الربط المعجمى فى القصص القصيرة عند"يوسف إدريس"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراة

المستخلص

            يهدف هذا البحث إلى بيان مظاهر التماسک النصى من خلال الربط المعجمى ووسائله لوصف مظاهره ومحاولة تنظيم أطره، وذلک فى القصص القصيرة ليوسف إدريس؛وذلک بتطبيق الربط المعجمى بالإضافة إلى المنهج الإحصائى .
وتنقسم الدراسة إلى قسمين :
1 – التنظير للربط المعجمى .    2 – تطبيق ذلک على القصص القصيرة ليوسف إدريس.
وقد استوعبت قصصه القصيرة کل وسائل الربط المعجمى .

الكلمات الرئيسية


مــقـــدمـــة

 

        الربط المعجمى هو أحد الرکائزالأساسیة الثلاثة للربط اللفظى الذى یشمل الربط النحوى والربط المعجمى والربط الصوتى ؛ فالربط المعجمى یتناول العلاقات بین کلمتین أو أکثر داخل البنیة اللغویة للنص لها دلالة معینة ؛ فهى علاقات معجمیة خالصة لا تحتاج إلى وسیلة نحویة لإظهارها ؛ إذ تدخل تلک الوحدات فى علاقات ترابط بعضها مع بعض بما لها من علاقات دلالیة مشترکة على المستوى المعجمى .

           فللربط المعجمى دور حیوى فى بناء النص ، فمن خلال وسیلتا الربط المعجمى – التکرار والتضام – یؤدى دوره فى عملیات فهم وتفسیر النص ، محققًا الاستمراریة فیه ، بالإضافة إلى میزة الاقتصاد اللغوى التى تتوافق مع سمة التکثیف بالقصة القصیرة ، وهذا ما سیحاول هذا البحث توضیحه من خلال نصوص للقصة القصیرة لأحد أبرز کتابها وهو " یوسف إدریس " ( 1991-1927) .

           وتبدو أدوات الربط المعجمى أکثر تأثیرًا وفاعلیة من خلال ربط السابق باللاحق عبر سلاسل الربط المعجمى الممتدة فى بنیة النص السطحیة ، باستخدام وسائل الربط المعجمى بصورة مکثفة داخل النص مما یبرز قضایا النص الأساسیة إذ کلما زادت هذه الأدوات أحالت إلى الموضوع الأساسى للنص وأحکمت ترابطه وانسجامه ، وکلما تتابعت هذه الأدوات بشکل متقارب نسبیًا أسهم ذلک فى إحکام نسج النص وتماسکه ، فبتکامل هذه الأدوات والوسائل الرابطة داخل بناء النص یصیر النص وحدة واحدة تتلاحم أجزاؤه بعضها ببعض لیظهر النص کبناء هندسى محکم ؛  إذ یسهم فى سد الفجوات اللغویة ، محققًا الترابط والاتساق بالنص .

       ویحاول هذا البحث توضیح دور الربط المعجمى ووسائله فى بناء نص القصة القصیرة عند یوسف إدریس، والکشف عن أنماطه ودوره فى أعماله القصصیة کلها التى رصدت صورًا حیة من الواقع المصرى فى شتى مناحیه ، وتسلیط الضوء على فئاته المهمشة الکادحة القابعة فى قاع المجتمع ونقد کل سلبیاته الطبقیة وأعرافه وتقالیده الاجتماعیة البالیة ، والمجموعات القصصیة التى یشملها البحث هى کالتالى :

   " أرخص لیالى 1954، جمهوریة فرحات 1956، ألیس کذلک 1957، البطل 1957، قاع المدینة 1958 ، حادثة شرف 1958، آخر الدنیا 1961، لغة الآى آى 1965 ، النداهة 1969، بیت من لحم 1971، اقتلها 1980، أنا سلطان قانون الوجود 1982، وأخیرًا العتب على النظر1987، لنرى من خلالها توظیف الربط المعجمى ووسائله ورؤیة کیفیة عمله فى النص وتحقیق الربط بها .  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الربط المعجمى Lexical Cohesion:

          الربط المعجمى : هو ربط المفردات ربط إحالىphoric cohesion  ، على مستوى المعجم  lexis، فیستمر المعنى محققًا تماسک النص من خلال وسیلتین هما :

التکرار  reiteration، و التضام collocation .

    أولًا : التکرار :

        من وسائل الربط اللفظى الإحالیة ، فهو " تکرار لفظتین مرجعهما واحد "(1)، حیث "تتطلب إعادة اللفظ وحدة الإحالة ".(2) ویشکل التکرار تسلسلًا منطقیًا دلالیًا للنص، فیعمل على اتصال عناصر النص بوحدات معجمیة متکررة متفرقة على سطحه ، وینبغى على منشئ النص " تجنب الرتابة التى یؤدى إلیها مجرد التکرار "(3) والتى تؤثر بالسلب على  إعلامیة النص ، ومن صواب طرق الصیاغة أن تخالف ما بین العبارات بتقلیبها بواسطة المترادفات. "(4) فالتکرار سلاح ذو حدین ؛ لذلک تسهم أنواع التکرار فى التخلص من تأثیره السلبى على إعلامیة النص.

     أنواع التکرار :

( 1 ) التکرار الکامل و الکلى.

(2 ) التکرار الجزئى .

( 3 ) الاشتراک  أو المشترک اللفظى .

( 4 ) الترادف أو شبه الترادف .

( 5 ) الکلمة الشاملة .

( 6 ) الاسم العام أو الکلمة العامة .

فالربط المعجمى  "یتطلب إعادة عنصر معجمى ، أو ورود مرادف له أو شبه مرادف أو عنصرًا مطلقًا أو اسمًا عامًا ."(5)

       1 -  التکرار الکلى ( الکامل )    full repetition :

           هو إعادة عنصر معجمى ( لفظ أو عبارة أو جملة أو فقرة ) کاملًا بدون حذف أوتغییر، فالتکرار یبقى " استقرار سطح النص راسخًا مصحوبًا باستمراریة واضحة کل الوضوح ."(6)

       2 - التکرار الجزئى partial repetition :

           هو تکرار عنصر معجمى سابق فى شکل آخر بالاشتقاق من جذره اللغوى، مثل : الراحمون یرحمهم الرحمن ، مشتقة من جذر لغوى واحد هو مادة "ر.ح .م" ، فیعمل الربط بالتکرار الجزئى على تحقیق الاستمراریة فى ظاهر النص .

      3 - المشترک اللفظى :

         هو أن تدل کلمة واحدة على معانٍ متعددة  " فعمود المشترک اللفظى هو الدلالة ، لأن اللفظ الواحد یدل على معنى أو اثنین أو أکثر ." ( 7) مثل :( قضى – قضى ) أى ( حکم – مات ) ، إذ هو اختلاف المعانى و اللفظ واحد ، فـ" کلمة واحدة تدل على أکثر من معنى . " ( 8 )    

     4 – الترادف أو شبه الترادف a synonym or near-synonym :

الترادف أحد وسائل الربط المعجمى باستخدام ألفاظ لها نفس المدلول ، فالترادف هو " الألفاظ المفردة الدالة على شىء واحد باعتبار واحد ."(9) فالمعنى فى الترادف ثابت واللفظ متغیر " فالمترادفات النصیة تعبیرات استبدال سبقت صیاغتها فى النظام ."(18) فیمکن أن تحل إحداها محل الأخرى فى نفس السیاق لأنها " ألفاظ متحدة المعنى وقابلة للتبادل فیما بینها فى أى سیاق ." (10) فالسیاق هو الحکم فى فهم الترادف "فللموقفیة تأثیرها فى رؤیة الناس لإعادة الصیاغة والترادف."(11) فیتغیر المعنى بتغیر السیاق " فالکلمة الواحدة یتمیز معناها من سیاق إلى آخر ."(12 )

شبه الترادف : " یتقاربفیه اللفظان تقاربًا شدیدًا لدرجة یصعب معها لغیر المتخصص التفریق بینهما مثل : عام – حول – سنة ." (13) والترادف قد ینتشر فى سطح النص انتشارًا واسعًا کوسیلة ربط للنص " ومن ثم تتسع المساحة التى یُحدث فیها سبکًا."(14)

 

      5 – الکلمة الشاملة a superordinate word:

                  هى أن تنتمى إحدى الکلمات إلى فئة تشملها " فهى تضمن من طرف واحد ".(15)

فالکلمة الشاملة "عبارة عن اسم یحمل أساسًا مشترکًا بین عدة أسماء ، و من ثم یکون شاملاً لها ."(16)

مثل : کلمة "قط" تشملها کلمة ( حیوان ) فهى کلمة شاملة تشمل کل ما ینتمى لها مثل : (حصان – فیل – جمل ....إلخ)

        6 -  الکلمة العامة a general word:

              " وهى کلمات فیها من العموم و الشمول ما یتسع بکثیر عن الشمول الموجود فى الاسم الشامل ."(17)حیث تربط بین کلمات النص " مجموعة صغیرة من الکلمات لها إحالة معممة مثل : " اسم الإنسان " ، اسم المکان ، اسم الواقع و ما شابهها ( الناس ، الشخص ، الرجل ، المرأة ، الطفل ، الولد ، البنت...)" . (18) ویقسم هالیداى ورقیة حسن الکلمات العامة إلى :

"أ – الاسم الدال على الإنسان مثل : ( الناس – الشخص – الرجل – المرأة – الطفل )

ب – الاسم الدال على المکان مثل : ( مکان – موضع – ناحیة – اتجاه )

ج – الاسم الدال على حقیقة  مثل : ( سؤال – فکرة – شىء- أمر – موضوع )."(19)

ویتحقق بهذه الکلمات ذات المدلول العام کنوع من الترادف ربط النص.

       ثانیًا : التضام collocation  :

            من وسائل الربط اللفظى التى تعمل فى إطار دلالة لفظ على آخر ، من خلال اشتراکها فى سیاق واحد ، فالتضام هو" ورود زوج من الکلمات بالفعل أو بالقوة نظرًا لارتباطهما بحکم هذه العلاقة أو تلک."(20)، وعرفه ستیفن أولمان بأنه " الارتباط الاعتیادى لکلمة ما فى لغة ما بکلمات أخرى معینة ، - أو- استعمال وحدتین معجمیتین منفصلتین – استعمالهما عادة مرتبطتین الواحدة بالأخرى ."(21)

فالعلاقة بین هذه الألفاظ مشروطة ؛ فإذا ذکر أحدهما استدعى اللفظ الآخر المرتبط به فى الکلام من حیث الدلالة و الترکیب ، فـ " تنشأ من خلال الائتلاف بین علاقات الأساس الدلالیة وحدات مرکبة تختزن کذلک بشکل جلى فى الوعى ." (22)

    ولیس للتضام مرجع سابق کالإحالة و التکرار ، ولکن لابد من ترابط العناصر المعجمیة فى سیاق مشترک و متشابه و فهم دلالة الکلمات حتى یتحقق تماسک النص .

و التضام من أکثر وسائل الربط اللفظى صعوبة " لکن القارئ یتجاوز هذه الصعوبة بخلق سیاق تترابط فیه العناصر المعجمیة معتمدًا على حدسه اللغوى و على معرفته بمعانى الکلمات و غیر ذلک ."(23)

   وسائل التضام :

(أ‌)    الارتباط بموضوع معین association with particular topic :

هى العلاقة الرابطة بین العناصر المعجمیة لورودها فى سیاقات متشابهة ، مثل :

(الطبیب – المریض) – (النکتة – الضحک) – (المحاولة – النجاح ).... إلخ" (24)

(ب)التضاد أو التقابل opposition or contrast:

و یتم ربط  الألفاظ بأشکال التقابل المتعددة :

متخالفین مثل : أحب /أکره ، متعاکسین مثل :أمر/أطاع .

و بواسطة هذه العلاقة یتم الربط بین أجزاء النص ، لیس فى الکلمات المتجاورة فحسب ولکن یتم أیضًا من خلال النص ککل.

(جـ) الجزء بالکل part to whole:

 مثل( السیارة -  الفرامل )، (الصندوق – غطاء الصندوق)، (الفصل – المدرسة)(25)

(د)الجزء بالجزء part to part :

مثل( الفم - الذقن )، (عین – رموش)

(هـ) الاشتمال المشترک co-hyponyms:

مثل : (کرسى – منضدة ) تشملهما کلمة (أثاث ) ، وکما قدم من قبل یدور الأمر حول علاقات تضمن

 ( على سبیل المثال "محطة " متضمنة فى "مدینة "، و"کبیر الأطباء" یتبع "مستشفى")(26)

 

(و) الکلمات التى تنتمى إلى مجموعة منتظمة member in ordered set:

أو ما یسمى بالمجموعات الدوریة cyclical sets، مثل شهور السنة و الفصول وأیام الأسبوع .(27)

(ز) الکلمات التى تنتمى إلى مجموعة غیر منظمة membership unordered set:

مثل الکلمات الدالة على الألوان (أحمر – أخضر .... إلخ) (28)

من خلال هذه العلاقات یتم الربط المعجمى بین الکلمات ، فیسهم فى ربط النص واستمراریته ، وتعدد وسائل الربط المعجمى و تنوعها یخلص القارئ /المتلقى من الرتابة والملل من متابعة النص .

الربط المعجمى  فى القصص القصیرة لیوسف إدریس:                                                   

 الربط المعجمى هو الربط الإحالى بین الوحدات اللغویة التى تعمل على ربط النص و شد أجزائه على مستوى المعجم واتصال قضایا النص ببعضها من أول النص لآخره من خلال استمراریة المعنى مما یحقق نصیة النص ؛ فالوحدات المعجمیة تنمو فى إطار بناء الفکرة الرئیسیة للنص بتقدیم معلومات تساعد المتلقى على متابعة خیوط العناصر المعجمیة المتحرکة فیه لیصل إلى فهم النص .

وقد تحقق الربط المعجمى فى قصص یوسف إدریس القصیرة من خلال وسیلتین ، هما :

( 1 ) التکرار reiteration                        ) 2 ) التضام      collocation

    أولًا : التکرار :

       هو إعادة مباشرة للألفاظ و الکلمات دون تغییر ،وقد  تنوعت أنماط التکرار فى القصة القصیرة عند یوسف إدریس ، کما یلى :

       أ – التکرار الکامل / المهیمن :

        هو تکرار الکلمة أو العنصر المعجمى دون تغییر فیستمر المعنى بنفس – المرجع – العنصر المعجمى / الکلمة محققًا ربط النص .

     1 – أنماط التکرار الکلى للکلمة :

      التکرارالکامل للکلمة من أکثرأنماط التکرارانتشارًا فى موضوع البحث فقد تکررت بعض المفردات تکرارًا مباشرًا أکثر من مرة و بأنماط متعددة فى النص حققت استمرار المعنى وربط النص ، وبلغ عدد هذا النمط فى موضوع الدراسة ألف وثلاث عشرة مرة، (1013) ألفًا وثلاث عشر مرة بأنماط متنوعة.

       1- تکرار نفس الکلمة :

        أمثلة هذا النمط وردت فى نصوص البحث بطریقتین ؛ الأولى تکرار الکلمة مرتین متتالیتین بلا فاصل کبیر بینهما أو على مدى قریب نسبیًا ، والثانیة بتکرار کلمة واحدة تنتشر فى القصة الواحدة أکثر من مرة . والنمط الأول مثل :

" بنفسه زغرد الشیخ رابح وطبلوا له و رقص ، و ارتفعت من صدر طال علیه الإغلاق قهقهات عمرها أعوام وأعوام ." (29)

تکرار العنصر المعجمى ( أعوام ) مرتین متتالیتین بلا فاصل بین اللفظین  بلفظه و معناه .

" ثم الأروع من هذا حین یسجد المصلون ویراهم فتحى بارکین على الأرض .. بارکین ، مئات الظهور المنحنیة کلها متشابهة وإن اختلفت فى ألوان ملابسها ." (30)

کرر کلمات (بارکین) مرتین بلفظها ومعناها فى مدى ربط قریب نسبیًا فى نفس الجملة .

التکرار فى هذا النمط یحقق ربط النص على مدى قریب نسبیًا نظرًا لأنه یتعلق بالفکرة العامة للموضوع

ففى المثال الأول یضحک الشیخ رابح الذى اتسم بعبوسه وضیق صدره وغضبه الدائم وهذه المعلومات عن شخصیة الشیخ رابح قدمها النص من بدایته ؛ لذا التکرارهنا یحمل دلالة هامة فتکرار کلمة "أعوام " رابطًا معجمیًا یحقق استمراریة المعنى بالنص .

أما المثال الثانى فقد تکررت کلمة "بارکین " مرتین بینهما فاصل قصیر نسبیًا ، وجاء تکرارها متصلًا بسیاق وصف الصلاة وأوضاع المصلین بالمسجد ، وتتصل أیضًا بالفکرة العامة للنص التى تتعلق بصیام الطفل فتحى فى شهر رمضان وإذ یستمر الربط بتکرار عنصر معجمى ذا صلة بقضیة النص فحقق بذلک تماسک النص واستمراریة المعنى .

     2 – تکرار کامل لنفس الکلمة فى قصة واحدة أکثر من مرة :

         فى هذا النمط تتکرر کلمة واحدة أکثر من مرة ، دون تغییر لفظها أو معناها فى أکثر من موضع بنفس القصة على مدى بعید نسبیًا من الربط ، مشکلًا بذلک سلاسل من التکرار داخل القصة الواحدة تمثل مفتاح النص ومحور قضیته  من خلال الدعم الدلالى لمفردات محددة فى االنص فتسهم فى ربط النص وتماسکه . ومن أمثلة ذلک ما یلى :

– " الصمت یحل فتعمى الآذان .

      فى صمت أیضًا یطفأالمصباح .

      الصمت خیم مذ مات الرجل .

     یدوم الصمت حتى یحدث شىء.

     الصمت تلاشى و اختفى تمامًا .

    و البیت حجرة , والصمت جدید .

و المقرىء الکفیف الذى جاء معه بذلک الصمت ."(31)

الجمل السابقة من قصة " بیت من لحم " تکررت کلمة ( الصمت ) بدأت و انتهت بها ، فقد تکررت اثنتین وأربعین مرة فى أکثر من موضع بنفس القصة ، مع اختلاف الأحداث و تنوعها من بدایة القصة حتى نهایتها ، فمثلت هذه الکلمة مفتاح النص ، حیث یقع المقرئ الکفیف وبنات زوجته الثلاث فى فخ الغوایة فى " صمت " من الجمیع، تتسلل الواحدة تلو الأخرى من بنات زوجته إلى الغوایة فى " صمت " ، ویستجیب المقرئ الکفیف لغوایتهن أیضًا فى " صمت " ، وتعلم زوجته أم البنات و" تصمت " ، فحالة الصمت ظلت مسیطرة على الأحداث فى القصة من بدایتها إلى نهایتها ، وتکرار هذه الکلمة أکد قضیة النص وزاد من التحامه ، إذ " یعد التکرار عاملًا مهمًا من عوامل الاتساق المعجمى ، لما له من أثر فى تأکید المعنى وإبرازه ، وتمکینه للمتلقى من الإحاطة التذکیریة بالملفوظات السابقة من الکلام ."(32)

     3 – تکرار کامل للکلمة باللهجة العامیة :

         فى هذا النمط تتکرر الکلمة من مستوى اللهجة العامیة تکرارًا کاملًا أکثر من مرة ، مع المزج أیضًا بین الفصحى و العامیة فى الجملة الواحدة .

من أمثلة هذا النمط ما یلى :

1 – " حین قال لنفسه : سیما ..هه . قال سیما قال ؟ و تدخلوا السیما تنیلوا إیه ؟

هو انتو بتوع سیما ؟.

 وادى انت بتتسلى .. مش بزمتک أحسن م السیما ؟

فى کل شارع سیما و بالأمر لازم کل کبیر وصغیر یخش.." (33)  

تکررت کلمة ( السیما ) باللهجة العامیة اثنتى عشرة مرة بلفظها و معناها فى قصة "جمهوریة فرحات"   هذا التکرار یتعلق بسیاق النص فبطل القصة یرکزعلى قیمة الفن وخاصة السینما وما یُعرض من خلالها من قیم تؤثر فى متلقیها لذا جاء هذا التکرار لیدعم هذه الفکرة ، وورد باللهجة العامیة لیتناسب مع سمات شخصیة بطل القصة "الصول فرحات "، فحقق التکراربذلک ربط النص وأحداث القصة من بدایتها حتى نهایتها.

     4 - تکرار أصوات ذات دلالة معینة :

         فى هذا النمط تتکرر مجموعة من الأصوات صادرة من أشخاص لها دلالة تنقل شعورًا معینًا ناتج عن هذه الأصوات .

ومن أمثلة هذا النمط ما یلى :

– " انطلق صغیر معذب متألم باک غاضب کافر مستغیث بائس مؤمل زاهد ..

آى آ ى آى آى طویلة وقصیرة ممدودة و مبتورة ..

آى یاى یاى یاى یاى یاى یاى ..

 أستحمل ازاى یارب ؟ أستحمل ازاى؟

آى آى آى یى یى یایایاى! آه یا مامى ما اقدرش على کده ما اقدرش

ووووووه ییییه .

إیه ده ؟ ده مش بنى آدم .

فرتک مرتک شرتک دى دى دان

الألم لابد قد ازداد بدرجة مخیفة .. خفف عنه یا رب .

واج الواج الواج الواج الواج

آى آى آى فرکش آى منکش آى أى بعقش آى ..

 الآن فقط یحس بها کلها بآلامه .

یانى یانى یانى یا بوى

أحس بتوجع فهمى یریحه راحة بدأت تصبح عظمى .

بالضبط یا فهمى الوحدة للوصول ."(34)

تکرارأصوات التوجع المختلفة فى قصة ( لغة الآى آى ) رغم اختلاف صوت الألم الذى تصوره أحداث القصة فى کل مرة تتکرر فیه هذه الأصوات تشیر من خلاله إلى الشعور الذى تملک من البطل المتوحد مع صدیقه المریض والذى تصدرعنه أصوات الألم وکأنها نابعة من نفسیهما معًا فى توحد بین الشخصیتین عبرت عنه تکرار أصوات الألم، ویبرز قضیته الأساسیة بدءًا من عنوان القصة " لغة الآى آى "، إذ یوحى بدلالة مبدئیة للقصة بمجرد قراءة عنوانها ، وتتضح  دلالة هذا التوجع مع التوغل فى أعماق النص ، فالألم الذى تصفه القصة ألم مزدوج ، ألم عضوى یعانیه فهمى صدیق البطل الطبیب الحدیدى الذى ینفعل بآلام صدیق طفولته ویظهر مکنون آلامه النفسى الذى یعانیه ویکتمه منذ زمن طویل ، ویعبر عنه بدلًا منه فهمى مریض سرطان المثانة ، فیتلاقى الألمان النفسى والعضوى فى صورة هذه الأصوات االصادرة من فهمى ، وتکرارها ساهم فى نقل مکنون البطل النفسى بسلاسة وأسهم  فى نمو الحدث و بناء النسیج القصصى .

     5 – تکرار الضمیر:

تعددت أنماط تکرارالضمیر فى القصة القصیرة عند یوسف إدریس وبلغ عدد مرات ورودها فى موضوع البحث (1689)ألفًا وستمائة وتسعًا وثمانین مرة ، والأنماط التالیة توضح تکرار الضمیر                                                  فى قصص البحث:

   ( أ ) تکرار ضمیر المتکلم الدال على الجمع :

       من أمثلة هذا النمط ما یلى :

" ولم یرد الریس ، وکنا کلنا نتوقع هذا .

وقد جعلنا سؤال الریس نفیق . وحین أفقنا وجدنا کل شىء أمامنا له سبب .

أما نحن فلماذا نحن ذاهبون ؟ رغمًا عنا رحنا نسأل أنفسنا .

وما تلک القوى الخفیة التى تدفعنا و تحبب إلینا الذهاب ."(35)

الأمثلة السابقة من قصة (الجرح) التى تکرر فیها ضمیر المتکلم الدال على الجمع مائة وثلاثًا وتسعین مرة،  فجاء ضمیر الجمع وکأن المجموعة المشارکة فى هذه الرحلة یتحدثون بلسان شخص واحد ،

یضمهم نفس القارب ویجمعهم نفس الهدف وهو المشارکة فى الحدث الضخم وهو رؤیة جلاء الإنجلیز من القنال ، وتکرار ضمیر الجمع فى هذه القصة أشبه بخیوط متداخلة فى نسیج واحد – هو النص –  تشد بعضها بعضًا من خلال تشعبها فى أنحاء القصة من بدایتها لنهایتها مما أضفى على النص السبک وربط أجزاءه بعضها ببعض .

  ( ب )  تکرار ضمیر المتکلم الدال على المفرد :

        من أمثلة هذا النمط ما یلى :

" أنا عیناى تقتحمهما البرودة .

أنا أنا.. أؤذن لنفسى ویکفینى أن الله یسمعنى ویعرف أنى أؤذن الفرض کما أمر .

أنا الخریج الحدیث من الأزهر .

أنا فى الشرک .

انا الذى جاء یطرد الشیطان من هنا .

خائف أنا .. أنا خائف .

یا رب أعنى .. نعم أنا أعرف .

أحسست أن شیئًا لى قد حدث .. لم أعد أنا ."(36)

الأمثلة من قصة " أکان لابد یا "لى لى " أن تضیئى النور ؟" تکرر ضمیر المتکلم المفرد فیها مائتى مرة شخصت مقصد البطل بتکرار ضمیر المتکلم الذى یحیل إلیه إذ هو محور القصة الذى تدور حوله أحداثها ، ومن خلاله ینمو الحدث ویتصاعد  مما أسهم فى الحفاظ على استمراریة المعنى فى النص وتماسکه ککل من خلال حواره مع الله لاعترافه بضعفه أمام الفتن فى هذا الحى ، ما أدى لسقوطه فى غوایة "لى لى" ، وأسهم تکرار ضمیر المتکلم فى دعم ثبات النص واتساقه .

        (جـ) تکرار الفعل الماضى المختوم بتاء التأنیث :

             من أمثلةهذا النمط ما یلى :

" من العربة هبطت .. فاتنة هبطت .

دخلت الحدیقة . بتؤدة عبرتها السلالم راحت تصعدها .

وجدت جرسًا دقت علیه . لم یحدث شىء دقت أکثر .

تمشت ، استدارت ، أدارت عنقها بقوة لترى کیف یبدو من الخلف .

إلى المریلة ! ومدت یدها ، ارتدتها ، فتحتها إلى الأمام کالبالطو . فطنت للخطأ ، قلبتها أمسکت بالفتحة من الخلف و ضمتها بیدها بشدة ."(37)

الأمثلة من قصة " على ورق سیلوفان " تکرر الفعل الماضى المختوم بتاء التأنیث مائة واثنتین وثلاثین مرة شکلت عناقید التکرار داخل  النص مرجعها بطلة القصة ، وتوالى الأفعال الماضیة المختومة بتاء التأنیث شکلت أحوالها وأوصافها بصور متعددة ، فهى مرکز الحدث ومحور النص الذى تنمو من خلاله أحداث القصة  وأحدث تکرارتاء التانیث فى نهایة الفعل الماضى امتدادًا لموضوع القصة محققًا انسجامًا صوتیًا ودلالیًا ، وأسهم فى  التوازن بین المعلومات القدیمة والجدیدة فى النص و أحکم بنیته .

      2 – تکرار جمل کاملة :

          بلغ عدد هذا النمط فى موضوع البحث ثلاثمائة وأربعًا وثلاثین مرة تنوعت ما بین  تکرار بالفصحى وآخر بالعامیة .

        ( أ ) تکرار جمل کامل بالفصحى :

              تکرار الوحدة المعجمیة فى نصوص البحث لیس الوسیلة الوحیدة فى تماسکها واتساقها ، بل تکرار الجملة بالکامل له دور أیضًا فى تنظیم بنیة النص وتماسکه .

من أمثلة هذا النمط ، ما یلى :

 " انظرى.. هل تغیرت الدنیا ؟ "(38)

تکررت هذه الجملة فى قصة "المرتبة المقعرة " أربع مرات فى مواضع مختلفة من النص بعیدة المدى نسبیًا ؛ بل الفاصل بین کل منها ثابت إذ یفصل بین تکرارها فى کل مرة فاصل لا یتعدى الخمسة أسطر فى کل مرة تتکرر فیها هذه الجملة ، ویمثل تکرار هذه الجملة بنفس الفاصل دلالة أو مغزى هو ثبات حال هذین الزوجین مع مرور السنین علیهما معًا ، إلى أن تأتى المفارقة فى نهایة القصة إذ تفاجأ الزوجة بتحول المرتبة المستلقى علیها زوجها بأنها أصبحت لحدًا له وهنا تفیق فى شبه صدمة متأخرة وتدرک أن الدنیا قد تغیرت، فبعد أن کانت إجابتها على سؤال الزوج فى کل مرة یکرر سؤاله لها بـ" لا.. لم تتغیر"، ختمت القصة باعتراف الزوجة بتغیر الدنیا ؛ إذ تقول : " یا إلهى ! لقد تغیرت الدنیا ." فهذا الثبات الذى سارت علیه وتیرة الأحداث بالقصة ثم المفارقة التى جاءت فى ختامها هى ما أحدث التماسک بین وشائج ومکونات النص و جعلت النص نسیجًا متلاحمًا لا ینفصل بعضه عن بعض .

" والکل یغنى ویردد وراء القسیس : کیر .. یا .. لیسون .. ارحم یا رب .. یا رب ارحم .

 و أنا قابع فوق السطح أتألم وأندم وأرقب ، والکل یردد : کیر یا لیسون کیر یا لیسون "(39)

 تکرار هذه الجملة فى قصة " جیوکندا مصریة " ست مرات أسهم فى ربط نسیج النص ببعضه ، إذ تدعم موضوع النص الذى تدور أحداثه عن قصة حب لمراهق مسلم ومراهقة مسیحیة تحول الأعراف والتقالید الاجتماعیة دون ارتباطهما ببعضهما البعض ویسرع  أهل الفتاة بتزوجیها من ابن عمها ، ویمثل هذا الزواج صدمة قاسیة للفتى و الفتاة ؛ ولا یجد الفتى ما یواسیه سوى هذه العبارة التى تتردد فى عرس فتاته التى سبق وأن علمته إیاها وعرفته معناها " ارحم یا رب " ، فیتناسب هذا التکرار مع الحالة الشعوریة لبطل القصة الذى یعانى من آلام نفسیة سببتها زواج  من فقد حبها ویعمل على استمراریة المعنى وربط النص ،  بالإضافة إلى الإیقاع الصوتى الذى یدعمه هذا التکرارویحقق ربط النص .

     ( ب )  تکرار جمل کاملة باللهجة العامیة :

            فى هذا النمط تتکرر الجملة کاملة باللهجة العامیة بلسان شخصیات القصة، مثال ذلک :

" انت مش قلت الواحدة بخمسة جنیه .. قلت والا ما قلتش.

و رحمة أبویا محمد لاسیبهالک و ماشى .. قلت والا ماقلتش .

بذمتک یا شیخ و دیانتک والأمانة علیک قلت والا ما قلتش ."(40)

کرر بطل قصة " أبو الهول " جملة " قلت والا ما قلتش" باللهجة العامیة ثلاث مرات  لطالب کلیة الطب الذى تحدث فى عزاء واحد من أهل القریة عن تشریح الجثث والذى سأله أبو الهول عن ثمن الجثة فأخبره بثمن غالٍ ، وفجئ الطالب بإحضار أبو الهول – بطل القصة – لجثة متوفى فى فجر أحد الأیام مما أصابه بالهلع من هول الموقف ، لذا یکرر أبو الهول هذه الجملة أکثر من مرة لیثبت لهذا الطالب أنه لم یتوانى فى إحضار جثة له یمارس علیها دراسته للتشریح  وهذا التکرار باللهجة العامیة  أکثر من مرة فى أنحاء النص ینقل الصورة الحیة للمشهد بلا تکلف ویدعم استمرارالمعنى ویحقق ربط النص وسبکه.

    3– تکرار عنوان القصة:

       تکرار العنوان فى القصص القصیرة عند یوسف إدریس جاء على نمطین :

الأول : تکرار العنوان داخل النص أکثر من مرة ، الثانى : تکرار العنوان فى نهایة القصة.

     ( أ ) فى داخل النص :

         هذا النمط أقل شیوعًا فى موضوع البحث من النمط الآخر حیث بلغ عدد وروده ست مرات فقط.

قصة " شیخوخة بدون جنون " تکرر هذا العنوان فى النص سبع مرات .

ومن أمثلة هذا النمط ما یلى :

" والله یا بیه دا راجل کبیر فى السن وما فیه إلا شیخوخة بدون جنون."(41)

قصة " أکان لابد یا (لى لى ) أن تضیئى النور " تکرر العنوان داخل النص سبع مرات، مثال ذلک :

" أنا الشیخ عبد العال إمام مسجد الشبوکشى فى الباطنیة .

"أکان لابد یا " لى لى" أن تضیئى النور؟" (42)

تکرار جملة العنوان داخل النص أکثر من مرة یشبه غلافًا محکمًا للنص ، من خلال اتصال المعنى بدایة من عتبات النص – المتمثلة فى العنوان – ثم یتغلل إلى أجزائه بتکرار العنوان لتنبیه أوتذکیر المتلقى أو للتأکید أو توثیق الأحداث فى النص ، فیحقق ربط النص واستمراریة المعنى .

      ( ب ) تکرار العنوان فى نهایة القصة :

           تکررعنوان القصة فى نهایة أحداث بعض قصص موضوع البحث، فیصبح العنوان کخیط یربط طرفاه القصة من بدایتها و حتى نهایتها ، تکرر ذلک النمط ثلاثًا وعشرین مرة فى موضوع البحث، والأمثلة التالیة توضح بعضًا منها :

قصة " أنا سلطان قانون الوجود " تنتهى بـ :

" أنا سلطان قانون الغابة ، وقانون الحضارة و قانون الإنسان و قانون کل الوجود."(43)

قصة " سنوبزم "تنتهى بـ :

"وعلى طریقته تخلى عن وقاره العظیم للحظة ،وانطلق یجرى ولسانه رغمًاعنه یفلت کلمة"سنوبز."(44)

الأمثلة توضح تکرار عنوان القصة داخل النص أکثر من مرة ، جاء کدعامات رابطة لأرجاء النص ودعم فکرته وتذکیر المتلقى بموضوع النص وتأکیده فى ذهنه ؛ بالإضافة إلى تکرارعنوان المجموعة القصصیة على إحدى القصص التى تشملها کل مجموعة  ، وذلک فى کل المجموعات القصصیة لموضوع البحث بلااستثناء.

       4 –  تکرار فقرة کاملة :

           هذا النمط فى موضوع الدراسة یوضح الربط بتکرار فقرة کاملة فى القصة نفسها .

ومن أمثلة ذلک النمط ما یلى :

قصة " الید الکبیرة "

 " والأشجار متفرقة کعادتها ، والنخلة قد نمت و قتلت ما حولها من نخیل صغیر وأصبحت أطول من الحائط ، وشجرة العنب ماتت لا ریب من کثرة الماء ، وبرج الحمام فى آخر الفناء أبیض فیه

خرابیش ، وأوضة الفرن بابها مهبب و الظلام یشع من داخلها ، و الأرض علیها عفش ، ومهملة

 و الفناء کبیر."(45)

الفقرة السابقة جاءت فى منتصف القصة و کررت فى نهایتها کما یلى :

" وعدت إلى بیتنا ، لایزال برج الحمام فى آخر الفناء أبیض و فیه خرابیش ، وأوضة الفرن بابها مهبب و الظلام یشع من داخلها ، و الأرض علیها عفش کثیر و البیت واسع جدًا ."(46)

الفقرتان من قصة واحدة ذکرت إحداهما فى بدایتها و الأخرى فى نهایتها لیبدو النص نسیجًا واحدًا لا ینفصل جزء من أجزائه عن الآخر من خلال وسیلة الربط المعجمى وهو التکرار الذى " یعمل على إنعاش الذاکرة عندما یکون بین صدر الکلام و ما یتعلق به فاصل طویل یجعله عرضة للنسیان فیأتى التکرار لیوضح العلاقة بین صدر الکلام و ما یلیه ."(47) وبالتالى یحقق تماسک النص.

      ( ب ) التکرار الجزئى :

           هو تکرار اللفظ بالاشتقاق من جذره اللغوى ، کوسیلة أخرى للربط المعجمى تدفع الملل عن القارئ و تعمل على تلاحم أجزاء النص باختلاف وسائل الربط المعجمى وتعددها فى النص الواحد .

وینقسم التکرار الجزئى فى قصص یوسف إدریس إلى قسمین :

( أ ) تکرار جزئى – اشتقاقى –  للکلمة .

( ب ) تکرار جزئى للجمل .

     ( أ ) التکرار الجزئى للکلمة ( الاشتقاقى ) :

             التکرار الاشتقاقى من أکثر وسائل الربط المعجمى التى کان لها دور فى ربط النص فى موضوع البحث بأسلوب یجذب انتباه القارئ ویدفع عنه الملل، وبلغ عدد مرات ورودها ألفًا وستمائة وتسع عشرة مرة(1619) ، تنوعت مابین الفصحى و العامیة ، "ویشیر دریسلر إلى أن هذا النوع من إعادة اللفظ یعطى منتج النص القدرة على خلق صور لغویة جدیدة لأن أحد العنصرین المکررین قدیسهل فهم الآخر."(48)

         1 – التکرار الجزئى للکلمة بالفصحى :

                إعادة الکلمة باشتقاقتها المختلفة داخل النص یسهم فى اتساق النص وترابطه ، ومن أمثلة هذا النمط ما یلى :

" – کانت وقفة الشاب عادیة ، نفس الوقفة التى وقفها قبله کثیرون ، و التى أعرف أن کثیین غیره سیقفونها .

-         قلتها و أنا حزین نفس الحزن الذى یراودنى لثانیة فى کل مرة .

-         أعدته فقط لأسکت إحساسًا حقیقیًا بالشفقة لا على المریض بل على المرض الذى یمرض فیه الشخص و یحس بآلامه الآخرون .

-         وجدت نفسى أسأله عما یبکیه و أنتظر إجابة من الإجابات المریضة المعتادة .

-         و بکى و ضایقنى بکاؤه .

-         و هو یعلم تمام العلم أن اخاه مجنون وأنه على حق .

-          و یرجونى إن لم یکن رجاء محمد صالحًا للتنفیذ ." (49)

تنوع الکلمات المشتقة وتناثرها فى قصة " فوق حدود العقل " له دور واضح فى وصف المشهد کاملًا بکل ملابساته المرئیة ، وأیضًا وصف الشعور النفسى لمریض المرض العقلى أو النفسى وأهله والطبیب المعالج له، وتسهم شبکة التکرار الاشتقاقى فى النص  باستخدام الجذر اللغوى للکلمة الذى یعد عاملًا مشترکًا بین الاشتقاقات المتعددة  فى إبراز قضیة النص الأساسیة  ؛ فالربط المعجمى بجذر الکلمة یدعم تلاحم أجزاء النص وتماسکها  وتحقق الاستمراریة .

      2– تکرار جزئى للکلمة بالعامیة :

          من أمثلة هذا النمط ما یلى :

" وإیه الکرسى ده ؟

شیلتى .. أمال أنا بادور على بتاح رع لیه ؟

عشان زى ما أمرنى أشیله یؤمرتى إنى أنزله ، أنا اتهد حیلى .

من أیام ما سموا النیل نیل ، و نقلوا العاصمة من الجبل للضفة جابنى عمک بتاح وقال لى یا شیال شیل ! شیلت ."(50)

التکرار الجزئى باللهجة العامیة فى القصص القصیرة لیوسف إدریس ، یضفى على النص طبیعیة وقربًا من المتلقى بمختلف ثقافاته ، ویجذب القارئ لمتابعة النص بلا رتابة أو ملل ، والتنوع بین الاسم والفعل فى المثال السابق أضفى الثبات على النص ، فکان تعدد الاستقاق من الجذراللغوى لکلمة " أشیل " وتنوعه داخل النص وسیلة لتلاحمه والربط بین أجزاءه من خلال توظیف اللهجة العامیة باستخدام التکرار الاشتقاقى للکلمة و نقل تنوعات المجتمع الذى یعبر عنه المستوى اللغوى المستخدم فى النص ، ما أسهم فى  ربط النص وتماسکه .

( ب ) تکرار جزئى للجمل :

ینقسم أیضًا إلى تکرار بالفصحى وآخر بالعامیة ، وعدد مرات وروده فى موضوع الدراسة قلیل نسبیًا مقارنة بنسبة ورود وسائل الربط المعجمى الأخرى ، حیث بلغ خمسًا و خمسین مرة فقط فى موضوع الدراسة ، والأمثلة التالیة توضح ذلک :

      1– تکرار جزئى للجمل بالفصحى :

               ومن أمثلة هذا النمط ما یلى :

" آخر لتر من الدم فى البلد .. و آخر ما نتعلق به وقد یئسنا من الأمل  .. وکنا قد یئسنا ..

و کثیرًا ما رأیت .. ورأیت جرحى .. ورأیت جرحى یموتون ."(51)

التکرار الجزئى هنا هو تکرارغیر کامل  لبعض الجمل یأتى متدرجًا بزیادة فى الجملة الثانیة أو الثالثة ، وهذا یعمل على نمو الحدث بالقصة وبناء نسیج النص من خلال التکرار الجزئى لبعض الجمل التى لها   الفاعلیة فى تنامى النص ووصف أحداثه بصورة مختلفة ، فالتنوع فى أشکال التکرار الجزئى یظهر تعدد طرق الربط بوسائل الربط المعجمى لبنیات النص بعضها ببعض، وهذا یسهم فى سبک النص وتماسکه .

       2 – تکرار جزئى للجمل بالعامیة :

                   والأمثلة التالیة توضح ذلک :

 " ولکنها لم تستجب و بفحیح أکثر انخافاضًا و إلحاحًا سألته :

بس أنا عایزة أعرف ..أرجوک انت .. أنا ح اجنن عایزة أعرف .."(52)

"فأجابت وهى تهز رأسها :

بس عایزة أشوفه . عایزة أشوف إیه اللى جراله . إلهى یخلیک یا ریس.. لسه کتیر."(53)

الأمثلة  السابقة توضح تکرار بعض الجمل تکرارًا جزئیًا ، فالکاتب ینوع أنماط التکرار حتى یدفع الملل عن نفس القارئ ، و التکرار هنا بالعامیة وأکثر تعبیرًا عن الشخصیات الناطقة بالعامیة کما یقترب من المستوى اللغوى المتداول فى الحیاة العامة فى المجتمع ، ونلاحظ أن الزیادة تکون فى الجملة الثانیة تأتى لتوضح أکثر دلالة الجملة الأولى ، إذ تأتى الجملة الثانیة تکاد تکون مطابقة للجملة الأولى ولکن بزیادة بعض العناصر المعجمیة التى توضح المراد من الجملة الأولى ،و هذا التنوع بوسیلة التکرار یعمل على ربط النص بصور متعددة تحققتماسک النص و استمرار المعنى .

و هذا التنوع فى أنماط التکرار له أثره فى تنوع المعانى ودلالات التکرار ، " ومن ثم فإن ما قیل مرة لا یمکن أن یتکرر : ففى عملیة التکرار یعید المتحدث إنتاج ظل من ظلال المعنى الأصلى على وجه التقریب ، ولکنه لا یعیده إعادة دقیقة على نحو ما کان علیه على الإطلاق ."(54)

    3 – الاشتراک اللفظى :

         الاشتراک اللفظى وهو أن تدل  کلمة واحدة على معان متعددة ، ولم ترد أمثلة کثیرة على الربط المعجمى بالاشتراک اللفظى فى موضوع البحث حیث بلغ عدد مرات ورودها خمس عشرة مرة ، والأمثلة التالیة توضح بعض من صور الاشتراک اللفظى فیها :

" من هذا کله أدرکت ما حَدَثَ ویا له من حَدَثٍ !."(55)

الاشتراک اللفظى وقع بین کلمتى (حدث ) الأولى وهى "فعل ماض" ، و (حدث ) الثانیة وهى اسم .

" ولابد أن غریب کان فیه شىء غریب."(56)

الاشتراک اللفظى فى هذا المثال بین اسمین ، الأول منهما اسم شخصیة من شخصیات القصة ، والثانى وصف له بالغرابة .

ومن أمثلة الاشتراک اللفظى بالعامیة ما یلى .

" حلق إیه یا بت اللى خدوه ؟ حلق حوش؟ حلق دهب یا بیه ."(57)

(حلق ) وردت فى هذا المثال بمعنیین الأول "القرط " ، والثانى وصف شعبى للنصب .

على الرغم من عدد المرات القلیلة للاشتراک اللفظى فى القصص القصیرة لیوسف إدریس ، فإن  لها أثرًا فى ربط النص بطریقة مختلفة ، بتوظیف دلالات مختلفة لنفس المفردة فى نفس الجملة – أحیانًا – فشکل الاشتراک اللفظى إحدى رکائز الترابط النصى إلى جانب دوره الدلالى فى إثراء النص وتماسکه دلالیًا.

     4 – الترادف أو شبه الترادف :

         الترادف هو أحد وسائل الربط المعجمى باستخدام ألفاظ لها ذات المدلول ، حیث تتفاعل هذه الوسیلة مع وسائل الربط المعجمى الأخرى لتشکل صورة محددة لدى القارئ یتبین من خلالها ملامح القصة التى بین یدیه ، وبلغ عدد مرات الربط المعجمى بالترادف فى موضوع الدراسة ألفًا و مائة وأربعا وعشرین مرة .    

 والأمثلة التالیة توضح الربط المعجمى بالترادف فى موضوع البحث :

" ویصبح الأمر بالنسبة إلیه مسرحیة مکررة لا جدید فیها ولا طریف ."(58)

الترادف بین (جدید ، طریف ) یدعم المعنى ویثبته فى ذهن القارئ .

" ینقط بالفلوس التى باع بها قطنًا سرقه من المخزن أوجوالًا اختلسه وهو فى طریقه إلى الشحن ، ویصرف ویفنجر  ویملأ القریة صخبًا و ضجیجًا ."(59)

ثنائیات الترادف فى هذا المثال (سرقه – اختلسه ، یصرف – یفنجر ، صخبًا - ضجیجًا)

جاءت متتالیة فى سلاسل متتابعة أسهمت فى ربط النص و تماسکه .

هناک فروقًا دلالیة بین کل کلمة وأخرى – کما بدا فى الأمثلة السالفة -  هذه الفروق أضفت على نصوص البحث دلالات جدیدة ومعان جدیدة أیضًا ، فکان ذلک دعمًا لتماسک النص وترابطه .

وأظهرت سلاسل المترادفات المترامیة عبر نصوص القصص القصیرة لیوسف إدریس ربط النص بوسائل متنوعة من وسائل الربط المعجمى فـ"من صواب طرق الصیاغة أن تخالف ما بین العبارات بتقلیبها بواسطة المرادفات."(60)

     إعادة الصیاغة :

         هى " استعادة معطى باستعمال تعبیر لغوى مختلف عن التعبیر المستعمل ."(61)

فبإعادة الصیاغة تتکشف أنماط لغویة تساعد المتلقى على فهم العنصرالمکرربصیاغة أخرى تسهم فى ترابط النص، وبلغ عدد مرات إعادة الصیاغة فى موضوع الدراسة خمسمائة و ثلاثًا وخمسین (553)مرة.                            

وهذه بعض الأمثلة لها :

" وقد رأته و رأت حیرته و لکنها قبعت فى مکانها ساکنة لا تتحرک و لا تفتح فمًا  ."(62)

 (لا تتحرک ) التعبیر الثانى معادل للکلمة الأولى  (ساکنة ) .

" وسکتن جمیعًا و رحن یرقبنها بعیون ذابلة کان قد غادرها الشک و امتلأت بالیقین کالعیون .. ذابل وحزین ."(63)

(کان قد غادرها الشک - وامتلأت بالیقین کالعیون ) التعبیران متساویا الدلالة فذهاب الشک هو حضور للیقین ، وهذا یجعل النص متماسکًا .

یبدو جلیًا دور إعادة الصیاغة فى النص لربط الوحدات المعجمیة بعضها ببعض بتکرار معناها، مما زاد من التماسک الدلالى للنصوص، فهو تکریر معنوى دون تکریر اللفظ فـ " المعانى أوسع مدى من الألفاظ،  وهذا یستدعى إعادة الألفاظ على أوجه مختلفة من الهیئات أو الدلالات المجازیة والرمزیة لاستیفاء المعانى ." (64) التى تدعم ربط النص. 

       5 – الکلمة الشاملة :

           هى أن تنتمى إحدى الکلمات لفئة تشملها ، فهى أشبه ما تکون بوعاء یحوى مجموعة من المفردات التى تنتمى لنفس المعنى أو الدلالة ومن خلالها تتلاحم أجزاء النص ، وبلغ عدد مرات تکرارها فى موضوع الدراسة ستمائة و سبعًا وثلاثین (637) مرة .                                  

ومن أمثلة الکلمة الشاملة فى القصص القصیرة لیوسف إدریس ما یلى :

" ثم أخذها إلى رکن السریر الداخلى حیث صندوق الشاى القدیم الذى یحتوى على کل ممتلکاته وألعابه الخاصة : مجموعة کبیرة من علب السجائر الفارغة ، وأغطیة الکازوزة ، و أرجل کراسى مصنوعة بالمخرطة ، وعلب تونة وسالمون بمفاتیحها وقطع صغیرة کثیرة من أقمشة جدیدة متعددة الألوان سرقها من درج ماکینة الخیاطة، وجرالصندوق وأخذ یستخرج محتویاته و یفرج فاتن علیها ." (65)

کلمة (صندوق ) هى الکلمة الشاملة لکل المحتویات التى جاء ذکرها بعدها وهى : (ممتکاته – ألعابه – أرجل کراسى – علب تونة وسالمون – قطع من الأقمشة ) وبدأت الفقرة وانتهت بنفس الکلمة التى شملت واحتوت ما سبقها من مفردات؛ تُظهر تلاحم أجزاء النص ، والمثال من قصة " لعبة البیت " ونلاحظ الربط بین محتوى النص وعنوان القصة وموضوعها و یظهر دور الکلمة الشاملة فى هذا الربط بین أجزاء النص

إذ تتوزع کشبکة من سلاسل المعنى المنتشرة فى سطح النص یجمعها لفظ واحد وتدعم دلالة النص محققًا بذلک  ربط النص وتماسکه .  

      6 – الکلمة العامة :

          الکلمة العامة تتسع لتشمل مجموعة من الکلمات لها إحالة معممة ، حیث تنتشر الکلمات على سطح النص یجمعها مرجع واحد له دلالة عامة مما یسهم فى استمرار المعنى وربط النص ، وبلغ عدد مرات ورودها فى موضوع البحث ستمائة وأربعًا وستین (664) مرة .

والأمثلة التالیة توضح ذلک :

" بألفاظ الدکتور عویس نفسه : أحسست بمساحة لها کثافة الکاوتشوک وصلابته تهوى ، و کأنما من ارتفاع برج السیارة ، و ترتطم برقبتى من الخلف ، کان أول قلم  أتلقاه فى حیاتى . والألم الجسدى لم أشعر به إذ فجأة شعرت أن آدمیتى کلها تبعثرت . کل شىء یکوّن ذاتى تشتت و سال تحت الأقدام . کرامتى ، تاریخى ، کل ما هو أنا انهار ، ومضت الأحذیة تطؤه . القفا أعقبه ثان وثالث ، وعلى الوجه  والرأس و بالشلالیط ، وآخر ما شعرت به نظارتى وهى تتدشدش و ینغرز بعض زجاجها فى جلدى ثم عینى الیسرى و قد أخذت تنتفخ بسرعة خارقة وتوشک کالبالونة على الانفجار ، یا أخى هذا موضوع هایف کنت نسیته وخلاص .لماذا تلح فى تذکیرى به ؟ لم أعد أستطیع . بحسم أوقفته مستعملًا لهجة الآمر الذى لایقبل النقاش لأول مرة أرید أن أعرف بقیة ما حدث ، لا بقیة ولا شىء ! لقیت نفسى متمدد جنب السیدة ع الرصیف و الأتوبیس مشى من زمان و جه غیره و انتهى الموضوع ."(66)

الکلمة العامة هى " الموضوع " وهى العنصر المعجمى الذى ربط کل الأحداث والشخصیات التى ذکرت بعدها، کما ربط النص من بدایته بها من خلال عرضه لقضیة التحرش فى المواصلات العامة ، وهى القضیة الأساسیة للنص ، ولذلک تکررت مرتین فى هذا المثال تأکیدًا على أنها محور النص الذى یدور فى فلکه ؛ فهى أشبه بستار ینسدل على جنبات النص یعمها و یحویها فى نسیج واحد .

والملاحظ قلة الربط بشبکات الکلمة العامة عبر النص فـ " کلما قلت تلک الشبکات قلّ تفریع قضایا النص،  حیث یرکز الکاتب على قضیة واحدة ، أو لعله نوّع بین استراتیجیات الخطاب فحقق الترابط بوسائل أخرى ."(67)

      ثانیًا  : التضام :

            من وسائل الربط المعجمى فى القصص القصیرة لیوسف إدریس ، والتى أسهمت فى بناء موضوعاتها باستخدام الکاتب لکلمات مرتبطة بموضوع معین ، و دعمت بذلک وحدة النص ، وتنوع القضایا التى طرحها فیها لاختلاف موضوع کل قصة عن الأخرى .

وسائل التضام :

       1 – الارتباط بموضوع معین :

          من وسائل الربط المعجمى التى کان لها دور بارز فى ربط النص حیث تتناثر مجموعة من المفردات فى أنحاء النص تتعلق بموضوع معین فیما یشبه شبکة من الکلمات تتضام بعضها مع بعض مشکلة نسیجًا محکمًا  للنص ، و قد بلغ عدد مرات الربط بهذه الوسیلة المعجمیة فى موضوع الدراسة مائتین وتسعًا أربعین مرة (249). 

" أرسله أبوه لیتعلم فى الأزهر ، وهناک أخطأ شیخه مرة و قال له : انت بغل ، فما کان من الشیخ على إلا أن رد علیه وقال : و انت ستین بغل . ولما رفتوه وعاد إلى منیة النصر عمل خطیبًا للمسجد و إمامًا . ونسى ذات یوم  ، ولما حاول المصلون وراءه تنبیهه لعن آباءهم جمیعًا وطلق من یومها الإمامة

 و الجامع .. لأجل خاطرهم طلق الصلاة. "(68)

الفقرة السابقة من قصة ( طبلیة من السماء ) والموضوع الرئیسى لها هو التدین ، وخوف أهل منیة النصر من الله عز وجلّ، لذلک فکلمات هذا المثال تدور فى فلک "التدین " [الأزهر- شیخه - الشیخ على - خطیبًا للمسجد و إمامًا - وصلى الجمعة ثلاث رکعات – طلق ، الإمامة و الجامع – الصلاة ] کلها تندرج فى سیاق التدین ، وتشکل مع عنوان القصة التضام الرئیسى فیها ویندرج تحت هذا التضام الرئیسى کلمات تتضام معه فى هذه القصة مثل : ( الکفر – فاطرًا – رمضان – المؤذن – نقمة – الله – السماء ) هذه الکلمات المتضامة تمثل شبکة دلالیة ترتبط بموضوع القصة  (التدین ، والخوف من الله) وتعمل على ربط النص بدایة من العنوان وحتى آخر کلمة فى النص "وأحیانًا یرضى بما قسم وأمره إلى الله "(69) ، وذلک من خلال وصف الحالة الدینیة لأهل منیة النصر مثل:

" ولکن الجمیع تجدهم فى الجامع إذا أذّن الؤذن للصلاة ، و لاتجد واحدًا منهم (فاطراً) فى رمضان . وثمة قوانین مرعبة تنظم حیاة الکل ویسمونها الأصول ، فلا یتعدى اللص على لص ، ولا یعیّر أحد أحدًا بصنعته  ولا یجسر واحد على تحدى الشعور العام ."(70)

التضام کوّن النص وربط بین أجزائه فى بناء محکم النسج ، یحقق استمرار المعنى فى النص ککل.

فـ " المصاحبات المعجمیة تؤدى إلى خلق معان جدیدة لکون ألفاظ اللغة بعضها یصاحب بعضها الآخر  لیعبر عن معان خاصة من خلال هذا التلازم ."(71)

2 - التضاد أو التقابل :

وسیلة من وسائل الربط المعجمى التى استخدمها الکاتب فى ربط النص بأنماط متنوعة ،

وبلغ عدد مرات التقابل فى موضوع الدراسة ألفًا و ثمانمائة وستًا و سبعین مرة(1876) .

و الأمثلة التالیة توضح هذه الأنماط .

    1 – التقابل بین اسم و اسم :

ومن أمثلته :

" ابنى هو تیمو شلاى الصغیر ، وأنا شلاى الکبیر . أفهمت ؟."(72)

" وانقسم المأتم الغالبیة تسمع الواعظ و الأقلیة تسمعنى ."(73)

التقابل فى الأمثلة السابقة یقع بین اسمین فى حدود نفس الجملة فمدى الربط بینها قریب نسبیًا یحقق التلاحم النصى.

        2 – التقابل بین فعلین :

           مثل ما یلى :

" أخرج من الأزمة لأدخل فى أخرى . لأعود أخرج منها أقوى . " (74)

" إذا اختلف الناس فقل لهم ابنوا شیئًا و حینئذ لابد أن یتفقوا ."(75)

التقابل فى هذه الأمثلة بین فعلین ومدى الربط بینهما قریب إلى حد ما یحقق استمرار المعنى.

      3 – التقابل بین اسم وفعل :

            مثل ما یلى :

"وحین ناموا جمیعًا و بقى هو ساهرًا لم ینم إلا بعد أن خبط رأسه فى الحائط عدة مرات."(76)

"و بدأ الموظفون یتجرءون على الصمت وینطقون ."(77)

التقابل فى الأمثلة السابقة یقع بین فعل و اسم فى مدى قریب نسبیًا ؛ یعمل على تماسک أجزاء النص .

    4 – التقابل الجملى :

مثل ما یلى :

" ودون أن یدرک هو ما یحدث ، و بالطبع دون أن تدرک الشجرة ، بدأت علاقة أکبر من مجرد الانتماء

 و الحنان المتبادل و البرودة تغمره بها صیفًا ، و الدفء تغطیه بها شتاء."(78)

" أید عاملة شابة  ترضى بالقلیل و تعطى الکثیر ولا تسمع تعالیم الآباء عن عمق مطالب الشعوب

و الفئات منذ أقدم العصور ."(79)

التقابل  بین الجمل کما توضحه الأمثلة السابقة له دور واضح فى ربط النص و تماسکه ، بالإضافة إلى الحلى اللفظیة التى ترصع النص باستخدام للتقابل .

تنوع أنماط الربط بالتقابل فى النص ، ومفاجأة المتلقى بمقابل للعنصر المعجمى لیجذب انتباه القارئ لمتابعة النص لنهایته ، فـالوحدة المعجمیة هى " نتاج تجرید من معانیها النصیة ، ویصح على العکس من ذلک أن یفسر کل معنى نصى بأنه تحقیق (تفعیل ) اتصالى لمعنى معجمى ."(80)

لذلک حین یسیر النص على وتیرة واحدة قد یفاجئ الکاتب قارئه بأسلوب مختلف عما سبقه فى النص لیثیر اهتمامه و یلفت انتباه المتلقى فـ " التضاد سلوک غیر متوقع للوحدات اللغویة ."(81)  

      3 – الجزء بالکل  part to whole:

            أسهمت علاقة الجزء بالکل فى تماسک النص و تلاحمه من خلال وسائل معجمیة متنوعة أضفت تنوعًا إبداعیًا للنص ، فقد بلغ عدد مرات ورودها فى موضوع البحث مائتین وتسعًا وأربعین مرة ، بدا ذلک واضحًا فى تقویة نسیج النص وترابط سطحه ، و الأمثلة التالیة توضح ذلک .

"وظهرت فاتن فجأة ، وکأنما خرجت من تحت الأرض ، ترتدى فستانها الأبیض القصیر الذى یرتفع ذیله عن الرکبة ."(82)

الربط المعجمى بعلاقة الجزء ( ذیله ) بالکل (فستانها ) توضح دور هذه العلاقة فى ربط النص بأکثر من وسیلة ، وکلاهما یتعلق بکل أکبر هو " الطفلة فاتن " بطلة قصة " لعبة البیت " یشکل هذا اتصالًا بأجزاء النص عن طریق الربط بین شخصیات القصة ومتعلقاتهم التى لا ینفصلوا عنها أو تنفصل عنهم ویحقق ذلک تماسک النص من خلال علاقة الکل بالجزء .

" یکاد یکون من المستحیل أن یفقد الإنسان ساعة یده . فهو إذا خلعها لابد یضعها فى مکان یثق فیه ، وإذا ارتداها فلها جلدة أو أستیک یطبق على معصمه ، ولا یستطیع أمهر نشال أن یفکه ."(83)

(ساعة ) الکل ، (جلدة أو أستیک ) الجزء ، صاحب الساعة المفقودة هو القاضى " عبد الله " بطل قصة  "قاع المدینة " وفقد ه لساعته بدایة أحداث القصة والحدث الرئیسى فیها والذى بنیت علیه کل الأحداث بها إذن الربط بهذه الوسیلة یصور مدى ترابط أجزاء النص وتلاحمها ببعضها مع بعض وبناء لبنات النص بإحکام یمکّن تماسکه وسبکه .

    4 – الجزء بالجزء part to part  :

        تظهر خصوصیة لغة القص فى موضوع البحث فى تعدد وسائل الربط المعجمى بها ، ومنها علاقة الجزء بالجزء التى بلغ عدد مرات ورودها فى موضوع الدراسة خمسًا وأربعین مرة ،هذا مثال لهذا النمط .

" شاربه النابت المحلوق الذى تکاد تعد جذور الشعر شعرة شعرة ، بینما الذقن تتسلل من الصدغین هابطة على استحیاء."(84)

الوصف هنا للشاب فى قصة " دستور یا سیدة " یوضح بدایة شباب هذا الفتى الذى استندت علیه بطلة القصة خشیة سقوطها أرضًا ، ولهذا الوصف دلالة تتصل بموضوع القصة فهنا یبرز بدایة شباب هذا الفتى الذى یرید غوایة هذه السیدة فى محاولة یائسة منه فهو غیر ذى خبرة فى هذا الأمر لذا یفعله على استحیاء کما تتسلل ذقنه من صدغیه على استحیاء .

تسهم علاقة الجزء بالجزء فى ربط النص ودمج أجزائه ، واستمرار المعنى ومن ثم تحقیق تماسک النص.

        5– الکلمات التى تنتمى إلى مجموعة منتظمة member in ordered set:

            الربط بکلمات تنتمى لمجموعة منتظمة فى موضوع البحث جاء على صورة تدرج أوقات الیوم الواحد ، وذلک رغم أن عدد مرات ورودها فى موضوع البحث لم یتجاوز (10)عشر  مرات.، مثال ذلک :

" عقب العشاء و العائلة کلها هناک ، و کل فرد فیها قد انتحى رکنًا من حجرة القعاد یلتهم البطیخ ......بعد ثمان وأربعین ساعة کان کل شىء قد انتهى ....... مفتخر الملابس ذهب المحامى فى الصباح ..... فى الصباح رد تحیته شاویش الحجز بقرف ......و فى الظلام أحس أن الظلام یتکاثر ، وأنه یجثم على صدره ..... فى النهار یحب الشروق حین تبدأ الشمس بغمزة فى جفن الأفق ، تشرق . و النهار رائع بوضوحه و إشعاعاته ، وتحقق کل شىء فیه ، کل أحلام اللیل تتحقق ، إذا لم یکن صباحًا ، فعلى الغداء ، فإذا صعبت لا یأتى علیها بعد الظهر ، و ما أروع العصر حین یجئ کالذهب الرقیق السائل یسدل فوق کل شىء و قد تحقق ، کل أمنیة و قد حققت النهارو تحقق النهار بها ! والآن جاء وقت أن تغلف بالعصر الملون الشفاف و تصبح هدیة ذلک الیوم . اللیل جمیل . نجومه هناک تبرق بفرحة الوجود مع غیرها معًا و تتلألأ ، تزف القمر و تلألأ و تبرق ..........وفى الصباح کانت الغرفة أضیق و أثاثها أکبر ...... و حین ناموا جمیعًا و بقى هو ساهرًا ....... فى منطقة معزولة من شط اللیل عند القناطر الخیریة،جلس و قد مدد ساقیه الحافیتین فى الماء.......النور باهر یغلق عینیه."(85)

أحداث قصة " الخروج " کلها تدورما بین " عقب العشاء " ثم " الصباح " ثم "عودة "الظلام " وهکذا  تنتظم أحداث القصة فى تسلسل زمنى للوقت یربط النص من بدایته حتى نهایته ما بین  تعاقب اللیل والنهار یبدأبـ "عقب العشاء " وتنتهى أحداث القصة مع آخر حبات هذا العقد فى " النور باهر" محققًا بذلک ربط النص من بدایته إلى نهایته من خلال وقوع أحداثها فى تسلسل زمنى مرتب .

    * التشبیه :

             التشبیه واحد من وسائل الربط اللفظى المعجمیة التى لها دور فى ربط النص فى موضوع البحث فمن خلاله یتنامى عنصر الحکى فى لغة القصة القصیرة عند یوسف إدریس ؛ و من وسائله : الکاف وکأن ومثل ، وبلغ عدد مرات ورود التشبیه فى موضوع الدراسة  ألفًا وستمائة وتسعًاوعشرین مرة ، وفیما یلى أنماط التشبیه فى الأعمال القصصیة لیوسف إدریس:

     1 – التشبیه بالکاف :

         بالإضافة إلى ما للتشبیه من قیمة بلاغیة  بتنوعاته وأشکاله المتعددة ، یبرز دوره الدلالى من خلال تقدیمه المعنى للمتلقى ثم إعادة تقدیمه ثانیة من خلال علاقة المشابهة ، بذلک یحقق تکرار المعنى فى ذهن المتلقى ، فدوره یتعلق تکرار المعنى محققًا بذلک ربط النص .

          مثال ذلک :

" وتقلب أخوه وزام کمن یحلم ."(86)

التشبیه هنا یوضح صورة الأخ النائم الذى یصدر أصواتًا کالتى تصدر عن النائم و هو یحلم .  

"  لم تکن بالضبط صرخة  .. ولکنها بدت لأول وهلة جمادیة ذات صلیل کعظام تتکسر و تتهشم ."(87)

الصرخة تشبه صوت عظام تتکسر و تتفتت من شدة الألم ، التشبیه  بـ " الکاف " فى الأمثلة السابقة بهذا یدعم استمرار المعنى بصورة أخرى تحقق ربط النص .

      2 – التشبیه بـ " کأن ":

" وکلهم فى نفس واحد وکأنهم رجل واحد کبیر جدًا أکبر من سیدنا الحسین ."(88)

تصویر المصلین فى قصة " رمضان " حین یرددون خلف الإمام شعائر الصلاة کأنهم رجل واحد .

التشبیه هنا یجعل القارئ یعیش المشهد بواقعیة  ویشعر بنفس إحساس شخصیاته ، لإسهامه فى تماسک النص وبتصویر أحداثه بعدسة قریبة من الشخصیات و الأحداث .

    3  - التشبیه ب" مثل" :

" ولکن عینى لم یفتهما أبدًا أن تلاحظا أنه کان تمامًا مثل أبیه ."(89)

تشبیه الابن بالأب فى قصة " الختان " بتکرار نفس الطقوس و الأفعال التى کان یقوم بها أبوه أثناء تختینه لشجرة الجمیزة یربط أجزاء النص عن طریق التشبیه ویحقق استمرار المعنى .

التشبیه هنا یسهم فى تقریب دلالة النص بربط ما سبق ذکره – تختین الأب لشجرة الجمیزة – بما لحقه من أحداث تماثله وهو تختین الابن الذى یفعل ما فعله الأب من قبل ، إذن التشبیه فى هذه القصة یربط أجزاء النص بین القدیم والجدید من أحداثها ، فتثرى النص وتحقق ربط أجزاءه وتلاحمها .

 

          * نموذج للربط المعجمى فى إحدى القصص القصیرة موضوع الدراسة الدراسة:

                   سنتناول إحدى القصص القصیرة لیوسف إدریس کنموذج للربط المعجمى ؛ وهى قصة "مارش الغروب " من مجموعة " ألیس کذلک؟ " التى تنوعت وسائل الربط المعجمى فیها ؛ إذ تصور یوم من من أیام الشتاء الباردة فى حیاة بائع العرقسوس التى یندر فیها إقبال الناس علیه ، من خلال هذا النموذج سنحاول رؤیة کیفیة عمل الربط المعجمى فى بناء وربط نسیج النص،فالربط المعجمى کـ"وسیلة لفظیة من وسائل السبک التى تقع بین مفردات النص ، وعلى مستوى البنیة السطحیة فیه ، تعمل على الالتحام بین أجزائه معجمیًا ، ومعانى جمله وقضایاه من خلال إحکام العلاقات الدلالیة القریبة والبعیدة فیه،إذ یؤدى ذلک إلى تلازم الأحداث وتعالقها من بدایة النص حتى آخره مما یحقق للنص نصانیته." (90)

   دور وسائل الربط المعجمى فى بناء القصة : 

        أولًا : التکرار :

              أحد عوامل الاتساق المعجمى الذى یبرز دورها فى ربط النص ، فهو إعادة مباشرة للعنصر المعجمى ، فتبقى الإحالة إلى نفس المرجع أو ما یسمى بالإحالة التکراریة التى تحقق ثبات النص ، إذ ینتج عن التکرار عاملًا مشترکًا بین أجزاء ومکونات النص تسهم فى ربط النص وتماسکه .

وفى قصة مارش الغروب ورد التکرار بصور متعددة ، والأنماط التالیة توضح صور التکرار بالقصة :

      1 – التکرار المهیمن / الکامل :

        فى هذا النمط یهیمن التکرار بشکل مکثف بصور متعددة على القصة ویکشف  تعدد مستویات  المعنى التى یقدمها النص من خلال تکرار کلمات بعینها أو جمل محددة تکرارًا کاملًا باللفظ و المعنى یتم من خلاله الطرق على فکرة أو قضیة  یُناقشها النص یُراد إظهارها بهذا التکرار، الذى یقوم بربط نسیج النص ومکوناته عبر هیمنة مجموعة من العناصر المعجمیة على سطح النص هى أشبه ما تکون بلحمات لأجزائه ، وسنعرض لهذا النوع من التکرار بصوره المتعددة بالقصة:

    *تکرار الکلمة :

شکل تکرار بعض الکلمات فى القصة بناء نسیجها ، فقد جاء التکرار الکلى فى مائة وأربعین موضعًا ، وردت کلمتا " الدقات " فى عشر مواضع  و " الرجل / البائع " فى ثلاث عشر موضعًا ، وهما الأکثر تکرارًا بالنص ، وبهما تشکلت قضیته والتى تتلخص فى معاناة بائع العرقسوس شتاء حیث لا أحد یشرب العرقسوس بالشتاء ، فتبدأ القصة بدقات صاجات بائع العرقسوس الذى یجتهد فى دقها لیسمع کل أحد من المارة لجذبهم إلى بضاعته ، ثم تتشارک کلمات أخرى  بتکرارها فى بناء نسیج النص مثل :

"الکوبرى " الذى یمثل عنصر المکان فى القصة ، فالبائع یقف فوق کوبرى شبرا البلد بـ " إبریقه " الذى

" کانت له بوز رفیعة و ملتویة عند آخرها وکأنها یدالعجوز التى عوجها الشلل حین تمتد لتستجدى".(92)

ویغلف الزمان المتمثل فى " الشتاء و الظلام " أجواء القصة " فالدنیا کانت شتاء ، والشمس غابت من هنیهة ، والکون یعبق بذلک الجو المریض الذى یتبع مغرب الشمس ویسبق حلول الظلام "(93) ویحاول البائع السیطرة على هذه الأجواء " فالدنیا شتاء ، ومن یشرب عرقسوسًا فى الشتاء؟! "(94)

 حیث یتعذر علیه فیها البیع فـ "کل ما باعه منذ الصباح کان لم یتعد بضعة قراریط لا توقد مصباحًا ولا تغمس لقمة" ؛ لکنه یقاوم ویستمر " وتدق الصاجات عالیة صاخبة هستیریة ترید أن تتحدى وتستوقف الأسماع "(95) ، ومع ذلک لم یستطع جذب المارة إلیه فـ " کان الناس یمضون و لا أحد یلتفت إلى البائع أو تسترعیه دقاته"(96) هذه الإحالات التکراریة إلى مراجع محددة هى (الدقات - البائع - العرقسوس – الشتاء – الظلام – الکوبرى – الإبریق – الناس – القراریط – الدنیا – الصاجات ) مثلت خیوط نسیج النص التى تکررت أکثر من مرة مکونة شبکة من المفردات التى أحکمت بناء نسیج النص.

ومن خلال تکرار الفعل المضارع بالقصة الذى یجسد الصورة ویستحضرها فیستطیع القارئ / المتلقى تخیل مشاهد القصة بواقعیة وکأنه یرى شخصیاتها وأحداثها عن قرب ؛ فرغم محاولات البائع لجلب الناس لشرب العرقسوس " وکأنه یرید أن یرجو الناس فقط أن ینظروا إلیه .. فقط ینظرون إلیه ولا یشترون . لماذا یزورون عنه ویشیحون بوجوههم یتهربون وکأنهم یفرون من واجب ثقیل ؟ ماذا علیهم لو فقط یلتفتون ؟" (97)  

نلاحظ تکرار الأفعال المضارعة التى لها دلالة على التجدد والاستمرار فالبائع لا یزال (یرید ویرجو) ، والناس لاتزال (لا تنظر و تشیح و تتهرب وتفر و لا تشترى ولا تلتفت ) .

أیضًا تکرار صیغة اسم الفاعل فى وصف حالة " الناس "؛ " والناس رائحة غادیة میتانة سقعانة ، ناشفة،  وجوههم شاحبة فیها غضون ، وعیونهم ذابلة فیها شتاء ."(98)

وصف الناس بصیغة اسم الفاعل المتکررة توحى بالحرکة والحیاة فى أحداث القصة ، کما تصف استمرارشعورهم ببرودة الشتاء الذى جعل وجوههم شاحبة وعیونهم ذابلة .

أیضًا مع تکرار الکلمة الکلى یکرر وصفها باسم الفاعل " تآلفت الدقات وصنعت نغمة أخرى ..نغمة خافتة راقصة حزینة . "(99) ومرة أخرى یکرر وصف النغم بالهمس  " وتخرج النغمة دون وعى أیضًا،  تخرج هامسة ...."(100) ، " وهو یتحرک على وقع نغمتها الهامسة "(101)

تکرار وصف النغمة بصیغة اسم الفاعل ( خافتة – راقصة – هامسة ) یشیع الحرکة فى أجزاء النص کله ، ویؤکد على دور الصاجات شریکة البائع فى بیع العرقسوس هذا الدور الذى یظهر فى کل أرجاء القصة ویؤثر فى نمو الحدث ، فهذه النغمة الصادرة عن الصاجات تصدر بخفوت وهمس رغم أنها تشیع نوعًا من البهجة إلا أنها  نغمة راقصة حزینة لما آل إلیه حال بائع العرقسوس من کساد بضاعته فى فصل الشتاء تأتى هامسة تسمع المارة على استحیاء لطلب الإقبال على شراء العرقسوس .

أیضًا تکررت صیغة المبالغة فى وصف بعض الکلمات بالنص مثل :

"والظلام یتکاثر وتصبح له دنیا کبیرة ."(102)

هذه الجملة وردت فى بدایة القصة ثم اختتمت بها " والدنیا کبیرة کبیرة ، و الظلام کثیر کثیر ."(103)

نلاحظ تکرار نفس الکلمات بالجملتین وتحویل وصف الظلام بدلًا من الفعل المضارع إلى صیغة المبالغة

(کثیر) ، تکراروصف الدنیا بـ " کبیرة " والظلام بـ " کثیر " بصیغة المبالغة مرتین یؤکد على صعوبة الأوضاع التى یعانیها البائع لترویج بضاعته فى هذه الدنیا الکبیرة التى یکثر فیها الظلام فیصعب علیه البیع، أیضًا تکرار الجملة بإعادة صیاغتها ؛ فتکاثر الظلام إلى حد أن أصبح دنیا کبیرة المدلول واحد والصیاغة مختلفة .

إحصاء التکرار الکلى للکلمة :

 

الکلمة

العدد

الدقات

10

الصاجات

5

الکوبرى

4

الإبریق

4

النغمة

8

الهمسة

7

النحاس

4

الکلمة

العدد

الظلام

9

الشمس

4

الأرض

4

السماء

8

الکون

2

الناس

14

بائع -الرجل

13

الکلمة

العدد

العرقسوس

5

شتاء

5

برد

5

الدنیا

4

قراریط

3

المجموع

140

                                        

                    


   

الإحصاء السابق یوضح تکرار بعض الکلمات فى النص التى کانا لها الدور الأکبر فى تکوین شبکة من العناصر المعجمیة التى امتدت عبر النص وربطت أجزاءه .

 *تکرار الجملة :

       تکررت بعض الجمل فى النص تکرارًا کاملًا ، وجاءت فى بعض المواضع کلحمات لأجزاء النص،  مثل :

" وانطلقت حنجرته تعضد الدقات وتقول یامنعنش "(104) تأتى بین الحین والحین على المدى البعید تتکرر لتبثت فکرة أساسیة للنص وهى فشل محاولات البائع المستمرة فى بیع العرقسوس ، هذه الجملة تتکرر فى بعض مواضع القصة کحلقات وصل بین أجزاء النص توضح کیفیة ترویج البائع للعرقسوس وتذکر باستمراربوصفه له أنه منعش لمن یشربه ، وتتکرر معها جملة " یا کریم سترک " کأنه یصبر نفسه على طول وقوفه  بلا طائل ، " وأطلق الرجل یا منعنش وأتبعها بیا کریم سترک "(105) تکررت جملة " یا منعنش" أربع مرات بینما تکررت جملة "یا کریم سترک"  خمس مرات بدا دور هذا التکرار الجملى فى السیاق النفسى لهذه الشخصیة الذى عرّف المتلقى بالحالة الشعوریة لهذا البائع الذى استنفد کل الوسائل المتاحة له لترویج بضاعته وأدرک أنه فشل فى ذلک فلم یبق له إلا أن  یلجأ إلى الله متضرعًا بالدعاء واثقًا أنه سیکرمه ببیع بضاعته  ویؤمنه من خوفه من کسادها .

       *إعادة الصیاغة :

            الزمن الذى تدور فیه أحداث القصة هو فصل الشتاء ، وتتکرر وسائل الربط المعجمى فى أنحاء النص للتأکید والتذکیر الدائم على العنصر الوزمنى للقصة ، من هذه الوسائل الربط بإعادة صیاغة بعض العناصر المعجمیة التى لها نفس دلالة غیرها من الألفاظ ، فنجد مجموعة من الجمل تنتشر فى أرجاء النص تبرز العنصر الزمنى للقصة الذى یسبب أزمة بائع العرقسوس الذى تکسد بضاعته لعدم شرب الناس العرقسوس شتاءًا.

من هذه الجمل التى تکرر هذا المعنى ما یلى :

 " فالدنیا کانت شتاء والشمس غابت من هنیهة .

 وبرد السماء یطبق على الأرض .

والناس رائحة غادیة میتانة سقعانة ناشفة ، وجوههم  شاحبة فیها غضون وعیونهم ذابلة فیها شتاء."(106)

الجمل السابقة تظهر الزمن الذى تدور فیه أحداث  القصة وهو فصل الشتاء ووقت البرد ، فغابت الشمس سبب الدفء ، وغطى البرد الأرض ، وتجمد الناس من شدة البرد ؛ وذلک کله کاف لکساد العرقسوس فلم یبع الرجل إلا القلیل منه " فالإبریق کان لایزال راقدًا فوق صدره کالمصیبة الثقیلة،ولا یزال ممتلئَا"(107)

تکرار المعنى فى الجمل السابقة جاء رابطًا للفکرة العامة للنص وهى عدم رواج بضاعته فالإبریق کان ثقیلًا لأنه لایزال ممتلئًا لم یفرغ منه سوى القلیل . تسبب هذا فى یأس البائع تمامًا " وهبط علیه یأس کامل ؛ فارتفع حاجباه المتهدلان ، ومضت التکشیرة إلى غیر رجعة ، وانبسطت ملامحه "(108) فتملُّک الیأس من الرجل أذهب تکشیرته وبسط ملامحه إذ لا جدوى منه ، ظهر أثر هذا الیأس فى دقه للصاجات التى یُعلم بها المارة ببضاعته فتوقف عن دقها بحماس " ولکن الدقات همدت حدتها وتباعدت وأصبحت کدقات قلب المشرف على الموت "(109) فتور البائع بدا فى دقه للصاجات التى خفت رنینها الذى جاء متباعدًا لیأس صاحبها من جدوى دقها ، الجمل السابقة تکرر بها المعنى کل فى سیاقه مرتبًا فلکل منها سبب ونتیجة بدت من تکرار المعنى بإعادة صیاغة اللفظ  وأسهمت فى ترابط مکونات النص وتلاحمها .

     *التکرار الجزئى :

             (أ) تکرار الکلمة الجزئى ( الاشتقاقى ) :

                   لاشک أن کثرة المفردات التى تنتمى إلى جذر لغوى وتتکر على سطح النص تسهم فى تماسک النص واتساقه ، فترابط أجزاء النص بتکرار الکلمة باشتقاقتها یکوّن شبکة من العناصر اللغویة التى هى أشبه ما تکون بلحمات لأجزاء النص ومکوناته ، وبلغ عدد ورود التکرار الاشتقاقى للکلمة فى هذه القصة عشرین مرة ، وامتدت شبکة التکرار الاشتقاقى عبر النص وحققت ربط أجزائه ، نجد مثلًا کلمة " الدق" وکلمة " دفعات " التى تصف کیفیة تعامل بائع العرقسوس مع الصاجات إذ یقوم بالدق علیها على دفعات لتحدث نغمات تجذب إلیه المارة لیشربوا عرقسوسه ، مثل:

" کانت دقات الصاجات تخرج صاخبة زاعقة وعلى دفعات .

وکان یدق على دفعات کل دفعة دقتین متتالیتین ، ثم یصمت برهة ویعود إلى الدق .

ولا أحد یلتفت إلى البائع أو تسترعیه دقاته .

وانطلقت حنجرته تعضد الدقات ."(111)

على مدار النص تکررت الکلمتان ( الدق – دفعات) باشتقاقتهما المتنوعة فى أکثر من موضع ویتضح من شبکة تکرارالمفردتین غلبة الاسم على الفعل ، إذ الاسم یدل على الثبات أما الفعل فیفید التغیر  والتحول ، ودلالة النص هنا تبرز ثبات موقف البائع بإصراره على دق صاجاته على دفعات لجذب الشاربین إلیه ، هذا التنوع أضفى على النص تعدد طرق التعبیر عن المعنى فکان التکرار الجزئى أداة حققت له الاستمراریة والتلاحم.

(ب) تکرار الجملة الجزئى :

       بعض الجمل فى هذا النص تکررت تکرارًا غیر کامل ، فأحدثت ربطًا للنص بطریقة مختلفة أسهمت فى تماسک أجزائه ، وبلغ عدد مرات وروده بالقصة خمس مرات مثل :

" کان الناس یمضون ولا أحد یلتفت إلى البائع أو تسترعیه دقاته .

وأیضًا لم یلتفت أحد.

والطرب قد وصل إلى الإبریق وبوزه فأخذ یرتعش هو الآخر ویتمایل ، ولا أحد یسمع سواه ، وهو منتش لأن أحدًا لا یسمع سواه ، ولا أحد یلتفت إلیه ".

    تکرار جملة " لم یلتفت أحد" وجملة  " ولا أحد یسمع سواه" بتغییر ترتیب کلمات الجملتین ، ثم تکرارها بتغییر الفعل " ولا أحد یلتفت إلیه " وتتالى الجمل الثلاث فى الفقرة الأخیرة ، یؤکد على عدم رغبة المارة فى شرب العرقسوس وعدم مبالتهم ببائعه حتى ولو کان بالالتفات إلیه ؛ یدعم هذا التکرار الجزئى للجمل الثلاث فکرة النص الأساسیة وهى معاناة البائع فى بیع بضاعته وفشل وسائل ترویجه لها إلى حد عدم سماع الناس لأصوات دقه للصاجات فلا یسمعها سواه ، فساهم تکرار الجمل الجزئى فى تنامى النص وحقق التطابق بین ما یحدث فى الواقع وما یجرى من أحداث على سطح النص فزاد ه  سبکًا والتحامًا .

      *الترادف :

الترادف فى هذه القصة أقل وسائل الربط المعجمى شیوعًا ، فقد ورد مرتین فقط :

" لماذا یزورون عنه ویشیحون بوجوههم یتهربون وکأنهم یفرون من واجب ثقیل ؟ ."(113)

فالازورار والإشاحة بالوجه شبه مترادفان ، والتهرب والفرارشبه مترادفان ، أضفت هذه المترادفات دلالات جدیدة على النص دعمت من تماسکه وسبکه.

   * الکلمة الشاملة :

       أبرز کلمات النص المشارکة لبطل القصة هى "الإبریق"والتى جاء وصفها کالآتى :

" فالإبریق کان ضخمًا قدیمًا و کأنه هو الآخر عجوز مقعد کتب على البائع أن یحمله فوق صدره مدى الحیاة ، وکانت له بوز رفیعة ممتدة وملتویة عند آخرها ، وکأنها ید العجوز التى عوجها الشلل حین تمتد لتستجدى."(114)

شملت کلمة الإبریق الفقرة السابقة التى جاءت وصف للإبریق ذى البوز الرفیعة الممتدة و الملتویة مما ساهم فى استمرار المعنى بالنص وتماسکه .

   *الکلمة العامة:

     عبرت الکلمة العامة عن أمل ورغبة البائع وشعوره النفسى ببیع مشروب العرقسوس الذى تحایل على بیعه بکل ما یملک من أدوات دون جدوى وجاءت الکلمة العامة هنا تعبر عن هذا الشعور الذى تملک البائع کما یلى :

" وظل الرجل واقفًا هکذا وکأنما ینتظر شیئًا ما ، معجزة تحدث وتفرغ الإبریق وتملأ جیبه , ثم خفت القدم وخطى الکوبرى علّه یرزق ، ووقف على جانب یحدق فى الأرض والسماء ولأضواء البعیدة والقریبة .. ولا شىء یحدث ولا معجزة تهبط ."(115)

مثلت کلمة " شىء " الکلمة العامة بالمثال و التى ربطت بین جمله ودعمت تماسک النص .

     ثانیًا: التضام :

هو الوسیلة الثانیة من وسائل الربط المعجمى التى تنوعت أدواتها بهذه القصة .

وسائل التضام :

1 – الارتباط بموضوع معین :

انتشرت فى النص مجموعة من العناصر المعجمیة ذات الصلة بمضمون النص ، مثل :

" وقف طویلًا یرمق الناس والدنیا بلا مبالاة تامة ، ویده الیمنى تهمس بالنحاس إلى النحاس ، والطرب قد وصل إلى الإبریق وبوزه فأخذ یرتعش هو الآخر ویتمایل ، ولا أحد یسمع سواه وهو منتش لأن أحدًلا یسمع سواه ، لا أحد یلتفت إلیه ، والنغم یخرج حنونًا دامعًا حلوًا فى سکون المساء ." (116)

الکلمات فى الفقرة السابقة تمثل  نموذجًا لمفردات النص إذ کلها تتعلق بفحوى النص ومضمونه العام ، ففى الفقرة السابقة نجد الکلمات : ( الناس – یده – الدنیا – النحاس – الطرب – الإبریق – المساء ) کلها ذات دلالة على فکرة النص الأساسیة ، فالناس یمثلون شخصیات القصة وید البائع شریک رئیسى فى صنع الحدث بها ؛ إذ هى التى تدق الصاجات النحاس التى تحدث طربًا به یجذب المارة لیفرغ ما امتلأ به إبریقه کل ذلک یغلفه جو المساء وظلامه ، ونلاحظ علاقة مفردات النص بعنوانه " مارش الغروب " فأحداث القصة تدور فى زمن الغروب هذا الزمن له دلالة رمزیة عن یأس البائع من بیع العرقسوس فالغروب قد حل وآذن المساء بالحلول محل الشمس التى غابت والیوم یستعد للرحیل ومعه المارة الذین فرغوا من أعمالهم ویسرعون بالعودة إلى بیوتهم لینعموا بالدفء هربًا من برد الشتاء القارص الذى لا یتخیل أحد مجرد النظرة إلى العرقسوس .

    2 - التضاد أو التقابل :

تنوع التضاد و التقابل فى هذا النص  إذ بلغ سبع مرات ، وتعددت أنماطه ، کالآتى :

 

*التضاد بین اسم واسم :

مثل :

" ووقف على جانب یحدق فى الأرض والسماء والأضواء البعیدة والقریبة."(117)

التضاد بین "البعیدة والقریبة " تضاد بین اسمین .

*التقابل بین اسم وفعل :

مثل :

"وبدأت الدقات المتباعدة تتقارب ."(118)

التقابل هنا بین اسم " المتباعدة " وفعل " تتقارب " .

برز دور التضاد فى ربط النص وتماسکه ، حیث أتاحت المتضادات عرض فکرة النص الأساسیة  من خلال اختلاف  الدلالة بین المتضادین، هذا یقوى من نسیج النص ویشد أجزائه.

     3- الجزء بالکل و الجزء بالجزء :

تسهم هذه الوسیلة فى بناء وصف شخصیة بائع العرقسوس کما أسهمت فى بناء وصف إبریقه لیؤکد بطریقة غیر مباشرة على تثبیت امتلاء الإبریق لآخر لحظات انتهاء الیوم وحلول المساء ، نجد وصف الشخصیة بإثارة مشاعر الإشفاق على حال الرجل الذى طالت وقفته بلا طائل وظهر أثر حزنه على وجهه " وهنا کست وجه العجوز تکشیرة طیبة فیها یأس ، وتهدل حاجباه فوق عینیه فى عتاب صامت ."

تمثلت علاقة الکل بالجزء فى " العجوز ووجهه"(119) ، وعلاقة الجزء بالجزءفى " حاجباه وعینیه"

عکست العلاقتان الشعور النفسى الحزین الذى آل إلیه حال البائع ورغبته غى عتاب المارة الذین تجنبوا شرب العرقسوس شتاءًا ، ساهمت علاقة الکل بالجزء أیضًا فى بناء وصف الإبریق "والطرب قد وصل إلى الإبریق وبوزه فأخذ یرتعش هو الآخر ویتمایل "(120)متأثرًا بالنغم الصادر عن دق صاحبه للصاجات ، دعمت العلاقتان بناء وصف شخصیة القصة الرئیسیة ونمو الحدث مما زاد من تماسک النص، وبلغ عدد العلاقتین بالقصة خمس مرات .

5– الکلمات التى تنتمى إلى مجموعة منتظمة :

       دعمت هذه العلاقة تسلسل عنصر الزمن بالقصة کرابط بین أجزاء النص ، کالتالى :

1 - " فالدنیا کانت شتاء والشمس غابت من هنیهة ، والکون یعبق بذلک الجزء المریض الذى یتبع مغرب الشمس ویسبق حلول الظلام ، وکان الناس یمضون فوق الکوبرى صامتین مسرعین .

2 – و الظلام یتکاثر وتصبح له دنیا کبیرة ، وبرد السماء یطبق على الأرض ، والناس یصغرون ویصغرون .

3 – والوقت یمضى ، والمارة یقلون ، والسماء تزداد إطباقًا على الأرض ، وعالم الظلام یکبر ویکبر .

4 – وظل الرجل واقفًا هکذا وکأنما ینتظر شیئًا ما .

5 – ظل واقفًا إلى أن أحاله الظلام المتکاثر إلى شبح من الأشباح .

6 – ویذوب شبحه فى اللیل حتى یختفى تمامًا ."(121)

الجمل السابقة توضح تدرج الزمن بالقصة الذى یبدأ مع بدء الغروب وینتهى بحلول المساء وانتشار الظلام تمامًا یغلف الجو والکون کله ، حیث اللیل یحل ومعه یختفى بائع العرقسوس .

       *التشبیه :

          أضاف التشبیه ثراءً للنص بالإضافة إلى دوره فى دعم تماسکه و اتساقه ، وتونعت وسائل التشبیه بالنص کالآتى :

     1 – التشبیه بالکاف :

           مثل " فالإبریق کان لایزال راقدًا فوق صدره کالمصیبة الثقیلة ولا یزال ممتلئًا ".(122)

تشبیه الإبریق الممتلئ بالمصیبة الثقیلة فوق صدر البائع یبرز مکنون نفسیة البائع ویوضح شعوره الغامض بثقل حمله الذى لایتزحزح و لایتحرک ، التشبیه هنا أظهر ثبات المعلومات المقدمة فى النص وعدم تغیر حال الإبریق وحامله .

    2 – التشبیه بکأن :

        مثل :

" فالإبریق کان ضخمًا قدیمًا وکأنه هو الآخر عجوز مقعد ." (123)

تصویر الإبریق بالعجوز المقعد الذى لا یستطیع التحرک أو عمل أى شىء تشبیه یصور حال حامله البائع العجوز الذى فشل فى الخلاص من بضاعته والتربح من بیعها وهنا وصف لحال البائع والإبریق بالعجز عن الفعل أو البیع .

    3 – التشبیه بمثل :

        لم یرد التشبیه بمثل فى هذا النص .

    النموذج  السابق یوضح تعدد وسائل الربط المعجمى وتنوعها فى ربط النص بأکثر من وسیلة لفظیة تشد أجزاء النص بعضه ببعض؛ وتثرى النص بما تحمله من ألفاظ لها دلالات مختلفة لها دور فى استمراریة المعنى؛ فعناصر اتساق النص غیر الکافیة تؤثر سلبیًا علی جودة النص وکفاءته ،فـ" " للسبک درجات ، وهى تتوقف على عدد الوسائل المستخدمة ، فکلما ازداد عدد الوسائل السابکة فى نص ، ارتفعت درجة السبک فیه ، ومن ثم درجة النصیة، والعکس صحیح.  کما أن هذه الدرجة تتفاوت داخل النص الواحد ، فقد تزید فى جزء وتقل فى آخر ، کما أنها قد تکون عالیة داخل الفقرات ، وهابطة فیما بین هذه الفقرات ، أو العکس ."(91)  

*إحصاء أنماط الربط المعجمى فى القصص القصیرة لیوسف إدریس

المجموعة القصصیة

الترادف

التقابل

التشبیه

التکرار الکلى للکلمة

التکرار الکلى للجملة

التکرار الجزئى للجملة

التکرار الاشتقاقى للکلمة

إعادة الصیاغة

أرخص لیالى

85

215

190

30

16

5

75

93

النداهة

113

192

198

54

3

-

159

120

لغة الآى آى

69

99

130

16

2

-

74

72

بیت من لحم

67

173

146

184

27

7

160

31

قاع المدینة

83

179

138

26

22

-

139

27

حادثة شرف

94

198

136

42

13

7

133

30

آخر الدنیا

122

207

152

22

18

-

137

50

أنا سلطان قانون الوجود

152

120

111

178

37

6

197

30

اقتلها

57

89

86

73

16

-

120

15

ألیس کذلک

82

121

129

101

88

1

125

32

العتب على النظر

51

100

108

50

12

-

102

31

جمهوریة فرحات

27

56

43

37

13

-

54

9

البطل

122

127

62

200

67

29

144

13

الإجمالى

1124

1876

1629

1013

334

55

1619

553

                             
  

تابع الإحصاء :

المجموعة القصصیة

 

کلمة عامة

کلمة شاملة

ارتباط بموضوع معین

الکل بالجزء

الجزء بالجزء

اشتراک لفظى

سلسة منتظمة

نهایة القصة بعنوانها

 

أرخص لیالى

41

100

72

51

15

1

-

5

النداهة

24

31

19

5

5

1

-

3

لغة الآى آى

4

6

4

6

3

-

3

2

بیت من لحم

6

35

18

11

1

2

4

2

قاع المدینة

22

38

13

32

4

-

2

-

حادثة شرف

38

104

27

19

2

1

-

-

آخر الدنیا

71

80

18

18

-

3

-

2

أنا سلطان قانون الوجود

31

35

24

15

6

1

-

2

اقتلها

2

60

6

4

-

1

-

4

ألیس کذلک

15

77

12

14

-

-

1

2

العتب على النظر

7

30

8

17

1

3

-

1

جمهوریة فرحات

3

15

11

5

-

2

-

-

البطل

30

26

17

52

8

-

-

-

الإجمالى

664

637

249

249

45

15

10

23

                         

 

 

تابع الإحصاء :

المجموعة القصصیة

تکرار العنوان بالقصة

تکرار ضمیر الجمع(نا المتکلمین)

تکرار ضمیر المتکلم

أرخص لیالى

 

 

 

النداهة

 

104

3

لغة الآى آى

3

 

 

بیت من لحم

1

176

 

قاع المدینة

 

 

 

حادثة شرف

 

558

 

آخر الدنیا

 

 

 

أنا سلطان قانون الوجود

 

460

 

اقتلها

 

 

 

ألیس کذلک

 

454

284

العتب على النظر

 

 

 

جمهوریة فرحات

 

 

 

البطل

2

150

 

الإجمالى

6

1402

287

         

                                                                                   

تحلیل إحصاء الربط المعجمى فى القصص  موضوع البحث :

     ترتیب المجموعات القصصیة من حیث عدد الروابط المعجمیة بکل منها :

1 - مجموعة ألیس کذلک عدد الروابط المعجمیة بها بلغ ألف وخمسمائة وثمان وعشرین (1528) مرة .

2 – مجموعة حادثة شرف بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ألف وربعمائة واثنتی (1402)  مرة .

3 – مجموعة أنا سلطان قانون الوجود بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ألف و ثلاثمائة وسبع وسبعین (1377) مرة .

4 -  مجموعة بیت من لحم بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ألف وإحدى وخمسین (1051) مرة .

5 -  مجموعة البطل بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ألف وتسع وأربعین (1049) مرة .

6 – مجموعة النداهة بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ألف وأربع وثلاثین( 1034 ) مرة .

7 – مجموعة أرخص لیالى بلغ عدد الروابط المعجمیة بها تسعمائة وأربع تسعین (994) مرة .

8 – مجموعة آخر الدنیا بلغ عدد الروابط المعجمیة بها ثمانمائة وخمس وتسعین (895) مرة .

9 – مجموعة  قاع المدینة بلغ عدد الروابط المعجمیة بها سبعمائة وواحد وثلاثین (731)مرة .

10- مجموعة  اقتلها بلغ عدد الروابط المعجمیة بها خمسمائة وسبع وعشرین (527) مرة .

11 – مجموعة العتب على النظر بلغ عدد الروابط المعجمیة بها خمسمائة وست وعشرین (526) مرة.

12 – مجموعة لغة الآى آى بلغ عدد الروابط المعجمیة بها أربعمائة وثلاث وتسعین (493 ) مرة .

13 – مجموعة جمهوریة فرحات بلغ عدد الروابط المعجمیة بها مائتان واثنیتین وستین (262)مرة .

أما الروابط المعجمیة فکان أکثرها نسبة فى نصوص البحث هو " التقابل " مما یجذب انتباه المتلقى لمتابعة أحداث القصة وهذا الرابط یتفق مع سمة بارزة من سمات القصة القصیرة هى سمة التشویق ، تلاه التشبیه الذى ارتکز علیه بناء عنصر الوصف بقصص البحث ففى التشبیه تجسید للمعنى الذى یقدمه النص یستطیع المتلقى من خلال التشبیه أن یتمثل دلالة النص وکأنها شىء یحسه ویلمسه قبل أن یعیه بوجدانه ، ثم التکرار الاشتقاقى للکلمة  هذا النوع من التکرار أضفى علة النصوص تنوعًا وابتعد بها عن الرتابة ساعد فى الربط بین الجمل بتکرار الجذر اللغوى ، ثم تکرار ضمیر الجمع "نا" المتکلمین أغلب نصوص البحث تهتم بالجماعة بشتى أحوالها وأوضاعها بالمجتمع ؛ جماعة السمار کما فى قصة فى اللیل ، أو جماعة الشباب کقصة لیلة صیف  ،هذه القص وغیرها من موضوع البحث تبعث برسالة للقارئ مفادها أن العمل الجمعى سبیل تقدم المجتمع ، ثم التکرار الکلى للکلمة الربط بهذه الوسیلة جاء أشبه بحلقات وصل تنتشر فى أرجاء النص وتخدم موضوعه لیبدو النص فى النهایة کسلسلة واحدة تضم هذه الحلقات ، ثم الکلمة العامة ، ثم الکلمة الشاملة ، الوسیلتان السابقتان جاءتا کمفاتیح للنص الذى وجدت به ، وأدت دورًا بارزًا فى بناء موضوع الحکى ، ثم إعادة الصیاغة ، ثم التکرار الکلى للجملة ، ثم ارتباط بموضوع معین، ثم الکل بالجزء،  ثم التکرار الجزئى للجملة ، ثم الجزء بالجزءأضفت هذه العلاقة نوعًا من الخصوصیة على هذه النصوص ، ثم تکرار ضمیر المتکلم ، ثم تکرار عنوان القصة بنهایتها ، ثم تکرار العنوان بالقصة ، ألوان التکرار الأخیرة ساهمت فى ربط النص بدءًا من عنوانه وحتى آخر کلماته حیث أصبح العنوان بدایة خیط الحکى بالقصة وآخر کلماتها هى الطرف الآخر لنفس الخیط الذى یضم أرجاء النص ویجمعها سویًا .

 

خــاتــمــة:

 

                  حاول هذا البحث تحدید دور الربط المعجمى فى الأعمال القصصیة لیوسف إدریس ، والذى تنوعت أشکاله ووسائله فى موضوع الدراسة ؛ والنتائج التالیة هى ما توصل إلیه هذا البحث :

1 - تنوع وسائل الربط المعجمى فى نصوص الدراسة، کالتکرار المباشر وإعادة الصیاغة ، والتکرار الاشتقاقى ، والتضام  ، والترادف ، والتقابل ، والتشبیه ، کلها عملت فى إطار من التفاعل بینها وأسهمت فى ربط النص وأبرزت قضایا المجتمع التى تؤرق أبنائه، ورسمت معالم الشخصیة المصریة بتنوعاتها.

2 – الربط المعجمى فى هذه النصوص کان مقصودًا لدعم بناء النص وترابط أجزاءه.

3 – کان للتکرار النصیب الأکبر فى الربط المعجمى لنصوص الدراسة ؛ إذ بلغ عدد مرات وروده بها بکل تنوعاته – التى جاءت مفصلة فى الجداول الإحصائیة – أربع آلاف وسبعمائة وعشرمرة(4710).

وفى ذلک دلالة على رغبة الکاتب فى التأکید على أهمیة القضایا التى عالجها فى هذه النصوص .

5 – جاء الترادف کوسیلة بدیلة للتکرار لدفع الملل والرتابة عن نفس المتلقى من متابعة هذه الأعمال .

6- تظهر نسبة التضاد التى بلغت ألف وثمانمائة وست وسبعین مرة (1876) فى نصوص الدراسة ، ثراء المخزون اللفظى لمنتج النص الذى استطاع تملک زمام اللغة وتطریز نصوص الدراسة بالتنوعات اللغویة المختلفة وإثرائها بمفرداتها الطیّعة . إذ أن التضاد وسیلة من وسائل الحجاج باللإقناع ، لذا تُحقق التماسک النصى .

7 – تشعب شبکة التضام بما تحویه من وسائل متعددة أعطت الکاتب مساحة واسعة لعرض قضایاه

وتفصیلها مع امتداد جذورها فى أجزاء النص وانتشارها بین جنباته لربط النص وتماسکه.

8– جاءت وسیلة إعادة الصیاغة کأحد وسائل الربط المعجمى التى تبرز محتوى النص والتأثیر للفت انتباه المتلقى لأهمیة ما یعالجه من قضایا فى هذه النصوص وبالتالى التأثیر علیه وإقناعه بصحة ماجاءت به ، وقد بلغ عدد وروده خمسمائة وثلاث وخمسین مرة (553).

9 – حقق التکرار الاشتقاقى الذى بلغ ألف وستمائة وتسع عشرة مرة (1619) فى نصوص الدراسة؛

اتساق النص وتکامل بناءه ، کما دلّ على الثراء اللغوى لمنتج هذه النصوص .

11 – کشفت الدراسة عن أهمیة التشبیه کإحدى وسائل تکرار المعنى ، التى تعمل على التماسک النصى.

12 – أبرزت أحد وسائل التضام (السلسلة المنتظمة ) - على الرغم من ورودها بأقل نسبة فى نصوص الدراسة  - کیفیة توظیف الزمن فى ربط النص عبر التسلسل الزمنى لأحداث القصة .

13 – استغل منتج النص کل وسیلة من وسائل الربط المعجمى فى العمل على تماسک النص وتلاحم أجزاءه ، نرى ذلک من خلال توظیفه لتکرارعنوان القصة أکثر من مرة داخل مضمونها ، وعدم اکتفائه بورود جملة العنوان فى بدایة النص ، کإشارة منه إلى المتلقى بأهمیة ذلک العنوان لیُعمل فکره فى مغزاه الحقیقى لهذا التکرار.

14 – ورد تکرار ضمیر الجمع ألف وربعمائة واثنتین مرة ، وفى هذا دلالة على فکر الکاتب الذى تبرز أغلب قصصه القصیرة دور الجماعة فى التأثیر على المجتمع سلبًا وإیجابًا ، وأدى انتشار هذا الضمیر الجمعى فى نصوص الدراسة إلى سبک النص وتلاحمه لاستمرار الکاتب بالقرع به فى أنحاء النص لإبراز هدفه من وراء تکراره .

15 – فى مقابل ورود ضمیر الجمع بنسبة کبیرة فى نصوص الدراسة جاءت نسبة ضمیر المتکلم أقل کثیرًا ؛ حیث بلغ عددها مائتان وسبع وثمانین مرة ؛ وفى هذا دلالة على فکر الکاتب الذى یرى فى العمل الجماعى دورًا أکثر فاعلیة من العمل الفردى فى المجتمع .

16 – ساهم الربط المعجمى فى الأعمال القصصیة لیوسف إدریس بخلق شبکة دلالیة مترامیة الأطراف عبر هذه النصوص التى أبرزت فکر وثقافة الکاتب وثراءه اللغوى وتنوعه بدا ذلک واضحًا من خلال تنوع وسائل الربط المعجمى فى هذه النصوص ؛ وتفاوت نسبها صعودًا وهبوطًا لرغبة منتجها فى إلقاء الضوء على قضیة محددة یبرزها باستخدام وسیلة معینة من وسائل الربط المعجمى التى تتنوع فى کل قصة وتختلف فى کل نص عن غیرها أدى ذلک إلى ترابط النص وتلاحمه وتواصل المتلقى مع هذه النصوص بفاعلیة وشغف و تشوق لمتابعتها .

17 – أخیرًا أسهم الربط المعجمى فى إظهار إمکانات هذه النصوص وفاعلیتها واستمرار الإقبال علیها حتى الیوم  رغم مرور عقود على إنتاجها لثرائها الذى یجعلها مطمعًا یجد القارئ والباحث بغیته فیها والنهل منها ، لما تحمله من أبعاد فلسفیة وحضاریة تسهم فى فهم وتغییر الواقع .

هوامش الربط المعجمى :

1- جمیل عبد المجید: البدیع بین البلاغة العربیة و اللسانیات النصیة ، الهیئة المصریة العامة للکتاب ، القاهرة ،2006، صـ79 .(9)

2 – النص و الخطاب والإجراء صـ303

3– السابق صـ306

4– نفسه صـ 306                                    

5- محمد خطابى : لسانیات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ، ط1، 1991، المرکز الثقافى العربى ، بیروت، صـ24

6 – عبد العال سالم مکرم :المشترک اللفظى فى ضوء غریب القرآن الکریم –، عالم الکتب 2009 ، 9

7– کریم زکى حسام الدین : أصول تراثیة فى اللسانیات الحدیثة  ، مکتبة النهضة المصریة، ط3، 2001

صـ 294

8 – السابق صـ289

9-  زتسیسلاف واورزنیاک : مدخل إلى علم لغة النص مشلات بناء النص ،ترجمة : سعید بحیرى ، مؤسسة المختار للنشر والتوزیع، ط2 ،2010 ،صـ131

10 – ستیفن أولمان  : دور الکلمة فى اللغة – ترجمة:  کمال بشر ، القاهرة ، مکتبة الشباب ، 1988، صـ 10

11  - مدخل إلى علم لغة النص صـ90

12– أصول تراثیة فى اللسانیات الحدیثة صـ 293

13- أحمد مختار عمر :علم الدلالة –– عالم الکتب ط6 ، 2006 ، صـ 320 ، 321

14 - البدیع بین البلاغة العربیة و  اللسانیات  النصیة صـ82

15 – علم الدلالة صـ99

16 – البدیع بین البلاغة العربیة واللسانیات النصیة صـ83

17 – السابق ص83

18 – لسانیات النص ص25

البدیع بین البلاغة العربیة واللسانیات النصیة صـ83(26)

19 – د. عزة شبل محمد : علم لغة النص النظریة و التطبیق، مکتبة الآداب الطبعة الثانیة 2009،

20 –  لسانیات النص ص25

21 – علم الدلالة - أحمد مختار عمر صـ74

22 – فولفجانج هاینه مان – دیتر فیهفجر :مدخل إلى علم لغة النص –، ترجمة : د. سعید بحیرى – مکتبة زهراء الشرق – طـ1 - 2004- صـ74

23 – لسانیات النص صـ25

24 – لسانیات النص صـ25

25 – البدیع بین البلاغة العربیة و اللسانیات النصیة ، 108.

26 – کلاوس برینکر: التحلیل اللغوى للنص مدخل إلى المفاهیم الأساسیة و المناهج، ، ترجمة د:سعید بحیرى ، مؤسسة المختار طـ2 ،2010، صـ60

27 – علم الدلالة ، د. أحمد مختار عمر صـ106

28– علم لغة النص انظریة و التطبیق  صـ110

29 – یوسف إدریس : النداهة , مجموعة قصصیة ، نهضة مصر للطباعة و النشر،ط 2009 ، صـ74.

30 – یوسف إدریس : جمهوریة فرحات ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، القاهرة ، ط 1،2010 ، صـ 64 ، 74 .

31- بیت من لحم  صـ 3، 4 ، 5 ، 7 ، 11.

32 – عثمان أبو زنید: نحو النص إطار نظرى ودراسات تطبیقیة ، عالم الکتب الحدیث ، الأردن ،ط1، 2010، صـ 286 ، د. میلود نزار: الإحالة التکراریة ودورها فى التماسک النصى بین القدامى والمحدثین ، مجلة علوم إنسانیة ، السنة السابعة ، العدد 44، شتاء ،2010 ، الجزائر، صـ 16.

33 – جمهوریة فرحات ص 64، 74.

 یوسف إدریس : ألیس کذلک ؟ صـ 33 ، 34 ، 35 ، 36.

34 - یوسف إدریس : لغة الآى آى ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، القاهرة ، ط1، 2009 ،

ص 79 ، 89 ، 90 ، 92 ، 95 .

35 – یوسف إدریس : البطل ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، ط1 /، 2009 ، صـ 53.

 ألیس کذلک ؟ صـ 41 ، 43 ، 45 .

36 - بیت من لحم صـ17 ، 24 ، 25 ، 30 .

37– بیت من لحم صـ 17 ، 24 ، 25 ، 30.

38 – النداهة صـ 75 ، 76.

39 – یوسف إدریس : أنا سلطان قانون الوجود، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، ط1 /، 2009 ،ص41، 42.

40 – قاع المدینة صـ 41،42 ، 43.

41– حادثة شرف صـ28.

42 – بیت من لحم صـ16.

43 – أنا سلطان قانون الوجودصـ24.

44- بیت من لحم صـ110.

45 - حادثة شرف صـ59.

46 - السابق صـ65 .

47 – تمام حسان : البیان فى روائع القرآن ، دراسة لغویة وأسلوبیة للنص القرآنى، عالم الکتب ط1993 ،ص 132.

48- روبرت دى بوجراند : النص والخطاب والإجراء : ترجمة د.تمام حسان، عالم الکتب ط2007،ص306

49 - لغة الآى آى صـ 46 ، 48 ، 49 ، 55، 57 ، 60.

50 – بیت من لحم صـ 113 .

51-  أرخص لیالى صـ 83 .

52 - لغة الآى آى صــ80 .

53 –البطل صـ 69 .

54 – میلکا إفیتش : اتجاهات البحث اللسانى ، ترجمة د. سعد مصلوح ، ود. وفاء کامل ،المجلس الأعلى للثقافة ط2000، صـ 145.

55- بیت من لحم صـ95.

56– حادثة شرف صـ 86 .

57 - جمهوریة فرحات صـ 59.

58–  ألیس کذلک صـ 116.

59 –  حادثة شرف صـ 83.

60 – النص والخطاب و الإجراء صـ 306.

61– باتریک شارودو – دومینیک منغو ، معجم تحلیل الخطاب ، ترجمة عبد القادر المهیرى – حمادى صمود ، المرکز الوطنى للترجمة ، تونس 2008صـ467 .

62 - بیت من لحم صـ61.

63 - حادثة شرف صـ93.

64 – عز الدین على السید،التکریربین المثیر و التأثیر،دار الطباعة المحمدیة ، مصر ط1،1978ص4.

65 - آخر الدنیا صـ 6 .

66 - بیت من لحم صـ107 ،108.

67- د. نوال بنت إبراهیم الحلوة ، أثر التکرار فى التماسک النصى ، مقاربة معجمیة تطبیقیة فى ضوء مقالات د.خالد المنیف ، بحث فى مجلة أم القرى لعلوم اللغات وآدابها العدد الثامن مایو2012،صـ 53.

68 - حادثة شرف صـ43.

69 – السابق صـ 45.

70– السابق صـ52.

71– د. محمود عکاشة : التحلیل اللغوى فى ضوء علم الدلالة دراسة فى الدلالة الصوتیة و الصرفیة

و النحویة والمعجمیة ، دار النشر للجامعات ، ط 2014 ، صـ 188.

72- ألیس کذلک صـ106.

73 – قاع المدینة صـ 35 .

74 – أنا سلطان قانون الوجود صـ 59.

75 – ألیس کذلک صـ 107.

76 - ألیس کذلک صـ42.

77- آخر الدنیا صـ 27.

78- العتب على النظر صـ 28 .

79–  اقتلها صـ 31.

80– کلمایر وآخرون : أساسیات علم النص ، ترجمة :سعید بحیرى – مکتبة زهراء الشرق ، ط2009، ص25.

81 – برید شبلنر : علم اللغة و الدراسات الأدبیة ، ترجمة د. محمود جاد الرب ، دار الفتیة للنشر

 و التوزیع ، ط أولى 1987، صـ 113.

82 -  آخر الدنیا صـ 4.

83 - قاع المدینة صـ 75.

84 - النداهة صـ147 .

85 - العتب على النظر صـ 31 إلى صـ 44.

86- ألیس کذلک صـ 31.

87- لغة الآى آى صـ 76.

88 - جمهوریة فرحات صـ 87 .

89 - ألیس کذلک صـ 17.

90- أثر التکرار فى التماسک النصى ، مقاربة معجمیة تطبیقیة فى ضوء مقالات د.خالد المنیف صـ17.

91- البدیع بین البلاغة العربیة  واللسانیات النصیة صـ123.

92 – ألیس کذلک ؟ صـ 69.

93 – السابق صـ70 .

94 – السابق صـ70.

95 – السابق صـ71.

96- السابق صـ70.

97- السابق صـ72 .

98- السابق صـ92.

99- السابق صـ92.

100- السابق صـ73.

101- السابق صـ73.

102- السابق صـ71.

103 – السابق صـ73.

104- السابق صـ70.

105- السابق صـ71.

106- السابق صـ70،71.

107- السابق صـ70.

108 – السابق صـ72.

109 – السابق صـ72.

110- السابق صـ 69:73

111- السابق صـ70،71،73.

112- السابق صـ72.

113- السابق صـ69.

114- السابق صـ72.

115- السابق صـ73.

116- السابق صـ72.

117- السابق صـ72.

118- السابق صـ73.

119 – السابق صـ69:73.

120 – السابق صـ70.

121- السابق صـ69.

 

أولًا المصادر :
1 - یوسف إدریس : أرخص لیالى ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
 2 - جمهوریة فرحات ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
3 - ألیس کذلک ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
4 - البطل ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
5 - قاع المدینة ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
 6 - حادثة شرف ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.   
7 - آخر الدنیا، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
8 - لغة الآى آى ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
 9 -  النداهة ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
10 - بیت من لحم ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
11 - اقتلها ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
12 - أنا سلطان قانون الوجود ، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
13 - العتب على النظر، مجموعة قصصیة ، نهضة مصر ، 2009.  
ثانیًا  : المراجع العربیة:
1 - أحمد مختار عمر :علم الدلالة –عالم الکتب ط6 ، 2006.
3 - تمام حسان : البیان فى روائع القرآن ، دراسة لغویة وأسلوبیة للنص القرآنى، عالم الکتب ط1993 .
4 - - جمیل عبد المجید: البدیع بین البلاغة العربیة و اللسانیات النصیة ، الهیئة المصریة العامة للکتاب  القاهرة ،2006.
5 - د.عبد العال سالم مکرم :المشترک اللفظى فى ضوء غریب القرآن الکریم –، عالم الکتب 2009.
6 – د. عز الدین على السید : التکریر بین المثیروالتأثیر، دار الطباعة المحمدیة ، مصر ط1 ، 1978.
7 - د. عزة شبل محمد : علم لغة النص النظریة و التطبیق، مکتبة الآداب الطبعة الثانیة 2009.
8 – د.کریم زکى حسام الدین : أصول تراثیة فى اللسانیات الحدیثة،مکتبة النهضة المصریة، ط3،2001.
9 – محمد خطابى:لسانیات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، ط1،1991، المرکز الثقافى العربى، بیروت.
10– د. محمود عکاشة : التحلیل اللغوى فى ضوء علم الدلالة دراسة فى الدلالة الصوتیة و الصرفیة
 و النحویة والمعجمیة ، دار النشر للجامعات ، ط 2014.
ثالثًا  : المراجع المترجمة :
1 - باتریک شارودو – دومینیک منغو ، معجم تحلیل الخطاب ، ترجمة عبد القادر المهیرى – حمادى صمود ، المرکز الوطنى للترجمة ، تونس .
2 - برید شبلنر : علم اللغة و الدراسات الأدبیة ، ترجمة د. محمود جاد الرب ، دار الفتیة للنشر و التوزیع ، ط أولى،1987.
3 - دى بوجراند ودریسلر : مدخل إلى علم لغة النص ، ترجمة د.إلهام أبو غزالة وعلى خلیل محمد – مرکز نابلس للکمبیوتر- مطبعة دار الکاتب،1992.
4 - روبرت دى بوجراند : النص والخطاب والإجراء : ترجمة د.تمام حسان، عالم الکتب ،ط2007.
5 - زتسیسلاف واورزنیاک : مدخل إلى علم لغة النص مشلات بناء النص ،ترجمة : سعید بحیرى ، مؤسسة المختار للنشر والتوزیع، ط2 ،2010 .
6 – ستیفن أولمان : دور الکلمة فى اللغة – ترجمة:  کمال بشر ، القاهرة ، مکتبة الشباب ، 1988.
7 - فولفجانج هاینه مان – دیتر فیهفجر : مدخل إلى علم لغة النص –، ترجمة : د. سعید بحیرى – مکتبة زهراء الشرق – طـ1 – 2004.
8- کلاوس برینکر: التحلیل اللغوى للنص مدخل إلى المفاهیم الأساسیة و المناهج، ، ترجمة د:سعید بحیرى ، مؤسسة المختار طـ2 ،2010.
9 - کلمایر وآخرون : أساسیات علم النص ، ترجمة :سعید بحیرى – مکتبة زهراء الشرق ، ط2009.
10- میلکا إفیتش : اتجاهات البحث اللسانى ، ترجمة د. سعد مصلوح ، ود. وفاء کامل ،المجلس الأعلى للثقافة ط2000.
رابعًا :أبحاث و دوریات :
1 – د. میلود نزار : الإحالة التکراریة ودورها فى التماسک النصى بین القدامى والمحدثین ، مجلة علوم إنسانیة ، السنة السابعة ، العدد 44، شتاء 2010.
2 - د. نوال بنت إبراهیم الحلوة ، أثر التکرار فى التماسک النصى ، مقاربة معجمیة تطبیقیة فى ضوء مقالات د.خالد المنیف ، بحث فى مجلة أم القرى لعلوم اللغات وآدابها العدد الثامن مایو 2012 .