المرجعيـة الغربيــة للنقــد الثقافــــي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب – جامعة القاهـرة

المستخلص

من يراجع النقد الثقافي في المدونة العربية –تنظيرًا وممارسة- يجده موزعًا بين تيارين رئيسين؛ أحدهما: ثقافي محض، يتخذ من القبحيات وحدها مدخلًا للنقد الثقافي، ولا ينفك يقتفي قرائن تمرير النسقي/القبحي عبر الجمالي؛ وهذا ما أسميه (التيار الغذامي). والآخر: ثقافي-أدبي/جمالي، يضفّر الجماليات بمقارباته الثقافية، ولا يرى تعارضًا بين ما هو ثقافي وما هو جمالي/أدبي، ويصدر عن رؤية جمالية محايثة لا تعارِض النقد الثقافي في بنيته الصلبة، فتطرح الخطاب عوضًا عن النسق المضمر (القبحي)؛ وهذا ما أسميه (التيار الرباعي).
وغير خافٍ ما بين هذين التيارين من بون شاسع، مردّه بالطبع معزوٌّ لما بينهما من تمايز حاد في الصيغة الكلية والمقولات التأسيسية والمنطلقات التصورية. تمخض عن هذا البون وذاك التمايز قدر غير قليل من الخلط المنهجي في تلقي النقد الثقافي عربيًّا، وهو ما انعكست ظلاله السالبة بجلاء على بعض منظّريه من النقاد، أو ممارسيه من الباحثين.
تلك هي الإشكالية الدافعة لمعالجة هذا البحث، الذي ينطلق من فرضية مؤداها أن فهمًا عميقًا وتمثلًا واعيًا للنقد الثقافي -في المدونة العربية- لا يمكن أن يتأتَّى بمعزل عن نبش رأسي-أفقي في حفريات مرجعيته الغربية. فنمنمة رتوش المرجعية الغربية وتقصِّيها، وحده الكفيل –فيما أحسب- بفض اشتباك ما انزلقت إليه المدونة العربية في تلقيها النقد الثقافي من التباسات شائكة. وهذا ما يطمح البحث الراهن لإنجازه في قراءة ثقافية شارحة، تُناوِش الإجراءات الثلاثة لنقد النقد (التحليل والتفسير والتقييم)، متوسلة ببعض الأدوات التأويلية؛ من حيث كون القراءة التفسيرية/ الشارحة فعلًا تأويليًّا بالمقام الأول.

الكلمات الرئيسية