انتشر الاستخدام الاقتصادي للإنترنت بقوة عالميًا، وعلى المستوى الإقليمي، والمحلي، حيث نتج عنه فضاءًا افتراضيًا مُهمًا لممارسة الأنشطة الاقتصادية، وأصبح بالإمكان إطلاق عليه سوق العمل الافتراضي. وللاقتصاد الرقمي عدد من المميزات، والآثار الإيجابية، من أبرزها إدماج المرأة في العمل، خاصة ممن ليس لديهن فرص عمل أخرى رسمية، أو يسعون إلى الارتقاء بمستوى معيشتهن ونوعية حياتهم، ليحل بذلك جزء من المشكلة لدى عدد معتبر من النساء، ممن اخترن الانخراط فيه، حيث ساهم في إيجاد المرأة لعمل مرن، يتناسب مع مشاركتها في الحياة الأسرية، فنظرًا لمرونته أحدث لدى بعضهن حالة من التوازن الأسري، من خلال إمكانية الاهتمام بالأسرة دون ضغوط وأعباء إضافية تقع على عاتق المرأة أثناء تأدية عملها، الأمر الذي جعل عدد من النساء يفضلن العمل الافتراضي عن العمل الرسمي. وفي هذا الإطار تسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على دور الاقتصاد الرقمي في تمكين المرأة، ومعرفة أبرز مجالاته التي ساهمت في خلق فرص تمكينية للمرأة، وكذلك التعرف على التأثيرات الناتجة عن صور التمكين الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمرأة المختلفة، وللتوصل إلى ذلك تم عقد (12) مقابلة معمقة على نساء ممن انخرطن في سوق العمل الرقمي، عبر عِدة مجالات مختلفة منها: بيع الملابس، والصناعات اليدوية، والطهي، وأدوات التجميل، والتعليم، وغيرها من المجالات. وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن الاقتصاد الرقمي قم ساهم في تمكين المرأة على المستوى الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، وذلك عبر عِدة مجالات، بل وتطور ذلك التمكين ليتحول إلى إحداث حراك اجتماعي لدى عدد منهن.