أحکام النُّون السَّاکنة لدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرين) (دراسة صوتيَّة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

طالب دراسات عليا(دکتوراه) بجامعة القاهرة, کلية الآدَاب, قسم اللُّغة العربيَّة

المستخلص

     اخْتَصَّ صوت النُّون السَّاکن بأحْکَام متعدِّدة بحَسب مُجاوَرته مُخْتَلَف الأصوات اللُّغَويَّة؛ لکَوْنه أکْثر الأصوات تأثُّرًا في اللُّغة العربيَّة, ويعتمد تنوُّع هذه الأحْکَام بناءً على مَدَى قُرْب صوت النُّون من هذه الأصوات وبُعْدِه عنْها مَخْرَجًا, وصِفَةً, وتَهْدِف أغْلَب تلک الأحْکام تسهيل النُّطْق وتيسيره, وقد دَرس المُتأخِرون والمُتَقدِّمون من علماء اللُّغَة تلک الأحْکام من النَّاحية الصَّوتية ضِمْن باب الإدْغام, وتجلَّى إسْهَام علماء اللُّغة المُتأخِّرين مُقَارنةً بمن سبقهم إضافة تفسيرات صوتيَّة أکْثَر دِقَّة تُعلِّل هذه الأحْکَام, بالإضافة لتمْکِين إعِادة صياغة تسميات دالة على أحکْام النَّون السَّاکنة لدى مُجاورتها الأصوات اللُّغويَّة وِفْق ما قَرَّروا من مُصْطَلَحات, وآراء, وما أکَّدته البحوث الصَّوتيَّة ومُخْتبراتها.

الكلمات الرئيسية


یُعَدُّ صوت النُّون السَّاکن أکْثَر الأصوات اللُّغویَّة تأثُّرًا بمَا جاوَرَه من أصْوات لُغَویَّة, وخَلَق هذا التأثر عِدَّة أحْکَامٍتنْفَصِل عن بعْضِها البَعْض تبعًا لدَرَجة قُرْب صوت النُّون مَخْرَجًا أو صِفَةً من هذه الأصوات وبُعْده عنها ضِمْن التَّرکیب اللُّغَوی, فإنْ قَرُب منها اُسْتُوجِب إدْغَامه, وإنْ بَعُد عنها لَزِم إظْهَاره, وإنْ توسَّط بَیْن القُرْب والبْعْد کان إخْفَائه, وأمَّا ما یخصُّ حُکْم القَلْب فأثْبَت العِلم الصَّوتی الحدیث وقوعه ضِمْن الإخْفَاء, وإنَّ هذه التَّعدُّدیَّة النُطقیَّة الکائنة لصوت النُّون السَّاکن التی أفْضَتْها مُجاورته مُخْتَلف الأصوات اللُّغَویَّة فی الواقِع ما هی إلَّا صورٌ نُطقیَّة متنوِّعَة لفونیم النُّون الرَّئیس غَیْر ذاتِ أثَرٍ فی المعْنَى؛ فرضها أثَر الأصوات الرَّجعِی لدى المُجاوَرة.

وأفْرَد علماء اللُّغَة المُتأخِّرون والمُتقدِّمون على حَدٍّسواء جانبًا ضِمْن باب الإدْغَام لدِرَاسة هذه الأحْکام من النَّاحیة الصَّوتیَّة, وکان بینهم مُوافقةً فی أمُور, ومُخالفة فی أمُور هَدف البحث بإذْن اللَّه بیانها؛ إثْبَاتًا لإسهام علماء اللُّغة المُتأخِّرین دِرَاسة هذا الجانب, ومن جهةأُخْرَى اقْتِراح تسمیات أخْرَى دالَّة على هذهالأحْکَام خِلاف ما تأصَّل لدى علماء اللُّغة؛ بناء على ما انتهى إلیه علماء اللُّغة المُتأخِّرون, وأکَّده العلم الصَّوتی الحدیث من حقائق بفْضْل التَّطور الواسع فی وسائله التَّطبیقیَّة والعَمَلیَّة.

 ووقع اختیار البحث على ابن الحاجب, وابن یعیش, والرَّضی ضِمْن علماء اللُّغة المُتأخِّرین؛ لإضافاتِهم المُتمیِّزَة فی هذا الجانب مُقَارنةً بغَیْرهم من العلماء بحسْب اطِّلاع الباحث.

 واعتمد البحث للوصول لهدفه المنهج الوصْفِی؛ لوصْف المادَّة العلمیَّة لدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرین, وکذلک المنْهج التَّاریخِی؛ لبیان ما أضافه هؤلاء العلماء على سابقیهم من جهة, وصدى تلک الإضَافة لدى العِلْم الصَّوتی الحدیث منجهة أُخْرى.

 

                       (مَخْرج صوت النُّون وصِفاته)

     حدَّد علماء اللُّغة المُتأخِّرون والمُتقدِّمون لصَوت النُّون مخْرَجًا عَبْر الخَیْشُوم فقط إذا ما کان ساکنًا، وتلاهخمسة عشر صوتًا ضِمْن أصوات الفم  تُسمَّى أصوات الإخفاء على ما سیأتی بیانه, وتفصیله, ومَخْرَجًا عَبْر الفم بمُصَاحَبَة تسریب الهواء عَبْر الخَیْشُوم إذا ما کان ساکنًا وتلاه أحَد الأصوات الحلقیَّة السِّتَّة, أو کان مُتحرِّکًا,فقد تمَّ نَعْت النُّون الأولى بـ"الخفیفة", أو"الخَفیَّة", قال الرَّضی:"النُّون الخفیَّة... إذْ هی نون ساکنة غَیْر ظاهرة مخْرَجها من الخَیْشُوم فقط,وإنَّما تجیء قبل الحُرُوف الخَمَسَة عَشَر التی تُذْکَر عند ذَکْر أحْوال النُّون"([i]), وبیَّن ابن یعیش:"فالنُّون الخفیفة المُرَاد بها السَّاکِنَة, فی نَحْو:"مِنْک", و"عَنْک" فهذه النُّون مخْرجها من الخَیْشُوم, وإنَّما یکُون مخرجها من الخَیْشُوم مع خمسَة عَشَر حَرْفًا من حُرُوف الفم, وهی القاف, والکاف, والجیم, والشِّین, والصَّاد, والضَّاد, والسِّین, والزَّای, والطَّاء, والظَّاء, والدَّال, والتَّاء, والذَّال, والثَّاء, والفَاء"([ii]), وقال سیبویه:"ومن الخَیَاشِیم مَخْرَج النُّون الخفیفة"([iii]), وذَکر ابن جنِّی:"ومن الخیاشِیم مخْرَج النُّون الخفیَّة, ویُقَال الخفیفة, أی السَّاکنة, ویدلّک على أنَّ النُّون السَّاکنة إنَّما هی من الأنف, والخَیاشِیم أنَّک لو أمْسَکْت بأنْفِک, ثمَّ نَطَقْت بها, لوجَدَّتها مُخْتَلَّة"([iv]), وتمَّ نعْت النُّون الثَّانیة بـ"البیِّنَة", أو"المُظْهَرْة", قال ابن الحاجب:"فإنْ قُلْت: من خَلَق؟ ومن أبوک؟ فهذه هی النُّون التی مخْرَجها من الفم"([v]), وقال ابن یعیش:"وإنْ کانت ساکنة وبعْدَها حَرْف من حُرُوف الحَلْق السِّتَّة فمخْرَجها من الفم من مَوْضِع الرَّاء, واللَّام وکانت بیِّنَة غَیْر خَفیَّة"([vi]), وذَکر الرَّضی:"أنَّ للنُّون مَخْرَجَیْن: أحدهما فی الفم, والآخر فی الخَیْشوم؛ إِذْ لا بُدَّ فیها من الغُنَّة, وکذلک النُّون المتحرِّکَة... تخْرُج من المَخْرَجَیْن؛ لاحْتیاجِها إلى فضْل اعْتِمَاد"([vii]),  وبیَّن سیبویه:"ومنها حَرْفٌ شدید یَجْرِی معه الصَّوت؛ لأنَّ ذلک الصَّوت غُنَّة من الأنْف, فإنَّما تُخْرِجُه من أنْفِک, واللِّسَان لازِم لمَوْضِع الحَرْف؛ لأنَّک لو أمْسَکْت بأنْفِک لم یَجْرِ معه الصَّوت, وهو النُّون, وکذلک المیم"([viii]), وذَکَر ابن جنِّی:"... وأمَّا النُّون المُتحرِّکَة فمن حُرُوف الفم کما قَدَّمنا؛ إلَّا أنَّ فیها بعْض الغُنَّة من الأنْف"([ix]).

     وحقیقة المَخْرج عَبْر الفم باتِّصَال طَرَف اللِّسَان بمقدِّم الحَنک أعْلى الثَّنَایا؛ إذْ ذکَر الرَّضی أنَّ مخْرج صوت النَّون:"بَیْن طَرَف اللِّسان إلى رأْسِه, وبیْن فُوَیْق الثَّنایَا"([x]), ووصفه ابن جنِّی بأنَّه:"من طَرَف اللِّسَان بیْنَه وبَیْن ما فُویْق الثَّنایَا"([xi]), وما قُدِّم کان مُوافِقًا العِلْم الصَّوتی الحدیث؛ حیث ذَکَر إبراهیم أنیس لدى وصْفه مَخْرَج صوت النَّون بأنَّه:" یَنْدَفِع الهواء من الرِّئتَیْن مُحَرِّکًا الوترین الصَّوتیین, ثمَّ یتَّخِذ مَجْرَاه فی الحَلْق أوَّلاً, حتَّى إذا وَصَل إلى أقْصَى الحَلْق هَبَط أقْصَى الحَنَک الأعلى فیسدّ بهبوطه فتحة الفم, ویتسرَّب الهواء من التَّجویف الأنْفِی مُحْدِثًا فی مُرُوره نوْعًا من الحفیف لا یکَاد یُسْمَع, فهی کالمیم تمامًا غَیْر أنَّه یَفْرُق بینهما أنَّ طَرَف اللِّسَان مع النُّون یلْتَقِی بأصُول الثَّنایا العُلْیَا"([xii]).

 

     وجعَل علماء اللُّغَة المُتأخِّرون, والمُتقدِّمون صوت النُّون ضِمن "الأصوات المجهورة"([xiii]), وکذلک لدى العِلْم الصَّوتی الحدیث من "الأصوات المجهورة", وهی:- الأصوات التی یهْتَزُّ لدى إنْتَاجها الوتران الصَّوتیَّان مُقَابِل "الأصوات المهموسة" التی لا یهْتزّ لدى إنْتَاجها الوترَان الصَّوتیَّان([xiv])

     هذا وقد عدَّ علماء اللُّغة المُتأخِّرون, والمُتقدِّمون صوت النَّون بَیْن الأصوات الشَّدِیدة التی"إنْ أسْکَنْتَها ونَطَقْت بها لم یَجْرِ الصَّوت"([xv]), والأصْوات الرِّخْوَة, وهی:"ما یجْرِی الصَّوت عند النُّطْق بها"([xvi]), قال الرَّضی:"وإنَّما جُعِل حُرُوف لِمَ یَرُوعُنَا بَیْن الشَّدیدة, والرِّخْوَة؛ لأنَّ الشَّدیدة هی التی یَنْحَصِر الصَّوت فی مواضعِها عند الوَقْف, وهذه الأحْرَف الثَّمانیة ینْحَصِر الصَّوت فی مواضِعَها عند الوَقْف, لکن تعْرُض لها أعْرَاض تُوجِب خُروج الصَّوت من غَیْر مواضِعها... وأمَّا المیم, والنُّون فإنَّ الصَّوت لا یخْرُج من مَوْضِعیْهِمَا من الفم, لکن لمَّا کان لهما مَخْرَجَان فی الفَم, والخَیْشُوم جَرَى به الصَّوت من الأنْف دُون الفَم؛ لأنَّک لو أمْسَکْت أنْفَک لم یَجْرِ الصَّوت بهما"([xvii]).

     ولم یُخَالف العِلْم الصَّوتی الحدیث ما ذَهَب إلیه عماء اللُّغة؛ حیث عُدَّ صوت النُّون بجانب أصْوَات "المیم", و"اللَّام", و"الرَّاء" تحت بَنْد "الأصَوات المُتَوَسِّطَة"([xviii]), أو"أشْبَاه الحَرَکَات"([xix]), أو"الأصْوات المائعَة أو السَّائلَة"([xx]), "وعُدَّت (هذه الأصوات) حلقَةً وُسْطَى بَیْن الأصَوات الصَّامتة, وأصْوَات العِلَّة(المُصَوِّتات)؛ لأنَّ فیها من صفَات الأولى أنَّ مَجْرَى النَّفَس معها تعتَرضه بعْض الحَوائل, وفیها کذلک من صفَات أصَوات العِلَّة(المُصَوِّتَات) أنَّها لا یکَاد یُسْمَع لها أیَّ نَوْع من الحَفِیف"([xxi]).

     هذا جمیع ما یخْتَصُّ بمَخْرَج صوت النَّون وصفاته لدى علماء اللُّغة المُتأخِّرین والعلم الصَّوتی الحدیث, وفیما یلی بیَان أحْکَام النُّون السَّاکنة لدى مُجاورتها مخْتَلف الأصوات اللُّغویَّة, وطَریق دراسة علماء اللُّغة المُتأخِّرین هذه الأحْکَام ومقارنته بمن سَبَقَهم من علماء اللّغة, وکذلک العِلْم الصَّوتی الحدیث.

                          (أحْکَام النُّون السَّاکنة)

     أشَار علماء اللُّغة بشَکْلٍ عام لأرْبعة أحْکَامٍ للنُون السَّاکنة لدى مُجاورتها الأصْوات اللُّغویَّة, وهی:"الإدْغَام", و"الإظْهَار", و"الإخْفاء", و"القَلْب", وفیما یلی بیان ذلک وتفصیله توالیًا:-

                                    أوَّلاً:- "الإدْغَام"

 یتحتَّم بدایة مَعْرِفة المقْصُود بمصْطَلح الإدْغَام لدى علماء اللُّغَة المُتقدِّمین, والمُتأخِّرین؛ فقد عَرَّفه سیبویه بقوله:"والإدغام یُدْخَل فیه الأوَّل فی الآخِر, والآخِر على حاله, ویُقْلُب الأوَّل فیُدْخَل فی الآخِر؛ حتَّى یصیر هو والآخِر من مَوْضِع واحدٍ, نَحْوُ:"قدتّرکتک", ویکون الآخِر على حاله"([xxii]), ولدى سَرْده الأبواب المُختصَّة بظاهرة الإدغام وشَرْحِها ضَمَّنها بابًا أسْمَاه:-الإدغام فی الحَرْفین اللَّذین تَضَعَ لسانک لهما مَوْضِعًا واحدًا لا یزول عنه([xxiii]).

     وفَسَّر المُبرِّد الصَّوت المُدْغَم بـ"أنَّه لا حَرَکَة تفْصِل بینهما, فإنَّما تعتمد لهما باللِّسان اعتمادة واحدة, لأنَّ المَخْرَج واحد, ولا فَصْل... فهذا مَعْنَى الإدغام"([xxiv]).

     وذَکَر ابن جنِّیأنَّ:"الحَرْف لمَّا کان مُدْغَمًا خَفِی, فَنَبَا اللِّسان عَنْه وعن الآخر بَعْدَه نَبْوَة واحدة, فَجَرَیَا لذلک مَجْرَى الحَرْف الواحد..."([xxv]).

     ورَبَط ابن یعیش بَیْن المعنیین اللُّغوی والاصطلاحی لدى تعریفه الإدغام قائلاً:"الإدغام:إدْخَال شیءٍ فی شیءٍ, یُقال: أدْغَمْتُ اللِّجام فی فم الدَّابَّة, أی أدخلتُه فی فِیهَا, وأدْغَمْتُ الثِّیاب فی الوعاء: أدخلتها فِیه... ومَعْناه فی الکلام أنْ تَصِلَ حَرْفًا ساکنًا بحَرْفٍ مِثله مُتَحرِّک من غَیْر أنْ تفصِل بینهما بحَرَکةٍ أو وقفٍ, فیصران لشِدَّة اتِّصالهما کحَرْفٍ واحد, ترتفع اللِّسان عنهما رفعة واحدة شدیدة... وذلک نَحْوُ:"شدَّ", و"مدَّ" ونَحْوهما"([xxvi]).

وعرَّفه ابن الحاجب بأنَّه:"النُّطق بحَرْفین من مَخْرَج واحد دُفْعَةً واحدةً من غَیْر فَصْل بینهما"([xxvii]).

 وکابن یعیش رَبَط الرَّضی بَیْن المعنیین اللُّغوی والاصطلاحی؛ حیث قال:" والإدغام فی اللُّغة:- إدْخَال الشَّیء فی الشَّیء, یُقال أدْغَمت اللِّجام فی فم الدَّابة: أی أدْخَلْتُه فیه,... والإدغام: إخراج الحَرْفین من مُخْرَج واحد دُفْعَة واحدة باعتمادٍ تام.... والذی أرى أنَّه لیس الإدغام الإتیان بحَرْفین, بل هو الإتیان بحَرْفٍ واحدٍ مع اعتمادٍ على مَخْرَجِه قویّ([xxviii])"([xxix]).

     ومن خلال نَظَر التَّعریفات السَّابقة نجَد إفادتها بشکل مُجْمَل تَطَلّب لدى إدْمَاج صوتٍ فی صوتٍبرَفْعَةٍ واحدةٍ واعتمادة, کَوْنهما مُتماثِلَیْن مماثلة تامَّة مخْرَجًا, وصِفَة, دُون فَصْلٍ بحَرَکة, أو وقْف, إلَّا أنَّ تعْریف علماء اللُّغَة المُتأخِّرین امْتَاز مایلی:-

1-    اعتماد ابن یعیش, والرَّضی, لدى تعریفهما ظاهرة الإدغام الإشارة للمَعْنَیَیْن اللُّغوی, والاصطلاحی؛ تأکیدًا لموافقة المَفهوم الاصطلاحی أحد مدلولات المفهوم اللُّغویّ العام وهو:"الإدْخال"من جهة, وإثْبات کَوْن وَضْع المصطلح العِلْمی الدَّال على الظَّاهرة الصَّوتیَّة مُنْبَثِق عن أصْلِه اللُّغویّمن جهة أخرى.

2-    ذِکْر ابن الحاجب, والرَّضی لفظة "مَخْرَج" فی تعبیرهما:-"النُّطق بحَرْفین من مَخْرَج واحد""إخراج الحَرْفین من مَخْرَج واحد دُفْعَةً واحدة" أدَق مُقارنةً تخصیص علماء اللُّغة المتقدِّمین عُضْو اللِّسان وَضْعًا, واعتمادًا, ونَبْوًا؛ إذْ الإدغام یکون فی أصوات الحَلْق, والشَّفتین, ولیس لعُضْو اللِّسان دورٌ  فی إخراجها.

3-    ما ذَکَرَه ابن یعیش, والرضی فی قولهما:-

-         "فیصران لشِدَّة اتِّصالهما کحَرْفٍ واحدٍ, ترتفع اللِّسان عنهما رَفْعَةً واحدةً شدیدة...".

-         "والذی أرى أنَّه لیس الإدغام الإتیان بحَرْفَیْن, بل هو الإتیان بحَرْفٍ واحدٍ مع اعتمادٍ على مَخْرَجِه قویِّ" یُفْضِی ضِمْنیًّا تحدید المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بالصَّوت المُدْغَم, وأنَّه مُکافیء المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بصوت صامت طویل, أی توسُّط مداه الزَّمنی بَیْن النُّطْق بصوت صامت مُفْرَد, وصوتین صامتین, بینما عَدَّ علماء اللُّغة المتقدَّمین المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بالصَّوت المُدْغَم مُکَافِئًا المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بصوت صامت واحد:"یُدْخَل فیه الأوَّل فی الآخِر", حیث"تعتمد لهما باللِّسان اعتمادة واحدة", "فجَرَیَا لذلک مَجْرَى الحَرْف الواحد", بینما خطَّأ ابن الجَزَرِی ضِمْن علماء الأداء المتأخِّرین اعتقاد المَدَى الزَّمنی للنُّطق بالصَّوت المُدْغَم کصوت واحد, بإدْخال الصَّوت الأوَّل فی الصَّوت الثَّانی؛ حیث عدَّ الصَّوتین المُراد إدْغام أحدهما فی الآخر مَنْطُوق بهما تمامًا لدى الإدْغام, أی مکافأة المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بالصوت المُدْغَم صوتین صامتین, قال ابن الجَزَری:"فإنْ کانا مِثْلَیْن أُسْکِن الأوَّل وأُدْغِم, وإنْ کَانا غَیْر مِثْلَین قُلِب کالثَّانی, وأُسْکِن ثمَّ أُدْغِم, وارتفع الثَّانی عنهما رَفْعَةً واحدة من غَیْر وَقْفٍ على الأوَّل, ولا فَصْلٍ بحَرَکة, ولا رَوْم, ولیس بإدْخال حَرْفٍ فی حَرْفٍ کما ذَهب إلیه بعضهم, بل الصَّحیح أنَّ الحَرْفین مَلْفوظٌ بهما کما وصفنا طلبًا للتَّخفیف"([xxx]), وإشارة ابن یعیش, والرَّضی الضِّمنیَّة بشأن المَدَى الزَّمنی للنُّطْق بالصَّوت المُدْغَم أکَّدَ دِقَّتها العِلْم الصَّوتی الحدیث وتجاربه المَخْبَرِیَّة؛ حیث قال عبد الصَّبور شاهین:" إذا نَظَرْنا فی نُطْقِ الصَّامت المُضَعَّف إلى طبیعة العملیَّة النُّطقیَّة ووحْدَتِهَا- قلنا: إنَّه صامت طویل یُشْبِه الحَرَکة الطَّویلة التی تساوی ضُعْف الحَرَکة القصیرة, هذا من النَّاحیة الصَّوتیَّة..."([xxxi]), وقال أحمد مختار عمر:"وعلى هذا فإنَّ الإدغام یُمکن أنْ یُفهم على أنَّه إزالة الحدود بَیْن الصَّوتین المُدْغَمین وصَهْرِهِمَا معًا, أو أنَّه إحلال صوت ساکن طویل مَحَل الصَّوتین السَّاکنین القصیرین"([xxxii]).

واعتمدت دراسة حدیثة المُختبرات الصَّوتیَّة للوقوف على حقیقة الصَّوت المُدْغَم؛ إذْ طول الصَّوت المُضَعَّف یساوی ضُعْف الصَّوت المُفْرَد... وأن الصَّوت المُضَعَّف عبارة عن صوت واحد طویل([xxxiii]).

     نَوَد الإشارة لبعْض شروط تُلْتَزَم لدى رغْبة إدْغَام صوتین مُتقاربیْن مُتجاورین, وهی کالتَّالی:-

1-    مماثلة الصَّوتین المُتقاربیْن بشَکْل عام, قال الرَّضی:"لایُمْکِن إدْغَام المُتَقَاربین إلَّا بَعْد جَعْلِهما مُتماثلین؛ لأنَّ الإدْغَام إخْراج الحَرْفَین من مَخْرَجٍ واحِدٍ دُفْعَة واحِدة باعتمادٍ تام, ولا یُمْکِن إخْراج المُتقاربین من مَخْرَجٍ واحدٍ؛ لأنَّ لکلِّ حَرْفٍ مَخْرَجًا على حِدَه"([xxxiv]), وذَکَر ابن الحاجب:"... إذا رِیم إدْغَام الحَرْفین المُتقَارِبَیْن أنْ یُقْلَب أحدهما إلى الآخَر... لأنَّ حقیقة الإدْغَام تُنَافِی إبْقَاء الأوَّل على حالٍ تُخَالف الثَّانی فی الحقیقة"([xxxv]).

2-    قَلْب الصَّوت الأوَّل للصَّوت الثَّانی, قال ابن یعیش:"... لأنَّ باب الإدْغَام أنْ تُدْغِم إلى الثَّانی, وتحوَّل على لفظه"([xxxvi]), وبیَّن ابن الحاجب أنَّه:" إذا قُصِدَ إلى إدْغَام المُتَقَاربَیْن وَجَبَ أنْ یُقْلَب الأوَّل إلى الثَّانی, ثمَّ یُسَکَّن إنْ کان مُتَحرِّکًا, فحینئذٍ یحصُل الإدْغام..."([xxxvii]), وقال الرَّضی:"... إنَّما کان القیاس قَلْب الأوَّل إلى الثَّانی دُون العَکْس؛ لأنَّ الإدْغَام تغییر الحَرْف الأوَّل بإیصاله إلى الثَّانی, وجَعْلِه معه کَحَرْفٍ واحدٍ"([xxxviii]), وأکَّد سیبویه:"... أنَّ الأصْل فی الإدْغام أنْ یُتْبَع الأوَّل الآخر, ألا ترى أنَّک لو قُلْت من المنفصلِیَن بالإدْغَام نَحْو:ذُهِبَ به, وبُیِّن له, فأسْکَنْت الآخَر لم یَکُن إدْغَام حتَّى تُسْکِن الأوَّل, فلمَّا کان کذلک جعلوا الآخر یتبعه الأوَّل, ولم یجعلوا الأصل أنْ ینقَلِب الآخر فتجعله من موضع الأوَّل"([xxxix]), ویعَدَّ جَعْل الصَّوت الأوَّل مِثْل الصَّوت الثَّانیلدى العِلْم الصَّوتی الحدیث من قبیل"المُماثَلة الرَّجعیَّة الکُلِّیَّة المُتَّصِلَة", وإنَّ المقصود بـ"المُماثلة الرَّجعیَّة":- تأثُّر الصَّوت الأوَّل بالصَّوت الثَّانی, فی مُقابل "المُماثلة التَّقَدُّمیَّة" التی هی:- تأثُّر الصَّوت الثَّانی بالصَّوت الأوَّل, وإنَّ المُراد بـ"المُماثلة الکُلیَّة":-أَثَرُ صوت فی آخر مُجاورٍ له یُفْضِی اتِّفَاقًا تامًا فی السِّمات النُّطقیَّة, فی مقابل "المماثلة الجُزْئیَّة" التی هی:- أَثَرُ صوتٍ فی آخر مُجاورٍ له یُفْضِی تقاربًا فی السِّمات النُّطقیَّة, و"المُماثلة المُتَّصِلة":- کَوْن لا فَصْل بَیْن الصَّوتین المُؤثِّر أحدُهما فی الآخَر, فی مقابل "المُماثلة المُنْفصِلة":- والتی تصیر مع فصْلٍ بَیْن الصَّوتین المُؤثِّر أحدُهما فی الآخَر([xl]).

3-    وجوب تقارُب الصَّوتین المتقاربین بالمَخْرَج, أو الصِّفة,قال ابن یعیش:"الحُروف المُتقَارِبَة فی الإدْغَام کالأمْثال؛ لأنَّ العِلَّة المُوجِبَة للإدْغَام فی المِثْلین موجودة فی المُتقَارِبَیْن؛ إذْ قَرُبَت منها, وذلک لأنَّ إعادة اللِّسان إلى مَوْضِع قریبِ ممَّا رفَعْته کإعادته إلى نَفْس المَوْضِع الذی رُفِعَ عنه؛ ولذلک شُبِّه بمَشْی المقیَّد؛ لأنَّه یَرْفَع رِجْلَه ویضعها فی مَوْضِعِهَا الذی کانت فیه, أو قریبًا, فیثْقُل ذلک علیه, کذلک اللِّسان إذا رَفَعْتَه عن مکان وأعدَّته إلیه أو إلى قریبِ منه ثقُل ذلک, فلذلک وجب الإدْغَام..."([xli]).

     وقد أشار علماء اللُّغة المُتأخِّرین لوجُوُب إدْغَام صوت النُّون لدى تقدُّمه أصوات "المیم, واللَّام, والیاء, والواو"([xlii])؛ إذْ علَّل الإدغام ابن یعیش بـ:"أنَّها مُقارَبة لها فی المَنْزِلَة الدٌّنیا من غَیْر إخْلالٍ بها"([xliii]).

وفیما یلی بیان ذلک بشکلٍ مُفَصَّل:-

1-    إدغام صوت النُّون فی صوت المیم, نَحْوُ:"مِنْ مَا رَزَقکُم اللَّه":"ممَّا رَزَقکَم اللَّه"؛ وقد فَسَّرعلماء اللُّغَة المُتأخِّرین الإدْغَام رُغْم التَّباعُد المَخْرَجِی؛ لکَوْن صوت النَّون, وصوت المیمیتقَاربَا بالتَّشَارُک بـ"الغُنَّة", قال ابن یعیش:"... وذلک أنَّ المیم, وإنْ کان مَخْرَجها من الشَّفَة؛ فإنَّها تُشارک النُّون فی الخَیَاشِیم لمَا فیها من الغُنَّة, والغُنَّة تُسْمَع کالمیم, فلذلک تَقَعَان فی القَوافی المُکْفَأة..."([xliv]), وذَکَر الرَّضی:"فإنْ حَصَل للنُون السَّاکنة مع الحُرُوف التی بعْدَها... قُرْب صِفَة کالمیم؛ لأنَّ فیه أیضًا غُنَّة وَجَب إدْغَام النُّون فی تلک الحُرُوف"([xlv]), فمَا سوَّغ إدغام صوت النُّون فی صوت المیم رُغْم تباعد مَخْرَجَیّ الصَّوتین؛ کَوْنَهُما "مَجْهُورَین", وضِمْن "الأصوات المُتوسِّطة", و"تَشَارُکِهِمَا بالغُنَّة", بالإضَافة لتأکِید العِلْم الصَّوتی الحدیث لقوَّة صوت المیم مُقَارَنةً بصوت النُّون؛ مَکَّنت من التأثیر رجْعِیًّا فی صوت النُّون بقَلْبِه میمًا,إذْ أثْبِتَتْ"نتائج العَیِّنَات المُرْفَقَة لصُوَیْت الغُنَّة مع کُلٍّ من حَرْفَیّ النُّون, والمیم المُشدَّدین... إنْ زَمَن النُّطْق بصُوَیْت الغُنَّة للمیم المُشدَّدة بَدَا أطْوَل زَمَنًا من زَمِن النُّطق بصُوَیْت الغُنَّة للنُّون المُشدَّدة, ولدى إخضاعهما لنتائج العَیِّنَات المُشَار إلیها لاختبار (T.test) للفُرُوق بَیْن العَیِّنَات اتَّضَح أنَّ هناک فَرْقَا بینهما فی الحالین قُدِّر بحوالی(p>0,01), وهو وإنْ کان  فارقًا ضَئِیلاً إلَّا أنَّه یُعْتَدُّ به فی مِثل هذه الحالات, وما ذلک فی رأینا إلَّا لأنَّ حَرْف المیم کما یقول علماء القراءات القُدَمَاء أقْوَى من حَرْف النُّون..."([xlvi]), بالإضافة إلى أنَّه""یَعْرُض للنُّون من الظَّواهر اللُّغویَّة ما لا یَشْرُکها فیه غَیْرَها؛ لسُرْعَة تأثُّرها بما یُجاورها من أصوات؛ ولأنَّها بَعْد اللَّام أکْثَر الأصوات السَّاکنة شُیُوعًا فی اللُّغة العربیَّة, والنُّون أشدُّ ما تکون تأثُّرًا بما یُجاوِرها من أصوات حِین تکُون مُشکَّلَة بالسُّکون"([xlvii]).

2-    إدْغام صوت النُّون فی صوتی اللَّام, والرَّاء:- نَحْوُ"مَنْربُّکُم":"مَربُّکُم", "مَن لَدُنَّا":"ملَّدُنَّا", وعلَّل علماء اللُّغة المُتأخِّرون الإدْغَام؛ بناءً على القُرْب المَخْرَجِی, قال ابن یعیش:"إدغامها فی الرَّاء, واللام أحْسَنُ من البیان لفَرْط الجِوَار... والبیان جائز"([xlviii]), وذَکَر الرَّضی:"فإنْ حَصَل للنُّون السَّاکنة مع الحُرُوف التی بعْدَها... قُرْب مَخْرَج کاللَّام, والنُّون... وَجَب إدْغَام النُّون فی تلک الحُرُوف"([xlix]), وأجَاز علماء اللُّغة بشکْل عام الإدغام بـ"بغُنَّة", و"بغَیْر غُنَّة"([l]), ولم یُفَاضِل سیبویه بَیْن الغُنَّة وتَرْکِهَا, وإنَّما ذَکر"فإنْ شِئْتَ کان إدغامًا بلا غُنَّة؛ فتکون بمَنْزِلَة حُرُوف اللِّسان, وإنْ شِئْت أدْغَمْت بغُنَّة؛ لأنَّ لها صوتًا من الخَیاشیم فتُرِک على حَالِه؛ لأنَّ الصَّوت الذی بَعْدَه لیس له فی الخَیاشِیم نصیبٌ فَیَغْلِب علیه الاتِّفاق"([li]), فی حِین ذَکَر المُبَرِّد أنَّ:"إظْهار الغُنَّة أحْسَن؛ لئلَّا تَبْطُل, وإنْ شِئْت أذْهَبْت الغُنَّة"([lii]), وخالف  ابن الحاجب, والرَّضی المُبَرِّد؛ حِین ذَکَرَا:"أنَّ الأحْسَن فیه ذَهاب غُنَّتها"([liii]), وعلَّل الرَّضی أولویَّة تَرْک الغُنَّة بقوله"النُّون تُقَارِبْهُمَا فی المَخْرَج, وفی الصِّفة أیضًا؛ لأنَّ الثلاثة مَجْهُورة, وبَیْن الشَّدیدة, والرَّخوة؛ فاغْتُفِر ذهاب الغُنَّة مع کَوْنِهَا فضلیة للنُّون؛ للقُرْب فی المَخْرَج, والصِّفة"([liv]), وأکَّد ابن الحاجب الإدْغام بغَیْر غُنَّة على الوجه الفصیح, مُفَنْدًا فی الوقت نفسه وبالتَّعلیل الصَّوتی الإدْغَام بغُنَّة, قال:"والفصیح إدْغَامها بغَیْر غُنَّة لمَا بَیْنهما من التَّقَارُب الذی لا یَحْسُن معه ذلک؛ لأنَّه إذا ظْهَر الغُنَّة بطَرَف اللِّسان على مَخْرَج النُّون جاءت نُونًا, أو قَارَبَتْها"([lv]),وأوْرَد ابن عقیل:"تَرْک الغُنَّة المَشْهُور عِنْد أهل الأداء وذَکَر بعضهم الإجْماع علیه"([lvi]), وبیَّن ابن الجَزَرِی ضِمْن أهْل الأدَاء أنَّه مَذْهب جُمهور أهْل الأداء, قال:"... منها حَرْفان بلا غُنَّة, وهما"اللَّام", و"الرَّاء", نَحْوُ"فإنْ لم تفْعَلوا", "هدىً للمتَّقین", "مِن ربهم", "ثَمَرَةً رزْقًا", هذا هو مَذْهَب الجُمْهُور من أهْل الأداء, والجُلَّة من أئمَّة التَّجوید, وهو الذی علیه العَمَل عند أئمَّة الأمصار فی هذه الأعصار, وهو الذی لم یَذْکُر المغاربة قاطبةً, وکثیر من غَیْرهم سِوَاه, کصاحب التَّیْسِیر, والشَّاطبیَّة, والتَّجرید, والتَّذْکِرة, وغَیْرهم..."([lvii]).

3-    إدغام صوت النُّون فی صوتی الیاء, والواو, نَحْوُ:"مَنْ یَأتِ":"مَیُّأتِ","مِنْ وَال":"مِوَّال", وعلَّل علماء اللُّغة المُتأخِّرون الإدْغام من النَّاحیة الصَّوتیَّة بأکْثَر دِقَّة مُقَارنةًبسیبویه([lviii]), إذقال ابن یعیش:"وأمَّا إدغامها فی الیاء, والواو... فلذلک من قِبَل أنَّ النُّون بمنْزِلة حُرُوف المَدّ نَحْوَ "الواو", و"الیاء"؛ لأنَّ فیها غُنَّة, کما أنَّ فیهما لِینًا..."([lix]), وذَکَر الرَّضی:"...وکالواو, والیاء؛ لأنَّ النُّون مَعْهُما من المجْهُورة, وما بَیْن الشَّدیدة, والرِّخْوة وَجَبَ إدغام النُّون فی تلک الحُرُوف"([lx]), فکَان وجوب الإدْغَام للاتِّفَاق فی "الجهر", و"کَوْنهما بَیْن الشَّدیدة والرِّخْوَة", وأثْبَت التَّحقُّقالمَخْبَریّ"ذلک التَّشَابه على وَجْه العُمُوم فی المَعَالِم (Formants) التی یَسْلُکُها فی الأداء السِّیاقی هذا الهواء المُتَسَرِّب من التَّجویف الأنفی عند النُّطق بالحُرُوف التی تُلَازِمها صِفَة الغُنَّة, وحَرْف الحَرَکَة:"قصیرًا کان أو طویلاً", فکِلَاهُما یُشَکِّلان بُقَعًا سوداء داکِنة منتظمة تنتشر عمودیًّا على معالم الصُّورة جمیعها, وتمتد من القاعدة إلى القِمَّة... مع اختلافٍ یسیرٍ بینهما فی المِقْدَار, والمُدَّة الزَّمنیَّة تِبَعًا لنوع حَرْف الغُنَّة:"نُونًا ساکنة کانت, أو مِیمًا ساکنة, أو مافی حکمهما", ونَوْع الحَرْف المُلاصِق لها فی البِیئَة اللُّغویَّة..."([lxi]), وجوَّز علماء اللُّغَة الإدغام بـ"غُنَّة", و"بغَیْر غُنَّة"([lxii]), ولم یُفاضِل سیبویه بَیْن الغُنَّة وعَدَمِها؛ وإنَّما قال:"وتُدْغَم النُّون مع الواو بغُنَّة, وبلا غُنَّة... وتُدْغَم النُّون مع الیاء بغُنَّة, وبلا غُنَّة"([lxiii]), فی حِین أشار ابن الحاجب, والرَّضی إلى أنَّه:"یَحْسُن فیه بقاء غُنَّتِها"([lxiv]), وعلَّل الرَّضی أولویَّة بقَاء الغُنَّة لدى الإدْغَام لـ:"مُقارَبة النُّون إیَّاهما بالصِّفة لا بالمَخْرَج؛ فالأوْلَى أنْ لا یُغْتَفر ذهاب فضیلة النُّون: أی "الغُنَّة" رأسًا لمِثْل هذا القُرْب غَیْر الکامل"([lxv]), وبیَّن الدَّانی ضِمْن علماء الأداء أنَّ هذا هو مَذْهَب الجمهُور:" وأمَّا الیاء, والواو فیُدْغَمَان فیهما, وتبْقَى غُنَّتهما, وهذا مَذْهَب الجماعة من القُرَّاء غَیْر حَمْزة, فإنَّه اُخْتُلِف عنه فی ذلک, وإذا بقیت غُنَّتهما لم یَنْقَلِبا قلبًا صحیحًا, ولا أُدْغِمَا إدْغامًا تامَّا, وإنَّما یتمکَّن ذلک فیهما إذا ذَهَبت تلک الغُنَّة بالقَلْب الصَّحیح"([lxvi]),وقد وَصَف الرَّضی حال صوت النُّون المُدْغَم فی صوتی الواو, والیاء بغُنَّة بأنَّه"حالةٌ بَیْن الإخفاء, والإدغام التَّام"؛ حیث قال:"...بل یَنْبَغِی أنْ یکون للنُّون معهما حالةٌ بَیْن الإخْفاء, والإدغام, وهی الحالة التی فَوْق الإخْفاء, ودُون الإدغام التَّام, فَیَبْقى شَیءٌ من الغُنَّة"([lxvii]), فوَصْف الرَّضی حال صوت النُّون بأنَّه"حالةٌ بَیْن الإخفاء, والإدغام", دلیلٌ على عنایةٍ بمفاهیم المُصطلحات العلمیَّة ودلالاتها, وإحساسٌ مُرْهَف بدقائق الظَّاهرة الصَّوتیَّة؛ إذْ الإدغام بشکلٍ عامٍ وِفْقَ إجماع علماء اللُّغة:- دَمْج صَوْتین متَّفِقَا مَخْرَجًا, وصِفَةً؛ وبالتَّالی یُفْرَضُ قبل الإدغام لدى تَجَاور صوتین مُتقاربین مَخْرَجًا, أو صِفَتًا تماثلهما مُماثلةً تامَّة, وهذا یُنافی بقاء الغُنَّة بعْد إدغام صوت النُّون فی صوتی الواو, والیاء؛ حیث لصوت النُّون کما بُیِّن ببدایة البحْث:"مَخْرَجین: أحدهما فی الفم, والآخر فی الخَیْشُوم؛ إذ لا بُدَّ فیها من الغُنَّة"([lxviii]),وثَبَتَ:"بعد التَّدقیق فی صُورِ التَّمْثِیل الطَّیفِی... أنَّ هذا الشَّیء الزَّائد على أصْل الحُرُوف"النُّون, والمیم السَّاکنتین وما فی حُکمها" یُمَثِّل بدِقَّة صِفَة الغُنَّة المُلازِمة لهذه الحُرُوف"([lxix]), فالغُنَّة إذن صوتٌ غَیْر مُنْفَکٍّ عن إتمام حدوث صوت النُّون السَّاکن وصُدُوره, وبناءً على ما ذُکِر لا یُمْکن وَصْف حال صوت النُّون أنَّه"إدغام بغُنَّة"([lxx]) تجنُّبًا التَّناقض الحاصل؛ إذ کیف یُدْغم صوت فی صوتٍ بعد تمام مُمَاثلتهما, ثمَّ تَبْقَى صِفَة الغُنَّة دلیلٌ على عدم التَّمَاثُل, ولا یُمْکِن نَعْتُ ذلک بـ"الإدغام النَّاقص" کما هو الحال لدى بَعْضِ أهل الأداء([lxxi]), وإنْ کان مسوِّغه نَقْصُ المُماثلة التَّامَّة بَیْن الصَّوتین المُتقارِبَیْن المُتَمَثِّل فی بقاء الغُنَّة؛ إلَّا أنَّ التَّحقیق المَخْبَریَّ أثْبَتَ أنَّ:"لیس هُناک تشْدِید؛ لأنَّه لو کان هناک تشْدِید لرأینا ذلک واضحًا على الصُّور الطِّیفیَّة لصُوَیْت الغُنَّة, ولسَمِعْنَا الیاء فی "مَنْ یهْدِی" یاءً مُشدَّدة بدون غُنَّة, لکنَّنا نرى حِزَمًا سَوْدَاء داکِنَة على الصُّورة الطِّیفیَّة ذات مَعالِم, أو مُکوِّنات ثابتة, فالمسألة تزامن نُطْق فقط... فیُخَیَّل للسَّامع أنَّ الیاء فی "من یهدی" مُشدَّدة, وأنَّ الواو فی "مِنْ وَال" مُشدَّدة"([lxxii]), ولا یتأتَّى وصف حال صوت النُّون بـ"الإخفاءً" مثلما ذَهَب نفرٌ من أهْل الأداء([lxxiii])؛ حیث بُیِّن  أنَّ النُّون الخفیَّة:"غَیْر ظاهرة مَخْرَجها من الخَیْشوم فقط"([lxxiv]), ووَصَف التَّحلیل المَخْبَریَّ حال نُطْق النُّون مع الإخفاء بأنَّه"یَسْقُط مَخْرَجها, بمَعْنى أنَّنا لا نجْعَل طَرَف اللِّسان یَلْتَصِق بما یُقَابله من مُقَدَّم الحَنَک, ونجعل الصوت یمُرُّ من الخیشوم, أو الأنف لکی نَنْطق الغُنَّة التی هی الصِّفة الجوهریَّة المُشْخِصَة للنُّون... وبعد الانتهاء من نُطْقِ الغُنَّة نبدأ فی نُطْق حَرْف الإخفاء"([lxxv])؛ ووفْقًا لما تقدَّم یتَّضِح بجلاء دِقَّة وَصْف الرَّضی حال صوت النُّون من النَّاحیتین الاصطلاحیَّة, والصَّوتیَّة أنَّه"فَوْق الإخْفاء, ودُون الإدْغَام التَّام"؛ حیث ینْمَاز عن حاله لدى الإخفاء مُزامَنَة تسریب غُنَّته عَبْر المَجْرى الأنْفِی تسریب هواء الواو, والیاء عَبْر المَجْرَى الفَمِّی, وهو ما اصْطلَح إبراهیم أنیس تسمیته بـ"الأنْفَمْیّ"([lxxvi]), ووَضْع حاله دُون الإدغام ناقِصًا کان أو تامًّا؛ انعدام التَّشدید بشکل عامٍ, وبقاء صِفَة الغُنَّة الدَّالة على عدم فَنَاءِ صوت النُّون وزواله, والذی یَشْتَرِطْه الإدغام التَّام.

                                    ثانیًا:- "الإظْهَار"    

     بیَّن علماء اللُّغَة المُتأخِّرون أنَّ صوت النُّون السَّاکن یکُون مُظْهَرًا أو بیِّنًا لدى تقدُّمه الأصوات الحَلْقیَّة:"الهمزة", و"الهاء", و"العَیْن", و"الحاء", و"الغَیْن", و"الخاء"([lxxvii]), قال ابْن یعیش:"وأمَّا الحال الثَّانِیَة, وهو أنْ تُبِین, ولا تُدْغِم, ولا تُخْفِی, وذلک مع حُرُوف الحَلْق السِّتَّة, وهی "الهمزة", و"الهاء", و"العَیْن", و"الحَاء", و"الخَاء", و"الغَیْن", کقولک:"مَنْ أبوک", و"مَنْ هِلال", و"مَنْ عِنْدَک", و"مَنْ حَمَلَک", و"مَنْ غَیْرَک", و"مَنْ خالَفَک", وإنَّما وَجَب البیان عند هذه الحُرُوف؛ لتَباعُدِهَا منها فی المَرْتَبَة القُصْوى, فلیست من قَبیلها, فلم تُدْغَم لذلک فی هذا المَوْضِع, کما أنَّ حُرُوف اللِّسان لا تُدْغَم فی حُرُوف الحَلْق, ولم تُخْفَ عندها کما لم تُدْغَم؛ لأنَّ الإخْفاء نوعٌ من الإدغام"([lxxviii]),وأوْرَد الرَّضی تَبْرِیرًا للإظهار خالف ما بَیَّن علماء اللُّغة المُتقدِّمین, والمُتأخِّرین, حِین ذَکَر أنَّ:"للنُّون مَخْرَجَیْن: أحدهما فی الفم, والآخر فی الخَیْشوم؛ إِذْ لا بُدَّ فیها من الغُنَّة, وإذا أرَدْتَ إخراجها فی حالة واحدة من المَخْرَجَیْن, فلا بُدَّ فیها من اعتماد قویِّ, وعِلاجٍ شدیدٍ؛ إذ الاعتماد على المَخْرَجَیْن فی حالة واحدة أقْوَى من الاعتماد على مَخْرَجٍ واحِدٍ, والحُرُوف التی هی غَیْر النُّون على ضَرْبَیْن: أحدهما یحتاج إلى اعتمادٍ قَوْیِّ, وهی حُرُوف الحَلْق, والآخَر لا یحتاج إلى ذلک, وهی حُرُوف الفَم, والشَّفَة؛ فالنُّون, وحُرُوف الحَلْق مُتساویان فی الاحتیاج إلى فَضْلِ اعتماد, وإعْمَال لآلة الصَّوت...  لأنَّ حَرْف الحَلْق یحتاج إلى فَضْل اعتماد, فتجْری النُّون على أصلها من فَضْلِ الاعتماد؛ لیَجْرِی الاعتماد على نَسَقٍ واحدٍ"([lxxix]), فمَفَاد ما ذَکَر الرَّضی: تقْسِیمه الأصوت الصَّامتة باعتبار اسْتِلْزَام الاعتماد القَوِیّ وعَدَمِه لدى نُطْقِها نُطْقَا سلیمًا مُسْتَبِینًا؛ إذ عَدَّ الأصوات الحَلْقیَّة أصواتًا مُتَطلِّبَة الاعتماد القَوِیّ لدى الإخراج, خِلاف أصوات الفم, والشَّفَة, أمَّا صوت النُّون فعدَّه مُصاحبًا الأصوات الحَلْقیة الاعتماد القوی؛ لمُشَارکَة اعتماد طَرَف اللِّسان على مُقدِّم الحَنَک اعتماد تَسْریب الهواء عَبْر المَجْرى الأنْفی, فی حِین "قِلَّة الاعتماد... یُقْتَصَر على أحَدْ مَخْرَجَیه, ولا یُمْکِن أنْ یکُون ذلک إلَّا الخَیْشُوم؛ وذلک لأنَّ الاعتماد فیها على مَخْرَجِها من الفم یَسْتَلْزِم الاعتماد على الخَیْشوم بخِلاف العَکْس"([lxxx])؛ وبالتَّالی فإنَّ فَقْد صوت النُّون السَّاکن اعتماده القوی؛ تحقیقًا للوضعیَّة المُتَّخذة مع أصوات الفم لدى الإخْفَاء؛ مُفْضِی طَرْدًا تَخَلِّی أصوات الحَلْق عن اعتمادها الواجب, وبالتَّالی  تَشْوِیهًا یُبَاعد نُطْقها إلْفَه الفصیح السَّلیم.

    وأشار علماء اللُّغة المُتأخِّرون إلى أنَّ بعْضَ العَرَب یُخْفِی صوت النُّون لدى تقدُّمه صوتی الغَیْن, والخاء,قال ابن یعیش:" وبَعْض العَرَب یُجْرِی الغَیْن, والخاء مَجْرَى حُرُوف الفم لقُرْبِها منها, فیُخْفیها عندهما, کما یفْعَل ذلک عند الکاف, والقاف, فیقول:"مُنْخُل", و"مُنْغُل", والأوَّل أجْوَد, وأکْثَر؛ لأنَّهما من حُرُوف الحَلْق فکانتا کأخواتها, فاعْرِفه"([lxxxi]), وبیَّن ابن الحاجب أنَّ"الإخْفَاء عند الغَیْن, والخاء فضعِیف؛ لأنَّها حُرُوف حَلْق, فلا یَحْسُن إخْفَاؤُها عندها, کما لا یَحْسُن عند بقیَّتِها, وإنَّما حَسَّنَهما قُرْبُهما من القاف, والکاف, وبُعْدُهما عن أقْصى الحَلْق, فلذلک جاء النُّطْق بالغُنَّة معْهما أسْهَل منه مع غَیْرهما, والوجه ما تقدَّم, وعلیه إطْبَاق القُرَّاء السبعة فی القُرآن"([lxxxii]).

                                  ثالثًا:- "الإخْفَاء"

     بیَّن علماء اللُّغة أنَّ صوت النُّون یُخْفَى لدى تقدُّمه خمسة عَشر صوتًا, هی:"التَّاء", "الثَّاء", "الجِیم", و"الدَّال", و"الذَّال", و"الزَّای", و"السِّین", و"الشِّین", و"الصَّاد", و"الضَّاد", و"الطَّاء", و"الظَّاء", و"الفاء", و"القاف", و"الکاف"([lxxxiii]), قال ابن یعیش:"وأمَّا (الثَّالث), وهو الإخْفَاء مع سائر الحُرُوف, وهی الخَمْسَة عَشَر حَرْفًا التی ذَکَرها, وإنَّما أُخْفِیت عندها؛ لأنَّها تَخْرُج من حَرْف الأنْف الذی یحدث إلى داخل الفم, لا من المَنْخَر, فکان بَیْن النُّون, وحُرُوف الفم اخْتِلَاط, فلم تَقْوَ قوَّة حُرُوف الفم, فتُدْغَم فیها, ولم تَبْعُد بُعْدَ حُرُوف الحَلْق فتَظْهَر معها, وإنَّما کانت متوسِّطة بَیْن القُرْب, والبُعْد, فتوسَّط أمرها بَیْن الإظهار, والإدغام؛ فأخْفیت عندها لذلک"([lxxxiv]), وذَکَر سیبویه:" وتَکُون النُّون مع سائر حُرُوف الفم حَرْفًا خَفیًّا مَخْرَجُه من الخَیاشِیم, وذلک أنَّها مِنْ حُرُوف الفم, وأصْل الإدغام لحُرُوف الفم؛ لأنَّها أکْثَر الحُرُوف, فلمَّا وَصَلوا إلى أنْ یَکُون لها مَخْرَج من غَیْر الفم کان أخَفّ علیهم أنْ لا یستعملوا ألسنتهم إلَّا مَرَّة واحدة, وکان العِلْم بها أنَّها نون من ذلک المَوْضِع کالعِلْم بها وهی من الفم؛ لأنَّه لیس حَرْفٌ یخرج من ذلک المَوْضِع غَیْرَها, فاختاروا الخِفَّة؛ إذْ لم یکن لَبْس, وکان أصْل الإدْغَام, وکَثْرَة الحُرُوف للفم, وذلک قولک:"مَنْ کَان", و"مَنْ قَال", و"مَنْ جَاء""([lxxxv]), فما سوَّغ إخفاء صوت النُّون لدى تقدُّمه أحد تلک الأصوت؛ کَوْنهما ضِمن أصوات الفم التی هی أصلٌ فی التَّخفیف, وأکْثر أصوات اللُّغة العربیَّة مُقارنةً بالأصوات الحَلْقیَّة, والشَّفویَّة, وکذلک تحقیقًا السُّهولة النُّطقیِّة بنقلَ عضو اللِّسان نَحْو مَخارج هذا الأصوات دُون مَخْرَج صوت النُّون الذی دلَّ علیه تحقُّق غُنَّته, وممَّا یجْدر الإشارة إلیه دِقَّة تعلیل ابن یعیش الإخفاء مُقارَنةً بسیبویه لدى ذِکْره"تَخْرُج من حَرْف الأنف الذی یحدُث إلى داخل الفم... فکان بَیْن النُّون, وحُرُوف الفم اخْتِلاط"([lxxxvi])؛ إذ فَسَّر الإخفاء من وجهة نَظر فسیولوجیة بحتة مَفادها تحقُّق مُقارَبة هذه الأصوات صوت النُّون؛ لمُقاربة مخارجها فتحة التَّجویف الأنْفی المُتَّصلة بالفم من الدَّاخل.

     وقدَّم الرَّضی عِلَّتین لإخفاء صوت النُّون وافق بالأولى سیبویه, وخالفه بالثَّانیة؛ حیث قال:"فإذا کانت ساکنة, وبَعْدَها غَیْر حَرْف الحَلْق, فهناک داعیان إلى إخْفائها:-

     أحدهما:- سُکُونها؛ لأنَّ الاعتماد على الحَرْف السَّاکن أقلّ من الاعتماد على الحَرْف المُتحرِّک.

     والآخَر:- کَوْن الحَرْف الذی لا یحتاج فی إخْراجِه إلى فَضْل اعتمادٍ عُقیب النُّون بلا فَصْل؛ لیَجْرِی الاعتمادان على نَسَقٍ واحدٍ, فأخْفِیت النُّون السَّاکنة قبل غَیْر حُرُوف الحَلْق"([lxxxvii]), وبیان مُراد الرَّضی فیما یخصُّ کَون اعتماد صوت النُّون السَّاکن أقل من اعتماد صوت النُّون المُتحرِّک, أنَّ صوت النُّون السَّاکن"الخَفِی" مَخْرَجه عَبْر المَجْرَى الأنْفِی([lxxxviii]), فی حِین صوت النُّون المُتحرِّک"أو المُظْهَر" مَخْرَجه باتِّصال طَرَف اللِّسان بمُقدِّم الحَنَک مع تسریبٍ للهواء عَبْر المَجْرى الأنْفی؛"إذ الاعتماد على المَخْرَجَیْن فی حالة واحدة أقْوَى من الاعتماد على مَخْرَجٍ واحِدٍ..."([lxxxix]).

     أمَّا مَفَاد العلة الثَّانیة مُوافقة صوت النُّون أحد هذه الأصوات قِلَّة الاعتماد؛ إذ بیَّن الرَّضی أنَّ أصوات الفم, والشَّفة لدى نُطْقِها یُعتمد على مَخارجها اعتمادًا ضَعِیفًا, وإنَّ قِلَّة اعتماد صوت النُّون المَخْفِی:"یُقْتَصَر على أحَدْ مَخْرَجَیه, ولا یُمْکِن أنْ یکُون ذلک إلَّا الخَیْشُوم..."([xc]).

                                   رابعًا:- "القَلْب"   

      ویُقْلَب صوت النُّون مِیمًا لدى تقدُّمه صوت الباء, نَحْو:"شَنْبَاء":"شَمْبَاء"؛ قال ابن یعیش:"الحَال(الرَّابعة) أنْ تَنْقَلِب مِیمًا, وذلک إذا کانت ساکنة قبل الباء, نَحْوُ:"عَمْبَر", و"شَمْبَاء", وإنَّما قلبوها مِیمًا هنا؛ لأنَّه مَوْضِع تُقْلَبُ فیه النُّون, ومَعْنَى قولنا:"تُقْلَبُ فیه" أی تُدْغَم؛ لأنَّها تُدْغَم مع الواو, والمیم اللَّذین هما من مَخْرَجِهَا, فلمَّا اجتمعت مع الباء, وکانت النُّون السَّاکنة بعیدة من الباء فی المَخْرَج, ومُبَایِنَة لها فی الخواص التی تُوجِب الشّرْکَة بینهما لم یکن سبیل إلى الإدغام, ففرُّوا إلى حَرْفٍ من مَخْرَج الباء, وهو المیم, فَجَرَى ذلک مَجْرَى الإدغام, ولیس فی الکلام کلمة فیها میم قبل الباء فیقع فیه لَبْس, فأمِنوا اللَّبْس"([xci]), وقال ابن جنِّی:"وأمَّا إبْدَال المیم من النُّون فإنَّ کل نون ساکنة وقعت قبل باء قُلِبَتْ فی اللَّفظ مِیمًا, وذلک نَحْوُ:"عَنْبَر", و"امْرَأةشَنْبَاء", و"قَنْبَر", و"مِنْبَر"... فإنْ تحرَّکت أُظْهِرَتْ, وذلک نَحْوُ: "شنَب", و"عَنَابر", و"قَنَابِر"... وإنَّما قُلِبَتْ لمَّا وقَعَت ساکنة قبل الباء من قِبَل أنَّ الباء أخْتُ المیم, وقد أُدْغِمَتْ النون مع المیم فی نَحْوِ:"مَنْ مَعَک"... فلمَّا کانت تُدْغَم النُّون مع المیم التی أُخْت الباء أرادوا إعلالها أیضًا مع الباء؛ إِذْ قد أَدْغَمُوها فی أُخْتِها المیم, ولمَّا کانت المیم التی هی أقْرَب إلى الباء من النُّون لم تُدْغَم فی الباء فی نَحْوِ:"أقِمْ بَکْرًا"... کانت النُّون التی هی من الباء أبْعَد منها من المیم أجْدَر بأنْ لا یجوز فیها إدْغَامها فی الباء, فلمَّا لم یَصِلُوا إلى إدْغَام النُّون فی الباء أعَلُّوها دُون إعلال الإدْغَام فقرَّبُوها من الباء بأنْ قلبُوها إلى لَفْظِ أقْرَب الحُرُوف من الباء, وهو المیم, فقالوا:"عَمْبَر", و"قَمْبَلَة" فاعْرِف ذلک"([xcii]).

     وأجْلَت دراسة مَخْبَرِیَّة حدیثة حقیقة عدم قلْب صوت النُّون السَّاکن مِیمًا لدى تقدُّمه صوت الباء, ولکنَّ:" النُّون هذه کما سَبَق لیست هی النُّون التی یتحقَّق لها المَخْرَج, وإنَّما هی نُون الغُنَّة التی حُذِف مَخْرَجها, وبقیت صِفَتها الجوهریَّة المُشْخِصَة لها, وکذلک المیم المَقْلُوبة - وإنْ سلَّمْنا بذلک- لیست هی المیم التی لا بُدَّ أنْ یتحقَّق لها المَخْرَج والصِّفة, وإنَّما هی الصِّفة الباقیة من غُنَّة النُّون التی فَقَدَت المَخْرَج, وبقیت غُنَّة عالقة بالخَیشوم, أعْقَبها إطباق للشَّفتین لیتَسَنَّى النُّطْق بحَرْف الباء, وهذان الإجْرَان النُّطْقِیَّان یتحقَّقان تقریبًا عند النُّطق بحَرْف المیم فی اللُّغة العربیَّة, فتوهَّم السَّامع القدیم وجود حَرْف المیم فی هذه الحالة, ولیس الأمر کذلک, وهذا ما یجعلنا نُرجِّح أنَّ هذه النُّون لم تُقْلَب فی هذا المَوْقِع مِیمًا خالصةً تعویضًا صحیحًا؛ بحیث لم یَبْق لها أثرٌ فی الکلام کما یقولون, ونَزْعُم بدلاً من ذلک أنَّ هناک طریقَا آخَر للنُّطق بها؛ إذْ بَقِیَ منها شَطْرٌ فی الکلام وهو الغُنَّة, وهی الصِّفة الجوهریَّة المُشْخِصَة لهذه النُّون, وفُقِدَ منها فیه الشَّطر الآخر, وهو المَخْرَج, بمعْنَى أنَّنا لا نجعل فی هذه الحالة طرف اللِّسان یلتَصِقُ بما یُقَابِلُه من مُقدَّم الحَنَک, وإنَّما نجعل الصَّوت یمُرُّ من الأنف؛ لکی نَنْطِق الغُنَّة التی هی الصِّفة المُلازِمَة لهذه النُّون, وبهذا الإجراء الصَّوتی النُّطقی تکون النُّون قد حُذِفَ منها 50% وهو مَخْرَج, وبَقِیَ منها 50% وهو الصِّفة, ونعنی به الغُنَّة, وبُعَیْد الفراغ مباشرة من نُطْقِ الغُنَّة نبدأ فی نُطْقِ حرف الباء, فالمسألة بمُجِمَلِهَا لیس فیها قَلْب لهذه النُّون مِیمًا خالصةً"([xciii]).

ومن خلال رصد البحْث ما قدَّمه علماء اللُّغة المُتأخِّرِین من إضَافة لدى دراستهم أحْکَام صوت النُّون وما أکَّدَه العِلْم الصَّوتی الحدیث وتجاربه المَخْبَریَّة من حقائق بفْضْل التَّطور الواسع فی وسائله التَّطبیقیَّة والعَمَلیَّة؛ فإنَّه یتبنَّى إعادة صیاغة ما قُرِّر من أحکام بما لا یتعارض ودِقَّة المفاهیم المُقرَّرة للمصطلحات الموضوعة, وتجنُّبًا لتنوِّع المُصطلح وتعدُّده الدَّال على الظاهرة الصَّوتیَّة الواحدة, وموافقةً لمَا أکَّده العلم الصَّوتی الحدیث, وفیما یلی ذِکْر هذه الأحْکَام:-

1-    حُکْم "الإظهار", لدى تقدُّم صوت النُّون السَّاکن الأصوات الحَلْقیَّة:"الهمزة", "الهاء", "العَیْن", "الحاء", "الخاء", "الغَیْن".

2-    حُکْم "الإخفاء", لدى تقدُّم صوت النُّون السَّاکن أصوات :"التَّاء", "الثَّاء", "الجِیم", و"الدَّال", و"الذَّال", و"الزَّای", و"السِّین", و"الشِّین", و"الصَّاد", و"الضَّاد", و"الطَّاء", و"الظَّاء", و"الفاء", و"القاف", و"الکاف", و"الباء".

3-    حُکْم "الإدغام", ویکُون بـ"غُنة" لدى تقدُّم صوت النَّون صوتی:"النُّون", و"المیم", وهذه الغُنَّة مُتأصّلة فی الصَّوت المُدْغَم فیه, ولیست بقیَّة أثَر من صَوت النُّون السَّاکن المُدْغَم,وبـ"غَیْر غُنَّة" لدى تقدُّمه صوتی"اللَّام", و"الرَّاء", وأکَّد ابن الحاجب, والرَّضی بالعِلَّة الصوتیَّة حُسْن إذْهاب الغُنَّة خِلاف علماء اللُّغة المُتقدِّمین, وذلک"هو مَذْهَب الجُمْهُور من أهْل الأداء, والجُلَّة من أئمَّة التَّجوید, وهو الذی علیه العَمَل عند أئمَّة الأمصار فی هذه الأعصار, وهو الذی لم یَذْکُر المغاربة قاطبةً, وکثیر من غَیْرهم سِوَاه, کصاحب التِّیْسِیر, والشَّاطبیَّة, والتَّجرید, والتَّذْکِرة, وغَیْرهم".

4-    حالة "بَیْن الإخفاء, والإدْغَام", لدى تقدُّم صوت النُّون صوتی الواو, والیاء کما بیَّن الرَّضی, واصْطلَح إبراهیم أنیس تسمیته بـ"الأنْفَمْیّ".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                "نتائج البَحْث"

1-    یُعْد صوت النُّون السَّاکن أکْثَر الأصوات اللُّغَویَّة تأثُّرًا بما جاوَره من أصْوات ضِمْن التَّرکیب اللُّغَوی؛ ودلیل ذلک اختصاصه بأحکامٍ متعدَّدة بحسَب قُرْبه من هذه الأصوات وبُعْدِه عنها مَخْرَجًا وصِفَةً.

2-    بانت دِقَّة علماء اللُّغة المُتأخَّرین مُقَارنةً بعلماء اللُّغة المُتقدِّمین لدى مُوافقَة تحدیدهم المَدَى الزَّمنِی للصَّوت المُدْغَم ما أکَّدَه العِلْم الصَّوتی الحدیث وتَجارُبه المَخْبَریَّة.

3-       کان لعلماء اللُّغَة المُتأخِّرین رأی مُخالف لرأی علماء اللُّغة المُتقدِّمین لدى تفضیلهم ترْک الغُنَّة عند إدْغَام صوت النُّون فی صوتی اللَّام, والرَّاء, وتقدیم تعلیل صوتیّ یؤیِّد ما ذَکِروا.

4-      وَصْف الرَّضی حال صوت النُّون لدى مُجَاوَرَة صوتی الواو, والیاء بأنَّه:"حالةٌ بَیْن الإخفاء, والإدغام", دلیلٌ على عنایةٍ بمفاهیم المُصطلحات العلمیَّة ودلالاتها, وإحساسٌ مُرْهَف بدقائق الظَّاهرة الصَّوتیَّة.

5-      خالف تبریرالرَّضیإظهار صوت النُّون السَّاکن لدى تقدُّمه أصوات الحَلْق السَّتَّة ما بَیَّن علماء اللُّغة المُتقدِّمینن, والمُتأخِّرین.

6-     فَسَّر ابن یعیش إخفاء صوت النُّون السَّاکنبأکْثَر دِقَّة مُقَارنةً بسیبویه؛ وذلک من وجهة نَظر فسیولوجیة بحتة مَفادها تحقُّق مُقارَبة الخمسة عشر صوتًا من صوت النُّون؛ لمُقاربة مخارجها فتحة التَّجویف الأنْفی المُتَّصلة بالفم من الدَّاخل, وأضاف الرَّضی لمَا ذَکَر سیبویه عِلَّة أُخرى تُفسِّر الإخْفَاء.

7-    خالفَت دراسة مَخْبَرِیَّة حدیثة اعتقاد علماء اللُّغة المُتأخِّرِین قلْب صوت النُّون السَّاکن مِیمًا لدى تقدُّمه صوت الباء, وإنَّما هو فی الحقیقة "إخْفَاء".

8-     تبنَّى البحث بناءً على ما أضَافه علماء اللُّغة المُتأخِّرون لدى دراستهم أحْکَام صوت النُّون السَّاکن, وما أکَّدَه العِلْم الصَّوتی الحدیث وتجاربه المَخْبَریَّة إعادة صیاغة ما قُرِّر من أحکام بما لا یتعارض ودِقَّة المفاهیم المُقرَّرة للمصطلحات الموضوعة, وتجنُّبًا لتنوِّع المُصطلح وتعدُّده الدَّال على الظاهرة الصَّوتیَّة الواحدة, وموافقةً لمَا أکَّده العلم الصَّوتی الحدیث.



[i]))رَضِی الدِّین محمد بن الحسن الاستراباذی (المُتَوفَّى سنة 686هجریًّا), شرح شافیة ابن الحاجب, مع شرح شواهده للعالم الجلیل عبد القادر البغدادی صاحب خزانة الأدب, حققهما, وضبط غریبهما, وشرح مبهمهما:- الأساتذة:- محمد نور الحسن, محمد الزَّفراف, محمد محی الدِّین عبد الحمید, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان, 1402ه-1982م,3/254-255, وأبو عمر عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النَّحْوی (570-646هجریًّا), الإیضاح فی شرح المفصَّل, تحقیق:- موسى بنای العلیلی وتقدیمه, وزارة الأوقاف والشؤون الدینیَّة, الجمهوریَّة العراقیَّة, 2/483. 

[ii])) موفَّق الدین أبی البقاء یعیش بن علی بن یعیش المُوصِلِی (المُتَوفَّى سنة643هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م, 5/519.

[iii])) أبو بشر عثمان بن قَنْبر المعروف بسیبَویه (140-180هجریًّا), الکتاب, تحقیق:- عبد السَّلام هارون وشرحه, دار الجیل, بیروت, الطَّبعة الأولى, 4/438.

[iv])) أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), سر صناعة الإعراب, دراسة:- حسن هنداوی وتحقیقه,1/48.

[v])) ابن الحاجب, الإیضاح 2/483.

[vi])) شرح المفصَّل 5/519-520.

[vii])) شرح الشَّافیة 3/271-272وَ273.

[viii])) الکتاب 3/435.

[ix])) ابن جنِّی, سر صناعة الإعْرَاب 1/48.

[x])) شرح الشَّافیة, 3/253, وانظر شرح المفصَّل 5/517, والإیضاح 2/481.

[xi])) سر صناعة الإعْرَاب1/47, وانظر الکتاب 4/433.

[xii])) إبراهیم أنیس, الأصوات اللُّغَویَّة, مکتبة نهضة مصر ومطبعتها, 58, وانظر کمال بشْر, علم الأصوات, دار غریب, القاهرة, 2000م, 348-349.

[xiii])) انظر شرح المفصَّل 5/522, والإیضاح 2/485-486, وشرح الشَّافیة,3/257, وضِمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمین:- الکتاب 4/434, أبو العباس محمد بن یزید المُبَرِّد(210-285هجریًّا), المُقتضب, تحقیق:- محمد عبد الخالق عضیمة, القاهرة, 1415ه-1994م,1/330وَ331, وسر صناعة الإعْرَاب1/60, وقد عرَّف سیبویه الصَّوت المجهور بقوله:"حَرْفٌ أُشْبِع الاعْتِمَاد فی مَوْضِعه, ومَنَع النَّفَس أنْ یجْرِی معه حتَّى یَنْقَضِی الاعتماد علیه, ویجْرِی الصَّوت" الکتاب, 4/434, وانظر سر صناعة الإعْرَاب,1/60, وعَرَّفَه الرَّضی بأنَّه"ما یَنْحَصِر جَرْی النَّفَس مع تَحرُّکِه, وهی ما عَدا حُرُوف سَتَشْحَثُک خَصْفَه", شرح الشَّافیة3/257.

[xiv])) انظر الأصوات اللُّغویَّة, ص21-24وَ58.

[xv])) شرح الشَّافیة, 3/260, وانظر شرح المفصَّل 5/522, والإیضَاح 2/486, وضِمْن علماء اللُّغَة المتقدِّمین:- الکتاب 4/435, وسر صناعة الإعْرَاب 1/61.

[xvi])) شرح الشَّافیة, 3/260. وانظر شرح المفصَّل 5/522, والإیضَاح 2/486, وضِمْن علماء اللُّغَة المتقدِّمین:- الکتاب 4/435, وسر صناعة الإعْرَاب 1/61.

[xvii])) شرح الشَّافیة 3/260-261, وانظر الکتاب 3/435, وسر صناعة الإعْراب 1/61.

[xviii])) انظر علم الأصَوات,358.

[xix])) انظر المَصْدَر السَّابق,359.

[xx])) انظر رمضان عبد التَّوَاب, المَدْخَل إلى علْم اللُّغَة ومناهِج البحْث اللُّغَوِی, مکتبة الخانجی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1417ه-1997م,36.

[xxi])) انظر مناف المُوسَوِی, علم الأصوات اللُّغَویَّة, عالم الکتب, بیروت, لبنان, الطَّبْعَة الأولى, 1419هجریًّا, ص104.

[xxii])) الکتاب4/104-105.

[xxiii])) انظر الکتاب 4/417وَ437-485.

[xxiv])) المقتضب 1/333.

[xxv])) أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), الخصائص, تحقیق:- محمد علی النَّجار, المکتبة العلمیَّة,1/92,وقال ابن جنِّی فی مَوْضِعٍ آخَر من مصنَّفه الخصائص:"ألا ترى أنَّک فی قطَّع ونَحْوِه قد أخفیت السَّاکن الأوَّل فی الثَّانی حتَّى نبا اللِّسان عنهما نَبْوَةُ واحدة", نفسه 2/140,وذَکَر فی مَوْضِع آخَر:"... وذلک أنَّ الإدْغَام أنْبَى اللِّسان عن المِثْلَیْن نَبْوَة واحدة, فصارا لذلک کالحَرْف الواحد", نفسه 2/496.

[xxvi])) شرح المفصَّل 5/512.

[xxvii])) الإیضاح 2/510.

[xxviii])) وذَکَر فی مَوْضِعٍ آخر:"... بحیث یُعتمد بهما على المُخْرَج اعتمادةً واحدة قویَّة", شرح الشَّافیة 3/235.

[xxix])) شرح الشَّافیه 3/235.

[xxx])) ابن الجَزَری, النَّشْر, الجزء الأوَّل, ص279-280.

[xxxi])) عبد الصَّبور شاهین, المنهج الصَّوتی للبُنْیة العربیَّة - رُؤیة جدیدة فی الصَّرف العربی-, مؤسَّسة الرِّسالة, بیروت, 1400 هجریًّا-1980 میلادیًّا, 207.

[xxxii])) أحمد مختار عمر, دراسة الصَّوت اللُّغوی, عالم الکُتُب, القاهرة, 1418ه-1997م, 387-388.

[xxxiii])) انظر وجدان عبد اللَّطیف موسى الشَّمایلة, الإدغام فی ضوء علم اللُّغة الحدیث, رسالة ماجستیر, إشراف الأستاذ الدِّکتور: عبد القادر مرعی الخلیل, قسم اللُّغة العربیة, جامعة مؤتة, الأردن, 2002میلادیًّا, 78-80.

[xxxiv])) شرح الشَّافیة 3/235.

[xxxv])) الإیضاح 2/510-511.

[xxxvi])) شرح المفصَّل5/533.

[xxxvii])) الإیضاح, 2/510-511.

[xxxviii])) شرح الشَّافیة 3/264.

[xxxix])) الکتاب 4/469.

[xl])) للاستزَادة: انظرالأصوات اللُّغویة,106, ودراسة الصَّوت اللُّغوی,379, ورمضان عبد التَّواب, لَحْن العامَّة والتَّطور اللُّغوی, مکتبة زهراء الشَّرق, الطَّبعة الثَّانیة, 2000میلادیًّا,43,ومحمود فهمی حجازی, مدخل إلى علم اللُّغة, دار قباء للطِّباعة والنَّشر والتَّوزیع, القاهرة,85.

[xli])) شرح المفصَّل, 5/526.

[xlii])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/544-545,وشرح الشَّافیة 3/ 272-274وَ280, والإیضاح 2/526 وَ525, وضِمْن علماء اللُّغة المُتقدِّمین:- الکتاب 4/452-454,والمقتضب 1/351-352-354-356.

نصَّ علماء اللُّغة المُتأخِّرِین على وجوب إظهار صوت النُّون السَّاکن وبیانه لدى تقدُّمه أصوت المیم, والواو, والیاء ضِمْن کلمة واحدة إنْ أدَّى الإدغام لَبْسًا, قال:"... وإنْ کان أوَّلهما ساکِنًا: فإنْ أُلْبِس, ولم یکُن تقاربهما کاملاً بقِیَ الأوَّل غَیْر مُدْغَم, نَحْو"قِنْوَان", و"صِنْوَان", و"بُنْیَان", و"قِنْیَة", و"بُنْیَة, و"کُنْیَة", و"مُنْیَة", و"قَنْوَاء", و"شاةٍ زَنْمَاء", و"غَنَم زُنْم"...", شرح الشَّافیة 3/267-268, وانظر شرح المفصَّل 5/528, والإیضاح 2/511-513, وضِمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمین: الکتاب 4/455-456, والمقتضب 1/355.

[xliii])) شرح المفصَّل 5/544.

[xliv]))شرح المفصَّل 5/545.

[xlv])) شرح الشَّافیة 3/272, وانظر الإیضاح 2/516, وقال سیبویه:" وتُدْغَم النُّون مع المیم؛ لأنَّ صَوْتَهُمَا واحدٌ, وهما مَجْهُورَان قد خالفا سائر الحُرُوف التی فی الصَّوت, حتَّى إنَّک تَسْمَع النُّون کالمیم, والمیم کالنُّون, حتَّى تَتَبَیَّن, فصَارَتا بمَنْزِلة اللَّام, والرَّاء فی القُرْب, وإنْ کان المَخْرَجان مُتباعدین؛ إلا أنَّهما اشْتَبَهَا لخُرُوِجِهِمَا جمیعًا فی الخَیَاشِیم", الکتاب4/452-453.

[xlvi])) یحی علی المُبارکی, الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, مجلة جامعة أمَّ القُرى لعلوم الشَّریعة واللُّغة العربیَّة وآدابها, المُجلد (13), العدد (21), رمضان, 1421 میلادیًّا, 148.

[xlvii])) الأصوات اللُّغویَّة, 59.

[xlviii])) شرح المفصَّل 5/544-545,وانظر الإیضاح 2/525,قال سیبویه:" النُّون تُدْغَم مع الرَّاء؛ لقُرْب المَخْرَجَیْن على طَرَف اللِّسان, وهی مِثْلها فی الشِّدَة... وتُدْغَم فی اللَّام؛ لأنَّها قریبة منها على طَرَف اللِّسان", الکتاب 4/452.

[xlix])) شرح الشَّافیة 3/272.

[l])) انظر شرح الشَّافیة 3/273,والإیضاح 2/526, وشرح المفصَّل 5/545, وَمْن علماء اللُّغة المُتقدِّمین: الکتاب 4/452, والمقتضب, 1/352.

[li])) الکتاب 4/452.

[lii])) المقتضب 1/352.

[liii])) انظرشرح الشَّافیة 3/273,وابن الحاجب, الإیضاح 2/526وَ525, قال ابن الحاجب:"وأمَّا إظْهار غُنَّتِها فی اللُّغة الشَّاذَّة فإجْراءٌ لها مُجْرَى غَیْرها من الحُرُوف التی أمْکَن إخْفَاؤها مع بقاء غُنَّتِها", الإیضاح 2/525.

[liv])) شرح الشَّافیة 3/273, وانظر الإیضاح 2/525.

[lv])) الإیضاح 2/525.

[lvi])) بهاء الدین عبد اللَّه بن عقیل العقیلی المصری الهمذانی (698-769هجریًّا), المُساعد على تسهیل الفوائد, تحقیق:- محمد کامل برکات وتعلیقه, مرکز البحث العلمی وإحیاء التُّراث الإسلامی, کلیَّة الشریعة والدِّراسات الإسلامیَّة, مکَّة المکرَّمة, جامعة الملک عبد العزیز, المملکة العربیة السعودیة, 1400ه-1980م, دار الفِکر, دِمشق, 4/273.

[lvii])) الحافِظ أبی الخیر محمَّد بن محمَّد الدِّمَشْقی الشَّهیر بـ"ابن الجَزَرِی" (المُتوفَّى سنة 833هجریًّا), النَّشْر فی القراءات العَشْر, أشْرَف على تصحیحه ومُراجعته للمَرَّة الأخِیرة حَضْرَة صاحب الفضیلة الأستاذ: علی محمَّد الضَّبَّاع, دار الکُتب العلمیَّة, بیروت, لبنان, 2/23.

[lviii])) قال سیبویه:" وتُدْغَم النُّون مع الواو... لأنَّها من مَخْرَج ما أُدْغِمَت فیه النُّون, وإنَّما مَنَعَها أنْ تُقْلَب مع الواو مِیمًا؛ أنَّ الواو حَرْف لِین یتجافى عنه الشَّفتان, والمیم کالباء فی الشِّدَّة, وإلْزَام الشَّفتین, فکَرِهوا أنْ یکون مکانها أشْبه الحُرُوف من مَوْضِع الواو بالنُّون, ولیس مثلها فی اللِّین, والتَّجافی, والمدّ؛ فاحْتَمَلَتْ الإدْغام کما احْتَمَلَتْه اللَّام, وکَرِهوا البَدَل لمَا ذَکَرت لک, وتُدْغَم النُّون مع الیاء... لأنَّ الیاء أُخْت الواو فکأنَّهما من مَخْرَج واحد؛ ولأنَّه لیس مَخْرَج من طَرَف اللِّسان أقْرب إلى مَخْرج الرَّاء من الیاء, ألا ترى أنَّ الألْثَغ بالرَّاء یجعلها یاءً, وکذلک الألْثَغ باللَّام؛ لانَّ الیاء أقْرَب الحُرُوف من حیث ذَکَرت لک إلیهما", الکتاب 4/453,وانظر سر صناعة الإعراب 1/55, وَ 2/438-440.

[lix])) شرح المفصَّل 5/545.

[lx])) شرح الشَّافیة 3/272.

[lxi])) الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, 182.

[lxii])) انظر شرح الشَّافیة 3/273, وشرح المفصَّل 5/545, والإیضاح 2/526, وضِمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمین:الکتاب 4/453.

[lxiii])) الکتاب 4/453.

[lxiv])) الأیضاح 2/506, وانظر شرح الشَّافیة 3/273.

[lxv])) شرح الشَّافیة 3/ 273.

[lxvi])) أبو عمرو عثمان بن سعید الدَّانی الأندلسی, التَّحدید فی الإتقان والتَّجوید, دراسة غانم قدْوری الحَمد وتحقیقه, دار عمَّار, عَمَّان, الطبعة الأولى,1421هجریًّا, 2000میلادیًّا, 113.

[lxvii])) شرح الشَّافیة, 3/273.

[lxviii])) شرح الشَّافیة 3/271.

[lxix])) الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, 179.

 

[lxx])) عدَّ ابن جِنِّی بقَاء غُنَّة صوت النُّون لدى الإدْغَام من قَبِیل الإشْمام؛ إذ قال:"فأمَّا النُّون إذا اُدْغِمَت بغُنَّة, والطَّاء, والصَّاد, والظَّاء إذا أُدْغِمْنَ بإطْبَاق, فقد قُلِبْنَ إلى لَفْظِ ما أُدْغِمْنَ فیه البتَّة, وما بَقِی من رائحة الإطْبَاق لا یُخْرِج الحَرْف من أنْ یَکُون قد قُلِب إلى لَفْظِ ما بَعْدِه؛ لأنَّ شَرْط الإدْغَام أنْ یتماثّل فیه الحَرْفَان, فجَرَى الإطْبَاق, والغُنَّة بَعْدَ الإدْغَام فی قِلَّة الاعتداد بهما مَجْرَى الإشْمام الذی لا حُکْمَ له", سر صناعة الإعراب 1/ ص56, وذَکَر بِمَوْضِعٍ آخَر ما یُفید أنَّ"حَرَکَة الإشْمَام لضُعْفِها غَیْر مُعْتَدّ بها", سر صناعة الإعراب 1/ 58-60.

([lxxi]) قال ابن الجَزَرِی:"الصَّحیح من أقْوال الأئمَّة أنَّه "إدغام ناقص" من أجْل صوت الغُنَّة الموجودة معه...والدَّلیل على أنَّ ذلک إدغام وجود التَّشدید فیه", النَّشْر 2/28.

[lxxii]))  الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, 180.

[lxxiii])) قال علم الدِّین السَّخاوی"واعلم أنَّ حقیقة ذلک فی الواو, والیاء إخْفاء لا إدغام, وإنَّما یقولون له:إدغامًا مَجَازًا, وهو فی الحقیقة إخفاء على مَذْهَب من یُبْقِی الغُنَّة؛ لأنَّ ظهور الغُنَّة یَمْنَع بِمَحْضِ الإدغام, إلا أنَّه لا بُدَّ من تشدیدٍ یَسِیرٍ فیهما, وهو قول الأکابر", النَّشْر 2/28.

[lxxiv])) شرح الشَّافیة 3/255, الکتاب 4/454.

[lxxv])) الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, 180-181.

[lxxvi])) انظر الأصوات اللُّغویَّة, 63, قال بِمَوْضِعٍ آخر:"والحالة الوحیدة التی یُسْمَح فیها بمُرُور الهواء من الأنْف, والفم معًا عند جمهور القرَّاء حِین تلتقی النُّون بکلٍ من الیاء, والواو, فذلک الصَّوت الأنْفِی الذی نسْمَعه فی قراءة أمثال:"مَنْ یقول", "مِنْ وال" لیس نونًا بل هو یاء أنْفمیَّة, أو واو أنْفمیَّة, سُمِحَ عند النُّطْق بها بأنْ یمُرُّ الهواء من کل من الأنْف, والفم, فالنُّون فی المِثْل الأوَّل قُلِبت یاءً, وفی الثَّانی واوًا, ولکن هذه الیاء, وتلک الواو قد شَاب کلًّا منهما شَائِبَة, وهی النُّطْق بهما من الانْف, والفم معًا", الأصوات اللُّغویَّة, 64.

[lxxvii])) شرح المفصَّل5/545-546وَ520, وانظر شرح الشَّافیة3/273, والکتاب, 4/454, والمقتضب 1/350-351.

[lxxviii])) شرح المفصَّل 5/ 545-546وَ520, وانظر الإیضاح 2/526, وانظر شرح الشَّافیة 3/273, قال سیبویه:"وتکون مع الهمزة, والهاء, والعَیْن, والحَاء, والغَیْن بَیِّنَة, موْضِعَها من الفم, وذلک أنَّ هذه السِّتَّة تَبَاعَدَتْ عن مَخْرَج النُّون, ولیست من قَبیلها, فلم تُخْفَ ههنا کما لم تُدْغَم فی هذا المَوْضِع, وکما أنَّ حُرُوف اللِّسان لا تُدْغَم فی حُرُوف الحَلْق, وإنَّما أُخْفِیت النُّون فی حُرُوف الفَم کما أُدْغِمَت فی اللَّام وأخَواتِها, وهو قولک: "مِنْ أَجْلِ زَیْد", و"مِنْ هُنا", و"مِنْ خَلْفٍ", و"مِنْ حَاتم", و"مِنْ عَلَیْک", و"مَنْ غَلَبَک", و"مُنْخُل" بیِّنَه, هذا الأجْوَد الأکْثَر...", الکتاب, 4/454, وانظر المقتضب 1/350-351.

[lxxix])) شرح الشَّافیة3/271-272وَ273.

[lxxx])) شرح الشَّافیة3/272.

[lxxxi])) شرح المفصَّل 5/546, وانظر شرح الشَّافیة 3/273, وضمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمین:- الکتاب 4/451, فی حِین وَرَد لدى المُبَرِّد أنَّه"لا یجوز, ولا یکُون أبدًا مع حُرُوف الحَلْق إلَّا الإظْهار", المقتضِب 1/351.

[lxxxii])) الإیضَاح 2/527.

[lxxxiii])) انظر الإیضاح 2/526, وانْظُر شرح الشَّافیة 3/272, وضمْن علماء اللُّغة المُتقدِّمین: ابن جنِّی, الخصائص 1/ 363-365.

[lxxxiv])) شرح المفصَّل 5/546,وانظر شرح الشَّافیة 3/272, والنُّکَت3/414.

[lxxxv])) الکتاب 4/454, وانظر المقتضب1/350.

[lxxxvi])) قال ابن یعیش بمَوْضِعٍ آخَر:" من قبل أنَّ النُّون الخَفیَّة إنَّما تخْرُج من حَرْف الأنف الذی یحدث إلى داخل الفم لا المَنْخَر؛ فلذلک خُفِیَت مع حُرُوف الفم؛ لأنَّهُنَّ یُخالِطْنَها, وتبیَّنَت عند حُرُوف الحَلْق لبُعْدِهنَّ عن الحَرْف الذی یخرج منه الغُنَّه", شرح المفصَّل5/520, وعلَّل سیبویه مَنْع إدْغام الأصوات التی یُخْفى لدیها صوت النُّون, بقوله:"ولیس حَرْفٌ من الحُرُوف التی تکون النُّون معها من الخَیَاشِیم یُدْغَم فی النُّون؛ لأنَّ النُّون لم تُدْغَم فیهنَّ حتَّى یکون صوتها من الفم, وتُقْلَب حَرْفًا بمَنْزِلة الذی بَعْدَها, وإنَّما هی معهنَّ حَرْفٌ بائنٌ مَخْرَجه من الخَیَاشِیم, فلا یُدْغَمْن فیها کما لا تُدْغَم هی فیهنَّ؛ وفُعِل ذلک بها معهنَّ لبُعدهنَّ منها, وقِلَّة شَبَههنَّ بها, فلم یُحْتَمَل لهنَّ أنْ تصیر من مَخَارجهنَّ", الکتاب 4/456.

[lxxxvii])) شرح الشَّافیة3/272.

[lxxxviii])) المصدر السَّابق 3/255.

[lxxxix])) المصْدّر السَّابق 3/272.

[xc])) المصدر السَّابق3/272.

[xci])) شرح المفصَّل 5/546, وانظر الإیضاح 2/526-527, شرح الشَّافیة2/216وَ272.

[xcii])) سر صناعة الإعراب2/421-422, وانظر الکتاب, 4/453, والمقتضب 1/ 351وَ353-354وَ355.

[xciii])) یحی علی المبارکی, ظاهرة قلب النون الخفیفة الساکنة, والتنوین میما قبل الباء فی الأداء القرانی, وتوجیهه صوتیا, صفحة الانترنت: ymubaraki.kau.edu.sa, وهذا یُثْبِت دِقَّة ما ذَهَب إلیهبعْضُ القُرَّاء أنَّه "إخْفاء", وانظر الإقناع, 258.

 

  • مصادر البحث:-

1-    أبو الحجَّاج یوسف بن سلیمان بن عیسى الأعْلَم الشَنْتَمْرِی (410-476هجریًّا), النُّکَت فی تفسیر کتاب سیبویه وتَبْیِین الخَفی من لَفْظه, وشرح أبیاته, وغَرِیبِه, دراسة: رشید بلحبیب وتحقیقه, وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلامیَّة, المغرب, 1420ه-1999م.

2-    أبو العباس محمد بن یزید المُبَرِّد(210-285هجریًّا), المُقتضب, تحقیق:- محمد عبد الخالق عضیمة, القاهرة, 1415ه-1994م.

3-    أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), الخصائص, تحقیق:- محمد علی النَّجار, المکتبة العلمیَّة.

4-    أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), سر صناعة الإعراب, دراسة:- حسن هنداوی وتحقیقه.

5-    أبو بشر عثمان بن قَنْبر المعروف بسیبَویه (140-180هجریًّا), الکتاب, تحقیق:- عبد السَّلام هارون وشرحه, دار الجیل, بیروت, الطَّبعة الأولى.

6-    أبو عمر عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النَّحْوی (570-646هجریًّا), الإیضاح فی شرح المفصَّل, تحقیق:- موسى بنای العلیلی وتقدیمه, وزارة الأوقاف والشؤون الدینیَّة, الجمهوریَّة العراقیَّة.

7-    رَضِی الدِّین محمد بن الحسن الاستراباذی (المُتَوفَّى سنة 686هجریًّا), شرح شافیة ابن الحاجب, مع شرح شواهده للعالم الجلیل عبد القادر البغدادی صاحب خزانة الأدب, حققهما, وضبط غریبهما, وشرح مبهمهما:- الأساتذة:- محمد نور الحسن, محمد الزَّفراف, محمد محی الدِّین عبد الحمید, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان, 1402ه-1982م.

8-    موفَّق الدین أبی البقاء یعیش بن علی بن یعیش المُوصِلِی (المُتَوفَّى سنة643هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م.

مراجع البحث العربیَّة:-

1-    إبراهیم أنیس, الأصوات اللُّغَویَّة, مکتبة نهضة مصر ومطبعتها.

2-    إبراهیم أنیس, اللَّهجات العربیَّة, دار الفِکْر العربی.

3-    أبو الفَضْل جمال الدین محمَّد بن مَکْرَم ابن منظور الأفریقی المِصْری, لسان العرب, دار صادر, بیروت.

4-     أبو جعفر أحمد بن علی بن أحمد بن خلف الأنصاری (ابن الباذش المتوفَّى سنة 540 هجریًّا), الإقناع فی القراءات السَّبع, حقَّقه وقدَّم له الدُّکتور: عبد المجید قطامش, دار الفِکْر, دِمشق, الطَّبعة الأولى, 1403 ه.

5-    أبو عمرو عثمان بن سعید الدَّانی الأندلسی, التَّحدید فی الإتقان والتَّجوید, دراسة غانم قدْوری الحَمد وتحقیقه, دار عمَّار, عَمَّان, الطبعة الأولى,1421ه, 2000م.

6-     أحمد مختار عمر, دراسة الصَّوت اللُّغوی, عالم الکُتُب, القاهرة, 1418ه-1997م.

7-    بهاء الدین عبد اللَّه بن عقیل العقیلی المصری الهمذانی (698-769هجریًّا), المُساعد على تسهیل الفوائد, تحقیق:- محمد کامل برکات وتعلیقه, مرکز البحث العلمی وإحیاء التُّراث الإسلامی, کلیَّة الشریعة والدِّراسات الإسلامیَّة, مکَّة المکرَّمة, جامعة الملک عبد العزیز, المملکة العربیة السعودیة, 1400ه-1980م, دار الفِکر, دِمشق.

8-    الحافِظ أبی الخیر محمَّد بن محمَّد الدِّمَشْقی الشَّهیر بـ"ابن الجَزَرِی" (المُتوفَّى سنة 833هجریًّا), النَّشْر فی القراءات العَشْر, أشْرَف على تصحیحه ومُراجعته للمَرَّة الأخِیرة حَضْرَة صاحب الفضیلة الأستاذ: علی محمَّد الضَّبَّاع, دار الکُتب العلمیَّة, بیروت, لبنان.

9- خلیل إبراهیم العطیَّة, فی البحث الصَّوتی عند العرب, منشورات دار الجاحظ للنَّشر, بغداد, العراق, 1983م.

10-  رمضَان عبد التَّوَاب, التَّطوُّر اللُّغوی - مظاهره وعِلَله وقوانینه-, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1990م.

11- رمضان عبد التَّوَاب, المَدْخَل إلى علْم اللُّغَة ومناهِج البحْث اللُّغَوِی, مکتبة الخانجی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1417ه-1997م.

12-  رمضان عبد التَّواب, بحوث ومقالات فی اللُّغة, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, دار الرِّفاعی, الریاض, الطَّبعة الأولى, 1982م.

13-  رمضان عبد التَّواب, لَحْن العامَّة والتَّطور اللُّغوی, مکتبة زهراء الشَّرق, الطَّبعة الثَّانیة, 2000م.

14-  عبد الصَّبور شاهین, القراءات القرآنیَّة فی ضوء علم اللُّغة الحدیث, مکتبة الخانْجِی, القاهرة.

15-  عبد الصَّبور شاهین, المنهج الصَّوتی للبُنْیة العربیَّة - رُؤیة جدیدة فی الصَّرف العربی-, مؤسَّسة الرِّسالة, بیروت, 1400 ه-1980م.

16-  کمال بشْر, علم الأصوات, دار غریب, القاهرة, 2000م.

17-  محمود السَّعران, علم اللُّغة - مُقَدِّمة للقارئ العربی-, دار النَّهضة العربیَّة, بیروت.

18- محمود فهمی حجازی, مدخل إلى علم اللُّغة, دار قباء للطِّباعة والنَّشر والتَّوزیع, القاهرة.

19- مناف المُوسَوِی, علم الأصوات اللُّغَویَّة, عالم الکتب, بیروت, لبنان, الطَّبْعَة الأولى, 1419هجریًّا.

  •  الرسائل العلمیَّة:-

-   وجدان عبد اللَّطیف موسى الشَّمایلة, الإدغام فی ضوء علم اللُّغة الحدیث, رسالة ماجستیر, إشراف الأستاذ الدِّکتور: عبد القادر مرعی الخلیل, قسم اللُّغة العربیة, جامعة مؤتة, الأردن, 2002م.

  • المجلَّات العلمیَّة:-

-   یحی علی المُبارکی, الکَمّ الزَّمنی لصُوَیْت الغُنَّة فی الأداء القُرأنی, مجلة جامعة أمَّ القُرى لعلوم الشَّریعة واللُّغة العربیَّة وآدابها, المُجلد (13), العدد (21), رمضان, 1421ه.

  صفحات الانترنت:-

-  یحی علی المبارکی, ظاهرة قلب النون الخفیفة الساکنة, والتنوین میما قبل الباء فی الأداء القرانی, وتوجیهه صوتیًّا, ymubaraki.kau.edu.sa.