وظیفة الإشراف على غرفة نوم الإمبراطور ویقوم بحراستها، ثم صار بعد ذلک یتولى حامل هذا اللقب وظیفة کبیر حجاب الإمبراطور. وعن تطور هذه الوظیفة بالدولة البیزنطیة، انظر: وسام عبدالعزیز فرج: الألقاب والمناصب الحکومیة فی الدولة البیزنطیة بین الاستمراریة والانقطاع، مقال بالکتاب السنوی الثالث / الجمعیة المصریة للدراسات الیونانیة، القاهرة 1988م، ص323.

([x])   السید الباز العرینی: الدولة البیزنطیة، القاهرة، 1982م، ص609.

       یشیر المؤرخ بسللوس إلى أوجه التشابه بین برداس فوقاس وعمه الإمبراطور نقفور فوقاس، وتلک الهیبة التی ملأت نفوس الناس منه، انظر: Chronographia, p.18

([xi])   یحیى بن سعید الإنطاکی: المصدر السابق، ص168؛ انظر أیضًا:

Nestor: The Russian Primary Chronicl, Laurentian Text, tran by Samuel H. Cross and olgerd p. sherbowitzwetor, cambridge 1953, pp. 112-113; Vasiliev (A.A.): The Byzantin Empire, Madison, 1961, vol 2, pp.320-325.                                                                                       

([xii])  علیة عبدالسمیع الجنزوری: العلاقات البیزنطیة الروسیة فی عهد الأسرة المقدونیة، القاهرة 1989م، ص126؛ نهى عبده بکری: روسیا الکیفیة والمسیحیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة البنات – جامعة عین شمس، 2007م، ص73؛ طارق منصور: الروس والمجتمع الدولی، القاهرة، 2001م، ص104-105.

([xiii]) الذهبی: سیر أعلام النبلاء، تحقیق: بشار عواد، بیروت، 1984م، ج15، ص172، ج26، ص481؛ ابن تغری بردی: النجوم الزاهرة فی ملوک مصـر والقاهرة، نشـر دار الکتب المصـریة، القاهرة د.ت، ج4، ص151.

([xiv]) تاریخه، ص179. ومن الملاحظ أن یحیى بن سعید الأنطاکی أورد هذه الأحداث ضمن أحداث عام 386هـ، وهذا خلط من یحیى والصحیح أنها تدخل فی أحداث عام 377هـ.

([xv])  حامد زیان غانم: دراسات فی تاریخ العالم الإسلامی، القاهرة، 2006م، ص168-171.

([xvi]) محمد جمال الدین سرور: النفوذ الفاطمی فی بلاد الشام والعراق، القاهرة، 1964م، ص16، 43.

([xvii]) ابن العدیم: زبدة الحلب من تاریخ حلب، تحقیق: سهیل ذکار، دمشق، 1997م، ج1، ص157.

([xviii])     یحیى بن سعد الأنطاکی: المصدر السابق، ص 161؛ النویری: نهایة الأدب فی تاریخ الأدب، ج 28، ص ص 158- 159؛ انظر أیضًا: lev. Y: the fatimids and Byyantiens 10th 12th Centuries, in Greaca- Arabica, Athena 1995, p 201..

([xix]) وعن هذه العلاقات انظر: محمد جمال الدین سرور: مصـر فی عصـر الدولة الفاطمیة، القاهرة 1960، ص 162، لویس أرشبالد: القوى البحاریة والتجاریة فی حوض البحر المتوسط، ترجمة أحمد محمد عیسى، القاهرة 1960، ص ص 304- 305، أحمد عبد الکریم سلیمان: المسلمون والبیزنطیون، القاهرة 1982، ص 187؛ السید الباز الوینی: الدولة البیزنطیة، بیروت 1982، ص ص 378- 383؛ بدر عبد الرحمن: العلاقات التجاریة بین الفاطمیین والبیزنطیین، القاهرة 1997، ص 53.

([xx])  عن تهدید  البلغار للأراضی البیزنطیة بالبلقان. انظر: وسام عبدالعزیز: باسیل الثانی سفاح البلغار، ص178-179؛ W. Farag: Basil II The Bulgar Slayer, pp. مقال منشور فی مجلة کلیة الآداب – جامعة المنصورة، العدد 3، 4، عام 1982م.

([xxi]) Ostrogorsky: Op. Cit., p. 269.   

([xxii]) ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص151.

([xxiii])     السید الباز العرینی: المرجع السابق، ص612.

       سبق وأن استعان برداس سکلروس بقوة المسلمین أثناء صراعه مع الإمبراطور باسیل II خاصة بعد هزیمته فی موقعة أکوای سارافنای Aquae Saravenae فی 24 مارس عام 979م، حیث طلب المساعدة من عضد الدولة البویهی.

      انظر: یحیى بن سعید الأنطاکی، المصدر السابق، ص158-160؛ انظر أیضًا: السید الباز العرینی: المرجع السابق، ص576، 588؛ وسام فرج: الإمبراطور باسیل الثانی سفاح البلغار، ص175.

([xxiv])     أبو شجاع الروذراوری: ذیل تجارب الأمم، منشورات محمد علی بیضون، بیروت 2003م، ص71؛ انظر أیضًا: هسـی: العالم البیزنطی، ترجمة رأفت عبدالحمید، القاهرة 182م، ص ص152-153 ؛ Ostrogorsky: Op. Cit., p. 269 .

      یذکر المؤرخ نستور Nestor فی حولیته أن الأمیرة آنا Anna رفضت هذا الزواج، وفضلت الموت عن هذا الزواج الذی اعتبرته مثل ذهابها إلى الأسر. انظر:

      The Russian Primary Chronicl, p 12.                                               

([xxv]) قسطنطین السابع: إدارة الإمبراطوریة، ترجمة محمود سعید عمران، بیروت، 1980م، ص69.

([xxvi])    Nestor: Op. Cit., p. 112-113.      

      وعن الأسباب التی دفعت فلادیمیر إلى اعتناق المسیحیة، انظر: محمد سید محمد بدوی: العلاقات السیاسیة والحضاریة بین الدولة البیزنطیة وروسیا زمن الأسرة المقدونیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الآداب - جامعة سوهاج، 2003م، ص139-141.

([xxvii])    عُرف الجنود الروس الذین قدموا المساعدات للدولة البیزنطیة باسم الورنک Varangia.

      انظر: Ostrogorsky: Op. Cit., p. 269

([xxviii])    جاء نص الذهبی عن هذه السفارة کما یلی: " ثم وصلت رُسل طاغیة الروم بهدیة، تطلب الهدنة، فأجاب بشـرط ألا یبقى فی مملکتهم أسیر، وبأن یخطبوا للعزیز بقسطنطینة فی جامعها، وعُقدت سبعة أعوام ". انظر: المصدر السابق، ج15، ص172.

-     الذهبی: هو الحافظ شمس الدین أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قایماز الترکمانی، ولد عام 673هـ/1274م، طاف بمعظم بلاد الشام طلبًا للعلم، کما زار القاهرة وبلاد الحجاز، نبغ نبوغًا کبیرًا فی مختلف فنون العلم، وله عدة مؤلفات أهمها تاریخ الإسلام، والمغازی، وتاریخ النبلاء وغیر ذلک، توفى ضریرًا عام 748هـ/1348م. انظر: الصفدی: أعیان العصر وأعوان النصر، تحقیق: فالح أحمد البکور، بیروت 1998م، ج3، ص ص1556-1562؛ ابن العماد الحنبلی: شذرات الذهب فی أخبار من ذهب، نشـر المکتب التجاری، بیروت د.ت، ج6، ص ص153-156.

-     ابن تغری بردی: هو جمال الدین أبو المحاسن یوسف بن الأمیر تغری بردی، ولد عام 813هـ/1411م بالقاهرة، وتُوفی والده وهو صغیر السن فنشأ فی کفالة زوج أخته ابن العدیم الحنفی، ثم جلال الدین البلقینی الذی تزوج بأخته بعد ذلک، مال إلى العلم ونبغ فیه نبوغًا کبیرًا، وله مجموعة من المؤلفات أهمها النجوم الزاهرة، والمنهل الصافی وغیر ذلک، توفى عام 874هـ/1470م. انظر: السخاوی: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، نشـر دار مکتبة الحیاة، بیروت د.ت، ج10، ص305-308.

([xxix])     الذهبی: المصدر السابق، ج15، ص172، 481؛ ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص151.

       لم تکن هذه هی المرة الأولى التی یطلب فیها إمبراطور بیزنطی عقد إتفاقیة صلح مع الدولة الفاطمیة، فقد سبق أن أرسل الإمبراطور قسطنطین السابع سفیرًا إلى الخلیفة الفاطمی المعز لدین الله عام 957م/346هـ إلى عاصمته المهدیة بالمغرب، وذلک قبل انتقال الفاطمیین إلى مصر، وعن هذه السفارة، انظر:

Stern: A Embassay of The Byzantine Empire to The Fatimid Caliph Al Mazz, in Byzantion Tom XX, 1950, pp. 209-258.                          

([xxx]) أشارت الدکتورة أسمت غنیم إلى الاتفاقیة التی عقدت بین باسیل والفاطمیین، ولکنها اعتمدت فقط على ما ذکره ابن تغری بردی، ولم تُشر إلى الذهبی على الرغم من أن الذهبی هو أول من تحدث عن هذه السفارة والاتفاقیة.

       انظر: العلاقات السیاسیة بین الدولتین البیزنطیة والفاطمیة (969-1094م)، رسالة ماجستیر ـ کلیة الآداب – جامعة الإسکندریة عام 1968م، ص164-165.

([xxxi])    Lev. Y: the Fatimids and Byztium, p 202.                      

([xxxii])    لا یوجد سبب واضح یفسـر صمت المصادر الإسلامیة العربیة عن الحدیث عن هذه السفارة، وما حققته من نجاح الخلیفة الفاطمی فی فرض شروطه على الإمبراطور البیزنطی، والتعلیل الوحید لذلک هو أن معظم مؤرخی هذه الفترة من أهل السنة الذین عزَّ علیهم ذکر نجاح الخلافة الفاطمیة الشیعیة.

([xxxiii])    یحیى بن سعید الأنطاکی: المصدر السابق، ص179؛ وقد ذکرها أیضًا  المقریزی عند ذکره لصناعة السفن. انظر: المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، طبعة بولاق، 1270هـ، ج2، ص194.

([xxxiv])    یحیى بن سعید الأنطاکی: المصدر السابق، ص179.

([xxxv])    Psellus: Op. Cit, p. 26.              

([xxxvi])    المعروف أن باسیل الثانی شن هجومًا عنیفًا ضد البلغار، وأوقع بهم عدة هزائم، ولم تأخذه بهم رحمة ولا شفقة، ففضلاً عمن وقع منهم قتیلاً، فقد تم أسر عدد کبیر منهم قدر بأربعة عشـر ألف أسیر. ومن المفید أن نذکر أن باسیل الثانی قام بسمل أعینهم جمیعًا وأعادهم إلى بلادهم على هذه الصورة، ومن الطریف أنه جعل قیادتهم أثناء عودتهم لواحد منهم على کل مائة أسیر  اکتفى بفقأ عین واحدة له.

       انظر: السید الباز العرینی: المرجع السابق، ص646-647. ونتیجة ما قام به باسیل الثانی من استخدام الوحشیة مع البلغار وصف فی التاریخ باسم سفاح البلغار.  انظر: وسام عبدالعزیز: الإمبراطور باسیل الثانی سفاح البلغار، ص182؛

W. Farag: Basil II The Bulgar Slayer, pp. 119 ؛Runciman: A History of the first Bulgarian Empie, (London, 1930), p. 240.

([xxxvii])Cedrenus (G.): Historiarum Compendium, in Corpus Scriptorum historae Byzantinae II, Bonae, 1839.                        

المؤرخ سیدرینوس Cedrenus: هو جورج سیدرینوس من رجال القرن الحادی عشر المیلادی عاش حتى مستهل القرن الثانی عشـر، کتب حولیه باسم "حولیات العالم"، منذ بدء الخلیقة وحتى عام 1057م. انظر: دونالد نیکول: معجم التراجم البیزنطیة، ترجمة حسن حبشـی، القاهرة 2003م، ص253                 .

([xxxviii])  Scylitzae (joannis) : Exoperpta ex Breviaria Historica

Joannis s- cylitzal Courpaltal, in Cedrenus, t II, Bonnae 1839,

        وانظر أیضاً الترجمة الإنجلیزیة:

John Wortly : A synopsis of Byzantine history, 811-1057, Cambridge 2010

([xxxix])   Zonarae (J.): Epitomae Historiarum, in Corpus Scriptorum Byzantinae, Tom III, Bonae, 1839.                             

-       المؤرخ زوناراس Zonaras: هو حنا زوناراس، مؤرخ عاش فی القرن الثانی عشـر المیلادی، توفى بعد عام 1159م، عمل فی البلاط البیزنطی، زمن الإمبراطور الکسیوس الأول کومنین، لکنه بعد وفاة الأخیر فقد وظیفته، وانتهى به الأمر إلى أن التحق بدیر القدیس جلیکریا: ألف کتابًا أسماه  "حولیات العالم"، أرخ فیه لتاریخ العالم منذ بدء الخلیقة وحتى عام 1118م. انظر:

Alexander Kazhdan: The oxford dictionary of Byzantium, oxford 1991, vol 3, p. 2229.

([xl])   یشیر ستانلی لینبول Stanley Lane-Poole إلى أن هذه الهدیة کانت تضم ثمان وعشرون صینیة من الفضة وأطباق من الذهب. انظر:

      A History of Egypt in the middle ages, London1901, pp/147-148. 

([xli])  ابن تغرى بردى: المصدر السابق، ج4، ص151.

([xlii]) النویری: نهایة الأرب فی فنون الأدب، تحقیق محمد أمین، القاهرة 1992، ج 28، ص ص 153- 164.

         حسن إبراهیم حسن: تاریخ الدولة الفاطمیة، القاهرة 1964م، ص ص151-154.

([xliii])     المقصود هنا بالباطنیة أی الفاطمیین، أما الباطنیة أو الإسماعیلیة، فهی إحدى فرق الشیعة، ینتسبون إلى إسماعیل بن جعفر الصادق وهو الإمام السابع عندهم، وأهم ما یقوم علیه المذهب الإسماعیلی هو إیمانهم بأن للعقیدة ظاهرًا وباطنًا، وللتنزیل العزیز معانی ظاهرة یعرفها الناس وأخرى باطنه یعرفها الإمام، لذلک سموا بالباطنیة. انظر: الغزالی: فضائح الباطنیة، تحقیق: عبدالرحمن بدوی، القاهرة 1964م، ص11؛ انظر أیضًا: حامد زیان غانم: الصـراع السیاسی والعسکری بین القوى الإسلامیة، القاهرة، 1983م، ص87 والحواشی.

([xliv])  انظر کتاب " الفرق بین الفرق "، تحقیق: محمد محیی الدین عبدالحمید، بیروت د.ت، ص291-292، وعن عضد الدولة البویهی، انظر: ابن خلکان: المصدر السابق، ج4، ص50-55، زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاکمة فی التاریخ الإسلامی، ترجمة: زکی محمد حسن وآخرون، القاهرة، 1952م، ج2، ص322.

([xlv]) ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص336؛ النویری: نهایة الأرب فی فنون الأدب، ج25، تحقیق: محمد عبدالجبار، القاهرة، 1984م، ص304-305.

       القرامطة: ترتبط الحرکة القرمطیة بالحرکة الإسماعیلیة فی تنظیمها وعقیدتها، ویعتبرها بعض المؤرخین جزءًا من الحرکة الإسماعیلیة العامة، ویرى البعض أن قرمط وتعنی "أحمر العینین" کان لقبًا لحمدان بن الأشعث زعیم القرامطة فی العراق.
 انظر: المسعودی: التنبیه والإشراف، نشـر دار ومکتبة الهلال، بیروت، 1981م، ص350-351؛ انظر أیضًا: عبدالعزیز الدوری: دراسات فی تاریخ العصور العباسیة المتأخرة، البصـرة، 1980م، ص179.

([xlvi]) استمرت أنطاکیة تابعة للمسلمین حتى استطاع الإمبراطور البیزنطی نقفور فوقاس (963-969م) الاستیلاء علیها من ید الحمدانیین عام 359هـ/969م. وعن أهمیة مدینة أنطاکیة عند الدولة البیزنطیة، انظر: Ostrogorsky:  Op. Cit., p. 269  جلانفیل داونی: أنطاکیة القدیمة، ترجمة إبراهیم نصحی، القاهرة، 1967م، ص24-28.

([xlvii]) السید الباز العرینی: المرجع السابق، ص 612.

Schlumberger: un Empereur Byzantine au dixieme Siecle, Nicephore phocas, paris 1890, pp 730- 731.

([xlviii])    ابن منجب الصیرفی: الإشارة إلى من نال الوزارة، تحقیق: عبدالله مخلص، القاهرة، 1924م، ص23؛ وانظر أیضًا: ابن القلانسـی: تاریخ دمشق، تحقیق: سهیل ذکار، دمشق، 1983م، ص56.

-     یعقوب بن کلس: هو أبو الفرج یعقوب بن یوسف بن إبراهیم بن داود بن کلّس، کان فی الأصل یهودیًّا، ولد ببغداد ونشأ وتعلم بها، ثم سافر مع والده إلى الشام، ثم حضر إلى مصر زمن الإخشیدیین، وتقدَّم فی دولته، ثم أسلم عام 356ه/ 967م، وفی زمن الفاطمیین علا شأنه، وتولى وزارة الخلیفة العزیز بالله الفاطمی (365- 386هـ/ 975-996م)، واستمر یلی الوزارة حتى وفاته عام 380هـ/ 911م.

       وعن شخصیة یعقوب بن کِلّسِ، انظر: ابن ظافر الأزدی، أخبار الدول المنقطعة، تحقیق علی عمر، القاهرة 2001، ص 115، ابن خلکان: المصدر السابق، ج7، ص ص27-35.

([xlix]) ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص151.

([l])    الذهبی: المصدر السابق، ج15، ص172، 481؛ ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص ص151-152.

([li])   عن نظام فک الأسرى، انظر: حامد زیان غانم: الأسرى المسلمون فی بلاد الروم، القاهرة، 1989م، ص ص25-28.

([lii])    الهروى: الإشارات إلى معرفة الزیارات، تحقیق: علی عمر، القاهرة، 2002م، ص53.

([liii])  قام مسلمة بن عبدالملک بحملة عسکریة على القسطنطینیة عام 717م/99هـ، واستمر محاصرًا لها اثنى عشـر شهرًا حتى جاءته الأخبارة بوفاة الخلیفة سلیمان بن عبدالملک وولایة الخلیفة عمر بن عبدالعزیز الذین أمره برفع الحصار عن القسطنطینیة والعودة بالجند المسلمین. وتذکر بعض المصادر الإسلامیة أن مسلمة أبى أن یرفع الحصار إلا إذا بنى الروم مسجدًا داخل القسطنطینیة، یقول ابن کثیر: " حلف مسلمة أن لا یقلع عنهم حتى یبنوا له جامعًا کبیرًا بالقسطنطینیة، فبنوا له جامعًا ومنارة "، انظر: البدایة والنهایة، منشورات مکتبة المعارف، بیروت، 1985م، ج9، ص328؛ ویقول قسطنطین السابع " مسلمة الذی قاد حملة على القسطنطینیة، وهو الذی أمر ببناء مسجد للمسلمین فی المعسکر الإمبراطوری"، انظر: إدارة الإمبراطوریة البیزنطیة، ص83.

وعن حملة مسملة بن عبدالملک على القسطنطینیة، انظر: الطبری: تاریخ الرسُل والملوک، القاهرة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة 1977م، ج6، ص ص530 - 531، ص553؛ ابن الأثیر: المصدر السابق، ج5، ص ص27-28، 43.

وقد شکک الدکتور وسام عبدالعزیز فی صحة نسب إنشاء هذا المسجد إلى مسلمة بن عبدالملک، انظر: العلاقات بین الإمبراطوریة البیزنطیة والدولة الأمویة، الإسکندریة، 1981م، ص ص173-174.

([liv])  المقریزی: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطمیین الخلفا، ج2 ص230؛ انظر أیضًا: أحمد عبدالکریم سلیمان: المسلمون والبیزنطیون، القاهرة، 1982م، ص208.

([lv])   انظر: کتاب والی المدینة ( کتاب عن الحسبة فی بیزنطة فی  القرن العاشر المیلادی، للإمبراطور لیو السادس، ترجمه ونشـره الدکتور السید الباز العرینی، مجلة کلیة الآداب ـ جامعة القاهرة، مایو 1957م، مجلد 19 )، ص154.

([lvi])  الذهبی: المصدر السابق، ج15، ص172؛ ابن تغری بردی: المصدر السابق، ج4، ص152.

([lvii]) وسام فرج: باسیل الثانی سفاح البلغار، ص10-181؛

Jenkins: Byyantium, The Imperial Centuries AD 610-1073 London, 1966, p. p.311, Lev. Y: The Fatimeds, p 202.

([lviii])     عن الصراع المقبل بین الفاطمیین والبیزنطیین خاصة فی شمال الشام، انظر: ابن الأثیر: المصدر السابق، ج9، ص ص120-124؛ ابن العدیم: المصدر السابق، ج1،
ص ص167-174.

==============

 

 

 

  • المصادر والمراجع

    أولاً: المصادر العربیة:

    • ابن الأثیر: عز الدین علی بن محمد (ت 630هـ/1233م):

    - الکامل فی التاریخ، نشـر دار صادر، بیروت 1966م.

    • البغدادی: عبد القادر بن طاهر محمد (ت 429هـ/1037م):

    - الفُرق بین الفِرق، تحقیق محمد محیی الدین عبد الحمید، بیروت د.ت.

    • ابن خلکان: شمس الدین أحمد بن محمد (681هـ/1282م):

    - وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، تحقیق إحسان عباس، بیروت 1977م.

    • الذهبی: أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت 748هـ/1347م):

    - سیر أعلام النبلاء، تحقیق بشار عواد، بیروت 1984م.

    • السخاوی: محمد عبد الرحمن (ت 902هـ/1497م):

    - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، نشر دار الحیاة، بیروت د.ت.

    • أبو شجاع الروذراوری: محمد بن الحسین (ت 488هـ/1095م):

    - ذیل تجارب الأمم، نشر محمد علی بیضون، بیروت 2003م.

    • الطبری: أبو جعفر محمد بن جریر (ت 310هـ/922م):

    - تاریخ الرسل والملوک، تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة 1977م.

    • ابن ظافر الأزدی: علی بن ظافر بن حسین (ت 613ه/ 1216م):

    - أخبار الدولة المنقطعة، تحقیق علی عمر، القاهرة 2001م.

    • ابن العدیم: کمال الدین عمر بن أحمد (ت 660هـ/1262م):

    - زبدة الحلب من تاریخ حلب، تحقیق سهیل زکار، دمشق 1997م.

    • العماد الحنبلی: أبو الفلاح عبد الحی (ت 1089هـ/1678م):

    - شذرات الذهب فی أخبار من ذهب، نشر المکتب التجاری، بیروت د.ت.

    • الغزالی: ابو حامد محمد الغزالی (ت 505هـ/1111م):

    - فضائح الباطنیة، تحقیق عبد الرحمن بدوی، القاهرة 1964م.

    • ابن القلانسی: حمزة بن أسد (ت 555هـ/ 1160م) :

    - تاریخ دمشق، تحقیق سهیل زکار، دمشق 1983م.

    • ابن کثیر: أبو الفدا إسماعیل (ت 774هـ/1372م):
    • البدایة والنهایة، منشورات مکتبة المعارف، بیروت 1985م.
    • المسعودی: أبو الحسن علی بن الحسین (ت 346هـ/957م):

    - التنبیه والإشراف، نشر دار ومکتبة الهلال، بیروت 1981م.

    • المقریزی: تقی الدین أحمد بن علی (ت 845هـ/1441م):

    - المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، مطبعة بولاق 1270هـ.

    - اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطمیین الخلفا، تحقیق جمال الدین الشیال، القاهرة 1999م.

    • ابن منجب الصیرفی: أبو القاسم علی بن منجب (ت 542هـ/1147م):

    - الإشارة إلى من نال الوزارة، تحقیق عبد الله مخلص، القاهرة 1924م.

    • النویری: شهاب الدین أحمد بن عبد الوهاب (ت 733هـ/1333م):

    - نهایة الأرب فی فنون الأدب، ج25، تحقیق محمد عبد الجبار، القاهرة 1984م، ج8، تحقیق: محمد محمد أمین، القاهرة 1992م.

    • یحیى بن سعید الأنطاکی: (ت 458هـ/ 1106م):

    - تاریخه، مطبعة الآباء الیسوعیین، بیروت 1909م.

    ثانیًا: المصادر الأجنبیة:

    • CedrenusG.:Histtoriarum Compendium, inCorpus Scriptorum historiae Byzantinae, vol 2. Bonnae 1839.
      • Constantine Prophrogentus De Adminstrando Emperio.

    قام بترجمته الدکتور محمود سعید عمران عن الترجمة الإنجلیزیة التی قام بها جنکیز عام 1967م، ونشره بعنوان: إدارة الإمبراطوریة البیزنطیة للإمبراطور قسطنطین السابع، بیروت 1980م.

    • Leo the Deacon: The History of leo the Deacon, translated by Alice- mary talbot, Washington 2005.
      • Leo VI (Sophos): Eparchikon Biblion, trans into Emglish by A. E. R. Bonk.

    وقام بترجمته إلى العربیة عن هذه الترجمة الدکتور السید الباز العرینی، ونشره فی مجلة کلیة الآداب جامعة القاهرة مایو 1957م، تحت اسم: " کتاب والی المدینة".

    • Nestor: The Russian Primary Chronicle, Leurention text, trans by Samuel H-Cross, and olgerd P. sherbowitzwetor, Cambidge 1953.
      • Psellus: Chronographia, trans by E. R. A. Sweter New Haven 1953.
      • Scylitzae (joannis): Exoperpta ex Breviaria Historica Joannis Scylitzal Courpaltae, in Cedrenus, t II, Bonnae 1839.

    وقام جون ورتلى John Wortly بترجمته إلى اللغة الإنجلیزیة تحت اسم:

    A Synopsis of Byzantine History, 811-1057, Cambridge 2010.

    • Zonorae J. " Eptimae Historiarum, Tom 111, Bonnae 1839.

    ثالثًا: المراجع العربیة والمعربة:

    • أحمد عبد الکریم سلیمان: المسلمون والبیزنطیون، القاهرة 1982م.
    • اسمت غنیم: العلاقات السیاسیة بین الدولتین البیزنطیة والفاطمیة، رسالة ماجستیر، کلیة الآداب جامعة الإسکندریة، عام 1968م.
    • السید الباز العرینی: الدولة البیزنطیة، بیروت 1982م.
    • بدر عبد الرحمن: العلاقات التجاریة بین الفاطمیین والبیزنطیین، القاهرة 1997.
    • جلانفیل داونی: أنطاکیة القدیمة، ترجمة إبراهیم نصحی، القاهرة 1967م.
    • حامد زیان غانم:

    -    الصـراع السیاسی والعسکری بین القوى الإسلامیة، القاهرة 1983م.

    -    الأسرى المسلمون فی بلاد الروم، القاهرة 1989م.

    -    دراسات فی تاریخ العالم الإسلامی فی العصور الوسطى، القاهرة 2006م.

    • حسن إبراهیم حسن: تاریخ الدولة الفاطمیة، القاهرة 1964م.
    • دونالد نیکول: معجم التراجم البیزنطیة، ترجمة حسن حبشی، القاهرة 2003م.
    • زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاکمة فی التاریخ الإسلامی، ترجمة زکی محمد حسن وآخرین، القاهرة 1952م.
    • طارق منصور: الروس والمجتمع الدولی، القاهرة 2001م.
    • عبد العزیز الدوری: دراسات فی تاریخ العصور العباسیة المتأخرة، البصرة 1980م.
    • علیة عبد السمیع الجنزوری: العلاقات البیزنطیة الروسیة فی عهد الأسرة المقدونیة، القاهرة 1989م.
    • لویس أرشیبالد: القوى البحریة والتجاریة فی حوض البحر المتوسط، ترجمة أحمد محمد عیسى، القاهرة، 1960.
    • محمد جمال الدین سرور:

    -مصـر فی عصـر الدولة الفاطمیة، القاهرة 1960.

    -النفوذ الفاطمی فی بلاد الشام والعراق، القاهرة 1964.

    • محمد سید محمد بدوی: العلاقات السیاسیة والحضاریة بین الدولة البیزنطیة وروسیا زمن الأسرة المقدونیة، رسالة ماجستیر، کلیة الآداب – جامعة سوهاج، 2003م.
    • نهى عبده بکری: روسیا الکیفیة والمسیحیة، رسالة ماجستیر، کلیة البنات – جامعة عین شمس، 2007م.
    • نورمان کانتور: التاریخ الوسیط، ترجمة قاسم عبده قاسم، القاهرة 1997م.
      • وسام عبد العزیز فرج:

    - العلاقات بین الإمبراطوریة البیزنطیة والدولة الأمویة، الإسکندریة 1981م.

    - الإمبراطور باسیل الثانی سفاح البلغار (976-1025م)، مقال منشور بندوة التاریخ الإسلامی والوسیط بجامعة عین شمس، 1982م.

    - الألقاب والمناصب الحکومیة فی الدولة البیزنطیة بین الاستمراریة والانقطاع، مقال بالکتاب السنوی الثالث، الجمعیة التاریخیة للدراسات الیونانیة، القاهرة 1988م.

    • هسـی: العالم البیزنطی، ترجمة رأفت عبد الحمید، القاهرة 1982م.

    رابعًا: المراجع الأجنبیة:

    • Farag W.: Basil II the Bulgar Slayer.

    مقال منشور فی مجلة کلیة الآداب – جامعة المنصورة، عام 1982م.

    • Jenkins: Byzantium, the imperial Centuries AD 610-1073, London 1966.
    • Kazhdan A.: The Oxford dictionary of Byzantium, Oxford 1991.
    • Lane-Poole S.: A history of Egypt in the middle ages, London 1901.
    • Lev. Y: The Fatimids and Byyantiens 10th  12th  Centuries, in Greaca- Arabica, Athena 1995.
    • Ostrgorsky  A.: The Byzantine state, Oxford 1956.
    • Rohi B.: Al-mawarid Al-waseet dictionary, Lebanon 1966.
    • Runciman S.: A history of the first Bulgarin Empire, London 1930.
    • Stern: A embassay of the Byzantine Empire to the Fatimid Caliph Al-mazz, in Byzantion tom xx. 1950.

    *   *   *   *