الـغوص في الـحـزام المـکـتـوب بالـفـرنـسية: قـراءة النـص مـترجـماً إلى الـعـربـية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغات الأوروبية وآدابها – أدب فرنسي

المستخلص

شهدت الساحة الفرنسية إنتاجاً أدبياً کبيرا، من کبار کتابها ورحالتها ومفکريها الذين بدورهم، اثروا في مفکري وأدباء الشعوب التي استعمروها فکتب هؤلاء إنتاجهم الفکري الغرائبي (Exotique) بلغة المستعمر الفرنسي، لا سيما في النصف الثاني من القرن العشرين.
وبدوره تأثر الکاتب الفرانکفوني السعودي أحمد أبو دهمان ببعض الکتاب الفرانکفونيين من المغرب العربي وحاول السير على نفس خطاهم وذلک بتقديم صورة مختلفة عن المجتمع السعودي عبر روايته (الحزام).
کثف أبو دهمان السياق الحکائي؛ لجذب القارئ الغربي، واجتهد في فتح حکايات المجتمع المغلق والمحافظ نحو العالمية فاشتهرت روايته من خلال نشرها وإعادة نشرها عدة مرات وبعدة لغات، بعد أن ترکت الرواية إبداعا مختلفا في طرحها، وأفکارها الجديدة وقراءاتها المتعددة. حيث عاد الکاتب بذاکرته إلى الوراء وسردها في قالب جذاب ليتمکن من العيش والتعايش مع الآخرين. ومن خلال نشر روايته اکتشف أبو دهمان أن له أقارب وأصدقاء في العالم، يشبهون کثيرًا أهل قريته بالرغم من اختلاف لغاتهم ولهجاتهم وثقافاتهم.
ترجم الروائي أبو دهمان روايته إلى العربية، وفي الترجمة، إثراء للفکر الإنساني، إلا أن ترجمته سکتت وأضافت واختصرت کثيراً من مقاطع الرواية المترجم عنها. لقد تقمص الکاتب في ترجمته، دور الرقيب ليصبح رقيباً ذاتياً لما يترجم، وسکت أو تجاهل عما أفصح عنه في اللغة الفرنسية وعن بعض تعابيرها وجملها التي لا تهم القارئ الغربي. اعتمد الکاتب على عامل الإثارة والخيال الجامح کسفره ومغامراته في الريف الذي عاش فيه وفي مدينة أبها وباريس، وتمکن من إيقاظ القرية من ذاکرته وتوثيق عاداتها وتقاليدها، فخلق أسطورةً أکثر مما تحتمله الرواية نفسها وبما يتناسب مع ثقافة الشعوب الفرنسية والعربية.
کما أوجد الکاتب أبو دهمان للمرأة موضعا جميلا ومشرقا في روايته، حيث أشبع القراء بحضورها وقوتها الأسطورية الخارقة، فکانت شخصية أمه المحرک الرئيس لذلک الحضور، من خلال مجموعة القيم الجميلة التي تمثلها في قريتها التي عشقها الکاتب وعاش فيها، فأصبحت الأم ذاکرة القرية والقبيلة والمجتمع.

الكلمات الرئيسية


خلال أربعة قرون مضت ومع تطور مختلف العلوم عبر المکان والزمان، شهدت الساحة الفرنسیة إنتاجاً أدبیاً ضخماً، سطرها عبر التاریخ کبار الکُتاب والرحالة والمفکرین الفرنسیین. کما کان لفرنسا ومازال تأثیر ثقافی بارز خاصة فی العلوم والآداب والفن...، کما أثرت فرنسا وأُشهر مفکریها وأدباءها على الکثیر من الشعوب التی استعمروها لا سیما فی القرنین الماضیین.

تمخض هذا الاستعمار عن ولادة جدیدة لأفراد هذه البلاد، أسهموا فی کتابة إنتاجهم الفکری بلغة المستعمر، وهؤلاء یعرفون بالمؤلفین الجدد فیما بعد الفرانکفونیین فی مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف ألسنتهم وألوانهم... لقد خرج من بین هؤلاء المفکرین من أهتم بالأدب عموما، حیث نشأ ما یسمى بالأدب الفرانکفونی مع مطلع القرن التاسع عشر وذلک بنقل الثروة المحلیة الشفهیة الحکائیة (Le patrimoine oral) للبلاد المستعمرة، وإعادة صیاغتها بلغة (الآخر) المستعمر الفرنسی. أزدهر هذا الأدب خاصة فی النصف الثانی من القرن العشرین ونتج عنه مئات المؤلفات وما زال کذلک.

لقد کان من بین تلک المؤلفات روایات ذات أصول عربیة ومکتوبة باللغة الفرنسیة، وقد اعتمدت معظم تلک الروایات على تعدد المشاهد التی ترحل بمشاعر وخیال القارئ الفرانکفونی دونما حدود للتقنیات الأدبیة أو لتذوق اللغة المکتوبة بها. کما حمل کل نص مکتوب باللغة الفرنسیة إرثا وصورا من البلاد المنقولة عنها إلى عوالم غرائبیة جذابة دعت القارئ الآخر للترحال عبر صفحاتها. هذه الألوان والصور الفنیة التی رحلت عبر لغة الراوی (المترجم عن تراثه)، لا تلبث أن تستقر فی دفات روایة أو قصة قصیرة أو فن من فنون الأدب. عدد من هذه النصوص لا ترتبط مع الآخر إلا برابط اللغة، وقد تحمل تلک اللغة المکتوبة سطورها الکثیر من المعانی لتقدم صورًا أنثربولوجیةً واجتماعیةً مکثـفـة منقولة، تجعل المتلقی الغربی یصغی ویستمتع بتفحصها أکثر مما یصغی إلى اللغة المستخدمة ذاتها.

وتجدر الإشارة إلى أن المستعمر الفرنسی قد رحل منذ عقود، أما الکتابة باللغة ذاتها فقد استمرت لتکون واقعاً ثقافیاً امتد فی عالمنا العربی من سوریا ولبنان شرقا إلى المغرب وموریتانیا غربا. لقد أصبحت الکتابة باللغة الفرنسیة جزءاً من الإرث أو أنها "غنیمة حرب" کما یسمیها الکاتب الجزائری کاتب یاسین أو "منفى" کما سماها مالک حداد، ولکنها استغلت للإثراء الثقافی لبعض المجتمعات. کما تعد اللغة الفرنسیة عند بعض الکتاب الفرانکفونیین وسیلة سریعة للوصول إلى خارج الحدود وربما للإثراء أو ربما للبحث وجذب "قراء الشمس والجنس"1 کما یعتقد الطاهر وطار... ویتساءل البعض عن أین یمکن تصنیف هویة هذه الکتابات: أهی عربیة أم فرنسیة؟ یعتقد البعض أنها مجرد أعمال أدبیة مترجمة إلى الفرنسیة، ویعتقد البعض الآخر أنها تندرج تحت "أدب الاستشراق". وهناک من یبرر إنتاج بعض الکتاب الفرانکفونیین العرب، ویعتقد بأن هروبهم للفرنسیة کان خوفا من مقص الرقیب المتربص الذی یعمل على تشویه أعمالهم ویتجاهل اعتمادها وقبولها وتسجیلها، بل ویسعى لمصادرتها بالرفض وعدم قبول عرضها فی المکتبات المحلیة.  

أما بعض الکتاب الفرانکفونیین عموما والعرب بالذات، وبحکم إجادتهم للغة الفرنسیة، ما زال یسبح فی مفردات اللغة الفرنسیة وفن توظیفها بوصفها أداة ثریة وتعبیریة راقیة، ویعتقدون أن بعض أعمالهم بالعربیة لا تقرأ إلا بعد ترجمتها عن الفرنسیة! ویضربون مثالا بتجربة الروائی المغربی محمد شکری مؤلف روایة "الخبز الحافی"2 الذی لم یعرف الشهرة طیلة عشرة أعوام کاملة إلا بعد ترجمة روایته للغة المستعمر ونشرها فی واحدة من أکبر دور النشر الفرنسیة. لذلک وبمجرد أن قرر نشرها خارج الحدود وبلغة الفرنجة، تسابقت علیها دور النشر الفرنسیة والقراء. لقد کان هذا التحدی حافزا ایجابیا لمحمد شکری مما أجبره على إعادة کتابتها بالعربیة؛ لتصبح روایته مثارا للضجة والجدل وذلک فی بدایة الثمانینیات من القرن المنصرم. وهکذا بقی صدى هذه الروایة مکانا للنقد والتحلیل لدى کبار النقاد. وتأکیدا لما سبق، تعد اللغة الفرنسیة عند بعض الکتاب بمثابة "جواز مرور" ساعدت البعض بنقل إنتاجهم للعالمیة لتعود بالفائدة علیهم محلیا، وبهذا یصبح للکاتب اسما وقیمة محلیة، بعد شهرته، مما یؤکد لنا المقولة المزعومة بأن: "زامر الحی لا یطرب".

إضافة لذلک، نجد أن عددا من الکتابات باللغة الفرنسیة تثیر "إشکالیة الهویة الوطنیة والاندماج فی ثقافة وهویة الآخر"3، حیث یواجه بعض الفرانکفونیین العرب تهمة الانسلاخ من الهویة والوجدان، ویعتقد بعض النقاد العرب بأن ثقافتهم ووجدانهم قد ذاب فی الوجدان الفرنسی ومفردات ثقافته. وهنا یمکن أن نشیر للکاتب المغربی طاهر بن جلون، الذی أثارت بدایة کتاباته ومؤلفاته حفیظة النقاد المغاربة، واستمر البعض کذلک إلى أن أعلن بن جلون عبر روایاته وسرده لکثیر من الحکایات والمواقف المغاربیة الصرفة، وکانت إشاراته للواقع المغاربی عامل انتصار للوجدان والهویة المغربیة، سردها بن جلون فی قالب إبداعی بدیع مستخدما اللغة الفرنسیة کوسیلة وأداة لتوصیل معارفه وثقافة بیئته. إلا أنه ومن جهة أخرى، یبرر بعض الفرانکفونیین بأن الأدب المکتوب بالفرنسیة ما کان لیجد طریقا إلى کبرى دور النشر کـ (غالیمار) وغیرها، التی تحقق للکتاب باللغة الفرنسیة شهرة ومجداً وثراء لا سیما إن کان کاتبا مغمورا، أو کاتبا لم یذق طوال الشهرة حیاته ، لولا اغتراب المکان والزمان والوجدان.

ومما سبق یتضح أن کثیرا من المؤلفات تجد رواجا کبیرًا فی الغرب لاسیما فی المحیط الفرنسی، أکثر مما تجده فی بلد الکاتب نفسه، لما تحمله هذه المؤلفات، من معان ومشاهد وحکایات شعبیة وأسطوریة وأمثلة وحکماً تسترعی انتباه النقاد والقراء لکل ما هو غرائبی (Exotique)4 وجدید. واتخذت هذه الظاهرة قیمةً فی فرنسا طوال النصف الثانی من القرن العشرین، وازداد انتشارها، فی الثمانینیات والتسعینیات من نفس القرن. وانطلاقا مما سردناه نجد أن الکاتب الفرانکفونی السعودی أحمد أبو دهمان قد تأثر ببعض الکتاب الفرانکفونیین من المغرب العربی کالطاهر بن جلون وإدریس شراییبی ورشید بو جدرة وغیرهم ممن کان یکتب عن المجتمع المغاربی وحیاتهم الیومیة ذات المجتمعات والثقافات المحافظة. کما حاول أبو دهمان السیر على نفس خطى السیر، وبتعریة کل ما هو محظور وممتنع على الأجنبی... فکثف السیاق الحکائی؛ لجذب القارئ الغربی، کما اجتهد من خلال روایته الأولى (الحزام)، فی فتح تلک المجتمعات المغلقة المحافظة نحو العالمیة وإرضاء حب الاستطلاع الغربی.5

اشتهرت روایة أبو دهمان بعد نشرها مباشرة وصنعت للکاتب مجدا من خلال نشرها وإعادة نشرها عدة مرات وذلک بعد أن ترکت الروایة کغیرها من الروایات کالمغاربیة مثلا، إبداعا مختلفا فی طرحه، وبأفکار جدیدة وقراءات متعددة ومصالح معتمدة فی معظمها، على الموارد المادیة البحتة وسرعة الانتشار، مما شجع الکثیر من المؤلفین والمفکرین العرب (الفرانکفونیین) على الإنتاج فی الغرب وبغزارة.

 تعایش القارئ الفرانکفونی مغتربا فی قریة حزام البطل

 لروایة "الـحـزام" التی نحن بصدد قراءتها، عوالم تشابه تلک التی خرجت من المغرب العربی وغرب أفریقیا وبعض الدول الفرانکفونیة والمحمیات الفرنسیة. تحمل تلک النصوص فی طیاتها مدلولات متعددة، وخروج عن المألوف، بحیث تستدعی عند قراءتها إثارة القارئ الفرانکفونی. وإذا ما تتبعنا الفرنسیین الیوم، فإن غالبیتهم یَدّعِی أن أی أدب فرانکفونی کُتب بالفرنسیة یعد فرنسیا بحتا، وهذا ما قررته تصنیفات معظم المکتبات الفرنسیة فی السنوات الأخیرة، أما فی السابق فقد کانت المکتبات تفصل بین مؤلفات الکُتاب الفرنسیین الفرانکفونیین بأرفف مختلفة. بینما یؤکد الکتاب الفرانکفونیین أنفسهم بأن راویتهم المکتوبة باللغة الفرنسیة ومن بینها روایة "الـحـزام"، لیست إلا جزءا من أدب شعوبهم الأصلیة، ولیست اللغة الفرنسیة إلا واسطة ووسیلة لتوصیل هذا الأدب إلى العالمیة والمحافظة على تراث الشعوب. وهذا ما نجده فی إهداء أبو دهمان لروایته عندما قال فی طبعتها الفرنسیة:(إلى مملکتی العربیة [A Mon Arabie] وإلى کل قراء العالم).6

نعم، یمکن لأی کاتب أن ینقل من ثقافته وأدبه وتراثه المحلی والحکائی فی غالبه إلى أی لغة أخرى، ویلعب هذا النقل دورا مهماً فی استخدام المصطلحات المحلیة والمنقولة، لیثری بدوره أی أدب منقول إلیه بلغته کتلک التی نقلت للأدب الفرنسی. وهذا الأخیر، یمنح ما نقل إلیه من آداب الشعوب صفة العالمیة عبر النشر والتوزیع. ومما لا شک فیه، أن کاتبنا أبو دهمان قد تأثر بمن حوله من الکتاب الفرانکفونیین متعددی الجنسیات والأعراق والدیانات ومنهم کتاب المغرب العربی الذین أنتجوا فی فرنسا، ومازال بعضهم کذلک، ممن قوبلت کتابات غالبیتهم وأعمالهم الأدبیة والمختلفة بالتشجیع المادی والمعنوی من قبل الجهات الرسمیة، وکذا مشارکة الجمهور بالإقبال المتزاید على شراء مؤلفاتهم.

و"الـحـزام"، هذا النص الذی حضی بهالة إعلامیة ضخمة فی فرنسا وعند المثقفین السعودیین روایة للکاتب السعودی أحمد أبو دهمان، نشرتها دار غالیمار7 وهی ذات مکانة کبیرة فی فرنسا. نشرت هذه الدار روایة أبو دهمان، فأقبل الکثیر علیها وعلى اقتنائها. کما شُـجِعَ کاتبنا کثیراً مِمَنْ یُحِیطون به على کتابة قریته وتقدیمها للجمهور الفرانکفونی. ولزوجة أبو دهمان وابنته التی أشار لهما فی روایته ومقابلاته، دورًا هامًا لعبا فیه کبطلتین ساعدتا على نقل ما أراد البوح به لهما من موروث عاش بداخله لأکثر من أربعین سنة. کما خلق هذا النص الأسطوری الحکائی فی معظمه، وما جَمَعَهُ المؤلف من صور وحکایات للشعوب الغربیة عوالم غرائبیة مکنت الکثیر من اقتنائها، واستقبالها بحفاوة لا مثیل لها فی فرنسا خاصة، حیث أشاد بها القراء والنقاد. لقد توج بطل "الحزام"، کاتب الروایة أحمد أبو دهمان الذی فضل أن یُلقب بـ (الشاعر) طوال فصول روایته. إضافة لذلک، روج زملاء الکاتب إضافة لذلک، هذه الروایة عبر ما کتب عنها فی بعض الصحف السعودیة المحلیة وعبر استضافات متعددة للکاتب فی مراکز مختلفة بالمملکة العربیة السعودیة وخارجها، وساعد على نشرها وترجمتها ما أقیم للکاتب من ندوات عبر السفارات والقنصلیات الفرنسیة والصالونات الأدبیة الخاصة والعامة هنا وهناک.

وهکذا نالت قریة آل خـلـف بقحطان بعسیر بجنوب المملکة العربیة السعودیة، مسقط رأس کاتب (الحزام) شهرة واسعة. ونتیجة لحب الاستطلاع والتعرف على تفاصیل ما ذکره الکاتب عن عوالم تلک القریة الهادئة على سفح الجبل، بحیث کانت القریة رمزا لما عرف عن الوطن کاملا من صور نمطیة بقیت عالقة فی الأذهان: ذلک البلد الصحراوی الذی یسکنه مجموعة من البدو یسعون خلف جمالهم للبحث عن الماء والکلأ. إلا أن الکاتب أبرز صورةً أخرى لمسقط رأسه، بل للمجتمع السعودی قاطبة، عبر إشارات ممثلة فی قریته.

کما شکل أبو دهمان روایته باستخدام ما یحیط بالقریة من الأحزمة التی تمثل عدد الجبال التی تتشکل کدوائر محاطة بمجموعة من الجبال الأخرى، وبما یشبه الحزام المشدود حول خاصرة الرجال حاملا خناجرهم کذا وسط المرأة کدلالة اجتماعیة لکل ما یحیط بهم فی حیاتهم الیومیة. وقد جسد لف الحزام حول خاصرة الجسد فی القرى الجنوبیة فی الجزیرة العربیة فی ذلک الزمن، رجولة الرجل وجمال خاصرة نساء القرى. وتمثل روایة "الحزام" دلالات أخرى مختلفة، فمنها ما یشبه الجبال التی تحیط بالقریة وسکانها کالحزام، وقد یکون "الحزام" مجموعة العادات والتقالید والمفاهیم المنغلقة التی یصعب التخلی عنها! ویمکن أن نشیر إلى أن "الحزام" هو عصابة الرأس کذلک فی المنطقة (المکانیة) للکاتب ذاته، جنوب المملکة، وهذه العصابة مکونة من الأعشاب الجبلیة المختلفة المکونة من الورود والریاحین والأزهار الجبلیة العطریة ذات الرائحة الزکیة غالبا، والتی توضع على رأس الرجل أو المرأة على حد سواء.8 کما یمکن أن نذهب فی تحلیلنا إلى أن "الحزام" هو ما نحیط به الرأس فی الزِّی السعودی المحلی الیوم، أو ما نسمیه بـ (العِقال). 

ویسرد أبو دهمان حکایته عرفانا وحبا وتعلقا واشتیاقا لقریته ووطنه وهو یصرح قائلا: "لبلادی، لکل القرى فی العالم"،9 ویفتخر بأصله وبنسبه الذی لا یعنی شیئا لقارئ الروایة الغربی، فی قوله: "من لا یعرف نسبه لا یرفع صوته"10 ؛ لیغوص فی عمق التاریخ والإرث الحضاری والثقافی العربی. عرف بنفسه فی سرد عدد من الأسماء لیحمی نسبه من النسیان مضمنا ذلک اسم قبیلته، ویذکر بما تعلمه من قریته، وما بقی فیها من طقوس وقیم سواء کانت إیجابیة أم سلبیة. دعا الکاتب جمیع القراء لتتبع حیاته منذ الطفولة وفتح أرشیف ذاکرته المشبعة بالآمال والآلام، حیث استعرض ماضیه کنهر جار أو فیلم سینمائی جذاب بجمیع مشاهده ومکوناته المفرحة منها والمحزنة.

حـزام أیضا هو ذلک الأب الذی یمثل القریة کاملة... و"حزام" هو شخصیة الروایة البطل وحکیم القریة المتمسک بالعادات والتقالید، وهو کذلک أب أو عم لجمیع أبناء القریة، کما یمثل کذلک تراث القریة. لقد دعا ویدعوا "حزام" للمحافظة على تراثه وثقافته وإرث آبائه وأجداده حتى آخر یوم فی حیاته حیث حینها ورَّث الکاتب أبو دهمان خنجره لیحمل عوضاً عنه الرایة ویواصل المسیر... وهذا حزام الثانی (أبو دهمان) بدوره یُحَمّل المسئولیة للعالم بأسره لنحمل معه جمیعنا، کقراء هَم هذه الأمانة التی رصدها فی مؤلفه عن التراث ولتبقى قریـتـه رمزا للماضی وعلامةً ممیزةً وحاضرةً فی ذاکرة الجمیع... لقد أوقعنا الکاتب فی حیرة حیث اختار (الحزام) عنوانا لروایته ذات الدلالات المتعددة وحمالة أوجه.    

وعلیه استحث الکاتب جمیع قرائه بالمحافظة على هذه القریة النائیة فی جنوب الجزیرة العربیة، وقد أشار الکاتب إلى وطنه تاریخیاً وجغرافیاً وثقافیاً وسیاسیاً فی إشارات یمکن أن نستنتجها ولکنها فی کثیر من الأحیان خاطفة، تسمح لنا باستنتاجها بحیث نجد لکل رمز أو إشارة معناها: فالعاصمة الریاض هی ما یمکن أن نرمز له ببطن الأم والأم. أما المؤسس فهو مؤسس المملکة الملک عبدالعزیز، ذلک الرجل الذی لا یموت أبداً فی قلوب محبیه وشعبه... وهکذا... وقد أکد الکاتب بأن ذلک الرجل الرمز فی القریة هو ذلک الرمز للوطن الذی لا یموت ولا یندثر ذکره فـ (الرجال الکبار لا یموتون أبداً).11

وتصور روایة (الحزام) الحیاة فی قریة مهد طفولة الکاتب التی أمضى فیها أیام طفولته قبل أن یهاجر هجرتان: کانت الأولى داخلیة، وذلک عندما انتقل لمدینة أبها القریبة من قریته، التی اکتشف فیها الحیاة الأخرى للمدینة، وذلک خلال مواصلة دراسته فیها، ثم ما لبث أن هاجر هجرة محلیة أخرى ولکنها کانت بعیدة عن مسقط راسة، إنها هجرته إلى العاصمة الریاض، حیث واصل دراسته الجامعیة العلیا، ومن هذه العاصمة ونتیجة تفوقه، هاجر هجرته الثانیة للخارج باتجاه فرنسا حیث تلقى تعلیمه ومکث فیها ردحا من الزمن.

تصور الروایة أیضا، کیف أن الکاتب اشتاق لقریته وموطنه الذی ترعرع فیه ونزع نحو الحنین، وهو شیء طبیعی بل وفطری، فقد عرف فی الأدب أن کثیرا من أدباء الریف یتمسکون بریفهم، ویحنون للعیش فیه حبا فی استعادة ذکریاتهم الخالدة. کما عرف عن طبیعة أدباء الریف کذلک، اصطدامهم بمظاهر المدنیّة وما فیها من مظاهر غیر مألوفة وغیر قابلة للتأقلم معها فی کثیر من الأحیان ، وهذا ما یثیر العودة لصور الطفولة والماضی الجمیل فی أذهانهم کما یعتقدون. وببراءة الطفولة یعوض الکاتب صوره الحیاتیة بطریقته الرومانسیة الحالمة التی یستعید فیها کل الماضی بکل أمکنته وشخوصه. وتبقى المدینة فی مخیلة بعض هؤلاء الکتاب مدعاة للغربة، ومهیجا للذکریات والتمزّق والصّخب والفوضى والسعی بلهث وراء المادّة والشهرة.

کما تنقلب المدینة فی مخیلة الکاتب لتصبح رمزا للضّیاع والقلق وذبول المشاعر، وأحیانا النفور من الناس واللجوء للعزلة. ومن هذا فقد عاد الکاتب أبو دهمان بذاکرته إلى الوراء وسردها فی قالب جذاب لیتمکن من العیش والتعایش مع الآخرین. ومن خلال نشر روایته اکتشف الکاتب أن له أقارب وأبناء عمومة وأصدقاء فی أرجاء الدنیا، یشبهون کثیرا أهل قریته یتحدثون معه ویشکون إلیه اغترابهم وما یخالجهم من ذکریات وینقلون ذاکرته وبلغاتهم ولهجاتهم وثقافاتهم المتعددة إلى بلادهم... ولا ینسى أحمد أبو دهمان فی إحدى لقاءاته أن ینبهنا لقول تلک القارئة المغربیة التی عبرت له بعد قراءتها لروایته بقولها: "هذه ذاکرتنا ردت إلینا."12

وهکذا أستدعى أبو دهمان قریـتـه من مخیلته وأعاد صیاغتها لتتلاءم مع المکان والزمان الجدیدین للکاتب نفسه، وفضل ذلک عما یراه فی فرنسا الیوم من آثار حتى أصبح کما قال: (على یقین من أن الآثار التی أحملها على جسدی تفوق فی عمرها وقیمتها العلمیة کثیراً من آثارهم.)13 لقد أستعاد أبو دهمان قریته من مخیلته لتصبح مکتوبةً وموثقة فی روایته. ضَخم المؤلف ما أراد أن یُضخمه منها وهو یوقظها من ذاکرته، وتجاهل کثیراً من عناصرها کما أراد لها ذلک. وعودتهُ للقریة یمکن أن نستنتجها من مقاطع مختلفة ومن کلماته التی قال فیها: (عدت إلى قریتی، تلک القصیدة التی کتبوها عبر آلاف السنین).14 وعند ترجمته لبعض المقاطع قبل صدورها بشکلها النهائی، کانت ملاحظة حزام الحکیم له دقیقة وهو یقرأ من الیسار إلى الیمین وسعد بـحزام الراوی الذی تمکن من رؤیة "العالم من طرفیه."15

کان الکاتب یبحث فی قریة الیوم عن معالم الأمس کبحث المغترب عن الآثار والمعالم الخاصة ببلده فی بلد الآخر... أما الحنین إلى الوطن (Nostalgie / mal du pays) فکلنا یعرف أننا لا نتذکر ولا نشعر بالحنین إلى بلادنا ونحن بها، وما نتمنى العودة إلیها ونحنُ لها إلا عندما نغادرها للعیش بغیرها. هکذا نجد بطل روایتنا بعد هذه السنین من الغربة، یعود للبحث عن قریته فی الذاکر فهی کالجنة المفقودة، لیحملنا هم عودته حیث "بدأت رائحة القریة تقترب..."، وتألمنا معه وهو یئن قائلا: "آه کم کان البعد فظاً وبشعاً".16 وأحسسنا بتألمه وهو یتذکر قائلاً: "آه یا حزام، آه یا قریتی."17 (Oh Hizam, oh mon village!).18

وبحکم الغربة الطویلة نجد الکاتب فی کل زیارة یشعر بالوحدة ویبقى منعزلاً عن مجتمعه لا سیما بعد موت حکیم القریة ورمزها: حزام الذی بموته غاب تراث القریة کمغیب الشمس. لقد تفشى سر القریة بعد موت البطل واخترق المحرم وافتضح الأمر زیادة بعد نشر هذه الروایة التی جعلت للقریة مکانة عالیة یصعد إلیها المطر بدلا من أن ینزل.19 ویؤکد الکاتب تعلقه بقریته فی مقابلة مطولة بصحیفة "الوطن" حیث یقول: "عندما عشت فی باریس شعرت کأننی أعیش داخل وطنی ووسط قریتی ، فکانت مجمل قراءاتی وأبحاثی منصبة على التعرف على تاریخ بلدی أکثر." ویضیف: "وما أعنیه هنا أننی فی باریس تمکنت من کتابة خصائص قریتی وما یدور فی خاطری، ولا أعتقد أننی کنت سأکتبها لو کنت وقتها أعیش فی قریتی.. کان یجب أن أبتعد عنها قلیلاً لکی أراها أکثر، وبصورة أفضل، وهذا یعنی أننی لم أغادر قریتی إلا بجسدی فقط وظل عقلی ووجدانی فیها."20

لقد أختلف کل شیء، کما أصبحت آل خلف قریة صالحة للکتابة، وهذه بدورها وصلت سمعتها إلى العالمیة من خلال ما کتب عنها أبو دهمان فی الروایة. والقریة المکتوبة کما نعتقد هی: فخر احمد أبو دهمان، هذا الذی احتل محل حزام وأجبره فی نهایة الروایة بالتخلی عن منصبة بعد أن ذاع صیته وانتشر سره فمات. لم یقاوم حزام ذلک العار فمات وأصبح من المستحیل أن یبقى حزامین فی القریة الواحدة، فعاش حزام الثانی (الراوی)، وخوفا من ضیاع قریته اختار أن یکتب عنها ولها. حافظ الکاتب الراوی على قریته وربما رمزا لدولته بسردها فی روایة مکتوبة وخالدة.

کما أوضحنا من قبل، نؤکد أن مرض حزام وموته فی نهایة الروایة لیس إلا مرض القریة، ونهایة ذاکرتها وارثها. فها هو حزام یتمرد على المجتمع والقبیلة ویتغیر ویُجبر الجمیع على الخروج عن المألوف فیتخلى عن الحزام والخنجر ویوصی بهما للمؤلف والذی بدوره یقوم بتعلیقهما فی منزله بالقرب من متحف اللوفر بباریس بدلا من لبسهما فی خاصرته. موت حزام البطل مثال للموت الاجتماعی على حد قول الراوی. لقد تغیر کل شیء فأصبحت القریة أو الدولة مهددة بالغزو الحضاری، ومع هذا لم یخبرنا الکاتب عن کل عیوب قریة الیوم. لقد کتب المؤلف وکان على یقین بأنه یشبه قریته ولا یمکن أن یکشف، (عن بعض الصمت...)21 لقد عشق أبو دهمان قریته، وهام بها وتعلق بحبها وحب ساکنیها، وترسخت ذکراها فی أعماقه. لقد قدمها لنا أبو دهمان کذاکرة مشرقة حیث التقط لها عدة صور جمیلة من خلال حیاة القبیلة، والمدینة، وما یعتری العیش فیها من أمور طریفة وأخرى محزنة. لقد ظل الکاتب "وفیًا لمخزونه الثقافی وإرثه الحضاری، فقد فرضت قریته العربیة بتراثها، سیطرتها على تفکیره وثقافته، لیس فی کتاباته فقط، بل وفی سلوکه، وأحادیثه مع أصدقائه الفرنسیین، وهذا سر أصالة الکاتب وأصالة إبداعه، وبغیر إرثه الحضاری الذی یتمسّک به، لم یکن لینجح فی إبداعه، فقد ظل عربیًا بملامح فکره، وفیًا لکل تخوم جغرافیة نفسه وعقله..."22

ومما سبق نستنتج بأن القریة حمالة أوجه یمکن أن نستنتج من رموزها بإیجاز فیما یلی:

 

1        - القریة: ممثلة (فی العائلة) وفی الأم التی بدورها تمثل سر القریة والغناء، هذه المرأة تساوی الحجاب أو الستر، وهی بدورها تمثل السر (المحرم/ المقدس Tabou) بینما "الحزام" لا یمثل على حد قوله إلا: "إفشاء السر."23 فـ "الحزام یکشف."24  السر کما یقول الکاتب.

2        - القریة هی المکان الذی ترعرع فیه الکاتب، وهو بَلد الکاتب أو عائلته أو الدولة السعودیة (الوطن)،25 وقد أصبحت القریة قریتان: قـریة الطفولة أو الواقع المعاش وقـریة الحلم / الشعر.

3        - القریة ترمز کذلک للدولة کاملة بتراثها ونشأتها وظروفها وببراءة أهلها وسکانها ومجتمعها القدیم. لقد عاشت الدولة بساطة العیش بشکل مختلف عما یعیشه مجتمع الیوم الذی نعته الکاتب بـ (خیانته لعادات القریة وتقالیدها...)26، ثم تحدث فی فقرة أخرى عن فقدان المجتمع لکثیر من عاداته وتقالیده ولم یبق إلا النذر الیسیر منهم حیث یقول: "اختفت القریة ولم یبق لی إلا حزام."27 فی إشارة إلى ذلک الحکیم المحافظ على العادات أو المتصلب والمتمسک بعاداته وتقالید قبیلته کما یعتقد البعض.

جمع المؤلف مجموعه من المتع منها: الرغبة فی احتضان القریة،28 والاستمتاع بها وبطبیعتها الجغرافیة بین الجبال، کما احتضن القریة بنسائها وبغرائزها الجنسیة ممثلةً فی الشمس وهی تشرب جمیع ماء الأرض عند الغروب... کما حدث الکاتب قراءه وفی أساطیر متعددة، عن فقده للغناء وجمیع مظاهر الحیاة الطبیعیة کما فقد العشق وقوس قزح وتزاوج النجوم بالأشجار ذات الألوان المتعددة، إذ نجدها فی کل مکان وکل سفح وبآلاف الروائح العطرة، وتحمل کل رائحة زکیه آلاف الروائح... إنه العطر والألوان وصعود المطر وولادة الشعر.29

نجد الکاتب أبو دهمان، یربط بین فصول روایته کالکثیر من الکتاب العرب والغربیین. لقد ربط بین کل قصه وأخرى کما ربطت شهرزاد بین حکایاتها لأکثر من ألف لیلة، متحایلة بذلک على الملک کی تبقى حیة ترزق. کذلک، بنى أبو دهمان روایته کما کانت شهرزاد تبنی الحکایة داخل الحکایة (ِRécit dans le récit). هذا بالفعل ما فعله بطل روایتنا ومؤلفها عندما نقل الأدوار بین کل راویة وآخر وما بین کل حکایة وأخرى. فـالراویة بطل وله طریقته ولکل شخصیة ممن أوردهم بالروایة نهج یستعرض فیه عرض حکایته لا سیما تلک التی تتعلق ببطل القریة والروایة وشخوصها، کحکایات السویدی30 الذی أشعل القریة بحکایاته الأسطوریة وعجائبه.31 وحکایة هذا الأخیر، مثلها مثل حکایات رجل العاصمة وحکایات الأم  والأخت وبنت العم والأب وحزام وغیرها الکثیر... وکل هذه الحکایات تجعلنا نعتقد أن الکاتب قد تأثر کذلک بقصص "ألف لیله ولیله" کما تأثر الأدب الفرنسی بذلک فی بدایة القرن الثامن عشر.

  (الـحـزام) الروایة المترجمة والمنقولة مشوهة عن لغة الآخر

 تدعونا روایة "الحزام" لمتابعة حکایات متعددة ومواضیع حکایات متنوعة تثیر رغبة القراء الغربیین فی معرفة الواقع المعاش، ونتیجة تعدد الطرح یمکن أن نخصص عناصر کل فکرة لدراسات مطورة تشمل تحلیل کامل الروایة ومعرفة دلالاتها الاجتماعیة والنفسیة والسیاسیة... استتر بعضها بعوامل الفن والتوریة. ومع هذا، فما سبق فی هذه الدراسة، من طرح لیس إلا تمهیداً لما هو خاص بإلقاء الضوء على ترجمة النص من قبل الکاتب ذاته إلى لغته الأم، اللغة العربیة. ترجم الروائی أبو دهمان، روایته إلى العربیة وفی الترجمة کما هو الواقع، إثراء للفکر الإنسانی، إلا أن ترجمة أحمد أبو دهمان بدت تسکت أو تضیف أو تختصر فی کثیر من مقاطع الروایة المترجم عنها.

بعد الاطلاع على روایة "الحزام" المکتوبة بالفرنسیة وقراءتها عدة مرات، وقراءة النص المترجم عنها إلى العربیة، اتضح لنا أن مؤلف الروایة الأولى عبر بشکل مختلف کثیرا عن مقاطع روایة الحزام الأم المترجمة للعربیة، ونعتقد کآخرین بأن کتابة الروایة قد أعیدت بصیاغة تتلاءم مع قراءها العرب، وکما عبر عنه فی روایته المترجمة. فنجد أمثلة کثیرة تدلنا على أن الترجمة قد ادخل علیها کثیرا من الشرح والتحسین. وبعد قراءة النصین الفرنسی والعربی أنشأنا جدولا یضم قائمة من الرصد لمعظم الکلمات والجمل والمقاطع بین النسختین. کما خصصنا عمودا للملاحظات المتعلقة بترجمة أبو دهمان ذاتها. کما استنتجنا أثناء القراءة بأننا ومما لا شک فیه نقدر للمترجم / المؤلف إذا أردنا ذلک، فنه ومهارته فی ترجمته لبعض المقاطع بصیاغة حاول فیها أن یحترم قارئه العربی عموما، وأبناء جلدته على وجه الخصوص. لقد تساءلنا أثناء القراءة والتحلیل، بأن المترجم قد تجاوز بعض الصعوبات بإجاد صیاغة مناسبة تتماشى مع فحوى النص الأصلی.32 

  

الروایة الأصل (الفرنسیة)

 

الصفحة

الروایة مترجمة للعربیة

ص

ملحوظة

ولهذا فضلت أمی وآدم

9

ولهذا فضلت آدم بدلاً من قحطان

9

 

أنا من السعودیین النادرین الیوم الذین یستطیعون أن یتغنوا بشجرة أنسا بهم عن ظهر قلب...

9

.............................

 

 

عن جرمن تیلون فی کتاب: الحریم وأولاد العم: "عرفت الجزیرة الختان"...

9

اکتشفت فیما بعد أن الجزیرة عرفت الختان ...

10

 

القبیلة...

9

المناطق النائیة ...

10

 

........................

 

وکنا نسمع أن مناطق أکثر منا نائیاً

10

 

وهذه الطریقة من الختان فی طفولتی وشبابی تعود إلى ما قبل التاریخ...

10

.........................

 

 

کنت أقول السلام لکل الناس......وحتى فی المترو وواصلت أقول ذلک ولکن بصوت منخفض ....

10

............................

 

 

أرید أن أقتسم کل شیء کهذا القطار الذی یوصلنی إلى بیزانسون...

10

..........................

 

 

اشتریت سندوتش خنزیر معتقدا أنه کعک وقال لی أحدهم انه خنزیر فواصلت الأکل...

10

........................

 

أعتمد أسلوب الإضحاک على الطریقة الفرنسیة...

[یحکی الکاتب قصة دراسته فی فرنسا وکیف أتیحت له فرصة الابتعاث] "إلى أمریکا أو بریطانیا أو المانیا أو أسبانیا ففضل [فی حد قوله:] فرنسا بلد الوار وأراغون وبریفیر ولأکتب روایتی کأول کاتب سعودی یکتب بالفرنسیة بل ومن شبه الجزیرة العربیة والذی أسعد بعض الفرنسیین وأغضب بعض العرب. [ثم یضیف:] "الکتابة بالنسبة لی تعنی المشارکة واختلاق عوالم جدیدة." [ویبین الکاتب: انه عرف قریته فی باریس لأنه فی حد قوله:] "لم یکن إلا شاعرا وشیء لا یذکر فی جسم کبیر بل کسلالة أو خلیة فی عیون أفراد القبیلة." [أما باریس فقد صنعت منه رجلا کاملا بل ولقد فَهِمَته]: "بل وفهمونا أکثر من أنفسنا."

10

.......................

 

 

"یا الهی! أستر إلى الأبد أسراری وأسرار عائلتی..."

13

یا رب سترک فی الدنیا والآخرة

15

ترجمة تتناسب مع النسق الثقافی

ولکنی بدوری سأموت، وعلیک أن تخلفنی

14

لکنی بدوری سأموت، ولیس بعدی سواک یا روحی ویقینی

16

 

بلا رئیس

16

بلا شیخ

18

 

أرملة

20

فقدت زوجها منذ سنین

22

 

................

 

وأنها لیست زانیة کما توهموا

23

 

....................

 

وقد عرفت القریة کثیراً من هؤلاء الرجال

23

 

أرسلتنی أمی لمقابلتهم وحمایتهم بحیث لا یقترب منهم فتاة. ولکن لفتت نظری إحدى بنات عمی، ذات جمال أخاذ (متوحش) وبعطرها الجذاب (الفتان) وذات حزام مشدود (على خصرها) بحیث یظهر شکلها (مفاتنها).

23

.........

 

 

وعدت أکثرهم جمالاً (وسامة) أن تمارس معه الدراع عندما یشفى..

23

..............

 

 

والتدرع هو ممارسة الجنس على طریقة القریة. أی یخلو بها وحیداً ویلاطفها ویداعبها وهم بلباسهم...

24

والتدرع فی تقالید القریة قدیماً، هو اختلاء الفتى بالفتاة بدون فض البکارة

28

 

.......

 

وقفت على مقربة وکأنها تتحدى الشمس..

28

 

ولکن لا أستطیع أن أقول کل شیء، لأن للقریة أسرارها.

24

لأنی مثل القریة لن أکشف عن بعض الصمت.

28

 

تؤکد لی بأنی ولد وسیم

24

جدیر بهذه المحبة..

29

 

............

 

أستمر هذا الطریق حیاً إلى أن غادر الحیاة

30

 

[مثال عن من یتشبه بخاله]

33

بیت شعر

37

 

عَرفَت القریة عِدت إصابات لذاکرتها وتاریخها

41

وهکذا رأیت ذاکرة القریة تحترق أکثر من مرّة..

47

 

سیشتهر ابنک فی العالم

43

یقول إمام القریة: "سترزق بولد یصل علمه وخبره إلى کل مکان فی الأرض ویملأ عینیک طمأنینة ونوراً ما دمت حیاً ترزق".

49

 

کان یحتفظ بحذائه فی رجلیه لکی لا تفصله عن الأرض

51

ویحتقر الأحذیة لأنها تفصل الإنسان عن الأرض

58

 

کل الناس یعرف

54

کل القبائل تعرف

61

 

عاهدهما نسیبی

54

ضحک الزوج وعاهدهما

61

 

لامه حزام لأنه من عائلة تتکلم کثیراً دون أن تقول شیئاً ولم یعذره..

57

وفتح أمام القریة أبواب العالم التی تسرب منها کل شیء إلى القریة وحزامها العجیب

65

 

تاریخ القریة الخفی

70

............

 

 

نفتقر فی القریة دوماً إلى الماء وخاصة فی ری الحقول بالرغم من العدد المبالغ فیه من الآبار التی حفرها أسلافنا... وأتخذ [حزام] من السماء شاهداً له وهو یقول: لیس من أحد غیرک یستطیع أن ینزل المطر، صدقنی لو أننی کنت فی مکانک لفعلت ذلک... وبعد بضع دقائق تساقط المطر من السماء والجبال والودیان...

80

"هذه القریة شمس وماء، أو شموس وماء." لم أعد أذکر کیف أوردها حزام... إلا أن البئر ضنتهما فی اللحظات الأخیرة...

93

 

أطلعنی على وثائق القریة آملاً أن أخلفه یوماً ما..

83

أسر إلی بکل ما یعرف أملاً فی أن أصبح حقلاً لذاکرته وذاکرة القریة...

96

 

قبلنا جباه الآباء

 

قبلنا رؤوس الآباء وجباههم

99

 

وضعته مع مالی

 

اقترحت علیه أن أضمه لما معی.

101

 

..............

 

وما إن فتحت حقیبتی حتى بدت لی الکارثة..

101

 

..............

 

وتخیلنا ما نشاء بعیداً عن رقابة الکبار.

101

 

کما صنعت أمی من قبل

87

..............

 

 

..............

 

والذی أخافنی حقیقة هو ما نسمعه عن شهود الزور الذین یشهدون ظلماً مقابل حفنة من المال رغم مخاطر هذه الشهادة التی تنتظرهم فی الدنیا إذا أکتشف القاضی کذبهم، وفی الآخرة جهنم وبئس المصیر.

107-108

 

أما المال، لم یکن لدینا الإمکانیة أن تعیش فی المدینة بدونه: على الأقل للأرز والسکن.

93

أما المال فلم یکن لدینا ما نحفظه، بل لم یکن لدینا ما یکفینا لأکل أرز أبیض وخبز جاف.

108

 

 

 

بیت شعر واحد

116

صـ 99 أبیات شعر زائدة وکلمة غراب فیها  وکذلک کلمة العبد فی اللغة العربیة تدل أیضاً، على لون البشرة، أی: "الأسود" بینما تبقى بالفرنسیة بنفس المدلول اعبد عکس الحر

بیت شعر مشروح

100- 101

بیت شعر ناقص

118

 

..............

 

وأقترب من الآخرة

149

 

عندما انتهیت من کتابة هذا الکتاب، عدت إلى القریة لزیارة شخصیتی الرئیسیة [البطل الرئیسی للروایة]، حزام.

139

بعد أن فرغت من کتابة هذا النص باللغة الفرنسیة، عدت إلى قریتی، تلک التی کتبوها عبر آلاف السنین، کان علیّ أن أرى حزام.

158

 

..............

 

حیانی بابتسامته الأخیرة

158

 

طلب منی أن أترجم له.

139

..............

 

 

قرأت نصی من الیسار إلى الیمین بعکس ما نفعله بالعربیة

139

لاحظ أنی کنت أقرأ من الیسار إلى الیمین...

158

 

..............

 

أتانی بقلیل من التمر والزبیب ثم دعانی للجلوس بین یدیه.

158

 

..............

 

عدت إلى باریس

159

 

الحجاب یخفی والحزام یکشف.

140

والحزام کما علمتنا یا حزام یکشف.

160

 

..............

 

أرسل لی کتابک فربما یقرأهُ الأحفاد.

160

 

أنا مریض، والقریة أیضًا

140

لأنی مریض، أو هکذا یحاولون إیهامی

160

 

 

یمکن أن أُضیف إلى ذلک بأن الروایة لم تجد عند الکثیر من النقاد العرب ذلک الرواج الذی وجدته بالفرنسیة، بالرغم من أنها تحمل تعبیرات کثیرة لا تنسجم مع العقلیة الفرنسیة بل لا تُـفهم إذا لم تترجم أو تشرح للقارئ ویوضح له ما المقصود من المصطلح الذی قد لا یحمل معنى، ولا یعنی له فی الفرنسیة شیء مطلقاً. وقد یسأل القارئ الفرنکفونی أو الفرنسی عن المقصود من معناها قبل حمولتها الثقافیة. مثال ذلک: عنوان باسم: زوجة زوجته33 أو کما نقول: (مرة المرة) والتی تدل غالباً، على ضعف الرجل أمام زوجته. کذلک: یا ولد أمه34 والتی تقال لمن یصغی وینفذ کثیرا کلام والدته متجاهلا کلام والده ربما أو زوجته... وهناک أیضا ألفاظ أخرى کقولنا لمن یکبرنا سناً، وخاصة فی القرى والأریاف الجنوبیة: (أبی فلان أو أمی فلانه) وذلک بدون تحدید ولکل أفراد القریة وهکذا... 

کما أضاف الکاتب باباً فی الروایة المترجمة للعربیة بعنوان "تراحیب"،35 وذلک ترحیبًا بقرائه العرب کما یقول. ثم نجد فی محتویات النسخة العربیة باباً آخر بعنوان "الولی"36 بینما یمکن أن نترجمه عن الفرنسیة بـ (النبی الصغیر)37 وهکذا نجد الکثیر من الإضافة أو التعدیل التی ترجمها وأولها الروائی أو المترجم بطریقته.

قد نعذر الکاتب / المترجم فی ترجمته لعنوان روایته "الـحزام"؛ لأن الحزام فی العربیة مذکر بینما نجده فی الفرنسیة مؤنثا، ومع ذلک، فالمعنى کما نعتقد (فی بطن الشاعر)، أو کما یقال. وقد یکون المعنى مکتوبا بین دفتی روایته وسطورها. لقد سکت الکاتب عن ترجمة بعض التعابیر الجنسیة (کالزنى بالمحارم L'inceste)، بل وبتغزله ببنت العم، وعن بعض الجمل التی تتعلق بالجزیرة العربیة والتی لا تهم القارئ الغربی العادی. کما أعتمد الکاتب على عامل الإثارة والخیال الجامح کسفره ومغامراته فی مدینة أبها، وقصته مع الممرضات الباکستانیات، وجارتهم وبنت عمه، أو کما یقول: " قوس قزحه."

کان کاتبنا نرجسیٍا،38 حیث وصفه حزام البطل بالـغـائب الذی لا ینسى أن یشیر إلى ذاته ومغامراته وبطولاته فی الریف والمدینة والعاصمة وباریس. لقد ظهرت نرجسیتهُ بجلاء فی کثیر من الأمثلة کقوله: أنا شاعر، أنا حکیم... بل وحتى فی حکایة بعض الأساطیر کقوله: کلنا شعر، الشجر الزرع الورود والماء والصخور... کما رمـز للحب بـقوس قزح وهکذا یمکن رصد قائمة أخرى من الأمثلة...

لقد تمکن الکاتب أحمد أبو دهمان من إیقاظ القریة من ذاکرته وتوثیق سهولها وجبالها وتراثها ورجالها ونسائها وعاداتها وتقالیدها. وسجلها بلغة عالمیة وواسعة الانتشار مما أسهم فی جعلها من الروایات الأکثر مبیعا ، بل سمحت اللغة المکتوبة بها بسهولة انتشارها فی أصقاع الأرض عبر ترجمتها لعدة لغات حیة. لقد کشف أبو دهمان الغطاء، وعرى القبیلة من خلال نصه وبکائه على الأطلال. کما حاول أن یغازل مخیلته وفکره وقرائه بالفطرة والبراءة التی افتقدتها قریة الحاضر، ومعترفاً بموت القبیلة أو القریة منذ اللحظة دخول الممرضات، وخروج الأبناء والبنات إلى المدارس، وتغرب الأبناء فی هجرة جماعیة إلى المدن.

ها هو کاتبنا بحاجة إلى الغرب کما یحتاج الغرب إلیه، وهذا ما یؤکده فی إحدى المقابلات عندما قال: "نحن بحاجه الغرب بالتأکید، ولکن الغرب بحاجتنا. ولهذا کتبت هذا الکتاب لننقل لهم وجهه نظرنا ونقول لسنا هنا فقط للاستعارة منکم، ولکن یمکننا أیضا أن نعیرکم".39 لا شک أننا نـتـفهم ِلما سکت الکاتب عند تغنیه بالعربیة عن مکتوب، ونطق بمسکوت بدلا عنه، ومع هذا وذاک فقد تقمص الکاتب فی ترجمته، دور الرقیب لیصبح رقیباً ذاتیاً لما یترجم (Autocensure)، وسکت أو تجاهل عما أفصح عنه فی لغة الفرنجة.

ونشیر إلى أن أحمد أبو دهمان أوجد للمرأة موضعا جمیلا ومشرقا فی روایته، کما أشبعها کذلک بحضورها وقوتها الأسطوریة الخارقة، وکان لأمه دورا کبیرا فی ذلک الحضور؛ والتی مثلت شخصیتها المحرک الرئیس والفاعل لهذه الإیجابیة، فقد لعبت الأم أدوار عدیدة تلاحظها فی مجموعة القیم الجمیلة والمختلفة للقریة، تلک التی عشقها الکاتب. سطر الکاتب أمه لتصبح ذاکره القریة کما یقول فی الروایة الفرنسیة: فهی المرجع کما یقول: "Ma mère ma-référence"، لا سیما وهی تنقل إضافات مهمة إلى روایته الحزام. فحزام البطل لا یحتمل أن یرى الرجل أیاً کان خاضعا للمرأة، ولهذا خاطب الکاتب البطل حزام بقوله: "القمر یعنی المرأة"، والکلمة کما هو دارج فی جنوب المملکة، تعنی الاحتقار ولهذا قال له البطل: یا ولد أمه.40 أصبح الحزام ذاکرة امرأة تحمل أسرار القریة دون أن تبیح بها لأن: "قریة بلا سر لیست فی حاجة الى شیخ..."41 وعلیه یؤکد المؤلف بأن لکل قریة صمتها.42 کما تحدث الکاتب عن عادات قبیلته ممثلة فی قریته بالتحدید، کیف قاومت بعض الاختراقات مما یدور حولها، وکیف أصبحت القریة بعد أن اجتاحتها بعض التدخلات نتیجة لما حدث من تطور فی المجتمع القروی، وربما فی مجتمع الدولة السعودیة التی ینتمی إلیها الکاتب قاطبة.

ومن جهة أخرى، وظفت الأسطورة والحدیث عنها فی روایة أبو دهمان بحیث تطرق الراوی إلى أسطورة الأسنان والشمس والقمر والثعابین، وشکلت لدینا عبر الثقافات المختلفة والقراءات المتعددة مفاهیم متنوعة ومتجددة؛ لتجدد الزمن واختلاف الثقافة البیئیة التی تنقل فیها الکاتب. یقول الراوی: "وقد روى لی أبی أسطورة أخرى وهو على قناعة تامة بصحتها. یقول: إن القریة کانت غنیة بالثعابین من کل نوع منها (الملائکة) کما یسمونها، المتصید والأسود وغیرهما. أما الملائکة فهی تلک التی ترفع رأسها عالیاً عن الأرض عندما تلتقی بإنسان. وقد اعتاد الناس احترامها، وتلافی إیذاءها أو قتلها؛ لأنها عندما ترتفع فإنما تطلب السلام وتُشیعه، فی حین أن الأسود إما أن یقتل أو ینتحر. ومن هنا تعلم الإنسان من الثعابین معانی ورموز السلام والحرب..."43 وفی مکان آخر یتحدث الراوی عن الجنی الذی یتجسد على هیئة ثعبان؛ لیحرس المبالغ المالیة والعینیة فی الجبل.44 وأسطورة الحیة تعنی تجدد الحیاة وهی رمز الخلود، فها هی الحیة تجدد جلدها بین فصول السنة وهی دلالة على الحیاة وحرکتها الانسیابیة وعلى الاستمرار. ومن الأساطیر یقول الراوی فی تعلم الشعر: "إحدى أساطیر القریة التی یتداولونها إلى الیوم، تقوم على أن الشاعر الحقیقی هو الذی یوقظه الجن فی عز النوم ثم یسقونه حلیباً ممزوجاً بالشعر فیصبح شاعراً"45، وکذلک أسطورة ضحک الإله عندما یلتقی ثعبان وامرأة.46

إن روایة "الحزام" کما یعتقد الکاتب وکما نظن، بحاجة إلى قارئ مطلع وعارف بطبیعة المکان والمجتمع وإلا کان من الصعب علیه أن یصل إلى جوانب کثیرة من النص سواء الفرنسی منه أو العربی، وقد یصل القارئ ربما، إلى تحلیلات لا تمت للنص ولا للکاتب بصلة. کما نعتقد أن بین أیدینا روایتین لأبی دهمان، عَبَرت فی الداخل والخارج؛ لتخلق أسطورةً أکثر مما تحتمله الروایة نفسها. لقد کان احمد أبو دهمان کما کتب سعد الدوسری: "مخلصاً فی الترجمة، وهی تجربة فریدة، أن یکتب کاتب عربی من خارج لبنان ودول المغرب نصاً باللغة الفرنسیة مباشرة، وأن یقوم هو نفسه بعد ذلک بترجمة النص إلى العربیة. وأجزم أنه بذلک کتب روایتین، فی البدایة کتب للقارئ الفرنسی، لثقافة القارئ الفرنسی، ثم کتب لثقافة القارئ العربی، وشتان بین الثقافتین. ولذلک حینما یقرأ القارئ فی روایة "الحزام" بعض الفقرات کالشعر، فلأن أبو دهمان، فی هذه الحالة، یکتب للثقافة العربیة: "أنا على یقین بأن فی کل امرأة شمساً. انظر کم هن مضیئات. ولهذا اتجنبهن، لأن أی شمس لابد أن تحرق". وعلیه "أتمنى أن تظلی صغیرة مدى الحیاة، لکی أتمکن من رؤیتک العین بالعین ما دمت حیاً."47 وأخیرا، نتساءل کذلک مثل ما یقول سعید علوش: "هل نحن أمام روایتین فی روایة واحدة؟ أم أننا أمام تبذیر وإفراط فی الاقتصاد النصی لصالح فن التفاصیل، وشطحات تداعیات الوظیفة اللغویة، الخاضعة لمنطق حفر البواطن؟"48 کما تلزمنا روایة (الحزام) عند قراءتها بانتظار ما قرأنا عنه، وما سمعنا من مقابلات الکاتب بأن هناک روایات أخرى قادمة نتعطش لقراءتها وتحلیلها ومقارنتها، وقد تکون تلک القادمة، ربما، امتداداً لما سبق.

 

المراجع العربیة:
 1-    أحمد أبو دهمان، الحزام، دار الساقی للطباعة والنشر، روایة، الطبعة الأولى 2001م
2-    محمد شکری، الخبز الحافی، دار الساقی للطباعة والنشر، عام 1982م. (کتبت هذه الروایة سنة 1972م ولم تنشر إلا بعد ترجمتها، للإنجلیزیة قبل صدورها باللغة العربیة سنة 1973م، ترجمت لحوالی 38 لغة. وقد ترجمها للفرنسیة الکاتب الطاهر بن جلون عام 1981م)
3-    رُنیه ماری ألبیریسRené Marill Albérès) )، تاریخ الروایة الحدیثة، ترجمة عن الفرنسیة جورج سالم، منشورات نجم المتوسط، منشورات عویدات، بیروت – باریس، 1967م.
4-    خالد الیوسف، الروایة فی المملکة العربی السعودیة حتى أکتوبر2006م، مجلة مکتبة الملک فهد الوطنیة، السعودیة، المجلد 13، العدد الأول، سنة 1428هــ.
5-    الدکتور سحمی الهاجری، جدلیة المتن والتشکیل: الطفرة الروایة السعودیة، النادی الأدبی بحائل، الطبعة الأولى سنة 2009م
6-    د. سلطان سعد القحطانی، الروایة وتغیرات المجتمع فی المملکة، مجلة علامات فی النقد، السعودیة، الجزء 69، المجلد 18، مایو 2009م
7-    خالد الیوسف، الروایة فی المملکة العربی السعودیة حتى أکتوبر2006م، مجلة مکتبة الملک فهد الوطنیة، السعودیة، المجلد 13، العدد الأول، سنة 1428هــ.
8-    د. حسن النعمی، رجع البصر، قراءات فی الروایة السعودیة، النادی الأدبی الثقافی، جدة، المملکة العربیة السعودیة، الطبعة الأولى سنة 2004م.
9-    موقع الدکتور سعید علوش، تقطیع أوصال القبیلة فی الروایة السعودیة: "جُبًی" لرجاء عالم و"الحزام" لأحمد أبو دهمان، تاریخ الإنشاء ینایر 2008م.
10-    معجب العدوانی، الروایة السعودیة فی الألفیة الثالثة من الهامش إلى الهامش، ألقیت المحاضرة فی نادی المدینة الأدبی (السعودیة)، وذلک یوم الثلاثاء الموافق لـ17 مارس 2009م، وقد أدارها الأستاذ عمر الرحیلی.
11-    مراد عبد الرحمن مبروک، جیوبویتیکا النص الروائی الخلیجی وآلیات التشکیل، الروایة السعودیة أنموذجا، مجلة علامات فی النقد، السعودیة، الجزء 68، المجلد 17، 2009م
 صحف ومجلات وأخرى:
 12-    صحیفة الجزیرة الإلکترونیة، فوزیة محمد الجلال، "الفرانکفونیة وإشکالیة الإبداع"، العدد 10983، الخمیس 18 شعبان 1423هـ.
13-    صحیفة الوطن، مقابلة مع الکاتب أحمد أبو دهمان، 25/12/1421هـ الموافق، 20/3/2001م
14-    صحیفة الریاض، سعد عبدالله الدوسری، النبتة النادرة (3- 3)، 14-10-2004م.
15-    صحیفة الیوم، خلیل الفزیع، أحمد أبو دهمان وسطوة الحنین، السبت 17 جمادى الآخرة 1434هـ، الموافق لـ 27 أبریل (نیسان) 2013م.
16-  إذاعة الریاض السعودیة، مقابلة إذاعیة مع الکاتب أحمد أبو دهمان، الریاض، 1424هـ
  المراجع الأجنبیة:
  Romans:
 1-    Abodehman Ahmed, La Ceinture, ed. Gallimard, 2000.
2-    Boudjedra Rachid, La répudiation, Paris, Gallimard Folio, 1981.
 Œuvres critiques:
 3-    KEITA Aoua, Femmes d'Afrique, Paris, Ed. Présence Africaine, 1975.
4-    KHATIBI Abdelkrim, La mémoire tatouée, Paris, Ed. Denoël, coll. Lettres Nouvelles, 1971.
5-    KHATIBI Abdelkrim, La mémoire tatouée, Paris, Ed. Denoël, coll. Lettres Nouvelles, 1971.
6-    LAROUI Fouad, Le jour où Malika ne s'est pas mariée, Nouvelles, Paris Ed. Julliard, 2009 - «La vieille dame du riad», Paris, Ed. Julliard, 2011.
7-    Jauss. R., Pour une esthétique de la réception, Paris, Gallimard, 1978.
8-    SEMPRUN Jorge, Le grand Voyage, Editions Gallimard, 1972.
9-    Panken, Shirley, Oh that our human pain could here have ending, Between the Acts". 1987.
10-  Virginia Woolf and the "Lust of Creation", A Psychoanalytic Exploration, SUNY Press, pp. 260–262. Retrieved 13 August 2009.
11-  YACINE Jean-Luc, L'escargot, Paris, Ed. L'Harmattan, 1986
 Revues littéraires:
 1-    Roger Chemain et Arlette Chemain Degrenge, Imaginaires francophones, Publication de la Faculté des Lettres Arts et Sciences Humaines de Nice, Université de Nice Sophia-Antipolis, Nouvelle série, No.22, 1995.
2-      Présence francophone, Revue internationale de langue et de littérature,  no. 45,  1994.
3-      Cahiers de la Méditerranée, Juin 1989, No. 38, Université de Nice.