سَماتُ الخِطابِ الإعلاميّ عندَ مينو في وثائقِ رشيد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الوثائق المساعد قسم المکتبات والوثائق وتقنية المعلومات کلية الآداب – جامعة القاهرة

المستخلص

       يتناول هذا البحث دراسة ثلاثة خطابات للجنرال( مينو ) ثالث قادة الحملة الفرنسية علي مصر ( 1798-1801) في الفترة التي کان فيها حاکما أقليميًّا علي مدينة رشيد ، في محاولة للکشف عن الدور ( الوظيفة ) التي قامت بها الخطابات - الصادرة و الواردة - کوسيلة اتصال بين قادة الحملة الفرنسية  والشعب المصري ، واستُخدمت الخطابات بمفهوم النشر لبث تنظيماتٍ جديدة سواء أکانت من الناحية التشريعية أو الإدارية أو المالية أو کذراع إعلامي للترويج للحملة، وتعد تلک الخطابات في مجموعها کِيانا متميزا کوسيلة إعلامية، وتميزت  بسمات وخصائص  ارتبطت بسياق إنتاجها ( السياسي والاجتماعي والثقافي ) ؛ مِمّا يستدعي محاولة دراستها وفهمها وَفقا للزمان والمکان .

الكلمات الرئيسية


     یسعی هذا البحثُ لدراسة وتحلیل الکیفیة التی استُخدمت فیها الوثیقة کوسیلة اتصال بمفهوم النشر والإعلام زمنَ الحملة الفرنسیة  (1798- 1801)[i]  من وجهة نظر وثائقیّة تحت مظلة سؤال: "کیف تتخذ الوثیقة وتوظف فی زمن الحرب کوسیلة إعلامیة؟" وذلک تطبیقًا على نماذج من الخطابات والمنشورات التی صدرت فی عهد الجنرال "مینو"[ii]عندما کان حاکمًا إقلیمیًا على مدینة رشید، وتلک الخطابات والمنشورات هی ضمن مجموعة وثائق یُطلق علیها وثائق  ((Vincenne فانس "وثائق رشید" وهی وثائق تمت إتاحتُها مؤخرًا من قبل أرشیف  وزارة الدفاع الفرنسیة، وهی تشکل جزءًا مهمًا من مجموعات أخرى تتعلق بالحملة الفرنسیة على مصر[iii] وموزعة فی أکثر من مکان[iv]، وهی جمیعها وثائق أصیلة فی طبیعتها الوثائقیة[v].

وترجع أهمیة تلک المجموعة ککل؛ لیس لکونها لم یسبق دراستها ونشرها خاصةً وأنها لیست المجموعة الوحیدة[vi] لوثائق الحملة، ولکن ترجع أهمیتها لکونها تمثل منطقة رشید فضلاً عن ارتباطها بشخصیة مینو مما یسمح  لنا دراسة العلاقة بین النص ومنشئه، ولکونها أیضًا تطرح أسئلة وثائقیة جدیدة حول منتج وثائقی یعد شکلاً من أشکال إنتاج الخطاب السیاسی، وأیضًا الاستخدام الوظیفی[vii] للوثائق أثناء الحروب، وغیرها من الإشکالیات لأنها تختزن بداخلها أفاقًا جدیدة للتفسیر والتحلیل لحدث تاریخی بارز فی تاریخ مصر کان ولایزال مثارًا للجدل.

 

ومجموعة الوثائق المتاحة مؤخرًا تتنوع فی أشکالها، وتتباین فی موضوعاتها ومنشوراتها، کما تعددت اللغات التی کُتبت بها: فمنها ما کُتب باللغة العربیة باللهجة العامیة المصریة، والبعض الآخر باللغة الفرنسیة والترکیة، وهی تحمل الرقم الکودى رقم (B6) فهی تعنی الوثائق الخاصة بالأعمال العسکریة للحملة على الشرق التی تندرج تحت رقم 6 دون غیرها من النشاط العسکری الخارجی لفرنسا، ثم یندرج تحت هذا الرقم الکودی أرقامٌ فرعیة للوثائق؛ مثل: B6 11 – b6 15 – b6 13.[viii] ویبلغ عددها حوالى (450_500 وثیقة عربیة )، (60_70 وثیقة ترکیة ) فضلاً عن بعض الوثائق الإیطإلىة؛ و هی مرتبة ترتیبًا زمنیًا وفقًا للتاریخ یومًا بیوم.

 

وتناثرت المادة الوثائقیة فی الخطابات والمنشورات لهذه المجموعة فی موضوعاتها... فالبعض منها لتنظیم الأموال والضرائب[ix]، ووثائق التماسات، وأخرى لوضع تسعیرة لوسائل النقل (الدواب)[x]، ووثائق یمکن أن نطلق علیها ذات محتوى استخباراتی[xi]. وغیرها من الموضوعات التی تعکس شکل الحیاة فی مدینة رشید فترة الحملة الفرنسیة على مصر.

أما الوثائق المنتقاةُ فی هذه الدراسة فهی ذات صبغة إعلامیة ودعائیة لسیاسة الحملة ووُظفت فیها الوثیقة لتکون أداة إخباریة، وتمثل خطاب المحتل وتعکس لنا أهدافَ السلطة، لتتحولَ الوثیقةً فی حد ذاتها إلى سلطة.[xii]

والوثائق المختارة هی ثلاث وثائق[xiii](منشورات) للجنرال مینو، اختلطت فیها المادة الإخباریة والدعائیة، وبصفة عامة تعدًّ المنشورات التی صدرت فی عهد الحملة الفرنسیة منذ بدایتها لنهایتها ظاهرة فریدة فی تاریخ مصر، حیث حرصت الحملة منذُ وصولها فی الیوم الأول على  إصدار بیاناتها، وأوامرها، بشکل منتظم بدایة من البیان الأول الذی أصدره نابلیون بونابرت[xiv]، الأمر الذی جعل البعض یری أن تلک المنشورات والخطابات تعد البدایة الفعلیّة للصحافة فی مصر[xv].

من هذا المنطلق یهدف هذا البحث لتحلیل سمات خطابات (مینو ثالث قادة الحملة الفرنسیة على مصر) للإجابة على التساؤلات التالیة:

- کیف استُخدمت الوثیقة بمفهوم النشر والإعلان؟ وشکّلت تلک الخطابات فی مجموعها کیانًا متمیزًا کوسیلة إعلامیة ودعائیة ذات مقومات تعکس سیاقات إنتاجها؛ وذلک لبث التنظیمات سواء من الناحیة التشریعیة أو الإداریة أو المالیة؛ أی: إنها کانت تقوم بمهمة مزدوجة.

ویتقاطع هذا البحث مع عدد من الحقول المعرفیة؛ فهو ینتمی من زاویته المنهجیة إلى تحلیل الخطاب، ومن زاویة موضوع مادته إلى علم الوثائق، وهذا یرجع إلى أن الوثیقة کنص تسترعی انتباه العدید من الباحثین فی حقول معرفیة متعددة ومتداخلة، وتنوعت تبعًا لذلک وظائفها وفقًا لکل تخصص،  فاستخدمت کأداة من أدوات التحلیل کمقیاس لإثبات الموضوعیة من قبل المؤرخ فی الوقائع التاریخیة[i]، واهتم بها دارسو اللغة لرصد وتحلیل الأشکال اللُّغویة، أما الوثائقی[ii]هو الذی اتخذ الوثیقة موضوعًا أساسیًا للدراسة مما جعله یمتلک أرضًا رحبةً مکَّنتهُ من التنوع فی اتجاهاته البحثیة، ویرکز هذا البحث على الوثیقة کخطاب، وظروف إنتاجه، وفهمه، مستخدمًا أطر تحلیلٍ مستمدة من تحلیل الخطاب، وبما أن منشورات وخطابات مینو هی شکلٌ من أشکال إنتاج الخطاب السیاسی والإعلامی، فإن ذلک یستلزم دراسته من حیث السیاق الذی أنتج هذا الخطاب نظرًا لوجود علاقة تفاعلیّة بین النص والسیاق حیث یسهم کلٌّ منهما فی تشکیل الآخر؛ ولذا یمکن دراسة الوثیقة من منظور علوم أخرى وبمنهجیات جدیدة وهذا لا یمس إطلاقًا باستقلالیة العلم.

وفیما یلی الدراسة الوثائقیة لثلاثة خطابات من خطابات ومنشورات مینو من خلال معالجة وتحلیل الأطر التالیة:

 1/ دراسة سیاق إنتاج الخطابات والعلاقات بین النصوص.

 2/ دراسة بروتوکولات الخطاب (بنیة النص، واللغة، والشکل).

 3/ دراسة تحیزات الخطاب ومغالطاته.

 

الخطاب الأول[i]:

 

کود الوثیقة: وثیقة رقم  B6  22 ( 0850-0856)

 

من        :  عبد الله جاک مینو

 

إلى         : أنفار الدیوان

 

الموضوع   : یوصی مینو أعضاء الدیوان على  زوجته وکامل أقاربها

 

التاریخ      : 21 فلوریال [ii]السنة السابعة للجمهوریة

 

 

أهم فقرات الخطاب

1/ حرر برشید فی 21 فلوریال للجمهور الفرنساوی

2/ من عبد الله مینو جنرال حضرة عسکر حاکم الإقلیم الشامی إلى الدیوان ببندر رشید

3/ قبل السفر قصدت أن أوضح لکم أننی أبقیت بهذا الظرف زوجتی وکامل أقاربها، فأنتم الحکام السبعة فی الدیوان نعرفکم أنکم ملزومون فی ضبط وظیفتکم کما یجب فی راحة کامل الناس، ثم نعرفکم أن تخلو بالکم من حریمنا ووالدتهم وأخیهم وزوجة أخیهم بکامل مایلزم... أبقیناهم فی طرفکم أمانة ونظیر معروفنا السابق معکم

 

الخطاب الثانی[iii]:

 

 

کود الوثیقة: B6 15 ( 0150 -0145)

 من       : مینو صاری عسکر رشید والأسکندریة والبحیرة

إلى        : کامل اهإلى الولایات

الموضوع  : قمع أی تمرد ضد الحملة

التاریخ    : بدون تاریخ

 

 

أهم فقرات الخطاب

  • مینو صاری عسکر حاکم ولایة رشید والإسکندریة والبحیرة حالاً خطابًا لکامل أهالی الولایات.                              
  • من مدة الأربع شهور المتوطنین فیها الفرنساویة ببر مصر بیعملوا اجتهادهم لأجل أن یروکم أن مجیهم بسبب خلاصکم من الحکم القاسی.
  • ونحن نلاطفکم ونشفق علیکم وأنتم ظانین فینا على قدر عقولکم.
  • فمن هو الذی عادانا وحاربنا وسلم من الموت.

  الخطاب الثالث[iv]:

کود الوثیقة: B6 15 (0183-0147)   

من        : صاری عسکر مینو

إلى        : کامل الرعایا

الموضوع   : متعدد المستویات / أمر إداری / طلب امدادت لتموین الجیش الفرنسی

التاریخ     :23 أکتوبر 1798

 أهم فقرات الخطاب

  • من صاری عسکر مینو حاکم رشید وأقطاعها.
  • بأن کامل الرعایا یکونوا فی حالهم... وجمیع المشایخ القاطنین فی جانب البحر ملزومین فی حمایة المراکب الشاردة و... وأصحاب الوظایف بأن یحلفوا بالأمانة أعنی عدم الخیانة إلى الفرنساویة.

 (أولاً) السیاق وإنتاج النص:

یقصد بسیاق إنتاج النصوص محاولة للتفسیر والفهم لظروف إنتاج ثلاث خطابات لمینو وربطها بالهدف منها کوسیلة اتصال، وربطها بالإشکالیات والأسئلة المطروحة حول فترة الحملة الفرنسیة على مصر وما أنتجته من وثائق کانعکاس حقیقی لها ، والکیفیة التی یقدم بها  الوثائقیُّ إسهامه فی مجال دراسة (الشکل والمضمون)  لتلک الوثائق، والتوصل الی نتائج حول السمات والخصائص والتطورات التی طرأت علی کتابة الوثیقة فی فترة الحملة الفرنسیة علی مصر .

وفی الحقیقة  اهتمت الحملة الفرنسیة منذ بدایتها بتکوین مجالس استشاریة ( دواوین ) فی القاهرة وفی عواصم الأقالیم ( المدیریات ) [v] وبالتالی کان طبیعیا أن تصدر تلک الدواوینُ الوثائقَ التی تنظم العمل فی أشکال متعددة وموضوعات مختلفة وفقا لکل حال؛ ولذا نتجت خطابات مینو عن السیاق الطبیعی لعمل دیوان رشید و الباعث الحقیقی لإنتاج تلک الخطابات یعکس لنا سیاق إنتاجها فالخطابات صدرت لغرض وظیفی (إعلامی إخباری) والنص الوثائقی فیها  هو عبارة عن علاقات اتصالیة فی تفاعل[vi]بین المرسِل والمستقبِل ، وبذلک یصبح إنتاج الخطابات مرتبطًا بکلّ المشارکین فیه؛  فلیس المتحدث بمفرده هو من یصنع وینتج السیاق[vii]بل هناک عناصر أخری فی عملیة الاتصال تشترک فی ذلک الإنتاج أیضًا؛ ولذا لابدّ من أن نشیر إلى مجال الخطاب (أی طبیعة الحدث) الذی ینطلق منه الخطابُ فی سیاقه الزمانی والمکانی ویکون دور الوثیقة هنا هو (قناة / أداة) ویصبح للوثیقة هنا وظیفیة تخزینیة [viii]تسمح بالتواصل معها والتعامل معها عبر الزمان والمکان[ix].

وتم إنتاج الخطابات الثلاثة (المنشورات) فی سیاق الدور الذی قام به منشىء الوثیقة (مینو کحاکم أقلیمی لمدینة رشید)  مع الأخذ فی الاعتبار أن النص یتسم بخصوصیة من أصدره استخدمت فیها الوثیقة کوسیلة اتصال[x]بین السلطة الأعلى ممثلة فی مینو وموجهة لأنفار الدیوان[xi] أو لکامل الرعایا[xii] کنوعیة للأوامر الإداریة التی تصدرها القیادة العسکریة فی منطقة إقلیمیة ولکنها تشترک مع وجهة نظر الحملة ککل،  وهی  تشترک مع غیرها من الأوامر الإداریة فی کونها کانت تصدر بالفرنسیة ویقوم المترجمون بنقلها وبثها کوسیلة تعبر بها إدارة الحملة عن إرادتها وسیاستها وقرارتها وبوصفها قناة إعلامیة من قنوات الحملة، خاصة وأن الحملة أهم مایمیزها عن غیرها من فترات الاحتلال على مصر کونها جاءت ومعها المطبعة (کحدث حضاری خطیر)[xiii].  

 وجاء سیاق الخطاب الأول على  خلفیة صدور قرار إداری (لمینو) بتعینه حاکمًا للإقلیم الشامی لفترة محدده[xiv]وحضور الجنرال (جولیان) [xv] لمدینة رشید فی فترة غیاب (مینو).

ویطلب فی الخطاب من أنفار الدیوان رعایة زوجته وکامل أقاربها، وذلک بصفتهم الإداریة کقائمین على  رعایة مصالح الإقلیم،[xvi]وتظهر الوثیقة هنا بوظیفتها الإعلامیة والإخباریة لما صدر من قرارات من قبل السلطة المرکزیة المتمثلة فی بونابرت، وما یترتبُ علیها من قرارات تحدث تغیرات فی الإقلیم، و هنا یُفهم أنها لم تکن مجرد وثیقة واحدة تقرأ وتُتلى على  أفراد الدیوان فقط،  ولکنها  إعلام لکافة الناس؛  وما یؤکد هذا الرأی وجود أکثر من نسخة مکررة لبعض تلک الخطابات والمنشورات، [xvii]ولذا نجد أن وظیفة "مینو" ظهرت فی الصدارة کمنشیء للخطاب وجاءت بالشکل التالی:

"من عبد الله جاک مینو صاری حاکم الأقلیم الشامی إلى الدیوان ببندر رشید"[xviii]

 

أما سیاق إنتاج الخطاب الثانی وتداوله فجاء على خلفیة نشر وتوزیع منشورات ضد الحملة منسوبة إلى السلطان العثمانی، وهذه المنشورات التی کانت توزع ضد الحملة کانت منتشرة فی کافة الأقالیم،؛ لأننا نجد أن الخطاب محل الدراسة نجده یتقاطع ویتشابک مع نص آخر وهو منشور  آخر[xix] تم توزیعه فی دمیاط من قبل الجنرال دوکا حاکم الاقلیم یحذر فیه ایضا أهل دمیاط من التعامل مع المنشورات المزورة التی تنسب الی السلطان العثمانی التی تحرض  الأهالی ضد الحملة ؛ ولذا نجد أن فی هذا المنشور ان الجنرال "دوکا" أصدر تنبیهًا لذلک وکانت بدایة المنشور کالتالی:

"صورة تنبیه إلى حضرة قضاة الشریعة من الجنرال دوکا حاکم أقلیم دمیاط"

 

وجاء فی نص المنشور:

"أن کثیرا من مشایخ البلاد ومشایخ العرب قدموا لنا جملة فرامانات من الجزار باشا ومن الدولة العثمانیة واستبانة هذه الفرمانات کاذبة ومزورة"

لذا نجد أن الخطاب الصادر من "مینو" فی هذه الحالة بغرض التحذیر من تلک المنشورات وعدم تصدیق ماجاء بها وقمع أی تمرد ضد الحملة بسبب هذه المنشورات؛ ولذا نجد أن "مینو" فی هذه الحالة یوجه خطابه إلى کامل أهالی الولایات، وأصدر هذا المنشور بصفته الوظیفیة کما جاء فی المنشور کالتالی:

"مینو صاری عسکر حاکم ولایة رشید وسکندریة والبحیرة حالا خطابا لکامل أهالی الولایات"

 

وهی نفس الصفة الوظیفیة التی صاحبت المنشور الثالث مخاطبًا فیها کامل الرعایا وجاء بالشکل التالی:

"من مینو عسکر مینو حاکم رشید وإقطاعها بأن کامل الرعایا..."

 

وجاء سیاق الخطاب الثالث على  خلفیة احتیاج  جیش الحملة لإمدادات من التموین، وکذلک تسعى الحملة  لفرض طوق أمنی على البر والبحر،[xx]ونلحظ أن سیاقات الخطابات الثلاث متعددة المستویات وهی تعکس لنا أهداف الحملة التی هی فی باطنها أهدافًا مزدوجة یحاول تسویقها [xxi].

 

(ثانیا) بروتوکولات الخطاب:

أ‌-     النص وبنیته:

حین نتکلم عن نص فی وثیقة ما فإن "الزمن" الذی نشأت فیه الوثیقة حتمًا سینعکس على  شکل صیاغتها والشکل الذی خرجت به ونوعیة التقنیات المستخدمة لاستمالة الجمهور الموجه إلیه الخطاب،  فالمنشورات والخطابات هی وثائق [xxii] نشأت فی زمن الحرب [xxiii].

وبالتالی تتأثر بما یقوم به المحتل من حرب نفسیة دعائیة بهدف السیطرة على  الأفکار[xxiv]من خلال أسالیب عدیدة انعکست على الشکل الذی خرجت به أجزاء الخطابات والمنشورات، فقد جاءت افتتاحیات الخطابات الثلاث بالشکل التالی:

  •  حرر برشید فی 201فلوریال سنة 7 للجمهور الفرنساوی.
  •  حریة        تساویة         جمهور الفرنساوی
  •  من الجمهور الفرنساوی العمارة الواردة للشرق

فنلحظ استخدام کلمتی الحریة والمساواة (شعار الثورة الفرنسیة)[xxv] ودلالة الشعار فی المنشورات هو إیحاء للمصریین بما تحمله الحملة من مبادئ وتبنیها کمفهوم الحریة والمساواة، وتعد المصریین بتلک المبادىء،  وهنا یبرز الجانب الدعائی للوثیقة[xxvi].

 ویتضح من هنا مدى الحرص على إظهار شعار الثورة الفرنسیة فی رأس الخطابات الثلاث مکتوبًا فقط، دون أن یکون مصحوبًا برسم ما، لأن هناک منشورات أخرى صدرت عن الحملة کأن یتصدر رأس المنشور شعار الثورة الفرنسیة فی شکل رسم أو کتابة أو رسمًا وکتابة.

ثم ینتقل لعرض الموضوع مباشرة دون أن یعطی عنوانًا له، والملاحظ أن الخطاب الثانی الذی صدر على خلفیة توزیع منشورات تنسب إلى الدولة العثمانیة لم یذیل بعنوان بالرغم من أن المنشور الآخر الذی یناقش نفس الموضوع ولکنه صادر من الجنرال دوکا [xxvii]لأهالی دمیاط نجد أنه استخدم فی بدایة المنشور لفظ  (تنبیه) واللفظ مناسب تمامًا لفحوى المنشور لأن الغرض من المنشور هنا هو الإعلام والإخبار.

وبالرغم من أن الحملة الفرنسیة عزفت طوال فترة تواجدها بمصر على وتر المشاعر الدینیة إلا أننا نجد أن الخطابات الثلاثة خلت من البسملة رغم أن الخطاب الأول أصدره وهو مضیفًا على اسمه الاسم الذی اختاره بعد اعتناقه الاسلام وهو (عبد الله).

أما خواتیم المنشورات الثلاث فقد جاءت کالتالی:

  •  "ونسأل الله تعالى بجاه نبیه الکریم أن یکون بعونکم ویساعدکم ویسمعنا عنکم مایسر قلبنا ویرینا وجوهکم فی خیر وسلامة والله یحفظکم"
  •  "وهذا تمام الأمر والسلام"

أما بالنسبة لتواریخ اصدار المنشورات، نجد أن:

 المنشور الأول: ذکر التاریخ فیه فی بدایة المنشور "حرر برشید فی 21 فلوریال سنة 7 للجمهور الفرنساوی"[xxviii].

أما المنشور الثانی: فهو غیر مؤرخ ولکنه ذکر فی نص الوثیقة عبارة "من مدة الأربع شهور المتوطنین فیها الفرنساویة"[xxix] ومعنى هذا أن الخطاب صدر فی أول نوفمبر سنة 1798.

أما المنشور الثالث: فهو دون تاریخ[xxx].

 ب‌- اللغة

من واقع الوثائق نجد أن اللغة العربیة واللغة الفرنسیة کانتا لغتی الإعلام الرئیسیتین للحملة الفرنسیة فی مصر، واستخدمت أیضًا اللغة الترکیة، حیث بلغ عدد الوثائق المکتوبة باللغة الترکیة ضمن مجموعة الوثائق التی أتیحت مؤخرًا حوالی 60-80 وثیقة ترکیة[xxxi].

والخطابات الثلاثة "لمینو" مکتوبة باللغة العربیة ولیس لها مقابل فرنسی لأن هناک وثائق ضمن المجموعة المتاحة مؤخرًا یوجد النص العربی وکذلک النص الفرنسی، فوثائق الحملة کانت تصدر باللغة الفرنسیة ثم تترجم إلى اللغة العربیة، وهذا أمر طبیعی لحاکم لا یعرف لغة الشعب المحکوم فلکل منهما لغته، وعرفت مصر ظاهرة ازدواج اللغة قبل الحملة الفرنسیة [xxxii]وبعدها،  وکانت الترجمة إجراء یرتبط بتیسییر عملیة الاتصال ؛ ولذا استخدمت الترجمة من قبل الحملة وسیلة لنقل ونشر التعلیمات والأوامر التی یصدرها قادة الحملة، واستعان قادة الحملة بالمترجمین لأداء دور الوسیط [xxxiii]، وما یهمنا هنا هو فتح المجال من قبل الوثائقین لدراسة الإشکالیات التی یمکن أن تطرح لمناقشة التساؤلات الآتیة:

 "العلاقة بین النص الأصلی وترجمته من منطلق علم الوثائق"[xxxiv] وإلى أی مدى عبر المترجمون عن إرادة المنشئ الأصلی للوثیقة؟

 هل یمکن قیاس مقدار تأثر النص بشخصیة المترجم وخلفیته الثقافیة وبیئته ومدی معرفته باللهجة العامیة المصریة؟

کیف یتعامل علم الوثائق مع نص وثائقی فحواه من شخصیة المُنشئ الأصلی وعبر عنه بألفاظ مصریة من قبل مترجم ربما لا یکون مصریا؟ کلها تساؤلات تفتح مجالاً للعدید من الأبحاث.

 

والخطابات الثلاثة محل الدراسة وصلت إلىنا کما ذکر سابقا وردت إلىنا مکتوبة باللغة العربیة باللهجة المصریة العامیة فی شکل ضعیف المستوی ولکن نستطیع أن نقول أن المترجمین حاولوا تقدیم لون من النصوص یناسب القارىء المصری ویتقبلها (على أساس أن المصریین هم المخاطبون)، ومن أمثلة تلک اللهجة مایلی:

  •  "نعرفکم أن تخلوا بالکم من حریمنا"[xxxv]
  •  "یقبضوا على  کلمن اتا ومعه فرمان کاذب... وکلمن خالف ذلک علمنا انه مایل لطایفة الغز"[xxxvi]
  •  "وملزومین جمیع المشایخ بان الذین  مأجرین محلات الغز المذکور بان یخدمونا بکل أجتهاد ویدفعو الاموال بید المتولی"[xxxvii]

 جـ- تحیزات الخطاب ومغالطاته

الخطابات الثلاثة لمینو بوصفها خطابًا سیاسیًا تستلزم نوعًا من الدعایة السیاسیة، لها خصوصیة فی الممارسة الخطابیة، فالخطابات الثلاث نطقت من طرف الحاکم، وکتبت بواسطة مساعد؛ ولذا تمیزت تلک الخطابات بأنها نتجت نتیجة لعملیة التنسیق بین المشارکین فی إنتاج الخطاب، إلى جانب سیاقات إنتاجه (اجتماعیة- ثقافیة- لغویة )[xxxviii] کل هذه الأمور مجتمعة أنتج الخطابٍ لیحققَ وینجز وظائفه المرتبطة بإضفاء الشرعیة من خلال التأثیر فی الجمهور المخاطب[xxxix]بل والاستجابة لما یحمله الخطاب؛ لذا نجد أنّ خطابات مینو الثلاثة اشتملت على  أسالیب لاستمالة الجمهور المخاطب،  وأخذت صورًا متعددة منها ماورد فی الخطاب الأول مثل قوله:

  • "إن الله تعإلى هو الذی ملک الملوک هو عارف بنیة الجمهور الفرنساوی"[xl]
  • "ان مجیهم بسبب خلاصکم من الحکم القاسی...وإحنا نلاطفکم ونشفق على کم"
  • "إحنا أصحابکم"[xli]
  • "دین الإسلام الشریف هذا واجب علینا حمایته وکذلک جمیع الأدیان..."[xlii]

کما اشتملت الخطابات الثلاثة على  معانی تحمل العدید من المغالطات أو المبالغات منها:

تقدیم مجىء الحملة على  أنه فعل إلهی بقوله:

  •  "وهو تعالى أرسلنا إلى بلادکم لاجل إنقاذکم وخلاصکم" [xliii]
  •  "وسوف تأتی أیام تکونوا فیها مرتاحین الراحة التامة" [xliv]
  •  "إن شاء الله تعالى... تنظرون ما یکون فی الأقلیم المصری من معاطات الأسباب والمتاجر والبیع والشری الذی لم صار مثله ولا فی الزمان السابق"[xlv]

وتحاول خطابات مینو التأسیس لفکرة أن الفرنسیین جاءوا لخلاص المصریین من الطغاة، وهو الله تعالى الذی أرسلنا لبلادکم من أجل إنقاذکم، ولم تخلُ نصوص الخطابات الثلاث من عبارات الترهیب  فعلى  سبیل المثال:

  •  "ان بونابرت ان قال کلمة واحدة تکون سبب هلالکم عن اخرکم"[xlvi]
  •  "من هو الذی عادنا وسلم من الموت" [xlvii]

ومن التحلیل السابق لنصوص ثلاث خطابات "لمینو" یتنیبن لنا أنها فی طبیعتها أوامر إداریة،  وهی نصوص أسست لشکل وثائقی  ونمط لکتابة الوثائق أتخذ شکله وتکوینه الممیز من خلال سیاقات إنتاجه فی ظرف تاریخ "خاص": وهو الحملة الفرنسیة على مصر، واتخذ هذا الشکل کوسیلة تواصل بین محتل ینطق لغة لایعرفها شعب الأرض المحتلة،  وأخذت الوثیقة هنا وظیفة جدیدة کوسیلة إعلامیة إخباریة خرجت فی شکل أمتزج فیه الإعلام والدعایة والتضلیل والتلاعب أحیانا أخرى؛ ولذا لو تمکن المتخصصون من جمع الرصید الوثائقی للحملة الفرنسیة الموزع فی أکثر من مکان وإخضاعه لدراسة تکاملیة تراتبیة -خاصة بعد مقابلة النصوص الفرنسیة بترجماتها- لاستطعنا من متابعة التطورات التی طرأت على الشکل والمضمون [xlviii]ونتمکن  بذلک من تحقیق جزء مما نصبو إلیه  فی تخصص الوثائق من وضع واستخلاص القواعد التی حکمت کتابة الوثیقة (العربیة المترجمة) فی فترة الحملة الفرنسیة واستطعنا أن نساهم فی إنتاج معرفة جدیدة من خلال الاهتمام بسیاقات إنتاج النصوص التی تحقق لنا فهمًا حقیقیًا ومحاکمة عادلة فی مجال فهم النصوص وتفسیرها.

[i] وثیقة رقم     B6  22( 0850-0856) بتاریخ 7 مایو 1799

[ii] استخدمت الثورة الفرنسیة (1789) تقویمًا جدیدًا لیحل محل التقویم المیلادی وذلک عقب إلغاء الملکیة الفرنسیة وإعلان الجمهوریة حیث احتفل بأول عید للجمهوریة الفرنسیة 22 سبتمبر 1792 وأدخلت حکومة الثورة تقویما جدیدا یشتمل على اثنی عشرَ شهرًا؛ تبدأ السنة الجدیدة بشهر فندیمیر الذی یبدأ من 21 سبتمبر حتی 21 أکتوبر ویقصد بشهر فلوریال هو 21بریل إلى 19 مایو للمزید حول تقویم الحملة الفرنسیة انظر: محمد الحناوی. المرجع السابق ص4.

[iii] وثیقة رقمB6 15( 0150 -0145)  san date

[iv] وثیقة رقم B6 15 (0183-0147)   بتاریخ 23 اکتوبر 1798

 [v]حول التشکیلات الدیوانیة والهدف منها من المفید الرجوع إلى :

عاصم الدسوقی . الفرنسیون فی مصر وأستثارة العقل . مقال فی کتاب ( مائتا عام علی الحملة الفرنسیة فی مصر ) تحریر ناصر إبراهیم . إشراف رءوف عباس . القاهرة . الهیئة العربیة للکتاب ،2008 ص631

[vi] حول النص والاتصال انظر محمد العبد. النص والخطاب والاتصال. ط1. القاهرة: الأکادیمیة الحدیثة للکتاب الجامعی، 2005.

[vii] ظهرت إشکالیات جدیدة لدراسة علم الوثائق من وجهات نظر معاصرة وفتحت النقاش حول العدید من القضایا حول الأشخاص الذین یشکلون الوثیقة وفی هذا المجال أصدرت (Duranti )  ست مقالات حول مفاهیم جدیدة للتخصص  للمزید انظر:Dursnti. Diplomatics. New uses for an old science. The Journal of Association of candian Archivists.1988

[viii] حول علم الوثائق والتطورات التی طرأت على  ظهور وجهات نظر جدیدة حوله انظر:Caroline William. Diplomatic Attitudes from Mabillion to Metadata< Journal of society of Archivists.26.NO 1.2005

[ix] حول الملابسات المحیطة بالنص انظر: سمیة محامدیة. دور السیاق فی تحدید الدلالة الوظیفیة. رسالة ماجستیر. تونس. کلیة الآداب واللغات. جامعة محمد خیضر بجامعة سکرة،2013.

 [x]عرف الاتصال نظریًا بأنه العملیة التی تنتقل بواسطتها المعلومات والخبرات بین فرد وآخر أو بین مجموعة من الناس وفق نظام معین من الرموز من خلال قناة أو قنوات تربط بین المصدر والمرسل، واعتبرت عملیة الاتصال طریقا للتعایش الاجتماعی وأساسًا للمشارکة فی المعرفة البشریة انظر: صالح بن مبارک الدباسی. التریب ونظریات الاتصال، رسالة الخلیج العربی، ع39،  س12 1412-1991 ص 29.

[xi] (أنفار الدیوان السبعة) من أبرز سیاسة الحملة الفرنسیة هو إنشاء الدواوین سواء فی القاهرة أو فی الأقالیم  والدواوین الإقلیمیة یتألف کل منها من سبعة أعضاء یتعاون الدیوان الإقلیمی مع السلطات الفرنسیة المحلیة فی السهر على  مصالح الإقلیم  للمزید انظر: محمد سعید العشماوی. مرجع سابق  ص 58 ومابعدها.

[xii] وثیقة رقم B6 15 ((0183 -0147) بتاریخ 23 أکتوبر 1798 ( لوحة رقم 3)

[xiii] مما یلفت النظر فی هذه الحملة هو حرص بونابرت على  تزوید الحملة بجهاز طباعی والتی لعبت دورًا هامًا فی الحملة  وللمزید حول الطباعة والصحافة فی مصر أثناء انظر: إبراهیم عبده. تاریخ الطباعة والصحافة فی مصر خلال الحملة الفرنسیة 1798- 1801. القاهرة: مکتبة الأداب، 1949.

[xiv] وثیقة رقم B6 22 (0850-0856 )    لوحة رقم 1 سطر 17

[xv] B6 22 (0850-0856 )     لوحة 1 سطر 42  

[xvi] حول الأنفار السبعة بالدیوان انظر: محمد فؤاد شکری: الحملة الفرنسیة وخروج الفرنسیین من مصر. القاهرة: دار الفکر العربی، 1960م. ص102.

 وأیضًا حول التشکیلات الدیوانیة التی أنشأها بونابرت سواءً فی القاهرة أو الأقالیم انظر: عاصم الدسوقی. الفرنسیون فی مصر واستنارة العقل . ص 360.

[xvii] تمکنت الباحثة من الوصول لهذا الرأی بحکم اطلاعها على مجموعة الوثائق من خلال جلسة عمل تحضیریة للمشارکة فی المشروع الفرنسی المشترک تحت رعایة المعهد الفرنسی للآثار الشرقیة بالقاهرة، ویهدف المشروع إلى نشر وتحقیق مجموعة الوثائق الخاصة بالحملة الفرنسیة 1789-1801 المحفوظة بأرشیف (فانسن) وتم فی هذه الجلسة التعریف بالمجموعة وکانت الجلسة بتاریخ 31/1/2017.

[xviii] وثیقة رقم B6 22 (5850 .0856 ) لوحة 1 سطر 2

 [xix]وثیقة درقم  B6 11 ( 0232 )   بتاریخ 9 نوفمبر 1798

 [xx]البر والبحر وثیقة رقم B6 15 (0183 .0147 ) بتاریخ 13 اکتوبر 1798

[xxi] من المفید الرجوع إلى الآراء المختلفة حول الحملة الفرنسیة ومنها: لیلی عنان. الحملة الفرنسیة تزویر أم تنویر. القاهرة: دار الهلال، مارس 1988، 567.  زینب عبد العزیز. الفرنسسین: مائتا عام على حملة المنافقین الفرنسیین. ]د.ن[، 1998م.

   [xxii] من المفید هنا الرجوع الی:- سلوی علی میلاد . الوثیقة القانونیة. أهمیتها، أجزاؤها. دار الثقافة والنشر ,1986

 [xxiii]محمد قیراط. الإعلام فی زمن الحروب والأزمات. مجلة التواصل. ع 16 یولیو 2006. ص ص 158-159.

[xxiv] تیموثی میشیل. ترجمة بشیر السباعی. استعمار مصر. القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر، 1958. ص ص227-228.

[xxv] عن شعار الحملة الفرنسیة انظر: لویس عوض. الثورة الفرنسیة. القاهرة: الهیئة المصریة العامة للکتاب،1992. ص ص176-177 وأیضًا

تاریخ الاطلاع 2/1/ 2017       www. Diplomatic. gouv. fr              

[xxvi]على کورخان. صورة نابلیون بونابرت من الدعایة إلى الأسطورة. مائتا عام على  الحملة الفرنسیة. رؤیة مصریة. القاهرة: الدار العربیة للکتاب.

[xxvii] دوکا کان وکیلا لنابلیون وللمزید انظر

عبد الرحمن الجبرتی . تاریخ الجبرتی . القاهرة . مطبعة الانوار المحمدیة . ج3 ص 98

 [xxviii]انظر لوحة  (1 ) سطر  1

 [xxix]انظر لوحة ( 2 ) سطر 5

 [xxx]انظر لوحة  (3 9 سطر 3

[xxxi] هذا العدد جاء بناء على  الجلسة التحضیریة التی عقدها المعهد الفرنسی بالقاهرة والخاصة بمشروع بنشر وتحقیق  مجموعة جدیدة من وثائق الحملة التی تمت إتاحتها مؤخرًا من قبل أرشیف فانس ومرفق مایفید اشتراک الباحثة فی المشروع.

[xxxii] حول قضیة ازدواج اللغة ارجع إلى: جمال الدین الشیال. تاریخ الترجمة فی مصر فی عهد الحملة الفرنسیة. القاهرة: مکتبة الثقافة الدینیة، 1950. عبدالسمیع سالم الهراوی. لغة الإدارة العامة فی مصر فی القرن التاسع عشر. المجلس الأعلى لرعایة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعیة. الکتاب الأول. ص26.

[xxxiii] حول أشهر المترجمین انظر: دالیا على محمد: دراسة لغویة لسبعة منشورات صادرة باللغتین الفرنسیة والعربیة (1798-1801): (مائتا عام على الحملة الفرنسیة). مکتبة الدار العربیة للکتاب. ص ص214-236.

[xxxiv] هذه الإشکالیة نصا کانت هی هدف بحث مقبول للنشر من کل من الباحثتین صفوة بدیر، وغادة طوسون وقد ألقی فی: المؤتمر الأول لجامعة 6 اکتوبر بعنوان (الدراسات البینیة بین الأدب واللغة والترجمة 9 فی الفترة من 16-19 مارس 2017

 [xxxv]لوحة رقم ( 1 ) سطر 11

[xxxvi] لوحة رقم (2 ) سطر 51

 [xxxvii]لوحة رقم (3 ) سطر 27، 28

[xxxviii]حول بعض المفاهیم المرتبطة بالخطاب مثل: (الترابط _ والاتساق) من المفید الرجوع إلى: فان دایک. ترجمة عبد القادر قنینی. النص والسیاق. بیروت أفریقیا الشرق، 2000.

[xxxix]عبد العزیز سراج. الدعایة وإشکالیة التواصل: الدعایة السیاسیة نموذجًا. (مجلة علامات ع 26 ص ص77-82 فاس. الجزائر. مختبر. السیمیائیات.           

[xl] لوحة  رقم ( )1سطر 32’33

 [xli]لوحة  رقم (2 )  سطر 15

 [xlii] لوحة رقم (3 ) سطر 38 ،39 

[xliii] لوحة (1 ) سطر 35 ، 36

[xliv] لوحة رقم ( 1 ) سطر 24 ،25

 [xlv]لوحة رقم ( 1 ) سطر 30

[xlvi] لوحة رقم ( 2 ) سطر 15 ،16

[xlvii] لوحة رقم ( 2 ) سطر 21

[xlviii] حول فکرة التطور الحادث علی الوثائق العربیة الخاصة من المفید الرجوع إلى: إنصاف عمر مصطفی .دراسة فی صیغ الوثائق الخاصة ومدی مطابقتها لقواعد علم الشروط . رسالة دکتوراه. کلیة الآداب، جامعة القاهرة، قسم المکتبات والوثائق ,1995.



[i]حول الخصائص المنهاجیة لاستخدام التاریخ من المفید الرجوع إلى: بکر مصباح. التاریخ والتحلیل السیاسی. دراسة منهاجیة. رسالة ماجستیر. کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسیة. جامعة القاهرة. 1976.ص ص 189-199.

[ii] حول دراسة نصوص وثائقیة فی إطار إشکالیات علم التاریخ انظر: مجدی جرجس. عقود الفائدة بین الشرع وال فائدة بین الشرع والقانون. مقال فی ( مجلة الروزنامة، الحولیة المصریة للوثائق ) ع.11.القاهرة ز دار الکتب والوثائق القومیة. 2013.ص ص 10-30.



 [i]للتعرف على الحملة الفرنسیة کحدث تاریخی من منظور متعدد الرؤى لابد من الرجوع إلى الدراسات التی صدرت عن أعمال مؤتمر الجمعیة المصریة للدراسات التاریخیة والتی بلغ عددها عشرین بحثًا للمزید انظر:

الجمعیة المصریة للدراسات التاریخیة. مائتا عام على الحملة الفرنسیة .تحریر ناصر أحمد إبراهیم. إشراف رءوف عباس. القاهرة: الدار العربیة للکتاب، 2008 م

[ii] جاک فرانسو مینو، أحد قادة الحملة الفرنسیة على مصر وحاکم منطقة رشید، تسلم قیادة الحملة الفرنسیة على مصر بعد مقتل کلیبر فی یونیة 1800 للمزید ارجع إلى:

عبد الرحمن الجبرتی. عجائب الآثار فی التراجم والأخبار. تحقیق وشرح حسن محمد جوهر وآخرون، دراسة وتقدیم أحمد زکریا الشلق. القاهرة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، 2012. جـ5ـ ص ص 156- 217

محمد فؤاد شکری. الحملة الفرنسیة وخروج الفرنسسین من مصر. القاهرة: دار الفکر العربی، 1960. ص ص 103-106.

 [iii]أی دارس للحملة الفرنسیة على مصر لایمکنه من تکوین رؤیة دون الرجوع إلى مجموعة وثائق الحملة الفرنسیة على مصر والمحفوظة بدار الوثائق القومیة تحت عنوان (إدارة الوثائق الخاصة) وحدة الأرشیف الأوروبی. المجموعة الوثائقیة للحملة الفرنسیة وحول هذه المجموعة انظر:

محمد عبد الحمید الحناوی. وثائق الحملة الفرنسیة 1798- 1801 مصدرًا لتاریخ مصر الحدیث. متاح على:

 www.book-cloud.com تاربخ الاطلاع 1  / 1/  2017                              

 [iv]حول وثائق الحملة الفرنسیة فی مکتبة جامعة القاهرة انظر:

أحمد عبد الرازق أحمد. کشاف بالوثائق الفرنسیة فی مکتبة جامعة القاهرة. بحث ألقی فی ندوة الجمعیة المصریة للدراسات التاریخیة بالاشتراک مع المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب والعلوم الاجتماعیة فی الفترة 16-23 أبریل 1974م.

[v] هناک دراسة الدکتور ناصر أحمد إبراهیم اعتمدت على خطابات للممالیک فترة الحملة الفرنسیة وهی تغطی جزءًا أساسیًا لتلک الفترة للمزید انظر:

ناصر أحمد إبراهیم. دراسة فی جوابات الممالیک (مجلة الرواق ع3 ینایر 2017) الدوحة: مرکز حسن بن محمد للدراسات التاریخیة، 2017.

[vi] هناک أیضًا بحث حول وثائق دار الوثائق القومیة قام به فریق عمل لعرض مقتنیات دار الوثائق القومیة من وثائق الحملة ولقد تم إعداد فهرس مفصل باللغتین العربیة والفرنسیة فضلاً عن نشر لبعض الوثائق المختارة وترجمتها إلى العربیة للمزید انظر:

دار الکتب والوثائق القومیة. مختارات من وثائق الحملة الفرنسیة (1798- 1801) إعداد وترجمة باتسی جمال الدین. ترجمة أمیرة مختار محمود. مراجعة وإشراف مدیحة دوس. القاهرة،2004

 [vii]تتباین الوثائق فی أدوارها الوظیفیة وفقا لعوامل کثیرة ومن خلال تلک الوظائف تتضح لنا علاقات السلطة والأدوار والمستویات لکل المشارکین فی الخطاب، وتتنوع وفقًا لذلک الدور الذی تقوم به الوثیقة فهناک الوثائق التی تعد خطاب سیاسی وأخرى خطابات شخصیة ومنها ما یقوم بدور إداری تنظیمی وهناک دراسة مهمة لثلاث وثائق إداریة من وثائق الحملة انظر:

مصطفى أبو شعیشع. من وثائق الحملة الفرنسیة فی العصر الحدیث: ثلاث وثائق إداریة أثناء الحملة الفرنسیة على مصر. ( مجلة المکتبات والمعلومات العربیة،  س 2، ع2 ) القاهرة،1982.

 [viii]حول تفاصیل أکثر حول الرمز الکودی لوثائق الحملة الفرنسیة على مصر سواء المحفوظة بدار الوثائق القومیة بالقاهرة أو مثیلاتها فی فرنسا انظر:

عبد الحمید الحناوی. المرجع السابق. ص ص 5-9 متاح على:

www.book-cloud.com   تاریخ الاطلاع  5/1/2017

[ix] وثیقة رقم   0589-  9- ( B6) بتاریخ 15 أکتوبر 1798 صادرة من مینو إلى أنفار الدیوان برشید بخصوص تنظیم ضریبة الترکات.

[x]وثیقة رقم  0305- 8- -B6 بتاریخ 27 سبتمبر 1798 صادرة من أنفار الدیوان إلى صاری عسکر رشید (مینو) بخصوص وضع تسعیرة لأجرة الدواب.

[xi]وثیقة رقم 0012- 8-( B6) صادرة من محب جرجس عابد إلى  مینو بخصوص تحرکات حسن طومار  بتاریخ 5 ربیع 1212ه  وفی هذا الإطار هناک بحث تحت الإعداد للزمیلة  صفوة بدیر تناقش فیه الوثائق الاستخبارتیة فی زمن الحملة الفرنسیة.

[xii] سلطة الوثیقة : الوثیقة هی نص أبن لحظة تاریخیة ما ، وهذا النص له اهداف ومستویات یحاول تحقیقها  ومن خلال مکونات النص نستیطع ان نعرف نقاط الهیمنة التی تسیطر علی إنتاج النص وتعطیة القوة التی من خلالها یحقق اهدافه الوظیفیة . للمزید حول سلطة النص انظر

عمر عبد الله نایف .سلطة النص وافاق التجاوز . رسالة دکتوراة . کلیة الاداب ،قسم اللغة العربیة ،جامعة الأردن 2001 ، عبد الهادی عبد الرحمان ..سلطة النص ط2 دار الانتشار العربی .2003

[xiii] اختیار الباحثة لثلاث وثائق فقط هو التزامًا أخلاقیًا أتفق علیه فریق العمل فی مشروع المعهد الفرنسی بالقاهرة والذی نص على السماح للباحثین فی ذلک المشروع باستخدام ثلاث وثائق کحد أقصى لعمل الأبحاث لحین إتاحة کافة الوثائق للنور بعد نشرها.

[xiv] حول نص أول بیان من نابلیون انظر:

شیرین صادق الجندی. التأثیر الثقافی للحملة الفرنسیة على مصر. القاهرة. الحضری للطباعة. 2009، ص127.

[xv](متی بدأ ظهور الصحافة العربیة فی مصر؟) هذا سؤال حاول العدید من الباحثین الإجابة علیه، ویرى البعض أن مصر قبل أن یکون لها صحافتها العربیة کانت مهدًا لصحف أخرى حیث أصدرت الحملة الفرنسیة صحیفتین فرنسیتین إحداهما لجنودها وهی: (لو کورییه دی لیجیبت) والثانیة لعلمائها وهی:  (لادیکاد اجبسیین)  وحول فجر الصحافة فی مصر هناک دراسة هامة هی: أحمد محمد الصاوی. فجر الصحافة فی مصر. القاهرة. الهیئة العامة للکتاب. 1975 ص ص 7-8.