صور تغييب الفاعل في ضوء النظرية التوليديَّة التحويليَّة دراسة تطبيقيَّة على مادَّة مُستمَدَّة من جريدة الجمهوريَّة (2011 ـ 2012)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرِّس الدّراسات اللغويَّة بقسم اللغة العربيَّة بکلِّية الألسُن ـ جامعة عين شمس

المستخلص

      إذا کانت الثورة اللسانيَّة ترتبط في النصف الأوَّل من القرن العشرين بـ دي سوسير؛ فإنها ترتبط في النصف الثاني بـ تشومسکي في نظريته التوليديَّة التحويليَّة التي ترتکز على ربط البنية السطحيَّة للکلام ببنيته العميقة، وما يتَّصل بها من معانٍ.
    وهذا بحث بعنوان:" صور تغييب الفاعل في جريدة الجمهوريَّة (2011-2012)" دراسة في ضوء النظريَّة التوليديَّة التحويليَّة، يقوم على الهدف الذي وضع تشومسکي من أجله نظريته (التوليديَّة التحويليَّة)؛ فهو يعتمد على هذه النظرية في معالجته للصّور المختلفة التي غُيِّب فيها الفاعل الحقيقي في المادَّة الصحفيَّة في جريدة الجمهوريَّة في الفترة المُحدَّدة، تلک المادة التي تمثَّلت في الأخبار والتقارير الصحفيَّة في الفترة التي قامت فيها ثورة يناير 2011 والسنة التي تلتها، وظهرت فيها تبعاتها الأوليَّة ومدى استجابة المسئولون للمطالب التي نادى بها الشعب في الثورة.
     تعمل هذه الدّراسة على رصد هذه الصور، واستجلاء البنية العميقة في کلّ نموذج وربطها ببنيتها السطحيَّة، وإيضاح الهدف من وراء صياغة البنية السطحيَّة لکلِّ نموذج بصورته المنشورة في الجريدة. فصياغة المادة الخبرية تعتمد بشکل کبير على ظاهرة "الحذف" وهي باب من أبواب النحو العربي القديم، وهي أيضًا بمثابة ظاهرة تمتلک وجهيْن أحدهما ظاهر والآخر باطن؛ أي أحدهما يمثل البنية السطحيَّة المتمثلة في الجُملة کما تُنطَق، والآخر يمثل البنية العميقة المتمثِّلة في الجُملة وما يفهَم منها من معنى.

نقاط رئيسية

      بعد تحلیل نماذج من الأخبار والتقاریر التی نُشِرت فی جریدة الجمهوریَّة بین عامی (2011 ـ 2012) وفقًا للنظریة الولیدیَّة التحویلیَّة عن طریق إیضاح البنیة السطحیَّة والبنیة العمیقة لکلّ جملة، وإظهار العلاقة بینهما والغرض من تغییب الفاعل الحقیقی فی کلّ بنیة، توصَّلت الدراسة إلى أن الصّور التی جاء علیها تغییب الفاعل فی تلک الفترة هی على النحو التالی:

1-    تغییب الفاعل عن طریق استخدام الفعل المبنی للمجهول:

     وقد وردت بنسبة قلیلة فی عینة الدراسة؛ ولعلّ السبب فی ذلک ثقل بنیة الفعل المبنی للمجهول.

     وأوضحت بنیة الجملة العمیقة فی کلّ مثال أنّ تغییب الفاعل عن طریق بناء الفعل للمجهول جاء لأغراض وهی: للکثرة والتحقیر والجهل بالفاهل وللعلم به.

 2-    تغییب الفاعل عن طریق استخدام صِیَغ الانفعال(انفعل وتفعَّل):

     وقد أظهرت البنیة العمیقة أن تغییب الفاعل فی هذه الصّورة جاء لأغراض: العلم به،

 واتقاء لتألیب الشعب وإثارته، وللجهل به.

 3-    تغییب الفاعل عن طریق استخدام المَجاز:

     وقد وردت هذه الصّورة بکثرة فی عیّنة الدّراسة. وقد تبیَّن أنّ المجاز یُستخدم للمبالغة فی دلالة تغییب الفاعل، وتبیَّن أیضًا أن استخدام الصّفة فیه یقویّ تلک المُبالغة.

 4-     تغییب الفاعل عن طریق استخدام الترکیب (تمّ + المصدر) و(جرى + المصدر):

     وتُستخدَم الصورة الأولى (تمَّ + المصدر)  بکثرة فی لغة الصّحافة؛ وقد وردت فی عینة الدراسة بکثرة، وکلّها جاءت للعلم بالفاعل الحقیقی. مثل: تمّ استخدام الخرطوش، وتساوی فی المعنى بناء الفعل للمجهول (استُخدِم). وفاعل الفعل الحقیقی هو "الشرطة".

     أمّا الصّورة الثانیة (جرى + المصدر) فلم ترد إلا مرَّة واحدة فی عینة الدراسة، وهی تعنی المعنى نفسه الذی تعنیه الصّورة الأولى (الفعل المبنی للمجهول). والمثال الذی وردت فیه هذه الصورة (جى تزویر) أوضحت بنیته العمیقة أن تغییب الفاعل الحقیقی فیه کان للجهل بالفاعل.

5-    تغییب الفاعل عن طریق "التسمیة":

      وقد جاء بکثرة فی البنیة السطحیة لعناوین الأخبار والتقاریر؛ لما فیها من اختصار وإیجاز. وقد اتضح من معالجة النماذج أن تغییب الفاعل عن طریق التسمیة قد جاء لأغراض: الجهل بالفاعل، والعلم به. واستُخدِمت الصفة أحیانًا بعد الاسم لتوجیه معنى الاسم وجهة معیَّنة تتمثل فی خلع سمة معینة على الاسم؛ مثلما ورد فی: نَهْب منظم لأراض الدولة.

     وقد وردت معظم الأسماء المستخدَمة لتغییب الفاعل الحقیقی مصدرًا للفعل، على سبیل المثال: انتهاز ... نهب ... محاکمات ... قطع ... محاصرة ...قتل ...

6-     تغییب الفاعل عن طریق ذکر صفة من صفاته:

    وفی هذه الصّورة غُیِّب الفاعل الحقیقی عن طریق استخدام صفة تشیر إلیه؛ مثل استخدام صفتی: الفرعون والمخلوع لوصف الرئیس مبارک.

     توصّلت الدّراسة أیضًا إلى أنه قد یقابل بنیة سطحیَّة واحدة أکثر من بنیة عمیقة، تمثَّل ذلک فی النماذج التی قد یقابلها أکثر من جملة توضّح المحذوف منها. والعکس بالعکس؛ فقد یقابل بنیة الجُملة العمیقة أکثر من بنیة سطحیَّة، وتمثَّل ذلک فی المعنى الواحد الذی تتناوله أکثر من بنیة سطحیَّة.

الكلمات الرئيسية


مقدِّمة:

     قبل ذکر الملامح العامّة الممیِّزة للنظریة التحویلیّة التولیدیّة؛ لا بدّ من الرّجوع إلى النَّحو العربی القدیم للإشارة إلى ما یقابل کلا من مصطلحی البنیة السطحیة والبنیة العمیقة؛ اللذیْن قامت علیهما النظریة التولیدیّة التحویلیّة لتشومسکی.

    ولأن کلا من البنیة السطحیّة والبنیة العمیقة یمثلان مستویین من مستویات بنیة الجُملة؛ لذا فالرّجوع إلى النحو العربی یتمثل فی الترکیز على کل بنیة لها مستویان؛ وهذا کثیر فی کتب النحو؛ نجده متمثّلًا فی کلامهم عن الحذف على سبیل المثال، ومن النماذج الدالة عل ذلک ما یلی:

- کلام سیبویه (180 هـ) فی مقدّمة کتابه عن تقدُّم المفعول على الفاعل، یقول:"فإن قدَّمت المفعول وأخَّرت الفاعل جرى اللفظ کما جرى فی الأول، وذلک قولک: ضَرَبَ زیدًا عبدُ الله، لأنک إنّما أردت به مؤخرًا ما أردت به مقدمًا، ولم ترد أن تشغل الفعلَ بأوّل منه وإن کان مؤخرًا فی اللفظ، فمن ثم کان حدّ اللفظ أن یکون (أی الفاعل) فیه مقدمًا ..."([i])، ویقول أیضًا فی سبب هذا التقدیم:"کأنَّهم یقدمون الذی بیانه أهم لهم وهم ببیانه أَعْنَى"([ii]).

- کلام ابن السرَّاج (316 هـ) "ومنشأنالعربإذاأزالواالکلامعنأصلهإلىشیءآخرغیروالفظه؛وحذفوامنهشیئًا؛وألزموهموضعاواحدًاإذالمیأتوابحرفیدلعلىذلکالمعنىولمیصرفوه،وجعلوهکالمثل؛لیکونذلکدلیلاًلهمعلىأنهمخالفوابهأصلالکلام([iii]).ویقول أیضًا:"فمنذلکلیسزیدبقائم؛أصلالکلام: لیسزیدقائما،ودخلتالباءلتؤکدالنفی،وخصالنفیبهادونالإیجاب"([iv]).

- وفی تصنیف ابن هشام (761 هـ) للجُملة إلى اسمیَّة وفعلیَّة على غیر النسق الذی تظهر علیه عناصر الجُملة التی یُوردها؛ یقول:"فالجملة من نحو (کیف کان زید) ومن نحو "£“r'sù ÏM»tƒ#uä «!$# tbrãÅ3Zè? ÇÑÊÈ" ومن نحو ""$Z)ƒÌxÿsù ÷Läêö/¤‹x. $Z)ƒÌsùur šcqè=çGø)s? ÇÑÐÈ" و"$·è¤±äz óOèd㍻|Áö/r& tbqã_ãøƒs† ÇÐÈ"فعلیّة لأن هذه الأسماء فی نیة التأخیر"([v])؛ فالفعل لا یظهر فی أیٍّ من هذه الجُمل فی الصدر؛ ومع ذلک فهو یعتبرها فعلیّة باعتبار أصل الجُملة؛ أی أن للجُملة مستوییْن أحدهما الذی یظهر، والآخر یمثّل أصل الجُملة.

     إنّ مجرّد الحدیث عن تقدیم المفعول به على الفعل أو الفاعل مثلا یقتضی افتراض مستوییْن لبنیة الجُملة یکون المفعول به فی أولاهما فی مکان متأخِّر عن الفعل أو الفاعل، ویکون فی ثانیتهما مُقدَّمًا على الفعل أو الفاعل. وإلا فما معنى استخدام مصطلح (التقدیم). وکذلک الأمر فی استخدام مصطلح (الحذف)؛ إذ لا یُحذف إلا ما کان له وجود، ومجرَّد الکلام عن (محذوف) یلزم افتراض وجوده قبل (الحذف)؛ ویعنی هذا افتراض حالتیْن للجُملة؛ یکون العنصر المحذوف موجودًا فی أولاهما، ولا وجود له فی الحالة الثانیة([vi]).

*   *   *

- النظریة التولیدیّة التحویلیّة:

       ظهرت النظریة التولیدیَّة التحویلیَّة بعد أن سادت البنیویّة زمنًا فی الدراسات اللسانیة، وقد کانت البنیویّة تنظر إلى اللغة على أنها بنیة منغلقة، وأنها تنظیم یتألف من مجموعة من وسائل التعبیر الصوتیة التی هی رموز تعبّر بها اللغة عن مفاهیم معینة یتحسّسها المتکلم، وکل لغة تتألف من بنى تنفرد بها وتمیّزها عن سواها([vii]).

      ولعلّ أهمّ ما یُؤخذ على النقد البنیوی الوصفی المحض هو اکتفاؤه بالتحلیل الأفقی للنصّ الإبداعی بوصفه نظامًا لغویًا مغلقا یُکتفى فیه بالبنیة السّطحیّة التی تکون فیها الدّوال على أقدار المدلولات؛ حیث إنه یقف بالنصّ عند البنیة اللغویّة الظاهرة ممثَّلة فی الصیغ والتراکیب الموظَّفة فیه دون تجاوزها إلى البنیة العمیقة التی تعوِّل على الأنظمة الخارجیة الأخرى؛ من مِثل المرجعیات الثقافیّة والاجتماعیّة والسیاسیّة والأیدیولوجیّة التی ینتمی إلیها النصّ، وکذلک الظروف والملابسات

المُحیطة به([viii]).

      وقد ظلت الدراسات اللغویّة فی أوربا وأمریکا على المنهج البنیوی الذی وضعه بلومفیلد لدراسة اللغة إلى أن صدر کتاب لنعوم تشومسکی Noam Chomsky([ix])، بعنوان Syntactic Structureعام 1957، وقد بیَّن فیه ضعف النظریات السائدة فی التحلیل اللغوی([x])؛ ووضع أسس النظریة التولیدیة التحویلیة، التی تتعدَّى وصف التراکیب اللغویة إلى تفسیرها([xi]).

    یرفض تشومسکی فی نظریته التحـویلیة التولیدیة تحویل اللغة إلى تراکیب شکلیّة یسعى الوصفیّون إلى تجریدها من المعنى ومن العقل فی هذا الوصف السطحی الذی صوّره دی سوسیر. فالإنسان فی نظره

لا یتمیّز عن الحیوان بقدرته على التفکیر والذکاء فحسب؛ وإنما بقدرته اللغویَّة([xii]).

    وقد صاغ تشومسکی نظریته وفقًا لثلاث قواعد([xiii]):

- الأولى: القاعدة التولیدیَّة:

      والقواعد التولیدیَّة عبارة عن جهاز یحتوی على أبجدیَّة رموز هی بمثابة معجمه، فمُستخدِم اللغة

یستطیع أن یفهم جُملًا وتعبیرات لم یسبق له أن سمعها "وهو یقوم على مبدأ أن الجمل تولَّد عن طریق سلسلة من الاختیارات . . . تبدأ من الیسار إلى الیمین؛ بمعنى عند الانتهاء من اختیار العنصر الأول؛ فإن کل اختیار یأتی عقب ذلک یرتبط بالعناصر التی سبق اختیارها مباشرة، وبناء على ذلک یجری الترکیب النحوی للجملة"([xiv])، ومثال على ذلک:

هذا الرَّجل اشترى بعض الخبز

     فلو استخدمنا کلمة (هؤلاء) مکان (هذا)؛ کان علینا اتباع هذه الکلمة بصیغة الجمع (الرّجال)، وکذلک نتبع (الرّجال) بـ (اشتروا) وهکذا ...؛ فعملیة بناء الجملة وتولیدها یعتمد على مبدأ الاختیار([xv]). ومن خلال هذا المثال نستطیع أن نتخیّل النحو کما لو کان جهازًا یتحرَّک من خلال عملیات اختیاریَّة، لذا فقد اقترح تشومسکی قواعد أخرى سمّاها قواعد ترکیب أرکان الجملة، وهذا النّموذج أشدّ قوةً من النموذج السابق؛ لأنه یستطیع القیام بما لا یقوم به النموذج الأوَّل([xvi]).  

       وتتضح صورة قواعد ترکیب أرکان الجملة التی اقترحها تشومسکی فی کتابة "البنى الترکیبیة" کما یلی:

1- الجملة مرکّب اسمی + مرکَّب فعلی.             2- المرکَّب الاسمی أداة تعریف + اسم.

3- المرکَّب الفعلی الفعل + المرکَّب الاسمی.                         4- أداة التعریف أل.

5- الاسم (رجل، کرة، ... ).                                      6- الفعل (ضرب، أخذ، ... ).

- الثانیة: القاعدة التحویلیَّة:

      وتعنی القواعد التی یمکن بواسطتها "تحویل الجملة إلى جملة أخرى تتشابه معها فی المعنى،

 وذلک مع ملاحظة علاقات الجمل المتماثلة والإجراءات التی تحدث لتجعل الجملة على مستوى السطح تختلف عن الجمل الأخرى"([xvii])، وذلک عن طریق: الحذف/التعویض/التوسیع/الاختصار/

الزیادة/إعادة الترتیب/التقدیم.

- الثالثة: القواعد الصوتیَّة الصرفیَّة:

      وتعنی القواعد التی تحوِّل المورفیمات إلى سلسلة من الفونیمات، أی إعادة کتابة العناصر کما ننطق بها؛ مثل:

- فعل + حرکة فعل.                                              کتب + فتح کتبَ

- فعل + ملحقات فعل ( فی شکله الأخیر)                   کتب + وا کتبوا

     ویمکن تلخیص هذه القواعد فی الشکل التالی([xviii]):

 

      یمثِّل هذا الشکل صورة مختصرة للعملیَّات التحویلیَّة لأیِّ جملة؛ حیث یمثِّل (العنصر الابتدائی) البنیة العمیقة لعدد من الجمل المُحتمَلة حتى تنتهی (التمثیل الصوتی للجملة) بالبنیة السطحیَّة للجملة.

**الفرق بین الکفایة اللغویّة والأداء الکلامیّ:

* الکفایة اللغویَّة Competence:

      اللغة هی میزة إنسانیة، ویستطیع کلّ إنسان إنتاج عدد غیر منتاهٍ من جُمل لغة بیئته، حتى وإن لم یسبق له سماعها من قبل([xix])، ویرى تشومسکی أن الطفل یکتسب لغة البیئة التی ینشأ فیها اعتمادًا على مقدرته الفطریّة على اکتساب اللغة، تلک المقدرة التی یُطلق علیها فی إطار النظریَّة التحویلیَّة التولیدیَّة مصطلح (الکفاءة اللغویَّة) أو القدرة الإبداعیَّة([xx]).

      والکفایة اللغویة تتضمّن المقدرات التالیة:

1- إنتاج عدد لا حدّ له من الجُمَل.

2- تمییز الجُمَل الصَّحیحة نحویًا من غیر الصَّحیحة.

3- فهم ترکیب الجُمَل، ومعرفة دلالاتها ووظائفها.

4- تمییز الجُمَل التی یکون بعضها صیاغة جدیدة للبعض الآخر.

5- توضیح الغموض فی الجُمَل([xxi]).

* الأداء الکلامیّ performance:

     هو الاستعمال الآنی للغة ضمن سیاق معیّن. وفی الأداء الکلامی یعود متکلم اللغة بصورة طبیعیّة إلى

القواعد الکامنة ضمن کفایته اللغویة([xxii]).

     والعلاقة بین الکفایة اللغویَّة والأداء الکلامی هی أنَّ الکفایة اللغویَّة کامنة فی الذهن؛ أمّا استعمالها فهو الأداء الکلامی، وهو المهارة التی یستعمل بها الفرد کفایته اللغویَّة فی الإنتاج الفعلی للجُمَل

 وفهمها، وفی ممارسته للغة بهذه الاتصال فی ظروف التکلُّم المتنوِّعة([xxiii])

     یرتبط بالمصطلحین السابقیْن مصطلحان مهمّان فی نظریة تشومسکی التحویلیَّة؛ وهما مصطلحا البنیة السطحیَّة والبنیة العمیقة:

- أولا: البنیة السطحیَّةSurface structure:

     وتعنی ما ینطقه الإنسان، ویمثلها (الأداء الکلامی)، کما تمثِّلها  الجملة کما هی مستعملة فی

عملیة التواصل، أی أنها مجموعة من العلامات اللسانیَّة الملفوظة أو المکتوبة، وتتمیَّز بأنها تختلف من لغة إلى أخرى([xxiv]).

- ثانیًا: البنیة العمیقةDeep structure:

     وتُعرَف بأنَّها:"الأساس البنائی المجرَّد الذی یحدِّد المحتوى المعنوی للجملة، وهو مجرَّد فی الذهن حین ترسل الجملة أو تتلقى"([xxv]).

     وتتمیَّز البنیة العمیقة بکونها([xxvi]):

1-    بنیة مُولَّدة فی قاعدة الترکیب بواسطة قواعد إعادة الکتابة والقواعد المعجمیة.

2-    البنیة التی تمثِّل التفسیر الدلالی للجملة.

3-    أنها البنیة التی یمکن لها أن تحوَّل بواسطة القواعد التحویلیَّة إلى بنیة سطحیَّة.

     أماعنحدودعملکلبنیةکماأوضحهافولرFowler فهیأنالبنیةالعمیقةتتَّصلبالمعنى، والبنیةالسطحیَّةتتَّصلبنظامالعناصروالصوت، ومنثَمَّفالبنیةالعمیقةعبارةعنمعانٍمجرّدةمرکَّبةلایمکننطقهاإلا إن تحوَّلت إلىبنیةسطحیة([xxvii]).

    "فالبنیة السطحیة للجملة عبارة عن نظام مکون من مقولات ومکونات ترکیبیة تکون برمتها مرتبطة مباشرة بالإشارة الفیزیقیة إلى البنیة العمیقة التی تکون بدورها عبارة عن نظام من المقولات والمکونات الترکیبیة"([xxviii]).

     فالأداء (أو السطح) یعکس الکفاءة؛ أی یعکس ما یجری فی العمق من عملیات؛ ومعنى ذلک أنَّ اللغة التی تنطقها فعلا إنَّما تکمن تحتها عملیات عقلیة عمیقة تختفی وراء الوعی، ودراسة (الأداء) أی ممارسة (البنیة السطحیة) تقدِّم التفسیر الصوتی للکلمة؛ أما دراسة (الکفاءة) أی (البنیة العمیقة)

فتقدم التفسیر الدلالی لها([xxix]).

      وعلى عکس البنیة السطحیَّة التی تختلف من لغة إلى أخرى، فإن البنیة العمیقة تشترک بین کلّ اللغات؛ وذلک لأنَّها تعکس طریقة وشکل الفکر الإنسانی.

      وقداختارتشومسکیمثالاتوضیحیًا للعلاقة بنی البنیة السطحیّة والبنیة العمیقة بالجملة التالیة: خلقاللهغیرالمنظورالعالمالمنظور.

      فهذهالجملةتمثِّلالبنیةالسطحیَّةللبنىالعمیقةالآتیة:

-          خلقاللهالعالم-                                                              .  اللهغیرمنظور.

-          العالممنظور.

     ویعتبرتشومسکیأنالجملةالأولىتمثِّلالبنیةالسطحیَّةللجُمل الثلاث؛ بمعنىأنها متحوِّلةعنالجُملالثلاث بواسطةأکثرمنعنصرمنعناصرالتحویل([xxx]).

       وبناءً على الفروق بین کلٍّ من البنیة السطحیَّة والبنیة العمیقة؛ فإنالقواعدالتحویلیَّة تستطیع تفسیرالجملذاتالعلاقاتالملتبسةمثل:

-         قابلت علیًا ضاحکًا.                                -کان ضرب محمد شدیدًا.

-         استنکرت وزارة الزراعة إهمال الفلاحین.            - نجح فی الامتحان عشرون طالبًا وطالبة.

     ففی الجملة الأولى لانعلممَنْالضاحکأهوالمتکلمأمعلی؟وفیالثانیةلانعلمأمحمدضاربأممضروب؟ وفیالثالثة لانعلمهلالإهمالللفلاحینمنجانبوزارةالزراعة أمالإهمالهوإهمالالفلاحینفی عملهم؟ وفی الجملة الرّابعة لانعلمفیهاعددالناجحینبالضبطأهمعشرونأمواحدوعشرون؟([xxxi]).

       والقواعدالتحویلیةتستطیعأنتفسرمثلهذهالجملبتحدیدمعناهافیالبنیةالعمیقةالتیأُخذتمنه، وبتغیّر البنیة العمیقة سیتغیّر فهم البنیة السطحیّة.

      وخلاصة القول أن هناک شقَّیْن للغة عند التحویلیّین:

      الأوّل هو المظهر الخارجی للکلام، أی الکلام المنطوق، ولهذا المظهر أثر صوتی یعتمد على الأداء، ویجب أن یُردّ إلى الترکیب الباطنی، وهو الشق الثانی عندهم، ویتمثل فی المقدرة أو الکفاءة فی الإنسان التی تجعله یستوعب القواعد أو الأسس التی ینبنی علیها الکلام([xxxii]).

         

       وفیما یتَّصل بالبنیة السطحیَّة والبنیة العمیقة اعتمد التحویلیُّون فی نظریتهم على قضیة فی عملیة التحلیل وهی "قضیة العامل"؛ إذ یقرِّرون أن النّحو ینبغی أن یربط "البنیة العمیقة" بـ"بنیة السّطح"، والبنیة العمیقة تمثّل العملیَّة العقلیَّة أو الناحیة الإدراکیَّة فی اللغة Conceptual structure، ودراسة هذه البنیة تقتضی فهم العلاقات لا باعتبارها وظائف على المستوى الترکیبی؛ ولکن باعتبارها علاقات للتأثُّر والتأثیر فی التصورُّات العمیقة([xxxiii]).

     فالتحلیل النحویّ عند التحویلّیین یقوم على تصنیف الکلمات وفق موضعها فی الجُملة للتحقُّق من سلامة البنیة الشکلیَّة للجُملة من جانب، وملاحظة العلاقات القائمة بین الکلمات وِفق المعنى الذی تؤدِّیه الجُملة من جانب آخر([xxxiv])، والنموذج التالی مثال على هذه ذلک([xxxv]):

 

    مرکز الجُملة الفعلیّة هنا هو الفعل الماضی (ضرب)، ویرتبط به الاسم المرفوع (مُحمَّد) بعده؛ لیکوِّن العلاقة الفاعلیَّة، وطبیعة العلاقة بین الفعل والفاعل هی علاقة التلازم، حیث یکون الفعل مع فاعله کالکلمة الواحدة، فکل ما یضاف إلى الجملة من کلمات لا یرتبط بالفعل وحده، وإنما یرتبط بالفعل والفاعل معًا.

     أما الجملة الإسمیة فمرکزها هو المبتدأ([xxxvi]):

 

     ویتَّضح من هذا المثال أن العلاقات القائمة بین عناصر الجُملة من العلاقة الخبریَّة التی تقوم بینه وبین المبتدأ، وعلاقة التخصیص بالجار والمجرور قد ترکّزت على المبتدأ، وعلاقة التخصیص بالجار والمجرور قد ترکَّزت على المبتدأ "أسوة". وقد دخل فی الجُملة ثلاثة توکیدات "اللام" و"قد" و"کان"، وهذه التوکیدات لا تُؤکِّد المفردات وإنَّما تُوکِّد الجُملة وما تضمَّنته من معنى.

     "والأخذ بقضیة العامل یجعل النحو التولیدی التحویلی یعتدُّ بـ"التقدیر" عند عدم ظهور العامل مع وجود المعمول فی الجملة، وکذلک فی حالة اختفاء المعمول أو أثر العمل مع ملاحظة العامل فی الجملة"([xxxvii]).



الهوامش:

(1) سیبویه (أبو بشر عمرو بن عثمان): الکتاب، تحقیق عبد السلام هارون، عالم الکتب، بیروت، الجزء الأول، ص34.

(2) السابق.

(3) ابن السراج (أبو بکر محمد بن السری بن سهل النحوی (: الأصول فی النحو، تحقیق: عبد الحسین الفتلی؛ مؤسسة الرسالة؛ بیروت ، الجزء الثانی، ص181.

(4) السابق، ص259.

(5)  ابن هشام (أبو محمد عبدالله جمال الدین بن هشام الأنصاری) : مغنی اللبیب عن کتاب الأعاریب، تحقیق: محیی الدین عبد الحمید، المکتبة العصریَّة، بیروت، الجزء الثانی، 1991، ص376.

(6) د. مرتضى جواد باقر: مفهوم البنیة العمیقة بین تشومسکی والدرس النحوی العربی، مجلة اللسان العربی، المغرب، العدد34،  ص17

(7) د. میشال زکریا: مباحث على النظریة الألسنیة وتعلیم اللغة، المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع، الطبعة الثانیة، 1985، ص56،57.

(8) روبرت سیراز: السمیاء والتأویل، ترجمة: سعید العالمی، المؤسّسة العربیّة للدّراسات والنشر، عمان، 1994، ص41، وانظر أیضًا: اللسانیات، النشأة والتطوّر: أحمد مؤمن، دیوان المطبوعات الجامعیّة، الجزائر، ص204.

(9) هو أفرام نعوم تشومسکی، وُلِد فی 7 من دیسمبر1928م، درس فی بنسلفانیا فی إحدى مدارس دیوایت "التی کانت تشتهر بتقدمها فی أسالیب التعلیم". أتم تشومسکی دراسته الجامعیة وتلمذ لأستاذه زیلیک هاریس Harris, Zelling  أستاذ اللغویات. "کما تعلم قسطا من مبادئ اللسانیات التاریخیة على ید والده، الذی کان عالما فی العبریة، وقد قدم جزءا من بحثه الأول فی اللغة العبریة الحدیثة، عندما نال درجة الماجستیر. حصل تشومسکی بعد جهود کثیرة على درجة دکتوراه الفلسفة فی اللغویات عام 1955م، وقام بأبحاث لغویة عدیدة عقب انتسابه إلى جامعة "هارفارد".

         وظل تشومسکی یترقى فی مسیرته العلمیة حتى تسلم منصب الأستاذیة فی قسم اللسانیات واللغات الحدیثة، الذی أصبح اسمه الآن قسم اللغویات والفلسفة، إضافة إلى ذلک، فقد عُین أستاذا بمعهد ماساتشوستس سنة 1955م بعد التقائه بموریس هال الذی "ساعده على الحصول على مرکز بحث فی المختبر الصوتی الإلکترونی بالمعهد نفسه، وتدریس اللغتین الألمانیة والفرنسیة بها، وذلک فی حدود سنة 1951م. هذا وقد زار الکثیر من الجمعیات؛ کالجمعیة الأمریکیة للتقدم العلمی، وأیضًا الأکادیمیات؛ کالأکادیمیة الأمریکیة للفنون والعلوم وغیرها. علاوة على ذلک، فقد ألقى محاضرات فی بلدان کثیرة؛ کمحاضرة بیکمان عام1967 فی کالیفورنیا، ومحاضرة "جون لوک" عام1969 فی جامعة أکسفورد ، کما أنه قد زار مصر، وألقى محاضرات بالجامعة الأمریکیّة بالقاهرة، وکلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة بجامعة القاهرة.

راجع کلًا من:

- مدخل إلى اللسانیات المعاصرة، حسنی خالید، مکتبة الشیخ حسن قیساریة،  القادسیة، 2013، ص:88، 89.

- المدارس اللسانیة المعاصرة، د. نعمان بوقرة، مکتبة الآداب، 2004، ص:129.

-Encyclopedia Americana, International Edition, Danbury, Connecticut: Grolier Incorporated, 2000, vol.6, p.626.

(10) د. میشال زکریا: الألسنیة  )علم اللغة الحدیث(  المبادئ والأعلام، المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع، بیروت، الطبعة الثانیة، 1983، ص260.

(11) Chomsky(noam): Aspects of the Theory of Syntax, Cambridge Mit Press, 1965,             pp. 30 – 36.

(12) د. عبده الراجحی: النحو العربی والدرس الحدیث، ص112.

(13) د. نعمان بوقرة: المدراس اللسانیة المعاصرة، ص145 ــ 149.

(14)  جون لیونز: نظریة تشومسکی اللغویة، ترجمة د. حلمی خلیل، دار المعرفة الجامعیة، الطبعة الأولى، 1985، ص103.

(15) السابق، ص41.

(16) مازن الوعر: نحو نظریة لسانیة عربیة حدیثة لتحلیل التراکیب الأساسیة فی اللغة العربیة، دار طلاس، دمشق، 1987، ص27.

(17) د. محمود فهمی حجازی: مدخل إلى علم اللغة، دار قباء، 1998، ص123.

(18) جون لیونز: نظریة تشومسکی اللغویة، ص135.

(19) د. عبده الراجحی: النحو العربی والدرس الحدیث، ص112.

(20) حسام بهنساوی: أهمیة الربط بین التفکیر اللغوی ونظریات البحث اللغوی الحدیث، 1994، ص16.

(21) Diane D. Bornstein, An Introduction to Transformational Grammar (Boston, Lanham; University Press of America, 1984), pp. 35,36.

(22) د. عبده الراجحی: النحو العربی والدرس الحدیث، ص112.

(23) د. میشال زکریا: الألسنیَّة التولیدیَّة التحویلیَّة وقواعد اللغة العربیَّة (الجملة البسیطة)، المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع، بیروت، الطبعة الثانیة، 1986، ص8.

(24) د. مختار درقاوی: نظریة تشومسکی التحویلیة التولیدیة، الأسس والمفاهیم، الأکادیمیة  للدراسات الاجتماعیة والإنسانیة، جامعة حسیبة بن بوعل، الشلف، قسم الآداب والفلسفة، العدد 12، 2014، ص10.

(25) جورج مونان: علم اللغة فی القرن العشرین، وزارة التعلیم العالی، سوریا، ص202، 203.

(26) عبد القادر الفهری الفاسی: اللسانیات واللغة العربیة، دار توبقال، الدار البیضاء، 1985، ص18.

(27)  Roger Fowler: An Introduction to Transformational Syntax,  Routledge & Kegan Paul, London, 1971, P.10 .

(28) نعوم تشومسکی: اللغة والعقل، ترجمة إبراهیم مشروح ومصطفى خلال، دار تینمل، مراکش، الطبعة الأولى، ص42.

(29) میشال زکریا: الألسنیة التولیدیة والتحویلیة وقواعد اللغة العربیة (النظریة الألسنیة)، المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر، الطبعة الثانیة، 1986، ص7.

(30) میشال زکریا: الألسنیة (علم اللغة الحدیث)، المبادئ والأعلام، ص267، 268.

(31) د. محمد علی الخولی: قواعد تحویلیة للغة العربیة، دار الفلاح، الأردن،  1999، ص7.

(32) د. عبده الراجحی: النحو العربی والدرس الحدیث، ص115.

(33) د. عبده الراجحی: النحو العربی والدرس الحدیث، دار النهضة العربیة،  بیروت،  الطبعة الأولى، 1986، ص148.

(34) خلیل أحمد عمایرة: فی نحو اللغة وتراکبیها، منهج وتطبیق، عالم المعرفة الجدیدة، جدة، الطبعة الأولى، 1981،  ص98.

(35) عبد الوهاب زکریا: ظاهرة الحذف فی ضوء نظریة النحو  التولیدی التحویلی: دراسة تحلیلة فی القرآن الکریم،  بحث منشور فی مجلة التجدید، مالیزیا، مجلد 11،  العدد 22، 2007، ص149.

(36) عبد الوهاب زکریا: ظاهرة الحذف فی ضوء نظریة النحو التولیدی التحویلی، ص149.

(37) السابق، ص150.

المراجع العربیَّة:
(أ) الکتب:
(1) الأخفش (سعید بن مسعدة): معانی القرآن، تحقیق د. هدى محمد قراعة، مکتبة الخانجی، الطبعة الأولى، 1990.
(2) الأستراباذی (الشیخ رضی الدین محمد بن الحسن): شرح الرضی على الکافیة لابن الحاجب، تحقیق وتصحیح وتعلیق د. یوسف حسن عمر، جامعة قار یونس – لیبیا، 1975.
(3) البهنساوی (د. حسام): أهمیة الربط بین التفکیر اللغوی ونظریات البحث اللغوی الحدیث، 1994.
(4) تشومسکی (نعــوم): اللغـة والعقـل، ترجمـة إبراهیم مشـروح ومصطفى خلال، دار تینمل، مراکش، الطبعة الأولى.
(5) حجازی (د محمود فهمی): مدخل إلى علم اللغة، دار قباء، 1998.
(6) حسام الدین (د. کریم زکی): أصول تراثیة فی علم اللغة، مکتبة الأنجلو المصریة، 1985.
(7) خالید (حسنی): مدخل إلى اللسانیات المعاصرة، مکتبة الشیخ حسن قیساریة،  القادسیة، 2013.
(8) الخولی (د. محمد علی): قواعد تحویلیة للغة العربیة، دار الفلاح، الأردن،  1999.
(9) الراجحی (د. عبده): النحـو العربی والدرس الحـدیث، دار النهـضة العـربیة، بیروت، الطبـعة الأولى، 1986.
(10)         الزمخشری ( أبو القاسم محمود بن عمر): المفصّل فی علم العربیّة، دار الجیل، بیروت، الطبعة الثانیة.
(11)        زکریا (د.میشال): الألسـنیة  )علـم اللغـة الحـدیث(  المبادئ والأعلام، المؤسسة
                                الجــامعیة للدراسـات والنشر والتوزیع، بیروت، الطبعة الثانیة،
                                1983.
(12)        ـــــــــــــــ: الألسـنیَّة التـولیـدیَّة التحــویلیَّة وقـواعـــد اللغـــة العربیـَّة
                              (الجملة البسیطة)، المؤسسة الجامعیة للدراســات والنشر  والتوزیع،
                            بیروت، الطبعة الثانیة، 1986.
(13)        ـــــــــــــــ: الألســنیة التولیدیـــة والتحـویلیة وقواعــد اللغة العربیـــة
                              (النظریة الألسنیة)، المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر، الطبعة
                             الثانیة، 1986.
(14)        ـــــــــــــــ: مباحــث على النظریة الألسنیة وتعلـیم اللغة، المؤسسة الجامعیة
                                     للدراســــات والنشر والتوزیع، الطبعة الثانیة، 1985.
(15)    ابن السراج (أبو بکر محمد بن السری بن سهل النحوی (: الأصول فی النحو، تحقیق: عبد الحسین الفتلی؛ مؤسسة الرسالة؛ بیروت.
(16)        سیبویه (أبو بشر عمـرو بن عثمــان): الکتـاب، تحقیق عبد السـلام هارون، عالم الکـتب، بیروت.
(17)    سیزار (روبرت): السمیاء والتأویل، ترجمة: سعید العالمی، المؤسّسة العربیّة للدّراسات والنشر، عمان، 1994.
(18)    ابن طباطبا (أبو الحسن بن محمد ابن أحمد بن محمد الهاشمی): عیـار الشعر، تحقیق عبد العزیز بن ناصر المانع، دار العلوم، الریاض، 1985.
(19)        العقاد (عباس محمود): أشتات مجتمعات فی اللغة والأدب، دار المعارف، الطبعة السادسة.
(20)    ابن عقیل (عبد الله بن عبد الرحمن العقیلی الهمدانی المصری): شرح ابن عقیل على ألفیة ابن مالک بتحقیق وشرح: محمد عبد المنعم خفاجی وطه محمد الزینی، مراجعة: محمود أمین النواوی، مطبعة محمد على صبیح وأولاده، مصر، 1961، الجزء الأول.
(21)    عمایرة (د. خلیل أحمد): فی نحو اللغة وتراکبیها، منهج وتطبیق، عالم المعرفة الجدیدة، جدة، الطبعة الأولى، 1981.
(22)        الفهری (عبد القادر الفاسی): اللسانیات واللغة العربیة، دار توبقال، الدار البیضاء، 1985.
(23)        بوقرة (د. نعمان): المدارس اللسانیة المعاصرة، مکتبة الآداب، 2004.
(24)    لیونز (جون): نظریة تشومسکی اللغویة، ترجمة د. حلمی خلیل، دار المعرفة الجامعیة، الطبعة الأولى، 1985.
(25)        مؤمن (أحمد): اللسانیات، النشأة والتطوّر، دیوان المطبوعات الجامعیّة، الجزائر.
(26)        مونان (جورج): علم اللغة فی القرن العشرین، وزارة التعلیم العالی، سوریا.
(27)    النحاس (أبو جعفر أحمد بن محمد إسماعیل) : إعراب القرآن للنحاس : تحقیق خالد العلی، دار المعرفة، بیروت، الطبعة الأولى، 2010، الطبعة الثانیة، 2008.
(28)    ابن هشام (محمد عبد الله الأنصاری): شرح شذور الذهب فی معرفة کلام العرب، تحقیق محمد محیی الدین بن عبد الحمید، دار الطلائع، 2004.
(29)    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ: مغنی اللبیب عن کتـــاب الأعاریب، تحقیق: محـیی الدین عبد الحمید، المکتبة العصریة، بیروت، 1991.
(30)    الوعر (د. مازن): نحو نظریة لسانیة عربیة حدیثة لتحلیل التراکیب الأساسیة فی اللغة العربیة، دار طلاس، دمشق، 1987.
*   *   *
(ب) الدراسات:
 
(1) إدریس (عمر خلیفة): صیغة المبنی للمجهول وتحولاتها فی الاستعمالین القدیم والمعاصر، دراسة منشورة ضمن کتـاب: مقـالات ودراسـات مهـداة إلى الدکتور صـلاح الدین المنجـد، منشورات مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامی، لندن، 2002.
(2) باقر (د. مرتضى جواد): مفهوم البنیة العمیقة بین جومسکی والدرس النحوی العربی، مجلة اللسان العربی، المغرب، العدد34.
(3) درقاوی (د. مختـار): نظـریة تشومسکی التحـویلیة التولیدیـة، الأسـس والمفـاهیم، الأکـادیمیـة للدراسـات الاجتمـاعیة والإنسـانیة، جـامعة حسیبة بن بوعل، الشلف، قسم الآداب والفلسفة، العدد 12، 2014.
(4) زکریا (عبد الوهـــاب): ظـاهرة الحذف فی ضوء نظریة النحو  التولیدی التحـویلی: دراسـة تحلیلة فی القرآن الکریم،  بحث منشور فی مجلة التجدید، مالیزیا، مجلد 11،  العدد 22، 2007.
(5) مهدی (وداد حمید): الفعل المبنی للمجهول فی اللغة العربیة، أهمیته ـ مصطلحاته ـ أغراضه، بحث منشور فی مجلة التربیة العلم، العراق، مجلد 18، العدد الثانی، 2011.
(6) المومنی (ماجد أحمد): الإعجـاز القرآنی فی الفعل الماضی (تم) والمبنی للمجهـول، مجلة هــدی الإسلام الأردن، المجلد 51، العدد السابع، 2007.
*   *   *
 - المراجع الأجنبیَّة:
 
(1)  Bornstein Diane D.: An Introduction to Transformational Grammar
 (Boston, Lanham; University Press of America, 1984.
(2)  Chomsky(Noam).: Aspects of the Theory of Syntax, Cambridge Mit Press, 1965.
(3)  Encyclopedia Americana, International Edition, Danbury,
      Connecticut: Grolier Incorporated, 2000, vol.6.
 (4) Fowler, Roger : An Introduction to Transformational Syntax,
      Routledge & Kegan Paul, London, 1971.
 (5)Moltmann, Friederike: Nominalizations: The Case of Nominalizations
     of Modal Predicates, edited by Lisa Matthewson, Cécile Meier, Hotze
     Rullmann, and Thomas Ede Zimmermann, Wiley, New York.p.1.