تسعى هذه الورقة البحثية إلى التأكيد على ضرورة تجديد الفكر الديني، وأن هناك فرق بين تجديد الفكر الديني الذي هو نتاج بشري وبين الدين الذي هو وحى منزل من عند الله رب العالمين، وإذا كنا نجد ضرورة للتجديد في وقتنا الحاضر، فمع ذلك يمكننا أن نجد سندًا شرعيًّا يدعونا إلى هذه الضرورة سواء كان في الآيات القرآنية أو في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وأولى أولويات هذا التجديد ضرورة الاهتمام بالاجتهاد، ذلك الاجتهاد الذي غلقت أبوابه منذ زمن بعيد، والذي أدى إلى تلك الأزمات التي تعيشها الأمة، وأدت إلى ظهور تيارات متطرفة ومنحرفة عن الدين الصحيح. ومن هنا كانت الحاجة إلى تجديد الخطاب الديني ليس ترفًا، وإنما ضرورة ملحة تفرض نفسها علينا، لقد صار التهديد من بعض المنتسبين إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، عثوا فى الأرض فسادًا وقتلوا الأبرياء، فأزمتنا الحقيقية هي أزمة إبستمولوجية، الأزمة في الادعاء بأننا نريد أن نعود إلى الإسلام الأول بغض النظر عما هو الإسلام الأول، من هنا كانت التجديد ضرورة والاجتهاد أمرًا لا مفر منه.