يتحدث هذا البحث عن أغاني ترقيص الأطفال ودلالتها لدى المرأة الصعيدية، ودورها في التعبير عن آمال المرأة وآلامها وطموحاتها، وتخوفاتها قبل الإنجاب وبعده، باعتبار الأغنية وسيلة من وسائل المرأة المهمشة في المجتمع يكمن خلف كلماتها - لمن يُمعن النظر- ما يؤرق ذهن المرأة من هموم ومشاكل لا يمكنها التعبير عنها واقعيا. وما تحلم بتحققه في المستقبل من اهتمام ورعاية من قبل الأولاد الذين أفنت عمرها في تربيتهم وتحملت كثيرا وكثيرًا في عملية تربيتهم. والأغاني الشعبية عامة بفنونها المختلفة خاصة أغاني الترقيص هي ديوان المرأة الأمية في مجتمعنا، فإذا أردت أن تعرف ما يدور بذهن امرأة عن واقعها النفسي والاجتماعي فاستمع إلى أغاني الترقيص التي تغنيها لطفلها وذلك في إطار عَلاقة الإبداع الجمعي في المجتمعات البشرية بالنوع الاجتماعي وقضاياه.
وقد تناول البحث أغاني ترقيص الذكور وأغاني ترقيص الإناث ووضح الفرق بينهما في الموضوعات وجماليات اللغة المستخدمة لتوضيح الدلالات والمعاني الكامنة فيهما.