كان عصر مملكة غرناطة من العصور المتميزة فكريًّا وثقافيًّا في دولة الإسلام في الأندلس، وكان كذلك عصر نضج وازدهار. وكان القرنان السابع والثامن الهجريين في مملكة غرناطة بالنسبة لدولة التفكير والفكر الأندلسي في أعظم صوره. وتعتبر الحركة الفكرية في غرناطة هي نتيجة روافد كثيرة سابقة عليها ويمكن القول إنها محصلة الثروة الفكرية في الأندلس طوال قرون عدة سبقت. وقد عُرف عن حكام غرناطة ملوك بني الأحمر أنهم كانوا يعملون على تشجيع الآداب والعلوم، وظهر عدد كبير من العلماء الأعلام في مختلف التخصصات من الأدباء والعلماء والشعراء و الكُتّاب منهم من بقي في الأندلس و منهم من رحل إلى المغرب أو مصر أو الشام. وكما اهتم سلاطين بني الأحمر بتشجيع العلماء والمفكرين فإن عددا منهم كانوا شعراء ومؤرخين بما تميزوا به من شغفهم بالعلم واستقبال العلماء والشعراء في قصورهم. ومن الملاحظ أن الحركة العلمية في مملكة غرناطة قد نشطت في جميع المجالات والفنون والعلوم المعروفة آنذاك فظهرت المؤلفات في علوم الشريعة واللغة العربية والأدب والتاريخ والتراجم والجغرافيا والرحلات والرياضيات والفلك والطب وغيرها. ويعتبر لسان الدين بن الخطيب من أعظم الشخصيات التي ظهرت في الأندلس في عصر مملكة غرناطة ولمؤلفاته المتنوعة دور كبير في إثراء التراث الأندلسي بأعمال متميزة في علوم كثيرة. وقد تعددت مؤلفات ابن الخطيب في ميدان التراجم فقدم لنا أربعة كتب تراجم من أهم كتب التراجم في التراث الأندلسي والأدب عصر نضج وازدهار، وفيه ظهرت طائفة من كبار المفكرين والشعراء، الذين أعادوا روعة الأدب.