يقوم هذا البحث على محاولة ربط الصعلكة بوصفها ظاهرة ثقافية لها جذورها التراثية بالثقافة الشفاهية في الخطاب الشعري لعماد أبوصالح، وبيان مدى سيطرتها على الخطاب، وتمكنها من وعي الشاعر للحد الذي يجعلنا نتساءل بداية هل تنطبق صورة الشاعر الصعلوك على شخصية "عماد أبوصالح" بوصفه واحدا من الشعراء المعاصرين؟ للحد الذي يمكننا من أن نصفه بالشاعر الصعلوك. لعل أهم المعاني التي تميز مفهوم الصعلكة هو التمرد، وبروز الذات الفردية في مقابل الجماعة، وكذلك الاعتماد على التجربة الشخصية، والالتحام بالواقع، وهو ما يمكن أن نجده بسهولة في شعر عماد أبوصالح، وكما كان التعبير عن الفقر وضيق الحال أحد مرتكزات أشعار الصعاليك، فإن خطاب عماد أبوصالح يعتمد بشكل لافت على التعبير عن معاناة المهمشين، فالشاعر لا يمل من طرح أدق التفاصيل عن هؤلاء البسطاء والمعدومين، كما أنه لا يمل أيضا من عقد مقارنات بين بيئتين أو طبقتين اجتماعيتين، طبقة فقيرة، يحكي من خلالها تفاصيل متعلقة بحياته الأولى في قريته، وطبقة أخرى أصبح ينتمي إليها بحكم إقامته في القاهرة