تعتبر دولة الإسلام في الأندلس 92هـ - 897هـ من أبهى عصور الحضارة الإسلامية على الإطلاق. فقد تميزت الحضارة الأندلسية بالرقي والازدهار في جميع نواحى الحياة لا سيما الحياة العلمية و الثقافية. وبرع المؤلفون في تصنيف كتب عن بلادهم الأندلسية وتفننوا في تأليف كتب تراجم تترجم لأعلامهم في هذا الوطن. ومن أوائل الكتب التي ترجمت للأندلسيين كتاب القضاة بقرطبة للخشني المتوفى 360هـ، وتوالت بعد ذلك كتب التراجم الأندلسية وتنوعت بين العام والمتخصص. ومن الظواهر المرتبطة بالتأليف في التراجم الأندلسية ظاهرة كتب التتمات أو التكملة أو الذيول على كتب تراجم سابقة. بمعنى أن يقوم مؤلف معين باختيار كتاب تراجم قام بتأليفه مؤلف سابق ثم يؤلف كتابا جديدا يكون تكملة أو ذيل لهذا الكتاب السابق ويضم الكتاب الجديد تراجم من عاشوا في الفترة الزمنية التي امتدت بين عصري المؤلفين السابق والحالي. أما عن الدوافع على التأليف في التراجم الأندلسية فقد تنوعت وتعددت منذ بداية ظهور هذه المؤلفات في التراث الأندلسي ويعتبر من أهمها التأريخ للوطن ورجاله، والتعريف بأدباء الأندلس وشعرائها واثبات فضلهم في هذا المجال.