تسعى هذه الورقة البحثية إلى محاولة فض اشتباك التداخل الأدبي؛ محاولة للتعرف على هوية الشعر العامي، بوصفه نوعا أدبيا يجمع بين الشعر الشعبي والرسمي، مما يجعل منه نوعا أدبيا هجينا. ومن أجل فض هذا الاشتباك النوعي، تأتي هذه الدراسة في مبحثين، أولهما إطار نظري، والآخر تطبيقي. يحاول أولهما التعرف على هوية الشعر العامي، بوصفه نوعا أدبيا له ملامحه وخصائصه الفنية التي تحدد هويته وكينونته الأدبية، عن نظيريه الرسمي والشعبي. كما نسعى- من خلال هذا الإطار النظري- إلى التوقف عند بعض المفكرين والنقاد الذين توقفوا، وتعرضوا للأدب العامي، من خلال الحكم عليه، فانبنى لديهم موقف فكري ونقدي تجاهه، وهو ما يمكن تلمسه بجلاء عند العقاد وأحمد ضيف وطه حسين. وثانيهما: إطار تطبيقي، يسعى إلى الكشف عن الهوية الفنية للأدب العامي، في ضوء استعراض نماذج شعرية للشاعر بيرم التونسي (1893- 1961).