المعجمات المفهرسة في ضوء الصناعة المعجمية، المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الدراسات اللغوية بقسم اللغة العربية- کلية الألسن- جامعة عين شمس

المستخلص

هذه الدراسة في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي في ضوء الصناعة المعجمية الحديثة؛ حيث تسعى إلى تبين الخطوات الإجرائية والتنفيذية التي اتبعها صناع هذا المعجم. کما تسعى إلى بيان أهمية المعجمات المفهرسة التراثية بوصفها لبنة للمعجمات والفهارس الإلکترونية الحديثة. وبغية تحقيق هذا الغرض قدمت الدراسة تمهيدًا حول تأصيل مصطلح الفهرسة Concordance قديمًا وحديثًا، ووضحت الفرق بين المصطلحات (معجم ومسرد وفهرس). ثم انتقلت الدراسة للحديث عن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي. وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفي، ومنهج الصناعة المعجمية ونقد الصناعة المعجمية في وصف المعجم ونقده.
أما عن سبب اختيار الدراسة لهذا النوع من المعجمات؛ فلأنها لم تأخذ حقها من الدراسة اللغوية. وقد وقع اختيار الدراسة على المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي دون غيره من المعجمات المفهرسة؛ لأن سابقه "مفتاح کنوز السنة" للمستشرق الهولندي فنسنک Wensinck يعد معجمًا مفهرسًا لموضوعات الحديث النبوي وليس لألفاظه، کما أن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث أشمل منه. کما أن المعجم المفهرس "نجوم الفرقان في أطراف القرآن" للمستشرق الألماني جوستاف فليجلFlügel,G. لم يعتمد في إيراد مادته على وضع السياقات التي ترد فيها الألفاظ، بل اکتفى بإيراد اللفظ فقط وأشار لمواضع وروده. وهو ما يتعارض مع تحقيق بعض أهداف الدراسة من بيان فائدة الفهرسة في دراسة الکلمة في سياقها. أما "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکريم" لمؤلفه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي فيعد تاليًا للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي وقد شارک الأستاذ عبد الباقي نفسه في الإعداد للمعجم؛ ولذلک آثرت الدراسة تناول الأول.

الكلمات الرئيسية


مقدمة:

هذه الدراسة فی المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی فی ضوء الصناعة المعجمیة الحدیثة؛ حیث تسعى إلى تبین الخطوات الإجرائیة والتنفیذیة التی اتبعها صناع هذا المعجم. کما تسعى إلى بیان أهمیة المعجمات المفهرسة التراثیة بوصفها لبنة للمعجمات والفهارس الإلکترونیة الحدیثة. وبغیة تحقیق هذا الغرض قدمت الدراسة تمهیدًا حول تأصیل مصطلح الفهرسة Concordance قدیمًا وحدیثًا، ووضحت الفرق بین المصطلحات (معجم ومسرد وفهرس). ثم انتقلت الدراسة للحدیث عن المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی. وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفی، ومنهج الصناعة المعجمیة ونقد الصناعة المعجمیة فی وصف المعجم ونقده.

أما عن سبب اختیار الدراسة لهذا النوع من المعجمات؛ فلأنها لم تأخذ حقها من الدراسة اللغویة، فنجد بعض اللغویین والمعجمیین، فی بعض مؤلفاتهم، یسقطونها من تقسیماتهم لأنواع المعجمات. على سبیل المثال، نجد الدکتور شوقی ضیف فی بحثه عن المعجمات العامة والخاصة([i])، یذکر معجمات غریب القرآن والحدیث دون الإشارة للمعجمات المفهرسة، کذلک قسم الدکتور أحمد مختار عمر فی کتابه صناعة المعجم الحدیث([ii])، أنواع المعجمات عدة تقسیمات من حیث( نقطة الانطلاق، طریقة الترتیب، العموم والخصوص، عدد اللغات، أعمار المستعملین، حجم المعجم، الفترة الزمنیة، الهدف، نوع مستعمل المعجم، شکل المعجم) ولم یدرج المعجمات المفهرسة فی أی نوع من هذه الأنواع.

 

وقد وقع اختیار الدراسة على المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی دون غیره من المعجمات المفهرسة؛ لأن سابقه "مفتاح کنوز السنة" للمستشرق الهولندی فنسنک Wensinck یعد معجمًا مفهرسًا لموضوعات الحدیث النبوی ولیس لألفاظه، کما أن المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث أشمل منه. والمعجم المفهرس "نجوم الفرقان فی أطراف القرآن" للمستشرق الألمانی جوستاف فلیجلFlügel,G. لم یعتمد فی إیراد مادته على وضع السیاقات التی ترد فیها الألفاظ، بل اکتفى بإیراد اللفظ فقط وأشار لمواضع وروده. وهو ما یتعارض مع تحقیق بعض أهداف الدراسة من بیان فائدة الفهرسة فی دراسة الکلمة فی سیاقها. أما "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم" لمؤلفه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقی فیعد تالیًا للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی وقد شارک الأستاذ عبد الباقی نفسه فی الإعداد للمعجم؛ ولذلک آثرت الدراسة تناول الأول.

أما الدراسات السابقة الخاصة بدراسة المعجم موضع الدراسة، فاختصت بدراسة المعجم ونقده من منظور علم الحدیث، ولیس من الناحیة اللغویة، وهذا هو الفارق الرئیس بینها وبین هذه الدراسة؛ إذ تختص هذه الدراسة بتناول المعجم من الناحیة اللغویة، کما تسعى الدراسة إلى محاولة تبین الفارق بین المعجم المفهرس قدیمًا وحدیثًا. وبالنسبة للدراسات العربیة التی تناولت موضوع الفهرسة Concordance فلم تجد الباحثة منها شیئًا إلا فی ما یتعلق بالفهرسة المکتبیة.

التمهید

1- مصطلح الفهرسة:

ورد تعریف الفهرس عند ابن منظور فی اللسان:" الفِهْرِس الکتاب الذی تُجْمع فیه الکتُب."([iii])  ویعرف الدکتور محمود فهمی حجازی المعجمات المفهرسة concordances بأنها:" معجمات مرتبطة بمجموعة من النصوص ولکنها لیست نصوصًا تعلیمیة محدودة، بل هی نصوص ذات حجم کبیر، مثل: القرآن الکریم، أو الشعر الجاهلی، أو العهد القدیم. والمعجم المفهرس یذکر الکلمة مع کل مواضع استخدامها فی تلک النصوص."([iv]) ویعرف بعض الباحثین الفهرسة بأنها:" ترتیب ألفاظ معینة حسب ترتیب معین، للدلالة على مواضع ورود مدلولها فی کتاب معین أو مکتبة أو نحو ذلک. أو أنها: عملیة إنشاء الفهارس أو هی عملیة الوصف الفنی لمواد المعلومات بهدف أن تکون تلک المواد فی متناول المستفید بأیسر الطرق وفی أقل وقت ممکن."([v])

 

والتعریفات العربیة السابقة کلها تتعلق بمصطلح المعجم المفهرس فی صورته الورقیة المعروفة، أما التعریفات الواردة فی المراجع الأجنبیة فهی تجمع بین کلا الصورتین الورقیة والإلکترونیة الحدیثة؛ فنجد سینکلیر Sinclair  یعرف المعجم المفهرس concordance بأنه:" وقوع الکلمات، کل فی سیاقها المختلف. وبصورة أبسط هو عبارة عن فهرس تفهرس فیه الکلمة ویعطی إشارة مرجعیة لمکان ورودها."([vi]) وتؤکد موسوعة اللغویات التطبیقیة أهمیة هذا التعریف " لأنه یذکرنا بأنه فی الأصل کان المعجم المفهرس فهرسًا یدویًا للصیغ المتعددة للفظ التی ترد فی نص أو مجموعة من النصوص، مع الإشارة إلى موقعها الدقیق. ونلاحظ الترکیز هنا على الصیغة لأنه فی مستوى محدد سیتطلب العثور على صیغة المفرد والجمع للفظ فی مدونة ما بحثًا منفصلًا... وفی التحلیل اللغوی الحاسوبی المعاصر، استمرت المعجمات المفهرسة فی کونها فهارس لوقوع الألفاظ، ولکن اتسعت أغراض صنعها، کما تنوعت مصادرها من النصوص."([vii])

وتعرف دائرة المعارف البریطانیة مصطلح concordance بأنه:" قائمة بالألفاظ الواردة فی عمل کتابی مع وجود إشارات مرجعیة لمواضع ورودها فی کل فقرة."([viii]) کما یُعرَف لفظ concordance بأنه:" "الکلمة المفتاحیة فی السیاق" KWIC، وهو قائمة بالوقوع الکامل (لعنصر البحث) للفظ محدد فی مدونة، تقدم ضمن السیاقات التی وردت فیها. عادة یصاحب اللفظ عدة کلمات على الیمین والیسار. وغالبًا ما یکون عنصر البحث کلمة مفردة، على الرغم من أن العدید من برامج الفهرسة تسمح للمستخدمین بالبحث عن عبارات کاملة، أو حروف بدیلة، أو لواصق. ویمکن أن ترتب هذه الفهارس هجائیًا إما على اللفظ عنصر البحث أو على کلمات على یمین أو یسار عنصر البحث؛ بهدف تیسیر ملاحظة الأنماط اللغویة کالمصاحبات اللفظیة التی تقدم الفهارس معلومات عنها... کما یظهر الفهرس الدلالات المتعددة والمجالات المختلفة التی یستخدم فیها اللفظ."([ix]) ویتفق هذا التعریف مع ما ورد فی مسرد اللغویات التطبیقیة:" المعجم المفهرس Concordance: نوع من المعجمات التی تقدم إشارة مرجعیة للألفاظ والعبارات الواردة فی نص ما، مثل المعجم المفهرس للکتاب المقدس. وفی العصر الحدیث أصبحت البرامج التی تصنع الفهارس الإلکترونیة متاحة. تستطیع هذه البرامج تحلیل أعداد کبیرة من النصوص التی یطلق علیها المدونة. وتستخدم النتائج عادة لإنتاج المعجمات."([x])

وتوجد عدة تطبیقات لاستخدام المعاجم المفهرسة إلکترونیًا:" کان أولها فی صناعة المعجمات ومثال ذلک معجم "Collins Cobuild" الذی استفادت مداخله من الأمثلة الواقعیة الواردة فی نصوصها. کذلک استخدمت هذ المعجمات فی مجال علم الأسلوب والبحث الأدبی، کما استخدمت فی مجال اللغویات... هذا بالإضافة إلى الاستفادة منها فی مجال تعلیم اللغات."([xi])

وإذا کان من الصعب تطبیق هذه الاستخدامات نفسها على المعجمات المفهرسة الورقیة، فإنه توجد بعض الاستخدامات الأخرى المهمة التی نستطیع تطبیقها على النوعین الإلکترونی والورقی کلیهما، منها:" معرفة: المعنى، بنیة الجملة، الاستخدام، المشتقات، المصاحبات اللفظیة، التعبیرات المأثورة."([xii])

ومن خلال التعریفات السابقة للمعجم المفهرس أو للفظ Concordance فی الإنجلیزیة، یمکن ملاحظة أن التعریف الإنجلیزی بعد استحداث الوسائل الإلکترونیة قد أضاف کثیرًا للمعنى؛ فقد رکز على أن أهم صورة یکون علیها الفهرس هی "الکلمة المفتاحیة فی السیاق" KWIC" وبالتالی تظهر أهمیة دراسة المعنى فی سیاقه. أما عند القدماء فلم یکن هذا هو الغرض من استخدام هذا النوع من المعجمات؛ إذ اقتصرت وظیفتها على إحالة القارئ لموضع ورود الکلمات فقط (فی القرآن أو الحدیث أو غیرهما). ومن هنا یمکن الإشارة إلى إمکانیة وجود قراءة أخرى للمعجمات المفهرسة التراثیة فی ضوء هذه الرؤیة الجدیدة التی توجه عنایتها إلى دراسة اللفظ فی سیاقاته المختلفة.

 

ویفترق الفهرس عن المعجم والمسرد من حیث الغرض من استخدام کل منهما؛ "إن مفاتیح الاستخدام اللفظی لمؤلف تأخذ شکلًا من ثلاثة: معجم، أو فهرس، أو مسرد. وعلى الرغم من إمکانیة وجود تنوعات أخرى، فإن عمل مسرد یقدم قائمة مرتبة هجائیًا لکل الکلمات المتضمنة فی عمل محدد أو لکاتب بعینه، مع وجود إشارة مرجعیة رقمیة لکل فقرة تقع فیها الکلمة. ویتحول المسرد إلى فهرس إذا أضیفت الاستشهادات للإشارات المرجعیة الرقمیة. فی حین أن المعجم المتخصص سوف یصنف المادة المجموعة لکل کلمة وفقًا للدلالة أو لمعاییر أخرى."([xiii]) وقد حصر المعجمیون أهم وظائف المعجم فیما یأتی:" ذکر المعنى، بیان النطق، تحدید الرسم الإملائی أو الهجاء، التأصیل الاشتقاقی، المعلومات الصرفیة والنحویة، معلومات الاستعمال، المعلومات الموسوعیة."([xiv]) أما الفهرس أو المعجم المفهرس فهو" یأتی بالکلمة ثم بکل الجمل التی وردت فیها الکلمة فی هذه النصوص، مع الإشارة إلى مواضع هذه الجمل فی النصوص بذکر الکتاب والصفحة والسطر. ولیس من شأن المعجم المفهرس أن یذکر دلالات المفردات، بل هدفه الحصر الشامل للجمل التی استخدمت فیها الکلمة، وهو بذلک أداة من أدوات البحث فی الدلالة."([xv])

 

أما عن أول استخدام لمصطلح المعجم المفهرس فی العربیة، فیقول الدکتور عبدالرحمن الجبلی:"  وظهر هذا المصطلح- فی العربیة- عنوانًا للفهرس الذی نظمه ورتبه الدکتور أ.ی. ونسنک وجماعة من المستشرقین لألفاظ الحدیث النبوی الشریف، ثم وضعه محمد فؤاد عبد الباقی عنوانًا لمعجمه الشهیر"([xvi]). أما فی الغرب:" فإن الفهارس المبکرة التی ترجع إلى القرن الثالث عشر کانت خاصة بالکتاب المقدس، وما زالت کلمة فهرس لدى الکثیرین تعنی فهرس خاص بالکتاب المقدس."([xvii])  والمعجم المفهرس للکتاب المقدس هو:" قوائم مرتبة ترتیبًا أبجدیًا للألفاظ والعبارات الواردة فی الکتاب المقدس. وهی تظهر مکان وقوع اللفظ عبر کتب الکتاب المقدس مع إشارات مرجعیة للآیات. فالمعجم المفهرس یسهل عملیة فهم معنى الألفاظ ومعرفة السیاقات التی ترد بها."([xviii]) ویوضح هذا التعریف أهمیة المعجم المفهرس فی إبراز المعنى من خلال السیاقات.

 

2- فهرسة الحدیث الشریف:

لم یکن السابقون فی حاجة لصنع هذا النوع من المعجمات للقرآن والحدیث؛ فقد کان الاهتمام موجهًا إلى المعجمات اللغویة لشرح معانیهما. ویفسر الدکتور عبد الرحمن الجبلی ذلک بقوله:" ولم تتجه جهودهم إلى صنع فهارس شاملة لکلمات القرآن الکریم لعدم مسیس الحاجة إلى ذلک؛ إذ لم یکن عزیزًا على الناشئة الاسترشاد إلى مواضع الآیات فی المصحف الشریف فضلاً عن العلماء والباحثین، فعامتهم من الحفظة لکتاب الله عز وجل. وفی العصر الحدیث تطورت الصناعة المعجمیة عالمیًا... وبرزت اتجاهات متعددة فی صنع المعجمات، کان من بینها " المعجمات المفهرسة"... فظهرت حاجة الباحثین إلیها من أبناء المسلمین وغیرهم. واتجه نفر من المستشرقین الذین لا یتبعون هذا الدین الحنیف إلى إحصاء ألفاظ القرآن والحدیث الشریف، ووضع فهارس شاملة للدلالة على مواضعها فی الآیات الکریمة والأحادیث الشریفة، مما ییسر على الباحث العثور على طلبته بأقصر وقت وأیسر مؤونة، فاضطلع المستشرق الألمانی (فلوجل) بوضع أول فهرس شامل للقرآن الکریم، أسماه: "نجوم الفرقان فی أطراف القرآن"."([xix]) واتجه فنسنک ومجموعة من المستشرقین لوضع معجم مفهرس للحدیث الشریف.

وطرق فهرسة الحدیث الشریف متعددة منها:" الفهرسة على الأبواب الفقهیة، الفهرسة على الرواة والشیوخ، الفهرسة على الألفاظ الغریبة الواردة فی الحدیث، الفهرسة على صفات معینة فی الحدیث، الفهرسة على موضوع الحدیث، الفهرسة على أوائل الألفاظ، الفهرسة على ألفاظ المعجم... وخیر کتاب فی الفهرسة على ألفاظ الحدیث؛ کتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث صنعه جماعة من کبار المستشرقین... وهو عمدة هذه الطریقة فی الفهرسة، ولعل من کتب على منواله کان غازلاً على غزل أولئک المستشرقین، غیر السید البیومی المصری فإنه صنع فهرسًا على معجم الألفاظ لسنن أبی داوود قبل أن ینزل کتاب المستشرقین إلى الأسواق بسنوات عشر کما بینت مقدمات العلماء الواردة فی الثناء على فهرس المنهل العذب المورود للبیومی. وللسید محمد فؤاد عبد الباقی فهرس لصحیح مسلم یعتمد الطریقة المذکورة."([xx])

 

ولم یکن المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی أول محاولة لفهرسة الحدیث؛ فقد سبقته بعض المحاولات، ولکنها لم تخرج بهذا الشکل النهائی الذی وضعه المستشرقون، یقول الأستاذ نزار عبدالقادر-الذی أرخ لمحاولات فهرسة الحدیث الشریف- عن تحقیق لأستاذه عبد الفتاح أبو غدة:" وکان العلامة المحدث ابن الأثیر مجد الدین أبو السعادات مبارک بن محمد الجزری ثم الموصلی، صاحب کتاب "النهایة فی غریب الحدیث والأثر" یتلمح صنع فهرس لکتابه الکبیر "جامع الأصول فی أحادیث الرسول" على غرار المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی المعروف الیوم. قال رحمه الله تعالى فی الباب الثانی من المقدمة للکتاب:" الفصل السادس فیما یستدل به على أحادیث مجهولة الموضع. لما استقر وضع الأحادیث فی الأبواب والکتب والحروف، تتبعتها فوجدت فیها أحادیث ینبو بها مکانها، وإن کان أولى بها من غیره من سائر الأمکنة... فاستقرأت تلک الأحادیث جمیعها، التی هی متزلزلة فی مکانها، أو مشتبهة على طالبها، وخرجت منها کلمات ومعانی، تعرف بها الأحادیث، وأفردت لها فی آخر الکتاب بابًا أثبت فیه تلک المعانی، مرتبة على حروف (أ ب ت ث) مسطورة فی هامش الکتاب، وبإزائها ذکر مواضعها من أبواب الکتاب."([xxi])

 

المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی لفنسنک وآخرین

یقول الدکتور أحمد الطیب فی ترجمته للمقدمات الفرنسیة الخاصة بالمعجم:" لقد نشأت فکرة المعجم- ونمت وترعرعت- فی أحضان الاستشراق الهولندی فی المقام الأول، وکان المستشرق الهولندی: أ ج. فنسنک هو أول من طرح هذه الفکرة ووضعها موضع التنفیذ حین عرض المشروع على الأکادیمیة الملکیة بأمستردام عام 1916م، وعلى الرغم من أن فنسنک- مؤسس المشروع- قد مات عام 1939م فإن مشروع المعجم لم یتوقف أو یتجمد بوفاة مؤسسه. بل ظلت الهیئات والأکادیمیة العلمیة فی أوروبا وأمریکا والیابان تتبنى المشروع، وتنفق علیه وتدفع به قدمًا إلى الأمام... أما ترتیب ظهور أجزاء المعجم ترتیبًا تاریخیًا فکان کالتالی: (الجزء الأول عام 1936م تحت إشراف: أ.ج. فنسنک([xxii])- الجزء الثانی عام 1943م بإشراف: ج.ب منسنج([xxiii])- الجزء الثالث عام 1955م بإشراف: و.ب دی هاس([xxiv])، و: ج.ب فان لون([xxv]) وبمساعدة الأستاذ: محمد فؤاد عبدالباقی([xxvi])- الجزء الرابع عام 1962م بإشراف: دی هاس، و: فان لون، و: ج بادی بروین([xxvii]) وبمساعدة الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقی- الجزء الخامس 1965م بإشراف بروجمان([xxviii])- الجزء السادس 1967م بإشراف بروجمان- الجزء السابع 1969م بإشراف بروجمان."([xxix]) وقد ورد ذکر أسماء بقیة المستشرقین المشارکین فی إعداد المعجم فی الجزء الأول منه، وهم ثمانیة وثلاثون مستشرقًا([xxx]).

وقد زعم بعض الباحثین(*) أن المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی کُتب بغیر العربیة ثم نقله الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقی إلى العربیة، وهذا الکلام غیر صحیح فقد کتب المعجم بالعربیة ابتداءً، یقول الدکتور أحمد الطیب:" ومما یلفت النظر أن المعجم کتب ابتداء باللغة العربیة بینما کتبت خمس مقدمات- باللغة الفرنسیة- للمجلدات: الأول- الثانی- الثالث- الرابع- السابع، وذلک بالإضافة إلى ثلاث قوائم- بالفرنسیة أیضًا- لتصویب الأخطاء التی وقعت فی الأجزاء: الأول- الثانی- الثالث، کما کتبت صحیفة- بالفرنسیة کذلک- تشتمل على نظام الاختصارات والإحالات وترتیب الأفعال والأسماء والمشتقات... ومن الغریب أن یقرر نجیب العقیقی فی کتابه "المستشرقون أن المعجم کتاب جلیل مصنف بالإنجلیزیة... وأکبر الظن أن الأمر قد التبس علیه... کما التبس علیه حین خلط مرة ثانیة بین مفتاح کنوز السنة، الذی ألفه فنسنک باللغة الإنجلیزیة عام 1927م ثم نقل إلى اللغة العربیة عام 1934م، وبین "المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی الشریف" الذی کتب باللغة العربیة منذ البدایة."([xxxi])

وفی ما یلی توضح الدراسة إجراءات الصناعة المعجمیة التی توافرت فی المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، وقد ذکر الدکتور أحمد مختار عمر أن هذه الضوابط عامة تتلخص فی ست نقاط هی:" خطوات تسبق بدء العمل مثل التصور المبدئی والتکلفة، ثم الخطوة الثانیة وهی جمع المادة وتحدید المصادر، ثم تأتی الخطوة الثالثة وهی اختیار الوحدات المعجمیة، ثم الخطوة الرابعة وهی تألیف المداخل، ثم الخطوة الخامسة وتتمثل فی ترتیب المداخل، وأخیرًا یأتی دور المقدمة والملاحق."([xxxii]) ویحصر الدکتور عز الدین البوشیخی هذه الضوابط فی خمس نقاط هی:" ضابط المادة المعجمیة، وضابط مصدر المادة المعجمیة، وضابط مدخل المادة المعجمیة، وضابط تعریف المادة المعجمیة، وضابط ترتیب المادة المعجمیة."([xxxiii]) وتتفاوت هذه العناصر من معجم لآخر؛ یقول الدکتور عز الدین البوشیخی:" کما تتکیف هذه الضوابط بحسب نوع المعجم. فالمدخل فی المعاجم اللغویة العامة غیره فی المعاجم المصطلحیة الخاصة. والتعریف فی المعاجم الأحادیة اللغة غیره فی المعاجم الثنائیة اللغة أو متعددتها. والمادة ومصادرها فی المعاجم اللغویة غیرهما فی المعاجم الموسوعیة، وهکذا فلیست کل الضوابط المذکورة أعلاه واردة بنفس الصورة فی کل المعاجم. ولیس کل معجم صالحًا لتحقیق أی هدف أو  لاستهداف أی جمهور."([xxxiv])

1- الإطار العام للمعجم:

یقع المعجم فی سبعة أجزاء من القطع الکبیر، یتناول الجزء الأول الحروف(أ:ح)، ویتناول الجزء الثانی المواد ( خبّ: سنر)، ویتناول الجزء الثالث المواد (سنم: طعم)، ویتناول الجزء الرابع المواد (طعن: غمر)، ویتناول الجزء الخامس المواد (غمز: کرم)، ویتناول الجزء السادس المواد (کرم: نکل)، ویتناول الجزء السابع المواد (نکل: یوم).

2- المادة المعجمیة ومصادرها:

یقسم الدکتور أحمد مختار عمر مصادر المعجم عامةً إلى ثلاثة أقسام:" المصادر الأولیة أو الأساسیة، وتشمل جمیع المادة الحیة المأخوذة من نصوص واقعیة، والمصادر الثانویة، وتشمل المعاجم السابقة، والمصادر الرافدة، وتشمل مجموعة من المراجع اللازمة للتوثیق وتحدید العبارات المسکوکة والمصطلحات السیاقیة واستکمال الثغرات."([xxxv]) أما المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث فیستمد مادته من تسعة من کتب السنة، هی: الکتب الستة (الصحیحان: البخاری ومسلم، والسنن الأربعة: أبو داود، والترمذی، والنسائی، وابن ماجة) بالإضافة إلى موطأ مالک، ومسند أحمد، ومسند الدارمی.  ولم یرد فی الأجزاء السبعة أو فی الفهارس والتصویبات ما یفید بأن أحدًا من مؤلفی المعجم قد رجع لأی مرجع آخر فی اللغة أو الحدیث أو غیرها. وبالتالی یمکن القول إن فنسنک وزملاءه اعتمدوا على نوع واحد فقط من المصادر، وهو المصادر الأساسیة.

أما عن طرق جمع المادة من هذه المصادر التسعة، فلا شک فی وجود بعض الاختلافات فیها؛ نظرًا لتعدد مؤلفی هذا العمل الضخم. وقد نص فنسنک على هذا فی المقدمة حیث قال:" وما إن بدأ الطبع فی المعجم حتى وجدتنی أمام مشکلة أطلت برأسها، ونحن ما نزال فی بدایة الطریق إزاء دراسة النصوص وتجریدها، هذه المشکلة هی: کیفیة تحدید عدد الکلمات الأصول التی تندرج تحتها النصوص، وقد کانت القاعدة التی اختارها الأعضاء فی هذا المجال هی: أن الکلمات ذوات المعنى العادی جدًا –هی فقط ما یتم استبعاده من مجال الکلمات الأصول. وغنی عن البیان أن نؤکد على أن هذه القاعدة لم یکن الالتزام بها على وتیرة واحدة (وبنفس النمط) عند جمیع الأعضاء، ذلک أن العنصر الشخصی- لدى کل عضو من الأعضاء- کان باستمرار عاملًا فعالًا فی إحداث التأثیرات المتباینة، وبالإضافة إلى ذلک فإن هذه التأثیرات کانت تبرز أیضًا فی التحریر النهائی لهذه النصوص.")[xxxvi](وبذلک یتضح أن مؤلفی المعجم قد رکزوا على الألفاظ ذات الأهمیة فقط، مستبعدین الألفاظ ذات المعنى العادی من وجهة نظرهم.  وحتى تتضح هذه العبارة نضع هنا حدیثًا ونعرض الألفاظ التی وقع اختیار مؤلفی المعجم علیها من الحدیث حتى یضمنوها معجمهم؛ "عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُؤْذِی امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِی الدُّنْیَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ: لَا تُؤْذِیهِ قَاتَلَکِ اللهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَکِ دَخِیلٌ یُوشِکُ أَنْ یُفَارِقَکِ إِلَیْنَا."([xxxvii]) فنجد أن المعجم قد استبعد الألفاظ: (لا، فی، إلا، قال، من، إنما، هو، عندک، أن، إلینا)، ومن هنا یمکن استنتاج أن الألفاظ ذات المعنى العادی تشمل الضمائر، وحروف الجر، والأفعال التی یکثر استخدامها فی سیاق الحدیث خاصة، لا سیما الفعل قال الذی یرد دائمًا على ألسنة الرواة.

کذلک یتضح الاختلاف بین المؤلفین فی مسألة جمع المادة من هذه الکتب التسعة فیما ذکره بروجمان فی المقدمة من أن فنسنک قد آثر استبعاد بعض الأحادیث:" ونتیجة لرغبة فنسنک فی تقدیم عمله للعلماء بأقصى سرعة ممکنة فإنه قد أهمل جانبًا ذکر الأحادیث المختلفة من حیث اللفظ المتفقة من حیث المعنى."([xxxviii]) ولکن منسنج تدارک هذا النقص فی الأجزاء التالیة واتبعه بقیة المؤلفین)[xxxix](.  

وتجدر الإشارة إلى أن المعجم لم یکتفِ بإیراد ألفاظ الحدیث النبوی فقط، بل امتد لیشمل بعض الألفاظ التی تضمنتها الکتب التسعة من شروح وغیرها، وقد عد البعض هذا مأخذًا على المعجم؛ حیث إن هذا یخالف ما جاء فی عنوانه من أنه معجم مفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ولیس لألفاظ کتب الحدیث النبوی. ودلیل ذلک وجود لفظ (الخوارج)([xl]) فی المعجم وقد أحال المؤلف إلى وجوده فی فهرست أسماء الأشخاص، ولم یرد تحته شیء من الأحادیث. ویعطی شاکر ذیب فیاض مثالًا آخر لذلک بقوله:" ومنه إیراده فی المعجم عند کلمة (ثوب) ]4، مج1،ص312[ المقطع (لم یحرم علیه شیء من الثیاب)، وهو قول للترمذی ] 12، مج3، ص252[."([xli])

وبذلک یتضح افتراق المعجم المفهرس عن المعجم اللغوی العادی فیما یخص المصادر فی أن المفهرس یعتمد على جمع المادة من المصدر موضوع المعجم فقط ولا یلتفت لأی مصدر آخر. أما الثانی، فیتناول مادته من المعجمات السابقة علیه، فضلًا عن مدونة حیة أو عینة مسحیة یستمد منها اللغة المتداولة فی الحیاة العامة.

3- اختیار مداخل المادة المعجمیة:

أ‌-     المداخل: صنف فنسنک وزملاؤه المداخل وفقًا للجذور؛ حیث رُدت الألفاظ لأصلها الثلاثی أو الرباعی. فمثلًا لفظ (إیثار) نجده تحت مادة (أ.ث.ر):" إیثار النبی أهل الصفة والأرامل"([xlii]). ونجد لفظ (بُحْبُحَة) تحت مادة (ب.ح.ب.ح):" فمن أراد منکم بُحْبُحَة الجنة"([xliii]). وتتمثل أهم فوائد هذا النوع من الترتیب فی:" تجمیع شمل العائلة اللفظیة فی مدخل واحد مما یجعل التعریفات أقصر وأیسر على الفهم."([xliv]) غیر أن بعض الباحثین أخذ على المعجم أنه أحیانًا یرد اللفظ إلى غیر جذره:" من ذلک إیراده کلمة "أرملة" ] 4، مج1، ص57[ فی باب أ.ر.م.ل. والصحیح فیها أنها من باب ر.م.ل ] 15/ مج11، ص296؛ 16، مج3، ص387[."([xlv])

ب‌- الألفاظ الأعجمیة: نجد أن المعجم یضعها بین الألفاظ العربیة وفقًا لترتیبها الألفبائی دون الإشارة إلى عجمة اللفظ؛ ومن ذلک إیراد اللفظ (أَنْجوج) تحت باب الألف:" ومجامرهم الأُلُوَّة الأنجوج ] وقرئ الألنجوج["([xlvi]) والأنجوج هو عود طیب الرائحة. ثم جاء باللفظ (إنجیل):" التوراة والإنجیل عند الیهود والنصارى فما ..."([xlvii]) ولم یشر لعجمة اللفظ واکتفى بوضعه وفقًا لترتیبه.

ج‌-  الکلمات الوظیفیة أو الکلمات فارغة الدلالة وهی:"الکلمات التی لا تشیر إلى شیء موجود بالخارج، مثل (لا)، و(لکن)، و(أو)، وحروف الجر، والربط، وکثیر من الأدوات. هذه الکلمات لها معنى یفهمه السامع والمتکلم، ولکن الشیء الذی تدل علیه لا یمکن التعرف علیه فی العالم المادی."([xlviii])، فلم یخصص لها مداخل، وإذا وُجدت فإنها تخرج عن کونها أدوات؛ ومثال ذلک وجود مدخل بالحرف (إلى) تحت باب الألف ولکن عندما نقرأ الاستشهاد:" إلى: على ناقة له... لا ضرْب ولا طرْد ولا إلیک إلیک"([xlix]) نجد أن الکلمة الوظیفیة هنا جاءت اسمًا للفعل بمعنى تنحَ عن الطریق ولیس حرف جر.

د‌-    التجمعات اللفظیة: لم یشر إلیها المعجم بصفة خاصة وإنما جاءت عرضًا فی مواضعها من الأحادیث. وقد تتبعت الدراسة ما یمکن استخراجه من تجمعات لفظیة فی باب الألف فتبین أنها کثیرة ومتنوعة ما بین مصاحبات لفظیة، وتعبیرات اصطلاحیة وسیاقیة؛ نذکرها مجمعة هنا لبیان کم الإفادة التی یمکن تحقیقها إذا طبقنا طرق الاستفادة من المعجمات المفهرسة الإلکترونیة على هذه المعجمات المفهرسة التراثیة. فمن المصاحبات:" أبَّر نخلًا- نتْف الإبط- قص الشارب- ریحًا طیبة- حلَّ دمه- تقبل صلاته- برئت منه الذمة- عتق عبد- تبغی ضالة- تمثل له شیطانان- طغیانًا وکفرًا- نفَّس کُربة- ود وإخاء- یقری ضیفه- کف/إماطة الأذى- أتى حدًا- مسنا الطیب- أقام الصلاة- آتى الزکاة- جوامع الخیر- یصل رحمه- السر والعلانیة- عاجل أو آجل- یعود مریضًا- أجل مسمى- الأولى والآخرة- لا یقدم ولا یؤخر- أدى الأمانة/ الفریضة/دیْنه- ظلمًا وجورًا"([l]). ومن التعبیرات:" طبت حیًا ومیتًا- لا أبًا لک- رغم أنف- تؤتی أکلها کل حین- ما لا عین رأت ولا أذن سمعت- الله ورسوله أعلم- أضعف الإیمان"([li]). فهذه التجمعات اللفظیة کلها جمعت من باب واحد فقط هو باب الألف.

4- ترتیب مداخل المادة المعجمیة وکتابتها:

هناک نوعان رئیسان للترتیب المعجمی:"1- الترتیب الخارجی للمداخل وهو عادة ما یسمى بالترکیب الأکبر The Macrostructure... وهذا النوع من الترتیب یعد شرطًا لوجود المعجم، وبدونه یفقد العمل قیمته المرجعیة... 2- الترتیب الداخلی للمداخل، وهو عادة ما یسمى بالترکیب الأصغر The Microstructure، ویعنى به ترتیب المعلومات فی المداخل."([lii])

ووفقًا لما سبق، رُتب المعجم المفهرس خارجیًا کما ذُکر سابقًا تبعًا للجذور، أما ترتیبه الداخلی، فقد رُتب المعجم ترتیبًا هجائیًا حسب الحروف الأوائل؛ ووُضعت المشتقات تحت موادها تلیها الاستشهادات. ولم تندرج فی المعجم مشتقات اللفظ جمیعها، بل التزم فیها ما ورد منها فی الکتب التسعة فقط. ونستعرض فیما یلی بعض المواد من المعجم حتى نتبین طریقته فی عرض المادة. جاء فی مادة (أ. ب. ط):" تأبّط

 فتأبطهما رسول الله... ثم جعل یصب... حل 5، 403.

یتأبطها یعنی تکون تحت إبطه یعنی نارًا... حل 3،4

فیخرج بها متأبطها... حا 3، 16

إبْطٌ ج آباط

إلا شیء یواریه إبط بلال ت قیامة 34، ق مقدمة 11

ما من عبد یرفع یدیه حتى یبدو إبطه ت دعوات 114

الفطرة... الختان... ونتف الإبط خ لباس 63، 64، استئذان 51، م طهارة 49، 50، 56، د طهارة 29، ترجل 16، ت أدب 14، ن طهارة 8، 9، 10، زینة 1، 55

... رفع یدیه حتى رأیت بیاض إبطیه... فمسحوا بأیدیهم کلها إلى المناکب والآباط... فرملوا بالبیت وجعلوا أردیتهم تحت آباطهم."([liii]) وهو ما ورد بالشکل التالی:

 

ویتضح من الصورة أن صفحات المعجم قد قُسِمَت نصفین طولیًا؛ فیبدأ المادة من الجزء الأیمن ثم یکمل فی الجزء الأیسر وهکذا إلى آخر الأجزاء. وفی آخر کل صفحة یضع مختصرات رموز الکتب التسعة  حتى یتبینها من یبحث فی المعجم؛ فنجد ( خ البخاری م یعنی مسلم بن الحجاج  د یعنی أبا داود  ت یعنی الترمذی  ن یعنی النسائی) ویکمل فی الصفحة التالیة: (ق یعنی ابن ماجة، دی یعنی الدارمی، ط یعنی الموطّأ، حل یعنی أحمد بن حنبل). ثم یکررها بالترتیب نفسه فی الصفحات کلها، دون مراعاة للزوم وجود مختصر الکتاب المستخدم فی المتن تحت هذه الصفحة، لعلمه بوجوده فی الصفحة التالیة، أو لظن المؤلف أن الباحث سیعتادها نظرًا لتکرارها فی الأجزاء کلها.

أ‌-     طریقة کتابة المواد: فی البدایة کتب الفعل "تأبط" فقط فی سطر خاص به بوصفه المدخل، ولم یمیزه طباعیًا بخط مختلف أو حبر ثقیل، ووضع بجانبه رمز النجمة وتشیر:" النجمة الواحدة * إلى أن بند هذه المادة یشیر إلى العدد الکلی للفقرات التی توجد فیها الکلمة موضع البحث."([liv]) ومن خلال البحث تبین أن المقصود بشمول بند المادة العدد الکلی للفقرات یقصد به: أن المدخل الذی وُضع فوقه رمز النجمة یشمل الاستشهادات التی ورد فیها لفظ المدخل کافة؛ فإذا بحثنا عن أی حدیث به لفظ دنیا یجب أن نجد استشهادًا له تحت المدخل (دنیا) طالما وجدنا فوقه هذه النجمة. وستناقش الدراسة مدى تحقق هذا الاستخدام عند الحدیث عن الرموز.

ب‌-مواضع ورود الاستشهادات: وضعها المعجم فی الأسطر التالیة، کل موضع فی سطر خاص وأمامه الإشارات المرجعیة الخاصة به؛ فمثلًا فی السطر الأول من المثال السابق نجد: (فتأبطهما رسول الله... ثم جعل یصب... حل 5، 403) فبدأ بالشاهد ثم وضع أمامه الاختصار الذی یشیر إلى أن هذا الجزء من الحدیث ورد عند أحمد بن حنبل الجزء الخامس صفحة 403. وهکذا فی بقیة المواضع مع الاختلاف فی ما بینها من حیث تعدد مواضع ورود بعضها.

ج‌-  الإشارات المرجعیة: وهو یذکر الاستشهادات دون أقواس، أو خط مختلف؛ فیکتفی بذکر الشاهد ویضع بجانبه الإشارات المرجعیة للفظ، التی قُسمت کالآتی:" الأسماء المذکورة بعد رموز المصنفات الحدیثیة، وقبل الأرقام هی أسماء الکتب فی داخل هذه المصنفات، وأما الأرقام التی بعدها فهی تمثل أرقام أبواب تلک الکتب فی کل من: صحیح البخاری، وسنن أبی داود، والترمذی، والنسائی، وابن ماجة، ومسند الدارمی. وأما فی صحیح مسلم، وموطأ مالک، فذلک یمثل رقم الحدیث، فی کل کتاب من تلک الکتب الموجودة فی صحیح مسلم وموطأ مالک. وأما مسند أحمد بن حنبل، فالرقم الأول بعد الرمز "حم" أو "حل" وهو من (1) إلى (6) یمثل رقم الجزء، وما بعده أرقام الصفحات التی یوجد فیها الحدیث من تلک الأجزاء."([lv]) وهو لیس استشهادًا بالمعنى الذی نجده فی المعجمات اللغویة، ولکنها مواضع ورود اللفظ فی کتب الأحادیث التسعة. وحتى تتضح هذه الرموز نضرب مثالًا من کل کتاب من الکتب التسعة:

1-  "ت أدب 15: الباب الخامس عشر من کتاب الأدب فی صحیح الترمذی.

2-  جه تجارات 31: الباب الحادی والثلاثون من کتاب التجارات فی سنن ابن ماجة.

3-  حم 4، 175: صفحة 175 من الجزء الرابع لمسند ابن حنبل.

4-  خ شرکة 3، 16: الباب الثالث والسادس عشر من کتاب الشرکة فی صحیح البخاری.

5-  د طهارة 72: الباب الثانی والسبعون من کتاب الطهارة فی سنن أبی داود.

6-  دی صلاة 79: الباب التاسع والسبعون من کتاب الصلاة فی مسند الدارمی.

7-  ط صفة النبی 3: الحدیث رقم 3 من صفة النبی فی موطأ مالک.

8-  م فضائل الصحابة 165: الحدیث رقم 165 من کتاب فضائل الصحابة فی صحیح مسلم.

9-  ن صیام 78: الباب الثامن والسبعون من کتاب الصیام فی سنن النسائی."([lvi])

ویلاحظ أن المؤلف یضع أحیانًا أبیاتًا من الشعر تحت المداخل وهی قطعًا لیست من الأحادیث ولکنها وردت فی کتبه؛ مثال ذلک ما ورد فی مادة إذْخِرٌ:" ووسادة حشوها إذخر: ن نکاح81، جه زهد 11، حم 1، 84، 63، 108.

ألا لیت شعری هل أبیتن لیلةً... بوادِ وحولی إذخر وجلیل ]طویل[ خ مدینة 12، مناقب الأنصار 46، مرضى 8، 23، ط مدینة 14، حم 6، 65، 82، 222، 340، 260."([lvii]) فنجده یذکر البیت ویحدد بحره. أو یذکر شطر فقط مثل:" مِنَ الشِبزَى تُزَیَّنُ بالسنام ]وافر[."([lviii])

د- الرموز: أما عن الرموز المستخدمة بجانب المداخل فهی أنواع منها النجمة (*) مثال ذلک([lix]):

 

ونلاحظ وجودها بعد اللفظ المدخل، وقد وُضعت ابتداءً لتشیر إلى أن بند المادة یشمل العدد الکلی للفقرات التی توجد فیها الکلمة، ولکن منسنج أدرک وجود اختلاف فی استعمالها وتدارک هذا بدایة من المجلد الثانی، یقول فی المقدمة:" أما العلامة (النجمة) التی کانت ترد فی المجلد الأول لتدل على أن بند المادة یشمل العدد الکلی للفقرات التی توجد فیها الکلمة موضع البحث، فإنها تختفی هنا، إذ بسبب اختلاف الآراء الشخصیة حول ضرورة تفضیل هذه الکلمة أو تلک، أو هذه الفقرة أو تلک، فإن قسم التحریر لم یستطع أن یعرف- على وجه التحدید- ما إذا کان بند الکلمة یحتوی على کل الفقرات أو ینقصه منها شیء. وإضافة إلى ما سبق، وبسبب الخلط فی الفهم فقد حدث أن استعملت هذه العلامة السابقة استعمالًا خاطئًا فی بعض الأحیان."([lx]) وبعد استقصاء الألفاظ التی وردت فی حدیث:" عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُؤْذِی امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِی الدُّنْیَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ: لَا تُؤْذِیهِ قَاتَلَکِ اللهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَکِ دَخِیلٌ یُوشِکُ أَنْ یُفَارِقَکِ إِلَیْنَا." تبین صدق ما یقصده منسنج فهذا الحدیث لم یرد له استشهاد تحت مادة (دنیا)، على الرغم من أن المدخل (دنیا) قد وضع فوقه رمز النجمة، مما یعنی أن المدخل دنیا لم یشمل استشهادات المادة کلها.

ونتج عن ذلک رمز جدید نجده بدایة من منتصف المجلد الثانی وهو المربع المظلل مثال ذلک([lxi]):

 

وذکر منسنج أن رمز المربع یشیر به إلى:" أن بند المادة لم یشتمل على کل أرقام الفقرات التی ترد فیها الکلمة المطلوبة، کما أشیر بها إلى أننی حین أهمل بعض الفقرات أو الإحالات فإنی أتعهد بإظهارها تحت کلمة أخرى من الکلمات الأصول."([lxii])

کذلک نجد رمز النجمتین ** مثال ذلک([lxiii]):

              

وهما یشیران إلى:" أن الکلمة موضع البحث یرد ذکرها أکثر من مرة فی الحدیث أو فی الباب أو فی الصفحة."([lxiv])کذلک نجد أنه یستخدم رمز القوسین [ ] لوضع الإحالات التی تشیر للمواضع الأخرى لورود اللفظ فیهما، وتختلف الإحالات من حیث طولها؛ فنجد إحالات کتبت فی أقل من سطر مثال ذلک([lxv]): ، ونجد فی لفظ الجلالة یحیل إلى أسماء الله الحسنى الواردة فی الأحادیث، وقد أخذت نصف صفحة، مثال ذلک([lxvi]):

 

وأحیانًا تشغل الإحالات صفحتین کما جاء فی المدخل (ید ج أیادٍ)([lxvii]).

ه- ترتیب کتابة الأفعال، وحتى تتضح نعرض المثال التالی: جاء فی مادة (ص.ب.ر):" فصبر علیهن فأطعمهن... إن شئت صبرت ولک الجنة... وإن شئتم صبرتم... ولا یصبر على أذاهم... اصبر أبا جندل... فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت... قد عهد إلی عهدًا فأنا صابر علیه... باب ما جاء فی کراهیة أکل المصبورة... ومن یتصبَّر یصبره الله... ارتقبهم واصطبر کما قیل لأصحاب الناقة... فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى."([lxviii])  فنجده فی صور الفعل یبدأ بالماضی: صَبَر، ثم الماضی مع اللواحق: صبرتم، ثم المضارع: یصبِر، ثم الأمر: اصبِر، ثم یذکر اسم الفاعل: صابِر، ثم اسم المفعول: مصبورة، ثم الأفعال المزیدة: یصبِّر- اصطبر، ثم المصدر: الصَبْر. وأحیانًا یتقدم المصدر فیکون بعد الأمر مباشرة.

 وبالنسبة للبناء للمعلوم أو للمجهول فإنه یقدم المعلوم کما فی المثال من مادة (أ.د.م):" أَدَمَ وآدَمَ: وعصرت أم سُلیم عُکةً لها فأدَمَتْهُ ] وقرئ فآدمته[ ... ما شبع من خبز بُرِ مأدوم...فإنه أحْرَى أن یؤدَم بینکما."([lxix]) فجاء المبنی للمجهول بعد الفعل المبنی للمعلوم واسم المفعول.

أما من حیث اللزوم والتعدی، فیوضح المثال الأسبق تقدیمه للفعل اللازم (فصبر علیهن) على المتعدی (یصبره الله). کذلک نجده یقدم المتعدی لفعل واحد على المتعدی لفعلین:" من منح منیحة... ألا منحها أحدکم أخاه... ألا رجل یمنح أهل بیت ناقةً."([lxx])

و- طریقته فی ترتیب الأسماء، من المعروف أن معظم المعجمات اللغویة تتخذ ترتیبًا معینًا للأسماء من حیث المعنى؛ فنجدهم یقدمون المعنى الحقیقی على المجازی. غیر أن هذا المنهج لم یُطبق فی المعجم المفهرس؛ فإذا تتبعنا المدخل (عین)([lxxi]) فی المعجم نجد أن الاستشهادات لا تراعی هذا الترتیب، مثال ذلک:

 

فبدأ الاستشهاد بعین الإنسان، ثم عین الماء، ثم المرض بالعین، ثم المعنى المجازی للفظ وهو الجاسوس، ثم عاد مرة أخرى إلى عین الماء، ثم عین الإنسان.

ونراه یبدأ بذکر المفرد فی المدخل بجانبه الجمع إذا ورد ضمن ألفاظ الحدیث مثل: إبط ج آباط، مضبوطًا بالشکل. کما أنه یقدم اللفظ المرفوع: یواریه إبط، یلیه المجرور: نتف الإبط، ثم المنصوب: حتى بلغ إبطه. وبعد ذلک یذکر مواضع ذکر اللفظ مجموعًا مرتبة الترتیب نفسه.

کذلک نراه یضع فی المدخل المذکر وبجانبه المؤنث إن کان مذکورًا ضمن المادة الحدیثیة:

" أحد م إحدى

فلا یذکر أحد أحدًا د سنة 25

... افترقت الیهود على إحدى أو ثنتین وسبعین د سنة 1."([lxxii])

وهو یضع حالة الاسم فی المدخل من حیث الإفراد والجمع ولیس التثنیة، فهی موجودة داخل المادة فقط؛ نجد فی مادة (أ.ذ.ن):" أُذُن ج آذانٌ: ما لا عین رأت ولا أذن سمعت... وقال الأذنان من الرأس"([lxxiii])

وهو فی المداخل لا یکتفی بذکر المفرد والجمع، والمذکر والمؤنث، بل یشیر للقراءات أیضًا:" أُتْرُجَّةٌ، أُتْرُنْجَةٌ، أُتْرُجٌّ، أُتْرُنْجٌ: کمثل الأُتْرُجَّة ] وقرئ الأُتْرُنْجَة[ ریحها طیب خ أطعمة 30، فضائل القرآن 17، 26"([lxxiv])  ویعد الاهتمام بالقراءات المختلفة لألفاظ الحدیث وتوثیقها شیئًا ذا أهمیة لغویة؛ ویوضح الدکتور أحمد مختار عمر أهمیة القراءات القرآنیة بقوله:" هناک غایات أخرى کثیرة تروى من أجلها کل القراءات، وتفهرس، وتشرح من مثل ما یأتی: 1- أن القراءات القرآنیة، وطرق التلاوة للنص القرآنی تعد المثال الحی الوحید لطرق نطق الفصحى قدیمًا وحدیثًا. وکثیرًا ما یحتاج اللغوی عند وصف صوت من الأصوات، أو ظاهرة صوتیة معینة الاستهداء بنطق المجیدین من قراء القرآن. أما باقی المصادر اللغویة فقد وردتنا مکتوبة لا منطوقة، وکثیرًا ما أوقعت طریقة الکتابة العربیة فی التصحیف والتحریف. 2- اشتمال القراءات القرآنیة على شواهد لغویة سکتت المعاجم عن ذکرها... 3- أنه یمکن اتخاذ القراءات القرآنیة مرتکزًا لتحقیق التیسیر، ودلیلًا لتصحیح کثیر من العبارات والاستعمالات الشائعة الآن، التی یتحرج المتشددون من استعمالها."([lxxv]) وعلى الرغم من ترکیز الحدیث هنا على القراءات القرآنیة فإن الحدیث نفسه ینسحب على قراءات الحدیث النبوی؛ فهی واردة عن النبی- صلى الله علیه وسلم- أو عن أصحابه رضی الله عنهم، مما یجعلها تدخل فی إطار الاستشهاد اللغوی.

وبالتالی تفاوتت المداخل اللغویة من حیث الطول والقصر؛ فمنها ما یتجاوز الصفحات ومنها ما لا یتعدى بعض السطور؛ فنجد مادة (إبرة) ترد فی سطر واحد:" فغمس فیه إبرة ت قیامة 48، ق زهد 30، حل 5، 154، 177."([lxxvi]) فی حین نجد مادة (أثم) ترد فی ست صفحات (16: 21)."([lxxvii])

5-  طرق تعریف المادة المعجمیة: وقد قسمها الدکتور أحمد مختار عمر إلى مجموعتین، تشتمل کل منها على عدة طرق:" "مجموعة الطرق الأساسیة، وتتضمن: الشرح بالتعریف: ویکون بإعادة التعبیر عن المعنى بألفاظ أخرى، الشرح بتحدید المکونات الدلالیة: وتقوم على تحلیل المحتوى الدلالی للکلمة إلى عدد من العناصر أو الملامح التمییزیة، التی من المفترض ألا تتجمع فی کلمة أخرى سوى الکلمة المشروحة، الشرح بذکر سیاقات الکلمة، الشرح بذکر المرادف أو المضاد، ثانیًا: مجموعة الطرق المساعدة، وتتضمن: استخدام الأمثلة التوضیحیة، استخدام التعریف الاشتمالی: ویعنی تعریف الشیء بذکر أفراده، اللجوء إلى الشرح التمثیلی أو التعریف الظاهری: ویکون بإعطاء مثالًا أو أکثر من العالم الخارجی، استخدام الصور والرسوم."([lxxviii])

أما عن مسألة شرح المعنى فی المعجم المفهرس، فقد ورد سابقًا- عند اللغویین وصناع المعجمات- أن شرح المعنى لیس من وظائف المعجم المفهرس، ولکن یلاحظ هنا أنه بالإضافة إلى أن المعنى یتضح من خلال سیاقاته المتعددة التی تتمثل فی الاستشهادات، أحیانًا نجد أن بعض هذه الاستشهادات تحوی شرحًا للمعنى؛ کما ورد فی مادة (أ. د. ب):"  مَأْدُبَةٌ

إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه... دی فضائل القرآن 1

والمأدبة الجَنَّة دی مقدمة 2."([lxxix]) ، ومادة (أ.ب.ط):" یتأبطها یعنی تکون تحت إبطه یعنی نارًا... حل 3،4".([lxxx]) ومادة (ن م م):" نمَّام: لا یدخل الجنة ]قتات یعنی[ نمَّام"([lxxxi]) ولکن ذلک لا ینسحب على الألفاظ کلها؛ حیث توجد ألفاظ لا یندرج فیها سوى سیاق واحد وأحیانًا لا یبین عن المعنى.

وفیما یلی مثال على إمکانیة تبین معنى اللفظ واستخدامه من خلال سیاقاته المتعددة، جاء فی مادة (آیة):" ما فی القرآن آیة أشد علی من ... آیة المنافق ثلاث... إذا رأیتم آیة فاسجدوا فأی آیة أعظم من."([lxxxii]) فیلاحظ هنا أن لفظ آیة الأول یعنی الآیة من سور القرآن، وأن لفظ آیة الثانی یعنی علامة، وأن لفظ آیة الثالث یعنی معجزة. وهذا ما یُقصد به فی الفهرسة الحدیثة (Concordance) (KWIC) : Key Word In Context أی الکلمة المفتاحیة فی سیاقها.

 

6-  المقدمة والملاحق:

أشارت الدراسة سابقًا إلى أن المعجم له خمس مقدمات بالفرنسیة للأجزاء الأول (فنسنک 1936) والثانی (منسنج 1943) والثالث (بیرج 1955) والرابع (بروجمان 1962) والسابع (بروجمان)، بالإضافة إلى ثلاث قوائم لتصویب الأخطاء التی وقعت فی الأجزاء: الأول والثانی والثالث (وقام بها فان أرندوک، دورنج، محمد فؤاد عبد الباقی، فوک، کیرنکامب، کراتشوفسکی، کرینکو، زکی باشا). کما کتبت صحیفة بالفرنسیة کذلک تشتمل على نظام الاختصارات والإحالات وترتیب الأفعال والأسماء والمشتقات وبعض الملاحظات.

فنجد بنهایة الجزء الأول مثلًا: صفحة بالفرنسیة للاختصارات وطریقة ترتیب الألفاظ، تلیها صفحة بها قائمة باللجنة الاستشاریة والمساهمین، تلیها صفحة المقدمة بتوقیع فنسنک، تلیها صفحة الغلاف باللغة الفرنسیة ثم صفحة الغلاف باللغة العربیة ثم فهارس الکتب الحدیثیة (فی الجزء الأول فقط) ثم صفحة للتصویبات باللغتین الفرنسیة والعربیة. وهکذا فی الأجزاء الأخرى. وأضاف فی نهایة الجزء السابع بعض التنبیهات التی تخص التفاوت فی بعض أرقام الأحادیث، کما أضاف نبذة عن نظام ترتیب المواد فی المعجم، ودلیلًا للمراجعة یوضح فیه طریقة قراءة الإشارات المرجعیة الخاصة بکل استشهاد.

ففی مقدمة الجزء الأول لفنسنک نجده "یشکر الهیئات المساهمة فی صناعة المعجم، ثم یتحدث عن بعض المآخذ التی وُجهت إلیه أولها: عدم نشر سلسلة النصوص التی اعتمد علیها قبل البدء فی العمل، ویرد بأن الوقت لم یکن کافیًا. وثانیها: یتمثل فی الرموز التی تدل على أرقام الأحادیث وعلى الأبواب والصفحات، ویرد بأنه حاول تقلیل هذه الأخطاء بمراجعة الفقرات التی تشیر إلیها الرموز. وثالثها: کیفیة تحدید عدد الکلمات الأصول التی تندرج فیها النصوص، وأشار إلى اتفاق الأعضاء على أن تکون الکلمات ذات المعنى العادی جدًا هی فقط ما یستبعد من مجال الکلمات الأصول. ورابعها: أنه اضطر للقیام بعملیة اختصار کبیرة؛ حتى لا یتجاوز حدود المساعدات المالیة ولا یربک مستعمل المعجم."([lxxxiii]) وفی مقدمة الجزء الثانی "یوضح منسنج أن مسئولیة تصحیح فقرات المعجم ومراجعه وقعت على عاتقه."([lxxxiv]) وفی مقدمة الجزء السابع، نجد بروجمان" یعلن اکتمال المعجم بعد أکثر من خمسین عامًا من مبادرة فنسنک، ویشیر إلى أنه یعد الوسیلة الوحیدة التی تقدم خدمات مفیدة للمستعربین والإسلامیین المهتمین بالحدیث النبوی."([lxxxv])

أما عن ملاحق الإضافات وتصویب الأخطاء، فنجدها فی النص الوارد بالمعجم قبل الترجمة بهذا الشکل([lxxxvi]):

 

فالبنسبة للإضافات، یحدد الصفحة (p.67) ثم یکتب لفظ (أضف) ثم یکتب اللفظ المراد إضافته (أفیق) وبجانبه مواضع وروده وهکذا. أما عن التصویب، فیضع اللفظ أو الموضع الخاطئ (حم2) ثم یکتب (بدلًا من) ویضع اللفظ الخاطئ (حم).

وعندما تُرجمت أصبحت بهذا التفصیل الذی یوضحه الشکل([lxxxvii]) التالی:

 

فیذکر الخطأ وموضع وروده بالصحیفة ثم التصویب.

وقد أرفق مؤلفو المعجم بالجزء السابع تنبیهات ودلیلًا للمراجعة؛ فالبنسبة للتنبیهات نجدهم یشیرون إلى أنه:"لم یؤخذ من صحیح مسلم ما کان إسنادًا فقط، ولم یؤخذ من الموطأ سوى الحدیث وحده، دون ما ذهب إلیه مالک وغیره من أهل الأثر والفقه."([lxxxviii]) ولیس فی ذلک ما ینفی وجود ألفاظ لیست من الحدیث النبوی فی المعجم؛ نظرًا لاشتماله على ألفاظ من أقوال الترمذی وغیره کما أوضحت الدراسة سابقًا.

ثم وضعوا ملخصًا فی سطور لنظام ترتیب المعجم جاء فیه:" أ- الأفعال: الماضی، المضارع، الأمر، (اسم الفاعل)، اسم المفعول، وتذکر الصیغ التالیة لکل ضمیر: 1- صیغ الأفعال المبنیة للمعلوم دون لواحق. 2- صیغ الأفعال المبنیة للمعلوم مع اللواحق. 3- صیغ الأفعال المبنیة للمجهول (دون لواحق، ثم مع اللواحق). یذکر المجرد أولًا ثم بعد ذلک المزید، بالترتیب المتداول عند الصرفیین). ب- أسماء المعانی: 1- الاسم المرفوع المنون. 2- الاسم المرفوع دون تنوین (ودون لواحق). 3- الاسم المرفوع مع لاحقة. 4- الاسم المجرور بالإضافة، منونًا. 5- الاسم المجرور بالإضافة، دون تنوین (ودون لواحق). 6-الاسم المجرور بالإضافة، مع لاحقة. 7- الاسم المجرور بحرف الجر. 8-الاسم المنصوب المنون. 9-الاسم المنصوب دون تنوین (ودون لواحق). 10- الاسم المنصوب مع لاحقة. (ثم یذکر المثنى، کذلک. ثم الجمع، کذلک).

ج- المشتقات: 1- (المشتقات) دون إضافة الحروف الساکنة. 2- (المشتقات) بإضافة الحروف الساکنة."([lxxxix]) وقد ذکرت الدراسة ذلک مفصلًا بالأمثلة فی موضعه منها.

 

مدى إفادة معجماتنا المعاصرة من منهج المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی:

یمکن لمعجماتنا المعاصرة الاستفادة من المعجم المفهرس للحدیث النبوی؛ فقد تبین بالدراسة مدى الاستفادة اللغویة التی یمکن تحقیقها إذا طُبِقت طرق الفهرسة الإلکترونیة على المعجمات المفهرسة التراثیة- التی کان لها سبق استخدام منهج تعریف الکلمة من خلال سیاقها (KWIC)- من حیث سهولة استخراج التجمعات اللفظیة، وملاحظة الاستخدام اللغوی للکلمة فی سیاقها مما یغنی عن شرح المعنى فی کثیر من الأوقات. ولکی تزداد هذه النقطة وضوحًا تعقد الدراسة مقارنة بین مادتین، إحداهما من معجم تراثی مفهرس "المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی"، والأخرى من فهرس إلکترونی معاصر "the.sketchengine.co.uk"([xc])؛ حتى تتبین أهمیة المعجمات المفهرسة قدیمًا وحدیثًا فی إیضاح معنى اللفظ فی سیاقه. وقد وقع اختیاری على هذا الفهرس الإلکترونی خاصة؛ لأنه یتیح استخدام اللغة العربیة، فقد کان من الممکن أن أطبق المقارنة على  Concordance خاص بالکتاب المقدس حتى تکون محدودة فی مجال خاص فی کلا الطرفین، ولکنه یتیح استخدام اللغات الإنجلیزیة والعبریة والیونانیة فقط.

أولًا: مادة (ح.ب.س) فی المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی:

یمکن حصر المعانی التی یحملها الفعل حَبَس فی المعجم فی الشواهد التالیة:" إن الله حبس عن مکة الفیل أو القتل... فأخذه أبوه فقیده وحبسه... حبست نفسها على أیتامها... إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها... وأن تُحبس لحوم الأضاحی بعد ثلاث... احتبس جبریل على النبی.")[xci](وجاءت معانی المادة فی السیاقات السابقة کالتالی: منع- سجن- کرست نفسها- وقفتها (جعلها وقفًا لله)- أمسک/ادخر- أبطأ/تأخر.

أما عن مصاحبات اللفظ فنجد: حبس القَطْر- حبس نفسه- حبس الزکاة.

ثانیًا: مادة (ح.ب.س) فی الفهرس الإلکترونی the.sketchengine.co.uk: وأضع هنا صورًا للإمکانات التی یتیحها البحث عن اللفظ:

- Concordanc: اللفظ فی سیاقاته:

 

ویلاحظ أن اللفظ یرد فی سیاقاته، بالإضافة إلى أنه یتیح إمکانیة الرجوع للنص الأصلی، کما یلاحظ حجم المادة من مجموع الصفحات المثبتة أسفل الصفحة. وجاءت معانی اللفظ فی السیاقات السابقة کالتالی: سجن- حَبْس الأنفاس، أی قطعها من الخوف (مجازی)- منع- کرس نفسه.

-       إمکانیة استخراج مصاحبات الکلمة:

 

ومن المصاحبات: حَبْس المتهمین- حَبْس على ذمة- حَبْس احتیاطی- تجدید حَبْس- حَبْس انفرادی- حَبْس أنفاس- حَبْس دموع- حَبْس المطر- حَبْس النفس.

-       إمکانیة إیجاد مکنز للفظ یحوی کلمات تنتمی للحقل نفسه:

 

فنجد الألفاظ: اتهام، إحالة، احتجاز، اختطاف، إدانة، استجواب، استدعاء، إصابة، اعتقال، إعدام، اغتیال، الإفراج، براءة، تعذیب، تغریم، توقیف، السجن، طرد، عزل، عقوبة، القبض، المتهمین، محاکمة، معاقبة، مقتل، منع. وهو مما یصعب استخراجه فی المعجم المفهرس التراثی یدویًا.

خاتمة الدراسة: بعد العرض السابق لخطوات الصناعة فی المعجم المفهرس للحدیث النبوی یتبین:

1-  کم الجهد الذی بُذل لإخراج هذا العمل الضخم؛ فبالإضافة إلى فائدته على المستوى الدینی، ضم المعجم مادة لغویة هائلة یصلح معظمها- ما لم یخرج عن الحدیث النبوی- للاستشهاد اللغوی.

2-  على الرغم من أن هذه المعجمات تعد نمطًا خاصًا من أنماط التألیف المعجمی الذی یختلف عن سائر المعجمات اللغویة، فإنها تضع الألفاظ فی سیاقاتها الفعلیة التی توضح معناها.

3-  أنه کانت هناک محاولات عربیة لفهرسة الحدیث النبوی بالطریقة نفسها التی استخدمها المستشرقون، بل سابقة لها، ولکنها لم توثق أو بالأحرى لم یصل إلینا منها شیء.

4-  أن اللبس الذی کان راسخًا لدى البعض من أن المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی کتب بغیر العربیة ثم ترجمه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقی لم یکن له أساس من الصحة؛ فالمعجم کتب ابتداءً بالعربیة، لکن المقدمات هی التی کتبت بالفرنسیة.

5-  خضوع المعجم لضوابط الصناعة المعجمیة، وهو أمر ذو أهمیة؛ یقول الدکتور عز الدین البوشیخی:" ولیست هذه الضوابط هدفًا فی حد ذاته، ولکنها ضروریة لأنها تحصن العمل المعجمی من الفوضى والعبث، وتمنحه قیمة علمیة معتبرة بین أهل العلم وأتباعه، وتجعل المستعمل مطمئنًا إلى الأخذ عنه والاستفادة منه."([xcii]) وتشکل هذه النقطة أهمیة کبیرة بالنسبة لهذا المعجم خاصة؛ نظرًا للادعاءات التی شککت فی النیة التی دفعت صانعیه لتألیفه.

6-  وجود عدة اختلافات بین خطوات صناعة المعجمات اللغویة والمعجمات المفهرسة؛ من حیث طرق معالجة المادة فیما یخص شرح المعنى إن وُجد، وطرق الاستشهاد وغیرها. وإن کانت تجربة الباحثة تدعوها لاقتراح إضافة شرح للألفاظ الغریبة التی لا تستوفى حقها من الاستشهاد الذی یوضح معناها فی أی معجمات مفهرسة قادمة.

7-  أن المعجم المفهرس یفترق عن المعجم اللغوی فیما یخص مصادر جمع کل منها؛ فالأول یعتمد على جمع المادة من المصدر موضوع المعجم فقط ولا یلتفت لأی مصدر آخر. أما الثانی، فیتناول مادته من المعجمات السابقة علیه بالإضافة إلى مدونة حیة أو عینة مسحیة یستمد منها اللغة المتداولة فی الحیاة العامة.

8-  افتراق المعجم المفهرس عن المعجم اللغوی فیما یخص المداخل؛ فقد اشتمل المدخل فی المعجم المفهرس على الجذر ثم الاستشهادات ثم الإشارات المرجعیة لربط الاستشهادات بمصدرها من کتب الحدیث، بالإضافة إلى معلومات تتغیر بتغیر الجذر أو الاستشهاد مثل القراءات إن وُجدت، أو حالة الاسم من الإفراد والجمع أو التذکیر والتأنیث. خلافًا للمعجم اللغوی الذی یشمل معلومات أکثر من ذلک.

9-  أن اهتمام المعجم المفهرس بالقراءات القرآنیة یُعدُّ إضافة للمعجم اللغوی؛ فقراءات الحدیث النبوی واردة عن النبی صلى الله علیه وسلم أو عن أصحابه رضی الله عنهم، مما یجعلها تدخل فی إطار الاستشهاد اللغوی.

10-  خلا المعجم من الکلمات الوظیفیة بوصفها مداخل، فلم ترد إلا فی سیاق الاستشهادات، کذلک لم یهتم مؤلفو المعجم بالإشارة إلى الألفاظ الأعجمیة أو تأصیلها، بل وردت فی المداخل وفقًا لترتیبها الألفبائی.

11-  لم یضع مؤلفو المعجم فهرسًا بالجذور المتضمنة فی المعجم؛ حیث إن المعجم لا یضم ألفاظ اللغة کافة، وإنما ما ورد منها فی الکتب المذکورة فقط، فکان من الأولى إرفاق هذا الفهرس بالمعجم تیسیرًا على الباحثین.

12-  مدى الاستفادة التی تحققت للمعجمات المفهرسة الحدیثة من المنهج الذی وضع أساسه المعجم المفهرس التراثی الذی یعد لبنة لفکرة الفهرسة الإلکترونیة Concordancing التی ظهرت فیما بعد على ید علماء الغرب وطُبقت على الکتاب المقدس. کما بینت الدراسة الإضافة التی تحققت فی العصر الحدیث لإمکانات الفهرس الإلکترونی؛ من حیث سهولة استخراج التجمعات اللفظیة، وملاحظة الاستخدام اللغوی للکلمة فی سیاقها مما یغنی عن شرح المعنى فی کثیر من الأوقات، وإمکانیة إیجاد مکنز للفظ یحوی کلمات تنتمی للحقل نفسه.



([i])  د. شوقی ضیف: المعجمات العامة والخاصة، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، جـ98.

([ii])  د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، عالم الکتب، القاهرة،ط2، 2009، 35: 62.

([iii])  ابن منظور: لسان العرب، دار المعارف، القاهرة، مادة: ف هـ ر س.

([iv])  د. محمود فهمی حجازی: الاتجاهات الحدیثة فی صناعة المعجمات، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، ج40، 1977، ص99.

([v])  نزار عبد القادر محمد ریان: فهرسة الحدیث الشریف أصولها وأنواعها، مجلة جامعة القرآن الکریم والعلوم الإسلامیة، السودان، العدد4، 1998، ص227.

([vi]) Sinclair, J.M: Corpus, concordance, collocation.: Oxford University Press, 1991, p. 32.

([vii]) Christopher Tribble, Concordancing, What Is a Concordance?, The Encyclopedia of Applied Linguistics, Blackwell Publishing Ltd. 2013, p1.

([viii]) https://www.britannica.com/ Dictionary.

([ix]) Paul Baker, Andrew Hardie and Tony McEnery: A Glossary of corpus linguistics, Edinburgh University Press, 2006, P.42, 43.

([x]) Alan Davies: A glossary of applied linguistics, Lawrence Erlbaum associates publishers, London, 2005, P. 27.

([xi]) John Flowerdew: Concordancing in Language Learning, The Power of call: Athelstan Publications, 1996, p.87.

([xii]) John Flowerdew: Concordancing in Language Learning, p.97.

([xiii]) Roy Wisbey: Concordance Making by Electronic Computer: Some Experiences with the "Wiener Genesis, Modern Humanities Research Association, Vol. 57, No. 2 (Apr., 1962), p.161.

([xiv]) د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، عالم الکتب، القاهرة،ط2، 2009، ص115.

([xv])  د. محمود فهمی حجازی: الاتجاهات الحدیثة فی صناعة المعجمات، ص99.

([xvi])  د. عبد الرحمن بن محمد الجبلی: المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الکریم، کتاب ندوة عنایة المملکة العربیة السعودیة بالقرآن الکریم وعلومه، مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف،ط1، 1421هـ، ص264.

([xvii]) Roy Wisbey: Concordance Making by Electronic Computer: Some Experiences with the "Wiener Genesis, p.161.

([xix])  د. عبد الرحمن بن محمد الجبلی: المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الکریم، ص 287، 288.

([xx])  نزار عبد القادر محمد ریان: فهرسة الحدیث الشریف أصولها وأنواعها، مجلة جامعة القرآن الکریم والعلوم الإسلامیة، السودان، العدد4، 1998، ص234،233.

([xxi])  المرجع السابق: ص245: 251 بتصرف .

([xxii])  فنسنکWensinck, A. J. (Arent Jan): (1882- 1939م): مستشرق هولندی مشهور، کان تلمیذًا لهوتسما ودی خویه وسنوک هورجرونیه وزاخاو. حصل على الدکتوراه من جامعة لیدن عام 1908م، وکانت رسالته بعنوان: "موقف الرسول (ص) من یهود المدینة، وقد شغل منصب أستاذ کرسی اللغة العبریة بجامعة لیدن فی الفترة 1908- 1927، ثم شغل منصب أستاذ کرسی اللغة العربیة بالجامعة نفسها ابتداء من 1927 وظل به حتى مات عام 1939، زار مصر وسوریا ولبنان عام 1930، ثم زار مصر مرة ثانیة عام 1938، وهو صاحب کتاب: مفتاح کنوز السنة مرتبًا على الحروف الأبجدیة (لیدن 1927) الذی ترجمه إلى العربیة المرحوم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقی. رُشّح فنسنک لعضویة مجمع اللغة العربیة فی مصر، ولکن نظرًا لاتهامه من قبل البعض بتعصبه ضدّ الإسلام تعرّض لهجوم من قبل الدکتور حسین الهواری مصنف کتاب "المستشرقون والإسلام" الذی صدر سنة 1936م مما أحدث أزمة معه، کانت نتیجتها أن رفضت عضویة فنسنک فی المجمع، وکان السبب فی هذا الهجوم قیامه بنشر آرائه فی القرآن والرسول صلى الله علیه وسلم، مدّعیًا أنّ النبی علیه الصلاة والسلام ألّف القرآن تلخیصًا للکتب الدینیّة والفلسفیّة التی سبقته. ومن آثاره: محمد والیهود (الإسلام 1911)، والإسرائیلیات فی الإسلام ( الإسلام 1913)، وکان وثیق الصلة بدائرة المعارف الإسلامیة- فی البدایة محررًا، ومشارکًا فی النشر فیما بعد". انظر: د. عبدالرحمن بدوی: موسوعة المستشرقین، دار العلم للملایین، بیروت، ط3، 1993، ص417، ود. عبدالعزیز شاکر حمدان الکبیسی: جهود المستشرقین الهولندیین فی فهرسة موضوعات السیرة النبویة: کتاب مفتاح کنوز السنة أنموذجا، بحث مقدم إلى الندوة الدولیة حول السیرة النبویة فی الکتابات الهولندیة المنعقدة فی رحاب جامعة سیدی محمد بن عبدالله، کلیة الآداب والعلوم الانسانیة – فاس، أبریل 2011، ونجیب العقیقی: المستشرقون، دار المعارف، القاهرة، جـ2، ص667، 668، ویوهان فیک: الدراسات العربیة فی أوروبا حتى مطلع القرن العشرین، ترجمة: د. سعید بحیری، د. محسن الدمرداش، مکتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2006، ص506.

([xxiii])  منسنج Mensing, I.P.M. (1901- 1951): مستشرق هولندی، "ولد فی أمستردام، ودرس العربیة وتخرج على ید سنوک- هرجرونجه، وفنسنک فی لیدن، ونال الدکتوراه برسالة عن الحدود فی المذهب الحنبلی. وعین أستاذًا للعربیة الحدیثة فی لیدن (1938)  فألقى أولى محاضراته باللغة العربیة. ثم فی أوترخت (1947). من آثاره: الحدود فی المذهب الحنبلی (لیدن 1936) والمجمع الملکی اللغوی (لیدن 1938)، والملزمة السادسة عشرة من مجموعة الحدیث (لیدن 1946) وکان بعد وفاة فنسنک، قد تابع نشر المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث ومات قبل إتمامه فنهض به نفر من الأعلام المستشرقین." انظر: نجیب العقیقی: المستشرقون، جـ2، ص670.

 

([xxiv])  و.ب دی هاس Haas, Willem Pieter de: من آثاره:" کتاب الطیف الدلالی للرطوبة فی اللغة العربیة، مع بعض المقارنات فی اللغة الإندونیسیة (1900)، والمشارکة فی المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی". انظر: http://worldcat.org/identities/lccn-nr90012199/

([xxv])  فان لوون Loon, J.B.Van: مستشرق هولندی، "من آثاره: اشترک فی وضع المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث (لیدن 1936- 1955) ونشر تاریخ الشیخ عویس (لیدن 1954). انظر: نجیب العقیقی: المستشرقون، جـ2، ص 676.

([xxvi])  محمد فؤاد عبد الباقی (1882- 1968): "عالم بتنسیق الأحادیث النبویة ووضع الفهارس لها ولآیات القرآن الکریم. مصری، عمل مترجمًا عن الفرنسیة فی البنک الزراعی (1905- 1933) وانقطع إلى التألیف... ترجم مفتاح کنوز السنة عن الإنکلیزیة فی خلال درسه لها، وتفصیل آیات القرآن الحکیم عن الفرنسیة، وصنف تیسیر المنفعة بکتابی مفتاح کنوز السنة، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، واللؤلؤ والمرجان فیما اتفق علیه الشیخان البخاری ومسلم ثلاثة أجزاء، ومعجم غریب القرآن...". انظر: خیر الدین الزرکلی: الأعلام، دار العلم للملایین، لبنان، ط15، 2002، ج6، ص333.

([xxvii])  ج بادی بروین De Bruyn, J. T. P.: ولم یُذکر له غیر "مشارکته فی المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی". انظر: http://worldcat.org/identities/lccn-n50002481/.

([xxviii])  بروجمان J. Brugman: "أستاذ اللغة العربیة بجامعة لیدن، وعمل بسفارة هولندا فی مصر (1948- 1953)، حصل على الدکتوراه فی موضوع "تطبیق الشریعة الإسلامیة فی مصر" کان یتحدث اللغة العربیة بطلاقة". انظر: نجیب العقیقی: المستشرقون، جـ2، ص333. 

([xxix])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مجلة مرکز بحوث السنة والسیرة، قطر، ع1، 1984، ص251، 252.

([xxx]) Arendonk, C. Van- Bell, R.- Berg, C. C- Berg, E. J. Van Den- Bjorkman,W.- Robertson Buchanan,J.- Buchner, V.F.- Cense,A.A.- Chisholm, R. F.- Fokker, A.A.- Fuchs, H.- Fuck, J.- Gobee, E.- Guillaume, A.- Heffening, W.- Henning, W.- Hidayat Hosain, M.- Horovitz, J.- Joel, B.- Keren, W.- Kersten, A.- Kindermannm H.- Krenkow, F.- Mansur, A.- Mensing, J. P. M.- Paret, R.- Pedersen, Johs.- Richter, A.- Schaade, A.- Siddiqi, A.- Swellengrebel, J. L.- Taoutel, F.- Tritton, A. S.- Vacca-De Bosis, Virginia- Voorhoeve, P.- Weisweiler, M.- Winkler, H. A.- Wijngaarden, W. D. Van. (انظر ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ1، ص548)

(*) عبدالله علی الفضلی: القوامیس والمعاجم اللغویة فی الفکر العربی الإسلامی دراسة فی النشأة والتطور، مجلة جذور، جدة، ج27، المجلد 11، ینایر 2009، ص274. و د. عبدالعزیز شاکر حمدان الکبیسی: جهود المستشرقین الهولندیین فی فهرسة موضوعات السیرة النبویة: کتاب مفتاح کنوز السنة أنموذجا، بحث مقدم إلى الندوة الدولیة حول السیرة النبویة فی الکتابات الهولندیة المنعقدة فی رحاب جامعة سیدی محمد بن عبدالله، کلیة الآداب والعلوم الانسانیة – فاس، أبریل 2011.

([xxxi])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص253.

([xxxii])  د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، ص 65، 66 بتصرف.

([xxxiii])  د. عز الدین البوشیخی: ضوابط الصناعة المعجمیة فی معجم الاستشهادات، مجلة اللسان العربی، الرباط، العدد 57، 2004، ص229.

([xxxiv])  المرجع السابق، ص229، 230.

([xxxv])  د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، ص76، 77.

([xxxvi])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ، ص262.

)[xxxvii]( http://islamweb.net

([xxxviii])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ، ص271.

([xxxix])  المرجع السابق ، ص 271 بتصرف.

([xl])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مکتبة بریل، لیدن، 1943، جـ2، ص20.

([xli])  شاکر ذیب فیاض: بیان أخطاء المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مجلة جامعة الملک سعود، العلوم التربویة والدراسات الإسلامیة، 1992، المجلد 4، العدد2، ص367.

([xlii])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ1، ص12

([xliii])  المصدر السابق: جـ1، ص143.

([xliv])  د. علی القاسمی: الخصائص الممیزة الرئیسة للمعجمیة العربیة، مجلة اللسان العربی، الرباط، العدد 47، 1999، ص8.

([xlv])  شاکر ذیب فیاض: بیان أخطاء المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص369.

([xlvi])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ1، ص123.

([xlvii])  المصدر السابق، جـ1، ص123.

([xlviii])  د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، ص93.

([xlix])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ، جـ1، ص85.

([l])  المصدر السابق، جـ1، ص1: 53.

([li])  المصدر السابق، جـ1، ص 6: 110.

([lii])  د: أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، ص 98 .

([liii])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ، جـ1، ص2.

([liv])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص306.

([lv]) عبد الکریم إسماعیل صبّاح: الحدیث الصحیح ومنهج علماء المسلمین فی التصحیح، مکتبة الرشد، الریاض، ط1، 1998، ص318، 321.

([lvi])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ7، ص403.

([lvii])  المصدر السابق، جـ1، ص41.

([lviii])  المصدر السابق، جـ3، ص1.

([lix])  المصدر السابق، جـ 2، ص1.

([lx])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص267.

([lxi])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ2، ص323.

([lxii])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص267.

([lxiii])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ3، ص209.

([lxiv])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی ، ص 306.

([lxv])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ7، ص180.

([lxvi])  المصدر السابق، جـ1، ص79.

([lxvii])  المصدر السابق، جـ7، ص 347، 348.

([lxviii])  المصدر السابق، جـ3، ص239: 242.

([lxix])  المصدر السابق، جـ1، ص37.

([lxx])  المصدر السابق، جـ6، 273.

([lxxi])  المصدر السابق، جـ4، ص451.

([lxxii])  المصدر السابق، جـ1، ص23، 24.

([lxxiii])  المصدر السابق، جـ1، ص 47.

([lxxiv])  المصدر السابق، جـ1، ص 8.

([lxxv])  د. أحمد مختار عمر: المعجم الموسوعی لألفاظ القرآن الکریم وقراءاته، http://quran.al-islam.com

([lxxvi])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ1، ص1.

([lxxvii])  المصدر السابق: جـ 1، ص 16: 21.

([lxxviii])  د. أحمد مختار عمر: صناعة المعجم الحدیث، ص121: 148 بتصرف.

([lxxix])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی: جـ1، ص37.

([lxxx])  المصدر السابق، جـ1، ص2.

([lxxxi])  المصدر السابق، جـ7، ص1.

([lxxxii])  المصدر السابق، جـ1، ص137، 138.

([lxxxiii])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، ص261: 263 بتصرف

([lxxxiv])  المرجع السابق، 265.

([lxxxv])  المرجع السابق، ص 273 بتصرف.

([lxxxvi])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی،جـ1، ص566.

([lxxxvii])  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی: ص277.

([lxxxviii])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ7، ص403.

([lxxxix])  المصدر السابق، جـ7، ص403.

([xci])  ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، جـ1، مادة: ح.ب.س.

([xcii])  د.عز الدین البوشیخی: ضوابط الصناعة المعجمیة فی معجم الاستشهادات، ص234.

 

أولًا: المصدر:
-       ونسنک وآخرون: المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مکتبة بریل، لیدن، 1936: 1969.
ثانیًا: المراجع العربیة:
1-  د. أحمد الطیب: ترجمة المقدمات الفرنسیة للمعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مجلة مرکز بحوث السنة والسیرة، قطر، ع1، 1984.
2-  د. أحمد مختار عمر: المعجم الموسوعی لألفاظ القرآن الکریم وقراءاته، http://quran.al-islam.com
3-  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: صناعة المعجم الحدیث، عالم الکتب، القاهرة،ط2، 2009.
4-  خیر الدین الزرکلی: الأعلام، دار العلم للملایین، لبنان، ط15، 2002.
5-  شاکر ذیب فیاض: بیان أخطاء المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوی، مجلة جامعة الملک سعود، العلوم التربویة والدراسات الإسلامیة، المجلد 4، العدد2، 1992.
6-  د. شوقی ضیف: المعجمات العامة والخاصة، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، جـ98.
7-  د. عبدالرحمن بدوی: موسوعة المستشرقین، دار العلم للملایین، بیروت، ط3، 1993.
8-  د. عبد الرحمن بن محمد الجبلی: المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الکریم، کتاب ندوة عنایة المملکة العربیة السعودیة بالقرآن الکریم وعلومه، مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف،ط1، 1421هـ.
9-  د. عبد العزیز شاکر حمدان الکبیسی: جهود المستشرقین الهولندیین فی فهرسة موضوعات السیرة النبویة: کتاب مفتاح کنوز السنة أنموذجًا، بحث مقدم إلى الندوة الدولیة حول السیرة النبویة فی الکتابات الهولندیة المنعقدة فی رحاب جامعة سیدی محمد بن عبدالله، کلیة الآداب والعلوم الانسانیة – فاس، أبریل 2011.
10-  عبد الکریم إسماعیل صبّاح: الحدیث الصحیح ومنهج علماء المسلمین فی التصحیح، مکتبة الرشد، الریاض، ط1، 1998
11-  عبد الله علی الفضلی: القوامیس والمعاجم اللغویة فی الفکر العربی الإسلامی دراسة فی النشأة والتطور، مجلة جذور، جدة، ج27، المجلد 11، ینایر 2009.
12-  د. عز الدین البوشیخی: ضوابط الصناعة المعجمیة فی معجم الاستشهادات، مجلة اللسان العربی، الرباط، العدد 57، 2004.
13-  د. علی القاسمی: الخصائص الممیزة الرئیسة للمعجمیة العربیة، مجلة اللسان العربی، الرباط، العدد 47، 1999.
14-  د. محمود فهمی حجازی: الاتجاهات الحدیثة فی صناعة المعجمات، مجلة مجمع اللغة العربیة، القاهرة، ج40، 1977.
15-  ابن منظور: لسان العرب، دار المعارف، القاهرة.
16-  نجیب العقیقی: المستشرقون، دار المعارف، القاهرة، 1964.
17-  نزار عبد القادر محمد ریان: فهرسة الحدیث الشریف أصولها وأنواعها، مجلة جامعة القرآن الکریم والعلوم الإسلامیة، السودان، العدد4، 1998.
18-  یوهان فیک: الدراسات العربیة فی أوروبا حتى مطلع القرن العشرین، ترجمة: د. سعید بحیری، د. محسن الدمرداش، مکتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2006.
ثالثًا: المراجع الأجنبیة:
1-    Alan Davies: A glossary of applied linguistics, Lawrence Erlbaum associates publishers, London, 2005
2-    Christopher Tribble, Concordancing, What Is a Concordance?, The Encyclopedia of Applied Linguistics, Blackwell Publishing Ltd. 2013
3-    John Flowerdew: Concordancing in Language Learning, The Power of call: Athelstan Publications, 1996.
4-    Paul Baker, Andrew Hardie and Tony McEnery: A Glossary of corpus linguistics, Edinburgh University Press, 2006
5-    Roy Wisbey: Concordance Making by Electronic Computer: Some Experiences with the "Wiener Genesis, Modern Humanities Research Association, Vol. 57, No. 2 (Apr., 1962).
6-    Sinclair, J.M: Corpus, concordance, collocation.: Oxford University Press, 1991.
رابعًا: المواقع الإلکترونیة:
1-       https://www.britannica.com/ Dictionary.
4-       http://worldcat.org.