أسْبَاب ظاهرة الإمالة لدى علماء اللُّغَة المتأخِّرِين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

طالب دراسات عليا(دکتوراه) بجامعة القاهرة, کلية الآدَاب, قسم اللُّغة العربيَّة

المستخلص

     ظاهرة الإمالة ظاهرة صوتيِّة تهْدِف الانْسجام بيْن مُصَوِت الألف وما جاوره من کَسْرة, أو ياء؛ لغَرض التَّسهيل النُّطْقي؛حيث الأصوات المُصَوِّتة في اللُّغة العربيَّة تتنافَى تشکُّلاتها النُّطْقيَّة, وهي في الواقع ظاهرة مجوَّزة؛ إذ لا يُعْد مُصوِّت الألف المُمال فونيمًا رئيسًا ذَا بالٍ في التَّأثير على المعَانِي, وخاض علماء اللُّغة المُتقدِّمون, والمُتأخِّرون دراسة هذه الظَّاهرة, وأسبابها, وکان ثمَّة خِلاف بَيْن علماء اللُّغة المُتأخِّرين في عدد هذه الأسباب, وکذلک التَّعبيرات الدَّالة عليها, بالإضافة إلى أنَّ دراستهم مُقَارنةً بمن تقدَّمهم أکْثَر تفصيلاً, ومؤَّيده بالتَّعليل الصَّوتي المُوافِق للعِلْم الصَّوتي الحديث, کما أنَّ هناک خِلافًا بين علماء اللّغة المُتأخِّرين وسيبويه لدى تقرير جواز الإمالة ومَنْعِها في بعْض المَواضِع, وأکَّد العِلْم الصَّوتي الحديث صحَّة ما خالفُوا به سيبويه.

الكلمات الرئيسية


تُعَدَّ ظاهرة الإمَالة ظاهرة صوتیةمُجَوَّزَة قد اسْتَلْزمها نُطْق بعْض القبائل العربیَّة؛ لغَرَض التَّسهیل النُّطْقِی, من خلال التَّقْریب بیْن الأصوات المُصَوِّتة ضِمْن التَّرکیب اللُّغوی؛ لکَوْن هذه الأصوات تتنافَى مَواضع تشکُّلاتِها النُّطْقیَّة, وکما هو معْلُوم أنَّ لکُلِّ ظاهرة صوتیَّة أسباب تُفْضِی حُدُوثها, وقد أفْرد علماء اللُّغة المُتقدِّمین, والمُتأخِّرین أبوابًا وفُصُولاً لدَرْس هذه الظَّاهرة وأسْبَابها, وجاء تناول علماء اللُّغَة المُتأخِّرین لأسباب الإمالة أکْثر تفصیلًا من الجِهَة الصوتیَّة مُقَارنَةً بسیبویه, والمُبَرِّد ضِمْن علماء اللُّغة المُتقدِّمین, معْتَمِدِین فی کلِّ ما یُقَرِّرُونه التَّعْلیل الصَّوتی, ونعْنِی بعلماء اللُّغَة المُتأخِّرین الذین عاشوا بَیْن القَرْنین الخامس والعاشر الهجریین, کالأعْلَم الشَّنْتَمْرِی, والزَّمخْشَرِی, وابن یعیش, وابن الحاجب, والرَّضی, وأبی حیَّان, وابن عقیل, والسَّیوطِی, وغیْرَهم, وهذه الظَّاهرة تقع لدى العِلْم الصَّوتی الحدیث ضِمْن إطَار ما یُسَمَّى"المُماثلة" بجانب الإدْغَام, والإبْدَال, والإعْلال.

     بدأ البحث بذِکْرتعریف الإمَالة لُغَةً, واصْطِلاحًا لدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین, ثمَّ رَصْد اخْتلافبعْض عباراتِهملمفهُوم الإمالة بشکْل مُخْتَصَر؛ لمُناقشة شُمُولها المَوَاضِع المُحَدَّدة للإمالة فی اللَّهجات العربیَّة من جهة وموافقتها العِلْم الصَّوتی الحدیث من جِهَةٍ أُخْرَى, ثمَّ تَطَرَّق البحث بشْکل مُوجَز کذکبیَان غَرض الإمَالة من حیث التَّسْهیل النُّطْقی, والتَّناسُب السَّمْعِی, وأُفْرد أخِیرًامساحة نحْسَبُها بإذن اللَّه کافیةً لدراسة أسباب الإمالة القیاسیَّة لدى علماء اللُّغة المُتأخِّرین؛ مبیَّنًا بها اختلافهم فی عدَدِها من جهة, وعِبَاراتهاالدِّلالة علیها من جهة أُخْرى, بالإضَافة لرَصْد جوانب الاتِّفَاق, والاختلاف مع علماء اللُّغَة المُتقدِّمین, ومَوَاطِن ما أضَافه علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین, ومُقَارَنة ذلک بالعِلْم الصَّوتی الحدیث, ثمَّ خاتِمَة ترصُد أبْرَز نتائج البَحث, متبُوعة بثَبْتٍ للمَصَادِر, والمَرَاجِع.

     واعتمد البحث للوصول لهدفه المنهج الوصْفِی؛ لوصْف المادَّة العلمیَّة لدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرین, وکذلک المنْهج التَّاریخِی؛ لبیان ما أضافه هؤلاء العلماء على سابقیهم من جهة, وصدى تلک الإضَافة لدى العِلْم الصَّوتی الحدیث منجهة أُخْرى.

 

                                                                         الباحث

 

 

(تعریف الإمالة لغةً واصْطِلاحًا)

المَعْنى اللُّغوی:-

     جاء فی لسان العرب:" (مَیَلَ): المَیْلُ: العُدُول إلى الشَّیء, والإقْبَال علیه, وکذلک المَیْلان, ومَال الشَّیء یَمِیل مَیْلًا, ومَمالًا, ومَمِیلًا, وتَمْیالًا"([i]).

المَعْنى الاصطلاحی([ii]):-

      الإمالة لدى الشَّنْتَمْرِی:-"أنْ تُمال الألف نَحْوَ الیاء, فتکون بَیْن الألف, والیاء فی اللَّفظ...وإمَالة الألف تُوجِب إمَالة ما قبلها"([iii]).

     وهی عنْد الزَّمخشری:-"أنْ تَنْحُوَ بالألف نَحْوَ الکَسْرة..."([iv]).   

     وعرَّفها الأنباری بقوله:-"أنْ تَنْحُوَ بالفتحة نَحْوَ الکَسْرة, وبالألف نَحْوَ الیاء"([v]).

     وذَکَر العُکْبَرِی أنَّ الإمالة:-"تَقْرِیب الألف من الیاء, والفتحة قبلها مِنْ الکَسْرة"([vi]).

     ورَبَطَ ابن یعیش بَیْن المفهومین اللُّغَوی والاصطلاحِی للإمالة قائلاً:-"اعلم أنَّ الإمالة مَصْدَر"أَمَلْتُه أُمِیلُه إمَالة", والمَیْل: الانحراف عن القَصْد, یُقال منه:"مال الشَّیء", ومِنْه "مال الحاکم" إذا عَدَلَ عن الاستواء, وکذلک الإمالة فی العربیَّة عُدُولٌ بالألف عن استوائه, وجُنُوحٌ به إلى الیاء... فیُمیلون الفتحة قبلها إلى الکَسْرة, فیُمیلون الألف نَحْوَ الیاء"([vii]).

     والإمالة عند ابن الحاجب:-"هیأنْ تَنْحُوَ بالفتحة نَحْوَ الکَسْرة..."([viii]).

وقال ابن مالک:-"الإمالة هی أنْ یُنْحَى... بالفتحة نَحْوَ الکَسْرة, وبالألف نَحْوَ الیاء..."([ix]).

وعرَّف الرَّضی الإمالة بأنَّها:-"... تُمال الفتحة نَحْوَ الکَسْرة..."([x]).

     وقال أبو حیَّان فی تعریف الإمالة:-"أنْ یُنْحَى بالألف نَحْوَ الیاء, فیَلْزم من ذلک:أنْ یُنْحَى بالفتحة قبلها نَحْوَ الکَسْرة..."([xi]).

     والإمالة عند ابن عقیل هی أنْ:-"...یُنْحَى بالفتحة نَحْوَ الکَسْرة, فلا یُمْکِن أنْ یُنْحَى بالألف نَحْوَ الیاء إلا بذلک"([xii]).

     ولدى السِّیوطی أنْ تَنْحُوَ:-"بالألف نَحْوَ الیاء, ولا یُمْکن أنْ یُنْحَى بها نَحْوَ الیاء حتى یُنْحَى بالفتحة نَحْوَ الکَسْرة..."([xiii]).

ومن خلال رَصْدِ الدِّراسة تعریفات علماء اللُّغة المتأخِّرین لمفهوم الإمالة, ثمَّ تدقیق نَظَرِها لتنوِّع ظاهر بعْضْ تلک التَّعریفات وتَمَایُزِها,ومناقشة شُمولِها المواضع المحدَّدة للإمالة فی اللَّهجات العربیَّة المُمیلة من جهة, وموافقتها العلم الصَّوتی الحدیث من جهة أخرى خَلُصَت للنُّقاط التَّالیة:-

1-    إنَّ إشارة بعض علماء اللُّغة المتأخِّرین کالعُکْبَرِی, وابن یعیش, أو اشتراط بعضهم کالشَّنْتَمْری, وأبی حیّان, وابن عقیل, والسِّیوطی "لإمالة مصوِّت الألف نَحْوَ الیاء إمالة مصوِّت الفتحة قبله نَحْوَ مصوِّت الکَسْرة", أو العَکْس, "إمالة مصوِّت الفتحة نَحْوَ الکَسْرة مُسْتَوْجِبةإمالة مصوِّت الألف نَحْوَ الیاء",مفْضِیٌ فی واقعه لتَجَاوِزَین اثنین:-

-         التَّجاوز الأول:- یَکْمُن فی قِصَر الدِّلالة على المفهوم العام للإمالة؛ حیث مفهوم الإمالة وِفْقَ ما تعیَّن فی اللَّهجات العربیَّة المُمیلة,یشمل إمالة مصوَّت الألف نَحْوَ الیاء, وإمالة مصوِّت الفتحة نَحْوَمُصَوِّت الکَسْرة فی نَحْوِکَلِمَتی:"رحمَة", و"من الکبَرِ"؛ وبناءً علیه فإنَّ تعریف العلماء المذکورین لم یَکُن جامعَ نوعین ضِمْن أنواع الإمالة المقرَّرة فی اللَّجهات العربیَّةالمُمیلة.

-         التَّجاوز الثَّانی:- یَکْمُن فی منافاة العِلْم الصَّوتی الحدیث تحدیدهم وجود مصوِّتات قصیرة قبل المصوِّتات الطَّویلة,"وهذا جارٍ على تصوُّر علماء العربیَّة المتقدِّمین فی أنَّ کل حَرَکَة من الحَرَکات الطِّوال تکون مسبوقة بحَرَکَة قصیرة من جِنْسها... وهذا من النَّاحیة الصَّوتیَّة لا وجود له, وتصوُّره قائم على أساس غیر موجود"([xiv]).

2-    تعریف الزَّمخشری للإمالة کان مُخالفًا من سَبَقَه وتَبِعَه؛إذْ ذَکر أنَّ الإمَالة:"أنْ تنْحُوَبالألف نَحْوَ الکَسْرة", ولعلَّه أراد بما ذَکَر الإشارة إلى أنَّ مصوِّت الألف یُمَال بأقوى أسباب الإمالة من وِجْهَة نَظَرِ أَغلب علماء اللُّغة,وهو:"الکَسْرة"([xv]), أو أنَّه أراد بتعبیر"الکَسْرة" مُصْطَلحًا آخَرَ للدَّلالة على "الإمالة" کالشَّنْتَمْری([xvi]).

3-    اکْتَفَى ابن الحاجب, والرَّضی عند تعریف الإمالة الإشارة فقط لإمَالة صوت الفتحة (مُصَوِّتًا قصیرًا) نحْو صوت الکَسْرَة (مُصوِّتًا قصیرًا), مُقَارنةً بإسْهَاب تعریف الأنْباری, وابن مالک لدى ذِکْر إمالة صوت الفتحة (مُصَوِّتًا قصیرًا) نَحْو صوت الکَسْرَة( مُصَوِّتًا قصیرًا), وکذلک إمالة صوت الألف(مُصَوِّتًا طویلاً) نَحْو صوت الیاء(مُصَوِّتًا طویلاً)؛ ولأنَّهإذْ تأصَّل لدى علماء اللُّغة فی التُّراث العربی, وأکَّده العِلْم الصَّوتی الحدیث فیما بَعْد أنَّ المصوِّتات القصیرة والطَّویلة من قَبِیلٍ واحدٍ لا فَرْقَ بینها إلا من الجانب الکَمْیَّ([xvii])؛ فإنَّ إشارة ابن الحاجب, والرَّضی إمالة مُصَوِّت الفتحة نَحْو الکَسْرَة یُفْضِی الاسْتِغْنَاء عن الإشارة لإمالة مصوِّت الألف نَحْو مُصَوِّت الیاء, وبالتَّالی شُمُول المواضع المقرَّرة للإمالة والمحدَّدة فی اللَّهجات العربیَّة المُمیلة([xviii]), ومُوافَقته البَحْث الصَّوتی الحدیث, وامْتِازِه الاخْتِصَار, والإیجاز.

4-    أشار ابن یعیش فی تعریفه الإمالة لعلاقة اشْتِرَاک الأصْل اللُّغَوی بالمفْهُوم الاصْطِلاحِی؛ وتلک دِلالةً تُفِید بشَکْلٍ عامٍ أنَّ اخْتیار علماء اللُّغة اصْطِلاحًا دالاً على ظَّاهِرةٍ صوتیَّة مَا مُنْبَثِقٌ من جِذْرِه اللُّغَوِی.

                 (غَرَض الإمالة من النَّاحیة الصوتیَّة)

    عَدَّ علماء اللُّغة المُتأخِّرین ظاهرة الإمالة غیر واجبة فی اللِّسَان العربی بل مُجوَّزة([xix]), وفَرْع([xx]), وطارئة([xxi]), الغرض منها:- انسجام مصوِّت الألف لدى مجاورته الکَسْرَة, والیاء؛ قال الأنْبَارِی:"فإنْ قِیل: فلمَ أُدْخِلَت الإمَالة الکلام؟ قِیل:طَلَبًا للتَّشَاکُل"([xxii]), وذَکر السِّیوطِی أنَّ:"المقصُود بالإمَالة تناسُب الصَّوت"([xxiii]), فعلى الرُّغم من اتِّفاق الأصوات المصوِّتة بشکل عام مُقارنةً بغیرها من الأصوات فی الجَهْر مع الوضوح السَّمعی([xxiv]) فیزیائَّیًا, والامتداد مع مرور هوائِهَا حُرًا طَلِیقًا دون اعتراض واحتکاک نُطْقیًّا, فإنَّ ثَمَّة تنافی یتمثَّل من النَّاحیة الفیزیائیَّة فی تخالف حُجرات الرَّنین لدى الإنْتاج؛ مُفْضِیًا تخَالفًا فی مستویات تردُّدَاتِهَا([xxv]), ومن النَّاحیة النُّطقیَّة التَّباین الشَّدید لأوضاع اللِّسان المُتَّخَذَة لدى تشکُّلها([xxvi]), وبناءً علیه؛ فإنَّ رغبة الانسجام الصَّوتی, المُتمثِّلة تحقیق السُّهولة النُّطقیِّة, والسَّلاسة السَّمعیَّةأبْعَدت التَّنافی الکائن بَیْن مصوِّتی الألف والیاء على وجه الخصوص؛ بإمالة مصوِّت الألف نَحْوَ الیاء.

      وعلَّل ابن یعیش بشکل صریح وتفصیلی أَثَر انسجام المصوِّتین فی الإمالة نُطقیًّا بناءً على الوصف المَوْضِعِی لتشکُّل مصوِّتی الألف, والیاء بدءًا؛ حیث إنَّهما متباعدان نُطقیًّا, وإنَّ التَّقریب بینهما فی الإمالة یُحقِّق السُهولة النُطقیَّة ویُبْعِد المُنَافر؛ إذْ قال:"وکذلک فی الإمالة قَرَّبُوا الألف من الیاء؛ لأنَّ الألف تُطْلَب من الفَم أعلاه, والکَسْرة تُطْلَب أسْفَله وأدْنَاه فتَنَافَرا, ولمَّا تنافرا أُجْنِحَت الفتحة نَحْوَ الکَسْرة, والألف نَحْوَ الیاء, فصار الصَّوت بَیْن بَیْن, فاعتدل الأمر بینهما, وزال الاستثقال الحاصل بالتَّنافر, فاعرفه"([xxvii]), فوصف ابن یعیش کَیْفیَّة إنْتَاج مصوِّتی الألف, والیاء مَبْنِی على النَّظر لاختلاف تَشَکُّل اللَّسان؛ حیث یکون مُتَصعِّدًا باتِّجاه الحَنَک الأعلى لدى إنْتَاج مصوِّت الألف, ومُتَسَفِّلًا نَحْوَ قاع الفَم لدى إنْتَاج مصوِّت الیاء, وتحقیقًا للسُّهولة النُّطقیَّة, والبُعْد عن التَّنافر لدى التَّجاور؛ اتَّخذ اللِّسان فی الإمالة وَضْعًا متوسِّطًا بَیْن التَّصَعُّد, والانخفاض, وهو ما عبَّر عنه بـ"بَیْن بَیْن", ولوصْفِ ابن یعیش وَجْه قَبُول بمقارنته العلم الصَّوتی الحدیث مع الأخذ فی الحُسبَان الفُرُوق بَیْن الإمکانیَّات, والوسائل المُتاحة, فالعِلْم الصَّوتی الحدیث وما توَصَّله بِحُکم التَّطوُّر الکبیر,والثَّورة التُّکنولوجیَّة أمْکَنه وَضْع مِعْیار عام لإنْتَاج المصوِّتات على ید العَالِم دانیال جونز بعد التَّجارب المتکرِّرة بناءً على دور تَشَکُّلات اللِّسان الأفقیَّة, والعمودیَّة, واعتبار استدارة الشَّفتین وانفراجها, وحِیادها([xxviii]), واعتمادًا على هذا المِعْیار أَمْکن بدقَّةٍ وَصْف طریق إنْتَاج المصوِّتات فی اللُّغة العربیَّة؛ إذ یتشکَّل مصوِّتَا الکَسْرَة, والیاء بارتفاع الجُزْء الأمامی للِّسان ارتفاعًا مُقَاربًا ارتفاعه مع المصوِّت المعیاری"i"([xxix]), فی حین یتشکَّل مصوِّتَا الفتحة, والألف بانخفاض الجُزْء الأمامی للِّسان أدْنى درجة نَحْوَ قاع الفم, أمَّا ابن یعیش وِفْق ما ذَکر ترکَّز نَظَره على وسط اللِّسان من حیث تَصَعُّده فی الفتحة, والألف, وانخفاضه مع الکَسْرة, والیاء؛ إذْ وَجْه قَبُول ما ذَکره ابن یعیش تأکید العلم الصَّوتی الحدیث ارتفاع وسط اللِّسان على نَحْوٍ طَفیف لدى تشکُّل مصوِّت الفتحة, قال کمال بِشْر:"أعلى نُقْطَة فی اللِّسان حال النُّطْق بالفتحة العربیَّة هی وسطُه, ولکنَّها مع ذلک لیست حَرَکة مرْکزیَّة أو وُسْطَى... فاللِّسان مع الفتحة العربیَّة یکاد یکون مستویًا فی قاع الفَم مع ارتفاع خفیف فی وسطِه..."([xxx]), فابن یعیش وما توفَّر لدیهمن إمکانیَّات, ووسائل اعتمدت النَّظر, والملاحظة  نَظَرَ الجُزْء المرتفع من وسط اللِّسان ونَسَب له التَّصعُّد لدى إنْتَاج مصوِّت الفتحة, وإلى انخفاضه ونَسَب له التَّسَفُّل لدى إنْتَاج مصوِّت الکَسْرة, ومهما یَکُن فإنَّ ما ذَکَره ابن یعیش تعلیلاً لأثر الإمالة ودورها فی الانسجام بَیْن المصوِّتین على المستوى النُّطقی أدَقّ من تعلیل ابن جنِّی ضِمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمِین ؛ حیث قال ابن جنِّی:" ...الفتحة أوَّل الحَرَکات وأَدْخَلها فی الحَلْق, والکَسْرة بَعْدها, والضمَّة بعد الکَسْرة, فإذا بدأت بالفتحة, وتَصَعَّدت تَطْلُب صَدْر الفم والشَّفتین اجتازت فی مرورها بمخرج الیاء, والواو, فجاز أن تُشِمَّها شَیئًا من الکَسْرة, أو الضمَّة لتَطْرُقَها إیَّاهما, ولو تَکَلَّفْتَ أنْ تُشِمّ الکسرة أو الضَمَّة رائحة من الفتحة لاحْتَجْتَ إلى الرُّجوع إلى أوَّل الحَلْق, فکان فی ذلک انتقاض عادة الصَّوت بتراجعه إلى ورائه, وتَرْکِه التَّقدُّم إلى صَدْر الفم, والنُّفُوذ بَیْن الشَّفتین..."([xxxi]), یتَّضح الفارق؛ حیث تعلیل ابن یعیش اعتمد حرَکَة اللَّسان التی تُمَثِّل دورًا جوهریًّا فی عملیَّة تَشْکُّل المصوَّتات, خِلاف ابن جنِّی الذی وَزَّع مواضِع المصوِّتات وتَشَکُّلاتها على أعضاء النُّطْق المتنوِّعة ابتداءً بالحَلْق, ومرورًا بصَدْر الفَم, وانتهاءً بالشَّفتین, فعِلَّة إمالة مصوِّت الألف نَحْو الیاء لدى ابن جنِّی نُطْقیًّا؛ کَون مصوِّت الألف یجتاز فی مروره مَخْرج الیاء.

     وأضاف ابن یعیش بجانب التَّعلیل النُّطقی تعلیلاً فیزیائیًّا یُجْلِی أثَر الإمالة ودورها الانسجام بَیْن المصوِّتین؛ حیث قال:"...وذلک أنَّ الغرض من الإمالة إنَّما هو مُشَاکَلَة أجْرَاس الحُرُوف, والتَّباعُد من تَنَافِیهَا..."([xxxii]), وقال فی مَوْضِعٍ آخر:"...والغَرَض من ذلک تَنَاسُب الأصوات وتَقَارُب أجْرَاسِهَا"([xxxiii])؛ إذ أکَّد العِلَم الصَّوتی الحدیث مَرْجِع تَخالُف الأصوات المصوِّتة فیزیائیًّا اختلاف حُجْرات الرَّنین النَّاتِج عن تحرُّکات اللِّسان العمودیَّة, والأفقیَّة, وتفَاوُت التَّضییق بَیْن الحُجْرتین الفمویَّة, والحلْقیَّة, بالإضافة لاستدارة الشَّفتین, فحُجْرة رنین مصوِّت الیاء مُجْملها حُجْرة خَلْفیَّة, وحُجْرة رنین مصوِّت الألف واحدة یکون جُزْؤها الخَلْفی"الحَلْقی" أَضْیق من جُزْئِها الأمامی"الفموی"؛ وذلک یُفْضِی اختلافًا بیْنَهما فی مستویات الترَّدد([xxxiv]), وأکَّد سمیر استیتیة وأثبت لدى دراسة عدد تَرَدُّدَات مصوِّت الکَسْرة ومقارنتها بتَردُّدات مصوِّت الإمالة على أحدث الأجهزة الصَّوتیة أنَّ تردُّدات مصوِّت الکَسْرة أقوى من تَردُّدات مصوِّت الإمالة([xxxv])؛ فالإمالة إذن من النَّاحیة الفیزیائیَّة:- حقِّقت التَّناسب السَّمعی لدى مُجاور مصوِّتی الألف, والیاء, وهو عَیْن ما ذَکَره ابن یعیش.

      وقبل البَتّ فی دراسة أسباب الإمالة صوتیًّا نُشِیر إلى أنَّ تَقْریب الأصوات لدى العِلْم الصَّوتی الحدیث بشَکْل عَام وضِمْنَها الأصوات المُصَوِّتَة یقع ضِمْن إطَار "المُمَاثَلة الصَّوتیَّة"([xxxvi]), وقد جاء هذا المُصْطَلَح مُحَدَّدًا باعتبارات, وتقسیمات نَذْکر منها ما یخْتَصُّ بهذا البحْث:-

1-    اعتبار تأثُّر أحد الصَّوتین بالآخر, ویُقسَّم لقسْمَیْن:-

الأول:- تأثُّر الصَّوت الأول بالصَّوت الثَّانی, ونُعِتَ بـ:-"المُماثلة الرَّجعیَّة"([xxxvii]).

الثَّانی:- تأثُّر الصَّوت الثَّانی بالصَّوت الأول, ونُعِتَ بـ:-"المماثلة التَّقدمیَّة"([xxxviii]).

2-    اعتبار درجة أثّر أحد الصَّوتین فی الآخر, ویُقسَّم لقسمین:-

الأول:-أَثَرُ صوت فی آخر مُجاورٍ له یُفْضِی تقاربًا فی السِّمات النُّطقیَّة, ونُعِتَ بـ"المُماثلة الجُزْئِیَّة"([xxxix]), ومثاله:- قَلْب صوت التَّاء دالاَ فی کلمة "اذْتَکر",

والثَّانی:- أَثَرُ صوتٍ فی آخر مُجاورٍ له یُفْضِی اتِّفَاقًا تامًا فی السِّمات النُّطقیَّة,ونُعِتَ بـ"المُماثلة الکُلیَّة"([xl]), ومثاله:- قَلْب صوت الذَّال دالاً فی کلمة "اذدَکر",

3-    اعتبار اتِّصال الصَّوت المُتأثِّر وانفصاله, وینقسم کما هو واضح إلى قسمین:-

الأول:- "المُمَاثلة المباشرة"([xli]), أو"التَّأثُّر فی حالة الاتِّصال"([xlii]).

الثَّانی:- "المُماثلة غیر المباشرة"([xliii]), أو"التَّأثُّر فی حالة الانفصال"([xliv])

                               (أسباب الإمالة)

     أجْمَع عددٌضِمْن علماء اللُّغَة المتأخِّرینعلى أنَّ أسباب إمالة مصوِّت الألف:-"ستَّة أسباب"([xlv]), فی حین عدَّها أبو حیَّان:-"ثمانیة أسباب"([xlvi]), ونَقَل السِّیوطی عن القُرَّاء أنَّها:-"عَشْرة أسباب"([xlvii]), "وهنا سؤال مَفَادُه: هل إنَّ مَن ذَکَر أکثَر من ستَّة أسباب قد ذَکَر أسبابًا لم یذْکرها مَن ذَکَر السِّتَّة؟والجواب:لا, ولکنْ الذی جعلها سِتَّة ذَکَرها باختصار, ودَمَجَ أکثر من سبب فی سبب واحد, ثمَّ ضَمَّن ما زاد علیها فی الشَّرح والتَّمثیل, والذی جعلها أکثَر من ذلک فَصَّل, ثم أتْبَعَه بالشَّرح والتَّمثیل"([xlviii]), وقد أجاب المُرَادِی عن ذلک أیضًا بقوله:"واعلم أنَّ عبارات المصنِّفین اختلفَت فی ذِکْر أسباب الإمالة, ولیس بَیْنَهم فی ذلک کبیر اختلَاف"([xlix]).

وفیما یلی بیان أسباب الإمالة القیاسیَّة, ودَرْسَهَا من النَّاحیة الصَّوتیَّةلدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین:-

  • ·        السَّبب الأول:- الکَسْرَة:-

فصَّل عددٌ ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین مقارنةً بسیبویه([l]) بیان أَثَر قوَّة مصوِّت الکَسْرة وضَعْفه طلب الانسجام الصَّوتی لدى مجاورته مصوِّت الألف, وعِلَله, ویُمْکن إبراز ذلک فی النُّقاط التَّالیة([li]):-

1-    وقوع مصوِّت الکَسْرة قبل مصوِّت الألف فی نَحْو:"عِمَاد" أقوى سببًا للإمالة وأدْعَى  مُقَارنةً بوقوعه بَعْد مصوِّت الألف مثل "عَالِم", ومَرْجِع ذلک؛ رَغْبة الانسجَام الصَّوتی, والتَّسْهِیل النُّطْقِی؛ إذ بالکلمة الأولى تَسَفُّل یَتْبَعه تَصَعُّد, والکلمة الثَّانیة تَصَعُّد یَتْبَعُه تَسَفُّل, والهبوط من عالٍ أسهل من التَّصَعُّد بعد التَّسَفُّل([lii]), ویُعدُّ التَّأثُّر فی الکلمة الأولى تأثرًا تَقَدُّمِیًّا جُزْئِیًّا مُنْفَصِلاً؛ لتأثُّر الصَّوت الثَّانی بالصَّوت الأول, وفی الکلمة الثَّانیة یُعدُّ تأثرًا رَجعیًّاجزئیًّا مُنْفَصِلاً؛ لتأثَّر الصَّوت الأول بالصَّوت الثَّانی.

2-    کلما کَثُرَت الکَسْرات کان أَدْعَى للإمالة لِقوَّة سببها([liii]), وعِلَّة ذلک؛ أنَّ کَثْرَة الکَسْرَات تُفْضِی زیادةً فی التَّنافر مع مصوِّت الألف مُقارنةً بالتَّنافر الحاصل مع الکَسْرة الواحدة؛ فکان ذلک أدْعَى للإمالة؛ تحقیقًا للانسجام الصَّوتی, والتَّسْهِیل النُّطْقِی.

3-    متى بَعُدَت الکَسْرَات عن مصوِّت الألف ضَعُف أثُرها؛ لأنَّ القُرْب من التَّأثیر ما لیس للبُعْدِ([liv]), وما ذُکِرَ فی الفِقْرَة السَّابقة من تعلیل یُذْکَر هاهنا؛ إذ قُرْب الکَسْرات مُفْضِی زیادةَ تنافرٍ مع مصوِّت الألف مُقارنةً ببُعْدِها؛ فیَقْوى لذلک سبب الإمالة؛ تحقیقًا للانسجام الصَّوتی, والتَّسْهِیل النُّطْقِی.

4-    لاجتماع أسباب الإمالة حُکْم لیس لانفرادها:-

-         فالإمالة فی "جِلِبَّاب" أقْوَى من إمالة "شِمْلال"؛ لأنَّ الکَسْرتین أقْوَى من الکَسْرة الواحدة.

-         إمالة "عِمَاد" أقْوَى من إمالة "شِمْلال"؛ لقُرْب الکَسْرة من الألف.

-         إمالة "شِمْلال" أقْوَى من إمالة "أکلتُ عِنَبا"؛ لقوة الحاجِز بالحَرَکة([lv]).

-         إمالة "أکلتُ عِنَبا" أقْوَى من إمَالة "دِرْهَمَان"؛ لأنَّ بَیْن کَسْرة الدَّال من "دِرْهَمان" وبَیْن الألف منها ثلاثة أحْرُف, فلمَّا کانت الکَسْرة أقْرَب إلى الألف فالإمالة له ألْزَم, والنَّصب جائز([lvi]).

5-    "الإمَالة لکَسْرة بِنَاء نَحْوُ:"نَزَالِ" أقْوَى منها لکَسْرة إعراب نَحْوُ:"بَابِک" مَجْرُورًا, والمُتَّصلة کَائنة ما کانت أقْوَى منها المُنْفصلة, نَحْوُ:"ثُلُثَا دِرْهَم", والظَّاهرة أقْوَى منها المقَدَّرة نَحْوُ:"حَادّ", والاعتداد بالکَسْرة فی الرَّاء أقْوَى من الاعتداد بها فی غیر الراء"([lvii]).

  • ·        السَّبب الثَّانی:- الیاء([lviii]):-

فصَّل علماء اللُّغة المتأخِّرین بیان أَثَر قُوَّة صوت الیاء وضَعْفه طَلَب الانسجام الصَّوتی, والتَّسهِیل النُّطْقِی  لدى مجاورته مصوِّت الألف, وعِلَله, ویُمْکن إبراز ذلک فی النُّقاط التَّالیة:-

1-    إمالة مصوِّت الألف المتِّصل به صوت الیاء, نَحْوُ:"السَّیَال", و"البَیَان"أقوى ممَّا تباعد عنه, ذَکَر ذلک ضِمْن علماء اللُّغة المُتأخِّرِین ابن یعیش([lix]),ویُعدُّ التَّاثُّر تأثُّرًا تقدُّمیًّا جُزْئیًّا مُتَّصِلاً.

2-    صوت الیاء مُضَعَّفًا أقْوَى فی إمالة مصوِّت الألف من صوت الیاء مُفْردًا, نَحْوُ:"کیَّال", و"بیَان", ذَکَرَ ذلک من علماء اللُّغة المتأخِّرین ابن یعیش([lx]), والرَّضی([lxi]), وأبی حیَّان([lxii]), وابن عقیل([lxiii]), والسِّیوطی([lxiv]), وعِلَّة ذلک لدى ابن یعیش:" أنَّ الیاء بمنزلة عِلَّتَیْن وسببین"([lxv]),ویُعدُّ التَّأثُّر تأثُّرًا تقدُّمیًّا جُزْئیًّا مُتَّصِلاً .

3-    صوت الیاء حال کَوْنه مصوِّتًا طویلًا,نَحْوُ:"دِیبَاج", و"دِیمَاس", أقْوَى فی إمالة مصوِّت الألف مُقارنةً کَوْن صوت الیاء نِصْف مصوِّت, نَحْوُ:-"شَیْبَان", و"عَیْلَان", وهذا ما تفرَّد ذِکْره ابن یعیش([lxvi]), والرَّضی([lxvii]) ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین, وهو ما یؤیِّده العِلم الصَّوتی الحدیث؛ حیث أنصاف المصوِّتات مُقارنةً بالأصوات المصوِّتة تتَّسم باحتکاک خفیف, وقِلَّة فی وضوحها السَّمعی, وقِصَرِها, وسلوکها سلوک الأصوات الصَّامتة فی التَّألیف الفونولوجی([lxviii]), ویُعدُّ التَّاثُّر فی ما ورد من أمثلة تأثُّرًا تقدُّمیًّا جُزْئیًّا مُنْفَصِلاً.

4-    صوت الیاء السَّاکن أقْوَى فی إمالة مصوِّت الألف,نَحْوُ:"شَیْبَان" مُقارنةً بصوت الیاء المتحرِّک بالفَتْح,نَحْوُ:"حَیَدَان"([lxix]), وعلَّل ابن یعیش, والرَّضی, وابن عقیل, والسِّیوطی ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین ذلک؛ حیث ذَکَرالرَّضی"أنَّ الحَرَکة بعد الحَرْف... ففتحة یاء"الحَیَدَان" فاصلة بَیْن الیاء, وفتحةَ الدَّال المُراد إمالتها, بخلاف "شَیْبَان"؛ فإنَّه لا حَرَکة فاصلة فی الأوَّل بَیْن الیاء وفتحة الباء"([lxx]),وقال ابن یعیش:"السَّاکنة أکثر لِینًا واستثْقالاً فکانت أدْعَى للإمالة"([lxxi]), وبیَّن ابن عقیل, والسِّیوطی:" أنَّ الانخفاض فی السَّاکنة أظْهر لقُرْبِهَا من حَرْف المَد"([lxxii]),ومَفَاد تعلیل الرَّضی الفَرْق بَیْن الیائین کَوْن صوت الیاء المتحرِّک تأثَّر باقتران مصوِّت الفتحة؛ فأفْضَى قِلَّة مُنَافَرة, ومُبایَنَة مصوِّت الألف لدى التَّجاور مُقارنةً بصوت الیاء السَّاکن؛ إِذْ لم یُقْتَرَن به أی مصوِّت مُنافِی طبیعة صوت الیاء یُسْهم تقلیل أَثَرِه, وقد عُدَّ تَتَابُعَی مصوِّت الفتحة صوت الیاء السَّاکن فی نَحْوِ:"شَیْبان", وصوت الیاء مصوِّت الفتحةفی نَحْو:"الحَیَدان", ضِمْن ما اُصْطُلِح تسمیته تارةً بـ:"الحَرَکات المُرکَّبة"([lxxiii]), وأُخرى بـ"الحَرَکات المُزْدَوَجة"([lxxiv])؛ إذ هو مصطلح دال على"وِحْدةصائتیَّة واحدة مرکَّبة من حَرَکتین متتابعتین فی مَقْطَع واحد, لتؤدِّیا وظیفة فونولوجیَّة واحدة"([lxxv]), وبالرُّغم منکَوْن هذا التَّتالی یُمَثل وِحْدتین صوتیَّن مُنْفَصِلَتَین فی اللُّغة العربیَّة فنولوجیًّا, فإنَّه بالنَّظر التَّحلیلی الصَّوتی یتقوَّى ثُبُوته, قال عبد الصَّبور شاهین:" فالمُزْدَوج قَوِیّ الوجود فی العربیَّة إذا ما نظرنا نَظْرَة تحلیلیَّة صوتیَّة, وهو ضعیف الوجود فیها إذا ما رُوعِیَ المستوى اللُّغوی"([lxxvi]), فصوت الیاء السَّاکن إذن وِفْق ما ذُکر یُمثِّل الجُزْء الثَّانیضِمْن جُزْئَی المصوِّت المُزْدَوج, مقتَربًا بذلک بشدَّة من الأصوات المصوِّتة؛ إذ لا یَفُرُقه عنها إلا حدوث احتکاک بسیط فَرَضَه الانتقال بَیْن المصوِّتین([lxxvii]), وأکَّد تعلیل ابن یعیش, وابن عقیل, والسِّیوطی المُقاربة على المستوى النُّطقی بَیْن صوت الیاء السَّاکن, ومصوِّت الیاء, وبشکل عام ما ذَکَره الرَّضی, وابن یعیش, وابن عقیل, والسِّیوطی من تعلیل یُجْلِی الفَرْق بَیْن أَثَر صوت الیاء السَّاکن, والمتحرِّک إمالة مصوِّت الألف فی واقِعِه توظیف إدْرَاکهم المصوِّتات المُزْدَوجة وِفْق النَّظْرة الصَّوتیَّة الحدیثة دوْرها ضِمْن التَّرکیب اللُّغوی, ویُعدُّ التَّاثُّر فی ما ورد تأثُّرًا تقدُّمیًّا جُزْئیًّا مُنْفَصِلاً.

5-    لا یؤثِّر صوت الیاء السَّاکن إذا ما فُصِل بَیْنه وبَیْن مصوِّت الألف صوتٌ مفتوح, أو مضموم, نَحْو:"دَیْدَبَان- کَیْذُبَان" کما ذَکَر الرَّضی([lxxviii]), وعِلَّة ذلک لدیه أنَّ:"الفتحة والضمَّة فاصِلَتان بَیْن الیاء والفتحة المُراد إمالتها, وإذا أَضْعَفت الفتحة حَرَکة الیاء فی نَحْوِ الحَیَدَان تأثیر الیاء مع أنَّها على نَفْس الیاء, فکیف إذا کانت على حَرْفٍ فاصل؟"([lxxix]), وخالفأبو حیَّان, والسِّیوطی الرَّضی اختصاص الصَّوت المضموم مَنْع أثر صوت الیاء السَّاکن إمالة مصوِّت الألف, نَحْوُ:"بیْتُها"([lxxx])؛ إذ علَّل ذلک أبو حیَّان بناءً على تَبَایُن تشکُّل عُضْو اللِّسان لدى إنْتَاج مصوِّتی الضَّمَّة, والإمالة؛ حیث ذَکَر السِّیوطی نقْلاً عنه:"...الضمَّة فیها ارتفاع فی النُّطْق, والإمالة فیها انخفاض فَتَدَافَعَا"([lxxxi]), فاللِّسان یتَّخذ تَشَکُّلاً مُرْتَفِعًا لدى إنْتَاج مصوِّت الضَّمَّة, وتشَکُّلاً مُنْخَفِضًا لدى تَشکُّل مصوِّت الإمالة, وفی ذلک تبایُن, وتنافر, أو"تَدَافُع" حَسْبَ تعبیره؛ فلذلک مُنِعَت الإمالة.

6-    یؤثِّر صوت الیاء متأخِّرًا فی إمالة مصوِّت الألف, نَحْوُ:"رایَة - بایَع", أشار لذلک ضِمْن علماء اللُّغة المُتَأخِّرین ابن مالک([lxxxii]), وأبو حیَّان([lxxxiii]), وابن عقیل([lxxxiv]), والسِّیوطی([lxxxv]), وخالف الرَّضی غَیْره ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین اشتراط أَثَر صوت الیاء المتأخِّر إمالة مصوِّت الألف کَوْنه مَکْسورًا فقط غَیْر مفتوحٍ أو مضموم؛إذْقال:"وإنْ تأخَّرت الیاء من الألف؛ فإنَّ کانت مکْسُورة کـ:"مُبایِع" فالمُقْتَضِی للإمالة فی مِثْله أقوى من المُقْتَضِی فی نَحْوِ:"عابِد", وإنْ کانت مفتوحة أو مضمومة کـ:"المبایَع", و"التَّبایُع" فلا تؤثِّر..."([lxxxvi]), وقدَّم لما ذَکَر تعلیلاً فی قوله:" لأنَّ الحرکة لشدَّة لزومها للحَرْف وإن کانت مُتَعَقِّبَة لها تَفُتُّ فی عَضُدها, وتُشْربها شیئًا من جَوْهَر نفسها وتُمیلها إلى مخْرَجِها شیئًا"([lxxxvii]), وما ذَکَره الرَّضی فی تعلیله یؤکِّد إدْراکه أَثَر تنوُّع المصوِّتات المُزْدَوجة الصَّاعدةلدى التَّرکیب اللُّغوی وفْق النَّظر الصَّوتی؛ حیث تَتابع المصوِّتات القصیرة صوت الیاء ما یُعْرَف بالعِلْم الصَّوتی الحدیث"المصوِّت المُزْدَوج الصَّاعد"([lxxxviii])؛ إذ:"صوت العِّلَّة (المصوِّت) الأکثر بُرُوزًا تالیًّا لنِصْف العِلَّة"([lxxxix])؛ وبالتَّالی أَثَر هذه المصوِّتات المُقْتَرِنة بصوت الیاء ضِمْن المصوِّت المُزْدَوج أقْوَى؛ کَوْنها تُمثِّل أعلى قِمَّة ضِمْن المقطع وأکثر بُرُوزًا؛ ولأجله اشترط الرَّضی لإمالة مصوِّت الألف کَوْن صوت الیاء التَّالی مَکْسورًا غَیْر مفتوحٍ أو مضموم.

     وبناءً على ما ذَکَره علماء اللُّغة المتأخِّرین من بیانٍ لأَثَرِ قوَّة سببی"الکَسْرة, والیاء" وضَعْفِه إمالة مصوِّت الألف؛ تحقیقًا للانسجام الصَّوتی, وتقدیم تعلیلات صوتیَّة وتفسیرات عِلمیَّة وافقت العِلْم الصَّوتی الحدیث؛ یُدَلِّل على الحِسّ المُرْهَف, والتَّذوق الصَّوتی, والفِهْم العمیق للعلائق بَیْن الأصوات وتأثیراتها ضِمْن التَّرکیب اللُّغوی.

  • ·        السَّبب الثَّالث:- انقلاب الألف عن الیاء([xc]):-

     أشار لهذا السَّبَب ضِمْن عُلماء اللُّغة المتأخِّرینالأعلَم الشَّنْتَمْرِیبتعبیر"الیاء المُقَدَّرة"([xci]), والزَّمخشری, وابن یعیش بتعبیر "الألف المُنْقَلِبة عن یاء, أو کَسْرة"([xcii]), والأنباری, والعُکْبَرِی, وابن یعیش بتعبیر"الألف المُنْقَلِبَة عن الیاء"([xciii]), وابن مالک, وابن عقیل بتعبیر"التَّطرُّف والانقلَاب عن الیاء أو مآلها إلیها دون مُمازجة زائد"([xciv]), والرَّضی بتعبیر"مناسبة صوت نُطْقِک بالألف بصوت نُطْقِک بأصْل تلْک الألف"([xcv]), وأبی حیَّان, والسِّیوطی بتعبیر"انقلاب الألف عن الیاء"([xcvi]).

ویُمْکن إٍبراز ما ذُکِر ضِمْن هذا السَّبب فی ما یلی:-

1-    الألف الواقعة لامًا فی الاسم:-

-         یُمَال مصوِّت الألف المُنْقَلِب عن یاء فی الاسم, نَحْوُ:"فَتَى", و"رَحَى", وإمالته حَسنَة لدى ابن یعیش([xcvii]), وجائزة عند الرَّضی([xcviii])؛ وعِلَّة ذلک:"کَوْنها عن یاء, وصَیْرُورتها یاءً فی التَّثْنْیة"([xcix]), أی أنَّ أصل هذه الألف الیاء, ولدى التَّثْنِیة تُقْلَب یاءً, نَحْوُ:"فَتَیَان", و"رَحَیَان", ومصوِّت الألف إنْ کان مُنْقَلبًا عن یاء یُفْضِی مرور نُطْق صوت الیاء أربع مراحل وصولاًلمصوِّت الألف الحالی؛ وِفْقًا لتطوِّرهفی اللُّغة العربیَّة وأخواتِهااللُّغات السَّامیَّة([c]), المَرحلة الأولى:- کَوْنه صوت یاء مُتحرِّک, والمَرحلة الثَّانیة:- سُکُون هذه الیاء للتَّخفیف, والمَرحلة الثَّالثة:- کَوْنه مصوِّتًا طویلاً بَیْن الیاء والألف,والمَرحله الرَّابعة:- کَوْنه مصوِّتًا طویلاً هو الألف, وتَظْهَر ازدواجیَّة رَغْبة الانسجام الصَّوتی مُمَثِّلةً تحقیق السُّهولة النُّطقیَّة بمرْحلة کَوْنه مصوِّتًا طویلاً بَیْن الیاء والألف من جِهة تطوُّر المصَّوت المرکَّب أو المُزْدَوج لمصوِّت طویل مُمَال([ci])؛ حیثالنُّطق بالمصوِّتات المرکَّبة "الفتحة والیاء", أو"الفتحة والواو" یُفْضِی صعوبةً وعُسْرًا([cii]), ومن جِهَة أخرى عدم امتداد تطوُّر المصَّوت الطَّویل المُمال لمصوِّت الألف وِفْقًا لامتداده فی اللَّهجات غَیْر المُمِیلة؛ حیث الانتقال بالمصوِّت المُمال لمصوِّت الألف لدى اللَّهجات المُمیلة مُفْضِی صُعوبةً نُطقیَّة؛ إذ یُعاکس ما اعتادَه نُطْقهم من إمالة بالألف نَحْوَ الیاء؛ ووفْقًا لما ذُکِر یتحدَّد لمفهوم الإمالة بجانب"إمالة مصوِّت الألف نَحْو مصوِّت الیاء" الذی أکَّده علماء اللُّغة المتأخِّرین بتعریفاتهم جانب:-"إمالة صوت الیاء نَحْوَ الألف", وإنَّ ذلک لا یَقْدَح مفهوم علماء اللُّغة للإمالة إذا ما أُخِذَ اعتبار وَصْف علماء اللُّغة التَّغیُّر الحاصل لمصوِّت الألف بِدءً من بُنْیَتِه السَّطحیَّة وما استقرَّ علیه بالنَّظر لبُنْیَتِه العمیقة الأساسیَّة وأصْلِه اللُّغوی. 

-         ثَمَّة خِلاف بَیْن سیبویه وعلماء اللُّغَة المتأخِّرین فی إِمکان إمالة مصوِّت الألف المُنْقَلِب عن واو فی الاسماء وعَدَمها, وشُذُوذها, نَحْوُ:-"عَصَا", و"قَفَا"؛ إذْ أشار سیبویه لإمالة ذلک وعِلَّتهفی قوله:" وأمَّا بنات الواو فأمالوا ألفَها لغَلَبَة الیاء على هذه اللَّام؛ لأنَّ هذه اللَّام التی هی واو إذا جاوَزت ثلاثة أحْرُف قُلِبَت یاءً, والیاء لا تُقْلَب على هذه الصِّفة واوًا, فأُمِیلت لتَمکُّن الیاء فی بنات الواو, ألا تراهم یقولون مَعْدِیٌّ, ومَسْنِیٌّ, والقُنیُّ, والعُصِیُّ..."([ciii]), وتَرْک إمالة ما کان ذلک قلیلٌ یُحْفَظ؛ لأجل إبانة کَون مصوِّت الألف عن أصلٍ واوی؛ إذ قال سیبویه:"وقد یَتْرکُون الإمالة فیما کان على ثلاثة أحْرُف من بنات الواو, نَحْوُ:"قَفًا", و"عَصًا", و"القَنَا", و"القَطَا", وما أشْبَهَتَهن من الأسماء, وذلک أنَّهم أرادوا أنْ یُبَیِّنُوا أنَّها مکان الواو, ویفْصِلُوا بَیْنها, وبَیْن بنات الیاء, وهذا قلیل یُحْفَظ, وقد قالوا:"الکِبَا", و"العَشَا", و"المَکَا"... کما فَعَلُوا ذلک فی الفِعْل"([civ]), أمَّا علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین کالزَّمخشرِی, وابن یعیش, وابن الحاجب, وابن مالک([cv]), وابن عقیل([cvi]) فأقرُّوا عدم جَواز الإمالة فی هذا الموضع, وشُذُوذِها, وعَدَم قِیَاسِهَا([cvii]), وهم بذلک مخالفین "ظاهر مَذْهب سیبویه أنَّه یُسَوِّی فی الثُّلاثی بَیْن بنات الواو, وبنات الیاء, فیُجِیز الإمالة"([cviii]),وعلَّل ابن یعیش مَنْع إمالة مصوِّت الألف المُنْقَلب عن واو لامًا فی الاسم؛ بـ:"أنَّها (الأسماء) لا تَنْتَقل انتقال الأفعال؛ لأنَّ الأفعال تَکون على :"فَعَلَ", و"أفْعَلَ",و"اسْتَفْعَل",و"فَعَّل", والأسماء لا تتصرَّف هذا التَّصرُّف, فلا یَکُون فیها إمالة"([cix]), ویُضاف لذلکأنَّ المصَّوت المُرکَّب من الفتحة وصوت الواو یتحوَّل إلى مصوِّت طویل مُمال نَحْوَ الواووِفْقًا لقانون:-"انکماش الأصوات المُرکَّبة Kontraktion der Diphthonge"([cx]).

2-    الألف الواقعة لامًا فی الفِعْل:-

-         ثمَّة خِلاف بَیْن سیبویه ونفَرٍ ضِمْن علماء اللُّغَة المتأخِّرین فی إمالةمصوِّت الألف المُنْقَلِب عن یاء فی الفِعْل,نَحْوُ:"رَمَى", و"قَضَى", و"سَعَى"؛ إذ رَوَى سیبویهأنَّ:"أکْثَر الفَرِیقَیْن إمَالة: (قال)"رَمَى" فلم یُمِل, کُرِه أنْ یَنْحُوَ نَحْوَ الیاء([cxi])؛ إذ کان إنَّما فُرَّ منها... ولا یقول ذلک فی "حُبْلى"؛ لأنَّه لم یُفَرَّ فیها من یاء, ولا فی مِعْزَى"([cxii]), فی حِین وَرَد لدى علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین کالزَّمخشری, والعُکْبَرِی, وابن یعیش, وابن الحاجب, والرَّضی, وأبی حیَّان, وابن عقیل, والسِّیوطی إمالة ذلک([cxiii])؛ إذْ أشارابن یعیش لحُسْنها([cxiv]), والرَّضی لجوازها مُطْلقًا([cxv]), وعلَّل الرَّضی ذلکبـ:"أنَّها إنْ کانت عن یاء فلها أصل فی الیاء, وتصیر یاءً عند اتِّصال الضَّمائر بها, نَحْوُ:"رَمَیْتُ", و"یَرْمِیَان"..."([cxvi]).

-         أکَّد سیبویه أنَّ إمالة مصوِّت الألف المُنْقَلِب عن واو لامًا فی الفِعْل, نَحْوُ:"غَزَا", و"دَعَا", و"صَفَا" لا تَنْکَسِر([cxvii]), وأیَّد سیبویه ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین إمالة مصوِّت الألف المُنْقَلِب عن واو لامًا فی الفِعْل([cxviii])العُکْبَری, والزَّمخشری, وابن الحاجب, والرَّضی, وابن مالک, وابن عقیل, فی حِین أنَّ إمالة ذلک لدى المُبَرِّد ضِمْن علماء اللُّغَة المُتقدِّمِین قبیحة, وقد تجوز على بُعْد([cxix]), وبیَّن ابن یعیش ضِمْن علماء اللُّغة المُتأخِّرین مُتفَرِّدًا أنّها جائزة على قُبْح([cxx]), ویُؤکِّد صحَّة ما ذَهب إلیه المُبَرِّد, وابن یعیش وقوَّته مُقارنةً بعلماء اللُّغة المتقدِّمین, والمتأخِّرین ما أورده المُرادی عن القُرَّاء عدم إمالة الألف المُنْقَلِب عن واو إلا کَوْنه مجاورًا لمُمال, قال المُرادی:" السَّبب المُقْتَضِی لإمالة نَحْوُ:"دَعَا" ممَّا ألفه عن واو لم تَعْتَبِره القُرَّاء؛ ولذلک لم یُمیلوا هذا النَّوع حیث وقع, وإنَّما أمالوا منه ما جاور المُمال, فلمَّا أمالوا"تلاها" ونَحْوُه ولیس عادتهم إمالة ذلک, عُلِمَ أنَّ الدَّاعی إلى إمالته عندهم إنَّما هو للتَّناسب"([cxxi]), ورُغْم ذلک, ویُضاف إلیه أنَّ المصوِّت المرکَّب من فتحة وواو یتحوَّل لمصوِّت طویل مُمَال نَحْوَ الواو؛ وفقًا لقانون انکماش الأصوات المرکَّبة؛ إلَّا أنَّ عددًا ضِمْن علماء اللُّغة, المتأخِّرین سوَّغ جواز إمالة الألف المُنْقَلِب عن واو فی الفِعْل لتعدُّد انقلاب الألف یاءً فی تصاریف متنوِّعة مُقارنةً بالاسم؛ إذْ قال العُکْبَرِی:"... وذلک نَحْو"غَزَا", و"دَعَا" فإنَّه یَمَال؛ لأنَّ هذه الألف تصیر إلى الیاء إذا جاوَزَت ثلاثة أحْرُف, نَحْو:"یُدْعِی", و"مُسْتَدْعِی""([cxxii]), وذَکَر قال ابن یعیش:"أنَّ هذا البِنَاء قد یُنْقَل بالهمزة إلى"أَفْعَل", فیَصِیر واوه یاءً؛ لأنَّ الواو إذا وقعت رابعةً صارت یاءً, نَحْوُ:"أَغْزَیْتُ"...فتقول "أُغْزَى", و"أدْعَى" بالإمالة..."([cxxiii]), وقالالرَّضی:"وإنْ کانت عن واو؛ فإنَّ تلک الألف تصیر یاءً مکسورًا ما قبلها, وذلک فیما لم یُسَمَّ فاعله, نَحْوُ:"دُعِیَ" فی "دَعَا"؛ فهو کالألف المُمالة مع کَوْن الألف فی الآخِر, والآخِر مَحَل التَّغْیِیر, ولذلک لم یُمَل فی "قَال", و"حَال", مع قولهم:"قِیل", و"حِیل""([cxxiv]).

 

  • ·        السَّبب الرَّابع:- کَسْرَة تَعْرُض فی بعض الأحوال([cxxv]):-

أشارعلماء اللُّغة المتأخِّرین کالأعْلَم الشَنْتَمْرِیبتعبیر"الکَسْرة المُقَدَّرَة"([cxxvi]), والزَّمخشری, والأنباری بتعبیر"کَسْرَة تَعْرُض للحَرْف فی بعض المواضع"([cxxvii]), والعُکْبَرِی([cxxviii]) بتعبیری "کَوْنُ الحَرْف یَنْکَسِر فی حالٍ", و"کَسْر ما قبل الألف فی بعض الأحوال", وابن یعیش بتعبیر"کَوْنُ الحَرْف الذی قبل الألف یُکْسَر فی حالٍ"([cxxix]), وابن مالک, وابن عقیل, والسِّیوطیبتعبیر "الألف المُبْدَلَة من عَیْن ما یُقَال فیه: فِلْتُ"([cxxx]), والرَّضِی بتعبیری"قَصْدُ مناسبة صوت نُطْقک بالألف بصوت نُطْقِک بأصل تلک الألف", و"الإمالة للتَّنْبیه على أصل الألف وما کان علیه قَبْل"([cxxxi]), وأشار أبو حیَّان  لهذا السَّبب ضِمْنَ سَبِب"انقلاب الألف عن الیاء", وذَکَر أنَّ بعض النُّحاة یُعَبِّر عن هذا"بالإمالة لکَسْرَة تعْرُض فی بعض الأحوال"([cxxxii]).

ویُمْکِن بیان أهم ما ذُکِرَ ضِمْن هذا السَّبب فی النُّقطتین التَّالیتین:-

-         إنْ کان أصل مصوِّت الألف عَیْنًا مَکْسورًا مُنْقَلِبًا عن واو فی "فِعْل", ویُکْسَر أوَّله لدى اتِّصاله بِتَاء الفاعل, نَحْو"خَوِفَ- خِفْتُ", فإنَّه یُمال لدى أغْلَب علماء اللُّغة المتأخِّرین([cxxxiii]), ورَوَى أبو حیَّان أنَّ:"الإمالة لبعض الحِجازیین یوافقون بنی تمیم, وعامَّتهم فَرَّق بَیْن ذوات الواو, نَحْوُ:"خَاف" فلم یُمِلْ, وبَیْن ذوات الیاء, نَحْوُ:"طَاب", و"هَاب", فأمَال..."([cxxxiv]), وبَیَّن ابن عقیل أنَّ:"الإمالة فی "طَاب" ونَحْوِه أقْوَى منها فی "خَاف" ونَحْوِه, وعامَّة العرب لا یُمِیلُون نَحْوُ:"خَاف", ویُمِیلون نَحْوُ:"طَاب..."([cxxxv]), وهما بذلک موافقان ما ذَکَره سیبویه([cxxxvi]) عدم إمالة مصوِّت الألف فی فِعْل أصل عَیْنِه واو لدى العامَّة, الأمر الذی یفْضِی قِلَّة إمالة ذلک وشذوذه, وفی الواقع ما رَوَاه سیبویه وتابعه أبوحیَّان, وابن عقیل دَقیقًا وِفْق قانون انکماش الأصوات المرکَّبة مُقارنة باعتبار ذلک جیدًا لدى المُبَرِّد, وإجماع أغْلب علماء اللُّغة المتأخِّرین على إمالته؛ إِذْ ینْبغی لهذا المصوِّت المرکَّب من فتحة وصوت الواو أنْ یتطوَّر إلى مصوِّت طویل مُمال نَحْوَ الواو ولیس الیاء.

-         إنْ کان مصوِّت الألف عَیْنًا مُنْقَلِبًا عن واو فی الاسم فقد رَوَى  سیبویه قول:" ناسٍ یُوَثَق بعربیتهم:"هذا باب", و"هذا مال", و"هذا عاب", لمَّا کانت بدلاً من الیاء کما کانت فی رَمَیْت, شُبِّهت بها, وشبهوها فی "بابٍ", و"مالٍ" بالألف التی تکون بدلاً من واو "غَزَوْت", فَتَبِعَت الواو الیاء فی العَیْن کما تبعتْها فی اللَّام... والذین لا یُمیلون فی الرَّفع, والنَّصب أکثر العَرب, وهو أعَمّ فی کلامهم... وقالوا فی الجرِّ:... مررت "ببابِک", وقالوا: "مررت بمالٍ کثیر", و"مررت بالمالِ""([cxxxvii]) یتَّضح ببدایة نصّ سیبویه الإشارة لجواز إمالة الألف المُنْقَلِب عن واو عیْنًا فی الاسم المرفوع روایةً عن أُناسٍ یُوثَق بعربیتهم؛ اتْبَاعًا للَّام, إلا أنَّه قرَّر بنهایة نصِّه أنَّ الغالب العام لدى العرب عدم إمالة ذلک إنْ کان الاسم مرفوعًا, أو منصوبًا, وإمالته إنْ کان مجرورًا, إلا أنَّه أشار فی موضع آخر أنَّ إمالة الاسم المجرور أضعف مُقارنةً بـ:"کاتِب"؛ لعَدم لزُوم الکَسْرة([cxxxviii]), وبیَّن ابن یعیش ضِمْن علماء اللُّغَة المُتأخِّرِین أنَّ:"الجیِّد إمالتهما فی حال الجَرِّ, وأمَّا إمالتُهما فی حال الرَّفع, والنَّصب فقلیل"([cxxxix]), وأورد الرَّضی شذوذ إمالة "باب", و"مال" فی غیر جرِّ اللَّام؛ إذ قال:"وأمَّا "باب", و"مال" فإنَّما تَشِذُّ إمالتهما فی غیر حال جَرْلامیهما"([cxl]), وبناءً لمَا سَبق یتقرَّر:- قِلَّة إمالة مصوِّت الألفالمُنْقَلِب عن واو عَیْنًا فی الاسم, مرفوعًا کان أم منصوبًا وشُذوذها؛  أمَّا إنْ کان الاسم مجرورًا فالإمالة لا تَبْلُغ دَرجة الحُسْن؛ لعَدم لزُوم الحَرَکة, وتکون جیِّدة؛ بأثَر مصوِّت الکَسْرَة الرَّجعی.

 

  • ·        السَّبب الخامس:- تَنَزُّل الألف مَنْزِلَة المُنْقَلِبة عن الیاء([cxli]):-

     ذَکَر هذا السَّبب ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین الأعلَم الشَنْتَمْرِی([cxlii]), والزَّمخشری بتعبیر"الألف الصَائِرة یاءً فی مَوْضِع"([cxliii]), والأنباری بتعبیر"تَنَزُّل الألف مَنْزِلَة المُنْقَلِبة عن الیاء"([cxliv]), والعُکْبَری بتعبیر"ما شُبِّه بالمُنْقَلِب عن الیاء"([cxlv]), وابن یعیش بتعبیر"الألف المُشْبِهَة للمُنْقَلِب"([cxlvi]), وعبَّر عنه ابن مالک, وابن عقیل, والسِّیوطی بتعبیر"مَآل الألف إلى الیاء"([cxlvii]), والرَّضی بتعبیری"لصوتٍ ما یَصِیر إلیه الألف فی بعض المواضِع", و"التَّنْبِیه على الحَالة التی تَصِیر إلیها الألف بَعْدُ فی بعض الأحوال"([cxlviii]), وأبو حیَّان, والسِّیوطیبتعبیر"تَشْبِیه الألف بالألف المُنْقَلِبَة عن الیاء"([cxlix]), وإنَّ المُرَاد بهذا السَّبب کَوْن الألف ألف زائدَة للتأنیث, نَحْو"حُبْلَى", أو مُلْحَقَة کـ"حَبَنْطَى".

  • ·        السَّبب السَّادس:- الإمالة للإمالة([cl]):-

فصَّل عددٌ ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین على تفاوت بینهم الحدیث عن تقسیمات وتفْرِیعات هذا السَّبب مُقارنةً بسیبویه؛ إذ قال الرَّضی:" فالإمالة للإمالة على ضَرْبین:- أحدهما أنْ تُمال فتحة فی کلمة لإمالة فتحة فی تلک الکلمة, أو فیما هو کَجُزْءٍ لتلک الکلمة, فالأول على ضَرْبین:- إمَّا أنْ یُمال الثَّانی لإمالة الأوَّل, نَحْوُ:"عِمَادًا", أُمِیلت فتحة الدَّال وَقْفًا لإمالة فتحة المیم... أو یُمال الأول لإمالة الثَّانی, وذلک إذا کان الثَّانی فتحةً على الهمزة "رَأَى", و"نَأَى", أمَال بعضهم فَتْحَتَی الرَّاء, والنُّون لإمالة فتحة الهمزة, وذلک لأنَّ الهمزة حَرْفٌ مُسْتَثْقَل فطُلِب التَّخفِیف معها أکثر بِتَعْدیل الصَّوت فی مجموع الکلمة... والثَّانی: أی إمالة فتحة فی کلمة لإمالة فتحة فیما هو کَجُزْءٍ تلک الکلمة نَحْوُ قولک:"مِعْزَانَا", أَمَلْتَ فتحة نون "نَا" لإمالة فتحة الزَّای... وثانیهما:أنْ تُمال فتحة فی کلمة لإمالة مِثْل تلک الفتحة فی نَظِیر تلک الکلمة فی الفواصِل, کقوله تعالى"والضُّحَى", أُمِیل لیُزَاوج "قَلَى", وسَهَّل ذلک کَوْنَه فی أواخر الکلام, ومواضع الوقف"([cli]), ویُمْکِن إیضاح ما أورده الرَّضی من تقسیمات ضِمْن سبب "الإمالة للإمالة" وأمثلتها فیما یلی:-

قسَّم الرِّضی سبب الإمالة للإمالة بدءًا لضَرْبین:-

الضَّرْب الأوَّل:- إمالة فتحة لإمالة فتحة([clii]) فی کلمة واحدة,وفیما هو کَجُزْءٍ لتلک الکلمة؛إذ یتألَّف هذا الضَّرْب کما هو واضح من قسمین:-

القِسْم الأول:- إمالة فتحة لإمالة فتحة فی کلمة واحدة, ویتفرَّع هذا القِسْم لنوعین:-

         النَّوع الأول:-"إمالة الثَّانی لإمالة الأوَّل", ومَثّل له بکلمة "عِمَادًا", ویُعَدُّ تأثُّرًا تقدُّمیًّا کلیًّا مُنْفَصِلاً.

النّوع الثَّانی:-"إمالة الأوَّل لإمالة الثَّانی", ومَثَّل له بکلمة "رَأَى", فتُمال فتحة صوت الرَّاء لإمالة فتحة صوت الهمزة, وهنا یُعدُّ تأثُّرًا رجعیًّا کلیًّا مُنْفَصِلاً, وأشار لهذین النَّوعین معًا ضِمْن علماء اللُّغة المُتأخِّرین أبو حیَّان([cliii]), وابن عقیل([cliv]), والسِّیوطی([clv]).

القِسْم الثَّانی:-إمالة فَتْحَة "مصوِّت طَویل" فی کلمة لإمالة فَتْحة "مصوِّت طویل" فیما هو کالکلمة الواحدة, أو کَجُزء منها, ومَثَّل له بإمالة فتحة "نَا" فی کلمة:"مِعْزَانَا" تأثُّرًا بإمالتها فی "زَا"([clvi]), ویُعَدُّ تأثُّرًا تقدُّمیًّا کلیًّا مُنْفصِلاً.

الضَّرْب الثَّانی:-الإمالة الواقعة فی الفَواصِل, لمُزواجة أواخِر الکلمات, وتَنَاسُب رُؤُوس الآیات, ومَثَّل له بإمالة "الضُّحَى"؛ لإمالة "قَلَى", ویُعَدُّ تأثُّرًا رجعیًّا کلیًّا مُنْفَصِلاً.

وقد عبَّر الزَّمخشری عن النَّوع الثَّانی بـ:"الإمالة للمُشاکلة"([clvii]), وابن یعیش بـ:"الإمالة لازْدِوَاجِ الکلام"([clviii]), وابن الحاجب بـ:"الإمالة للتَّشاکُل"([clix]) وابن مالک, وابن عقیلبـ:"مُجاوَرة ما أُمِیل آخره طَلبًا للتَّناسُب"([clx]), والرَّضی بـ:"إمالة الفَواصل", و"مُناسبة فَاصلة لفَاصلة مُمالة"([clxi]), وأبو حیَّان بـ:"الإمالة للمُجاورة المُنْفَصِلَة بالکَلِم"([clxii]), والسِّیوطی بـ:"مُراعاة الفَواصِل"([clxiii]), وإنَّ سبب "الإمالة للإمالة" فی الواقع یُفْضِی بالدِّرجة الأولى من وجْهَةٍ صوتیَّة التَّجَانُس بَیْن الأصوات سمعیًّا؛ تحقیقًا للتَّوافق الإیقاعی والتَّوازن الموسیقِی.



[i])) محمَّد بن مَکْرَم ابن منظور الأفریقی المِصْری(المُتَوفَّى 711هجریًّا), لسان العرب, دار صادر, بیروت., الجزء الحادی عشر, مادَّة "مَیَلَ", 636.

[ii])) لم یُقدِّم سیبویه ضِمْن علماء اللُّغَة المتأخِّرِین تعریفًا لمصطلح الإمالة, وإنَّما شَرع بذِکْر أحکامها تحت باب:-"هذا ما تُمال فیه الألفات", أبو بشر عثمان بن قَنْبر المعروف بسیبَویه (140-180هجریًّا), الکتاب, تحقیق:- عبد السَّلام هارون وشرحه, دار الجیل, بیروت, الطَّبعة الأولى, 4/117 وما بعدها, فی حین عَرَّف المُبَرِّد الإمالة قائلاً:-"أنْ تنْحُوَ بالألف نَحْوَ الیاء", أبو العباس محمد بن یزید المُبَرِّد(210-285هجریًّا), المُقتضب, تحقیق:- محمد عبد الخالق عضیمة, القاهرة, 1415ه-1994م, 3/42.

[iii]))أبو الحجَّاج یوسف بن سلیمان بن عیسى الأعْلَم الشَنْتَمْرِی (410-476هجریًّا), النُّکَت فی تفسیر کتاب سیبویه وتَبْیِین الخَفی من لَفْظه, وشرح أبیاته, وغَرِیبِه, دراسة: رشید بلحبیب وتحقیقه, وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلامیَّة, المغرب, 1420ه-1999م, 3/205وَ214.         

[iv])) أبو القاسم جَار الله محمود بن عمر الزَّمخشری الخَوارِزْمِی (467-538هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م, 5/188.

[v])) أبو البرکات عبد الرَّحمن بن محمَّد بن أبی سعید الأنباری (513-577هجریًّا), أسرار العربیة, عُنِی بتحقیقه:- محمد بهجت البِیطَار, المَجْمَع العلْمی العربی, دِمشق, 406.

([vi])أبو البقاء عبد اللَّه بن الحسین العُکْبَری (538-616هجریًّا), اللُّباب فی عِلَل البناء والإعراب, تحقیق:-غازی مختار طلیمات, دار الفِکْر المعاصر, بیروت, دار الفِکْر, دِمشق, الطَّبعة الأولى, 1416ه-1995م, 2/452.

[vii]))موفَّق الدین أبی البقاء یعیش بن علی بن یعیش المُوصِلِی (المُتَوفَّى سنة643هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م, 5/188.

[viii])) أبو عمر عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النَّحْوی (570-646هجریًّا), الإیضاح فی شرح المفصَّل, تحقیق:- موسى بنای العلیلی وتقدیمه, وزارة الأوقاف والشؤون الدینیَّة, الجمهوریَّة العراقیَّة, 2/291.

[ix])) أبو عبد الله جمال الدِّین محمَّد بن عبدالله بن محمَّد بن عبد الله بن مالک الطَّائی الجِیَانِی الشَّافعی النَّحْوِی (600-672هجریًّا), تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد, حقَّقه وقدَّم له:- محمد کامل برکات, دار الکاتب العربی للطِّباعة والنَّشر, 1387ه-1967م,325.

[x])) الرَّضی, شرح الشَّافیة, الجزء الثَّالث, ص4. رَضِی الدِّین محمد بن الحسن الاستراباذی (المُتَوفَّى سنة 686هجریًّا), شرح شافیة ابن الحاجب, مع شرح شواهده للعالم الجلیل عبد القادر البغدادی صاحب خزانة الأدب, حققهما, وضبط غریبهما, وشرح مبهمهما:- الأساتذة:- محمد نور الحسن, محمد الزَّفراف, محمد محی الدِّین عبد الحمید, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان, 1402ه-1982م, 3/4.

[xi])) محمَّد بن یوسف بن علی بن یوسف بن حیَّان الإمام أثیر الدِّین أبی حیَّان الأندلسی الغرناطی (654-745هجریًّا), ارْتِشاف الضَّرَب, تَحْقِیق:- رجب عثمان محمَّد وشرحه, ودراسته, مراجعة:- رمضان عبد التَّواب, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الأولى, 1418ه-1998م, 2/518.

[xii])) بهاء الدین عبد اللَّه بن عقیل العقیلی المصری الهمذانی (698-769هجریًّا), المُساعد على تسهیل الفوائد, تحقیق:- محمد کامل برکات وتعلیقه, مرکز البحث العلمی وإحیاء التُّراث الإسلامی, کلیَّة الشریعة والدِّراسات الإسلامیَّة, مکَّة المکرَّمة, جامعة الملک عبد العزیز, المملکة العربیة السعودیة, 1400ه-1980م, دار الفِکر, دِمشق, 4/281.

[xiii])) أبو الفَضْل جلال الدِّین عبد الرَّحمن السِّیوطی (المُتَوفَّى سنة 911هجریًّا), هَمْع الهَوامِع فی شرح جَمْع الجَوامِع, تحقیق:- عبد السَّلام محمد هارون, وعبد العال سالم مَکْرَم وشرحهما, مؤسَّسة الرِّسالة, ودار البحوث العلمیَّة, 1413ه-1992م, 6/183.

[xiv])) انظر سمیر استیتیة, القراءات القرآنیَّة بین العربیَّة والأصوات اللُّغویة,33.

[xv])) قال أبو حیَّان فی ارْتِشَاف الضَّرَب:" ذهب الأکثرون إلى أنَّها (الکَسْرة) فی باب الإمَالة أقوى من الیاء, وهو ظاهر کلام سیبویه, وذهب ابن السَّراج إلى أنَّ الیاء أقوى من الکَسْرة", أبو حیَّان, ارْتِشاف الضَّرَب, 2/518, وذَکَر السِّیوطی فی الهوامع استدلال سیبویه قوَّة الکَسْرة على الیاء؛ حیث قال:"ومُلَخَّصها أنَّها ترجع إلى شیئین: الیاء, والکَسْرة, وقد اُختلِف فی أیُّهما أقوى؟ فذهب ابن السَّراج إلى أنَّ الیاء أقوى من الکسرة؛ لأنَّها حَرْف, والکَسْرة بعضها, وذهب الأکثرون: إلى أنَّ الکسرة أقوى؛ لأنَّها تَجْلِب الإمالة ظاهرةً, ومُقَدرةً, وهو ظاهر کلام سیبویه, واسْتَدلَّ له من جهة السَّمَاع بأنَّ أهل الحجاز یُمیلون الألف للکَسْرة, ولا یُمیلونها للیاء, ومن جهة المَعْنى بأنَّ الاستثقال فی النُّطقِ بالکَسْرة أظْهَر منه فی النُّطقِ بالیاء التی لیست بمَدَّة, وإنْ کانت مَدَّة فالکسرة معها نَحْو:-"دِیمَاس", فلا شک أنَّ إمالة مثل هذا أقوى من إمالة سِرْبَال, وإنَّما الکلام فی الیاء للتی لیست معها کَسْرة", السِّیوطی, الهوامع, 6/187-188.

[xvi])) قال الشَّنْتَمرِی:"... لأنَّ إمالة الألف کالکَسْرة", انظر الشَّنْتَمرِی, النُّکَت, 3/206.

[xvii])) قال ابن یعیش على سبیل المِثَال:"... وقد کان المتقدِّمون یُسمُّون الفتحة الألف الصَّغیرة, والضمَّة الواو الصَّغیرة, والکَسْرة الیاء الصَّغیرة؛ لأنَّ الحرکات والحروف أصواتٌ, وإنَّما رأى النَّحویون صوتًا أعظم من صوت, فسمَّوا العَظِیم حَرْفًا, والضَّعیف حَرَکة, وإنْ کانا فی الحقیقة شیئًا واحدًا", انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل, 5/204, وضِمْن علماء اللُّغَة المحدثین إذْ ذَکَر إبراهیم أنیس أنَّه:"لا فَرْق بَیْن القصیرة والطَّویلة إلا فی الکَمیَّة...", انظر إبراهیم أنیس, اللَّهجات العربیَّة, دار الفِکْر العربی, 44, وانظر نفسه, الأصوات اللُّغویَّة,مکتبة نهضة مصر ومطبعتها,39-40.

[xviii])) وهی مواضع ثلاثة:" إمالة فتحة قبل الألف إلى الکَسْرة؛ فیُمیل الألف نَحْوَ الیاء, وإمالة فتحة قبل الهاء إلى الکَسْرة, کما فی رَحمَة, وإمالة فتحة قبل الراء إلیها, نَحْو الکِبَر", الرَّضی, شرح الشَّافیة, 3/4.

[xix]))  قال السِّیوطی:" ثم الإمالة جائزة لا واجبة بالنَّظر إلى لسان العرب؛ لأنَّ العرب مختلفون فی ذلک, فمنْهم من أمال, وهم: تَمِیم, وأسد, وقَیْس, وعامَّة أهل نَجْد, ومنهم من لم یُمِلْ...", الهوامع, الجزء السَّادس, ص183-184, إنَّ المُرَاد بجواز الإمالة:- عدم کَوْنها فُونِیمًا ذُو أثَرٍ فی تغْیِر المَعَانِی؛ ولذلک عَدَّ علماء اللُّغة بشَکْلٍ عامٍ هذا الصَّوت ضِمْن الأصْوات الفُرُوع المُسْتَحْسَنَة, انظر على سبیل المثَال:- أبو بشر عثمان بن قَنْبر المعروف بسیبَویه (140-180هجریًّا), الکتاب, تحقیق:- عبد السَّلام هارون وشرحه, دار الجیل, بیروت, الطَّبعة الأولى, 4/432, وأسرار العربیَّة,419, وارْتِشَاف الضَّرَب 1/12,والهوامع 6/ 294-295.

[xx])) أسرار العربیة, 406.

[xxi]))  شرح المفصَّل, 5/188وَ189-190.

[xxii])) أسرار العربیَّة, ص406, وانظر شرح الشَّافیة 3/4.

[xxiii])) الهوامِع, 6/183.

[xxiv])) یُعرَّف الوضوح السَّمعی:-"بأنَّه طاقة الصَّوت النُّطقیَّة التی تجعل الصَّوت واضحًا سَمْعِیًّا, غیر مُلْتَبِس بغیره من الأصوات, وتتأثَّر هذه الطَّاقة إیجابًا أو سلبًا بمجموعة أخرى من العوامل, منها احتکاک الهواء بجدران القنوات الصَّوتیَّة, وتوقُّف تیار الهواء لبعض الوقت, وحجم حُجْرَة الرَّنین, وتضییق هذه الحُجْرَة أو توسیعها", سمیر شریف استیتیة, الأصوات اللُّغویَّة,169. 

[xxv])) المقصود بحُجُرات الرَّنین:" هی الفراغ الذی تَؤُول إلیه موجة صوت ما؛ لإحداث ذبذبات تعمل على تقویة هذه الموجة وانتشارها, وتحدث التَّقویة هذه بأن تضغط ذبذبات موجة الصَّوت على جزئیات الهواء الموجودة فی حجرة الرَّنین؛ فتتحرک هی الأخرى باتِّجاه موجة الصَّوت, فتکون لها تقویة وامتدادًا... وثَمَّة عوامل تؤثِّر فی حجم حُجْرة الرَّنین, وثؤثِّر تِبعًا لذلک فی مقدار المستویات الأربعة من التَّردُّد, هذه العوامل هی: حَرَکة اللِّسان العمودیَّة والأفقیَّة, والتَّضیق الذی یَطْرأ على التَّجویف الفموی, والحَلْقی, واستدارة الشَّفتین, ولکنْ تأثیر هذه العوامل مختلف من مستوى إلى آخر من مستویات التَّردُّد", سمیر استیتیة, الأصوات اللُّغویَّة, 310وَ 313 وَ271-280, وانظر أحمد مختار عمر دراسة الصَّوت اللُّغوی, عالم الکُتُب, القاهرة, 1418ه-1997م, 39-41.

[xxvi])) قال غالب المطْلَبی:" ولایخْفى أنَّ العربیَّة... اختارت أقصى درجات فی جدول التَّصنیف المعیاری, أو شیء قریب من ذلک؛ لأنَّ أقصى هذه الدَّرجات هی التی تُمَثْل أشد أصوات المد اختلافًا فی المواقع التَّشریحیَّة", غالب المَطْلَبِی, فی الأصوات اللُّغویَّة - دراسة فی أصوات المد-, دائرة الشُوون الثَّقافیَّة والنَّشر, منشورات وزارة الثَّقافة والاعلام, الجمهوریَّة العراقیَّة, 1984 میلادیًّا, 216.

[xxvii])) ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/189.

[xxviii])) انظر الأصوات اللُّغویة, 31-33, وانظر الأصوات اللُّغویَّة - رؤیة عضویَّة ونُطقیَّة وفیزیائیَّة-, 213-226.

[xxix])) انظر کمال بِشر, علم الأصوات, دار غریب, القاهرة, 2000م, 466.

[xxx])) کمال بشر, علم الأصوات, ص466.

[xxxi])) أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), سر صناعة الإعراب, دراسة:- حسن هنداوی وتحقیقه, 1/53-54.

[xxxii])) ابن یعیش, شرح المفصَّل, الجزء الخامس, ص192.

[xxxiii])) ابن یعیش, 5/195, وقد أشار ابن جنِّی ضِمْن علماء اللُّغة المتقدِّمین للجانب الفیزیائی؛ إذ قال:"... فمن ذلک الإمالة, وإنَّما وقعت فی الکلام لتقریب الصَّوت من الصَّوت", أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), الخصائص, تحقیق: محمَّد علی النَّجار, المکتبة العلمیَّة, 2/141.

[xxxiv])) بتصرُّف عن الأصوات اللُّغویَّة - رؤیة عضویَّة ونُطقیَّة وفیزیائیَّة-, 271-280وَ 310-315.

[xxxv])) انظر سمیر استیتیة, القِرَاءَات القُرْآنِیَّة بَیْن العَربِیَّة والأصوات اللُّغویة, عالم الکُتُب الحدیث, الطَّبْعَة الأولى, 2005م, 45-46. 

[xxxvi])) الأصوات اللُّغویة, 106, وانظر دراسة الصَّوت اللُّغوی, 379, وانظر محمود فهمی حجازی, مدخل إلى علم اللُّغة, دار قباء للطِّباعة والنَّشر والتَّوزیع, القاهرة, 85.

[xxxvii])) انظر دراسة الصَّوت اللُّغوی, 379.

[xxxviii])) انظر دراسة الصَّوت اللُّغوی, 379.

([xxxix]) انظر المصدر السَّابق.

([xl]) انظر المصدر السَّابق.

([xli]) انظر محمَّد علی الخولی, معجم علم الأصوات, الطَّبعة الأولى, 1402 هجریًّا, 1982 میلادیًّا, 163.

[xlii])) انظررمضان عبد التَّواب, لَحْن العامَّة والتَّطور اللُّغوی, مکتبة زهراء الشَّرق, الطَّبعة الثَّانیة, 2000میلادیًّا, 43.

([xliii]) انظر معجم علم الأصوات, 163.

[xliv])) انظر لحن العامَّة والتَّطور اللُّغوی, 43.

[xlv]))انظر أسرار العربیَّة, 406-407,وانظر اللُّباب 2/452,و شرح المفصَّل 5/189,والهوامع 6/184.

[xlvi])) انظر أبی حیَّان, ارْتِشَاف الضَّرَب, 2/ 518-535.

([xlvii]) انظر جلال الدِّین السِّیوطی (المُتَوفَّى سنة 911هجریًّا), الإتْقَان فی علوم القرآن, تحقیق:سعید المندوب, دار الفکر, لبنان, 1416هجریًّا-1996میلادیًّا, 1/245.

([xlviii])عمر على محمَّد الدلیمی, ظافر عکیدی فتحی العانی, موانع الإمالة, مجلة الأستاذ, العدد(203), جامعة الأنْبَار, کلیَّة العلوم الإسلامیَّة, الفَلُّوجَة, العراق, 1432هجریًّا-2012میلادیًّا, 63 -64.

([xlix])بدر الدین الحسن بن قاسم المُرَادِی - المعروف بابن أم قاسم- (المتوفَّى سنة 749هجریًّا), توضیح المقاصد والمسالک بشرح ألفیَّة ابن مالک, تحقیق:أحمد عزوز, المکتبة العصریَّة, بیروت, الطَّبعة الأولى, الجزء الثَّالث, 1492.

[l])) انظر الکتاب, 4/ 117-118و124.

[li])) انظر شرح المفصَّل 5/ 190وَ192.

[lii])) نَفَىالرَّضی ضِمْن علماء المُتأخِّرِین فی مَوْضعٍ آخَر أثر مصوِّت الکَسْرة فی الإمالة التَّالی مصوِّت الألف مُنْفَصلاً بحَرْف, قال:"...وإنْ کان بَیْن الألف, والکَسْرة المتأخَّرة عنها حَرْف, نَحْوُ:"على آخِر", و"على قَاتِل", فإنَّ الکَسْرة لا تُؤثِّر, وإنَّمَا أثَّرت المنفصلة عن الألف قَبْل, ولم تُؤثر بَعْد؛ لأنَّ الصُّعود بعد الهَوى أشَقّ من العَکْس... ", شرح الشَّافیة, الجزء الثَّالث, ص7.

[liii])) انظر أبی العباس محمد بن یزید المُبَرِّد(210-285هجریًّا), المُقتضب, تحقیق:- محمد عبد الخالق عضیمة, القاهرة, 1415ه-1994م, 3/42, قال الرَّضی:" وإذا تَتَابع کَسْرَتان "کجِلِبَّاب", أو کَسْرَة ویاء نَحْوُ:"کِیزان" کان المُقْتضَى أقْوَى", شرح الشَّافیة 3/6,وانظر ارْتِشَاف الضَّرَب 2/520,والهوامع 6/187.

[liv])) انظر الکتاب 4/124, وانظر المقتضب 3/42.قال الرَّضی:" فالحَرْف المتحرِّک بالکَسْرة إمَّا أنْ یکون بَیْنَه, وبَیْن الألف حَرْف, أو حَرْفَان, والأول أقْوَى فی اقتضاء الإمالة لقُرْبِها", شرح الشَّافیة 3/6, وانظر الإیضاح 2/292,وارْتِشَاف الضَّرَب 2/520,والهوامع 6/ 187.

[lv])) ذَکَر الزَّمخشری, "أنَّ الکَسْرة لا تُؤثِّر إذا تقدَّمَت الألف بحَرْفَین متحرِّکین, کقولک:"أکَلْت عِنَبَا", الزَّمخشری, شرح المفصَّل 5/191,وانظر الکتاب 4/125, وبیَّن ابن یعیش فی موضعٍ آخر أنَّ "الإمالة لا تَسُغ لتباعد الکَسْرة من الألف", ابن یعیش, شرح المفصَّل, 5/192,وذَکَر ابن الحاجب أنَّ الکَسْرة لا تُؤَثِّر کالزَّمخشری, انظر الایضاح 2/ 292, وأشار الرَّضی, والسِّیوطی إلى أنَّ الإمالة لا تجوز, انظر شرح الشَّافیة 3/6,والهوامع 6/187.

[lvi])) انظر المُبَرِّد, المقتضب3/42, شرح الشَّافیة, 3/ 6,وارْتِشَاف الضَّرَب 2/519,و المساعد 4/292-293, والهوامع 6/187.

[lvii])) ارْتِشَاف الضَّرَب 2/ 523-524, وانظر الکتاب 4/122-123, والنُّکَت 3/209-210,والإیضاح 2/293, والمساعد 4/289-292,والهوامع 6/ 192-193, وقال الرَّضی:" ... قِیل المنْفَصل فی هذا کالمُتَّصل نَحْوُ:"ثُلُثَا دِرْهم"... والظَّاهر أنَّها أضْعَف لعدم لزُومها للألف, فهی کالکَسْرة العارضة للإعراب فی کلمة الألف, نَحْوُ:"على بَابِه", و"من مَالِه"؛ فإنَّه یجوز الإمالة لأجلها, لکنَّه أضْعَف مِن جواز إمالة نَحْوُ:"عَابِد", و"عَالِم"", شرح الشَّافیة 3/7, وانظر المساعد 4/292, وذَکَرَ العُکْبَری ضِمْن علماء اللُّغة المتأخِّرین أنَّه"قد یُشبَّه المُنْفَصِل بالمُتَّصِل", انظر اللُّباب2/453.

[lviii])) الکتاب 4/121-122.

[lix])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/191,والمقتضب 3/42.

[lx])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/191.

[lxi])) انظر شرح الشَّافیة 3/9.

[lxii])) انظر ارْتِشَاف الضَّرَب 2/528-529.

[lxiii])) انظر المساعد 4/284.

[lxiv])) انظر الهوامع 6/186.

[lxv])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/191.

[lxvi])) انظر المصدر السَّابق,190.

[lxvii])) انظر شرح الشَّافیة 3/9.

[lxviii])) انظرعلم الأصوات, 368, والأصوات اللُّغویَّة, 45, والأصوات اللُّغویَّة - دراسة فی أصوات المد العربیَّة, 227.

[lxix]))انظر التَّسهِیل, 325,وانظر ارْتِشَاف الضَّرَب 2/519.

[lxx])) شرح الشَّافیة 3/9.

[lxxi])) ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/191.

[lxxii])) انظر المساعد 4/284, والهوامع 6/186.

[lxxiii])) انظرالأصوات اللُّغویَّة -رؤیة عضویَّة ونُطقیَّة وفیزیائیَّة-,230, ویُسمَّى التَّتابع فی نَحْو:"شَیْبان":"مصوِّت مُزْدَوج هابط"؛ إذ:" کَوْن صوت العِلَّة (صوت مُصوِّت) الأکثر بُرُوزًا سابقًا لنِصْف العِلَّة", ماریوی بای, أسس علم اللُّغة,ترجمة أحمد مختار عمر وتعلیقه, عالم الکتب, القاهرة, الطَّبعة الثَّامنة, 1419هجریًّا, 1998میلادیًّا, 81, ویُسمَّى التَّتابع فی نَحْو:"الحَیَدَان":"مصوِّت مُزْدَوج صاعد"؛ إذ:"صوت العِّلَّة (صوت مُصوِّت) الأکثر بُرُوزًا تالیًّا لنِصْف العِلَّة", نفْسُه, 81.

[lxxiv])) انظر الأصوات اللُّغویَّة - رؤیة عضویَّة ونُطقیَّة وفیزیائیَّة -, 230. 

[lxxv])) نفسه, ص230.

[lxxvi])) عبد الصَّبور شاهین, القراءات القرآنیَّة فی ضوء علم اللُّغة الحدیث, مکتبة الخانْجِی, القاهرة, ص46, وانظر تفصیل ذلک فی الأصوات اللُّغویَّة - دراسة فی أصوات المَد العربیَّة-, 228-235.

[lxxvii]))  قال غالب المَطْلَبی بتصرُّف عن ماریو بای, أسس علم اللُّغة, ص150:" إنَّ الانتقال المباشر من صوت إلى آخر یُمثِّل حالة صعبة بالنِّسبة للمتکلِّم؛ لأنَّه یتطلَّب منه أن یُغیِّر وضع جهاز النُّطق من مَوْضِع إلى آخر, وهذا یعنی أنَّ على أعضاء النُّطْق أن تتوقف زمنًا لینْطَلق کل من صوتی المَدّ على حِدَة, یکون على المتکلِّم فی أثناء ذلک أنْ یقْطَع مَجْرَى نَفَسِه ثمَّ یستأنفه مرَّة أخرى, وهو أمر لایُمْکن تصوُّره قطعًا, فکان على جهاز النُّطْق أن یتحیَّل على ذلک بأن یفْصِل بَیْن الصَّوتین باحتکاک بسیط یکون بمثابة فاصل یتسریح فیه اللِّسان بُرْهَة؛ لکی یستطیع اتِّخاذ الوَضْع الآخر, ومن أجل ذلک یتحوَّل أحد صوتی المد – یکون الثَّانی فی الغالب- إلى نِصْف مد ممَّا یُسهِّل اجتماعهما", الأصوات اللُّغویَّة – دراسة فی أصوات المد-,43.

[lxxviii])) انظرشرح الشَّافیة 3/ 9-10.

[lxxix])) المصْدر السَّابق,10.

[lxxx])) انظر ارْتِشَاف الضَّرَب2/529,والهوامع6/186, قال سیبویه:"... وذلک أنَّه وقع بَیْن الألف وبَیْن الکَسْرَة الضَّمَّة, فصارت حاجزًا, فمنَعَت الإمالة؛ لأنَّ الباء فی قولک یضْرِبَها فیها إمالة, فلا تکون فی المضموم إمالة إذا ارْتَفَعَتْ الباء کما لا یکون فی الواو السَّاکنة إمالة؛ وإنَّما کان فی الفتح لشَبَه الیاء بالألف", الکتاب 4/124, والنُّکَت, 3/205, واللُّباب 2/454.

[lxxxi])) انظر الهوامع6/186.

[lxxxii])) انظر التَّسهیل, 325.

[lxxxiii])) انظر ارْتِشَاف الضَّرَب2/529.  

[lxxxiv])) انظر المساعد4/284.

[lxxxv])) انظر الهوامع6/186.

[lxxxvi])) شرح الشَّافیة,10.

[lxxxvii])) المصدر السَّابق.

[lxxxviii])) انظر أسس علم اللُّغة, 81, والأصوات اللُّغویَّة - دراسة فی أصوات المدّ-, 44, ویُقابل "المصوِّت المُزْدَوج الصَّاعد", "المصوِّت المُزْدَوج الهابط", ویُعْرَف بـ:" کَوْن صوت العِلَّة(صوت مُصوِّت) الأکثر بُرُوزًا سابقًا لنِصْف العِلَّة", أسس علم اللُّغة, 81.

[lxxxix])) أسس علم اللُّغة, 81.

[xc]))  انظر الکتاب4/118-120, والمقتضب3/ 43.

[xci])) انظر النُّکَت3/205-206.

[xcii])) انظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل, 5/189و192-193, وانظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/189وَ193.

[xciii]))انظر أسرار العربیَّة,406-407, وانظر اللُّباب, 2/453, وانظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/193.

([xciv]) انظر التَّسهِیل, 325, والمساعد, 4/281-283.

([xcv]) انظر شرح الشَّافیة3/5وَ11-12.

([xcvi]) انظر ارْتِشَاف الضَّرَب2/530, والهوامع, 6/184.

[xcvii])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/193, والمقتضب, 3/43.

[xcviii])) انظر شرح الشَّافیة, 3/12.

[xcix])) المصدر السَّابق.

[c])) انظر رمضان عبد التَّواب, بحوث ومقالات فی اللُّغة, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, دار الرِّفاعی, الریاض, الطَّبعة الأولى, 1403هجریًّا, 1982میلادیًّا, 59-67وَ244-250.

[ci])) ویُصْطَلح لذلک حدیثًا تسمیة:"انکماش الأصوات المُرکَّبة Kontraktion der Diphthonge", انظربحوث ومقالات فی اللُّغة, 63-64, وانظر نفسه, التَّطوُّر اللُّغوی - مظاهره وعِلَله وقوانینه-, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1410هجریًّا- 1990میلادیًّا, 78-83.

[cii])) قال رمضان عبد التَّواب:"وانْکِمَاش الأصوات المُرکَّبة ظاهرة من ظواهر السُّهولة والتَّیْسیر, فتحوُّل الصَّوت المرکَّب:aw"" إلى ضمَّة طویلة مُمالة"o" فی مِثْل لکلمة:"یُوم", و"نُوم", و"صُوم" بدلاً  من:"یَوْم", و"نَوْم", و"صَوْم", وکذلک تحوُّل الصَّوت المرکَّب:"ay" إلى کَسْرة طویلة مُمَالة"e" فی مِثْل نُطْقنا لکلمة:"بِیت", و"لِیل", و"عِین" بدلاً من:"بَیْت", و"لَیْل", و"عَیْن", کل ذلک سببه إیثار اللُّغة الانتقال من العَسِیر إلى الیَسِیر من الأصوات", التَّطوُّر اللُّغوی - مظاهره وعِلَله وقوانینه, 78-79. 

[ciii])) انظر الکتاب4/119, قال أبو حیَّان:" فظاهر مَذَهَب سیبویه أنَّه یُسَوِّی فی الثُّلاثی بَیْن بنات الواو, وبنات الیاء, فیُجِیز الإمالة", ارْتِشاف الضَّرَب2/531.

[civ])) انظر الکتاب4/119.

[cv])) قال ابن مالک فی التَّسهیل:"لتطرُّفها وانقلابها أو مآلها إلیها باتِّفاق دون مُمَازجة زاید", انظر التَّسهیل, 325,ولخَّص ابن عقیل لدى شرحه التَّسهیل مَقْصَد عبارة ابن مالک"أو مآلها إلیها باتِّفاق دون مُمَازجة زاید" فی قوله:"... وهذا الکلام یقتضی أنَّ المُصنِّف یختار فی المسألة الفَرْق بَیْن الاسم, والفِعْل, فیقول فی الفِعْل أعنی الثُّلاثی الذی لامه ألف مُنْقَلِبَة عن واو بالإمالة, ولا یقول فی الاسم الذی هو کذلک بها...", المساعد, 4/283, والهوامع6/184.

[cvi])) المساعد, 4/283-284.

[cvii])) انظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل, 5/192-193وَ201,وابن یعیش, شرح المفصَّل5/193, والإیضاح, 2/294وَ300, وشرح الشَّافیة 3/12, والمساعد4/282-283, وهو ما ذَهَب إلیه المُبَرِّد ضِمْن علماء اللُّغَة المتقدِّمین, المقتضب, 3/44.

[cviii])) ارْتِشاف الضَّرَب2/531.

[cix]))انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل 5/193, والمقتضب3/44, وعلَّل ابن یعیش تسْویغ إمالة "العَشَا", و"المَکَا", و"الکِبَا" فی قوله:"والعَشَا مقصورًا... وهو من الواو؛ لقولهم"امرأة عَشْواء", و"امرأتان عَشْواوان", وإنَّما سوَّغ إمالته کَوْن ألفه یصیر یاءً فی الفِعْل, نَحْوُ قولک:"أعشاه الله فعَشِیَ", بالکَسْر... وقالوا:"هما یعشیان", ولم یقولوا:"یعشوان"؛ لأنَّ الواو لمَّا صارت فی الواحد یاءً تُرِکَت على حالها فی التَّثْنیة, فلمَّا کانت تصیر إلى ما ذَکَرْناه من الیاء سوَّغوا فیها الإمالة, وإن کان أصلها الواو... و"المَکا" بالفتح, والقَصْر: جُحْر الثَّعْلَب, والأرنب, فهو من الواو؛ لقولهم فی معناه:"مَکْوٌ"... و"الکِبا" مقصورًا: الکُنَاسة, وهو من الواو؛ لقولهم:"کَبَوْت البیت", وقالوا فی التَّثنیة:""کِبَوَان"... ودخلها الإمالة على التَّشبیه بما هو من الیاء؛ لأنَّها لامٌ, واللَّام یتطرَّق إلیها التَّغییر...", شرح المفصَّل, 5/203. 

[cx])) انظر بحوث ومقالات فی اللُّغة, ص63-64, والتَّطوُّر اللُّغوی - مظاهره وعِلَله وقوانینه, 78-79. 

[cxi])) ردَّ الرَّضی على ذلک بقوله:"... وینْبَغی على هذا أنْ یکرهوا إمالة نَحْوُ:..."عَاب", و"بَاع", و"هَاب"؛ لحصول العِلَّة المذکورة", الرَّضی, شرح الشَّافیة3/11.

[cxii])) الکتاب 4/126, وانظر النُّکَت3/207.

[cxiii])) انظر الزّمخشری, شرح المفصَّل5/193, واللُّبَاب, 2/453, وابن یعیش, شرح المفصَّل 5/193, وشرح الشَّافیة 3/11, وارْتِشَاف الضَّرَب2/530, والمساعد4/281-282, والهوامع6/184, وهو ما ذَهَب إلیه المُبَرِّد ضِمْن علماء اللُّغَة المتقدِّمین, انظر المقتضب3/43.

[cxiv])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل, 5/193, والمقتضب3/43.

[cxv])) انظر شرح الشَّافیة3/11.

[cxvi])) انظر شرح الشَّافیة, 3/11, والمقتضب 3/43.

([cxvii]) انظر الکتاب4/119.

[cxviii])) انظر اللُّباب 2/453, والزَّمخشری, شرح المفصَّل5/192-193, والإیضاح2/295, والتَّسهیل, 325, وشرح الشَّافیة3/11, والمساعد4/282-283.

[cxix])) انظر المقتضب3/44.

([cxx]) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/193.

[cxxi])) توضیح المقاصد والمسالک 3/1501.

[cxxii])) اللُّبَاب2/453, قال سیبویه:"وإنَّما کان ذلک فی الفِعْل مُتْلَئِبًّا لأنَّ الفِعْل لا یَثْبُت على هذه الحال للمَعْنى, ألا ترى أنَّک تقول "غَزا", ثمَّ تقول "غُزِیَ", فتدخله الیاء وتَغْلِب علیه, وعِدَّة الحُروف على حالها, وتقول:أغْزُو, فإذا قُلْت أفْعَل قلت أغْزَى, قلبت وعِدَّة الحُروف على حالها, فآخِر الحُروف أضعف لتَغَیُّره, والعِدَّة على حالها, وتخْرُج إلى الیاء, تقول:لأُغزِیَنَّ, ولا یکون ذلک فی الأسماء", الکتاب4/119.

[cxxiii])) ابن یعیش, شرح المفصَّل5/193, وانظر المقتضب3/43.

[cxxiv])) شرح الشَّافیة3/11, وانظر الإیضاح2/295-296. 

[cxxv])) الکتاب, 4/120, 121وَ 131-132, والمقتضب3/42-43.

[cxxvi])) انظر النُّکَت3/205.

[cxxvii])) انظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل5/189وَ194, وأسرار العربیة, 406-407

[cxxviii])) انظر اللُّباب 2/452وَ453-454.

[cxxix])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/189وَ194.

[cxxx]))انظر التَّسهِیل, 325,والمساعد4/283, والهوامع6/185.

[cxxxi])) انظر شرح الشَّافیة3/5.

[cxxxii])) انظر ارْتِشَاف الضَّرَب2/531.

[cxxxiii])) انظر النُّکَت3/209, واللُّباب2/453-454, والزَّمخشری, شرح المفصَّل5/194, والإیضاح2/295-296, وانظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/194, والتَّسهیل, 325, وشرح الشَّافیة3/10-11, والمساعد4/283, والهوامع6/185, وبیَّن المُبَرِّد أنَّ إمالته جَیِّدَة, المقتضب3/42-43.

[cxxxiv])) انظر أبی حیَّان, ارْتِشَاف الضَّرَب2/531.

[cxxxv])) المساعد4/283, والهوامع6/185.

[cxxxvi])) قال سیبویه:" وممَّا یُمِیلُون ألِفَه کلُّ شیءٍ کان من بنات الیاء, والواو ممَّا هما فیه عَینٌ إذا کان أول فَعَلْتُ مَکْسورًا نَحَوْا نَحْوَ الکَسْر کما نَحَوْا نَحْوَ الیاء فیما کَانَت ألِفُه فی موضع الیاء, وهی لغةٌ لبعض أهل الحِحَاز, فأمَّا العامَّة فلا یُمِیلُون...ولا یُمِیلُون ما کانت الواو فیه عَیْنًا إلا ما کان مُنْکَسِر الأول, وذلک "خَاف", و"طَاب", و"هَاب"", الکتاب4/120, 121وَ 131-132.

[cxxxvii])) الکتاب4/128وَ122.

[cxxxviii])) الکتاب4/122, وقرَّر المُبَرِّد عدَم حُسْن إمالة ما کان مجرورًا فی قوله:" واعلم أنَّک تقول: "مررت بمالٍ لک", و"مررت ببابٍ لک", ولیس بالحَسَن؛ لأنَّ الألفین مُنْقَلِبَتَان من واوین, من:"موَّلت", و"بوّبت", ولیست الحَرَکة بلازمة", المقتضب3/47.

[cxxxix])) ابن یعیش, شرح المفصَّل5/201.

[cxl])) شرح الشَّافیة3/9, وانظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل5/201.

[cxli])) انظر الکتاب4/120, والمقتضب3/45.

[cxlii]) ) النُّکت3/207.

[cxliii])) انظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل5/ 189و193َ-194.

[cxliv])) انظر أسرار العربیَّة, 406-407.

[cxlv])) انظر اللُّباب2/453-454.

[cxlvi])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/189وَ191-193.

[cxlvii])) انظر التَّسهِیل, 325, والمساعد4/282-283, و الهوامع6/184.

([cxlviii]) انظر شرح الشَّافیة3/5وَ12.

[cxlix]))  انظر ارْتِشاف الضَّرَب2/532-533, والهوامع6/184.

[cl])) الکتاب, 4/123وَ127.

[cli])) شرح الشَّافیة3/13-14.

[clii])) مُراد الرَّضی بمصوِّت الفتحة:- الذیلا یَتْلُوه مصوِّت طویل, والذی یتْلُوه مصوِّت طَویل حَسْب اعتقَاده؛ إذ ظنَّ علماء اللُّغة المتقدِّمین والمتأخِّرین بشَکْلٍ عام وجود مصوِّتات قصیرة قبل المصوِّتات الطَّویلة.

[cliii])) قال أبو حیَّان:"وقد تتقدَّم الإمالة على الذی أُمیل لأجلها, وقد تتأخَّر, کإمالة:"الیتامى", وسین"أُسَارى", و"کُسالى", وکاف "سُکارى", وصاد "النَّصارى"؛ لإمالة ما بَعْدها, وقرأ بذلک بعض القُرَّاء", ارْتِشاف الضَّرَب2/535.

[cliv])) انظر المساعد4/293.

[clv])) انظر الهوامع6/193.

[clvi])) انظر ارْتِشاف الضَّرَب2/535, والمساعد4/293.

[clvii])) انظر الزَّمخشری, شرح المفصَّل5/203.

[clviii])) انظر ابن یعیش, شرح المفصَّل5/204. 

[clix])) انظر الإیضاح2/292.

[clx]))انظر التَّسهیل, 326, والمساعد4/293.

[clxi])) انظر شرح الشَّافیة3/13وَ5.

[clxii])) انظر ارتشاف الضَّرَب2/535, والمساعد4/293.

[clxiii])) انظر الهوامع6/193-194. 

 

  • مصادر البحث:-

1-  أبو البرکات عبد الرَّحمن بن محمَّد بن أبی سعید الأنباری (513-577هجریًّا), أسرار العربیة, عُنِی بتحقیقه:- محمد بهجت البِیطَار, المَجْمَع العلْمی العربی, دِمشق.

2-  أبو البقاء عبد اللَّه بن الحسین العُکْبَری (538-616هجریًّا), اللُّباب فی عِلَل البناء والإعراب, تحقیق:-غازی مختار طلیمات, دار الفِکْر المعاصر, بیروت, دار الفِکْر, دِمشق, الطَّبعة الأولى, 1416ه-1995م.

3-  أبو الحجَّاج یوسف بن سلیمان بن عیسى الأعْلَم الشَنْتَمْرِی (410-476هجریًّا), النُّکَت فی تفسیر کتاب سیبویه وتَبْیِین الخَفی من لَفْظه, وشرح أبیاته, وغَرِیبِه, دراسة: رشید بلحبیب وتحقیقه, وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلامیَّة, المغرب, 1420ه-1999م.

4-  أبو الفَضْل جلال الدِّین عبد الرَّحمن السِّیوطی (المُتَوفَّى سنة 911هجریًّا), هَمْع الهَوامِع فی شرح جَمْع الجَوامِع, تحقیق:- عبد السَّلام محمد هارون, وعبد العال سالم مَکْرَم وشرحهما, مؤسَّسة الرِّسالة, ودار البحوث العلمیَّة, 1413ه-1992م.

5-  أبو القاسم جَار الله محمود بن عمر الزَّمخشری الخَوارِزْمِی (467-538هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م.

6- أبو عبد الله جمال الدِّین محمَّد بن عبدالله بن محمَّد بن عبد الله بن مالک الطَّائی الجِیَانِی الشَّافعی النَّحْوِی (600-672هجریًّا), تسهیل الفوائد وتکمیل المقاصد, حقَّقه وقدَّم له:- محمد کامل برکات, دار الکاتب العربی للطِّباعة والنَّشر, 1387ه-1967م.

7-  أبو عمر عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النَّحْوی (570-646هجریًّا), الإیضاح فی شرح المفصَّل, تحقیق:- موسى بنای العلیلی وتقدیمه, وزارة الأوقاف والشؤون الدینیَّة, الجمهوریَّة العراقیَّة.

8- بهاء الدین عبد اللَّه بن عقیل العقیلی المصری الهمذانی (698-769هجریًّا), المُساعد على تسهیل الفوائد, تحقیق:- محمد کامل برکات وتعلیقه, مرکز البحث العلمی وإحیاء التُّراث الإسلامی, کلیَّة الشریعة والدِّراسات الإسلامیَّة, مکَّة المکرَّمة, جامعة الملک عبد العزیز, المملکة العربیة السعودیة, 1400ه-1980م, دار الفِکر, دِمشق.

9-  رَضِی الدِّین محمد بن الحسن الاستراباذی (المُتَوفَّى سنة 686هجریًّا), شرح شافیة ابن الحاجب, مع شرح شواهده للعالم الجلیل عبد القادر البغدادی صاحب خزانة الأدب, حققهما, وضبط غریبهما, وشرح مبهمهما:- الأساتذة:- محمد نور الحسن, محمد الزَّفراف, محمد محی الدِّین عبد الحمید, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان, 1402ه-1982م.

10-  محمَّد بن یوسف بن علی بن یوسف بن حیَّان الإمام أثیر الدِّین أبی حیَّان الأندلسی الغرناطی (654-745هجریًّا), ارْتِشاف الضَّرَب, تَحْقِیق:- رجب عثمان محمَّد وشرحه, ودراسته, مراجعة:- رمضان عبد التَّواب, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الأولى, 1418ه-1998م.

11-   موفَّق الدین أبی البقاء یعیش بن علی بن یعیش المُوصِلِی (المُتَوفَّى سنة643هجریًّا), شرح المفصَّل للزَّمخشری, قدَّم له ووضع هوامشه وفهارسه إمیل بدیع یعقوب, دار الکتب العلمیَّة, بیروت, لبنان,1424ه-2001م.

 مراجع البحث العربیَّة:-

1-    إبراهیم أنیس, اللَّهجات العربیَّة, دار الفِکْر العربی.

2-    إبراهیم أنیس, الأصْوات اللُّغَویَّة, مکتبة نهْضَة مصْر ومطْبَعَتَها.

3-    أبو العباس محمد بن یزید المُبَرِّد(210-285هجریًّا), المُقتضب, تحقیق:- محمد عبد الخالق عضیمة, القاهرة, 1415ه-1994م.

4-    أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), الخصائص, تحقیق:- محمد علی النَّجار, المکتبة العلمیَّة, أبو بشر عثمان بن قَنْبر المعروف بسیبَویه (140-180هجریًّا).

5-    أبو الفتح عثمان بن جنِّی (المُتَوفَّى سنة 392هجریًّا), سر صناعة الإعراب, دراسة:- حسن هنداوی وتحقیقه.

6-    أبو الفَضْل جمال الدین محمَّد بن مَکْرَم ابن منظور الأفریقی المِصْری, لسان العرب, دار صادر, بیروت.

7-     أبو جعفر أحمد بن علی بن أحمد بن خلف الأنصاری (ابن الباذش المتوفَّى سنة 540 هجریًّا), الإقناع فی القراءات السَّبع, حقَّقه وقدَّم له الدُّکتور: عبد المجید قطامش, دار الفِکْر, دِمشق, الطَّبعة الأولى, 1403 ه.

8-    أحمد مختَار عمر, دراسة الصَّوت اللُّغَویّ, عالم الکتب, القاهرة,1418ه-1997م.

9-    بدر الدین الحسن بن قاسم المُرَادِی - المعروف بابن أم قاسم- (المتوفَّى سنة 749هجریًّا), توضیح المقاصد والمسالک بشرح ألفیَّة ابن مالک, تحقیق:أحمد عزوز, المکتبة العصریَّة, بیروت, الطَّبعة الأولى.

10-  خلیل إبراهیم العطیَّة, فی البحث الصَّوتی عند العرب, منشورات دار الجاحظ للنَّشر, بغداد, العراق, 1983م.

11-  رمضَان عبد التَّوَاب, التَّطوُّر اللُّغوی - مظاهره وعِلَله وقوانینه-, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1990م.

12-  رمضان عبد التَّواب, بحوث ومقالات فی اللُّغة, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, دار الرِّفاعی, الریاض, الطَّبعة الأولى, 1982م.

13-  رمضان عبد التَّواب, لَحْن العامَّة والتَّطور اللُّغوی, مکتبة زهراء الشَّرق, الطَّبعة الثَّانیة, 2000م.

14-  سعَد مَصْلُوح, دراسة السَّمع والکلام-صوتیات اللُّغة من الإنتاج إلى الإدراک-, عالم الکتب, 1426 ه- 2005 م.

15-  سلمان العَانِی, التَّشکیل الصَّوتی فی اللُّغة العربیَّة –فونولوجیا العربیَّة- ترجمة:- یاسر الملَّاح, مراجعة:- محمد محمود غالی, النَّادِی الأدبی الثَّقافی, جدَّة, المملکة العربیَّة السُّعودیَّة, الطَّبعة الأولى,  1403ه- 1983 م.

16-  سمیر شریف استیتیة, القراءَات القُرْآنیَّة بَیْن العربیَّة والأصوات اللُّغویة - منهج لسانی معاصر-, عالم الکتب الحدیث, إِرْبِد, الأردن,  2005م.

17-  سمیر شریف استیتیة, الأصوات اللُّغَویَّة-رؤیَة عضْویَّة ونُطْقیَّة وفیزیائیَّة-, دار وائل, الطَّبْعَة الأولَى, 2003میلادیًّا.

18- عبد الصَّبور شاهین, القراءات القرآنیَّة فی ضوء علم اللُّغة الحدیث, مکتبة الخانْجِی, القاهرة.

19-  عبد الفتاح شلبی, الإمالة فی القراءات واللَّهجات العربیَّة فی الدِّراسات القرآنیَّة واللُّغویَّة, دار الهلال ومکتبتها, بیروت, دار الشُّروق, جدة.

20-  غالب المَطْلَبِی, فی الأصوات اللُّغویَّة - دراسة فی أصوات المد-, دائرة الشُوون الثَّقافیَّة والنَّشر, منشورات وزارة الثَّقافة والاعلام, الجمهوریَّة العراقیَّة, 1984 م.

21-  الکتاب, تحقیق:- عبد السَّلام هارون وشرحه, دار الجیل, بیروت, الطَّبعة الأولى.

22-  کمال بِشْر, علم الأصْوَات, دار غریب, القاهرة, 2000م.

23- محمَّد علی الخولی, معجم علم الأصوات, , الطَّبعة الأولى, 1402 هجریًّا, 1982 م.

24-  محمود السَّعران, علم اللُّغة - مُقَدِّمة للقارئ العربی-, دار النَّهضة العربیَّة, بیروت.

25-  محمود فهمی حجازی, مدخل إلى علم اللُّغة, دار قباء للطِّباعة والنَّشر والتَّوزیع, القاهرة.

  • مراجع البحث الأجنبیَّة:-

1-    برجشتراسر, التَّطور النَّحوی للُّغة العربیَّة, محاضرات ألقاها فی الجامعة المصریَّة عام 1929میلادیًّا, أخرجه وصحَّحه وعلَّق علیه:- رمضان عبد التَّواب, مکتبة الخَانْجِی, القاهرة, الطَّبعة الثَّانیة, 1414ه- 1994م.

2-    ماریوی بای, أسس علم اللُّغة,ترجمة أحمد مختار عمر وتعلیقه, عالم الکتب, القاهرة, الطَّبعة الثَّامنة, 1419ه- 1998م.

  •  المجلَّات العلمیَّة:-

1-    عمر على محمَّد الدلیمی, ظافر عکیدی فتحی العانی, موانع الإمالة, مجلة الأستاذ, العدد(203), جامعة الأنْبَار, کلیَّة العلوم الإسلامیَّة, الفَلُّوجَة, العراق, 1432ه-2012م.