دراسة صور التعصب ضد المرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"الفيسبوک نموذجا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة القاهرة

المستخلص

  تسعى الدراسة إلى رصد مظاهر التعصب ضد جسد المرأة من واقع الصور النمطية السلبية وتفسيرات ودلالات ذلک. وتم الاعتماد على المنطلقات النظرية المتمثلة في الصور النمطية، کما اعتمدت على بيانات اتصالية (عينة قصدية) من مواقع التواصل الاجتماعي، وتم اختيار صفحة (يوميات زوج سعيد ومفروس)، وتحددت العينة في تصنيف وتحليل کيفي لکل المنشورات المرفقة بعبارات وصور، وبرنامج الـ Nvivo الذي تمت الاستعانة بخاصية إضافية Ncapture لسحب المادة المنشورة، وذلک من تطبيق برنامج الـ NVivo11-pro للتحليل النصي، وخلصت النتائج إلى أن کل الصفات والصور النمطية المتمثلة في (الهبلة الطويلة والعبيطة القزعة، الدبدوبة الغبية، النکدية المتسلطة، النمامة اللتاتة والعجانة، والعروسة الحلاوة، البومة، الـمُلعب، الرداحة والبجحة، عينيها مدورة، حيزابونة) تندرج في مؤشر التفکير الجامد النمطي والاستفزاز أو المضايقة والتحيز والبحث عن کبش الفداء، والتي تتمثل في بعض الصور التي تصِمُ الفتاة والمرأة بالصفات وعکسها بشکل عام بألقاب وأشياء لا دخل لها بها على حد ما يُذکر.

الكلمات الرئيسية


مقدمة

  التعصب هو أحد أشکال السلوک الذی یصدر عن الإنسان مهما کان دینه واعتقاده وجنسه، وبغض النظر عن مستواه المدنی والحضاری. تسعى الدراسة إلى محاولة رصد صور التعصب ضد المرأة، والتی تتخذ من الجسد أداة أو مجالًا لها من حیث الشکل والشخصیة، ونستعرض فیما یلی لإشکالیة الدراسة وأهدافها، وبعض النظریات المفسرة للتعصب وأسبابه وأنماطه، ثم الإجراءات المنهجیة وأخیرًا النتائج ومناقشتها.

أولاً: إشکالیة الدراسة

  یُعتبر التعصب ظاهرة عالمیة موجودة فی کل المجتمعات؛ فهو مجموعة التصورات النمطیة المسبقة التی تنطوی على تحیز دون أن تستند إلى دلائل واقعیة نحو فئة اجتماعیة محددة أو أحد أفرادها، والتی تتمثل فی المشاعر والاتجاهات والأحکام المسبقة وأنماط التفکیر والمعتقدات. وللتعصب أشکال مختلفة ومتباینة؛ فهناک التعصب العرقی، والتعصب الثقافی، والتعصب الدینی، والتعصب العائلی، والتعصب القبلی، والتعصب النوعی. ومع ذلک فإن التعصب فی مختلف صوره وتجلیاته یؤکد على جوهر واحد یواجه الانقیاد العاطفی لأفکار وتصورات تتعارض مع الحقیقة الموضوعیة.

  قد یکون منبع التمییز والتعصب لاعتبارات عدیدة؛ منها تعدد أسباب تشکُّلها وتشعُّب مصادرها عبر ظروف تاریخیة قد تمتد أو تقصر فی الزمن، فالتراث الثقافی یحمل فکرة الأبویة التی أعطت الرجل الحکم والسلطة، فهو الذی یحکم وهو صاحب السلطة، وهو الذی یقرر کثیر من الأشیاء. وبالإضافة لبعض التناقضات التی کانت موجودة فی المجتمع التقلیدی ولم تمحُها الثقافة الحدیثة تمامًا؛ بل مازالت الصور النمطیة السلبیة عن المرأة، ومازلنا نتحدث عن النساء على أنهن ضعاف لا یمتلکن إلا نصف العقل، ویحدث ذلک کثیرًا حتى فی أحادیثنا الیومیة العابرة، وعندما نرید أن نعیب رجلًا بأنه یتحدث کثیرًا فی غیر فائدة وأنه ینقل الأخبار؛ نقول عنه: إنه «مثل الستات»، وهذه الصور النمطیة عن المرأة موجودة فی ذهن النساء والرجال على حد سواء، وهی تُدعَّم من خلال الرجال والنساء، والمرأة نفسها لم تتمکن رغم تعلیمها من أن تقاوم هذا التعصب ضدها والظلم الثقافی الواقع علیها، ولم تتمکن من أن تناضل وتمارس فی الحیاة الیومیة ما یمکِّنها من تفکیک هذه الأطر من حولها)زاید،239،2011 ). فالعلوم الاجتماعیة اهتمت فی السبعین عامًا الأخیرة ببذل جهود محددة لفهم طبیعة التعصب وأسبابه؛ حیث ظهر مفهوم التعصب على أنه مشکلة فی عشرینیات القرن العشرین، وظل تیار البحوث یتدرج ویتطور ببطء خلال الثلاثینیات والأربعینیات، ولم یشهد تاریخ البحث تطورًا کبیرًا ومتصاعدًا حول هذا الموضوع؛ إلا بعد الحرب العالمیة الثانیة، وهذا ما کشف عنه جوردن ألبورت فی دراسته المهمة حسب وصف جون دکت، وهی بعنوان «طبیعة التعصب» الصادرة عام 1954م؛ إذ أشار فیها إلى عدد کبیر من الدراسات والبحوث المتصلة بهذه القضیة.

  بینما نجد الدراسات التی اهتمّت بالتعصب على المستوى المحلی والعربی، نجدها تعرضت أیضًا لماهیة وأسباب التعصب وعلاقته ببعض عوامل التنشئة الأسریة والمتغیرات النفسیة والاجتماعیة، وتناولت تأثیر التعصب على البناء الاجتماعی. أکدت نتائج بعض الدراسات أن هناک اتجاهات عنصریة على مستوى الجنسین، السن، الحضریین والریفیین، الحراک الاجتماعی، وأن التعلیم هو أکثر العوامل الدیموجرافیة ارتباطًا بالتعصب، وأن الأفراد الذین یعبرون عن اتجاهات سلبیة نحو الآخرین کانوا أقل تعلیمًا. بینما نجد الدراسات أغفلت تناول التعصب النوعی وخاصة التعصب ضد جسد المرأة. وبعض البحوث تری أن التمییز ضد المرأة وتضیق مساحة مکاسبها القانونیة إنما جاء علی ید دعاة التحدیث والتغریب الذین شارکوا فی صیاغة القوانین الاحوال الشخصیة الحدیثة( سنبل ،4،1999). لکن التمییز یقوم علی أساس اجتماعی أی من خلال بناء"الذوات "اجتماعیا، وعملیة التنشئة الاجتماعیة هی التی تقوم علی تقسیم أدوار نمطیة للاناث والذکور، ولکن هذا البناء الاجتماعی یمکن تفکیکه وإعادة بنائه(رشدی، 41،2007).

فهناک الکثیر من التمثیلات المتعارضة والمتناقضة للرجال والنساء، التی تمکننا دراسة الکیفیة التی یتم بها إعادة إنتاج الذوات على أساس النوع، ومعرفة الطرف الذی یقوم بإعادة إنتاجها، والجهة التی یحقق ذلک مصالحها، وکیفیة تشکیلها(هیسی،لینالیفی،2014).  

   ظهرت دراسات صیاغة الصور النمطیة النوعیة للتنمیط الجندری (Gender Stereotyping) فی الثمانینیات والتسعینیات من القرن الماضی علی اعتبار أن الجندر نظام تمییز متفق علیه اجتماعیا، لا بصفته توصیفا موضوعیا لخواص متأصلة. فضلا عن أن عملیات التمییز تجعل هناک مجموعات منفصلة(Wallachia,1996,156)، وأیضا نتیجة لتعاظم دور المنظمات الدولیة العاملة فی مجالات التنمیة واهتمامها بهذه الدراسات التی تساعدها فی ضعف خططه؛ بل امتد الاهتمام بالصورة النمطیة لیصل إلى اللغة والآداب، وظهر کثیر من الدراسات النقدیة التی تهتم بدراسة الصورة النمطیة فی النصوص الأدبیة من قصة وروایة. وتشیر بعض الدراسات إلى مدى عمق التمییز الثقافی بین الجنسین عبر دورة الحیاة؛ حیث تنشأ فکرة التمییز بین الذکور والإناث، قبل أن یأتی الطفل إلى الحیاة، ابتداءً من مرحلة الحمل ومعرفة نوع الجنین حتى الولادة والعادات المصاحبة لها والتسمیة ومظاهر العنایة الجسمیة والصحیة بالطفل، وصولًا إلى ما قبل البلوغ. وفی کل مرحلة تتخذ التفرقة بین الجنسین ملمحًا محددًا؛ حتى تکتمل الفروق الاجتماعیة الشدیدة فی ملامح الصور الذهنیة للذکورة والأنوثة فی الموروث الثقافی(المصری،2015). کما إن النظام الأبوی یلعب دوراً مهما فی ترسیخ النظم الاجتماعیة والسیطرة على طرق تفکیر الناس فمثلاً یختزل قیمة النساء إلی مجرد أجساد، ویؤسس لذلک موضوعیا، الأمر الذی یشجع الاعلام علی دعم مختلف صور العنف ضد النساء(بهاسین،34،2003).

   ویمکن أن تسهم عدة مؤشرات فی تشکیل التعصب وتحوله إلى موقف التطرف؛ ومنها: اللغة الازدرائیة والاستعبادیة التی تقلل من شأن تشویه السمعة وأشکالها، والتفکیر الجامد النمطی، والاستفزاز أو المضایقة، والتحیز، والبحث عن کبش الفداء، والتمییز، والتحرش والاستئساد، الاستبعاد، والعزل العنصری(Agius,2003 ).

 کما أوضحت بعض الدراسات أن الأفراد یمکن أن تطور صورًا نمطیة زائفة من خلال عملیة (ربط وهمی) دون أن یکون هناک حتى (نواة) للحقیقة. تتشکَّل هذه التحیزات المعرفیة وتتفاقم بسبب عدم المساواة الفعلیة فی الفرص المتاحة فی المجتمع التی تحول دون عضویة مجموعة معینة(Jost,p.210)، کما هو موضح بالشکل التالی)[1]).

 

      وفی ضوء ذلک یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی مجموعة من التساؤلات الرئیسة: ما هی مظاهر التعصب ضد جسد المرأة من واقع الصور النمطیة السلبیة؟ وما تفسیرات ودلالات وأدوات ذلک؟ وما أبرز العناصر الجسدیة التی تحتل زخمًا فی المجتمع الافتراضی للتعصب ضد المرأة؟

  تهدف الدراسة الراهنة إلى محاولة رصد صور التعصب ضد المرأة والتی تتخذ من الجسد أداة أو مجالًا لها من حیث الشکل والشخصیة، ومظاهره وأدواته (القنوات التی تمرر التعصب) وتفسیراته ودلالاته عبر مواقع التواصل الاجتماعی «الفیسبوک» التی قد ترسخ للتعصب النوعی وللصور النمطیة السلبیة ضد المرأة.

ثانیًا: الصور النمطیة بوصفها إطارًا مفسِّرًا للتعصب

  یعود تأسیس حقل علم النفس الاجتماعی للتعصب والتمییز والدراسات التی أجریت فی هذا السیاق فی الولایات المتحدة الأمریکیة فی العقدین الثالث والرابع من القرن الماضی، وهو زمن تنامی وعی المجتمع الأمریکی بالعنصریة، وکذلک العقد الخامس من القرن العشرین بدأ علماء الاجتماع بالتحلیق فوق الدمار الذی خلفته النازیة عقب الحرب العالمیة الثانیة)  سولوز،199،2002). ونعرض فیما یلی الصور النمطیة المفسرة للتعصب:

  یرجع استخدام الـ ((stereotype إلى عالم الطباعة؛ إذ تعنی الصفیحة المعدنیة المطبوعة التی تصب فی قالب أو آلة سباکة طباعیة Cardwell,1996,59)  ).  ویُعتبر تعریف الصور النمطیة معقدًا، ولیس من السهل تقدیم تفسیر قاطع لظاهرة معقدة، عرفتها کل المجتمعات قدیمًا وحدیثًا؛ لکن من أهم ممیزات الصور النمطیة أنها تملک طبیعة اختزالیة، أی أنها تختزل شعبًا کاملًا فی عادات أو سلوک معین، وأنها نوع من «صندقة فکریة» أو «قولبة فکریة» تصور الآخرین کأنهم کلهم یملکون الصفات السلبیة نفسها، وهو أمر غیر صحیح؛ کما تؤکده الدراسات الإنثروبولوجیة والبیولوجیة(نزال،47،2015). ومن بین النظریات التی رکزت على الصور النمطیة نجد: نموذج نفسی دینامیکی/شخصیة سلطویة (أدورنو-1950)، ونظریة صراع مجموعة واقعیة (شریف-1966) والنظریة المعرفیة (بندریوآل-1998)؛ فإن کل نموذج تم تعریفه من قبل توقعات ووجهات نظر مختلفة عن ماهیة الصور النمطیة وکیفیة دراستها(Viad,2007,7).

 ولعل من أهم الجهود النظریة التی بُذلت لتفسیر التعصب، النموذج النظری المتکامل الذی قدّمه ألبورت، ویری أن هناک مجموعة أساسیة من الاختلافات بین مجموعات فعلیة، وأن التعصب ینتج من المعتقدات والصور النمطیة عن الجماعات الخارجیة outgroups بأنها أکثر تطرفًا وسلبیةً، ومن إطلاق تعمیمات overgeneralized بذلک. وعلى سبیل المثال التصورات المتبادلة من قبل الروس والأمریکیین خلال الحرب الباردة؛ فقد بدأت کل مجموعة من الفرق بعرض تصورات لرسوم کاریکاتوریة سلبیة وأصبحت متجذرة فی الواقع(Judd,2005,123) . بمعنی أنه یتم النظر إلی النساء بانتماءاتهن الطبقیة والثقافیة المتنوعة بالتشکیل الاجتماعی بوصف النساء مجموعة متجانسة وهی فرضیة یتصف بها مجمل الخطاب النسوی. وأن فکرة تجانس النساء فی مجموعة واحدة لایقوم علی اشتراکهن فی أسس بیولوجیة جوهریة واحدة ،أنما هی نتاج لأسس ثانویة ممثلة فی قسمات اجتماعیة وانثروبولوجیة مشترکة، وأن أی منهج تحلیلی نسوی یتعامل مع النساء بوصفها مجموعة واحدة تشترک فی خبرة القهر(موهانتی، 58،2002).

ثالثًا:أنماط التعصب والتنمیط

   تشیر «الصورة النمطیة» إلى فکرة أو مجموعة أفکار ثابتة لا تتغیر، ترتبط عادة بالسلبیة حول شعب أو مجموعة ثقافیة. ویعتبر والتر لیبمان فی کتابه «الرأی العام» 1922 م أول من طرح مفهوم الصورة النمطیة؛ کان صحفیًا أمریکیًا؛ إلا أنه اهتم بالفلسفة والسیاسة (هاینال،8،1990)، وفی الستینیات شهدت الدراسات حول الصورة النمطیة خاصة فی مجال الإعلام ازدهارًا کبیرًا؛ نتیجة لإقرار الحقوق المدنیة. وقد کانت هذه الحقبة بمثابة التمهید لدخول الصورة النمطیة إلى میدان علم الاجتماع الإعلامی من أوسع الأبواب فی السبعینیات، وظهر ما عُرف بالصورة النمطیة الاجتماعیة «Social Stereotype» کمقابل للصورة النمطیة الشخصیة فی علم النفس «Person - Stereotype»(Steele,1995,696) تنشأ الصورة النمطیة التی نکونها عن الآخر أحیانًا کجزء من موقف ثقافی عام؛ کما فی موقف أبناء المجتمع الذکوری من المرأة، الذین لا یوفرون جهدًا لتقنین سلوکها الجنسی ضمن مؤسسة الزواج الذکوریة، کی یضمنوا لأنفسهم آلیات الهیمنة والسیطرة علیهاShin,1999,85)  ). وبالنظر إلى تعریف الصور النمطیة فی الموسوعة الثقافیة بأنها لا ترتکز على أساس علمى، فهى غالبا ما تکون مشبعة بالأحکام القیمیة. أما السمة الثانیة للصور النمطیة، فتتمثل فی کونها جزءًا من التکوین الثقافی للأفراد (مصلح،2015). وتتمثل أنماط التعصب المتصلة بالجندر )التعصب الجنسی والجندری(، فقد ظل الجسد الأنثوی مثقلًا بالشفرات کهیئة رمزیة فی الخطابات السائدة. وحللت سیمون دی بوفوار جسد الأنثى باعتباره موقعًا محصورًا وسلبیًا فی نصها القوی «النوع الثانی»، حیث صیغت «المرأة کدالٍّ على الآخر»(ادجار، بیتر،2009، 376). وتعددت أشکال الصورة النمطیة التی ظهرت بها المرأة فی الإعلانات التجاریة بشکل عام، ومن أکثر الصور النمطیة جدلًا وخلافًا؛ هی إظهار المرأة وتقدیمها بصورة مهینة، باعتبارها جسدًا خالصًا لا وظیفة له إلا الإثارة أو الإغراء (هیلین،جمیلة،2010، 411).

رابعًا: الإجراءات المنهجیة

المفاهیم:

1- التعصب: إن التعصب مفهوم من القرن الثامن عشر المیلادی، جرى وضعه للتندید بتزمُّت «زیلوتیة»، نسبة إلى «زیلوت» الیهودی المتعصب، ویعنی حرفیًا فی اللغة الإنجلیزیة (Prejudice) أی (الحکم المسبق)، وهی مأخوذة من الکلمة اللاتینیة Prejudicium))، ویعرف التعصب فی الموسوعة الثقافیة بأنه: اتجاه عدوانی وسلبی تجاه فئة اجتماعیة معینة(الخولی،67،2014). وعند النظر فی تعریفات التعصب فی کتابه «الاتجاهات التعصبیة»، نجد أن التعصب هو اتجاه بعدم التفضیل یمثل استعدادًا للتفکیر والشعور والسلوک بأسلوب مضاد للأشخاص الآخرین بوصفهم أعضاء فی جماعات معینة. أو أنه نسق من الإدراکات والمشاعر والتوجهات السلوکیة السلبیة المتصلة بأعضاء جماعة معینة (Jean,1991,30 .(

التعریف الإجرائی للتعصب:

   یتمثل فی المفردات اللفظیة وغیر اللفظیة التی تطلق على جسد المرأة القبیح المتجسدة فی ملامح جسدیة ظاهریة وغیر ظاهریة؛ متعلقة بما هو مقدس أو مدنس، من خلال قنوات تتجسد فی اللغة والصور، والتی تقوم بدورها فی ترسیخ الصور النمطیة المسبقة المتحیزة دون أن تستند إلى دلائل واقعیة، مثل اللغة الازدرائیة والاستبعادیة التی تقلل من شأن، أشکال تشویه السمعة، والتمییز من خلال الإقصاء عن المنافع والأنشطة الاجتماعیة بناءً على أسس تعصبیة «تحیزیة» فی الأساس، ولفت الانتباه إلى أنماط سلوکیة إنسانیة معینة الاستفزاز أو المضایقة أو التحرش، البحث عن کبش الفداء.

2- الصور النمطیة

  تعنی «الصور النمطیة» صورًا ذهنیة عن شخص أو جماعة لا تستند إلى معرفة موضوعیة أو حتى رغبة فی المعرفة، ولکنها ترتکز فقط على أحکام مسبقة وقوالب جاهزة نضع فیها هذا الشخص أو هذه الجماعة (عبدالله،49،1989). بدلًا من الحقائق الفعلیة للشخص أو التحیز ضد ملامح جسدیة ظاهریة وغیر ظاهریة، والحکم على أساس التعمیمات والأفکار الجامدة السلبیة(سمیث،544،2009).

3- الجسد: یتجلى لنا التعریف الإجرائی لصورة الجسد فیما یلی:

  صورة جسد المرأة بالنسبة للرجل؛ وهو شکل الجسد کما یتصوره الرجل فی ذهنه أو الطریقة التی یبدو بها الجسد له. وهنا ترتبط نظرة الرجل عن صورة جسد المرأة بما یُصدره الآخرون من أحکام وتقییمات کما لو کان منفصلًا عنه، ویظهر ذلک فی ردود الفعل والنظرات والتعلیقات التی تلصق بجسدها والطریقة التی یوصف بها هیئة جسد المرأة وبکل جزء منه. وکذلک فإن النمط الجسدی للمرأة الذی یُعتبر جذابًا ومناسبًا ومثالیًا من وجهة نظر الثقافة التی تعیش فیه کثیرًا ما یکون له تأثیر کبیر على مدى نظرة الرجل له. وبالطبع، فإن هناک تناقضًا بین نظرة الرجل الثقافیة لجسد المرأة، وبین صورة الحقیقیة لجسد المرأة بعیدًا عن التصورات النمطیة التی وصمت به، وبناءً على ذلک تختلُّ صورة المرأة عن ذاتها وینخفض تقدیرها له.

ب- الإطار المنهجی لجمع البیانات

   اعتمدت هذه الدراسة الوصفیة الاستکشافیة على بیانات اتصالیة من خلال «عینة قصدیة» من مواقع التواصل الاجتماعی، وتم اختیار صفحة «یومیات زوج سعید ومفروس» الفیسبوک@Ywmyatzwjsydwmfrws-Justforfun، والرابط https://www.facebook.com/YwmyatZwjSydWmfrws/?fref=ts، بناءً على ما یلی: اسم الصفحة -توجهاتها ومنشوراتها – وتعلیقات المشارکین بالصفحة، والتی یتوقع وجود العدید من المحتویات الخاصة بمظاهر التعصب ضد جسد المرأة.

خصائص مجتمع الدراسة:

خصائص کیفیة: صفحة ساخرة ونقدیة ومضحکة ترفیهیة وتلصق کل الصفات والصور النمطیة السلبیة بالمرأة وخاصة المتزوجة.

خصائص الکمیة: عدد المسؤولین: 31.536 - عدد المشارکین بالقاهرة: 11.423- إجمالی عدد المنشورات: 15.564 - المنشورات المرفقة بعبارات وصور 7564 - عدد الصور: 1510- عدد الإعجابات بالصفحة: 125.500.

أدوات جمع البیانات:

اعتمدت الدراسة على التحلیل الکیفی لکل المنشورات بمختلف محتویاتها من «نصوص وتعلیقات وکومیس والصور» والتی تقدر بــ 7564 منشورًا، من خلال:

1- دلیل جمع البیانات: ویتضمن:البیانات الأساسیة الخاصة بالصفحة، ومظاهر التعصب ضد المرأة وأدواته المتمثلة فی المفردات والصور.

2- برنامج الـ Nvivo: تمت الاستعانة بخاصیة إضافیة Ncapture لسحب المادة المنشورة، وذلک من تطبیق برنامج الـ NVivo11-pro للتحلیل النصی([2])، کما تم إدخال تصنیف دلیل جمع البیانات على هذا البرنامج؛ لکی یتسنى لنا تفریغ وتحلیل البیانات بشکل أکثر تنظیمًا، فی الفترة الزمنیة من تاریخ إنشاء الصفحة وهو 18 مایو 2013حتى یوم سحبها 19 مایو 2017، وبالتالی تم جمع کل المنشورات والمادة الخاصة بهذه الصفحة.

خامسًا: مناقشة النتائج

   اتضح بعد جمع البیانات ورصد النتائج التی تؤکد أن معظم منشورات وصور وکومیکس هذه الصفحة محل الدراسة أن مظاهر التعصب تنحصر فی الجانب السلبی «القبح»، بینما الجانب الإیجابی یکاد یکون منعدمًا، وعلیه تم رصد مظاهر التعصب ضد المرأة، والتی تتخذ من الجسد أداة من حیث شکل الجسد «شعر- ملامح الوجه- حجم وتقسیم الجسد- الزی أو الملبس» وطباع شخصیة والممارسات على مستوى القبح. نعرض ذلک على مستویین:

المستوى الأول: الصفات التی تلصق بهیئة جسد المرأة والمتمثلة فی: الهبلة الطویلة، والعبیطة القزعة، الدبدوبة الغبیة، النکدیة المتسلطة..إلخ.

 المستوی الثانی: مؤشرات التعصب: ونجد أن کل الصفات والصور النمطیة تندرج فی مؤشرات التفکیر الجامد النمطی، المضایقة، والبحث عن کبش الفداء، مثال «فعندما لا تتزوج تلقب بعانس، ولو تزوجت لسه ماحملتش، ولو أنجبت بنت ربنا یرزقها بالولد، لو أنجبت ولد یا رب تخاویه، ولو زوّد هو فیه إیه کفایة، ولو اتطلقت أکید فیها عیب، ولو اترملت وشها نحس، ولو فکرت تتجوز تانی معندهاش حیا ولا خشا، ولو قعدت من غیر جواز یبقى أکید بتعمل حاجة بطالة، ولو ماتت یلا خدت الشر وراحت. وتُوصم أیضًا بأنها متحررة وقلیلة الأدب لأنها تدخن السجائر، ولا ترتدی الحجاب، وترتدی ملابس ضیقة ومقطعة». وتم الابتعاد عن اللغة الإباحیة. کما هو موضح بالجدول التالی:

 

 

أولًا: مظاهر التعصب ضد شکل الجسد المرأة الخارجی

 

العبارات

المؤشرات

هیئة الجسد

 

الهبلة الطویلة والعبیطة القصیرة، الجسد المقسم أکثر جاذبیة من غیره، البنات القصیرة القزعة؛ لأنها تشبه العسل وخفیفة الظل، والفتاة الطویلة الهبلة کالزرافة، وأن طول لسان القصیرة یعوض قصر جسدها.

الاستفزاز والمضایقة

حجم الجسد القامة الطویلة والقصیرة

 

المکلبظة، بنت فکیهة الوارمة، المبطرخة، المجعلصة، صاحبة الترهلات الدبدوبة الغبیة" نقول لها طور وتقول احلبه"، وترفع شعار «إذا لم تستطیعی إنقاص وزنک زودی من وزن الآخرین ما حدش أحسن من حد بقى»، على الجانب الآخر البنات المهووسة بالنحافة.

ومهملة فی نفسها: "إنتی مالک تخنتی لیه؟! ترد:"أنا حلوة وزی الفل، أنا مزة فی نظر الکل"، وتتمنی أن تکون مثل الغزال فی رشاقته، وترفع شعار"آه لو لعبت یا زهر واتبدلت الاحوال وخسیت 20 کیلو وبقیت غزال"، ویؤکد على شراهة المرأة فی الأکل ویشبها بالعِجْلة "البقرة".

البحث عن کبش الفداء

الجسد الممتلیء والنحیف

 

العروسة الحلاوة (هوس التجمیل)، القبیحة التی تضع فی کل مکان أدوات التجمیل من ماکیاج وإکسسوارات فی کل غرف البیت وحقائب الید والسیارة. یجسد وضع الزوجة وهی أمام المرآة، وحولها سیاج من الفواصل التی تُستخدم فی أعمال الصیانة. وتضع ألوانًا مائیة 2 کیلو طحین لإخفاء الحبوب، وتضع مشد رجلین لتنحیف العنق.

وتشبیه الفتاة فی الفرح «عروسة المولد»، وتانی یوم الصبح یقول لها یا نهار إسود الحقونی أنا اتجوزت صاحبی. یشبهها من الخارج علبة الآیفون 6 الجدید، ولما تفتح العلبة تجد نوکیا.

وعدم الثقة النفس، تقلل من شأن، والاستفزاز والمضایقة

شکل الوجه

 

 

 

 

 شعرها قصیر ومجعد وغامق ومبعثر ومنکوش وحواجب رفیعة فتلة زی العفریتة. والابتسامة العریضة التی بها صوت وضحک یشبهها بشکل مخیف جدًا.

الکِشَریة بجبهة مکرمشة وحواجب مرتفعة إلى حد ما ونظرة عین مستنکرة واعوجاج فی الفم ناحیة الیسار وعروق رقبتها بارزة ومشدودة، وتربط على رأسها إیشارب صغیرًا "مندیل"، وترتدی جلبابًا ویدها تلوح جهة الیسار والیمین.

وأنها نحس وبومة وفقریة ومهمومة «شیلة الهم» ولیس لها فی الطیب نصیب«لما زوجها یجیب ورد أو أی هدیة لها تعتبر ذلک مصیبة، او بیغطی على خیانته لها». وتصل المرأة إلى قمة الفقر أن تطلب الطلاق؛ لأن زوجها یحبها کثیرًا، وینم هذا عن شخصیة المرأة المعقدة المتناقضة.. بالإضافة إلى طباعها التی تتسم بالإحباط والطاقة السلبیة.

التفکیر النمطی الجامد

- البحث عن کبش الفداء

 هیئة الوجه

(الشعر و الابتسامة)

 

النکدیة ام عین مبرقة وبجحة.

التفکیر النمطی الجامد

العین

 

الحِشَریة والنمامة والشروقة اللتاتة والعجانة "مناخیرها کبیرة من کتر انحشارها فی کل شیء،"بوقها شبه النفق"، "الأکل أهم شیء عندها" رغم إنها مهووسة بالتجمیل.

الأنف الشفتان

 

ثانیًا: مظاهر التعصب ضد طباع المرأة الشخصیة-الأعضاء الداخلیة

المؤشرات

الصفات

حِشَریة ونکدیة وتوقّف المراکب السائرة، ومحبطة، «هل تعلم أن لو کان کولومبوس مکتشف أمریکا متزوج مصریة ما کان مکتشف ولا شیء، والبرهان تقول له "رایح فین؟ ومع مین؟ ولیه؟ وازای؟ وإنت لیه بالذات لازم تکتشفها؟ اروح معاک إمتى هترجع؟ إزای تاخد القرار ده من غیر ما تعرفنی؟ وإنت مالک ومال أمریکا؟ أکید واحدة حاطط عینک علیها.. یرد الزوج: علیا النعمة مانا رایح فی حتة.. ولیة نکدیة». کما یضیف حوار بین زوجة وشیخ عن سؤالها بأن ربنا سوف یجمعها بزوجها فی الجنة، ورد:«هو أنت ناویة تنکدی على الرجل دنیا وآخرة!!».

الغیرة«رایح تعمل لایک على صورة بنت تانیة عاجباک أوی طیب متقولها بحبک بالمرة، ماهو ده اللی ناقص یا روح خالتک»، ویرد«یا بنتی إیة اللی بتعملیه ده»، وینم عن بلطجة وهمجیة الطفلة«هتتجوزنی یاض ولا لأ..؟؟». «رجل ماتت زوجته من عضة کلب، فجاء فی العزاء کل أصدقاء الزوج لشراء الکلب». ویؤکد أنها انتقامیة، فدخول کلیة الهندسة لکیفیة بناء قبر زوجها، وکلیة الطب لکیفیة تشریح الرجل، والصیدلة لتسمیم الرجل، والإعلام لفضح زوجها على الفضائیات، والتجارة لإفلاس زوجها، والاقتصاد والعلوم السیاسیة لوضع الحدود والحواجز بینهما، والشرطة لکیفیة القتل عن بُعد، والسیاحة والفنادق لتسییح الرجل على نار هادیة، والتربیة هتربی له الخفیف.

وأن لسانها مصدر النکد مثال عقد القران«قول ورایا:قبلتُ نکدها وطول لسانها"، وواحد جاب لمراته هدیة فی عید الأم فقالت له: لیه جبتلی هدیة وأنا لسه مش أم؟ رد علیها: إزای؟ ده أنتی وأم المشاکل والمصاریف والمصایب والقرف؟!

تصِمُ زوجها بأنه أسوأ من إبلیس ویرد"شرعًا لا یجوز الأخ «إبلیس» یتجوز أخته!" ویجسد ذلک بصورة زوجة مفتوحة الفم واللسان طویل وتصوب أصبع السبابة الیمین:(الذی یدلل على التسلط) تجاه زوجها. وتقول لزوجها:«یا خبر.. صحیح نسیت أنکد علیک ع الصبح!!»، تحت رعایة حملة «سودی حیاته ودمری معنویاته».

تنشر مباردة الزوجات «إحنا بنهدّی النفوس"،" استحوذی على ریموت التلفاز فی جیبک، ولو طلب شای اعملی نسکافیة بلاک، وتعیطی دون مبرر وخصوصًا الصبح وهو نازل الشغل، ولا تطبخ کل یوم وممکن جیبی علبتین کشری، واضحکی فی وشه بدون سبب، لما یکون فیه ضیوف أول ما یمشوا البسی الوش الأبلکاش، وافتحی حنفیة المطبخ وهو بیستحمی فی الشتا، والعشا إندومی".

ویرفع شعار «افرسها صح» مابقیناش بنکرههم.. بقینا بنکره نفسنا إننا عرفناهم». وفی موضع آخر«حد یسیب القرف والنکد والزهق والشلل بتاع بنات مصر ویروح لحد تانی؟ أنها تجعل لسان زوجها عامرًا بذکر الله «حسبنا الله ونعم الوکیل».

ویرفع شعار«الزوجة هی الحکومة»، قام الرجل بتصمیم طلب تصریح خروج من المنزل لتسلطها، وأسعد رجل على وجه الأرض أبونا «آدم» لأن أمنا «حواء» کانت لا تستطیع قول «أنا اللی خلیتک بنی آدم»، «روح شوف الرجالة الثانیة بتعامل ستاتها ازای»، «تعرف بنات قبلی»، «کل ده من تحت رأس أمک»، «أنت بتبص على البنت دی لیه»، «ماتعرفش کم واحد اتقدملی قبلک».

- البحث عن کبش الفداء -الاستفزاز والمضایقة

 

  المخ وهیئة الجسد واللسان

الحسد« العین المدورة»«داری على شمعتک تقید الخیر وتطرح فیه البرکة وتزید، مش کل الناس تحب لک وتتمنى تشوفک سعیدة»،«لازم تکتموا أفراحکم».       

البحث عن کبش الفداء

المخ

 

دمها الثقیل والرخمة والهبلة «الموظفین عصبونی» ترد«ع الصابونی ولا ع الشامبووو»، «إنتی طالق»، قالت«طالق وهیثم»، وزوجها مات بالسکتة القلبیة، الجبانة الخوافة مهما بلغ طغیان المرأة فسیقهرها الفأر والصرصار والبرص.

 

الاستفزاز والمضایقة

- البحث عن کبش الفداء

العین

النمامة التی تعیب على کل شیء بالشر قبل الخیر فی الافراح من اعتراض على مکان الفرح ونوعیة الوجبات وما یقدم کل شیء، لدرجة أن إبلیس یستفید من خبراتهم. یجسد الزوجة الزنانة واللحوحة والثرثارة بصورة رجل والدمعة تفر من عینه، وتجلس الزوجة فوق أذنه فاتحة فمها طول الوقت لا تتوقف عن الکلام نهائی، وأنها بسبعة ألسن.

اللسان

الرداحة والبجاحة «لسانها طویل ووشها مکشوف»، «لمّ نفسک یا روح أمک»، وترد بحدة شدیدة على الزوج «فکک من الحوارات الکدابة دی عایزة أنجز عشان ألحق أعمل لک طفح تطفحه».

«مفجوعة» تملأ الملعقة على آخرها، وترد«الترهلات والدهون دی عند أمک یا برص الحیطان یا فار الغیطان یا أوفة من غیر ودان یا إیحه یا تلقیحة یا قمر الصفیحة، یالی وشک شبه التسریحة»!

عندما یتأخر زوجها وتصبح ملامحها حادة بشکل مرعب «حمراء العین طویلة الأنف ونبرة بصوت عالیة وحادة».

القلب والعین والمخ واللسان

 

 کید الزوجة والحماة«القرشانة والحیزبونة" «ست بتسأل إیه أخبار مرات ابنک؟ ردت: ربنا یاخدها متعبة ابنی على الآخر، تخلیه یصحى یجهز لها الفطار، ویعمل النسکافیه، ووقت الغدا یودیها مطعم تملی بطنها، وترجع تنام العصر، ومشاویر وخروجات وطلعات، أدینی قاعدة أدعی ربنا یخلصه منها!

حقد وغل الجارة مع جارتها، ولو سمعت زعیقک تقول یا رب الخناقة تحلو، ومثال لخبرة مصور أفراح لوصف صورة الحموات فی الأفراح "واحدة واخدة العروسة فی حضنها لمدة ما تقلش عن دقیقتین ملیانین بوس وعیاط وأحضان متبادلة، وبعد شویة سمعها بتتکلم فی ودان واحدة وبتقولها هی فاکرة إنها هتاخد منی الواد بسهولة بعین مبرقة..کائن الحما کائن عنیف».

الکید والغیرة «رجالة ملهاش أمان.. وعامة یا خویا اللی خدته القرعة تاخده أم الشعور.. والمرکب اللی تودی.. وفرشتلک بره وجوه وإیش یعدلک..ومن باعک بالفول بیعه قشرة.. هااه.. أقول کمان ولا نلم الدور؟؟» .

العداء بین الأزواج والحموات، مثال الفنانة ماری منیب المثل الأعلى لحموات الوطن العربی بضحکتها المعهودة بنبرة الصوت الممیزة وبالإشارة بیدها الیمنى بإصبع السبابة والوسطى علامة النصر. والفنانة نعیمة الصغیر التی تتسم بملامح غلیظة وسلیطة اللسان وقبیحة الشکل والطباع وممتلئة الجسم على وجهها تکشیرة ونبرة صوت حادة وکثیرة الکلام ولا یعجبها أی شیء وفقریة وجهها مثل البومة أول ما تتواجد فی مکان الضلمة تحل. ویرفع شعار«لا مانع من هدایا أنبوبة تنفجر فی وش حماتک فی عید الحب»، «ما تخلی حماتی تحبنی یا محمود» یرد«على رأی المثل.. لو کانت الغلة أد التبن لکانت الحماة حبت مرات الابن».

 

القلب والعین والمخ واللسان

الشریرة والبومة «اللی یزعلنا ینشک فی بطنه ویتعمی ویتکهرب ویتحرق ویتخنق والناس تکرهه وربنا یاخده ویموت..»

 

 

القلب

فعندما یتوه الزوج تُبلغ بمواصفات أخرى« یمکن یجیبولنا واحد أحسن منه»! تدعو علیه «إلهی ینشل ویبیعوا عنیه وتتمنى موته لو اتجوز علیها، ولو مات تتزوج قبل الأربعین،«الخیانة بتجری فی دمها».

المرأة المُلعب«الصید غیر المشروع للرجل»، وأن المرأة العزباء تحاول لفت نظر الرجل المتزوج أکثر بکثیر من محاولتها للفت نظر الرجل العازب. «أنا أول مرة أکلم ولد، وأول مرة اتکلمنا ارتحت لک جدا، مش أنت بتحبی زی ما باحبک، أنا متقدم لی عریس وجاهز من کل شیء، وهیجیب لی دهب وشقة وعربیة... إلخ. فهی تحاول ألا یفلت شاب منها،أن کیدهن عظیم «تقوم الفتاة بشراء دبدوب وتحشیه مخدرات وإذا ترکها تبلغ عنه الشرطة»!

القلب وملامح الوجه

 

العبارات

الصفة

الدمیة «التمثال أو العروسة الحلاوة» طول النهار أمام المرآة تسرح شعرها وتضع ماکیاج بکثرة وبدیکیر ومانکیر ولبس... کل شکلها اصطناعی من باروکة وعدسات لاصقة وطقم أسنان، لیس لها عقل تفکر به شکل أجوف.

التصنع

بإبریق الماء المغلی عند الفوران

العصبیة

العروسة الباربی للنحیفة قبل الزواج

نحیفة

البارنی الدب للتخینة المبطرخة.

المبطرخة

یشبه المرأة بأخت إبلیس فی شکله وتفکیره الشیطانی، ویعترف إبلیس بتفوق الزوجة علیه بکل المقاییس ومتخصصة فی النکد والخناقات.

نکدیة

یشبهها بزوجة الأسد فی أنها المفتریة.

المفتریة

یشبه الزوجة بالأفعی «الحیة» لونها أبیض تشبه المرأة الجمیلة البیضاء، ولکنها ثعبانة فی تصرفاتها و"لدغتها والقبر".

متلونة

والقطة العنیدة والمایعة والدلوعة أو الشرسة.

المایعة

مناخیر قد الکوز من کبرها؛ لأنها بتحشر مناخیرها فی کل شیء.

حشَریة

الأرنب طویل الأذن للتجسس والتنصت.

بتتجسس

القردة یشبه الزوجة فی قبحها بالقردة، ویؤکد أن الموت أهون من العیش معها.

قبیحة

الدجاجة الأمهات للتشبه بالتخن.                                                  

السمینة  التخینة

 

شبه الدبدوبة فی التخن "الدب".

البقرة والجاموسة فی حجمها وطبیعتها البیولوجیة.

النعام ینظر للغیرة والحقد.                                                                

الغیرة

الساحرة الشریرة بالحماة الشریرة

الشریرة

         

سادسًا: استخلاصات الدراسة: «تفسیرات ودلالات التعصب»

   نجد أن المجتمع الافتراضی یعکس ما یمارس فی الواقع المعیش من تعصب ضد جسد المرأة، ویتشکل هذا التعصب من خلال صور نمطیة قد تکون متوارثة أو مکتسبة من الثقافة السائدة مع تجسید ذلک فی شکل کائنات أخرى سواء النباتات أو الحیوانات والجمادات، وهذا من واقع الدراما التی تبث، مع الاستعانة ببعض الأدوات کالتبریرات العلمیة والدینیة والثقافیة والخرافیة التی قد یکون لها مرجعیة مقدسة أو حداثیة؛ وذلک لتعزیز التعصب، لکی یبرز صورًا نمطیة عن شکل وممارسات المرأة لیحصرها فی أشکال وطبائع وأدوار معینة، ویتجاهل ویقلل من شأن أدوارها کعاملة ومنتجة وشریک فعال فی صنع المجتمع. کما یبرز عناصر الجسد التی تحتل أولویة فی التعصب ضد جسد المرأة من ملامح الوجه التی توصف بـ «فقریة، بومة، عفریتة، کشَریة، حشَریة، تنصت»، والمخ، اللسان، القلب «سلیطة اللسان وکیادة ومفتریة ونکدیة».

 إن من أخطر السبل التی یستخدمها المجتمع الافتراضی فی تثبیت، ونشر هذه الصورة الأحادیة الملامح وغیر المتوازنة للمرأة هو اعتماده على التنمیط Stereotyping وانحیازه الدائم إلى نماذج نمطیة Stereotypes جامدة عن المرأة التی تعنی القالب الذی یصعب تغییره بعد صنعه، سواء کانت إیجابیة أم سلبیة هی أحکام خاطئة أو غیر دقیقة.

   فتعانی بعض النساء من صور القهر والتعصب القائم على أساس الجنس، أی النساء ضحایا الأذی النفسی والجسدی والروحی الذی یتعرضن له یومیا مع افتقارهن لما یمکّنهن من تغییر أوضاعهن الحیاتیة (هوکس،31،2002). ویتم قهر النساء علی التفکیر بأسلوب خاص والقیام بأعمال معینة وأدوار خاصة جعلتنا ننظر إلیهن، وجعلهن ینظرون لأنفسهن، علی أنهن کائنات مختلفة تمامًا عن الرجال، مع أن هذا غیر صحیح، لکن شدة القهر وتعدد صوره علمت الخنوع والخضوع والتحایل حول الواقع، ثم اعتقدهن فی النهایة أنهن بذلک بالفعل(أبو زهرة،19،2007). 

ویقسم المجتمع الصفات البشریة تقسیمًا جامدًا، فیعطی بعض الصفات للذکر وبعضها للأنثى؛ على الرغم من أن هذه الصفات موجودة عند الذکور والإناث. وینظر المجتمع إلى الصفات المتعلقة بالرجولة؛ مثل: الحمایة والطموح والاستقلال على أنها الصفات الأساسیة التی تحافظ على الکیان الاجتماعی، فی حین أنه یرى أن الرومانسیة والذاتیة والسلبیة -وهی بعض الصفات التی یلصقها بالنساء- صفات ومفاهیم لا تسهم فی بناء المجتمع، وبذلک ینحصر دور النساء فی قیامهن بوظیفة الإنجاب، ویترتب على ذلک النظر إلى حقوقهن على أنها هبات یقدمها المجتمع لهن(الصدة،28،29،2002).

    واستنادا إلى ذلک نعرض لتوصیف الصور النمطیة التی ترسخ التعصب ضد جسد المرأة:

   تعبر النماذج النمطیة عن علاقة قوى متوازیة بین مجموعتین من البشر وهما المرأة والرجل، بحیث یتزاید التنمیط عن المجموعة الأضعف أو المجموعة التابعة، وهی نماذج عالمیة یستخدمها الإنسان فی ترتیب وإعادة جدولة المعلومات التی یتلقاها عن البیئة الاجتماعیة المحیطة به(بکری،47،1998). فالنماذج النمطیة عن المرأة أکثر بکثیر منها عن الرجل، وهی ذات دلالة منحطة؛ بحیث تکرس قیمًا متدنیة عن فئة معینة. وتستمد التصورات النمطیة ضد جسد المرأة شرعیتها من خصائص حقیقیة أو سمات موجودة فعلًا، إلا أنها تقدم فی النهایة جانبًا من الحقیقة مشوهة. على سبیل المثال انحسار أدوار المرأة فی شىء معین أو إلصاقها بصفات: الغباء بسبب جسدها التخین، واتصافها بالخبث بسبب قصر القامة، ولعوب وغیر مخلصة لو جمیلة، وفقریة وکیادة وحقودة لو قبیحة الملامح، ومتصلبة الرأی وعنیدة لو جادة وملتزمة، وهبلة وعبیطة لو طویلة القامة، وجذابة جنسیًا لو الجسد متقسّم وغیر سمین «تضاریس»، ومهمومة لو کئیبة، وحاسدة لو عینیها «مدورة» دائریة، وغلاویة لو عینیها مبرقة... وغیرها. وتأکید أن ذلک بسبب طبیعتها، ومن ثم یروج لفکرة أن المرأة خُلقت بطبیعتها تتصف بالغباء؛ فهی کیادة، ونکدیة، وکشریة، ومفتریة، وفقریة، وحشریة، وزنانة، وثرثارة، وکیادة، وعنیدة، وعنیفة، وعصبیة، وشریرة، ولعوب... وغیرها من الصفات السلبیة، وبهذا ندخل ساحة الخطاب السلطوی الذی یسعى إلى فرض الهیمنة.

  کما أن بعض الدراسات السابقة أکدت ارتباط التصلب والتطرف والجمود والعدوانیة بالاتجاهات التعصبیة، کما أشارت النتائج إلى أن قیمة سعة الأفق والحریة من أکثر عناصر الأنساق القیمیة أهمیة فی تحدید الاتجاهات، بینما کانت قیمة التسامح أقل قیمة نسبیة ارتباطا بالتعصب.

  وبالنظر لما هو متداول على صفحة «یومیات زوج سعید ومفروس» نجد معظم التصورات النمطیة التی تعبر عن مدى ترسخ بعض الصفات الجسدیة والممارسات السلبیة التی تصِمُ المرأة وتنم عن مدى التعصب ضد جسدها، ونعرض للأدوات التی تُستخدم لإثبات مدى ترسخ الصور النمطیة السلبیة للمرأة عبر التواصل الاجتماعی من خلال الاستناد لتبریرات متنوعة تتمثل فی:

  • §     تبریرات من واقع السینما المصریة والدراما

    إن معظم الصور النمطیة المتکررة فی المنشورات والکومیکس منبثقة من مشاهد أفلام فی السینما المصریة والعربیة وکذلک الدراما والمسرحیات، ویعاد إنتاجها مرة أخرى بطرق مختلفة وهذا بدورها یعمل على ترسیخها. وهذا ما یؤکد أن القهر الذی یمارس ضد مجموعة لا یمارس على مستوى الإدراک الواعی، وأن المجموعة المستهدفة تستوعب وتوافق على المنظومة الاجتماعیة التی تقهرها، وبذلک تشارک هذه المجموعة فی تکریس أو إعادة إنتاج أفکار وعلاقات تتعارض مع مصالحها، وهنا تتضح العلاقة بین الهیمنة والصور النمطیة التی تعتبر من أهم الوسائل، التی تستخدم فی خلق وعی زائف لدى الأفراد، مما یؤثر على وعیهم بأنفسهم، وعلى علاقاتهم بالعالم وببقیة أفراد المجتمع.   

   ویؤکد أن معظم النساء قبیحات الشکل والطباع ویشبهن الشخصیات الإجرامیة فی عالم الجریمة، فشکل المرأة لا یختلف عن وجوه ریا وسکینة، حتى لو لم تکن قبیحة الشکل فطبائعها تضفی قبحًا على ملامحها، وتجسدات القبح للمرأة تظهر فی العین المبرقة وملامح الوجه الکشَریة والشعر الخشن المجعد وقصر القامة والتخن «المکلبظة والدبدوبة» والجسد غیر المجسم، حتى الملابس تختارها المرأة بشکل سیئ کما لو کانت تشبه القردة، وهذا هو السبب الرئیسی لاهتمام المرأة الزائد بالتجمیل بکل الطرق والأشکال وجعلها اصطناعیة؛ فهی لا تهتم بنفسها، وإنما تستسهل، فتضع المساحیق الکیمیائیة والعطور والعدسات اللاصقة والباروکة وطقم الأسنان لتجمل الشکل الخارجی فقط لتخفی العیوب الظاهرة، بینما طبائعها وممارساتها لا تستطیع تجمیلها وإخفاءها لیؤکد مدى إهمال المرأة لنفسها، واهتمامها بتعدیل وتغییر ماهو ظاهر من عیوب أمام الناس، وفی العمل والتسوق والتنزه، بینما فی البیت تظهر بطبیعتها.

   کما أن المرأة عندما تتجمل تسیء الاستعمال؛ لأنها غیر ذکیة «غشیمة» فی اختیار ما یناسبها، وینخدع کثیر من الرجال فی ذلک، وخاصة بعد الزواج، ویرفع تحذیرًا لکل الراغبین فی الزواج من الشباب على التأکد من ضمان المنتج التجاری «المرأة» وعدم اختیارها عروسة من أفراح، وإنما اختیارها فی العزاء؛ لتجنب العش التجاری لحمایة المستهلک! کما لو کانت المرأة سلعة وتروج لکی تتزوج؛ لأن لا أحد یرضى بها على وضعها، وإنما بعدما تتجمل.

کما أن الرجل ینظر إلى المرأة کجسد یلبی احتیاجات الرجل الجنسیة من عرضه لشفایف عریضة وحمراء وقرن الفلفل الأحمر الحار الذی یوضع على شفتی المرأة. کما أنه یعرض لصور جمیلات السینما المصریة فی مشاهد إغراء وصور فیها إیحاءات جنسیة وأوضاع مثیرة جنسیًا من مشاهد شمس البارودی، وسعاد حسنی وغیرهن، ویعرض للنماذج الحالیة للإغراء والإیحاءات الجنسیة والإباحیة من واقع الفیدیو کلیب، ویطلق علیهم أسلحة لدمار الشامل «روبی» وهیفاء وهبی.

  - تبریرات علمیة

  عرض لطبائع شخصیة المرأة وطرق تفکیرها وممارساتها من وجهة نظر الرجل والتی تتمثل فی اختلاق المشاکل والنکد والثرثارة والتسوق والتمرد والعناد والتحرر والعصیان وشراهة الاستهلاک والکذب وحب النفس والمال والغیرة والشکوک والخیانة والحب منتهی الصلاحیة والکید من الحماة، ویوضح ذلک بتبریرات علمیة فیما یلی:

  إن الدراسات التحلیلیة أثبتت أن مخ المرأة یعیش بلا تخطیط وبلا هدف غیر ملتزمة، ویؤکد على خوف المرأة الشدید من الحسد مهما کان موقعها فی السلم الاجتماعی أو فی أی شریحة طبقیة فی المجتمع، ویعرض للزوجة المدمنة والمهووسة بالإنترنت، وأصبحت باردة تتصرف کما لو کانت جهازًا إلکترونیًا آلیًا فی کل تعاملاتها الیومیة، ویعرض للتشریح الفسیولوجی لمخ المرأة؛ للتأکید على ذلک، وهو أن أکبر حیز فی تشریح المخ للمرأة هو «مرکز إحداث المشاکل»، و«مرکز تصنیع النکد»، ویلیهما فی الحجم «مرکز الحش والتقطیع»، ثم «مرکز کلام فی کلام»، ثم «یا أنا یا أمک فی البیت»، ثم «ودنی السوق دلوقتی» (الحین)، ثم «مرکز التمرد والعصیان»، ثم یلیه «مرکز السؤال عن الراتب»، ثم مرکز «ودنی بیت أهلی»، ثم مرکز «أنا حلوة»، ثم مرکز «حارة الرجة»، ثم «مرکز الحب»، ثم «الصدق»، ثم «التفکیر» فی أصغر حجم فی ترکیبة مخ المرأة من وجهة نظر الرجال.

بینما التشریح الفسیولوجی لترکیبة قلب المرأة یوضح فیه شکل قلب المرأة، وأن أکبر شریان هو «الکذب»، وأن مرکز الإحساس غیر موجود نهائیًا، ونبضات حب النفس والذات أعلى نبضات، وشریان حب الفلوس، ثم الشکوک، ثم الغیرة حتى من نفسها، وبالنسبة للصمامات کلها خناقات وصمام النکد أساسی جدا، والحب منتهی الصلاحیة، وأعلى نسبة للحقد 100% ثم تلیها الخیانة، ونسبتها عالیة جدا.

  کما یصنف المرأة کعنصر معدنی له خواص فیزیائیة وکیمیائیة تتسم بالقبح لیعبر عن عصبیة المرأة وله استخدامات وتحذیرات: ووفقا للخواص الفیزیائیة للمرأة تصل لدرجة الغلیان لأتفه الأسباب، یمکن أن تتجمد فی أی وقت، تذوب بسهولة لو تعاملت معها بالشکل اللائق، بینما الخواص الکیمیائیة للمرأة أنها عنصر نشط جدا وغیر مستقر ویمتلک حساسیة قویة للذهب والفضة والبلاتین والأحجار الکریمة، ویتحول إلى اللون الأحمر عند وضعه بجانب عنصر مشابه أکثر جمالا، وأفضل العناصر المبددة للدخل حتى الآن، ولا تستطیع الصمود طویلا دون کلام، بالنسبة للتحذیرات: قابلة للانفجار إذا وُضعت فی مأزق، وقابلة لتغییر شکلها عند غسلها بالماء!

 یوضح أن أهم طباع المرأة من وجهة نظر الرجل النکد والمشاکل والکذب، وتسلط اللسان متأصلة فیها من خلال تشریحه الفسیولوجی لمخ وقلب المرأة، وکذلک: العدوانیة، والمفتریة، والعنیدة، والکیادة، والنمامة، والزنانة، واللحوحة، والثرثارة، والفقریة، والبومة، والمهمومة، والکشریة بملامح وجه حادة کئیبة، والغبیة، والمهملة، والجنّونة، والمتکبرة، والمغرورة، والمقموصة، وغیر المخلصة، والشریرة، والهبلة، والجبانة... بالإضافة إلى بلادة الإحساس، وحب الذات، والحمَقیة، والخبیثة، والدلعة، والبخیلة... وغیرها، ویؤکد أن من أکثر الصفات المتأصلة فی المرأة هی النکد، ویدلل على ذلک من خلال مسمیات تلقب بها المرأة وتتمثل فی: فتاة لأنها تفتی بمعرفة أو عدم معرفة، ومدام لأنها مداومة على النکد، وسیدة لأنها دائمًا سادّة نفس الرجل عن الحیاة، وامرأة لأنها ممررة عیشة الراجل، وحریم لأنها محرمة الراحة على الرجل، وزوجة لأنها تزجّ أنفها فی أدق تفاصیل الراجل، ونسوان لأنهن یجعلن الرجل ینسى اسمه، والجماعة لأنها تجمع کل هذه الصفات، وأخیرًا ولیة؛ لأنها بتولول عند وفاة الرجل؛ لأنها لا تجد من تنکد علیه. کما أن الرجل یرى المرأة هی السبب الرئیسی لکل ما یقوم به من أخطاء، ویرجع تقصیره فی واجباته الأسریة بسبب زهقه من نکد الزوجة له، ویسخر ویتهکم من تصرفات الزوجة السلبیة مبررا خیانة الزوج بأن الزوجة هی المقصرة، ولابد من أن تراجع نفسها، کما یعرض مستنکرا أن کون الرجل ناجحا لیس بسبب ما تقوم به الزوجة لأجل نجاحه، بمعنى أن النتیجة الحتمیة للتعایش مع الزوجة النکدیة والکئیبة هی أن الزوج یقضی وقتا أطول فی العمل مما یجعله إنسانا ناجحا فی عمله.  

  تبریرات دینیة

  یعرض لبعض الأحادیث النبویة للتدلیل على اعوجاج الزوجة وأنها ناقصة عقل ودین، ویؤکد علی الزوج أن یفهم طبیعة المرأة التی خُلقت علیها وأن یصبر على اعوجاجها وتقصیرها ویتجاوز عن زلاتها، ویعلن عن همسة فی أذن کل زوج، قال صلى الله علیه وسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقیم لک على طریقة، فإن استمعت بها وفیها عوج، وأن ذهبت تقیمها کسرتها وکسرها طلاقها" صحیح مسلم. فجملة ناقصات عقل ودین جملة یحفظها الرجل الشرقی عن ظهر قلب، لم یعرف أن معناها عکس ما یظن!! ناقصات دین: أی أن تکلیف الشعائر الدینیة یسقط عنها أحیانًا، ناقصات عقل: أی أن تفکیر القلب یزید عن تفکیر العقل أحیانا، رفقا بالقواریر أیها الرجال!! خمسة یتذکرها الرجل:«الرجال قوامون على النساء» «مثنى وثلاث ورباع» «إن کیدکن عظیم» «للذکر مثل حظ الأنثیین» «النساء ناقصات عقل ودین»، وخمسة یتناساها الرجل: «خیرکم خیرکم لأهله» «رفقا بالقواریر» «استوصوا بالنساء خیرًا» «ما أکرم النساء إلا کریم، ولا أهانهن إلا لئیم» «ولن تعدلوا بین النساء ولو حرصتم».

تبریرات بالمعتقدات والخرافات

 یؤکد الطباع المتأصلة فی المرأة وهی: الکید، والحقد، والغیرة من خلال الأقوال المأثورة والأمثال تحت عنوان «کلام له معنى»؛ لیعبر عن أنها تغار من الأفضل منها سواءً الأجمل والأنحف منها على مستوى الشکل والجسد، أو على مستوی الطباع والصفات «الحقودة وحشة بس عاجبة نفسها وتشوف الحلوین تغم علیها نفسها»، ویجسد ذلک بصورة لامرأة بتردح بکل جسدها من ملامح الوجه الحواجب المرفوعة والعین المحدقة والفم المفتوح باعوجاج والرأس المربوطة بإیشارب ویدها تلوح فی کل الاتجاهات وجسدها یتمایل یسارًا ویمینًا. ویجسد صورة لوجه المرأة التی ترى الأجمل منها، بالإضافة إلى الکید والنحرة بین الزوجة والحماة، ویؤکد ما هو مترسخ فی الثقافة عن الکید لدى النساء عامة سواء فتاة أو زوجة أو حماة باختلاف، والعداء بین الزوجة والحماة دون أی أسباب، وهو ما یؤکد ازدواجیة تفکیر المرأة وعدم موضوعیتها. ویرى أن المرأة مهلکة ولا یزال یلقب المرأة بالحریم مما هو مترسخ فی الثقافة من فرض الوصایة علیها وحمایتها، ویرفع شعار«الجسم السلیم فی البعد عن الحریم». یعرض لتفرقة یوضح منها أن المرأة کائن مختلف عنه، أی أنها من جنس آخر أو جنس أدنى منه، ویجب أن تقوم بتصرفات معینة غیره ویسمح لها بأشیاء محددة ویفرق بین المرأة والرجل تفرقة بیولوجیة تشبه على أساس الجنس؛ الأنثى على أنها قفل والذکر مفتاح، ویعیب على الفتاة التی تتعرف على شباب ویحلل لنفسه ذلک، قائلا: «المفتاح الذی یفتح أکثر من قفل یکون مفتاحًا ممیزًا، أما القفل الذی یفتحه عدة مفاتیح فهو لا فائدة منه».

  یؤکد ذلک ما انشغل به علماء النفس الاجتماعی لعقود من الزمن بدراسة الصور النمطیة، وتوصلوا إلى أن انطباعاتنا الأولى عن الآخر تنشأ أو تقوم أساسًا على توقعاتنا المسبقة؛ فعندما ندرک موضوعًا أو حدثًا ما فإننا نقوم داخلیًا بتصنیفه من خلال مقارنة المعلومات القادمة إلینا بما تخزنه ذاکرتنا من موضوعات أو حوادث سابقة مماثلة، استقرت فیها على شکل مخططات Schemas ویعنی المخطط-نظریة-عن الکیفیة التی یعمل بها العالم المادی والاجتماعی، بأن تقسّم «الناس، الأشیاء، الحوادث، والمواقف» إلى أصناف تأخذ صیغة مکوّن معرفی تساعدنا على إدراک وتنظیم ومعالجة المعلومات. وبهذا یکون المخطط، معارف ومعتقدات منظّمة بخصوص عالمنا الاجتماعی.

وقد أوضح ألبورت ما یعزز القوة فی المجموعات الداخلیة والتعصب والعدوان ضد المجموعات الأخرى کالثورة والتنافسیة والقدرة على التمرد وتعزیز العنصریة( Jones,157,2005). هذا ما تؤکده الأطر النظریة من أن الصور النمطیة «Stereotypes» تسلب قدرتنا على التعامل مع کل عضو فی الجماعة على أنه فرد بحد ذاته. وتقود إلى توقعات ضیقة بشأن السلوک، فصورنا النمطیة تقودنا إلى أن نتوقع بأن النساء سیتصرفن جمیعهن من دون استثناء بطریقة معینة.   

 ولا نغفل أن السیاق الاجتماعی والثقافی وهو الذی ینبع منه التنمیط والتعصب ضد المرأة، ومن الأسباب التی تغذی التنمیط فی المجتمع العادات والتقالید، الحرکة بین الطبقات الاجتماعیة، الکثافة السکانیة، والمصالح الاقتصادیة المؤثرة فی العلاقات بین فئات المجتمع المختلفة. فالنماذج النمطیة تستخدم لحمایة المزایا الاجتماعیة والثقافیة لفئة معینة فی المجتمع. فهناک بعض الجهات التی تصور لأفراد المجتمع أن المرأة تنافس الرجل فی فرص العمل، والمرأة هی التی تزاحم الرجال فی العمل، ویصبح النموذج الذی یحط من شأن المرأة وسیلة للتعبیر عن مشاعر الیأس والإحباط الناتجة عن الأزمة الاقتصادیة الحالیة.

خاتمة

  خلصت الدراسة إلى أن المجتمع الافتراضی حصر المرأة فی مجموعة من النماذج النمطیة التی تکرس لأفکار وأوضاع لا تتواءم مع متغیرات العصر، ولا تتفق مع واقع المرأة المعاش، وینبغی التصدی لهذا التنمیط الذی یتعصب ضد المرأة، ویعوق تقدمها وتطورها، وبالتالی یحول دون تطور وتقدم المجتمع ککل. وإن مواجهة الصور النمطیة لیست بالمسألة السهلة؛ لأنها غالبًا ما تکون متجذرة فی الوعی الفردی والجمعی، والأخطر أنها لیست مجرد صور یمکن إزاحتها؛ ولکنها منهج تفکیر یعتمد على القوالب الجاهزة ویعادی التفکیر العلمی، والأخطر من ذلک أنه مع تدنی الثقافة؛ تصبح الصور النمطیة والوصمة ذات مشروعیة ثقافیة واجتماعیة وکأنها حقائق أو من طبائع الأمور.



[1] - http://2012books.lardbucket.org/books/social-psychology-principles/s15-stereotypes-prejudice-and-disc.html،Thisis“Stereotypes،Prejudice،and iscrimination”، chapter 12 from the book Social Psychology Principles (v. 1.0).Fordetailsonit(includinglicensing)،http://www.qatarshares.com/vb/archive/index.php/t-82538.html

[2][2] -   برنامج NVivo 11 - pro هو برنامج یدعم البحث الکمی الکیفی، حیث یعمل على تنظیم وتحلیل البیانات سواء الکمیة أو الکیفیة مثل المقابلات على سبیل المثال.

                                http://www.qsrinternational.com

1-  أبو زهرة، عادل(2007): طبیعة المرأة مقاربات، تحریر أمیمة أبو بکر، ط1، مؤسسة المرأة والذاکرة.
2-  إدجار،أندرو& جویک، بیتر سید(2009):موسوعة النظریة الثقافیة المفاهیم والمصطلحات الأساسیة، تقدیم محمد الجوهری، ترجمة: هناء الجوهری، المرکز القومی للترجمة.
3-  الخولی، یمنى طریف(2014): النسویة وفلسفة العلم، القاهرة: الهیئة العامة لقصور الثقافة. 
4-  الصدة، هدى وآخرون(2002):مدخل إلى قضایا المرأة فی سطور وصور، القاهرة: ملتقى المرأة والذاکرة.
5-  المصرى، سعید(2015):صور التمییز الثقافى فى التراث الشعبى المصرى، مجلة المأثورات الشعبیة بالدوحة.
6-  بکری،سلوی،الصدة، هدی(1998): کتاب المرأة 5-6، دار نصوص للنشر هاجر، ط1.
7-  بهاسین، کاملا (2003): فهم النوع الاجتماعی (الجندر)، مرکز سالمة للدراسات والتدریب فی مجال المرأة.
8-  رشدی، ملک(2007): طبیعة المرأة مقاربات، تحریر أمیمة أبو بکر، ط1، مؤسسة المرأة والذاکرة.
9-  زاید،أحمد(2011):الأسرة العربیة فی عالم متغیر، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة، کلیة الآداب، جامعة القاهرة، 238-242.
10-   سمیث، شارلوت سیمور(2009): موسوعة علم الإنسان المفاهیم والمصطلحات الإنثروبولوجیة، ط2، ترجمة علیاء شکری وآخرون، مراجعة محمد الجوهری، القاهرة: المجلس القومی للترجمة.
11-   سنبل، أمیرة الأزهری (1999): النساء والأسرة والقوانین الطلاق فی التاریخ الأسلامی، مراجعة وتقدیم رؤوف عباس ، ترجمة آمال علی مظهر وآخرون، المجلس الاعلی للثقافة.
12- سولوموز، مارتین بالمروجان(2002):مطالعات قومی ونزادی درقرن بیستم، ترجمة: برویزدلیربور، وسید محمد کمال سروریان، بروهشکده طالعات راهبردی، تهران.
13-                        عبدالله، معتز سید(1989):الاتجاهات التعصبیة، عالم المعرفة، الکویت: المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب، 1989.
14- مصلح، مصلح:الصور النمطیة بین هدر الواقع ومسخه، فلسطین 22 نوفمبر 2015 الدخول 20 فبرایر الساعة 1 بعد الظهر-http://www.ultrasawt.com
15-موهانتی، تشاندرا تالبید ( 2002): أمام أعین غربیة البحث النسوی والخطابات الکولونیالیة ،اصوات بدیلة المرأة والعرق والوطن فی العالم الثالث، تحریر هدی الصدة، ترجمة هالة کمال،المرکز القومی للترجمة.
16-نزال، سلیم(2015):حصاد مر نظرات فی الفکر والثقافة والاجتماع السیاسی، إصدارات کتب لندن.
17-هاینال،أندریه وآخرون(1990):سیکولوجیة التعصب، ترجمة:خلیل أحمد خلیل، دارالساقی.
18- هوکس، بل(2002):المرأة السوداء وصیاغة النظریة النسویة، أصوات بدیلة (المرأة والعرق والوطن فی العالم الثالث)، تحریر هدى الصدة، ترجمة هالة کمال، المجلس الأعلی للثقافة.
19-  هیسی بایبر، شارلین ناجی- لینا لیفی، باتریشا (2014 ):البحث النسوی نظریة وتطبیقا، ترجمة وتقدیم هالة کمال ، المرکز القومی للترجمة.
20- هیلین توماس، جمیلة أحمد(2010): الأجساد الثقافیة الإثنوغرافیا والنظریة، ترجمة: أسامة الغزولی، القاهرة: المجلس القومی للترجمة.
ثانیاً: قائمة المراجع الاجنبیة:
1-  Agius,Emmanuel، Ambrosewicz،Jolanta(2003):Towards a Culture of Tolerance and Peace. International Bureau for Children's Rights.
2-  Cardwell، M.(1996):Dictionary of Psychology. Chicago IL: Fitzroy Dearborn.p.59.
http://www.simplypsychology.org/katz-braly.html
http://www.microsofttranslator.com/bv.aspx?ref=SERP&br=ro&mkt=ar-EG&dl=ar&lp=EN_AR&a=http%3a%2f%2fdictionary.reference.com%2fbrowse%2fstereotype
3-  Jean،e.(1991)،controlling sex and decency in advertising around the world journal of advertising،vol.20،pp.25-36.
4-  Jost, John T. and L. Hamilton, David:Stereotypes in Our Culture - On the Nature of Prejudice Fifty Years after Allport، Edited by John F. Dovidio، Peter Glick، and Laurie A. Rudman،Blackwellpulishing، p.210.
5-  Jones, James M. (2005):Mechanisms for Coping with Victimization: Self-Protection Plus Self-Enhancement، On the Nature of Prejudice Fifty Years after Allport، Edited by John F. Dovidio، Peter Glick ، and Laurie A.Rudman, Blackwellpulishing, p.157.
http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?82538-الصورة-النمطیة-عن-الآخر-Stereotype///http://www.qatarshares.com/vb/archive/index.php/t-82538.html.
6-  Judd , Charles M and Park ,Bernadette(2005): Group Differences and Stereotype Accuracy، Edited by John F. Dovidio، Peter Glick. : ، and Laurie A. Rudman، Blackwell pulishing،p.123.
7-  Shih، M.، Pittinsky، T. L.، &Ambady، N. (1999): Stereotype susceptibility: Identity salience and shifts in quantitative performance. Psychological science، 10(1)، 80-83.
8-  Steele، C. M.، & Aronson، J. (1995). Stereotype threat and the intellectual test performance of African Americans. Journal of personality and social psychology، 69(5)، 797.
9-  Vlad, Glăveanu (2007): Stereotypes Revised – Theoretical Models، Taxonomy and the Role of Stereotypes، Europe’s Journal of Psychology،Vol 3، No 3. P.p.3:10. University of Bucharest.
10-    Wallachia ,Joan Scott,(1996): Gender A useful category of historical Analysis, in feminism and history,ed.joan Wallachia Oxford and New York  Oxford university press,19961,52- 180.