أهمية اللغة العربية في التواصل مع الآخر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد النقد الأدبي الحديث – کلية البنات – جامعة عين شمس

المستخلص

يرکز البحث الدراسة على عملية استخدام اللغة العربية في التواصل والحوار مع الآخر في العصر الحديث . وذلک عن طريق تحليل عدة عناصر :
-  الترجمة وسيلة تواصل مع الآخر .
- علاقة التأثير والتأثر بين العربية والإسبانية والإيطالية.
- کيفية النهوض باللغة العربية في العصر الحديث .
حيث يهدف البحث إلى الإجابة على سؤال مهم وهو مدى فعالية استخدام اللغة العربية حديثا في مجالات متعددة منها : الثقافي العلمي ، والإعلامي ، والاجتماعي وغيرها .

الكلمات الرئيسية


المقدمة:

من أهم الموضوعات التی تطرح نفسها على الساحة الثقافیة فی الآونة الأخیرة موضوع: التواصل مع الآخر؛  وذلک نظرًا لما تمرّ به الثقافات من تطور وتغیر تؤثّر فیه الأحداث المعاصرة.

وتعد اللغة بشکلٍ عام مکونًا أساسیًّا من مکونات ذلک التواصل، بل هی الوسیلة والأداة الأولى فی ذلک الأمر، فعن طریقها یتم التخاطب والتفاهم. وهی حلقة الوصل فی نقل الأفکار، والمشاعر، والخبرات.

وترتبط نهضة الأمم ارتباطًا وثیقًا بنهضة لغتها، ووحدتها، وقوتها. وقد دأبت الحضارات على مر العصور على الاهتمام بلغاتها وازدهارها بوصفها أساسًا من أسس التقدم، وهی انعکاس واضح وصریح لذلک التقدم أو عدمه.

وقد کانت اللغة العربیة فی فترة من الفترات، وتحدیدًا فی العصور الوسطى هی اللغة الأولى والرسمیة فی کثیرٍ من المناطق. وتعد بلاد الأندلس أو جنوب أسبانیا – على سبیل المثال- شاهدًا حیًّا على مقدرة اللغة العربیة على التأثیر حیث تحدث بها أجناس مختلفة فی آنٍ واحد. وقامت عن طریقها حرکة ترجمة أدبیة وعلمیة واسعة النطاق. لقد کانت اللغة العربیة هی اللغة الرسمیة للتواصل مع الآخر فی العدید من مجالات الحیاة، وهو ما ارتبط بالنهضة الحضاریة العربیة فی ذلک الوقت.وکذلک الأمر بالنسبة للغة الإیطالیة حیث صقلیة العربیة .

وبالمقارنة بین الماضی والحاضر نجد أن اللغة العربیة تواجه الآن تفوق لغاتٍ أخرى وسیادتها فی عملیة التواصل  مثل: الفرنسیة، والإنجلیزیة، وغیرهما. لذا ینبغی النهوض باللغة العربیة، ودفعها إلى مواکبة الحداثة ومعاصرة وسائل التکنولوجیا  التی تزحف بقوة کی تشکل ملامح العصر الحدیث.

لذا فإن إشکالیة البحث تکمن فی محاولة الإجابة عن التساؤل : هل تعد اللغة العربیة وسیلة تواصل فعالة ومهمة فی العصر الحدیث؟ حیث یتم الربط من خلال البحث بین ماضی اللغة العربیة فی علاقتها مع الآخر وبین حاضرها فی عملیة تقارنیة هادفة . تفضی إلى عرض مظاهر الضعف فی التواصل اللغوی حدیثا ، ووسائل الدعم فی العصر الحدیث.

لذلک یرکز البحث على دراسة العناصر الآتیة:

  • الترجمة وسیلة تواصل مع الآخر.
  • علاقة التأثیر والتأثر بین العربیة وبین الإسبانیة والإیطالیة .
  • مظاهر الضعف فی التواصل اللغوی فی العصر الحدیث .
  • وسائل دعم اللغة العربیة فی العصر الحدیث .

وأرجو من الله تعالى أن أکون قد وفقت فی دراسة  تلک العناصر، والله الموفق والهادی إلى الصراط المستقیم.

تمهید :

لقد ارتبطت اللغة العربیة فی انتشارها بالدین الإسلامی، ومصدریه التشریعیین : القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة ؛ حیث انتقل الإسلام باللغة العربیة إلى نطاق العالمیة اللغویة بما فیها من قیم روحیة، وعقلیة، واجتماعیة، وإنسانیة. لقد اختص القرآن الکریم بمفهوم (الإعجاز اللغوی) الدائم والمستمر بما لا یضمن بقاء العربیة فقط بل تطورها وازدهارها. یقول تعالى:

"إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّکرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ ﴿٩". سورة الحجر

حیث ارتبط القرآن بالإنسان على المستوى العالمی، فلم یتحدد بحدود جغرافیة مکانیة أو زمانیة معینة. "إن القرآن معجزة الإسلام، وواحة یفیء إلیها المؤمنون لیزدادوا إیمانًا مع إیمانهم. کأن القرآن من حیث هو: مظهر تتجلى فیه رحمة الله بخلقه وشفقته بعباده. لقد أبقى لهم إلى یوم الدین ما یحفظ إیمانهم ویجدده فی قلوبهم. ثم هو بعد ذلک ینهض بحیاتهم ویرقى بمسلکهم. لم لا؟! وقد نفذ إلى قلوبهم نفوذًا لطیفًا حین وجدوه قریبًا إلى نفوسهم مراعیًا طبیعتها، عارضًا صورة لها تطلعهم على مواضع قوتهم وثغرات ضعفهم، ثم هو یأخذ بأیدیهم أخذًا حانیًا لیسد هذه الثغرات ولیدفع بهم إلى أرقى ما یمکن أن تبلغه إیاه قوتهم".([1]) إذن فالقرآن – المعجزة الباقیة مرتبط باللغة العربیة، ومرتبط بالإنسان على مرّ العصور ونافذ إلى عقله ونفسه. بل هو السبیل القویم الذی یرتجیه الإنسان منهجًا للحیاة فهو کتاب نابض بالحیاة، وهو قادر على التواصل الفعّال مع الآخر بکافة أشکاله.

إن القرآن یستطیع النفاذ إلى أحوال الإنسان العقلیة والنفسیة والقلبیة. یقول سبحانه وتعالى:

"إِنَّ اللَّـهَ یُضِلُّ مَن یَشاءُ وَیَهدی إِلَیهِ مَن أَنابَ ﴿٢٧﴾ الَّذینَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِکرِ اللَّـهِ أَلا بِذِکرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ ﴿٢٨﴾".سورة الرعد

ویقول تعالى:

"ذلِکُم بَلاءٌ مِن رَبِّکُم عَظیمٌ ﴿٦﴾وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّکُم لَئِن شَکَرتُم لَأَزیدَنَّکُم وَلَئِن کَفَرتُم إِنَّ عَذابی لَشَدیدٌ ﴿٧﴾" . سورة إبراهیم 

ویقول تعالى:

"إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِکُم وَإِن أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِیَسوءوا وُجوهَکُم وَلِیَدخُلُوا المَسجِدَ کَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِیُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبیرًا ﴿٧" .سورة الإسراء

وما بین التشریعات ورسم طریق الحیاة للإنسان والترغیب والترهیب، تتغلغل اللغة إلى صمیم الإنسان حول العالم فیحدث التواصل الفعلی والعملی المستمر. إذ لا تواصل متکامل مع کتاب الله إلا باللغة العربیة "فاللغات الأخرى کالإنجلیزیة والإسبانیة تُنْقل بالترجمة إلى لغاتٍ أخرى لأن ما کتب بها بشری أما اللغة العربیة حین ترتبط بما نزل من الوحی المبین تعلو وترتقی لأنه کلام الله سبحانه وتعالى، فالصیاغة ربانیة والمعانی إلهیة".([2])

ویضرب الدکتور محمد علی الملا أستاذ علم اللغة التقابلی مثالا لذلک بقوله تعالى:

﴿اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لَّا شَرْقِیَّةٍ وَلَا غَرْبِیَّةٍ یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ یَهْدِی اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن یَشَاءُ وَیَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ﴿٣٥ سورة النور

فالإنسان حین یقرأ الآیة لا یملک إلا أن یرددها، ولا ینال قلبه الحظ الوافر من تأثیر معانیها لو ترجمت إلى لغة أخرى. ونجد تعبیر اللغة العربیة عن (الزمن) فی القرآن الکریم بشکلٍ متفرد عن أی لغة أخرى. فنجد سورة (الفجر) وسورة (الشمس) وسورة (اللیل) وسورة (الضحى) حیث القسم بأوقاتٍ متعددة فی الیوم الواحد وقول تعالى: ﴿والعَصْرِ﴿1 إنَّ الإنْسانَ لَفی خُسْرٍ﴿2 إلا الَّذِینَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصالِحاتِ وتَواصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بِالصَبْرِ﴿3﴾. وهو القسم بجزء محدد من الزمن للدلالة على قیمته وماذا یجب أن یُفْعل به وللتنبیه أیضًا إلى قیمة العمر وأهمیته.([3]) ویرى عباس محمود العقاد أن تعبیر اللغة العربیة عن دلالة الزمن خاص بها وحدها دون بقیة اللغات. فنحن نجد فی اللغة ألفاظًا زمانیة مثل: البُکرة، الضحى، الغدوة، القائلة. الهزیع الأول من اللیل والهزیع الثانی .... السنة والحول والعام. والمدة واللحظة والبرهة واللمحة والفترة والروح والحین والعهد والزمن والدهر.        ([4])

یقول دکتور محمد علی الملا: "إن فی اللغة العربیة ثراءً وجمالًا وتعدد تصاریف وهی معاییر لم تعط للغة الإنجلیزیة ... إن اللغة العربیة نتیجة لعناصرها الإلهیة المستغرقة فی الزمن والممتدة إلى مدى لا یعلمه إلا الذی أنزل القرآن الکریم بها، نالت من الأوصاف ما یعکس طبیعتها".([5])

وهو ما یشکل مثلًا على التقابل اللغوی بین العربیة وبین الإنجلیزیة الذی یختلف عن عملیة التأثیر والتأثر اللغوی بین اللغتین والذی سنعرّج على ملامح منها خلال البحث والدراسة.

وقد وُجِد من الألفاظ ما أصبح له دلالة جدیدة مع الإسلام لارتباطه بأبعاد جدیدة مثل: الصوم، والصلاة والزکاة، والإسلام فی قوله تعالى: 

 

﴿حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِیرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّیَةُ وَالنَّطِیحَةُ وَمَا أَکَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَکَّیْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِکُمْ فِسْقٌ الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِن دِینِکُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ ﴿٣سورة المائدة

من هنا ترتبط اللغة العربیة على وجه الخصوص بـ (الهویّة العربیة) الإسلامیة لدى المجتمع العربی المسلم بشکلٍ عام. فهی جزء من التکوین الحضاری والثقافی والاجتماعی للإنسان المسلم. وهی أساس توحید تلک الشعوب المتحدثة بها. یقول جاک دریدا: "إنه لشعب متلاحم فی جسد ذلک الذی یصنع لغة ما ... شعب له السیادة المطلقة على لغة الکلام. إنها إمبراطوریته التی یمارس من خلالها سیادته دون وعی منه بذلک، ولا تنتزع ملکیة الشعب للغته وسیادته على ذاته إلا حین تتراجع اللغة عن احتلال الصدارة".([6])

فهی کما یُطْلق علیها کاسل: "خندق المقاومة والحصن الأخیر لحمایة الذات والملاذ الأقوى للهویة والتراث".

إن اللغة أسلوب حیاة، وهی جزء أساسی من کینونتنا، وهی تشکل معالم الهویة والانتماء ... والمسألة ترتبط بالوعی الإنسانی بأهمیة اللغة الأم وقدرتها الفاعلة على ترسیخ الهویة وتقویة الإحساس بالذات وحمایتها من الذوبان فی الآخر، ومن القبول بالتبعیة له والانقیاد لسلطته.([7]) خاصة فی العصر الحدیث حیث تتم عملیة تهمیش للهویة فی ظل العولمة والحداثة. یقول الطاهر مکی: "إن اللغة العربیة تحتل المرتبة الأولى بعد اللغة القومیة فی العالم الإسلامی غیر المتحدث بالعربیة."([8])

وهو ما یدفعنا إلى التساؤل : ما مفهوم التواصل مع الآخر؟ وهل یشترط أن یکون التواصل مع الآخر بلغته هو مما یؤدی إلى إضعاف اللغة العربیة. إن اللغة وسیلة فعالة للتأثیر العقلی فی الآخر، إذ إن الخطاب اللغوی یعتبر أداة مباشرة للإخضاع الأیدیولوجی.

لقد دعا رسول الله – صلى الله علیه وسلم – منذ بدایات الإسلام إلى تعلّم اللغات الأخرى، وتنافس الصحابة رضوان الله علیهم فی ذلک الأمر لکن ذلک لم یأت على حساب اللغة العربیة، حیث الإشارات الأولى للتواصل مع الآخر.

إن التواصل عبارة عن "عملیة یقصد مُصَدِّر نوعی بواسطتها إثارة استجابة نوعیة لدى مستقبل نوعی". والتواصل هو: التعبیر عن الحیاة Communication وهو نوعان:

1-    عام شامل لکل نشاطات الإنسان بارتباطه مع محیطه الحیاتی.

2-  مخصوص یتعلق بالروابط الجامعة بین بنی البشر بما یتضمنه من قصد، وتأویل، وترمیز، وتفکیک. والتواصل أیضًا کما یعرفه شارل کولی Charles Cooley هو: "المیکانیزم الذی بواسطته توحد العلاقات الإنسانیة وتتطور. إنه یتضمن کل رموز الذهن مع وسائل تبلیغها".

ویتضمن: تعبیرات الوجه، والحرکات، والکلمات، والکتابات ... وکل ما یشمله آخر ما تم فی الاکتشافات، وتعد اللغة أحد تلک الوسائل التواصلیة.([9])

ویرتکز التواصل على ثلاثیة هی:

1-    الموضوع: الإعلام

2-    الآلیة: التی تتمثل فی السلوکیات اللفظیة وغیر اللفظیة.

3-    الغائیة: أی الهدف من التواصل.

ومن أهداف التواصل: الاکتشاف: ومنه اکتشاف الذات الذی یتم عن طریق التواصل مع الآخر وهو هنا التواصل اللغوی. ومنه أیضًا اکتشاف العالم المحیط. یقول رفیق بوحسینی: "یعسر التعرف السلیم على أنفسنا بدون الدور المرآتی للآخر".([10]) ومنه المقارنة مع الآخرین وهو أمر طبیعی نتیجة للتواصل، وهذه العملیات هی المفضیة إلى تعزیز الهویة الإنسانیة العربیة إذ من المعلوم أن التواصل باللغة الأم واعتمادها لغة رسمیة یقوی البناء الداخلی للمجتمع.

ومن أهداف التواصل: (ب) الاقتراب والتقارب ومنها: (جـ) الإقناع والاقتناع وهو "مصاحب للسلوک الإنسانی فی کل تفاصیل حیاته القائمة على تبادل المصالح عبر قناة التفاوض ویتم ذلک عن طریق:

1-    تغییر الأوضاع وتحویلها.

2-    التأثیر على معتقدات الآخر.

وترتبط اللغة – بما إنها نشاط ذهنی – ارتباطًا وثیقًا بالتواصل. وفی اللغة اللاتینیة نجد کلمة (Logos) بمعنى الخطاب أو الکلام أو اللغة کما تعنی العقل أو الفکر أو المنطق. ویعد التواصل اللغوی من أهم وظائف اللغة خاصة فی العصر الحدیث حیث تطبیق مقولة ستالین(اللغة أداة من أدوات الإنتاج) بما أن للغة دورًا مهمًّا فی اقتصاد أی دولة. حیث یمکن تصوّر الآثار السلبیة لتعلیم (العلوم والتکنولوجیا) المرتبطة بعالم الاقتصاد بلغة غیر اللغة الأم خاصة فی وقت یتوجَّه فیه العالم إلى الاقتصاد المعرفی. ومن أشکال التواصل اللغوی الفعَّال : عملیة الترجمة، وعملیة التأثیر والتأثر.

أولًا: الترجمة وسیلة تواصل مع الآخر:

تعد الترجمة شکلًا من أشکال العلاقة مع الآخر فهی قائمة على نقل الأفکار وغیرها من لغة بما تمثله من ثقافة وحضارة إلى لغة أخرى بما لدیها من ثقافة وحضارة مغایرة.

والترجمة هی: "عملیة تحویل لشفرة لغویة Verbal Code أی مجموعة من العلامات المنطوقة أو المکتوبة إلى شفرة أخرى".([11])

وخلال هذا التحویل تنشأ علاقة التواصل مع الآخر؛ إذ إن الترجمة تتطلب أکثر بکثیر من مجرد التحویل الآلی من لغة إلى أخرى.([12])

إن على المترجم أن یلم إلمامًا واسعًا باللغة المترجم عنها وثقافة أهلها وتقالیدهم وحضارتهم وکذلک الحال فی اللغة المترجم إلیها، وهذا یتطلب جهدًا ووقتًا طویلین نسبیًّا.

والتواصل مع الآخر الذی ینشأ عن طریق الترجمة هو (تأثیر) فی الآخر فی حال الترجمة من العربیة إلى لغاتٍ أخرى وهو (تأثر) بالآخر فی حال الترجمة إلى اللغة العربیة. ولتلک العملیة أهمیة قصوى على المستوى العام حیث العلوم والفنون ، وعلى المستوى الخاص حیث الأدب وعلى المستوى اللغوی ؛ حیث یتم تطویع اللغة کی توافق الأفکار المترجمة فتصبح اللغة جسرًا ثقافیًّا مهمًّا وبذلک تعد الترجمة: (حوارًا للحضارات) وهی أداة المجتمع للتفاعل مع الجدید من العلوم والفنون والإنسانیات، وهی سلاح الإنسان فی التطور والمنافسة والارتقاء على المستوى الحضاری تعزیزًا لوجوده.([13]) ویوضح غنیمی هلال أن من أهم نتائج الترجمة الأدبیة على سبیل المثال أنها تکون سببًا فی نشر أذواق أدبیة خاصة من لغة إلى لغة أخرى.([14]) ویتضح ذلک مثلًا فی ترجمات أعمال شکسبیر إلى الفرنسیة حیث الذوق المحافظ آنذاک.

وترجمة أنطوان جالان لـ (ألف لیلة ولیلة) التی اختفت فیها التعبیرات الجزئیة أو الوصف الجسدی وما یحدث من ترجمات عربیة یتصرف فیها المترجم کی تناسب الذوق العام العربی.

ویرى کل من برونیل، وبیشوا، وروسو أن هناک دواعی لخیانة الترجمة ومنها: "احترام الآداب العامة، وتذوق اللغة النبیلة".([15]) والملاحظ أن الترجمة المختلفة عن الأصل تعد أصلًا مستقبلًا فی حد ذاته، وبذلک فهی تمارس عملیة التأثیر بشکل فعّال. وعلم الأدب المقارن "یهتم بما تمثله الترجمة طالما کان لها تأثیراتها الخاصة مع مراعاة التغیر فی النظام اللغوی والإحساس والفکر".([16])مثال ذلک ترجمة أحمد حسن الزیات، وعبدالعزیز أمین لروایة (روفائیل) لـ (لامارتین)؛ فقد جعل کل منهما ترجمته: رؤیة خاصة له، فأصبحت أصلًا مستقلًّا.

وحین ننظر إلى نشاط حرکة الترجمة من العربیة وإلیها قدیمًا نجد أنه تزامن مع حرکة الفتوحات الإسلامیة الواسعة والاحتکاک بالأمم الأخرى. ولا نقصد بذلک مجرد معرفة بضع کلمات من لغاتٍ مختلفة بل حرکة ترجمة محددة الأهداف واسعة النطاق وکانت البدایات فی عهد الدولة الأمویة حیث تم ترجمة العدید من الکتب فی عهد الأمیر خالد بن یزید بن معاویة بن سفیان. وتطورت حرکة الترجمة بعد ذلک فی عهد الدولة العباسیة حین اعتنى هارون الرشید بالعلم والعلماء لکن الترجمة بلغت أوجها فی عهد ابنه المأمون الذی امتد من عام 198هـ إلى 218هـ أی أواخر القرن الثانی الهجری وبدایات الثالث الهجری الذی یوافق میلادیًّا من 719م إلى 816م حیث أسس دار الحکمة فی بغداد.([17])

إذن فقد "ضمَّ العرب قطاعات واسعة من بلدان منهکة حضاریًّا فامتد الإسلام من الصین عبر الهند وفارس إلى شرق المتوسط ومصر والإغریق، وکان الوضع الجدید أشبه بحقنة أدرینالین منشطة لجسدٍ واهٍ ضعیف فبثت الروح والحمیة فیه من جدید".([18])

حینها بدأ العرب یتنافسون فی میدان الترجمة: تعلُّمًا وإتقانًا للغات أخرى وتحویلها إلى عربیة فصحى جزلة. فقد کان المأمون یزن الکتب المترجمة ذهبًا، ویجزل العطاء أملًا فی نهضة حضاریة جسرها عربی اللغة. لقد وجد العرب أنفسهم "أمام معارف یذخر بها العالم ولا غنى لملکهم عنها فأقبلوا علیها بنهم یترجمونها ویعربونها ویضیفون إلى قدیمها جدیداً تمخض عنه إدراکهم وتفکیرهم".([19])

إضافة إلى ذلک فقد دعاهم الإسلام إلى العلم والتعلم المرتبط بتعلم اللغة، فعن أبی هریرة رضی الله عنه أن رسول الله – صلى الله علیه وسلم – قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جاریة أو علم ینتفع به أو ولد صالح یدعو له".([20]) وفی الحدیث "بیان لعظیم فضل الله حیث جعل سبحانه الثواب للمؤمن ممتدًا بعد موته لما کان سببًا فیه من أعمال الخیر: کالصدقة الجاریة التی وقفها صاحبها فی سبیل الله، والعلم النافع الذی علمه لغیره، أو صنفه فی کتابٍ ینتفع به...".([21])

ولیس ذلک فی بغداد فقط، بل نجد عبدالرحمن الداخل (113ه – 172ه) فی الأندلس یؤسس دولة قائمة على العلم، ونقل العلوم حیث (قرطبة) الجامعة. وفی المغرب العربی حیث إدریس الثانی فی فاس.

وقد ترجم العرب من الیونانیة، والسریانیة، واللاتینیة، والعبریة، والفارسیة، والآرامیة.([22]) فنجد (عبدالحمید الکاتب) و(ابن المقفع) یترجمان عن الفارسیة. واشتهر من المترجمین (حنین بن إسحاق) فی العصر العباسی، وأحمد ومحمد ابنا موسى بن شاکر، وثابت بن قرة، وقسطا بن لوقا، وموسى بن کیبا الفیلسوف، وأبو یعقوب بن إسحاق الکندی، وأبو نصر الفارابی، وغیرهم.

وعلى الجانب الآخر وبعد أحداثٍ محددة بدأ الأمر فی التحوّل من ترجمة العرب لعلومٍ بلغاتها الأجنبیة إلى  ترجمة الغرب لعلومٍ وفنون کتبت بالعربیة خاصة کتب الفلاسفة المسلمین وهی "التی کانت قد اشتملت على التجربة الیونانیة مضافًا إلیها إبداعات العلماء المسلمین وفلاسفتهم".([23]) أمثال: الکندی (ت 252هـ 866م) والفارابی (339-950م)، وابن سینا (418هـ 1037م)، وابن رشد (595هـ 1198م) وغیرهم.

وفی عام 1085م سقطت (طلیطلة) فی ید ألفونسو السادس ملک قشتالة، وتحوّلت بعد سقوطها إلى أعظم مرکز لنقل المعرفة العربیة إلى اللغتین اللاتینیة والإسبانیة، فنشأت فیها مدرسة المترجمین.([24]) وقد کانت عملیة الترجمة فیها مزدوجة:

1-    ترجمة الکتب العربیة الأصلیة.

2-  ترجمة الکتب المترجمة من لغاتٍ أخرى إلى العربیة  " لقد استطاعت طلیطلة أن تکون "نموذجاً حیَّا للتواصل مع الآخر حیث کان یعیش فیها: المسلمون، والمسیحیون، والیهود جنباً إلى جنب فی سلام وتفاهم لغوی عربی".([25])

وکما ترجم ابن المقفع کتاب (کلیلة ودمنة) إلى العربیة، فقد ترجمه جویل الیهودی إلى العبریة فی إیطالیا فی أوائل القرن الثانی عشر المیلادی.

وفی عهد الإمبراطور (فریدریک الثانی) ت 1250م کانت حرکة الترجمة تتم على نطاقٍ مزدوج من العربیة والیونانیة فی (بالیرمو) فی جزیرة (صقلیة).

ونجد أن فیلسوفًا مهمًّا مثل (رایموندلل) (1235م – 1316م) کان یکتب مؤلفاته بالعربیة أولًا ثم یترجمها إلى لغاتٍ أخرى، کما دعا إلى تعلم اللغة العربیة. وقد أنشأ معهدًا للترجمة من العربیة إلى اللغات الأخرى، وکانت تترجم فیه الکتب بدقة.([26]) ومن أشهر المترجمین: (جوندیسالفو Gundisalvo) الذی ترجم آثار: الفارابی وابن سینا مثل: (الشفاء) و(ماوراء الطبیعة) و(المقاصد) للغزالی وغیرها من الکتب.

وفی عام 1312م ذکرت وثیقة رسمیة فی الکنیسة الکاثولیکیة فی روما مدرسة للترجمة قام فیها أصحابها بالترجمة من العربیة إلى: الیونانیة، والعبریة، والسریانیة ونشر الکتب المترجمة فی: فرنسا، وبولونیا، وأکسفورد، وسلمنکا.([27])

وقد احتاج کل هؤلاء المترجمین فی أنحاء أوروبا إلى تعلم اللغة العربیة لإجادة الترجمة. وبذلک أصبحت اللغة العربیة "منذ وقت مبکر وسیطًا فی ترجمة النصوص، کما صارت أصلًا یتم النقل عنه إلى اللغات الأخرى".([28]) وهو یؤکد قدرة اللغة العربیة على الحوار الواعی مع الآخر. وتصفها لوثی لوبیث بقولها: "لقد صارت اللغة الرسمیة للثقافة والدبلوماسیة وظل العالم یعترف بذلک حتى نهایات القرن السادس عشر المیلادی... إن لغة القرآن کانت من أهم اللغات التی دار الحدیث بها فی العالم الجدید". أی أمریکا.([29])

إذن فأوروبا مدینة للعرب والمسلمین بحضارتها، لکن النص المأخوذ عن لوثی لوبیث یلفت الانتباه إلى تغیر حال اللغة العربیة، فهی تؤکد على عدة أمور:

1-    أن اللغة العربیة لغة القرآن الکریم کانت أهم اللغات فی العالم الجدید.

2-    امتد الاعتراف بها عالمیًّا حتى نهایات القرن 16م أی تقریبًا عام 1590م فقط.

وهو ما یشیر إلى کثیر من التغیرات التی أصابت المجتمعات العربیة أساسًا. یقول جاک دریدا: "إن تدهور اللغة عرض دال على التدهور الاجتماعی والسیاسی، والعکس صحیح".([30])

والأمثلة على ذلک کثیرة:

1-    لقد مارست بریطانیا نوعًا من التهمیش لأدب مناطق: ویلز واسکتلندا وأیرلندا

2-     

الشمالیة تبعًا للموقف السیاسی.

 2- أُجْبرت الدول الموجودة على طول بحر البلطیق وآسیا الوسطى مثل: لیتوانیا، ولاتفیا، وإستونیا على استخدام اللغة الروسیة طبقًا لسیاسة الاتحاد السوفیتی.([31])

وهو ما حدث فی المناطق العربیة التی خضعت الاستعمار، وهو ما یؤکد ارتباط اللغة بالهویة؛ لأن "انتشار أیة لغة یرتبط بقوة الدولة التی تتکلم اللغة اقتصادیًّا أو نفوذها السیاسی والعسکری".([32])

وتبدو عملیة الترجمة فی العصر الحدیث وثیقة الصلة بالعلاقة مع الآخر، وهی تستعین بعلم اللغة الحدیث Linguistics من حیث الأبنیة، والتراکیب، والدراسة الآنیة Synchronic وعبر الزمنیة Diachronic أو التاریخیة اللغة.([33])

وتهدف الترجمة من العربیة –حدیثًا- إلى معرفة الآخر للحرکة الثقافیة واتجاهاتها فی العالم العربی؛ بوصفها جزءًا من السیاسة العامة الغربیة تجاه الشرق، وخاصة فی المرحلة الدقیقة التی یمرّ بها العالم العربی فی علاقته بالغرب. ومن أهم الکتب التی تترجم (القرآن الکریم) إذ "یعتبره جزء کبیر من سکان العالم –الآن- الکتاب الجامع للعلم، والمعرفة، والدین. وهذا الکتاب من جهة أخرى کان له دور کبیر فی استمرار اللغة العربیة الفصحى حتى أیامنا هذه".([34])

وفی کتاب الله  نجد ذلک الارتباط الدائم بین العربیة والقرآن، قال تعالى:

﴿حم ﴿١﴾ وَالْکِتَابِ الْمُبِینِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِیًّا لَّعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتَابِ لَدَیْنَا لَعَلِیٌّ حَکِیمٌ ﴿٤﴾﴾سورة الزخرف

و قال تعالى: 

﴿وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ قُرْآنًا عَرَبِیًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ یَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَیْبَ فِیهِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَفَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ ﴿٧﴾ سورة الشورى

ویُفَرِّقْ العدید من علماء اللغة بین ترجمة اللغة العربیة فی النصوص البشریة عنها فی النصّ القرآنی کما أشرنا سابقًا. لذا لا أتفق مع من یرى أن اللغتین: العربیة والإنجلیزیة "غنیتان بالتعابیر بکل أنواعها والاختلاف الوحید بینهما هو تواتر نوع بعینه فی إحدى اللغتین أکثر من الأخرى".([35])

والمؤلف یعتمد فی کتابه على ترجمات للقرآن الکریم حدیثة موجودة على شبکة المعلومات فقط: http://www.islamic.com دون الرجوع للمصادر الأصلیة المدونة، والمقارنة بین عدّة ترجمات للقرآن الکریم للخروج باستنتاج علمی سلیم.

وبما أنه من المعلوم الفرق الواضح بین: الترجمة الدلالیة Semantics، والتواصلیة أو التوصیلیة التی تهتم بسیاق الموقف المتحدث عنه Communicative.([36]) نجد أن بعض الترجمات للقرآن الکریم تهتم بالجانب الدلالی المعجمی، وتهمل الجانب الأعمق: التواصلی الثقافی مما یتسبب فی فقدان القارئ للصلة بینه وبین النص الأصلی؛ لعجزه عن الوصول إلى المقصود. مثال ذلک قوله تعالى:

﴿ وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا ﴾ .([37]) سورة القصص

أی : أنه أصبح فارغًا من الانشغال بأیة فکرة سوى ابنها موسى علیه السلام: أین أصبح، وماذا فُعِل به؟

لکن الترجمة جاءت:

“And the heart of the mother of Moses became void”.

وکلمة: Void تعنی فقط فارغًا أو خاویًا وهو ما لا یطابق المعنى المقصود فی العربیة. یقول دکتور محمد الملا: "إن مجاراة لغة القرآن وأسلوبه لیست فی قدرة البشر لأن بها عناصر إلهیة علاوة على عناصرها اللغویة التی نعرفها نحن البشر ونستخدمها فی اتصالنا المتبادل".([38])

علاوة على ذلک یواجه المترجم للنصوص البشریة الأقل منزلة من القرآن الکریم صعوبات منها:

أولًا: ترجمة بعض الحروف. ویکفی للدلالة على ذلک الحرف (چ) وهو لیس حرف عربی یلفظ: تش کما فی: چرکس، لاچن، سلچوق ویماثله فی الإنجلیزیة: CH: Chuck، Church، وأیضاً Ch فی الإسبانیة: Mucho، وفی الإیطالیةc : المتبوع بحرفی العلة  e أو i Cesare، Ciao.... ومثال آخر ترجمة الحرف (G) فی (Google) مثلًا فی مصر: جوجل، الشام: غوغل، العراق: کَوکَل، السعودیة: قوقل، تونس: ﭬوﭬل، فلسیطن: ﭼوﭼل.([39])

ثانیًا: المستوى الدلالی للألفاظ والفروق بینها.

ثالثًا: إدراک السیاق الثقافی للغتین.

فالمترجم الأدبی یشترک مع المترجم العلمی فی الإحالة: Reference أی إحالة القارئ إلى الشیء  نفسه الذی یقصده المؤلف. ویزید علیه فی Significance أو الهدف والمغزى والتأثیر Effect، لذلک فهو مطالب بالمعرفة اللغویة والأدبیة، والنقدیة على حد سواء.([40])

فاللغة العربیة تمتاز بأنها إیحائیة مجازیة، وهی جامعة لفروق دقیقة بین الألفاظ مثلما نجد الفرق بین: الصبر، والحلم، والأناة، والتؤدة.([41])

وبعد هذه الإطلالة على (الترجمة وسیلة تواصل مع الآخر) ظهر الترابط المنطقی بین العناصر، إن ازدهار اللغة العربیة مرتبط بالرقی الحضاری للمجتمعات العربیة. والتی ازدهرت فیما سبق عن طریق الترجمة بوصفها وسیلة مهمة وقیمة للنهوض والاطلاع على علوم الغیر. و باللغة نفسها قامت حضارة الغرب؛ إذ اعتمدت على ترجمتها وتعلمها لأنها لغة العلم والحضارة فی ذلک الوقت. أما الجانب الذی یبقى راقیًا ومستمرًّا مع الزمن فهو الجانب القرآنی من اللغة العربیة؛ إذ هو مرتبط بعناصر إلهیة لا بشریة.

ثانیا:- التأثیر والتأثر بین اللغة العربیة وبین الأسبانیة والإیطالیة:-

علینا أن نقرر أن علاقة التأثیر والتأثر بین اللغة العربیة وبین لغاتٍ أخرى جاءت نتیجة لأحداثٍ سیاسیة مثل الحروب والانتصارات، واقتصادیة مثل التجارة، وثقافیة، واجتماعیة. فهی عوامل متداخلة فی إحداث عملیة التأثیر والتأثر. فنجد اللغة العربیة أثرت وتأثرت باللغتین: الإسبانیة، والإیطالیة على سبیل المثال نتیجة للحکم العربی للأندلس وصقلیة.

وفی المدة الزمنیة التی استقر بها المسلمون فی الأندلس (جنوب إسبانیا) وهی ثمانیة قرون منذ عام 92 هـ حین فتح طارق بن زیاد الأندلس حتى عام 897هـ – 1492هـ حین سقطت غرناطة، تعددت وسائل الاحتکاک اللغوی بین العربیة والإسبانیة بین تجاریة فی المعاملات التجاریة وثقافیة فی تبادل الأمراء للشعراء وعسکریة فی المعارک والمعاهدات وتبادل الأسرى وغیرها.

حیث تأثرت اللغة الإسبانیة باللغة العربیة عن طریق الجوار، والاحتکاک، فنتج عن ذلک نوع من التطور الصوتی Super stratum أو الطبقة الفوقیة، وذلک حین "یظل الشعب یستخدم لغته لکن بتأثیرات من اللغة الغازیة".([42])

 

فنجد مثلًا اللغة الإسبانیة تمتلئ بالعدید من الکلمات ذات الأصل العربی تتعلق بالإدارة المحلیة، وتنظیم النشاط التجاری،منها:


الأصل العربی

کلمات إسبانیة

السوق

Zoco

المخزن

Almacen

الدیوان

Aduana

القائد

Alcaide

 

 

"لقد فرضت اللغة العربیة نفسها لغة للثقافة والحیاة".([43]) ویرى (رفائیل لابیسا) فی بحثه:

(تاریخ اللغة الإسبانیة) أنه توجد فی اللغة الإسبانیة أربعة آلاف کلمة عربیة، مما یعنی أن ربع اللغة الإسبانیة من أصل عربی، فنجد أن الألف واللام للتعریف فی العربیة قد تحولت فی الإسبانیة إلى ألف مثل:

 


الأصل العربی

الکلمات الإسبانیة

الأرز

Arroz

السکر

Acugar

الکرز

Alcaraz وهو اسم قریة أندلسیة

القُصیْر

Alcocer وهی کنیة إحدى العائلات الإسبانیة فی العصر الحاضر ذات الأصول الأندلسیة.([44])


أسماء المدن:

­         مدینة قرطبة أصبحت: Cordoba.

­         مدینة الزهراء أصبحت: Azahara.

­         مدینة إشبیلة أصبحت: Sevilla.

­         مدینة شاطبة أصبحت: Jativa.

وواضح بقاء الأصل العربی فی التسمیة الإسبانیة، یقول أمریکو کاسترو: "تتعلق تلک الواردات اللغویة العربیة بمناحٍ شتى فی الحیاة إذ تشمل الزراعة، وتشیید المبانی، والفنون، والحرف المختلفة، والتجارة، والعلوم"، مثل:

 

الأصل العربی

الکلمات الإسبانیة

القصر

Alcazar

القبة

Alcoba

البرکة

Alberca

اللیمون

Limones

البرقوق

Albariqoque

 

ومن المصطلحات الإسلامیة:

الأصل العربی

الکلمة الأسبانیة

القِبْلة

Alquibla

الصلاة

Azala

المؤذن

Almue’dano

وعبارة خفیف الظل أو ثقیله Buena Sombra o mala.([45])حیث فکرة الظل غیر موجودة فی اللغات اللاتینیة، یقول کاسترو:"هذا المعنى الإضافی للفظة Sombra الإسبانیة لیست له سوابق لاتینیة أو رومانیة، ولابد أنه مرتبط بالفکرة الشرقیة".([46])وکثیرًا ما نجد عند الإسبان عبارة: إن شاء الله ـ إذا أراد الله.


ومن المصطلحات الموسیقیة:

الأصل العربی

الکلمة الأسبانیة

قیثارة

Guitarra

العود

Laud

الدف

Adufe

الصنوج

Sonajas

النقَّارة

Nacaire

الطبل

Tabel

ومما یتصل بذلک لفظ التروبادور Trobador أو الشاعر الجوال . وهو مأخوذ من طرب العربیة .یقول خولیان ریبیرا: "کانت طرب تنطق فی القشتالیة بالضم فأصبحت Torob ولسهولة النطق فقد تلى الحرف  T حرف   O الذی خلف صوت الفتحة A فی العربیة التی أخذت طریقها إلى الإسبانیة".([47])

وینبغی أن نلاحظ أن أیة لغة عندما تنتشر على مساحة واسعة فی بلاد لا تتحدثها أصلاً یصیبها تحویر کبیر فی النبر، والموسیقا، والدلالة، وبناء الجملة وهو ما أصاب اللغة العربیة المتحدثة فی الأندلس فی العصر الوسیط، وما تتعرض له الفرنسیة المتحدثة فی أیامنا هذه فی إفریقیا، وکندا، أو اللغة الإنجلیزیة المتکلمة فی الهند، أو جامیکا، أو إفریقیا.([48])

ولا تقتصر أهمیة الدراسة اللغویة على "فهم الألفاظ، أو التراکیب المفردة، فالأدب متصل بکل جوانب اللغة، والعمل الأدبی هو أولاً نظام من الأصوات".([49]) ولذلک یرى Batson أن الأدب جزء من التاریخ العام للغة.

"لقد بلغت المفردات العربیة التی أضافها الإسبان، وأهل البرتغال إلى لغتهم ما یملأ معجماً غیر صغیر، ولکن العبرة مع ذلک بدخول تلک المفردات فی الحیاة الاجتماعیة، والمقاصد النفسیة لا بمجرد دخولها فی صفحات المعجمات، فإنها لا تتمثل على الألسنة إلا بعد أن تمثلت فی أحوال المعیشة، والإحساس، والتفکیر، ومن هنا یعزى إلیها من فعل الإیحاء والتوجیه أضعاف ما یعزى إلیها من فعل النقل، والتلقین".([50])

ودلیل ذلک أننا نجد من مشاهیر الشعر، والأدب من تأثروا باللغة العربیة؛ مثل: بوکاشیو، دانتی، بترارک الإیطالیین، وتشوسر الإنجلیزی، وثربانتس الإسبانی، وعلیهم قامت نهضة الأدب فی أوروبا فی العصور الوسطى. ففی عام 1349م ألف بوکاشیو حکایاته تحت اسم: (الصباحات العشرة، أو الدیکامیرون) مستوحیًا أسلوب ألف لیلة ولیلة العربیة. وقد عاش ثربانتس "فی الجزائر بضع سنوات، وألف کتابه (دون کیشوت) بأسلوب لا یشک من یقرأه فی اطلاع کاتبه على العبارات العربیة، والأمثال التی لا تزال شائعة بین العرب حتى هذه الأیام"([51])، سواء فی الأسلوب، أو فی مضمون القصص، کذا کتب تشوسر: (حکایات کانتربری) على نظام کلیلة ودمنة، وألف لیلة ولیلة العربی. أما دانتی فقد عاش فی صقلیة، وتأثر تأثرًا بالغًا باللغة العربیة، وآثارها الأدبیة، وکان على معرفة بسیرة الرسول صلى الله علیه وسلم، وقصة الإسراء والمعراج.

لقد حکم المسلمون مناطق متعددة فی جنوب إیطالیا ومنها: صقلیة، ومالطا، وجزیرة سردینیا. حیث دخل العرب بقیادة أسد بن  الفرات صقلیة عام 827م وخرجوا منها عام 1072م أی منذ القرن التاسع المیلادی حتى القرن الحادی عشر المیلادی. ورغم أن المدة الزمنیة أقل من تلک التی شملت حکم الأندلس إلا أن آثار العرب لا زالت واضحة حتى الآن فی الفنون والعمارة "لقد کانت صقلیة رافدًا مهمًّا لانسیاب الحضارة والمؤثرات العربیة إلى أوروبا، وبقیت 300 کلمة من أصل اللغة العربیة لا تزال موجودة فی اللغة الإیطالیة".([52])

لقد تأثرت اللغة الإیطالیة بألفاظٍ وحروف عربیة تدخلت معها فی تکوینها فأصبحت جزءًا أساسیًّا منها، من ذلک مثلًا:

التعبیراتالعلمیة:

الأصل العربی

الکلمة الإیطالیة

الکیمیاء

Alchimia

الجبر

Algebra

شفرة

Cifra

 

 

التجاریة والإداریة:

الأصل العربی

الکلمة الإیطالیة

دکانة

Dogana

مجلة

Magazzine

خلیفة

Califfo

سلطان

Sultano

الطعام:

الأصل العربی

الکلمة الإیطالیة

سکر

Zucchero

لیمون

Limone

سبانخ

Spinaci([53])

 

متنوعات:

الأصل العربی

الکلمة الإیطالیة

قالب

Calibro

مرتبة

Materasso

الکحول

Alchol

طرمبة

Trmbp

زرافة

Girrafa([54])

وما لا یعرفه الکثیرون أن شیوع اللغة العربیة، والإقبال على تعلمها فی العصور الوسطى کان سببًّا لإهمال اللغتین اللاتینیة، والیونانیة.یقول Sowthern: "واأسفاه لقد أغرم المسیحیون باللغة العربیة، وآدابها، وهجروا الأدب المسیحی، واللاتینی، وأصبح فی مقابل واحد یکتب خطابًا باللاتینیة هناک ألف یمکنهم الکتابة، والتحدث بالعربیة بطلاقة".([55])کما کان خطوة لا بد منها لإحیاء اللغات الشعبیة (الرومانثیة) التی تفرّع عنها: الإنجلیزیة، والفرنسیة، والإیطالیة، والإسبانیة، والألمانیة. هذا على الرغم من تعصّب أصحاب هذه اللغات الآن. فمثلًا العالم اللغوی الفرنسی بوهور Bouhour یقول: "إن نطقنا نحن الفرنسیین هو النطق الطبیعی، أما نطق الصینیین والآسیویین غناء، وکلام الألمان صخب وضوضاء، وحدیث الإسبان موقِّع، ومنطق الإیطالیین زفیر، ولغة الإنجلیز صفیر، والفرنسیون وحدهم الذین یتکلمون".([56])

بینما اتصفت اللغة العربیة بالعالمیة فنجت من ذلک الفهم الضیق. ونجد عناصر الحضارة الإسلامیة، ولغتها العربیة واضحة فی کثیرٍ من الأمور، فقد کان العرب أول من تعلم صناعة الورق مساهمةً فی نشر العلم والثقافة.

"وقد أسس یحیى البرمکی وزیر هارون الرشید أول مصنع للورق فی بغداد حوالی عام 800م"([57])، ومنه انتشر إلى العالم بالتدریج، وقد توصلوا فی القرن التاسع المیلادی إلى "ما نعرفه الیوم باسم تکییف الهواء، حیث یتم تبرید البیوت فی الصیف بواسطة نظام معقد یستخدم فیه الثلج الذی یحیط الغرف".([58]) وأقام الحکم الثانی فی قرطبة 27 مدرسة، ووصل عدد الکتب فی مکتبة جامعة قرطبة أربعمائة ألف مجلد أحضرها من مختلف البلاد، وکان لا بد للإفادة من علومها من تعلم اللغة العربیة، کما یقول روجر بیکون، وکان للنحو العربی أهمیة خاصة وکان "احترام العالم یتوقف على مدى ما یعرفه منه. ومن یرید ألا یعد متأخرًا، أو بلیدًا علیه أن یتصدى للکتب الکبرى التی کتبها المشارقة فیه".([59]) واشتهر عند العرب فی الأندلس فن: نقش الشعر على جدران القصور، لذلک نجد أن "قصر الحمراء عبارة عن کتاب من الشعر فضلًا عن ما یحمل من قیمٍ جمالیة أخرى أبدعتها مخیلة العرب".([60])

ویختلف عطاء العرب للنهضة الأوربیة فی میدان الشعر عنه فی أی میدان آخر "نظرًا لطبیعة المادة نفسها، وإلى ظروفها، فذلک أن الشعر العربی لم یکن کالطب، أو العلوم نتاج حضارات سابقة ... إنما کان عربیًّا خالصًا، لقد نبت الشعر العربی فی الصحراء النجدیة نبتًا أصیلاً، واعتز العرب بشعرهم اعتزازًا قویًّا بمجئ الإسلام بلغة عربیة".([61]) ومن المعلوم أن نظام الموشحات فی الشعر الأندلسی قد ترک تأثیرًا واضحًا فی الشعر الغربی بشکلٍ عام.

وقد أکَّد خولیان ریبیرا أن "الشعراء البروفانسیین الفرنسیین (شعراء التروبادور) هم أول من عالجوا الشعر الغنائی فی أوروبا، لم یفعلوا أکثر من تقلید نماذج الوشاحین والزجالین الأندلسیین الذین سبقوهم بقرنین على أقل تقدیر".([62])

ومن أهم مظاهر التأثیر والتأثر اللغوی ما نجده فی الموشحة العربیة أحیانًا من اختلاط اللغة العربیة والرومانسیة (اللاتینیة الدارجة). وقد یترکز هذا الخلط فی الخرجة أو خاتمة الموشحة، مثال ذلک موشحة الأعمى التطیلی التی مطلعها:


لحظات بابلیة                       ملأت قلبی عشقًا

والخرجة:

ألب دیه أشت ذیه                  ذیه ذل عنصره حقًّا

بشترى مو الدبج                             ونشق الرمح شقا؟

 

ومسألة تأثیر الموشحات فی الشعر الغربی سواء على المستوى اللغوی أو الموسیقى، مسألة متعددة الزوایا. وقد کثر البحث فیها وتوسع العلماء فی دراستها. وما یهمنا أنها شاهد ومثال على التأثیر اللغوی العربی فی الشعر الغربی.([63])

ولم یکن ذلک فی إسبانیا وحدها، ففی الهند مثلًا کان الإسلام سببًا فی دخول اللغة العربیة إلیها حیث یتحدث بها ما یقرب من مائتی ملیون مسلم. وتخصص جامعات الهند المرموقة للغة العربیة قسماً خاصاً تدرس فیه المقررات العربیة فی مراحل اللیسانس، والماجستیر، والدکتوراه منها: جامعة کلکتا، الجامعة العثمانیة، الجامعة الملیة الإسلامیة، وغیرها.([64]) کما یقصد المئات من الهنود البلاد العربیة، والإسلامیة للتعلم، ونیل الشهادات، مما یساعد على نشر اللغة العربیة.

کما أفادت اللغات القدیمة من اللغة العربیة مثل: الیونانیة؛ فالأبجدیة تسمى عند الیونان الـ (ألفا بیتا)، وتبدأ بالألف، والباء، والتاء، ثم تتوالى فیها حروفٍ کثیرة بلفظها العربی فی العصر الحاضر على وجه التقریب.([65]) ویرجح المؤرخون أن الیونانیین نقلوا کثیرًا من حروفهم من البلاد العربیة. فنجد من الکلمات: عسکرا أی المعسکر ـ فندس أی الجبل ـ لاریسا أی العریش أو الخیمة.

ثالثاً: -مظاهر الضعف فی التواصل اللغوی فی العصر الحدیث:

تتعدد مظاهر التواصل اللغوی فی العصر الحدیث ومن أهم تلک المظاهر:

-       الحدیث الشفهی.

-       الکتاب المقروء.

-       اللغة المسموعة.

-       التواصل اللغوی الإلکترونی.

وبالترکیز على جانب مهم وهو (التواصل اللغوی الإلکترونی) نجد أنه یجمع بین الجوانب الثلاثة ویتقدم علیها خاصة فی العصر الحدیث. فعن طریق التواصل الإلکترونی یتمکن الإنسان من التواصل اللغوی الشفهی عَبْر برامج إلکترونیة عدیدة منها: Skype، Viber، Whatsapp، وغیرها. کذلک یتمکن من قراءة أحدث الکتب المنشورة والمطبوعة عبر برامج مثل: Goodreads وغیرها. ویستطیع الاستماع والتعلم لأیة لغة یریدها. ویبدو التواصل اللغوی الإلکترونی فی العصر الحدیث أهم وسائل التواصل حیث یمثل القوة الفکریة المنتشرة والمسیطرة على العقل والفکر بشکلٍ عام.

وبالاطلاع على الوضع الراهن للغة العربیة إلکترونیًّا نجد أنها تحتل المرتبة الثالثة عشرة فی الاستخدام الإلکترونی بعد: الإنجلیزیة، والفرنسیة، والإسبانیة، والألمانیة، والبرتغالیة ثم الیابانیة والصینیة وغیرها من اللغات ، وذلک بما یعادل نسبة 0.8 %. ولا یتعدى المحتوى العربی المعلوماتی فی شبکة (جوجل) نسبة 2% اثنان فی المئة عالمیًّا. مع ما یتعرض له هذا المحتوى- خاصة فیما یتعلق بالتراث العربی – من التحویر والتحریف یومًا بعد یوم. هذا على الرغم من أن اللغة العربیة هی ثانی لغة عالمیًّا بعد اللغة الصینیة من حیث عدد المتحدثین بها وتلیها الإنجلیزیة التی تحتل المرکز الثالث عالمیًّا. لکن تلک الکثرة البشریة لا توازی فعالیة الاستخدام الإلکترونی اللغوی العربی. وقد أصبح واضحاً الآن أن وضع اللغة یعتمد على وجودها فی مساحة معلومات رقمیة وتطبیقات البرامج الإلکترونیة.([66]) بحیث تخصص حکومة أیسلندا - على سبیل المثال – ما یُقَدَّر بـ 8,8 ملیون دولار تکلفة تمویل قاعدة بیانات مفتوحة تمکن المطورین من إدخال اللغة الأیسلندیة إلى الأجهزة الرقمیة؛ وذلک إیمانًا من الحکومة بأن انقراض اللغة الأیسلندیة أمام زحف اللغة الإنجلیزیة یعنی خطر انقراض الدولة والهویة فی حد ذاتها. وهو یندرج تحت ما یسمى بالاقتصاد المعرفی أو صناعة وإنتاج المعرفة.

وفی دراسة علمیة میدانیة تحلیلیة بعنوان: (رصد واقع اللغة العربیة فی میزان التواصل عبر شبکة الإنترنت والهاتف المحمول)([67]) نجد أن من أهم الصعوبات التی تواجه العربیة إلکترونیًا هی:

1-       مشکلة الازدواجیة اللغویة:

والتی تعنی : مزاحمة اللهجات للغة الفصحى، حیث انتقلت تلک اللهجات المتعددة: المصریة، الخلیجیة، المغربیة، الشامیة من المجال الشفهی إلى المجال الإلکترونی المکتوب، المدوَّن والمشاهد.

2-    مشکلة الثنائیة اللغویة:

حیث الانتشار الواسع للغاتٍ أجنبیة إلى جانب العربیة فی الجملة الحواریة المکتوبة نفسها.

3-    مشکلة الضعف اللغوی:

"التی لا تقتصر على حدود الأخطاء اللغویة فی مستویاتها النحویة، والصرفیة، والکتابیة ولکنها تتصل بضعف الحصیلة اللغویة المعجمیة والأسلوبیة".([68])

ومن مشکلة الثنائیة اللغویة تنبثق مشکلة التراکیب الهجینة مثل: (لقد غیرت الباس وورد) مثلًا وبشکلٍ عام نجد تفشی ظاهرة: ثنائیة اللغة Bilinguals عند الذین یفضلون الکتابة باللغة الإنجلیزیة إلى جانب العربیة بل یمیلون أکثر للغة الأجنبیة فهم یجدونها أکثر عملیة وتحقیقًا للغرض وأکثر مواکبة للعصر الحدیث.

ومن مظاهر الضعف اللغوی: مشکلة الاختصارات، حیث یُکْتب حرف (ع) اختصارًا لـ (على)   ،  ولغة (الفرانکو آراب) وکتابة الکلمات العربیة بحروف وأرقام إنجلیزیة مثل:

 

اللغة العربیة

الکلمة الإیطالیة

تحیاتی

Tahiati

حاجة

7haga

السلام علیکم

Assalamo 3alaykom

عَمْرو

3amr

خالد

5ald([69])

ومن ذلک ظاهرة (المدونات) وهی "مساحة شخصیة إلکترونیة للمدون، له الحق فی التعبیر فیها عمَّا یرید وبأسلوبه الخاص". إن أخطر ما یمکن أن تأتی به المدونات هو تدنی المستوى اللغوی، وذلک مثل مدونة: (شویة ترکیز) ومدونة: (القشة التی قسمت ضهر البعیر) وغیرهما؛ لأن المتحدث فی المدونة إلکترونیًّا یتحدث بشکل عشوائی وبأسلوب خاص وبلغته العامیة أحیانًّا بما یتضمن ذلک من اختلاف لهجة بلده أیًّا کانت فتختفی الفصحى تدریجیًّا.

وبشکلٍ عام نجد من مظاهر ضعف التواصل اللغوی فی العصر الحدیث شیوع العامیة وقد ظهرت العامیة نتیجة للتطور اللغوی الذی طرأ على العربیة الفصحى. یقول محمد حماسة عبداللطیف: "لقد استقیت القواعد من لغة الفترة المبکرة فی تاریخ العربیة وتمسک النحاة بهذه القواعد وفرضوها على کل الأجیال التالیة ... ".([70]) ثم تطورت الفصحى فی لغة الخطاب الیومی إلى عامیة سهلة فظهر لدینا: الازدواج اللغوی: "لغة للحیاة الیومیة تختلف من بلد عربی إلى آخر ... ولغة متوارثة یُطالب العربی بتعلمها".([71])

"والحق أن اللغة الفصیحة لکل دولة غیر الشعبیة، لا فی اللهجة، والمفردات فحسب، بل على الأخص فی طبیعة ما تختص به کلتاهما، فلا یمکن ان تضطلع العامیة برسالة ثقافیة، ولا علمیة، وهی أبعد ما تکون من التجریدات، على ما بها مع ذلک من حیویة خاصة تتذوق وتستهلک فی موضعها تذوقًا محلیًّا لو راعیناه، حتى فی شؤون الأدب، والفن لقامت لکل إقلیم صغیر لغة أدبیة خاصة فی وسط الدولة الواحدة، وکل لغة من لغات العالم الفصیحة تضحی بهذا الطابع المحلی المحض الذی یختص به الأدب الشعبی لأنه لیس شیئًا یذکر إلى جانب طاقات اللغة الفصحى فی الأداء، والعمق، والنفوذ إلى تصور الخواطر الرفیعة".([72])

وفی الدعوة إلى العامیة تمزیق للروابط التی تصلنا بالتراث العربی، والهویة العربیة.([73]) ویتفق مع ذلک الرأی: محمد حماسة عبد اللطیف الذی یضیف أن فی ذلک ابتعاد عن الدین الإسلامی الذی ارتبط باللغة العربیة.([74])

کذلک ما نجده فی الأجناس الأدبیة کالقصة، والروایة من لغةٍ وسطى بین الفصحى، والعامیة رغبة من الأدباء فی التیسیر، وهو من أخطر ما یهدد اللغة العربیة الفصحى. ویهتم (علم الأسالیب) حدیثاً بعملیة المقارنة بین النظام اللغوی للعمل الأدبی، واستخدام اللغة الدارجة فی العصر.([75])

أما الشعر العربی الحدیث فنجد العدید من المتغیرات التی طرأت على لغته مثل: تضمین مصطلحات أجنبیة داخل القصیدة، أی المزج بین اللغة العربیة، ولغاتٍ أخرى مما یخلق نوعًا من الغموض. کذلک نجد مشکلة الإنشائیة والتغریب، وذلک نتیجة تأثر عدد من شعراء العصر الحدیث بالحداثة الغربیة، فقد أصبح "شاعر الحداثة مهتمًّا ببنیة جمالیة شکلیة أکثر من اهتمامه ببنیة مضمونیة محددة، وواضحة، ومسبَّقة، أی أن جمالیة المضمون، أو شعریة المضمون على هذا المستوى تراجعت مقابل جمالیة الشکل".([76]) وقد أدى ذلک إلى تغیر شکل القصیدة لغویًّا حتى یتطابق مع الشکل العربی الحدیث. فخرجت عن المألوف، وهو الشعر العمودی، مما ساهم فی غموضها، وصعوبة توصیلها للمعنى المراد "لأن الشاعر یحاول أن یدفع اللغة للتعبیر عما لم تتعوده، ویطوعها لمهمات، ووظائف لم تکن من اختصاصها".([77])

ولکل لغة ترکیبها الخاص بها، وطریقتها المعهودة فی نظم الشعر، فلا ینبغی التأثر بالحداثة الغربیة إلى الحد الذی یدخل فی عمق النظام اللغوی العربی المتمیز.

وإلى جانب العامیة نجد من المشکلات التی تواجه العربیة فی المجال الإلکترونی: قلة البرامج الداعمة للغة العربیة فی مجال (الصحافة الإلکترونیة) حیث تطغى اللغات الأجنبیة على تکنولوجیا الإتصال والمعلومات من خلال:

1-  استخدام شفرات لتبادل البیانات أصلًا للتعامل مع الأبجدیة اللاتینیة ممثلة فی اللغة الإنجلیزیة التی هی لغة 90% من المواقع الإلکترونیة.

2-  أغلب متصفحات الإنترنت قد صممت لتتناسب مع اللغة الإنجلیزیة ولذلک فهی لا تدعم اللغة العربیة وبالتالی فإن الصحف العربیة تجد صعوبة فی عرض المواد الصحفیة على هیئة نصوص. لذلک تلجأ بعض الصحف إلى استخدام ملفات محمولة PDF لعرض موادها ونشرها.([78])

3-    عدم وجود أنظمة تشغیل إلکترونیة داعمة للغة العربیة.

4-    أغلب البرامج الإلکترونیة مثل: Email، Facebook، Twitter، مصممة باللغة الإنجلیزیة.

وینبغی التأکید على أن هویة المستخدم وقدرته على استخدام تقنیة المعلومات للوصول إلى الصحف المطروحة على الإنترنت تلعب دورًا فاعلًا فی عملیة تشکیل الخطاب السائد . وتتحدد قدرة المستخدم فی ضوء المستوى الذی بلغه المجتمع على سلم الانتماء لمجتمع المعلومات Information Society.([79])

رابعاً : وسائل دعم اللغة العربیة فی العصر الحدیث:

حین ننظر إلى عملیة دعم اللغة العربیة فی العصر الحدیث ینبغی أن نلتفت إلى أساسیات عملیة التواصل ومنها:

زمان التواصل، ومکانه حیث یشهد العالم تطورًا سریعًا فی کافة المجالات ومنها التواصل اللغوی. أیضًا ینبغی الالتفات إلى طبیعة المُرْسل والمرسل إلیه حیث ندقق النظر فی طبیعة العلاقة بین المجتمعات العربیة وغیرها من المجتمعات وعلى أی أساس یقوم التواصل ومدى ضرورته وإفادته وجدواه الحقیقة. وهذا یدفعنا إلى التساؤل عن مدى فاعلیة اللغة العربیة فی عملیة التواصل العالمی فی العصر الحدیث.

ما الذی یدفع مراکز البحوث فی الجامعات الأجنبیة لدراسة لغة القرآن الکریم والبحث فی مخطوطاته ولازالت تترجم العدید من المخطوطات العربیة القدیمة وتخصص لذلک الهدف برامج مادیة ضخمة مثال ذلک (جامعة برمنجهام) فی إنجلترا التی تحتوی على قسم خاص بالمخطوطات العربیة وقسم خاص بمخطوطات القرآن الکریم ودراسته وفیه تمَّ التوصل إلى المخطوطة النادرة للمصحف العربی وهی تضم صفحتین من القرآن الکریم وتبیَّن بتقنیة الکربون المشع أن عمرها یبلغ نحو 1370 عامًا عثرت علیها الدکتورة ألبا فیدیلی والتی کانت تدرس  مجموعة من مخطوطات الشرق الأوسط کجزء من بحثها للحصول على درجة الدکتوراه. والمخطوطة مکتوبة بالخط الحجازی وتحتوی على آیات من سورة الکهف ، وسورة مریم ، وبدایات سورة طه.([80])

إننا نجد فی العصر الحدیث بعض الوسائل الداعمة للغة العربیة وأولها:

-       من الجانب القانونی:

اعتماد (قانون اللغة العربیة) عام 2013 وذلک بالتعاون بین: المجلس الدولی للغة العربیة، ومنظمة الیونسکو، والمنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم (الإسیسکو)، واتحاد الجامعات العربیة الذی تمَّ مراجعته واعتماده قانونیًّا من اتحاد المحامین العرب. ویتکوَّن القانون من ثلاث وعشرین مادة منها: "أن اللغة العربیة لغة سیادة وطنیة فی مجالات: التعلیم، وسوق العمل، والإدارة، والثقافة والإعلام... والمعاملات الیومیة فی جمیع المؤسسات دون استثناء".([81]) ومن أهم المواد: المادة الرابعة عشرة الخاصة بـ سوق العمل ومما تنصّ علیه:

-       الاستفادة من تجارب الدول الأجنبیة التی تعتمد لغتها الوطنیة فی سوق العمل.

-       تتم جمیع الأعمال التجاریة والعقود والاتصالات والمکاتبات باللغة العربیة.

-       ربط الاستخدام والتوظیف للأجانب بالإلمام باللغة العربیة.

-       تدریب العمالة الوافدة وتعلیمها اللغة العربیة.([82])

وتُعَد المادة العشرون (الاستثمار فی اللغة) مواکبة لمفاهیم العصر الحدیث؛ فاللغة ثروة یجب الاستثمار فیها على مستوى الفرد والمجتمع والمؤسسات. وهذا الاستثمار هو أساس الاستثمار فی العقل البشری مما یمکنه من رفع مستوى الأداء والتقدم. ویشمل الاستثمار فی اللغة میادین عدة یبدو معظمها تقلیدیًّا مثل:

تألیف الکتب والمراجع، وإنشاء المراکز والمعاهد....([83]) لکن ما یبدو مهمًّا بالفعل هو (استحداث التقنیة وإنتاجها) ونعنی بذلک التقنیة المهتمة باللغة العربیة.

ومن التقنیات التی أُعْلن عنها حدیثًا وتحدیدًا بتاریخ: 26/12/2017 برنامج أدوات عربی ArabiTools الذی تناولته المواقع الإخباریة بالاهتمام لحداثة فکرته ومضمونه حیث هی أدوات برمجیة إحصائیة تعتمد على البیانات المستخدمة فی تدریب الأدوات وتعتمد على خوارزمیات تعلیم الآلة وخاصة فی تحضیر البیانات والمحتوى الداعم، وتوخی مجموعة من الحزم البرمجیة المکتوبة بلغة جاﭭـا خاصة فی اللغة العربیة ومعالجة المحتوى العربی ومنها:

1-    حزمة کلمات:

والتی تتضمن برنامج خاص باستخراج جذور الکلمات، وإیجاد مشتقات الکلمات والتصحیح الإملائی.

2-    حزمة الأسماء:

وهی خاصة بأسماء الأشخاص باللغة العربیة ومعانیها وما یقابلها فی اللغة الإنجلیزیة.

3-    حزمة شبکات اجتماعیة:

التی تساعد الباحثین فی استرجاع البیانات المکتوبة بالنصوص العربیة المتوفرة فی الشبکات الاجتماعیة: تویتر، فیسبوک...

4-    حزمة تصنیف:

تصنف النص حسب معاییر معینة: ریاضة، طب، صحة، إلکترونیات، أدب، فنون، أخبار.

5-    حزمة کیانات إسمیة:

      ویتم عن طریقها التعرف على کل کیان اسمی موجود فی النص: شرکات.. مؤسسات.. أماکن.

إن المجال الإلکترونی هو أقرب وأسرع الطرق فی العصر الحدیث لدعم اللغة، وتطویرها، ونشرها.

ومن الوسائل الداعمة أیضًا للغة العربیة:

-     تأسیس الاتحاد الدولی للصحافة الإلکترونیة فی القاهرة عام 2005 وذلک لدعم عملیة النشر الإلکترونیة.

ومن الوسائل الداعمة تخصیص یوم عالمی للغة العربیة. والذی تقرَّر منذ عام 2012 أن یتم الاحتفال به فی یوم الثامن عشر من شهر دیسمبر من کل عام وذلک بالتعاون مع الیونسکو. وفی کل عام یتم اختیار محور للعمل، ففی عام 2013 کان عن (اللغة العربیة والإعلام) وفی عام 2014 کان عن (الحرف العربی) وفی عام 2015 (اللغة العربیة والعلوم) وعام 2016 (توسع انتشار اللغة العربیة).

ومما ذکرته إیرینا بوکوفا المدیرة العامة لبرنامج الیونسکو: "تحمل اللغة العربیة هویات وقیم 422 ملیون فرد فی العالم العربی، و 1,5 ملیار مسلم یستخدمونها فی صلواتهم الیومیة فهی محرک لتعزیز قیمنا المشترکة".([84])   

لکن هذه الکثرة العددیة تعتبر عاملًا واحدًا فقط من العوامل التی تقیّم لغة من اللغات من حیث الحیویة أو الاندثار:

1-    انتقال اللغة عَبْر الأجیال.

2-    عدد الناطقین بها.

3-    مواجهة مجالات ووسائل إعلام جدیدة .

4-    الاستخدام الفعلی للغة وغیرها.

"إن نحو 2500 لغة قد انقرضت من بین 6 آلاف لغة یتحدث بها سکان الأرض. وإن حوالی 97 بالمئة من سکان العالم یتحدثون بنسبة 4 بالمئة من لغات العالم وفی المقابل ینطق حوالی 3 بالمئة من سکان العالم بـ 96 بالمئة من لغات العالم".([85])

وهو ما یؤکد ضرورة السعی الجاد نحو الحفاظ على اللغة العربیة وتطویرها.

ومن وسائل الدعم اللغوی:

  • الاهتمام بدراسة علم اللغویات Linguistics وعلم العلاماتSemiologie وذلک فی إطار شامل من توحید الفکر الإنسانی اللغوی. وضمن ذلک تتم العنایة بـ (علم اللغویات المقارن) فی أقسام اللغة العربیة بالتنسیق مع الأقسام الأخرى بحیث تکشف عملیات المقارنة عن صورٍ متعددة من التأثیر والتأثر. وحدیثًا کشف باحثون أمثال:(عادل فاخوری)، و(مبارک حنون) فی دراساتٍ لغویة عن العلاقة الوثیقة بین أفکار العلماء العرب أمثال: (الفارابی)، و(الجرجانی)، وبین أسس السیمیولوجیا الحدیثة.([86]) وهی التی دعا إلیها بدایة (دی سوسیر) تحت اسم (السیمیولوجیا) بالفرنسیة، و(تشارلز بیرس):(السیمیوطیقا) بالإنجلیزیة، ومن مؤیدیها إمبرتو إیکو الذی یرى أن "الرسالة التی ینقلها مرسل إلى متلقٍ لا یمکن أن تصل إلا إذا کانت قائمة على قواعد ودلالات متعارف علیها تجعل العلامة معروفة عند المتلقی".([87]) ویستند ذلک إلى شفرات معروفة فی النظام اللغوی الثقافی، وتعد تلک الدراسات خطوة مهمة نحو تطویر الدراسة اللغویة العربیة لأن "اللغات عندما تغیر العلامات تغیر أیضًا الأفکار التی تمثلها هذه العلامات ومن ثم فإن الأذهان تتشکل وفق اللغات".([88])
  • دراسة الجانب الموسیقی اللغوی. إن اللغة العربیة لغة شاعرة حیث یتبع فی تراکیبها وأسالیبها نوع من الموسیقى الداخلیة وهی من سمات اللغة العربیة. ویرکز العدید من العلماء حالیاً على دراسة الانسجام الموسیقی بین الحروف فی الکلمات (إیقاع الحروف) وهی صفة تتمیز بها اللغة العربیة.([89]) یقول العقاد: "نرید باللغة الشاعرة أنها لغة بنیت على نسق الشعر فی أصوله الفنیة والموسیقیة فهی فی جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات لا تنفصل عن الشعر فن کلام تألفت منه ولو لم یکن من کلام الشعراء".([90])
  • تخصیص دورات  تُعْنى بعملیة النطق الصحیح للغة العربیة، وهی دورات صوتیة مسجلة کما هو متبع فی تعلیم اللغات الأجنبیة. ویستعان فی ذلک بعلم الهندسة الصوتیة، وعلم الأصوات الأکوستیکی Acoustic Phonetics وهو "العلم الذی یهتم بدراسة الخصائص المادیة أو الفیزیائیة لأصوات الکلام أثناء انتقالها من المتکلم إلى السامع".([91]) وهو ما یهتم به حدیثًا فی الولایات المتحدة الأمریکیة حیث العنایة بتحسین وسائل الاتصال فی اللغة وعلاج عیوب النطق.

وترى ریتا عوض أن تحقیق انطلاقة حضاریة عربیة لا بد أن یرتکز على عملیة انتقاء نقدیة من ماضی الأمة العربیة تجلیاته المشرقة ومزاوجتها مع أفضل ما أفرزته الحداثة فی هذا العصر من قیم وبذلک یکون للشعب العربی تصوره الخاص عن الحداثة المرتبطة بالتراث العربی،([92])وهو ما أقرَّه محمد حماسة عبد اللطیف من قبل، إذ أکَّدَ على أنه "علینا أن نطوّر لأنفسنا أسالیبنا الخاصة ذات الشخصیة المستقلة، وأن نکون على وعیٍ بما یفید تقدمنا المنشود". فاللغة صورة للحضارة والنهضة اللغویة انعکاس لنهضة المجتمع.([93])

ویشهد العالم الغربی حالیًا رغبة متزایدة من حدیثی الإسلام فی محاولة تعلم اللغة العربیة. مما یدعونا إلى الاهتمام بزیادة وحدات تعلیم اللغة العربیة لغیر الناطقین بها فی جامعاتنا العربیة. أو وحدات تبادل اللغات حیث تتم الاستفادة المتبادلة.

 

  • الاهتمام بتنظیم عملیة الترجمة، ومراجعتها، وخاصة التی تتم من العربیة إلى غیرها من اللغات بسبب الإضافة، أو الحذف الخاضع لآراء المترجم الغربی.

 

وینبغی الإشارة إلى أهمیة تعزیز الوعی الجمعی بأن مسألة الاستخدام الفعلی للغة العربیة الفصحى مرتبطة بالهویة العربیة والتمسک بالتراث العربی الذی هو أساس ما قامت علیه الحضارة العربیة وخاصة فی عصر متقلب الأحداث والتطورات بشکل سریع ومفاجئ.

 

الخاتمة:

 

  اللغة ،والهویة ، والآخر : قضایا تطرح نفسها بقوة فی عملیة التواصل العالمیة والحتمیة فی آن واحد . وقد عرض البحث لبعض ملامح ماضی اللغة العربیة فی تواصلها مع الآخر عن طریق : الترجمة من وإلى اللغة العربیة ، والتأثیر والتأثر بین العربیة ولغات أخرى .

 

وقد عرض البحث للفرق بین مفهوم الحفظ الإلهی للغة العربیة المرتبط بحفظ القرآن الکریم ، وبین المسؤولیة المجتمعیة الواقعة على عاتق أبناء العربیة فی الحفاظ علیها وتطویر استخدامها . کما أنه لا تعنی الکثرة العددیة الناطقة باللغة العربیة وحدها بقاء العربیة واستمرارها لأن هناک عوامل عدة تقیم عملیة ذلک البقاء والتطور .

وقد عرض البحث لبعض مظاهر الضعف الواقع فی الاستخدام المعاصر للغة العربیة فی وسائل التواصل الإلکترونی . کما عرض البحث لعدة وسائل لدعم اللغة العربیة وشحذ الهمم لاستخدامها بشکل واسع النطاق فهی فی نهایة الأمر مرتبطة بالهویة العربیة الأصیلة التی تواجه تنافسا حادا فی عملیة البقاء والاستمراریة .



([1]) دراسات فی لغة النص: طارق شلبی: 48: دار النهضة العربیة 2007.

([2]) اللغة العربیة رؤیة علمیة وبعد جدید: محمد الملا: 84: جامعة القاهرة: نهضة الشرق 1995.

([3]) انظر: قول الإمام فخر الدین الرازی فی تفسیر الآیات الثلاث مختصرا http://www.saaid.net.

([4]) محاضرة العقاد عن اللغة العربیة وعلاقتها باللغات الأخرى فی مجمع اللغة العربیة.

([5]) اللغة العربیة: رؤیة علمیة ویعد جدید: محمد الملا: 85 .

([6]) فی علم الکتابة: جاک دریدا: ترجمة: أنور مغیث، ومنى طلبة: ص326: المرکز القومی للترجمة: 2008.

([7]) انظر: اللغة جدل الهویة والمعرفة: لطیفة النجار: 65-66 العالم العربی للنشر ط 1: 2008 الإمارات.

([8]) الأدب المقارن: الطاهر مکی: 289: مکتبة الآداب 2002.

([9]) اللغة والتواصل 24/12/2013 http://droit-martil.forumaroc.net/t12-topic

([10]) الأبعاد الرابطة بین اللغة العربیة والتواصل: رفیق بوحسینی.

([11]) الترجمة الأدبیة بین النظریة والتطبیق: محمد عنانی: 8: لونجمان: 2003.

([12]) لا أعنی بذلک ترجمة الحاسب الآلی.

([13]) انظر: الترجمة فی العالم العربی: شوقی جلال: 30-31 المرکز القومی للترجمة ط1 /2010 .

([14]) انظر: الأدب المقارن: غنیمی هلال: 125 دار العودة ؛ بیروت 1962.

([15]) ما الأدب المقارن: برونیل، بیشوا، روسو: 51 ترجمة: غسان السید. دار علاء الدین: 1996.

([16]) المقارنة الأدبیة: أحمد کمال زکی: 146. مکتبة الشباب: 1998.

([17]) حرکة الترجمة فی القرن الثانی الهجری. ویکیبیدیا.

([18]) الترجمة فی العالم العربی: الواقع والتحدی: شوقی جلال: 40

([19]) حوار الحضارات بین الشرق والغرب: محمد عبدالمنعم خفاجی: 46. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة: 2009.

([20]) صحیح مسلم: ج2 :14 :مطبعة عیسى البابی الحلبی: د.ت.

([21]) الوسیط فی أحادیث مختارة من صحیح مسلم: رجب إبراهیم صقر: 300: 2004

([22]) انظر: الأدب العربی وحوار الثقافات: ماجد الصعیدی: 35 دارة الکرز :   2008.

([23]) الأنا والأخر: محمد أبو ریدة: تحقیق: فیصل عون: ج4: 92 الهیئة: 2011.

([24]) انظر: أصداء عربیة وإسلامیة فی الفکر الأوروبی الوسیط: الطاهر مکی: 42 دار الهانی للطباعة: 2004.

([25]) تأثیر الثقافة العربیة فی الکومیدیا الإلهیة لدانتی: صلاح فضل: 43: دار المعارف: 1995.

([26]) انظر: الأنا والآخر: محمد أبو ریدة: 100.

([27]) See: Western Views of Islam In The Middle Ages: R. W. Southern: P.P 72 – 73: Harvard University Press: 1962.

([28]) الأدب العربی وحوار الثقافات: ماجد الصعیدی: 46.

([29]) أثر الثقافة العربیة فی الأدب الإسبانی: لوثی لوبیث: ترجمة: حامد أبو أحمد وعلی عبدالرؤوف: 50. الریاض.

([30]) فی علم الکتابة: جاک دریدا. ترجمة: أنور مغیث ومنى طلبة: 325.

([31]) انظر: الأدب المقارن: سوزان باسنیت. ترجمة: أمیرة نویرة: 58 – 60 المرکز القومی للترجمة 1993.

([32]) الأدب المقارن: الطاهر مکی: 286.

([33]) الترجمة الأدبیة: محمد عنانی: 5.

([34]) أثر الثقافة العربیة فی الأدب الإسبانی: 44.

([35]) فصول فی الترجمة والتعریب: محمد البطل :15 لونجمان: 2007.

([36]) انظر التفصیل: المصطلحات الأدبیة الحدیثة: محمد عنانی: 31.

([37]) القصص: آیة: 10.

([38]) اللغة العربیة: محمد الملا: 86.

([39]) إسبانیا العربیة (الأندلس) إضاءات على تاریخها وفنونها: برنهارد، وإلسن إیشو. ترجمة وبحث: صفاء کنج. مراجعة وتحریر: أحمد إیبش: 13،14. إصدارات: دار الکتب الوطنیة – ابوظبی ط1 – 2014.

([40]) انظر: الترجمة الأدبیة: محمد عنانی: 221 وما بعدها.

([41]) انظر: الفروق اللغویة: أبو هلال العسکری: تحقیق: محمد باسل: 93-95 دار الکتب العلمیة. بیروت. 2010.

([42]) دراسة الصوت اللغوی: أحمد مختار عمر: ص378: عالم الکتب: 2006.

([43]) فضل الإسلام على الحضارة الغربیة: مونتجمری وات: ص420: ترجمة حسین أحمد أمین: دار الشروق: 1974.

([44]) مجلة العربی: ربع مفردات اللغة الإسبانیة من أصل عربی: سلمى الحفار: ص20: العدد 530: 2003.

([45]) إسبانیا فی تاریخها: أمریکو کاسترو: ترجمة علی المنوفی وآخرون: ص67: المشروع القومی للترجمة: المجلس الأعلى للثقافة: 2002.

([46]) إسبانیا فی تاریخها: أمریکو کاسترو: ص79.

([47]) أصداء عربیة فی الفکر الأوربی الوسیط: الطاهر مکی: ص155.

([48]) الأدب المقارن: الطاهر مکی: 289.

([49]) Theory of Literature: Rene Wellek, Austin Warren P. 240: Penguin Books: 1985.

([50]) أثر العرب فی الحضارة الأوروبیة: عباس العقاد: ص73: دار المعارف: ط2: 1963.

([51]) أثر العرب فی الحضارة الأوروبیة: عباس العقاد: ص68.

([52]) تاریخ صقلیة: شبکة المعلومات.

([53]) تأثیر اللغة العربیة فی الإیطالیة http://www.djelia.com

([54]) کلمات لها تاریخ فی اللغات الأوروبیة واللغة العربیة: أنور محمود الزناتی 17 الهیئة المصریة العامة للکتاب: 2007

([55]) Western Views of Islam In The Middle Ages: R. W. Southern: P. 21.

([56]) الأدب المقارن: غنیمی هلال: ص18 ـ 19: دار العودة: بیروت: 1962.

([57]) فضل الإسلام على الحضارة الغربیة: مونتجمری وات: ص40.

([58]) أثر الثقافة العربیة فی الأدب الإسبانی: لوثی لوبیث: ص47.

([59]) التربیة الإسلامیة فی الأندلس أصولها المشرقیة وتأثیراتها الغربیة: خولیان ریبیرا: ترجمة الطاهر مکی: ص60: دار المعارف: ط2: 1994.

([60]) أثر الثقافة العربیة فی الأدب الإسبانی: ص59.

([61]) أثر العرب والإسلام فی النهضة الأوربیة: سهیر القلماوی ومحمود علی مکی: ص21: الهیئة المصریة العامة للکتاب: ص1987.

([62]) أثر العرب والإسلام فی النهضة الأوروبیة: سهیر القلماوی ومحمود علی مکی: ص39.

([63]) انظر: أثر العرب والإسلام فی النهضة الأوروبیة: ص47، وما بعدها.

([64]) انظر: اللغة العربیة فی الهند عبر العصور: خورشید إقبال الندوی: ص230: الهیئة العامة للکتاب: 2008.

([65]) الثقافة العربیة: ص25: عباس العقاد: مکتبة نهضة مصر: ط3: 2008.

([66]) رقمنة اللغة الأیسلندیة: ترافیس أندروز: جریدة الاتحاد الإماراتیة : 29/4/2017. ینشر بترتیب خاص مع خدمة (واشنطون بوستن) وبلومبرج ینوز سیرفیس.

([67]) الدراسیة قام بها فریق عمل مکون من: أ.د/ محمد خضر کلیة الهندسیة والتکنولوجیا-الجامعة الأردنیة أ.د/ ولید العناتی-جامعة البترا أ.د/ أحمد الزغلول کلیة العلوم، م.مأمون الخطاب شرکة حوسبة النص العربی وغیرهم : مجمع اللغة العربیة الأردنی : 2014.

([68]) رصد واقع اللغة العربیة: مجموعة من العلماء: 46.

([69]) الکفایة اللغویة بالتعلیم العالی فی عصر الشبکات: صعوبات اکتساب التواصل الاجتماعی: محمد بن حسن. الإنترنت.

([70]) حولیة کلیة دار العلوم: بحث: العربیة ودور القواعد فی تعلیمها: محمد حماسة عبد اللطیف: 81 ـ مطبعة جامعة القاهرة ـ 1991.

([71]) المرجع السابق: ص82.

([72]) قضایا معاصرة فی الأدب والنقد: محمد غنیمی هلال: ص177.

([73]) انظر: محاضرات فی الأدب المقارن: إبراهیم عوض: ص399.

([74]) انظر: حولیة کلیة دار العلوم: العربیة ودور القواعد فی تعلیمها: محمد حماسة: ص92.

([75]) See: Theory of Literature: Wellek, Warren: P. 241.

([76]) الإبهام فی شعر الحداثة: عبد الرحمن القعود: ص235: عالم المعرفة: الکویت.

([77]) المرجع السابق: ص237.

([78]) الصحافة الإلکترونیة العربیة الواقع والآفاق: أحقو علی. مؤتمر صحافة الإنترنت فی العالم العربی الواقع والتحدیات کلیة الاتصال جامعة الشارقة 2006.

([79]) صحافة الإنترنت فی الوطن العربی: معالجة معلوماتیة اقتصادیة: حسن مظفر: 214.

([80]) ویکیبیدیا الموسوعة الحرة. وقد قام فریق من الجامعة بعرض المخطوطة فی عدة بلدان عربیة عام 2017.

([81]) قانون اللغة العربیة: 11: طبعة خاصة بالمجلس الدولی للغة العربیة 2016.

([82]) قانون اللغة العربیة: 21.

([83]) قانون اللغة العربیة: 27.

([84]) الیوم العالمی للغة العربیة: 12 مطبوعة خاصة بالمجلس الدولی للغة العربیة: دبی 2017

([85]) الیوم العالمی للغة العربیة: 62

([86]) انظر: السیمیاء العامة وسیمیاء الأدب: عبد الواحد مرابط: ص30 ـ 31: منشورات الاختلاف: الجزائر: ط1: 2010.

([87]) موسوعة النظریات الأدبیة: نبیل راغب: ص368: لونجمان: 2003.

([88]) فی علم الکتابة: جاک دریدا: ص327.

)[89]) See: The Poetical Language: Abbas El-Aqqad Translated by: Dr. Louis Morces: 8-11: Anglo-Egyption Bookshop: 1961.

 ([90]) اللغة الشاعرة: عباس محمود العقاد: 38 مؤسسة هنداوی للتعلیم 2013.

(91) دراسة الصوت اللغوی: أحمد مختار عمر: ص20.

(92) انظر: نحو نهضة عربیة فی عصر العولمة: ریتا عوض: العربی: 2012.

(93) حولیة کلیة دار العلوم: العربیة ودور القواعد فی تعلیمها: محمد حماسة: ص107.

 

أولاً ـ المصادر:
          القرآن الکریم.
          صحیح مسلم: مطبعة عیسى البابی الحلبی.
          الفروق اللغویة: أبو هلال العسکری: تحقق محمد باسل: دار الکتب العلمیة: لبنان: 2010.
  ثانیاً ـ المراجع العربیة:
           الإبهام فی شعر الحداثة: عبد الرحمن القعود: عالم المعرفة: الکویت: 2002.
          أثر العرب فی الحضارة الأوروبیة: عباس محمود العقاد: دار المعارف: ط2: 1963.
    أثر العرب والإسلام فی النهضة الأوروبیة: سهیر القلماوی ومحمود علی مکی (الأدب): الهیئة المصریة العامة للکتاب: 1987.
          الأدب العربی وحوار الثقافات: ماجد مصطفى الصعیدی: دارة الکرز: 2008.
          الأدب المقارن: الطاهر مکی: الآداب: 2002.
         الأدب المقارن: مجدی وهبة: لونجمان: 2003.
          الأدب المقارن: محمد غنیمی هلال: دار العودة ـ بیروت: 1962.
          تأثیر الثقافة الإسلامیة فی الکومیدیا الإلهیة لدانتی: صلاح فضل: دار المعارف: 1995.
          الترجمة الأدبیة بین النظریة والتطبیق : محمد عنانی : لونجمان : 2003.
          الترجمة فی العالم العربی : شوقی جلال : المرکز القومی للترجمة : 2010 .
          الثقافة العربیة: عباس محمود العقاد: نهضة مصر: ط3: 2008.
          حوار الحضارات بین الشرق والغرب: محمد عبد المنعم خفاجی: المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة: 2009.
          دراسات فی لغة النص : طارق شلبی : دار النهضة العربیة : 2007.
          دراسة الصوت اللغوی: أحمد مختار عمر: عالم الکتب: 2006.
          رصد واقع اللغة العربیة فی میزان التواصل عبر شبکة الإنترنت والهاتف المحمول : ولید العناتی وآخرون : مجمع اللغة العربیة الأردنی : اللجنة الوطنیة الأردنیة للنهوض باللغة العربیة للتوجه نحو مجتمع المعرفة : 2014.
          السیمیاء العامة وسیمیاء الأدب: عبد الواحد مرابط: منشورات الاختلاف: الجزائر: 2010.
          فصول فی الترجمة والتعریب : محمد البطل : لونجمان : 2007 .
          قضایا معاصرة فی الأدب والنقد: محمد غنیمی هلال: نهضة مصر.
          کلمات لها تاریخ فی اللغات الأوروبیة واللغة العربیة : أنور محمود الزناتی : الهیئة العامة للکتاب : 2007.
          اللغة جدل الهویة والهویة والمعرفة : لطیفة النجار : العالم العربی للنشر : 2008 .
          اللغة الشاعرة : عباس محمود العقاد : مؤسسة هنداوی للتعلیم : 2013.
          اللغة العربیة رؤیة علمیة وبعد جدید : محمد الملا : جامعة القاهرة : نهضة الشرق : 1995.
          اللغة العربیة فی الهند عبر العصور: خورشید أشرف الندوی: الهیئة العامة للکتاب: 2008.
          محاضرات فی الأدب المقارن: إبراهیم عوض: المنار للطباعة والنشر: 2010.
          المصطلحات الأدبیة الحدیثة : محمد عنانی : لونجمان : 2006.
          المقارنة الأدبیة: أحمد کمال زکی: مکتبة الشباب: 1998.
          موسوعة النظریات الأدبیة: نبیل راغب: لونجمان: 2003.
          وساطة الشعر فی التسامح الدینی والمثاقفة العالمیة: راشد عیسى: الکویت: 2011.
          الوسیط فی شرح أحادیث مختارة من صحیح مسلم: رجب إبراهیم صقر.
 ثالثاً ـ المراجع المترجمة:
     أثر الثقافة العربیة فی الأدب الإسبانی: لوثی لوبیث: ترجمة حامد أبو أحمد: کتاب الریاض: مؤسسة الیمامة.
          الأدب المقارن: مقدمة نقدیة: سوزان باسنیت: ترجمة أمیرة نوار: المرکز القومی للترجمة: 1993.
          إسبانیا فی تاریخها: أمریکو کاسترو: ترجمة علی المنوفی: المجلس الأعلى للثقافة: 2002.
    إسبانیا العربیة ( الأندلس ) إضاءات على تاریخها وفنونها : برنهارد ، إلسن إیشو : ترجمة : صفاء کنج . مراجعة : أحمد إیبش . إصدار : دار الکتب الوطنیة : أبو ظبی : ط1 – 2014 .
    التربیة الإسلامیة فی الأندلس: أصولها المشرقیة وتأثیراتها الغربیة: خولیان ریبیرا: ترجمة الطاهر أحمد مکی: دار المعارف: ط2: 1994.
          فضل الإسلام على الحضارة الغربیة: مونتجمری وات: ترجمة حسین أحمد أمین: دار الشروق: 1972.
          فی علم الکتابة: جاک دریدا: ترجمة أنور مغیث: منى طلبة: المرکز القومی للترجمة: 2008.
           ماالأدب المقارن؟ بییر برونیل، کلود بیشوا، میشیل روسو: ترجمة غسان السید: دار علاء الدین: 1996.
          مقدمة فی نظریة الخطاب: دیان مکدونیل: ترجمة عز الدین إسماعیل: المکتبة الأکادیمیة: 2001.
  رابعاً ـ المراجع الأجنبیة:
     The Poetical Language: Abbas El-Aqqad: Translated by: Dr. Louis Morcos: Anglo: Egyptian Book Shop: 1961.
    Theory of literature: Rene Wellek and Austin Warren: Penguin Books: 1985.
    Western Views of Islam in the Middle Ages: R. W. Southern: Harvard University Press: 1962.
  خامساً ـ الصحف و المجلات والدوریات:
    حولیة کلیة دار العلوم: العربیة ودور القواعد فی تعلیمها : محمد حماسة عبد اللطیف :العدد الرابع عشر: مطبعة جامعة القاهرة: 1991.
     مجلة العربی: ربع مفردات اللغة الإسبانیة من أصل عربی : سلمى الحفار :عدد 530: 2003.
     مجلة العربی:نحو نهضة عربیة فی عصر العولمة : ریتا عوض :  عدد 642: 2012.
    صحیفة الاتحاد الإماراتیة : رقمنة اللغة الأیسلندیة : ترافیس أندروز . ینشر بترتیب خاص مع خدمة : واشنطون بوستن – وبلومبرج نیوز سیرفیس . عدد : 29- 4- 2017.
  سادسا :المؤتمرات والإصدارات :
 - مؤتمر : صحافة الإنترنت فی العالم العربی : الواقع والتحدیات : کلیة الاتصال : جامعة الشارقة : 2006 .
 -  قانون اللغة العربیة : طبعة خاصة بالمجلس الدولی للغة العربیة : 2016 .
 -  الیوم العالمی للغة العربیة : طبعة خاصة بالمجلس الدولی للغة العربیة : 2017.
   سابعا: شبکة المعلومات الإلکترونیة :
  -  قول الإمام فخر الدین الرازی فی تفسیر الآیات الثلاث : http: www.saaid.net.
 -  محاضرة العقاد عن اللغ العربیة وعلاقتها باللغات الأخرى فی مجمع اللغة العربیة .
 - اللغة والتواصل :     http: droit- martil.
 -  الأبعاد الرابطة بین اللغة العربیة والتواصل : رفیق بو حسینی .
 - حرکة الترجمة فی القرن الثانی الهجری : ویکبیدیا الموسوعة الحرة .
 -  تاریخ صقلیة : ویکبیدیا الموسوعة الحرة .
 -  تأثیر اللغة العربیة فی الإیطالیة : http:www. Djelia.com
 -  الکفایة اللغویة بالتعلیم العالی فی عصر الشبکات : صعوبات اکتساب التواصل الاجتماعی : محمد بنلحسن : الإنترنت .
-  مخطوطة القرآن الکریم المعروضة فی جامعة برمنجهام : لندن : ویکبیدیا الموسوعة الحرة .