تأثير مقاصد الجمهور في لغة هتافات الثورة ثورة يناير2011 نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية وآدابها کلية الآداب - جامعة القاهرة

المستخلص

لعبت الهتافات فى المجتمع المصـرى دورًا شديد الأهمية بوصفها واحدة من أهم أدوات الاحتجاج السياسى والاجتماعى أثناء ثورة يناير2011م؛ فتميزت الهتافات بالقدرة على حشد الجمهور على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية، کما کانت أکثر ثراءً وتنوعًا فى بنائها اللغوى، فضلًا عن قيمتها التاريخية وکونها تعد توثيقًا للأحداث التى مرت بها البلاد، والقضايا الاجتماعية والسياسية المختلفة، وللقوى الاجتماعية الفاعلة فى تلک الأحداث.
وقد استعانت هذه الدراسة بمنهج التحليل النقدى للخطاب Critical Discourse Analysis الذى انصبَّ اهتمامه على دراسة اللغة فى علاقتها بالظواهر الاجتماعية وسياقات الاستخدام، مشيرًا إلى العلاقة الجدلية بين اللغة والمجتمع، أو اللغة بوصفها ممارسة اجتماعية.
وعلى الرغم من أهمية خطاب الهتافات، إلا أنها لم تحظَ باهتمام الدارسين اللغويين؛ لذلک تهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن تأثير مقاصد الجمهور فى لغة هتافات ثورة يناير 2011م من خلال التعريف بالهتاف، ومحددات قوة تأثيره، والمحددات السياقية لمقاصد الجمهور، وتحليل البنية اللغوية للهتافات للوصول إلى مقاصد الجمهور. 

الكلمات الرئيسية


مقدمة:

تعد الهتافات شکلاً من أشکال التعبیر الشفاهی للمجتمع عن الأوضاع الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة والفکریة والنفسیة التى تمر بها البلاد فى فترة من الفترات.

ولقد لعبت الهتافات فی المجتمع المصـرى دورًا شدید الأهمیة بوصفها واحدة من أهم أدوات الاحتجاج السیاسی والاجتماعى أثناء ثورة ینایر 2011م؛ فتمیزت الهتافات بالقدرة على حشد الجمهور على اختلاف مستویاتهم الاجتماعیة والثقافیة، کما کانت أکثر ثراءً وتنوعًا فى بنائها اللغوى، فضلًا عن قیمتها التاریخیة وکونها تعد توثیقًا للأحداث التى مرت بها البلاد، والقضایا الاجتماعیة والسیاسیة المختلفة، وللقوى الاجتماعیة الفاعلة فى تلک الأحداث. «فما یمیز الهتافات عن غیرها من أدوات النضال السیاسى أن لدیها القدرة على دعوة الناس وحشدها والنشـر الواسع والمباشر للقضیة والمطالب المرتبطة بها ثم دفعهم إلى التحرک العملى فى الشوارع وغیرها من أماکن عامة وأماکن العمل؛ مما یعد أبرز أدوات الضغط على السلطات لتحقیق المطالب.»([1])

وعلى الرغم من تلک الأهمیة فإنها لم تحظَ باهتمام الدارسین اللغویین؛ لذلک تهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن تأثیر مقاصد الجمهور فى لغة هتافات ثورة ینایر 2011م من خلال التعریف بالهتاف، ومحددات قوة تأثیره، والمحددات السیاقیة لمقاصد الجمهور، وتحلیل البنیة اللغویة للهتافات للوصول إلى مقاصد الجمهور.

ولم أجد من الدراسات السابقة لهتافات ثورة ینایر2011م سوى دراسة کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2014م. هذه الدراسة قامت بجمع نصوص هتافات الثورة، وتصنیفها على حسب القضایا المطروحة، والأعلام الواردة بها، ووظائفها، لکنها لم تتناول تحلیل البنیة اللغویة للهتافات وعلاقتها بمقاصد الجمهور، وهو موضوع هذه الدراسة.

ومن منطلق أن«اللغة لیست أداة أو وسیلة للتخاطب والتفاهم والتواصل فحسب، وإنما اللغة وسیلتنا للتأثیر فى العالم وتغییر السلوک الإنسانى من خلال مواقف کلیة»([2])، فقد استعانت هذه الدراسة بمنهج التحلیل النقدى للخطابCritical Discourse Analysis الذى انصبَّ اهتمامه على دراسة اللغة فى علاقتها بالظواهر الاجتماعیة وسیاقات الاستخدام، مشیرًا إلى العلاقة الجدلیة بین اللغة والمجتمع، أو اللغة بوصفها ممارسة اجتماعیة. فمجمل الخطاب الاجتماعى یتشکل من مجموعة من النصوص، وتؤدى تلک النصوص بما تمارسه من سلطة على المتلقى إلى تغییر معرفة الفرد المتشکلة فى وعیه عن العالم، کما تؤدى إلى تغییر سلوکه. لذلک کان «الملمح الأساسى لمجال التحلیل النقدى للخطاب هو ترکیزه على السلطة باعتبارها رکنًا محوریًّا فى الحیاة الاجتماعیة»([3])، حیث یبحث فى أغراض اللغة فى السیاق الاجتماعى لها، «ویشیر إلى کیف یعکس الخطاب بُنى السلطة، وکیف یحددها. فهو یدرس معنى الکلمات فى السیاق، من خلال المعرفة بالعالم الاجتماعى، والعالم الفیزیائى، والعوامل السیکلوجیة- الاجتماعیة المؤثرة فى عملیة الاتصال، مثل المعرفة بمکان وزمان حدوث الکلمات المکتوبة أو المنطوقة، وأغراض المتکلمین فى التفاعل اللفظى بصفة عامة.»([4])

وقد اعتمدت الدراسة - مادة لها -على هتافات ثورة ینایر 2011م التى جمعها کمال مغیث فى کتابه(هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة) الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، 2014م، والتى بلغت ثلاثمائة وستةَ عشرَ هتافًا.

تعریف الهتاف:

الهُتاف کما ورد فى معجم لسان العرب هو الصوت الجافى العالى، وقیل الصوت الشدید، أو الصیاح، أو النداء([5]). والأصل فى الهتاف هو التواصل الشفاهى الحى، ولکن بعد ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى أصبح هناک تناقل سریع للهتافات بکلا الصورتین: المنطوقة والمکتوبة؛ مما جعل هناک انتشارًا سریعًا للهتافات، فى ظل غیاب المؤلف الحقیقى غیابًا تامًّا.

ولکن فى حال التواصل الحى، عندما یکون الهتاف منطوقًا ومسموعًا تتمیز الهتافات بوجود محددات تعکس قوة تأثیر الهتاف، تتمثل فى إمکانیات الصوت لدى من یقوم بالهتاف، وعدد مرات تکرار الهتاف، وعدد الذین یرددون الهتاف معه، فى ضوء ما تتیحه الوسائل التکنولوجیة من إمکانات لإظهار قوة الصوت من مثل وجود المیکروفوناتومکبرات الصوت، والمکان الذى تتم فیه عملیة التواصل، بالإضافة إلى تأثیر لغة الجسد لدى من یقوم بالهتاف.

جمهور الهتاف وأنماطه:

یتضمن الحدث التواصلى نص الهتافات وطرفی عملیة الاتصال، وهما: الهتیف (الذى قد یکون مصدر الهتاف، أو مؤدیًا له)، والمتلقى أو الجمهور. وعادة ما تشیر تعریفات مصطلح الجمهور إلى«شخص حقیقى أو إلى مجموعة من الأشخاص التى ترى أو تسمع أو تقرأ حدثًا أو عملاً ما. فإحدى المسلمات الأساسیة فى البلاغة هى أن الخطاب یُؤلف فى ضوء هؤلاء الذین سیسمعونه أو سیقرأونه. ویشیر استخدام المصطلح إلى الاستماع. وتشتق جذوره المعجمیة من سیاقات التواصل وجهًا لوجه. ویمکن أن یشیر المصطلح إلى الکیان المتخیَّل الذى یستخدمه الکاتب أثناء تألیف نص ما.»([6])

ویرى «نقد استجابة القارئ أن الجمهور یلعب دورًا محوریًّا بوصفه فاعلاً فى بناء المعنى النصـى.»([7]) وقد قدمت موسوعة أکسفورد للبلاغة عدة تصنیفات للجمهور من مناظیر متعددة تنطبق على وصف جمهور الثورات. فهناک الجمهور الحقیقى الذى ینطلق فى الشوارع والمیادین، والجمهور الضمنى الذى یُفهم ضمنیًّا أن الهتاف یتوجه إلیه، ولیس بالضرورة أن یتواجد على أرض الواقع، وهناک الجمهور الافتراضى الذى یضعه صانع الهتاف فى الاعتبار، ویتوجه نحوه بمقاصد معینة، وهناک الجماهیر الغفیرة mass audiences «التى تشیر إلى حالة مهمة من الخطاب الإنسانى یکون فیها الانتباه الجمعى شدید الاتساع مما یجعل من المستحیل وجود تخاطب شخصـى أو تعارف متبادل بین أعضاء الجمهور. وبغض النظر عن التنوع اللافت للجماهیر الغفیرة، فإنها تشکل جمیعًا تجمعات ضخمة من الغرباء المتوجهین نحو بؤرة اهتمام مشترکة. فضلاً عن أن توحید المقاصد قد أظهر مفهوم الجماهیر المتزامنة التى یمکنها أن تنتشر عبر نطاق زمنى، وهى أمثلة نمطیة للجموع المتباعدة متشارکة الاهتمامات، وقد کانت وسائل الإعلام المطبوعة رائدة فى هذا السبیل بشکل جید قبل ظهور وسائل الإعلام الإلکترونیة.»([8])

وبذلک تحول الانتباه من الحدیث عن بلاغة المتکلم الفرد إلى الاهتمام ببلاغة الجمهور، حیث تعد هتافات الثورة خطابًا جماهیریًّا؛ لأن الجمهور لم یعد مستقبلاً فقط، أو مستقبلاً صامتًا أو سلبیًّا، بل أصبح منتجًا إیجابیًّا لمقاومة الواقع السیاسى والاجتماعى. «ویتأسس وفق هذه السلطة المقدمة للجمهور خطاب نقدى یکشف عن الانحرافات والتحیزات والهیمنة الممارسة أو الهیمنة التى ینبغى أن تزول بواسطة الحرکة الجماهیریة، فیحیلنا التحلیل النقدى إلى علاقة الخطاب بالسلطة، وأنواع المتلقین الذین یأخذون الخطاب السلطوى بقواعد مختلفة»([9]).

المحددات السیاقیة لمقاصد الجمهور:

«لا تحدث الثورة – أى ثورة- إلا فى سیاق تاریخى محدد، وبالتالى لایمکن فهم دوافعها ولا متابعة أحداثها وتطوراتها بغیر تحلیل دقیق للمرحلة التاریخیة التى قامت فیها»([10]). وتتمثل العناصر المکونة للسیاق فى «معرفة المشارکین فى عملیة الاتصال: المتکلم والمخاطَب، والإطار المکانى والزمانى للفعل اللغوى، والهدف، والموضوع، ونوع الخطاب، والقناة، واللغة المستعملة، والقوانین التى تتحکم فى عملیة إنتاج الخطاب من متکلم إلى آخر، والغایة من الموضوع.»([11]) لذلک، فعندما نتحدث عن تناقل الهتافات عبر أنظمة التواصل الإلکترونیة، نجد أن هناک إمکانیة وصول نصوص الهتافات إلى العدید من البشر فى الوقت نفسه، وتکمن خصوصیة التواصل الإلکترونى فى مجهولیة تحدید مصدر الهتاف، أو تحدید أى علامة فوریة دالة على مکانته. «وهذه الصیغة الجدیدة من التواصل یُشار إلیها بوصفها اتصالاً من جمع إلى جمع، فیتواصل الجمهور مع نفسه على أساس الاهتمامات المشترکة، التى تقدّم تماسکًا وخبرة أکبر وبأعداد أکبر من تلک التى تقدمها جماعة غیر إلکترونیة. وفى الناحیة المقابلة فإن احتمال تنوع العضویة یکون أکبر داخل الجماعات الأصلیة. ومع ذلک فإن الإنترنت یُمکن أن یُستخدم لتحریک الجمهور الافتراضى نحو أفعال تعاونیة.»([12]) «ویمیل هذا– بحسب بعض المنظرین- نحو إضفاء طابع دیمقراطى على التواصل، وبالتالى یشعرون بالحریة فى التعبیر عن أنفسهم، ولایمکن إصدار أحکام قیمیة حول صلاحیات الکاتب انطلاقًا من الظروف الخارجة عن النص، وتتأسس المصداقیة فقط داخل الرسالة ذاتها.»([13])

ویُقصد بالمصداقیة ذلک الانطباع الذى یترکه المتکلم فى نفس المستمع. وفى حال نصوص الهتافات، فإن المصداقیة لیست فردیة، بل هى مصداقیة جماعیة، تتجه لعموم الجماهیر بما ینسجم مع توقعاته ومقاصده المحتملة. کما أن التأثیر النفسى الجمعى المتضمن فى حال الجمهور الافتراضى عبر الإنترنت «یعزز الإقناع ویقود إلى قبول غیر نقدى لحقیقة الوقائع والحجج فى الوقت ذاته»([14])، «وبتحقق الوظیفة التصدیقیة ینتقل المتکلم إلى مستوى آخر یتمثل فى التأثیر فى سلوک المخاطَب، وحمله على إنجاز فعل أو ترکه بناء على تلک السلطة التصدیقیة المُحقَقة، وبهذا ستصبح کل النتائج المحصلة من مقدماتها أفعالاً طلبیة إلزامیة وإقصائیة فى الآن نفسه.»([15])

السیاق الاجتماعى فى مصر المصاحب للثورة:

عاشت مصـر سلسلةلا تتوقف من الأزمات مسَّت کل جوانب الحیاة فیها؛ «فأصبح المواطن یرزح تحت ضغوط وتأثیرات سلبیة للعدید من الأزمات المستمرة یومیًّا تتمثل فى الغلاء الفادح للسلع، الذى وصل إلى حد أن أصبح المواطن میسور الحال غیر قادر على شرائها، ویعیش المصریون أزمة الفساد الذى طال کل مجالات الحیاة، وأُهدرت نتیجة له موارد الوطن وثرواته. ویبدو أن ارتباط حیاة المصـریین بوجود أزمات مستمرة قد أدى إلى بدء الانقلاب على المألوف والسائد، وخلق حالة من الاضطراب والقلق لا یتمکن المجتمع من السیطرة علیها واستیعابها بهدوء».([16]) وقد حاولت بعض الهتافات التعبیر عن هذه الأزمات ومعاناة الشعب المصرى، وهو ما یمکن الکشف عنه من خلال تصنیف المجالات الدلالیة فى الهتافات.

المجالات الدلالیة للهتافات وقضایا المجتمع:

لقد انعکست قضایا المجتمع، والأزمات التى عانى منها المصریون فى ذلک الخطاب الثورى؛ فتنوعت المجالات التى عبَرت عنها الهتافات، وشملت ثلاثة مجالات محددة، هى المجال الاجتماعى، والمجال الاقتصادى، والمجال السیاسى. فعلى الصعید الاجتماعى نجد الهتافات تشیر إلى عملیات تخریب البلاد، والفقر، ومشکلات التعلیم، والصحة، والبطالة بین الشباب. «فکان أکثر المؤشرات السلبیة فجاجة ومدعاة للإحباط، واستفزازًا لمشاعر المصریین، تلک المرتبطة بأسعار الغذاء والکساء والدواء، وغیرها من المواد الأساسیة»([17]). «والأمیة التى ظلت تدور حول نسبة لا تقل عن 30% من عدد السکان، والفقر المدقع، وأصبح عدد المواطنین ممن یعیشون تحت خط الفقر یصل إلى أکثر من 17 ملیون مواطن. وکان طبیعیًّا مع تزاید أعداد الفقراء أن تنتشر مظاهر سوء التغذیة، وأن یتدنى الاهتمام العام بقضایا البیئة والتلوث، الأمر الذى انعکس على صحة المصریین فى صورة تفشى العدید من الأمراض بصورة واسعة. وتشیر الإحصاءات إلى أن مرضى الفشل الکلوى تضاعفت أعدادهم، ومرضى السـرطان تضاعف عددهم إلى 8 أضعاف، وعلى الصعید البیئى، فإنه من المعلوم أن معدل التلوث فى الهواء والماء والغذاء یعتبر من أعلى النسب فى العالم»([18]).

وعلى المستوى الاقتصادى، عبَّرت الهتافات عن مشکلات غلاء الأسعار بالنسبة للشعب، فى حین «وجود الرفاهیة ورغد العیش الذى یتمتع به أصحاب النفوذ وذوو السلطة ورجال الأعمال؛ مما خلق نوعًا من اتساع رهیب للهوة بین فئات الشعب الکادحة المطحونة، وتلک الطبقة الحاکمة المترفة. وما زالت مصـر للأسف تعد من الدول النامیة. ولا زالت تحمل على کاهلها أعباء الدیْن العام، وها نحن دولة نامیة تنتمى إلى الدول ذات الدخل المنخفض»([19]).

وعلى المستوى السیاسى، أثارت الهتافات قضایا بیع الغاز لإسرائیل، ومشکلة إقامة سدود المیاه، والإرهاب، وقانون الطوارئ، وقضیة توریث الحکم،والتزویر المشین لانتخابات مجلس الشعب وقد کانت تلک الانتخابات «قد أجریت قبل شهور قلائل من اندلاع الثورة، وکاد الحزب الوطنى أن یحصل على نسبة 100% من المقاعد، ولکن رد الفعل الشعبى الغاضب، ووقع الفضیحة وصداها على الرأى العام فى الداخل والخارج، جعل قیادات الحزب تتراجع فى اللحظات الأخیرة من مرحلة الإعادة؛ لتمنح بعض المقاعد لعدد محدود من الموالین للنظام من أحزاب کرتونیة ترفع شعار المعارضة، وکانت النتیجة أن اکتفى الحزب الحاکم بنسبة 97% من المقاعد، وجاءالمجلس المنتخب عام 2010 خالیًا تقریبًا من أى صوت معارض؛ الأمر الذى ضاعف من شعور المواطنین بالإحباط، وتم وصف تلک الانتخابات بالمزورة؛ نظرًا لأنها تناقضت تمامًا مع حقائق الواقع فى الشارع السیاسى المصرى»([20]).

ونتیجة لتلک الأزمات والمشکلات التى عانى منها المجتمع المصـرى على مختلف مستویاته الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة کانت بنیة المجتمع مهیأة للانفجار؛ «فالتفاوت الاقتصادى والاجتماعى کان واسعًا، إذ ظل یتسع خلال الأعوام العشرة الأخیرة بمعدل سریع تسبب فى خلخلة المیزان الطبقى بین المصـریین، وتحول مثلث الأمن- السیاسة- الاقتصاد لنظام مبارک إلى مثلث فزع للمصریین»([21])

والجدول التالى یقدّم القضایا المطروحة فى الهتافات، ویتضح من خلالها أن القضایا السیاسیة کانت أکثر ورودًا فى خطاب الهتافات، یلیها القضایا الاجتماعیة، ثم القضایا الاقتصادیة، وهو ما یعکس رؤیة الخطاب الثورى فى أن عملیة اصطلاح المجتمع على المستویین: الاجتماعى والاقتصادى ترتکز بشکل أساسى على عملیة إصلاح النظام السیاسى الذى لن یتحقق إلا بتغییر نظام الحکم برمته.


 

المجالات الدلالیة للقضایا

القضایا السیاسیة

القضایا الاجتماعیة

القضایا الاقتصادیة

دول حیبیعوا النیل والسد...قولها یا مصرى قولها بجد

هما بیکلوا فراخ وکباب...وإحناعیشتنا هباب فى هباب

یا سوزان قولى للبیه...کیلو العدس بعشره جنیه

حسنى مبارک یا عمیل...بعت الغاز وفاضل النیل

اللى یحب مصر...ما یخربش مصر

یا سوزان قولى للبیه...کیلو اللحمه بمیت جنیه

أمن الدوله کلاب الدوله...یاخدوا شهاده فى نهب الدوله

کیلو اللحمه بمیت جنیه...ومتر مدینتى بنص

یا مبارک مش حنسیبک...ملیارتنا لسه فى جیبک

السرطان فى کل مکان...والغاز متباع بالمجان

یا وزرا اطفوا التکییف...مش لاقیین حق الرغیف

سرقوکى شویة حرامیه...یا مصر الحره یا تکیه

باسم الخمسین ملیون شاب...لا لمبارک والإرهاب

السرطان فى کل مکان...والغاز متباع بالمجان

حسنى بیه یا حسنى بیه...کیلو اللحمه بمیت جنیه

التحریر التحریر...من حکم عصابة  التزویر

أحمد نظیف...سرق الرغیف

ثورتنا ثوره شعبیه ... ضد مبارک والحرامیه

شیلوا مبارک حطوا خروف...یمکن یحکم بالمعروف

باسم الشاب المصرى العاطل...یا مبارک حکمک باطل

لا یا مبارک یا مفلسنا...إنت بتعمل إیه بفلوسنا

یا حاکمنا بالطوارئ...عالسعودیه رایح رایح

باسم العشره ملیون عاطل...حکمک یامبارک باطل

یا بنوک سویسرا...عایزین فلوسنا

قولوا لمباحث أمن الدوله...عمر الظلم ما أقوم دوله

تحت القبه رجال أعمال...ضیعوا حق العمال

غلوا السکر غلو االزیت...لحد ما بعنا عفش البیت

قالوا لى اطمن قلت إزاى...وأمن الدوله رایح جاى

مصیلحى قول لرئیسک...مش عاوزین مسامیر فى رغیفک

یا مبارک یا مفلسنا...قول لى بتعمل إیه بفلوسنا

لا مبارک ولا سلیمان... دول عملاء الأمریکان

باعوا دمانا وباعوا کلاوینا...وبنشحت إحنا وأهالینا

 

لا شفیق ولا سلیمان... .دول عملاء الأمریکان

یا جلاد للصبر حدود... مش لاقیین المش أبو دود

 

یا حاکمنا بالمباحث...کل الشعب بظلمک حاسس

اصحى یا مصر وفوقى م النوم...نهبوا ولادک یوم ورا یوم

 

آه یا حکومة هز الوسط...أکلتینا العیش بالقسط

آه یا حکومة هز الوسط ...أکلتینا العیش بالقسط

 

آه یا حکومة هشک بشک...بکره الشعب ینط ف کرشک

الإصلاح بقى شىء مطلوب...قبل الشعب ما یاکل طوب

 

عادلى عادلى عادلى بیه...بعتوا مصر بکام جنیه

لا بنسلم ولا بنخاف... شحتونا االعیش الحاف

 

آه یا حکومة قطع الإید...بعد ما تمشى حییجى العید

عاش الشعب وعاش الجیش...إحنا مش لاقیین العیش

 

قالوا حریه وقالوا قانون...والتعذیب جوه السجون

 

 

باعوا البلد باعوا الغاز...دول عایزین الحرق بجاز

 

 

أمن الدوله کلاب الدوله... أمن الدوله کلاب الدوله

 

 

أى حکومه من الرئیس...تبقى حکومه کلها تهییس

 

 

لا شفیق ولا سلیمان...دول عصابة الجبان

 

 

یا مبارک یا عمیل...یابایعنا لإسرائیل

 

 

شدوا حیلکم یا شباب...نسقط حکومةالإرهاب

 

 

ارحل یا خسیس...مافیش توریث

 

 

أحمد نظیف...سرق الرغیف

 

 

قال إیه مجلس أمه...واللى عاملینه هما

 

 

عاوزین حکومه حره...العیشة بقت مره

 

 

ولا بنخاف ولا بنطاطى...إحنا کرهنا الحزب الواطى

 

 

لا مبارک ولا سلیمان...ولا عایزین شفیق کمان

 

 

یا حبیب یا جبان...أمن الدوله مش حایبان

 

 

یا حبیب لم کلابک ...قرب قرب یوم حسابک

 

 

یا حاکمنا من عابدین...حکمک زفت وزى الطین

 

 

شیلنا مبارک جابوا شفیق...إحنا تعبنا من التلزیق

 

 

لا دینیه ولا طائفیه...عاوزینها دوله مدنیه

 

 


السیاق النفسى لجموع الشعب:

«کتب المصریون شهادة میلاد جدیدة لشعب مصر أبهرت العالم، کسـر الشعب فیها کل حواجز الخوف والانکسار التى زرعها النظام الذى دام ثلاثین عامًا، لکى لا یجد الشعب أمامه إلا النظام بکل مساوئه هو الخلاص، خشیة الخوض فى مخاطر مغامرة غیر محسوبة العواقب»([xxii]).

نتیجة لتلک الأوضاع المتأزمة قامت الثورة، وعبَّرت الهتافات فیها عن السیاق النفسى للجماهیر الذى تنوَع بتنوع الإحالات المرجعیة. فمع الإحالة على المرجع (مصـر)، نجد استخدام المعجم اللغوى الدال على مشاعر حب الوطن، والوفاء له، کما فى: (مش بنخاف من الداخلیة...مصـر بلدنا وغالیة علیا)، (افتح صدرک للحریة...مصـر حتفضل غالیة علیا)، (صحى الخلق وهز الکون...مصـر بلدنا مش حتهون)([xxiii])، ومع مرجع (الشعب المصرى) نجد تأکید الهتافات على  تخلى الشعب عن الشعور بالخوف والصمود والمواجهة حتى تتحقق أهداف الثورة، کما فى: (بص وشوف بص وشوف...الشعب المصرى قتل الخوف)، (ارفع صوتک بالهتاف...شعبنا حر ومش هیخاف)، (بنقولهالک بالملایین...ارحل ارحل مش خایفین)([xxiv]). وفى ذلک الشعور تتساوى کل فئات الشعب وطبقاته وطوائفه بما یؤکد على الشعور بالوحدة الوطنیة الواحدة، کما فى الهتافات: (وحدة وطنیة واحدة...ضد السلطة اللى بتدبحنا)، (قول یا مسلم قول یا قبطى... أصل مصیبتک هى مصیبتى)، (شعب واحد مش شعبین...أخویا القبطى جوه العین)([xxv]) التى تعلى قیمة أن الوحدة

الوطنیة متأصلة فى أعماق الشعب المصرى؛ فهى «واقع یومى یعیشه أفـــراد

الشعب. وهى وحدة وطنیة جمعت قلوب المسلمین والأقباط منذ أربعة عشر قرنًا وحتى الیوم، ولم تکن مجرد شعار یتغنون به، إنما کانت واقعًا یعیشونه، وعملاً یمارسونه کل یوم»([xxvi]).

 بینما مع مرجع (الرئیس) تعلن الجماهیر عن شعورها بالکره، والرفض لاستمراره، کما فى: (یا جمال قول لأبوک...المصـریین بیکرهوک)، (شعبنا رافضه من سنین...بس مبارک جلده تخین)([xxvii])

وتُظهر الهتافات الأسباب النفسیة التى أدت إلى قیام الشعب بالثورة، وتتمثل فى الشعور بالغضب والظلم والقهر والرفض للوضع السیئ للبلاد، کما فى: (ارحل ارحل زى فاروق...شعبنا منک بقى مخنوق)، (شعبک کله قاید نار...وأنت بتلعب قط وفار)، (آه یا مصـر وآه یا مصر...لسه فیکى ظلم وقهر)([xxviii]).

کما عبَّرت الهتافات عن السیاق النفسى للجماهیر فى حال تحقق أمل التغییر برحیل الرئیس، وسقوط النظام، حیث یتحول المصریون إلى الشعور بالفرحة، کما فى: (یا مبارک یلا اتنحى...خلى بلدنا تشوف الفرحة)، (آه یا حکومة قطع الإید...بعد ما تمشى حییجى العید)([xxix]).

نص الهتاف من تشکیل العلامات إلى أغراض التواصل:

مقاصد الجماهیر فى الهتافات:

«یرى علماء النص أن معیار القصدیة Intentionality یقع ضمن المعاییر الأساسیة لتحقیق النصیة، وهو اعتقاد المنشئ أن سلسلة الأحداث القولیة التى ینتجها یمکن أن تشکل نصًّا مسبوکًا یکون أداة لتحقیق مقاصد المنشئ، کأن ینقل معرفة أو یحقق هدفًا جرى توصیفه فى إطار خطة موضوعة»([xxx]). «فالقصدیة لیست بعملیة عرضیة فى حیاة الإنسان، فکل کلام مشدود إلى قصدیة محددة المعالِم بالنسبة للمرسِل أحیانًا، وغیر محددة المعالم بالنسبة للمتلقى أحیانًا أخرى.»([xxxi])

أحادیة المقاصد وتعددیتها فى الهتافات:

عبرت الهتافات عن مطالب أساسیة للشعب، تمثلت فى تنحى مبارک، وعدم ترشح ابنه، وتغییر الحکومة، وإلغاء قانون الطوارئ، وحل مجلسى الشعب والشورى، وقیام الجیش بحمایة الثورة، وغیرها من المقاصد عبر خطاب الهتافات. ونجد أن بعض الهتافات قد اقتصرت على مقصد واحد، حیث یشکل طرفا الهتاف قضیة دلالیة واحدة، على نحو ما نجد فى الهتاف المشیر إلى مطلب الإفراج عن المعتقلین: (الإفراج عن المعتقلین...مطلب کل المصـریین)([xxxii])، والهتاف المطالِب بتحقیق الکرامة والحریة: (الکرامة والحریة ...مطلب کل المصـراویة)([xxxiii])، وهى مطالب غیر مادیة، حیث یشیر العدید من الباحثین إلى أن«ثورة 25 ینایر لم تکن ثورة قام بها (الجیاع) من فقراء المصریین، ولکنها فى المقام الأول ثورة قامت من أجل السعى لتحقیق قیم غیر مادیة، تتمثل فى الحریة السیاسیة، والعدالة الاجتماعیة، والکرامة الإنسانیة»([xxxiv]).وقد یجمع الهتاف بین مقصدین، حیث تشکل کل شطرة من شطرتى الهتاف محتوى قضویًّا مختلفًا، مع وجود رابط دلالى بین القضیتین کما فى: (مش عایزینک مش عایزینک...ولا عایزین العادلى حبیبک)([xxxv]). فذلک الهتاف یحتوى على مقصدین هما: رحیل الرئیس مبارک، ورحیل وزیر الداخلیة حبیب العادلى، والرابط الدلالى بین المقصدین هو تکرار معنى الرحیل. وهتافات أخرى مثل: (عاوزین حکومة حرة...العیشة بقت مرة)([xxxvi])، التى تعبر عن مقصدین هما: تغییر الحکومة، ورفع معاناة الشعب، وقد ظهر ذلک الهتاف بعد أن «طالعتنا الشاشات بالفریق أحمد محمد شفیق یتقلد منصب رئیس الحکومة، ویُکلَّف بتشکیلها على عجل، وکذا السید اللواء عمر سلیمان یقسم الیمین الدستوریة کنائب للرئیس»([xxxvii]).

وقد تتعدد مقاصد الهتاف الواحد، ویرتبط ذلک بطول الهتاف، مثال الهتاف الذى جاء بعنوان: (ارحل کفایة دم)

واحد...حسنى لازم یمشى

اتنین...سلیمان ما یحکمشى

تلاتة...حکومة ما تنفعشى

أربعه...المجلس میکملشى

خمسه... دم الشهداء میروحشى

سته...الوطنى میرجعشى

سبعه...یا حسنى متنحتشى

تمانیه...الشعب مبیهزرشى

تسعه...هتمشى یعنى هتمشى

عشره..إحنا الشعب المصرى([xxxviii])

وهو أحد الهتافات الممیزة التى احتفظت ببعض خصائص الکتابیة بدلیل العنوان الموضوع لها (ارحل کفایة دم)، حیث یرتبط العنوان بالنصوص المکتوبة المقروءة أکثر من ارتباطه بالنصوص الشفاهیة المسموعة. ویحتوى هذا الهتاف على عشـرة مقاصد، ارتبطت بالقیمة العددیة من واحد إلى عشرة وهى قیمة لها دلالتهافى الثقافة الشعبیة. والجامع الدلالى المشترک بین هذه المقاصد هو مطلب الرحیل للرئیس والحکومة؛ لذا اعتمد الهتاف على بنیة أساسیة تجمع بین التکرار لمطلب الرحیل(یمشى- هتمشى- هتمشى)، وصیغة النفى لاستمرار النظام الحالى (ما یحکمشى- میکملشى- میرجعشى)، مع ترتیب مقصود للإحالات یتدرج من البدء برئیس الجمهوریة (حسنى مبارک)، ثم نائبه (عمر سلیمان)، ثم (الحکومة)، یلیها (مجلس الشعب)، یلیه (الحزب الوطنى)، باستثناء الشطرتین الأخیرتین من الهتاف اللتین جاءتا على المخالفة اللغویة بالانتقال من صیغ النفى إلى صیغة الإثبات لتأکید إصرار الشعب المصرى على الرحیل.        

فالهتاف إنجاز لغوى لا تقتصر وظیفته الأساسیة على تحقیق التواصل الاجتماعى فحسب، وإنما هو أیضًا أداةلتغییر الواقع والتأثیر فیه وإنتاج أحداث جدیدة فى المجتمع. من هذا المنطلق تسعى الدراسة إلى تحلیل الهتافات فى علاقتها بمقاصد الجمهور عبر عدة آلیات متصلة ومتداخلة فى خطاب الهتافات، وهى:

الآلیة الأولى: القیمة الصوتیة للهتاف:

یتضافر البعد الإیقاعى مع القیمة الخبریة للهتاف لتحقیق مقاصد الجماهیر، وتتمثل تلک القیمة الصوتیة فى تضمین الهتاف وسائل السجع، والجناس، والتکرار، والتوازى الترکیبى، والتناص مع الشعر والأغانى؛ مما یکسب الهتافات طابعًا ممیزًا،«فالصوت والنفس والإیقاع هدفه المساعدة على التواصل الفعَّال فى موقف ما. لذلک یربط شیشـرون الإلقاء، کما یربطه أرسطو بالعاطفة، ویقول إن کل عاطفة تحضر معها شکلاً ونبرة وإشارات فریدة. فطبیعة الخطاب الذى ألفناه داخل عقولنا لیست بأهمیة الطریقة التى نلقیه بها، حیث إن عاطفة کل فرد فى الجمهور سوف تعتمد على الانطباع الذى یقع على سمعه»([xxxix]).

فیقوم الإیقاع فى الهتاف بوظیفة أساسیة ألا وهى تقویة المعنى المراد توصیله للمخاطب.فالبنیة الإیقاعیة بنیة محفزة للذاکرة تستمیل المتلقى لعالم النص. ویعتمد الهتاف بصورة أساسیة على بنیة شکلیة تنقسم إلى وحدتین، متساویتین، أو متقاربتین فى الطول تقریبًا، ویؤدى السجع بین نهایتى الوحدتین إلى تحقیق الجرس الموسیقى المشترک، یدعمه ورود التکرار المباشر، حیث یقوم«الموضع البارز مع التکرار بالتأکید بشدة على موضوع ما، وبالتالى تستطیع جذب انتباه المتلقى»([xl])، مع وقوع الجناس بین الکلمتین فى نهایة وحدتى الهتاف، بشکل دائم ومستقر، کما فى: (الشعب فاق فاق...کله عزیمه مش نفاق)([xli])، فضلاً عن التوازى الترکیبى الذى یقوم على «تشاکل ترکیبىّ بنى نحویة، تُظهر نوعًا من الترابط الدلالى بفضل علاقات دلالیة منطقیة، مثل: الترادف والتضاد والتقابل، وهذا یضفى إیقاعًا متمیزًا ینسجم مع غرض الخطاب.»([xlii]) کما فى: (کیلو اللحمه بمیت جنیه...ومتر مدینتى بنص جنیه)، (تعالى بکره وهات جیرانک...وبعد بکره وهات صحابک)، أو التوازى داخل الشطرة الواحدة، کما فى: (قالوا حریة وقالوا قانون...والتعذیب جوه السجون)، (أمن الدولة کلاب الدولة...أمن الدولة کلاب الدولة)([xliii]). فهذه الوسیلة الصوتیة تُستخدم فى إعطاء ترکیز معین على دلالات الهتافات، کما تسهّل عملیة تذکرها.

واستخدمت الهتافات أیضًا تقنیة التکرار المباشر للکلمات داخل الهتاف الواحد، للتأکید على المحتوى الدلالى للکلمات المکرَّرة، والمحافظة على انتظام الإیقاع بما ینسجم مع المحافظة على البنیة الصوتیة للهتاف. وقد تنوعت صور التکرار بین تکرار الکلمة، کما فى: (ارحل ارحل یا جبان...یا عمیل الأمریکان)([xliv])، وقد کان تکرار المطالبة بفعل الرحیل، والاسم (مبارک) أکثر الکلمات ورودًا داخل الهتاف الواحد، أو بین الهتافات؛ للدلالة على أن المقصد الرئیسى للهتافات هو إسقاط رأس النظام. وفضلاً عن تنوع صور التکرار على مستوى الکلمة الواحدة، کما فى: (اللى یحب مصـر...مایخربش مصـر)، (استقیل استقیل...واحنا نحرس أرض النیل)، (اعتصام اعتصام...لحد ما یرحل النظام)([xlv])، کانت هناک صور أخرى للتکرار تتمثل فى تکرار جزء من جملة، کما فى: (بص وشوف بص وشوف...الشعب المصرى قتل الخوف)، (حسنى بیه یا حسنى بیه...کیلو اللحمة بمیت جنیه)([xlvi])، وتکرار جملة کما فى: (الشعب والجیش إید واحدة...الشعب والجیش إید واحدة)، (ارحل ماتورتش الجیش...ارحل ماتورتش الجیش)، (مش عایزینک مش عایزینک...ولاعایزین العادلى حبیبک)([xlvii]).

وبالإضافة إلى التکرار المباشر، استخدمت الهتافات شکلاً آخر من أشکال التکرار؛ للتأکید على المعنى المکرر، وهو التکرار بالترادف، وقد اقتصر ذلک النوع من التکرار على استخدام الأفعال الدالة على رحیل الرئیس وأسرته ونظام الحکم، وهى: (ارحل- غور- اطلع بره- فارقنا-امشى- اتنحى) سواء فى داخل الهتاف الواحد، أو عبر الهتافات، کما فى: (ارحل بقى وفارقنا یا شیخ...الطیارة فى شرم الشیخ)، (ارحل ارحل سیب بلادى...مش عاوزک رئیس ولادى)، (یا جمال ارحل غور...أحسن بکره تموت مقتول)([xlviii]). فهذه الکلمات المترادفة تؤکد دلالة کلمة (ارحل) تلک الکلمة التی «اختصـر فیها الشباب بل الشعب کله مطالبه»([xlix]).

وهناک شکل آخر من أشکال التکرار یمکن أن نطلق علیه التکرار عبر نصـى، ونعنى به ذلک الاستخدام المتکرر للکلمات أو العبارات أو الجمل عبر نصوص الهتافات کلها. ویضفى هذا النوع من أنواع التکرار تأکیدًا عامًّا على مطالب الجماهیر، بجعله وسیلة من وسائل تثبیت تلک المطالب فى أذهان المتلقین، کما أنها أیضًا وسیلة من وسائل استنساخ هتافات أخرى دون مشقة فى ابتداع هتافات جدیدة، تستمد بنیتها الأساسیة من بنى الهتافات السابقة، کما فى: (یا سوزان قولى للبیه...کیلو العدس بعشـره جنیه)، (یا سوزان قولى للبیه...کیلو اللحمة بمیت جنیه)، (یا سوزان قولى للبیه...إنت لسه قاعد لیه)، (یا سوزان قولى للبیه...تلت قرن کفایه علیه)، (یا مبارک یا مبارک...فندق جده فى انتظارک)، (یا مبارک یا مبارک...تل أبیب فى انتظارک)([l]).

واقتصر استخدام هذا الشکل من أشکال التکرار عبر النصـى على وسائل الإحالة على الرئیس حسنى مبارک، واعتمد فهمها على المعرفة المسبقة لدى المتلقى بالسیاق الخارجى، وتمثَّلت فى الإحالة باستخدام:

1-    الوصف السلبى، کما فى: (کفایة کده على الشباب... لازم ترحل یا کداب)([li]).

2-    (ال) العهدیة، کما فى: (الشعب والجیش... هیغیر الرئیس)([lii]).

3-    صلة القرابة، کما فى: (یاجمال قول لأبوک...المصریین بیکرهوک)([liii]).

4-    اللقب، کما فى: (یا مبارک مش هنسیبک... ملیارتنا لسه فى جیبک)([liv]).

5-    اللقب، کما فى: (یا سوزان قولى للبیه...أنت لسه قاعد لیه)([lv]).

6-    الترادف مع کلمة (الرئیس)، کما فى: (ثورة ثورة یا شباب...على الحاکم الکداب)([lvi]).

7-     الاسم، کما فى: (هیلا وهیلا وهیلا وهیلا... حسنى مبارک آخره اللیلة)([lvii]).

8-    الکنایة، کما فى: (ارحل بقى وفارقنا یا شیخ...الطیارة فى شرم الشیخ)([lviii]).

9-    المنجزات، کما فى: (صاحب الضـربة الجویة...هو کبیر الحرامیة)([lix]).

10-    مدة الحکم، کما فى: (قاعد 30 سنة فى القصـر...هو إهانة لشعب مصر)([lx]).

کما اشتملت الهتافات على وسائل صوتیة أخرى، وهىالتناص مع الأغنیة والشعر، الذى یؤدى وظیفة أساسیة داخل نص الهتافات تتمثل فى الإفادة من القیمة الصوتیة للنص المتناص معه الهتاف، فى ضوء خصوصیة بنیة الهتافات- القصیرة منها والطویلة- التى تخاطب ذاکرة المتلقى، بهدف تحقیق تثبیت الهتاف فى الذاکرة، وسهولة تذکره مرات أخرى، فضلاً عن إعادة توظیف المحتوى الدلالى للنص المتناص معه. «فالانغلاق الشکلى للنص یکون محددًا ببدایة واضحة ونهایة واضحة، أما البنیة الدلالیة فتوصف بأنها بنیة منفتحة على نصوص متعددة سابقة علیها من خلال ما یسمى بالتناص أو التفاعل النصى.»([lxi])

فیتحقق الإیقاع نتیجة التناص مع الأغنیة، وهو من أشکال التناص الممیزة بالطول النسبى،کما فى: (مع السلامة...مع السلامة...یا أبو ذمة واسعة(یلا حالا بالا بالا حیوا أبو الفساد...حیکون یوم رحیله اللیله أسعد الأعیاد)([lxii]). فالأغنیة تتکون من «کلمة ولحن وصوت، مما یجعل الأغنیة ترتبط بالثقافة التى خرجت منها، وتعکس أخلاقیات المجتمع وسلوکیاته وانتماءاته الأیدیولوجیة، وأحیانًا توجهاته السیاسیة السائدة. وهى بذلک تسهّل على الباحثین المهتمین بدراسة مجتمع ما معرفة ثقافته وانتماءاته وتوجهاته ومعرفة أوضاعه الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة»([lxiii]). وفى تلک الهتافات یتجلى التناص مع الأغنیة کأداة لطمأنة الشعب المصـرى، وفى الوقت نفسه، وسیلة للتهدید بوجوب محاکمة مَن یرونهم فاسدین .

وورد التناص مع الشعر فى الهتاف:(لابد من یوم معلوم...تترد فیه المظالم ...أبیض على کل مظلوم...أسودعلى کل ظالم)، حیث تکتسب مثل هذه الهتافات خصوصیة سهولة تعلق أذهان السامعین بها وسهولة حفظها.

ولعل ابتعاد الهتافات عن مستوى الفصحى، واختیارها للعامیة، یعد شکلاً آخر من أشکال تحقیق إیقاع منتظم، بالتخلى عن التقید بضبط أواخر الکلمات، والالتزام بتسکین أواخر الکلمات فى العامیة، وهو ما یجعل الوقفات الساکنة تتکرر بشکل منتظم، کما فى: (أوفیاء أوفیاء...لدماء الشهداء)، (یاابن الخال ویاابن العم...الحریة تمنها الدم)([lxiv]).

الآلیة الثانیة: تعدد مصادر التناص وتحقیق الألفة:

ضمت الهتافات مصادر للتناص أکسبتها ألفة، وساهمت فى تحقیق نسبة مقبولیة عالیة لها، من قبیل التناص مع القرآن الکریم، والتناص مع الأعلام، والأماکن، والصور المجازیة، والتعبیرات الاصطلاحیة والمصاحبات اللغویة.

یتجه التناص فى علاقته بالنص المنتَج نحو قصد عام وهو تحقیق أعلى نسبة مقبولیة للهتاف من الجماهیر عن طریق إکساب الهتاف سمة أساسیة وهى (الألفة)، ویندرج تحت هذا القصد العام عدة مقاصد تتنوع بتنوع دلالات الهتاف، وتعدد مصادر التناص فیه.

مصادر التناص فى الهتافات:

1-    التناص مع القرآن الکریم:

ورد فى سیاق وصف مبارک، وعمر سلیمان الذى جعله مبارک نائبًا له بأنهما مثل فرعون ووزیره هامان، کما فى: (لا مبارک ولا سلیمان...دا فرعون ودا هامان)([lxv])، وهو تناص مع قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا کَانُوا خَاطِئِینَ ([lxvi]). وفى هتاف آخر، (حسبنا الله ونعم الوکیل...لیس عن الرحیل بدیل)([lxvii])، وهوتناص مع قوله تعالى: ﴿فَزَادَهُمْ إِیمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَکِیلُ﴾([lxviii])، والهتاف: (هما یقولوا شرق وغرب...وإحنا نقول انصـرنا یارب)([lxix]) وهو تناص مع قوله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْـرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ﴾([lxx]).

2-    التناص مع الأعلام:

اشتملت الهتافات على نوع ممیز من الإحالات، وهو الإحالة التى تتناص مع الأعلام. ویعد استخدام هذا النوع من أنواع التناص وسیلة مفتاحیة للتعبیر عن مقاصد الجمهور، حیث ارتبط ورود الأعلام فى الهتافات بقضایا متنوعة. ومن ثم یمکن تقسیم الأعلام الواردة فى الهتافات إلى أربع مجموعات أساسیة هى:

المجموعة الأولى: الأعلام الدالة على الرئیس وأسرته، فقد وردت کلمة (مبارک) خمسًا وسبعین مرة، وهى أعلى نسبة ورود فى الهتافات سواء بالنسبة للأعلام الأخرى، أو بالنسبة للتناص بوجه عام. ویرجع السبب فى ذلک إلى کون الهتافات ترى أن مرجع (الرئیس حسنى مبارک) هو المنوط به تنفیذ مطالب الجماهیر التى یتوجهون بها إلیه مباشرة، وفىالوقت نفسه لیس هناک مراجع أخرى یمکن التوجه إلیها باعتبارها مسئولة فى ظل ذلک الوضع الذى وصلت ذروته إلى قیام ثورة ضد الحکم ونظامه. فوردت کلمة(حسنى) أربع عشـرة مرة، وورد الاسم (حسنى مبارک) عشرین مرة. فبلغ مجموع الکلمات المحیلة إلى مرجع (الرئیس حسنى مبارک) مائة وعشرین کلمة؛ أى بنسبة تکرار (38%) من مجموع الهتافات، وتحکَّم فى الاختیار من الکلمات التالیة: (مبارک- حسنى- حسنى مبارک) درجة انسجامها مع البنیة الصوتیة للهتاف، باستثناء ندرة استخدام لقب (الرئیس) الذى لم یرد سوى مرة واحدة فى الهتاف (روح یا مصیلحى قول لرئیسک...مش عاوزین مسامیر فى رغیفک)([lxxi]). وهنا تدل إضافة کلمة الرئیس إلى ضمیر (کاف الخطاب) الذى یعود على المرجع (مصیلحى رئیس الوزراء) على إسقاط الهتاف لمنصب الرئیس عن جموع الشعب، وجعله قاصرًا فقط على کونه رئیسًا لذلک الفرد، فى حین ظهور دلالة الجمع فى الهتاف من خلال استخدام ضمیر (واو الجماعة) المحیل إلى الشعب فى موضع الرفض لتدنى أحوال البلاد المعیشیة الدال علیها بقرینة (وجود مسامیر فى رغیف الخبز)، وهى قرینة داعمة اکتسبت قوتها الدلالیة فى ذهن المجتمع المصـرى من تکرار الإشارة إلى تحققها فى الحیاة المعاشة عبر المیدیا الإعلامیة.

أما بالنسبة للأعلام التى تشیر إلى أسرة الرئیس فقد وردت ثلاثًا وعشـرین مرة؛ أى بنسبة(07‚%) من مجموع الهتافات، موزعة على النحو التالى: الإحالة على العلم (سوزان) ورد سبع مرات، والعلم (علاء) ورد مرة واحدة فقط، والعلم (جمال) ورد خمس عشرة مرة، وهى أعلى نسبة ورود من بین أفراد أسرة الرئیس، ویمکن التعلیل لذلک الارتفاع فى نسبة الورود إلى دخول هذه الشخصیة إلى مجال العمل السیاسى فى مصر بوصفه رئیسًا للجنة السیاسات، وقضیة ترشیحه لرئاسة الجمهوریة خلفًا لأبیه، على نحو ما أثارته قضیة توریث الحکم، وهو ماعبَّرعنه الهتاف الصریح (ارحل یا خسیس...مافیش توریث)([lxxii]). وهذا ما یفسر لنا أیضًا المقابلة مع ندرة استخدام العلم (علاء) سوى فى هتاف واحد فقط لبعده عن دائرة الضوء فى الحیاة السیاسیة، فى حین تکرر ذکر العلم (سوزان) فى سبع هتافات لعلاقتها أیضًا بالحیاة السیاسیة.

وبذلک یصبح مجموع الکلمات الدالة على الأعلام الذى یحیل إلى الرئیس وأسرته مائة وثلاثًا وأربعین مرة أى بنسبة (45%) من مجموع الهتافات، وهى نسبة کبیرة جدًّا تقترب من نصف مجموع الهتافات، بما یدل على أن الأسرة الحاکمة کانت هى الهدف الرئیسى للثورة.

المجموعة الثانیة: الأعلام الدالة على الحکومة، وهى: (حبیب العادلى) وزیر الداخلیة الذى ورد ذکره فى أعلى معدل لتکرار الأعلام فى نظام الحکم، فقد تکرر العلم عشرین مرة، ویرجع ارتفاع هذه النسبة إلى الدور المنوط بهذه الشخصیة فى حفظ نظام الأمن خاصة مع وجود ثورة، ومساءلة الشعب لها عن هذا الدور، یلیه العلم (عمر سلیمان) رئیس جهاز المخابرات المصریة، وقد ولاه مبارک منصب نائب رئیس الجمهوریة أثناء الثورة، وورد تکراره تسع مرات، والعلم (أحمد شفیق) وزیر الطیران المدنى الذى ولاه مبارک منصب رئاسة مجلس الوزراء أثناء الثورة، وورد ذکره ست مرات، وکانت هاتان الشخصیتان مرفوضتین من قِبل الشعب. أما بقیة الأعلام الواردة فى الهتافات فلم تتکرر سوى مرة واحدة للتندید برفضها، وعدم تبرئتها من المسئولیة، وتسلیط الضوء علیها أمام الجماهیر؛ لإظهار الوعى بخطورة دورها المتسبب فى تدهور أحوال البلاد من وجهة نظر الهتافات، وهى الأعلام (فتحى سرور رئیس مجلس الشعب- على مصیلحى وزیر التضامن الاجتماعى- أحمد نظیف رئیس الوزراء- أحمد عز من رجال الأعمال وعضو مجلس الشعب)، وقد کان مجموع هذه الأعلام واحدا وأربعین؛ أى بنسبة (13%) من مجموع الهتافات، وهى نسبة کبیرة إلى حد ما.

المجموعة الثالثة: الأعلام الدالة على الحکام السابقین، وهم: (الرئیس جمال عبد الناصر- الرئیس محمد أنور السادات- الملک فاروق)، وقد ورد کل علم منهم مرة واحدة فقط،فى سیاقات مختلفة. فقد ورد استخدام العلم (جمال عبد الناصر) فى سیاق المدح والتعریض بالحکام الذین جاءوا بعده کما فى: (عبد الناصر عود الفل...إحنا بعدک شفنا الذل)، ثم الرئیس محمد أنور السادات الذى ذکرت الهتافات أن نهایته جاءت بسبب التطبیع، کما فى: (أنور لما کان بیبیع...جات نهایته مع التطبیع). أما العلم (فاروق) فقد ورد فى سیاق المشابهة بضرورة رحیل مبارک عن مصـر وهو مطلب جماهیرى، مثلما کانت المطالبة برحیل الملک فاروق عن البلاد مطلبًا جماهیریًّا أیضًا، وقد استجاب له الملک فاروق، وعلى هذا القیاس المنطقى تُحتم الضرورة رحیل مبارک عن البلاد، وهو ما ورد فى الهتاف: (ارحل ارحل زى فاروق...شعبنا منک بقى مخنوق)([lxxiii]).

المجموعة الرابعة: الأعلام الدالة على الشخصیات الخارجیة، ویمثلها العلم (زین العابدین بن على) رئیس تونس الذى خلعته الثورة التونسیة، وقد ورد ذکره ثلاث مراتٍ، ضمن علاقة المشابهة للمطالبة برحیل الرئیس مبارک مثلما کان الحال مع الرئیس ابن على؛ حیث اندلعت الثورة فى تونس، «وأدى ذلک خلال أسابیع قلیلة إلى سقوط النظام القدیم، ومغادرة الرئیس السابق زین العابدین بن على البلاد على عجل شدید هو وعائلته وسرعان ما اندلعت ثورة الشباب المصریة فى 25 ینایر، لتتحول إلى ثورة شعبیة عارمة شعارها (الشعب یرید إسقاط النظام)»([lxxiv]). کما ورد فى الهتافات الأعلام: (باراک أوباما مرتین،ونتنیاهو، وشارون) کل منهم مرة واحدة فى سیاقات دالة على وصف مبارک بأنه عمیل لأمریکا أو إسرائیل.

3-    التناص مع الأماکن:

-       المقر الواحد للحکم فى مقابل تعدد مقر الثورة:

شغلت المقابلة بین المکان الذى یرمز إلى الحکم، والمکان الذى یرمز إلى الثورة حیزًا کبیرًا فى الهتافات. فقد وردت کلمة (القصر) أربع مرات، وکلمة (عابدین) مرة واحدة فى سیاقات تطالب برحیل الرئیس بعد مرور ثلاثین عامًا على حکمه الذى تصفه الهتافات بالظلم والجور والفساد. وفى المقابل یتعدد استخدام الکلمات الدالة على مقر الثورة، فکان المکان الرئیسى هو میدان التحریر الذى تکرر استخدامه سبع مرات، والذى لازمه الثوار حتى تحقیق مطالبهم، وهو ما عبَّر عنه الهتاف: (الجدع جدع والجبان جبان...بینا یا جدع حنبات فى المیدان)([lxxv])، فأصبح وجود الثوار فى میدان التحریر رمزًا دالاً على استمرار الثورة. ثم تعدد استخدام الأماکن فى الهتافات لتحقیق دلالة أخرى وهى دلالة انتشار الثورة فى کلمکان بمصر، وأنها لم تتعد قاصرة على میدان التحریر أو المیادین الکبرى العامة، فجاء تکرار الکلمات الآتیة فى الهتافات: (الشوارع- الحوارى- البیوت)، کما نجد فى الهتاف: (لو خطفونا م الشوارع ... صوت الثورة طالع طالع)([lxxvi]). ویتصاعد خطاب الهتافات لیؤکد دلالة الوحدة الوطنیة بین المسلم والمسیحى داخل الوطن، کمایعبر عنه الهتاف: (آدى الشعب المصـرى طالع...م الکنایس والجوامع)([lxxvii])، والوحدة بین فئات المجتمع على نحو ما یصوره الهتاف: (آدى الشعب المصرى طالع...م الغیطان والمصانع)([lxxviii]). ویصف خطاب الهتافات وصول الثورة إلى مرحلة الذروة للإشارة إلى دلالة تعمیم الثورة فى کل مکان، وهى اللحظة الأخیرة التى یعقبها ضرورة تغییر الوضع القائم، فنجد تکرار الکلمات الدالة على استغراق الثورة لکل شوارع مصـر، وکل مکان، على نحوما نجد فى الهتاف: (ثورة ثورة فى کل مکان...ضد الخونة والأندال)، (ثورة ثورة حتى النصـر...ثورة فى کل شوارع مصر)([lxxix]).

-       مصر فى مقابل خارج مصر:

وردت الکلمات الدالة على مصر فى سیاقات المطالبة بالحریة والمحافظة على البلاد إحدى وخمسین مرة بکلمات مترادفة هى: (بلدنا- الدار- الأرض- أرض النیل)، کمافى: (صحى الخلق وهز الکون...مصر بلدنا مش حتهون)([lxxx]). بینما ورد استخدام أسماء البلاد الأخرى إحدى عشرة مرة فقط، موزعة بین (تونس) التى قامت بها ثورة أیضًا فى سبیل نیل حریتها قبل الثورة المصریة، کما فى: (تونس هل علیها النور...وإحنا بکره علینا الدور)([lxxxi])، أما الأماکن: (السعودیة، فندق جدة، أمریکا، إسرائیل، تل أبیب) فقد وردت فى سیاق المطالبة برحیل الرئیس مبارک کما فى:(یاحاکمنا بالطوارئ...ع السعودیه رایح رایح)، و(یا مبارک یامبارک...تل أبیب فى انتظارک)([lxxxii])، وقد یستخدم الهتاف الکلمات العامة الدالة على الرغبة فى رحیل مبارک خارج البلاد من قبیل (بره بلادى، بعید)، کما فى:(ارحل بقى وفارقنا بعید...خلى عنینا تشوف العید)([lxxxiii]).

4-      التناص مع المجاز:

وقد تحقق من خلال عناصر التشبیه والاستعارة والکنایة التى وردت فى خطاب الهتافات أربعًا وثلاثین مرة، بنسبة (11%) من مجموع الهتافات، ویمثل استخدام الکنایة أعلى نسبة ورود، فقد ورد سبع عشرة مرة، یلیه استخدام التشبیه عشر مرات، ثم الاستعارة سبع مرات. وقد استخدمت الهتافات المجاز وسیلة لغویة تعتمد على تکثیف الدلالة، بما یتلاءم مع القصر النسبى لنص الهتافات؛ لتحقیق مقاصد متعددة، هى:

أ‌-   وصف الرئیس مبارک وصفًا سلبیًّا یظهره بمظهر الحاکم الطاغیة المستبد: (یا مبارک یا فرعون...إنت فى کل کتاب ملعون)، (یا مبارک یا طاغوت...مش عاوزینک لو هنموت).

ب‌-  التأکید على مطلب رحیل الرئیس عن البلاد: (یا مبارک یا طیار...الطیاره فى المطار)، (یا حاکمنا بالطوارئ...ع السعودیه رایح رایح)، (ارحل بقى وفارقنا یا شیخ...الطیاره فى شرم الشیخ)، (یا مبارک یا مبارک...تل أبیب فى انتظارک).

ت‌-  الاستجابة بالرحیل أو التهدید بالقتل: (یا سوزان قولى لمبارک...المنصه فى انتظارک).

ث‌- مبررات رفض الشعب للرئیس من خلال المقارنة بالاختلاف مع رئیس مصـرى سابق محبوب هو الرئیس جمال عبد الناصر:(عبد الناصر عود الفل...إحنا بعدک شفنا الذل)؛ والمقارنة بالتشابه مع رئیس وزراء إسرائیل الممقوت: (حسنى مبارک هو شارون...نفس الشکل ونفس اللون).

ج‌-  إظهار قوة الشعب المصرى:(مش حنخاف من أبوک یا جمال...صوتنا العالى یهد جبال)، (بص وشوف بص وشوف...الشعب المصـرى قتل الخوف).

ح‌-    الدعوة إلى استنفار الشعب للثورة:(افتح صدرک للحریه... مصـر حتفضل غالیة علیا)، (قوم یا مصـرى صح النوم...النهارده آخر یوم).

خ‌-    التأکید على الإصرار والمقاومة: (یا مبارک یا جبان...الصعایده فى المیدان).

د‌-      التعبیر عن غضب الشعب المصـرى:(شعبک کله قاید نار...وأنت بتلعب قط وفار).

ذ‌-      الکشف عن التلاعب بالجماهیر والمراوغة:(شعبک کله قاید نار...وانت بتلعب قط وفار).

ر‌-  التعبیر عن معاناة الشعب المصرى: (عایزین حکومة حره...العیشة بقت مره)، (حسنى مبارک فینه فینه ...الشعب المصرى طلع عینه).

ز‌-  التعبیر عن حالة الفقر الشدیدة التى تسیطر على البلاد:(یا جلاد للصبر حدود...مش لاقیین المش أبو دود)، ( الإصلاح بقى شىء مطلوب...قبل الشعب ما یاکل طوب).

س‌- إبراز ممارسة السلطة ضد الشعب: (یا حاکمنا بالنبوت...ارحل بقى وفارقنا وموت)، (وحده وطنیة واحدة...ضد السلطه اللى بتدبحنا).

ش‌- إظهار الاستعداد بالتضحیة من أجل مصـر: (أنا مستنى رصاصه فى قلبى ... علشان مصـر حبیبتى وبلدى).

ص‌-  التعبیر عن فرحة الشعب المصرى بقیام الثورة: (یا عیون العالم طلى...مصر لبست توبها التلى)، (یا مبارک یلا اتنحى...خلى بلدنا تشوف الفرحه)([lxxxiv]).

5-    التناص مع التعبیرات الاصطلاحیة:

یحقق التناص مع التعبیرات الاصطلاحیة أیضًا قیمة إیقاعیة مألوفة؛ لکثرة دوران التعبیرات الاصطلاحیة فى الحیاة الیومیة، فضلاً عن قیمتها الدلالیة. فقد رکزت التعبیرات الاصطلاحیة الواردة فىالهتافات على مطلب أساسى وهو رحیل حسنى مبارک رئیس الجمهوریة من خلال تکرار التعبیرات: (اطلع بره- اخرج بره- لازم یمشى- ابن على فى انتظارک- فندق جده فى انتظارک- لم هدومک- ما تورینا قفاک- خلى عندک دم). ویرتبط بذلک المطلب مطلب آخر وهو ضرورة تغییر الحکومة؛ لأنها لم تعد صالحة لتحقیق احتیاجات الشعب، لذا وصفت التعبیرات الاصطلاحیة الحکومة بأنها: (حکومة هشک بشک- حکومة هز الوسط- حکومة قطع الإید)، وبات مطلب نیل الحریة للبلاد مطلبًا جوهریًّا، خاصةً فى ظل ما یُعرف بثورات الربیع العربى، فضمت الهتافات تعبیرات اصطلاحیة من قبیل: (خلى بلدنا تشوف النور- بعد ما تونس شافت النور- تونس هل علیها النور). کما تضمنت الهتافات تعبیرات اصطلاحیة دالة على المطالبة بالتحرر من ذلک النظام الذى جثم على نفوس المصـریین قرابة ثلاثین عامًا من الحکم، نتج عنها إحساس المواطن المصـرى بسوء أحوال البلاد المعیشیة، متمثلاً فى صور الفقر المدقع المتعددة وهى ما عبرت عنها التعبیرات: (خربت مالطة- قبل الشعب ما یاکل طوب- أکلتینا العیش الحاف- أکلتینا العیش بالقسط-شحتونا العیش الحاف- بعنا عفش البیت). وهذه الظروف التى عانى منها أفراد الشعب وحَّدت شعور أفراده تجاه النظام، فاحتوت الهتافات تعبیرات دالة على السیاق النفسى الرافض للوضع القائم، وإعطاء السلطة للشعب نحو التغییر، کما فى التعبیرات الاصطلاحیة: (الشعب ینط فى کرشک- الشعب حیقطع إیده- الشعب یتف علیه- بکره حتاخد بالمرکوب-حنجیب حسنى الأرض)، و أیضًا التعبیرات الدالة على اتحاد المسلم مع المسیحى، کما فى: أخویا القبطى... (جوه العین)، أو بتعمیم الشعور بحب مصر من خلال التعبیر الاصطلاحى (جوه عیونى) فى الهتاف: (مصـر حتفضل ...جوه عیونى).

6-التناص مع المصاحبات اللغویة:

یؤدى التناص مع المصاحبات اللغویة (التضامcollocation )([lxxxv])  ثلاث وظائف أساسیة، أولها: الوظیفة الإیقاعیة المرتبطة باستخدام وسائل لغویة تعمل على سهولة تردید الهتاف، وحفظه، وتذکره، وذلک من خلال انسجام تشکیل الأصوات فى نص الهتاف بالکلمات التى یتلازم ذکرها، فضلاً عن تعالق تشکلها مع وسائل صوتیة أخرى مثل الجناس والسجع بین شطرتى الهتاف، کما فى: (ارفع کل رایات النصر...احنا شباب حنحرر مصـر)([lxxxvi])، حیث اعتیاد وقوع التلازم الذّکرِى بین کلمتى (رایات)، (النصر)، وجریانه على الألسنة، وتضافره مع  تشکَّل الجناس بین کلمتى (النصر ومصر)، والسجع بتکرار حرفى الصاد والراء مع طرفى الهتاف.

والوظیفة الثانیة هى الوظیفة الدلالیة، وتکمن تلک الوظیفة فى الترکیز على اختیار کلمات ذات بعد دلالى یبرز خصوصیة استخدام المصاحبات اللغویة فى خطاب الثورة، من مثل: (الروح والدم- دم الشهداء- مصـر الحرة- أمن الدولة- مجلس أمة- الحزب الحاکم- کشف حساب- یحکم بالمعروف).

أما الوظیفة الأخیرة فهى الوظیفة التداولیة المرتبطة بمقاصد الجماهیر، ومنها: التأکید على الوحدة الوطنیة بین أفراد الشعب، کما فى التعبیر المباشر الصریح: (وحدة وطنیة)، أو بالإحالة على مصر، کما فى: (مصر بلدنا)، أو بالترادف مع کلمة (أمة) المحمَّلة بدلالات تاریخیة ناجمة عن تناص استخدام هذه الکلمة فى هتافات ثورة زعیم الأمة سعد زغلول، کما فى: (الأمة المصریة)، أو بالترادف مع کلمة (الشعب)، کما فى: (الشعب المصرى)، أو باستخدام اللفظ (کل) الدال على العموم، کما فى: (کل المصـریین). ومنها أیضًا إعلاء قیمة المواطنة، بالتأکید على الوحدة بین المسلم والمسیحى فى مصـر من خلال تعدد الرموز اللغویة الدالة، بالإحالة على الأشخاص، کما فى: (مسلم ومسیحى) بصیغة الإفراد، أو بصیغة الجمع (مسلمین ومسیحیین)؛ لاستبعاد دلالة الاستثناء لأفراد بعینهم، أو الإحالة على المکان بصیغة الجمع أیضًا، کما فى: (الکنایس والجوامع)، أو الإحالة على الرموز الدینیة، کما فى: (الهلال ویا الصلیب)، أو الإحالة على الکتابین المقدسین، کما فى:(الإنجیل ویا القرآن). 

ویرتبط استخدام المصاحبات اللغویة بمقاصد أخرى من قبیل التأکید على قوة سلطة الشعب فى تغییر النظام، واستنفار الجیش للوقوف بجانب الشعب، کما فى التعبیر: (جیش النصـر)، و(الشعب والجیش)، ثم بعملیة التقدیم والتأخیر بوضع الجیش فى الصدارة، کما فى الترکیب: (الجیش والشعب). وتظهر مقاصد أخرى تهدف إلى وصف الثورة بأنها: (ثورة شعبیة)، أو تأکید دور الشباب فیها، کما فى: (ثورة شبابیة)، و(جیل الثورة)؛ لمساهماتهم فى تفعیل الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى على شبکة الإنترنت، «ورغم کون الشباب هم الطلیعة التى بدأت الصیحة الأولى لنداء الثورة، إلا أن دواعى الإنصاف والموضوعیة تقتضى ضرورة الاعتراف بأن نجاح هؤلاء الشباب فى إشعال فتیل المظاهرات ومن ثم التحول بها إلى ثورة شعبیة غیر مسبوقة، کان وراءه شعب مصر بمختلف أعماره وفئاته وطبقاته، الفقیرة  والمتوسطة وما فوق المتوسطة، کل من کانوا ضحیة للحرمان والتهمیش، کل من حرموا من حقوقهم فى العمل والکرامة والحریة، کل من تعرضوا لقهر أو إهانة»([lxxxvii]). کما استخدمت المصاحبات اللغویة للتأکید على انتشار الثورة فى کل أنحاء مصر، بدءًا من مکان رمز الثورة (میدان التحریر)، ثم تدرج الاتساع مع التعبیر( کل شوارع مصر)، ثم التعمیم مع العبارة (أرض النیل). کذلک ساهمت المصاحبات اللغویة فى بناء الکشف عنالسیاق النفسى الشعبى ومرارة الإحساس بالظلم والقهر جرَّاء عملیات السلب والنهب، وحالة الفقر التى یعانى منها طبقات الشعب المختلفة، وهو ما عبرت عنه التلازمات: (الذل والعار- ظلم وقهر- سلب ونهب- العیش الحاف).

الآلیة الثالثة: إستراتیجیات الإحالة فى خطاب الهتافات:

الإحالة الجمعیة فى مقابل تفتیت المرجع:

اتبع خطاب الهتافات عدة إستراتیجیات لبناء نظام الإحالة الشخصیةpersonal reference ؛ لتحقیق مقاصد معینة. والإحالة تعنى «استعمال المتکلم أو الکاتب أشکال لسانیة لیمکِّن السامع أو القارئ من تعیین موضوع ما. وهذه الأشکال اللسانیة عبارة عن تعابیر محیلة تتألف من أسماء الأعلام، أو أسماء الجنس النکرة والمعرفة، أوالإشاریات. واختیار أحد التعابیر یعتمد على تسلیم المتکلم بوجود معرفة سابقة لدى السامع. لذلک یؤکد (جورج یول) أن الإحالة تتصل بأهداف المتکلم واعتقاداته»([lxxxviii]).

أول هذه الإستراتیجیات هو الإحالة الجمعیة، وفیها یکون المرجع المحیل إلى الشعب دالاًّ على الجمع بصیغ متعددة، وقد استخدمت هذه الإحالات لتحقیق مقصد بیان قوة کلمة الشعب المصـرى، وثقل سلطته التى یمتلکها فى مواجهة النظام المراد تغییره. فنجد الإحالة باستخدام الکلمات: (الشعب- المصریین- المصراویة)، کما فى: (ثوره ثوره یامصریین...لجل ما نخلص من الخاینین)، (الکرامه والحریه...مطلب کل المصـراویه)، أو الإحالة علیه بضمیر الجمع، کما فى: (لا بنخاف ولا بنطاطى...إحنا کرهنا الصوت الواطى)([lxxxix])، أو تدعیم السلطة الجمعیة للشعب بوسائل لغویة دالة على تأکید صفة العموم والشمول لکل أفراد الشعب المصرى دون استثناء من خلال تکرار استخدام کلمة (کل) فى موضع تقدیم على کلمة الشعب، کما فى:(کل الشعب یقول وینادى...حسنى مبارک بره بلادى)([xc])؛ أو إضافة کلمة شعب إلى (مصـر) کما فى: (حسنى مبارک یا بلید... شعب مصـر مش عبید)([xci])، أو الوصف بکلمة (المصـرى)، کما فى: (الشعب المصرى طالع...م الکنایس والجوامع)([xcii])، فجاءت الصفة (المصـرى) داعمة لمفهوم الوحدة الوطنیة التى عبَّرت عنها الهتافات صراحة، کما فى: (وحده وطنیه واحده...ضد السلطه اللى بتدبحنا)([xciii]).

وفى مقابل استخدام مرجع الشعب المصرى بدلالة الکثرة؛ لتأکید سلطته، استخدم خطاب الهتافات إستراتیجیة أخرى موازیة هى إستراتیجیة تفتیت المرجع المشیر للآخر لإظهار إضعافه أمام سلطة جموع الشعب. وتمثل هذا المرجع فى الإحالة على أفراد بعینها، شملت الإحالة على الرئیس حسنى مبارک، رأس النظام، کما فى: (کل الشعب یقول وینادى... حسنى مبارک بره بلادى)([xciv])، أو الإحالة على أشخاص بعینها تمثل جزءًا من النظام، مثل جمال مبارک بوصفه رئیس لجنة السیاسات، والمرشح لعملیة توریث السلطة، (ارحل یا خسیس...مافیش توریث)([xcv])، فالإحالة هنا إحالة ضمنیة یرجع فهمها إلى السیاق الخارجى. وقد تشیر الإحالة إلى الشخصیتین المرشحتین للرئاسة: عمر سلیمان، وأحمد شفیق، کما فى الهتاف: (لا شفیق ولا سلیمان...دول عصابة الجبان)([xcvi])، أو رئیس الوزراء أحمد نظیف، کما فى: (أحمد نظیف...سرق الرغیف)([xcvii])، أو وزیر الداخلیة حبیب العادلى، کما فى الهتاف: (الهلال ویاالصلیب...ضد سجون العادلى حبیب)([xcviii])، أو على مصیلحى وزیر التضامن الاجتماعى، کما فى الهتاف: (روح یا مصیلحى قول لرئیسک...مش عاوزین مسامیر فى رغیفک)([xcix])، أو رئیس مجلس الشعب فتحى سرور، کما فى: (یامبارک غور غور...وأنت ماشى خد سرور)([c])، أو رجل الأعمال أحمد عز، کما فى: (أحمد عز قول وحیاتک...جبت منین ملیاراتک)([ci]).

وتستخدم بعض الهتافات إستراتیجیة بدیلة للإحالة الشخصیة عن طریق استبدال الصفة بالاسم، وبذلک فهى تقوم بعملیة تنحیة للاسم على المستوى اللغوى، توازى الرغبة فى تنحیة الشخص المحال إلیه على المستوى الخارجى، کما أن الصفات السلبیة المختارة تدعم إقناع المتلقى بأسباب رفض النظام الحالى والقیام بثورة، کما فى: (ثورة ثورة یاشباب...على الحاکم الکداب)، (ارحل ارحل یا جبان...یا عمیل الأمریکان)، (الرحیل الرحیل...یابایع الأرض والنیل)، (ارحل ارحل یاعمیل... بعت بلادک لإسرائیل)([cii]).

ومع تصاعد الرغبة فى رحیل النظام، یظهر فى نصوص الهتافات إستراتیجیة أخرى للتعبیر عن ذلک المقصد من خلال الإحالة بالإضمار بوصفها موازیًا لغویَّا للرغبة فى إقصاء المخاطَب، وإیحاء النص بوجود سلطة للجماهیر کما فى: (قاعد 30 سنة فى القصر...هو إهانة لشعب مصـر)، (ارحل بقى وفارقنا بعید...خلى عنینا تشوف العید)، (ارحل ارحل ارحل غور...خلى بلدنا تشوف النور)([ciii]). فتحقیق الوحدة والترابط بین أفراد المجتمع المصرى من أبرز المقاصد الضمنیة للهتافات فى إطار ما یمکن أن نطلق علیه (مفهوم الکتلة المجتمعیة) التى تتجاوز الحدود الزمانیة والمکانیة للهتافات، لبیان قوة السلطة التى یمارسها الجمهور على المخاطَب.

الآلیة الرابعة: استخدام الوسائل اللغویة لتعلیل مقاصد الهتافات:

تقوم هذه الآلیة بتدعیم عملیة الإقناع للمخاطَب- باستخدام أدوات التعلیل المذکورة أو المحذوفة ولکنها مفهومة من السیاق- فتعمل هذه الآلیة على إعطاء مشروعیة لتحقیق المطالب لکونها مطالب مسببة، کما فى: (ثورة ثورة یا مصریین...لجل ما نخلص م الخاینین)، (اصحى یا مصر وفوقى م النوم...نهبوا ولادک یوم ورا یوم)، ( غلوا السکر وغلوا الزیت...لحد ما بعنا عفش البیت)، (قولوا للحاکم جوه القصر...إنتو عصابه بتنهب مصـر)، (باعوا البلد وباعوا الغاز...دول عاوزین الحرق بجاز)([civ]).

الآلیة الخامسة: المعجم الوصفى فى الهتاف بین السلب والإیجاب:

یعد استخدام المعجم الوصفى الإیجابى وسیلة لغویة لتدعیم سلطة الجماهیر فى الهتاف، والإقناع بمقاصدهم، فى مقابل استخدام معجم الوصف السلبى للرئیس والنظام للإقناع بعدم صلاحیته وضرورة إسقاطه وتغییره.

فجاء المعجم الوصفى الإیجابى، لوصف الثورة بأنها نابعةمن الجماهیر بوصفها ثورة شعبیة، کما فى: (ثورتنا ثوره شعبیه...ضد الخونه والحرامیه)([cv])، أو بوصف الثورة بأنها ثورة شبابیة للتأکید على دور الشباب فیها، کما فى: (ثورتنا ثوره شبابیه... ضد العسکر والحرامیه)([cvi])، أو وصف شعب مصر بأنه شعب حر لا یخاف، کما فى: (ارفع صوتک بالهتاف...شعبنا حر ومش حیخاف)([cvii])، أو وصف الجیش المصـرى بأنه جیش أحرار وهو الحارس لشعب مصـر، من خلال الهتاف: (هو عاوز ضرب النار... وإحنا جیشنا جیش أحرار)، (علمونا فى المدارس...جیشنا المصـرى هو الحارس)([cviii])، أوالتأکید على الوحدة الوطنیة الواحدة، کما فى: (وحده وطنیه واحده...ضد السلطه اللى بتدبحنا)([cix])، فقد هدفت ثورة 25 ینایر فى المقام الأول إلى «ضرب قلاع السلطویة وهدمها؛ تمهیدًا لبناء الدیمقراطیة وفتح الآفاق الواسعة أمام الشعب کى یعبر عن نفسه حرًّا طلیقًا من کل قید»([cx])، فجاء التعبیر عن أمل الدخول فى عهد جدید بعد عملیة التغییر، کما فى: (الجیش والشعب إید على إید...مصر حتدخل عهد جدید)([cxi]).

أما الوصف السلبى للنظام والحکومة، فإنه یکشف عن احتقان الشعب، والأسباب التى دعت الجماهیر إلى القیام بالثورة، کما فى الهتاف: (ارحل ارحل زى فاروق...شعبنا منک بقى مخنوق)([cxii])، کما عبرت الهتافات عن المشکلات الفادحة والأزمات التى مرت بها البلاد، مثل أزمة البطالة فى المجتمع التى لم یعانِ منها الشباب فقط، بل عانى منها المجتمع بأسره، فعبر عنها الهتاف: (باسم العشـره ملیون عاطل...حکمک باطل)، و(باسم الشعب المصـرى العاطل...حکمک یا مبارک باطل)([cxiii])، وقضیة بیع الغاز لإسرائیل، ووصف الرئیس بالعمالة، کما فى: (حسنى مبارک یا عمیل...بعت الغاز وفاضل النیل)([cxiv])، وقضیة تزویر انتخابات الرئاسة التى عبر عنها الهتاف: (التحریر التحریر ...من حکم عصابه التزویر)([cxv])ومشکلة الفقر وغلاء الأسعار المستمر فى التصاعد على مدار ثلاثین عامًا، هى فترة حکم الرئیس مبارک، کما فى: (لا بنسلم ولا بنخاف...شحتونا العیش الحاف)، (ثلاثین سنه خراب...مستنى إیه یا غراب)([cxvi]).

الآلیة السادسة: أفعال الکلام المباشرة وغیر المباشرة (نظریة أفعال الکلام):

«تصف نظریة أفعال الکلامSpeech act theory  ما تهدف التلفظات إلى فعله، مثل الوعد، والاعتذار، والتهدید. فقد حدد أوستین(1962) أفعال الکلام بأنها الأفعال التى تُنجز عند قول شىء ما، وهى تنقسم إلى:

1-    فعل التلفظlocutionary act  : أى الکلمات نفسها.

2-  القوة الإنجازیة: illocutionary force  أى ما سوف ینجزه المتکلمون بواسطة الکلمات،مثل الدعوة، أو الزیارة، أو الوعد، أو الطلب، أو الاعتذار.

3-  التأثیر الاستلزامى perlocutionary effect : أى ما الذى یتحقق باستخدام اللغة، أو الغرض الذى یهدف إلى تحقیقه المتکلمون، وفى أذهانهم،. وهو ما یمثل نتیجة الکلمات أو رد الفعل أو الاستجابة، بما یجعل المستمع یفعل شیئًا ما أو یسلک سلوکًا معینا، أو یشعر شعورًا ما، مثل الاعتذار، أو التهنئة، أو الاستیاء.»([cxvii])

فنظریة أفعال الکلام تعدُّ«دراسة نسقیة للعلاقة بین العلامات ومؤولیها. ویتعلق الأمر بمعرفة ما یقوم به مستعملو التأویل، وأى فعل ینجزون باستعمالهم بعض العلامات»([cxviii]). وقد أرسى قواعد هذه النظریة الفیلسوف ج.ل.أوستین، وطورها تلمیذه ج.سیرل.«فقد میز أوستین بین نوعین من الأقوال. فمنها ما یستعمل لوصف العالم، وهذا النوع من الأفعال یمکن أن نحکم علیه بالصدق أو الکذب. وهناک أقوال لا تقرر واقعًا ولا تصفه، کالأمر والاستفهام والشکر والاعتذار، وهذه الأفعال یمکن الحکم علیها بمعیار التوفیق والإخفاق. وبذلک تکون النصوص بأنواعها أفعالاً کلامیة تنجز فى طبقات مقامیة مختلفة تهدف إلى وصف واقع أو تغییره. وترتبط الأفعال اللغویة بنیة منتج هذه النصوص وقصدیته، فیکون الفعل اللغوى الکامل تألیفًا یجمع بین مقصدیة منتج النص والفعل اللغوى.»([cxix])

أفعال الکلام غیر المباشرةindirect speech acts  :

«وهى تلک العبارات التى لا یتطابق معناها الدلالى مع المعنى الذى یرغب المتکلم التعبیر عنه. ویمکن الحدیث هنا عن التواصل الضمنى، حیث إن المُخاطِب یقول کلامًا ویقصد غیره، والسامع یسمع کلامًا، ویفهم غیر ما سمع»([cxx]). فأحیانًا کثیرة، إن ما نقصده لایتحقق بالفعل من خلال الکلمات نفسها، بل من خلال المعنى المتضمن. لذا فقد أوضح (سیرل)أننا أحیانًا «نستخدم أفعال الکلام غیر المباشرة لتوصیل معنى یختلف عن المعنى الظاهر على مستوى سطح النص. فالعلاقة بین الشکل form، والوظیفة function لیست علاقة اتصال مباشرة، حیث یوجد معانى براجماتیة ضمنیة.»([cxxi])

أفعال الکلام والسلطة:

وقد «ذکر فیرکلوف أن فکرة أفعال الکلام هى فکرة أساسیة فى الدراسة النقدیة للغة التى تقوم على تحلیل التفاعلات الاجتماعیة من منظور الطرق التى ترکز على العناصر اللغویة؛ أى کیف تؤثر اللغة، وتتأثر بنظام العلاقات الاجتماعیة، کما ذکر أن الناس لیسوا متساوین فى التحکم فى تفاعلاتهم؛ لأنه یوجد عدم مساواة فى السلطة، کما أن الطلب غیر المباشر یجعل علاقات السلطة ضمنیة.»([cxxii])

ومن هذا المنظور یمکن تقسیم الأفعال الکلامیة للهتافات إلى: أفعال کلامیة مباشرة، تتمثل فى الجمل الإنشائیة، والتى توزعت بین أسالیب الأمر والنداء والاستفهام،، وأفعال کلامیة غیر مباشرة، تمثلت فى الجمل الخبریة، حیث یتضمن المعنى الخبرى فعلاً إنجازیًّا، یعتمد فهمه على السیاق.

وقدتکررت الأفعال الکلامیة الدالة على الأمر المباشر بالرحیل (للرئیس وأسرته ونظامه)، ووردت (56) مرة، باستخدام فعل الأمر (ارحل) وهو رأس الحقل الدلالى، والأفعال المترادفة (اطلع بره- استقیل- غور- بره بره- اهرب- غور بره- اخرج بره- فارقنا- اتنحى- سیب البلد- امشى). وتکررت الأفعال الکلامیة غیر المباشرة الدالة على مطلب الرحیل، فقد وردت(61) مرة، عن طریق الاستفهام الاستنکارى (یا سوزان قولى للبیه...أنت لسه قاعد لیه ؟)، والنفى: (یا مبارک یا طاغوت...مش عاوزینک لو هنموت)، والجملة الخبریة: (کلنا فى میدان التحریر...والشعب مصرّ على الرحیل)، والصیغة الإلزامیة: (واحد حسنى لازم یمشى ...اثنین سلیمان مایحکمشى)، والکنایة: (یا مبارک یا طیار...الطیاره فى المطار)، والتعبیر الاصطلاحى: (إحنا کلنا بعناک...یاللا ماتورینا قفاک)([cxxiii]).

فکان مجموع الأفعال الکلامیة المباشرة وغیر المباشرة الدالة على مطلب الرحیل هى(117) من مجموع عدد الهتافات (316) هتافًا. وقد سجل هذا التکرار أعلى نسبة ورود لمقصد من مقاصد الجماهیر، وهى (37%)، مما یشیر إلى کونه مطلبًا رئیسیًّا للثورة.

وترجع خصوصیة أفعال الکلام فى الهتافات إلى کونها تُحدث عملیة توحید للمشارکین فى الهتاف؛ حیث تلغى الفوارق بین المتغیرات: العمر- الطبقة- المهنة- الجنس....إلخ.) فتوحى بتوحید الأدوار الاجتماعیة بین المشارکین، وتجعلهم کیانًا واحدًا متجسدًا فى الکل، فى مقابل الآخر الذى تثور علیه.

وتمارس الأفعال الکلامیة لخطاب الهتافات سلطة تتجلى فى:

-   هتافات إصدار الأحکام النقدیة، بالحکم على الرئیس والحکومة بعدم الصلاحیة، وتوجیه النقد لهما، کما فى: (یا فرعون هذا العصـر...مش عاوزینک تحکم مصر)،(أى حکومه من الرئیس...تبقى حکومه کلها تهلیس)([cxxiv]).

-   هتافات تمارس سلطة تشـریعیة، فتطالب بإلغاء قانون الطوارئ، کما فى: (یا حاکمنا بالطوارئ...ع السعودیه رایح رایح)([cxxv]).

-   هتافات حجاجیة، تبرر رغبة الشعب فى رحیل النظام بالبراهین والحجج، کما فى: (الرحیل الرحیل...یا بایع الأرض ویا النیل)، (باسم الشاب المصرى العاطل...یا مبارک حکمک باطل)([cxxvi]).

-   هتافات إعلان المطالب، کما فى: (الإفراج عن المعتقلین...مطلب کل المـصریین)، (بنقولهالک بالملایین... ارحل ارحل مش خایفین)([cxxvii]).

-   هتافات التهدید والوعید، کما فى: (یا حبیب یا حبیب...حسنى مبارک قتله قریب)، (یا جمال ارحل غور... أحسن بکره تموت مقتول)([cxxviii]).

-   هتافات إلزامیة، یلزم فیها الشعب الجیش بحمایة الثورة، کما فى: (علمونا فى المدارس...جیشنا المصـرى هو الحارس)([cxxix]).

کسـر مبدأ التأدب: politeness principle وممارسة السلطة:

التأدب ظاهرة براجماتیة تتأثر بعناصر السیاق، وتعتمد على درجة المسافة الاجتماعیة بین المتکلمین، وعلاقة السلطة بینهم. وقد وضع لیتش Leech (1983) ست قواعد للتأدب هى:

1-    البراعة فى حضور اهتمامات الآخرtact

2-    السخاء فى تقلیل الفائدة مع الذات generosity

3-    الاستحسان أو التصدیق على مایقوله الآخر approbation

4-    الاعتدال modesty

5-    الاتفاق agreement

6-    التعاطف الوجدانى sympathy([cxxx])

وقد تم تسلیط الضوء على هذه الظاهرة «بوصفها مبحثًا خصبًا، فهذا المبحث مبحث خصب للدراسات التداولیة الطامحة لتحلیل التفاعلات الکلامیة. عند کل من روبن لاکوف، وباون ولیفنسون، ولیتش. فحددت روبن لاکوف ثلاث قواعد فرعیة للتأدب تتمثل فى:

-   لا تفرض نفسک don't impose وفحوى هذه القاعدة أن على المتکلم تجنب کل العبارات التى تعطى الانطباع بأنه یکره المخاطَب أو یلزمه بقبول أو فعل ما ضدًّا عن إرادته.

-   قدّم خیارات give options وهذه القاعدة الفرعیة لا تنفصل عن سابقتها؛ إذ تنص فى جوهرها على ضرورة إتاحة مجال رحب من الخیارات بدل حصـر المخاطب فى لائحة محدودة من الإمکانیات. وذلک بتوظیف عبارات تؤثر على أن المتکلم لا یقید المخاطَب، ولا یلزمه بأمور دون أخرى، وإنما یترک له الفرصة لیقرر بنفسه.

-   أظهِر الود make a feel good وملخص هذه القاعدة الفرعیة أن على المتکلم إظهار الود، والبعد عما قد ینفر المخاطَب منه من خلال عبارات وجمل تفصح عن التقدیر والاحترام والصداقة.»([cxxxi])

«وتشکل أفعال الکلام غیر المباشرة واحدًا من أشکال کثیرة للتأدب politeness مثل بعض اللافتات فى الأماکن العامة المکتوب علیها (شکرًا لعدم التدخین)، ولافتة أخرى مکتوب علیها (لا للتدخین)، فالأولى أکثر تأدبًا وحمیمیة. وهناک عوامل أخرى تجعل المتکلمین یستخدمون الکلام غیر المباشر، مثل الرسمیة فى السیاق، والمسافة الاجتماعیة التى یمکن أن تعطى المتکلمین السلطة والقوة (وتتمثل فى اختلاف: الحالة، والأدوار الاجتماعیة، والعمر، والنوع، والتعلیم، والطبقة، والعرقیة، والمهنة)».([cxxxii])«فأفعال الکلام المباشرة الدالة على الأمر (مثل: هذا الباب سقط مقبضه. أصلحه) تترک للمستمعین اختیارًا ضئیلاً، فإما أن یفعلوا ما أُخبروا به، أو یظهروا بمظهر عدم التعاون، فى حین تشیر أفعال الکلام غیر المباشرة إلى الرغبة فى أن نرُى مقربین اجتماعیًّا.»([cxxxiii])

فیمکن النظر إلى ظاهرة التأدب بوصفها «تجسیدًا للسلوک الاجتماعى المهذب فى ثقافة ما تؤثر فیه عوامل خارجیة وأخرى داخلیة. فالمسافة الاجتماعیة بین المتحاورین تحکمها القیم والمواضعات الثقافیة السائدة مثل السن والمکانة، کما تحکمها عوامل داخلیة لها ارتباط بمقدار الإکراه ودرجة الصداقة.»([cxxxiv])

وفى خطاب الهتافات تم الخروج على مبدأ التأدب فى(80) هتافًا، أى بنسبة (25%) من مجموع الهتافات؛ بغرض التلاعب بالمسافة الاجتماعیة القائمة بین المخاطَب والجمهور، للتأکید على نقل السلطة للجمهور. وتمثلت السمات اللغویة الدالة على کسر مبدأ التأدب فى:

-   استخدام التعبیرات الاصطلاحیة ذات الدلالة الهجائیة، کما فى: (ارحل بقى یا عم ..... خلى عندک دم)، (حسنى مبارک جلده تخین...هو وعیلته مش سامعین)([cxxxv]).

-    استخدام الصفات الدالة على السباب، مثل: (ارحل ارحل یا حلوف... الشعب المصـرى کسـر الخوف)، (یا مبارک یا کداب...الشعب المصـرىمش إرهاب)([cxxxvi]).

-   استخدام الألقاب للسخریة، کما فى: (یا سوزان قولى للبیه...کیلو العدس بعشره جنیه)، (ارحل بقى یا سعادة البیه... کیلو العدس بعشـره جنیه)([cxxxvii]).

الآلیة السابعة: دلالات الحذف:

«یحدث الحذف فراغات دلالیة فى مستوى التلقى؛ إذ إن وظیفة ملء الفراغات موکلة إلى المتلقى الذى یعوَل على معرفته الخلفیة وسیاقات النص وقراءاته المعنویة واللفظیة لإتمام الصور المضمرة لغایات تأثیریة معینة، مما یسمح له بأن یتخذ دور المشارک الحقیقى فى إنتاج الدلالة النصیة، بل الدلالات المتعددة.»([cxxxviii])

ظهر فى نصوص الهتافات ثلاثة مواضع للحذف، هى:

-       حذف المفعول به، کما فى: (آدى العالم کله شاف...مش حنتعب م الهتاف)([cxxxix])؛ للتأکید على دلالة التعمیم والوضوح.

-   حذف المبتدأ، کما فى: (اعتصام اعتصام...لحد ما یرحل النظام)([cxl]). فقد تم حذف المبتدأ، لإبراز الخبر، أوالتأکید علیه من خلال تکراره، وکما فى: (ثوره ثوره یا شباب...على الحاکم الکداب)، (ثوره ثوره فى کل مکان...ضد الخونة والأندال)، (ثوره ثوره یا مصریین...لجل ما نخلص م الخاینین)، (ثوره ثوره حتى النصر...ثوره فى کل شوارع مصـر)، (أوفیاء أوفیاء...لدماء الشهداء)([cxli])؛ لذا یصاحب حذف المبتدأ تکرار الخبر، کما یکثر حذف المبتدأ مع الکلمات: (ثورة- اعتصام) للتأکید على الرغبة فى التغییر، وهو ما أعلنه الهتاف صراحة: (التغییر التغییر... ارحل ارحل یا حقیر)، (مش ماشیین قاعدین قاعدین...حسنى مبارک جلده تخین)، (التحریر التحریر...من حکم عصابة التزویر)، (قاعدین فى المیدان...لحد ما یرحل النظام)، (الرحیل الرحیل...یا بایع الأرض ویا النیل)، (وحده وحده وطنیه...ضد کلاب الصهیونیه)، (شعب واحد مش شعبین...أخویا القبطى جوه العین)([cxlii]).

-     حذف الخبر، کما فى:(الهلال ویا الصلیب...ارحل یا رئیس التعذیب)، (مسلم مسلم ویا مسیحى...الحریة بکره حتیجى)([cxliii]) لدلالة السیاق علیه، فالهلال ویا الصلیب معًا؛ لتأکید الوحدة الوطنیة، ویدعم ذلک المعنى استخدام حرف العطف (الواو) الذى یفید معنى الإشراک، وظرف المکان فى العامیة (ویا) المعادل للظرف (مع) فى الفصحى.

الآلیة الثامنة: التحدید الزمنى فى الهتاف والسلطة الجمعیة:

اشتملت نصوص الهتافات على وحدات لغویة دالة على الزمن تنوعت بین ظروف الزمان والأفعال الماضیة والأفعال المضارعة وأفعال الأمر.

الوحدات اللغویة الظرفیة:

استخدمت الهتافات ظروف الزمان بوصفها إحدى الوسائل اللغویة التى تبرز السلطة التى یمارسها الجمهور فى مواجهة النظام، وتتجلى تلک السلطة فى الکلمات الدالة على معنى القرب من قبیل: (بکره، قریب، قرب)، واقترانها بمقاصد الجماهیرالمتعددة، فنجد التهدید بقربالمطالبة بالمحاسبة، کما فى: (یا حبیب لم کلابک...قرب قرب یوم حسابک)([cxliv])، أو تهدید الشعب بالحصار: (بکره العصر...نروح القصـر)([cxlv])، أو التهدید بالقتل: (یاحبیب ، یاحبیب...حسنى مبارک قتله قریب)، (یا جمال ارحل غور...أحسن بکره تموت مقتول)([cxlvi])، أو التهدید بقرب المحاکمة: (الداخلیة وحزب الحاکم...بکره کله راح یتحاکم)([cxlvii])، أو الإعلان عن رفض الشعب للحاکم: (یا مبارک سیب فلوسک...بکره الشعب المصرى یدوسک)([cxlviii])، ورفضه أیضًا لحکومته، کما فى: (آه یا حکومة هشک بشک...بکره الشعب ینط فى کرشک)([cxlix])، ورفضه لوزیر الداخلیة: (قولوا للکلب العادلى وسیده...بکره الشعب حیقطع إیده)([cl]).

کما أکدت بعض ظروف الزمان وجود مطالب فوریة تمثلت فى الإصرار على مطلب الرحیل، وتغییر النظام، کما فى: (یا مبارک یا حیوان....سیب البلد وامشى الآن)، (یلا حالاً بالاً بالاً حیوا أبو الفساد...حیکون یوم رحیله اللیله أسعد الأعیاد)، (بالإنجیل ویا القرآن...التغییر حنجیبه الآن)([cli]).

وقد أشارت الوحدات الزمنیة فى خطاب الهتافات إلى طول مدة حکم الرئیس التى وصلت إلى ثلاثین عامًا، وعدم تحمل الشعب للفترة المتبقیة من خلال الهتاف: (یا سوزان قولى للبیه...تلت قرن کفایه علیه)، (فاضل لسه ست شهور...خد أجرتهم یلا وغور)([clii])، ومن خلال الدلالة الشرطیة المقیدة باستمرار الثورة إلى أن یسقط النظام کما فى:(یا شهید حناخد تارک...لما نسقط حکم مبارک)، ( مش حنسلم مش حنطاطى...لحد ما یرحل حسنى الواطى)، (مش حنام مش حنام...لحد ما یرحل النظام)، ( اعتصام اعتصام...لحد ما یرحل النظام)([cliii])، أو المطالبة بمحاکم الفاسدین (بکره مصر تعیش فى أمان...لما نحاکم کل جبان)([cliv]).

وکان لظروف الزمان دور فى بناء السیاق النفسى للجماهیر والتعبیر عن التفاؤل بقرب تحقق الحریة، بالقیاس على ماحدث بتونس، کما فى الهتاف: (تونس هل علیها النور...وإحنا بکره علینا الدور)([clv])، والحلم بدلالة التغییر فى المستقبل: (هیا حکومة قطع الإید...بعد ما تمشى حییجى العید)، (مسلم مسلم ویا مسیحى...الحریه بکره حتیجى)([clvi])، وقرب انتهاء النظام الحالى، کما فى: (هیلا وهیلا وهیلا...حسنى مبارک آخره اللیله)، ( قوم یا مصـرى صحى النوم...النهاردة آخر یوم)([clvii]).

کما ارتبطت ظروف الزمان بالإشارة إلى استمرار تدهور أوضاع البلاد ومعاناة الفقر، کما فى: (غلوا السکر غلوا الزیت...لحد ما بعنا عفش البیت)، (اصحى یا مصـر وفوقى م النوم...نهبوا ولادک یوم ورا یوم)([clviii])، ودلالة استمرار الثورة حتى رحیل النظام، کما فى: (تعالى بکره وهات جیرانک...وبعد بکره وهات صحابک)([clix]).

دلالات أزمنة الأفعال:

تنوعت أزمنة الفعل فى الهتافات بما ینسجم مع إعلان مطالب الجماهیر. وکان أکثرها ورودًا هو الزمن الدال على المستقبل المقترن باستخدام أفعال الأمر لتحقیق الهدف الرئیسى للثورة وهو إسقاط النظام؛ لذا ورد فى خطاب الهتاف أفعال الأمر الدالة على مطلب الرحیل، وهى: (ارحل- غور- استقیل- اطلع بره- اخرج بره- سیبها- اهرب- اتنحى). بینما استخدمت أفعال الأمر مع صیغ المخاطَب المشیرة إلى مرجع الجماهیر؛ لتحقیق مقصد التحفیز والحشد للثورة، وهى: (علىّ الصوت-اصرخ- صح النوم- اصحوا- هزوا الکون)، کما فى: (علىّ وعلىّ وعلىّ الصوت...النظام خایف موت)، (اصرخ وخلى الناس تتلم...لا حریة إلا بدم)، (قوم یا مصـرى صح النوم...النهارده آخر یوم)، (اصحوا یا خلق وهزو االکون...مصـر بلدنا مش هتهون)([clx]). وقد شکل مجموع هذه الهتافات نسبة (18%). أما التوجه بدلالة الأمر لمرجع (الجیش) فکان بغرض التدخل والوقوف بجانب الشعب فى مواجهة النظام، کما فى: (یا جیشنا فین الرصاص...طهرونا من الأنجاس)([clxi]). فقد کان الجیش حلیفنا فى أثناء الثورة، «وکان أحد عوامل نجاح الثورة، فهو من نصر الشعب. حقًّا لم یکن الجیش عدوًّا أبدًا للشعب حتى فى أصعب المواقف، وهو مکسب للشعب، یجب الحفاظ علیه کحلیف للشعب ولأهدافه الإصلاحیة»([clxii])

کما عبرت الصیغ اللغویة المحمَّلة بدلالة المستقبل عن رغبة الشعب فى تغییر الرئیس، کما فى: (الشعب والجیش... حیغیر الرئیس)([clxiii])، وتعلیل ذلک المطلب بإعلان تخوف الشعب من حدوث کوارث مستقبلیة، کما فى: (دول حیبیعوا النیل والسد...قولها یا مصـرى قولها بجد)([clxiv])؛ لذا کان من المنطقى الإصرار على الاستمرار فى الثورة حتى یتغیر النظام، وتدخل مصـر مرحلة جدیدة من تاریخها، کما فى: (الجدع جدع والجبان جبان...بینا یا جدع حنبات فى المیدان)، (بالشعب والجیش...حنکمل المشوار)، (الجیش والشعب إید على إید...مصـر حتدخل عهد جدید)، ( التغییر جاى بإدینا...وبلدنا راح ترجع لینا)([clxv]).

أما استخدام الزمن الماضى فى الهتافات فقد ارتبط بمقاصد متراتبة بصورة هرمیة، قمتها هو إعلان تحقق یقظة الشعب المصـرى، ومحو الخوف من داخله، والإعلان عن بدء الثورة، کما فى: (الشعب المصـرى فاق فاق...کله عزیمه مش نفاق)، (بص وشوف بص وشوف... الشعب المصـرى قتل الخوف)، (لو ضربونا بالرصاص...إحنا بدأنا الثوره خلاص)([clxvi]).وهذا المطلب ماهو إلا نتیجة منطقیة لأسباب تعللها الهتافات، تمثلت فى سوء الأحوال التى مرت بها البلاد، واستخدام الأفعال الماضیة التى تفید دلالة التحقیق، کما فى: (عاوزین حکومه حره... العیشه بقت مرة)، (سرقوکى شویة حرامیه...یا مصر یا حره یا تکیه)، (آه یا حکومة هز الوسط...أکلتینا العیش بالقسط)، (تحت القبه رجال أعمال... ضیعوا حق العمال)، (یا صاحب الضربه الجویخ... ضیعت الأمه العربیه)، (لا بنسلم ولا بنخاف...شحتونا العیش الحاف)([clxvii]).

واقتصر استخدام الزمن المضارع على التأکید على استمرار الثورة نتیجة استمرار الوضع السیئ للبلاد، کما عبَّر عنه الهتاف: (هما بیاکلوا فراخ وکباب...وإحنا عیشتنا هباب فى هباب)، (باعوا دمانا وباعوا کلاوینا...وبنشحت إحنا وأهالینا)، (وحده وطنیه واحده....ضد السلطه اللى بتدبحنا)([clxviii]). وکان نتیجة هذا الوضع السیىء هو رفض الشعب استمرار النظام الحاکم رئیسًا وحکومةً؛ لذا تکرر استخدام صیغ الفعل المضارع المنفى، کما فى: (مش عاوزینه مش عاوزینه... ولا کلابه ولا زنانینه)، (اتنین...سلیمان مایحکمشى)، (تلاته...حکومة ماتنفعشى)، (أربعه... المجلس مایکملشى)، (سته...الوطنى مایرجعشى).([clxix])

الآلیة التاسعة: طغیان العامیة وندرة الفصحى وتحویل الشفرةcode switching :

کان استخدام مستوى العامیة هو الاستخدام الشائع فى الهتافات، وربما یرجع ذلک إلى کونها الأکثر شیوعًا فى الاستخدام الیومى، وملاءمتها لطبیعة التواصل الشفاهى لنصوص الهتافات؛ لتکون أقرب إلى الاستخدام الفعلى لمختلف طبقات الشعب، ولیست قاصرة فقط على فئة المثقفین الذین یستخدمون الفصحى، وهو ما یجعل الهتافات تحقق نسبة شیوع على مستوى واسع النطاق لتشمل کل طبقات الشعب، ولتصنع بتوحید المستوى اللغوى وحدة أخرى على المستوى الاجتماعى بین طبقات الشعب المختلفة.

لکن هذا الطغیان الواضح للعامیة لم یمنع من وجود بعض الهتافات التى استخدمت مستوى الفصحى، ولکنها نادرة الورود، من مثل: (حسبنا الله ونعم الوکیل...لیس عن الرحیل بدیل)، (ارحل ارحل یا جبان...یا عمیل الأمریکان)، (أوفیاء أوفیاء...لدماء الشهداء)([clxx]) ویعد الاستغناء عن الالتزام بضبط الکلمات وسیلة لتقریب مثل هذه الهتافات من الاستخدام العامى.

کما قامت بعض الهتافات بعملیة تحویل الشفرة Code switching أو التحویل اللغوى، «وتظهر هذه العملیة عندما یُدخل ثنائى اللغة إلى کلامه کلمة واحدة غیر متماثلة تنتمى للغة أخرى»([clxxi]) من مثل: (رد علینا یا حسنى بیه...امتى حتقولنا أوکییه)([clxxii])؛ لتحقیق الانسجام مع  العنصـرین الصوتیین: الجناس والسجع. وقد یعتمد الهتاف على طلب تحویل الشفرة من اللغة العربیة إلى استخدام اللغة العبریة، مثل: (کلموه عبرى...ما بیفهمش عربى...کلموه عبرى...ما بیفهمش عربى)([clxxiii])، ویبدو أن سبب اختیار العبریة دون غیرها من اللغات، لیس فقط من أجل تحقیق الجناس بین کلمتى (عربى، عبرى)، وإنما هو اختیار مقصود لتحقیق انسجام عبر نصى یتجاوز بنیة الهتاف الواحد، إلى مجموعة هتافات متحدة الموضوع، تشیر إلى إسرائیل، کما فى: (...نتنیاهو فى انتظارک، ...إسرائیل فى انتظارک، ...نتقابل فى تل أبیب)([clxxiv]). وفى مقارنة بین تحویل الشفرة فى نصوص الهتافات مع تحویلها فى الکتابة على اللافتات، نجد أن هذا الاستخدام قد تحقق بکثرة مع الکتابات، من مثل: (wanted تحت صورة حسنى مبارک)، (out)، (البقرة الضاحکة game over)([clxxv]). ویبدو أن تحویل الشفرة فى الکتابات قد ارتبط أیضًا بتحویل الانتباه إلى الجمهور المستهدَف الذى لم یعد قاصرًا فقط على الجمهور الداخلى وهو الشعب المصرى، بل مخاطبة الجمهور الخارجى العالمى، وبلا شک، فإن الکامیرات تسهم بدور کبیر فى نقل هذه الصورة داخل مصر وخارجها.

  • ·         نتائج الدراسة:

1-  کشفت الدراسة عن وجود سیاقات تاریخیة واجتماعیة ونفسیة أدت إلى رفض الشعب استمرار النظام الحالى، وقد عبرت لغة الهتافات عن تلک السیاقات، معللة أسباب رفض الجماهیر للنظام.

2-  أوضحت المجالات الدلالیة للقضایا المطروحة فى الهتافات أن أعلى نسبة ورود کانت للقضایا السیاسیة، یلیها القضایا الاجتماعیة، ثم القضایا الاقتصادیة، وهو ما أکد على أن رؤیة الجماهیر لتدهور أحوال المجتمع إنما تکمن بصورة أساسیة فى النظام الحاکم.

3-    یعد خطاب الهتافات خطابا شفاهیًّا؛ لذا اعتمد فى بنائه على وسائل صوتیة تحققبنیة إیقاعیة منتظمة بداخله، وانسجامًا صوتیًّا عن طریق السجع، والجناس، والتکرار، والتوازى الترکیبى، والتناص مع الشعر، والأغانى. وهذه البنیة الصوتیة فى الوقت نفسه تعد بنیة مهیئة ومحفِّزة لقبول المتلقى المحتوى الدلالى والتداولى للهتافات.

4-  من منطلق أن نصوص الهتافات تعد خطابًا واحدًا، کان للتکرار – بأشکاله المتعددة: تکرار کلمة، تکرار عبارة، تکرار جملة- دور کبیر فى التأکید على مقاصد الجماهیر.

5-  کشفت تداولیة خطاب الهتافات عن تعدد مقاصد الجماهیر التى تمثلت فى رحیل الرئیس، ورفض توریث الحکم، وتغییر الحکومة، وإلغاء قانون الطوارئ، وحل مجلسى الشعب والشورى، وحمایة الجیش للشعب، ثم احتواء الهتافات على ما یعلل هذه المقاصد، ببیان تدهور أحوال المجتمع نتیجة النظام السیاسى المتَّبع، مما أدى إلى ووجود أزمات یعیشها المواطن المصرى باستمرار، ومعاناة الفقر والطبقیة، ومشکلات الصحة والتعلیم، وصور الفساد المتعددة، وهذه الآلیة أضفت على نصوص الهتافات طابع النصوص الحجاجیة الإقناعیة القائمة على علاقة ربط السبب بالنتیجة.

6-  أوضحت الدراسة الآلیات اللغویة المستخدمة فى نصوص الهتافات بوصفها نصوصًا ثوریة تمارس سلطة جماهیریة على النظام، فکان لهذه السلطة أثرها فى لغة الهتافات، الذى تجلى فى وجود: الأفعال الکلامیة المباشرة وغیر المباشرة، والإحالة الجمعیة فى مقابل تفتیت المرجع، والحذف، والتناص، والتکرار، وکسر مبدأ التأدب، والتحویل اللغوى.



([1]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، 2014، ص67.

(2) جون أوستین: نظریة أفعال الکلام العامة: کیف ننجز الأشیاء بالکلام، ترجمة عبد القادر قنینى، أفریقیا الشرق، 1991، ص6.

([3]) روث فوداک ومیشیل مایر: التحلیل النقدى للخطاب: التاریخ والبرنامج والنظریة، ترجمة حسام أحمد وعزة شبل، القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014، ص ص 22/34.

([4]) Joancutting: Pragmatics and discourse, London and New York, 2002, p.2.

([5]) ابن منظور: لسان العرب، القاهرة، دار المعارف، مادة هتف.

([6]) توماس أ. سلوان: موسوعة البلاغة. ترجمة نخبة، ج1 القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014م، ص ص 215/217.

([7]) المرجع السابق، ص ص221/230.

([8]) المرجع السابق، ص ص 231/234/ 244//256//249248.

([9]) ذهبیة حمو الحاج: فى قضایا الخطاب والتداولیة.عمان، دار کنوز المعرفة، 2016، ص351.

([10])السید یسین: ثورة 25 ینایر بین التحول الدیمقراطى والثورة الشاملة. ط2، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 2011، ص 5.

([11]) لیندة قیاس: لسانیات النص: النظریة والتطبیق- مقامات الهنذانى أنموذجًا، القاهرة،مکتبة الآداب، 2009م،ص 168.

([12]) توماس أ.سلوان: موسوعة البلاغة. ترجمة نخبة، ج1 القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014م، ص ص239/256/ 259/ 260/262/ 263.

([13]) المرجع السابق، ص 259.

([14]) المرجع السابق،ص 264.

([15]) محمد شطاح ونعمان بوقرة: تحلیل الخطاب الأدبى الإعلامى بین النظریة والتطبیق، القاهرة ، مکتبة الآداب،2006م، ص146.

([16]) أمیرة سماح فرج: الإعلام وتشکیل الإحساس بالخطر الجمعى، أزمات المجتمع المصرى نموذجًا، القاهرة، مرکز دراسات الوحدة العربیة، 2012م، ص ص 15، 116.

(17) سمیر عباس: السقوط من التاریخ: مبارک وعصره بین الاقتصاد والسیاسة وحتمیة الثورة. القاهرة، مؤسسة طیبة للنشـر والتوزیع، 2012، ص70.

([18]) المرجع السابق، ص83.

(19) إسلام محمد البنا: أمة کانت فى خطر، مشاهدات مصریة قبل وأثناء ثورة 25 ینایر. القاهرة، مکتبة مدبولى، 2011م ، ص ص 31-32.

([20]) سمیر عباس: السقوط من التاریخ: مبارک وعصره بین الاقتصاد والسیاسة وحتمیة الثورة. القاهرة، مؤسسة طیبة للنشـر والتوزیع، 2012، ص ص 97، 98.

([21]) إبراهیم عرفات: عملیة التطهیر: قراءة فى مسار محاکمة النظام السابق. حولیة قضایا العالم الإسلامى (أمتى فى العالم): الثورة المصریة والتغییر الحضارى والمجتمعى. القاهرة، مکتبة الشروق الدولیة، 2012، ص 188.

(22) إسلام محمد البنا: أمة کانت فى خطر، مشاهدات مصریة قبل وأثناء ثورة 25 ینایر. القاهرة، مکتبة مدبولى، 2011م ، ص 69. 

([xxiii]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 231،232 ، 236.

(24) المرجع السابق، ص ص 231، 235، 234.

(25) المرجع السابق، ص ص 243، 251.

(26) إدوار غالى الدهبى: النموذج المصرى للوحدة الوطنیة. القاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب، 1998، ص86.

(27) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230، 235.

([xxviii]) المرجع السابق، ص ص 243، 249، 243.

(29) المرجع السابق ، ص ص 240،244.

([xxx]) أشرف عبد البدیع عبد الکریم: الدرس النحوى النصـى فى کتب إعجاز القرآن الکریم. القاهرة، مکتبة الآداب، 2008م، ص 157.

([xxxi]) ذهبیة حمو الحاج: فى قضایا الخطاب والتداولیة.عمان، دار کنوز المعرفة، 2016، ص 217.

(32) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 231.

(33) المرجع السابق، ص 237.

([xxxiv]) السید یسین: ثورة 25 ینایر بین التحول الدیمقراطى والثورة الشاملة. ط2، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 2011ص 391.

(35) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 250.   

(36) المرجع السابق، ص 247.

([xxxvii]) علاء الدین سعد جاویش: مصر حرة: ثورة 25 ینایر. الإسکندریة، مؤسسة حورس الدولیة، 2011، ص173.

(38) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 234.

([xxxix]) توماس أ. سلوان: موسوعة البلاغة. ترجمة نخبة، ج1 القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014م، ص ص 658/ 660/661.

([xl]) المرجع السابق،ص 774.

([xli]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 233.

([xlii]) محمد شطاح ونعمان بوقرة: تحلیل الخطاب الأدبى الإعلامى بین النظریة والتطبیق، القاهرة ، مکتبة الآداب،2006م، ص 151.

(43) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230، 232، 240، 241.

(44) المرجع السابق، ص 231.

(45) المرجع السابق، ص ص 230-232.

(46) المرجع السابق، ص 231.

(47) المرجع السابق، ص ص 238، 240، 250.

(48) المرجع السابق، ص ص 246، 249، 232.

([xlix])علاء الدین سعد جاویش: مصر حرة: ثورة 25 ینایر. الإسکندریة، مؤسسة حورس الدولیة، 2011، ص166.

(50) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230، 250، 231، 238.

(51) المرجع السابق، ص 234.

(52) المرجع السابق، ص 231.

(53) المرجع السابق، ص 230.

(54) المرجع السابق، ص 230.

(55) المرجع السابق، ص 231.

(56) المرجع السابق، ص 232.

(57) المرجع السابق، ص 232.

(58) المرجع السابق، ص 246.

(59) المرجع السابق، ص 237.

(60) المرجع السابق، ص 239.

([lxi]) لیندة قیاس: لسانیات النص: النظریة والتطبیق- مقامات الهنذانى أنموذجًا، القاهرة،مکتبة الآداب، 2009م،ص 33.نقلا عن صلاح فضل: بلاغة الخطاب وعلم النص،ص234.

([lxii]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 248،247.

(63) إسلام محمد البنا: أمة کانت فى خطر، مشاهدات مصریة قبل وأثناء ثورة 25 ینایر.  القاهرة، مکتبة مدبولى، 2011م ، ص21.

(64) کمال مغیث: هتافات الثورة المصـریة ونصوصها الکاملة، ص ص233، 239.

(65) المرجع السابق، ص 245.

(66) القرآن الکریم: سورة القصص،آیة 6.    .

(67) کمال مغیث: هتافات الثورة المصـریة ونصوصها الکاملة، ص 233.

(68) القرآن الکریم: سورة آل عمران، آیة 173.

(69) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 234.

(70) القرآن الکریم: سورة آل عمران، آیة126.

([lxxi]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 232.

([lxxii]) المرجع السابق، ص 244.

([lxxiii]) المرجع السابق ص243.

([lxxiv]) السید یسین: ثورة 25 ینایر بین التحول الدیمقراطى والثورة الشاملة. ط2، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 2011، ص 397، 400.

([lxxv]) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص232.

(76) المرجع السابق، ص 234.

(77) المرجع السابق، ص 245.

(78) المرجع السابق، ص 246.

(79) المرجع السابق، ص ص 235 و238.

(80) المرجع السابق، ص 231.

(81) المرجع السابق، ص 238.

(82) المرجع السابق، ص ص 237 و 238.

(83) المرجع السابق، ص 246.

(84) تلک الهتافات على الترتیب من کتاب کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230 - 251.

([lxxxv]) التضام (التلازم): هو الطریقة التى تُستخدم بها الکلمات متلازمة وبشکل مطرد. انظر معجم لونجمان لتعلیم اللغات وعلم اللغة التطبیقى، ص119.

(86) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 245.

([lxxxvii]) سمیر عباس: السقوط من التاریخ: مبارک وعصره بین الاقتصاد والسیاسة وحتمیة الثورة. القاهرة، مؤسسة طیبة للنشـر والتوزیع، 2012، ص ص95،96.

(88) جواد ختام: التداولیة أصولها واتجاهاتها، عمان، دار کنوز المعرفة، 2016، ص ص84-85.

(89) کمال مغیث: هتافات الثورة المصـریة ونصوصها الکاملة، ص 237.

(90) المرجع السابق، ص 236.

(91) المرجع السابق، ص 235.

(92) المرجع السابق، ص 245.

(93) المرجع السابق، ص 243. 

(94) المرجع السابق، ص 236.

(95) المرجع السابق، ص 244.

(96) المرجع السابق، ص 242.

(97)المرجع السابق، ص 245.

(98) المرجع السابق، ص 233.

(99) المرجع السابق، ص 232.

(100) المرجع السابق، ص 237.

(101) المرجع السابق، ص ص 243.

(102) المرجع السابق، ص ص 232 و 248 و 235.

(103) المرجع السابق، ص ص 239 و 246 .

(104) الإشارة هنا لنظام الخصخصة، وقضیة بیع الغاز لإسرائیل.

(105) کمال مغیث: هتافات الثورة المصـریة ونصوصها الکاملة، ص 240.

(106) المرجع السابق، ص 245.

(107) المرجع السابق، ص 235.

(108) المرجع السابق، ص 246.

(109) المرجع السابق، ص 243.

([cx]) السید یسین: ثورة 25 ینایر بین التحول الدیمقراطى والثورة الشاملة. ط2، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة، 2011، ص 351.

(111) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 233 .

(112) المرجع السابق، ص 243.

(113) المرجع السابق، 245.

(114) المرجع السابق، ص 236.

(115) المرجع السابق، ص 248.

(116) المرجع السابق، ص ص242 ، 248.

([cxvii](Joancutting: Pragmatics and discourse, London and NewYork, 2002,  p.2/16/17.

 ([cxviii])فرانسواز أرمینکو: المقاربة التداولیة. ترجمة سعید علوش، بیروت، مرکز الإنماء القومى، 1986، ص60.

([cxix]) لیندة قیاس: لسانیات النص: النظریة والتطبیق- مقامات الهنذانى أنموذجًا، القاهرة،مکتبة الآداب، 2009م،ص 192.

([cxx]) ذهبیة حمو الحاج: فى قضایا الخطاب والتداولیة، عمان، دار کنوز المعرفة، 2016، ص106.

)[cxxi] (Joancutting: Pragmatics and discourse, London and NewYork, 2002, p.19.

([cxxii])Ibid. p.119.

(123) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230،233 ، 233،234،241.

(124) المرجع السابق، ص ص244، 241.

(125) المرجع السابق ، ص 237.

(126) المرجع السابق، ص ص 248،244.

(127)  المرجع السابق، ص ص231،234. 

(128) المرجع السابق، ص ص 232،236.

(129) المرجع السابق، ص ص 246.

([cxxx] (Joancutting: Pragmatics and discourse, London and NewYork, 2002, p.49.

([cxxxi])جواد ختام: التداولیة: أصولها واتجاهاتها، عمان، کنوز المعرفة، 2016م، ص ص107-109.

(132) Joancutting: Pragmatics and discourse, London and NewYork, 2002, p.20.

(133)46 Ibid. p.

([cxxxiv]) جواد ختام: التداولیة: أصولها واتجاهاتها، عمان، کنوز المعرفة، 2016م، ص ص 106-107.

(135) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص ص 230،235.   

(136) المرجع السابق، ص ص 243،240.  

(137) المرجع السابق، ص ص 230،247.    

([cxxxviii]) محمد شطاح ونعمان بوقرة: تحلیل الخطاب الأدبى الإعلامى بین النظریة والتطبیق، القاهرة ، مکتبة الآداب، 2006م، ص131.

(139) کمال مغیث: هتافات الثورة المصـریة ونصوصها الکاملة، ص250.

(140) المرجع السابق، ص 232.    

(141) المرجع السابق، ص ص232، 235.    

(142) المرجع السابق، ص ص 248،243، 236،251.

(143)المرجع السابق، ص ص242،233.    

(144) المرجع السابق ، ص249.

(145) المرجع السابق، ص251.

(146) المرجع السابق، ص 232،236.

(147) المرجع السابق، ص243.

(148) المرجع السابق، ص 231.

(149) المرجع السابق، ص 238.

(150) المرجع السابق، ص ص239.  

(151) المرجع السابق، ص ص  243،248 ،250.

(152) المرجع السابق، ص 250، 232.

(153) المرجع السابق، ص ص 240،232، 244،247.

(154) المرجع السابق، ص 243.

(155) المرجع السابق، ص 238.

(156) المرجع السابق، ص ص 242،240،238.

(157) المرجع السابق، ص ص237،232.    

(158) المرجع السابق، ص ص 235،242.

(159) المرجع السابق، ص ص 232.    

(160) المرجع السابق، ص ص، 238،232  ، 239.

(161) المرجع السابق ، ص ص 346.   

(162) إسلام محمد البنا: أمة کانت فى خطر، مشاهدات مصـریة قبل وأثناء ثورة 25 ینایر. القاهرة، مکتبة مدبولى، 2011م ، ص78.

(163) کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 231.

(164) المرجع السابق، ص 231.

(165) المرجع السابق، ص ص 232،238 ، 233،245.    

(166) المرجع السابق، ص ص 233،231 ، 234.

(167) المرجع السابق، ص ص 247، 231، 237، 245، 241 ،242 .    

(168) المرجع السابق ، ص ص232، 236،243.

(169) المرجع السابق، ص 234.

(170) المرجع السابق، ص ص 233،221 ، 233.

(171)Haugen, E: Bilingualism in the Americas: A Bibliography and Research Gide. Publication of the American dialect society, No.26. Tuscaloosa: University of Alabama Press. P.40.

(172) کمال مغیث:هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة، ص 250.

(173) المرجع السابق، ص 248.

(174) المرجع السابق ، ص ص 238،242 ، 232.

(175)المرجع السابق، ص ص251،253 ، 255.

 

  • أولاً: المصادر:

    • ابن منظور: لسان العرب.القاهرة، دار المعارف.
    • جاک سى. ریتشاردز وآخرون: معجم لونجمان لتعلیم اللغات وعلم اللغة التطبیقى. القاهرة، الشـرکة المصـریة العالمیة للنشر، لونجمان2007م.

     ثانیًا: المراجع العربیة:

    • إدوار غالى الدهبى: النموذج المصرى للوحدة الوطنیة. القاهرة، الهیئة المصـریة العامة للکتاب، 1998م.
    • إسلام محمد البنا: أمة کانت فى خطر، مشاهدات مصریة قبل وأثناء وبعد ثورة 25 ینایر. القاهرة، مکتبة مدبولى، 2011م.
    • أشرف عبد البدیع عبد الکریم: الدرس النحوى النصـى فى کتب إعجاز القرآن الکریم،القاهرة، مکتبة الآداب، 2008م.
    • السید یسین: ثورة 25 ینایر بین التحول الدیمقراطى والثورة الشاملة. ط2، القاهرة، الدار المصریةاللبنانیة،2011م.
    • أمیرة سماح فرج: الإعلام وتشکیل الإحساس بالخطر الجمعى، أزمات المجتمع المصرى نموذجًا، القاهرة، مرکز دراسات الوحدة العربیة، 2012م.
    • جلال أمین: ماذا حدث للثورة المصریة،أسباب ثورة 25 ینایر 2011 ودواعى الأمل والقلق وآفاق المستقبل. ط2 القاهرة، دار الشروق، 2013م.
    • جواد ختام: التداولیة: أصولها واتجاهاتها، عمان، کنوز المعرفة، 2016م.
    • ذهبیة حمو الحاج: فى قضایا الخطاب والتداولیة.عمان، دار کنوز المعرفة، 2016م.
    • سمیر عباس: السقوط من التاریخ: مبارک وعصـره بین الاقتصاد والسیاسة وحتمیة الثورة. القاهرة، مؤسسة طیبة للنشـر والتوزیع، 2012م.
    • علاء الدین سعد جاویش: مصر حرة: ثورة 25ینایر. الإسکندریة، مؤسسة حورس الدولیة، 2011م.
    • کمال مغیث: هتافات الثورة المصریة ونصوصها الکاملة. القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، 2014م.
    • لیندة قیاس: لسانیات النص: النظریة والتطبیق- مقامات الهنذانى أنموذجًا، القاهرة،مکتبة الآداب، 2009م.
    • محمد شطاح ونعمان بوقرة: تحلیل الخطاب الأدبى الإعلامى بین النظریة والتطبیق، القاهرة، مکتبة الآداب،2006م.

     ثالثًا: المراجع المترجمة:

    • توماس أ. سلوان: موسوعة البلاغة. ترجمة نخبة، ج1 القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014م.
    • جون أوستین: نظریة أفعال الکلام العامة: کیف ننجز الأشیاء بالکلام، ترجمة عبد القادر قینینى، المغرب، أفریقیا الشرق، 1991م.
    • روث فوداک ومیشیل مایر: التحلیل النقدى للخطاب، ترجمة حسام أحمد وعزة شبل. القاهرة، المرکز القومى للترجمة، 2014م.
    • فرانسواز أرمینکو: المقاربة التداولیة. ترجمة سعید علوش، بیروت، مرکز الإنماء القومى، 1986.

      رابعًا: الدوریات:

    • حولیة قضایا العالم الإسلامى (أمتى فى العالم): الثورة المصریة والتغییر الحضارى والمجتمعى. القاهرة مکتبة الشروق الدولیة 2012م.

     خامسًا: المراجع الأجنبیة:

    - Joancutting: Pragmatics and discourse, London and NewYork,2002.

    - Haugen,E: Bilingualism in the Americas: A Bibliography and research Gide. Publication of the American dialect society,No.26. Tuscaloosa: University of Alabama Press, 1956.

    *   *   *   *