التأهيل المقلوب لإعداد طلاب المرحلة الثانوية للحياة الجامعية (تصور مقترح لتطوير برامج السنة التحضيرية في الجامعات السعودية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

المستخلص

يهدف البحث للإجابة عن السؤال التالي: ما دور التأهيل المقلوب لبرامج السنة التحضيرية في إعداد طلاب المرحلة الثانوية للحياة الجامعية؟  
البرامج التحضيرية تهدف إلى إعداد الطالب للانتقال من مرحلة التعليم العام إلى مرحلة التعليم الجامعي، وذلک بتطوير مستوى اللغة الانجليزية وأسلوب التحصيل العلمي والمهارات لدى الطلاب لتمکينهم من النجاح والتفوق في دراستهم الأکاديمية، وينتج عن ذلک زيادة کفاءة الجامعات الداخلية. وقد ينحصر مفهوم السنة التحضيرية وممارساتها التطبيقية على الصعيد المحلي من قبل الجامعات السعودية على تقديمها بشکل مستقل ولمدة عام واحد، سواءً تم ذلک من قبل القطاع الخاص وبنسب مختلفة، أو تقديمها بالکامل عن طريق الجامعة نفسها کجزء من منهجها الأکاديمي. ولکي تحقق برامج السنة التحضيرية في الجامعات السعودية الأدوار المأمولة منها مستقبلاً، يقترح البحث أن يتم التحول من مفهوم السنة التحضيرية Preparatory year، إلى مفهوم البرنامج التحضيري Preparatory Program، من خلال تنويع الممارسات التطبيقية التي تقدم لتستهدف الطلاب قبل تخرجهم في المرحلة الثانوية، ويتم ذلک من خلال:

نشر الوعي: التوجه نحو المجتمع المدرسي للتعريف ببرامج الجامعة وتخصصاتها.
التوجيه: تحديد ميول طلاب المرحلة الثانوية واتجاهاتهم للمساهمة في توجيهم وتعريفهم بقدراتهم وإمکانياتهم، وتيسير انتقاء المناسب منهم لبرامج الجامعة وتخصصاتها.
الإعداد: تطبيق بعض مناهج السنة التحضيرية في المرحلة الثانوية من خلال تأهيل مجموعة من المعلمين للقيام بذلک.
التقويم.

الكلمات الرئيسية


المقدمة:

تشهد المملکة العربیة السعودیة نهضة حقیقیة فی تنمیة الموارد البشریة بشکل عام، وبالأخص فی مجال التعلیم العالی، ویعزز ذلک مقدار الاهتمام والحرص من أعلى سلطة فی الدولة وحجم الإنفاق السخی الموجهة لهذا الغرض. الاستثمار تم تأکیده فی رؤیة المملکة العربیة السعودیة 2030، من خلال برنامج رأس المال البشری (رؤیة، ٢٠١٦م، ص ٧٨)، وأکده برنامج التحول الوطنی 2020 بأهداف استراتیجیة لعدد من الجهات المشارکة فیه (برنامج التحول، ٢٠١٦م، ص ٣٤-٩٧).

وقد بلغت میزانیة قطاع تنمیة الموارد البشریة فی خطة التنمیة التاسعة ٧٣١,٥ ملیار ریال وتشکل ٥٠,٦٪ من اجمالی المخصصات المالیة المعتمدة، وقطاع تنمیة الموارد البشریة فی خطة التنمیة التاسعة یشمل التعلیم العالی، والعام، والفنی والتقنی، والعلوم والابتکار (وزارة الاقتصاد والتخطیط. 1431ه، ص77).

فالإنفاق على التعلیم العالی قد ارتفع بما نسبته) 155.9%) خلال الفترة من 1430ه وحتى 1434ه، حیث بلغ الإنفاق فی العام 1430ه) 31.720 (ملیوناً، واستمر فی التزاید حتى بلغ (80) ملیار فی عام 1434ه (التعلیم العالی فی المملکة العربیة السعودیة ،1435ه، ص 205).

ورغم الزیادة فی اعداد السکان والتی بلغت فی متوسط سنوی بلغ (3.04%) خلال الفترة من عام 94/1395هـ إلى العام 33/1434ه، وبالتأکید رافق ذلک النمو زیادة فی الطلب على التعلیم العالی، ولکن حجم الإنفاق على التعلیم بشکل عام وعلى التعلیم العالی بشکل خاص فاق هذا النمو (وزارة الاقتصاد والتخطیط، 1434ه، ص 149).

فارتفع معدل الإنفاق الحکومی على الطالب فی التعلیم العالی من) 41.860 (ریالاً فی سنة 1430ه، إلى) 58.897 (ریالاً فی العام 1434ه. وبلغت نسبة الإنفاق على التعلیم العالی ما مقداره (8.6%) من مجمل الإنفاق الحکومی، کما بلغت نسبة الإنفاق على التعلیم العالی) 46.5% (من الإنفاق على التعلیم، وأما الإنفاق على الطالب کنسبة من نصیب الفرد من الناتج المحلی الإجمالی فقد بلغ) 62.2%)، وارتفع عدد جامعات المملکة خلال السنوات السبع الماضیة من (20)  إلى (34) جامعة ، وارتفع عدد الجامعات لکل ملیون نسمة من السکان إلى (1.16) فی العام 1434ه، کما ارتفعت أعداد الکلیات بنسبة نمو کلیة بلغت (74%)، ووصل عددها فی نهایة الفترة إلى (569)، منها (72) کلیة أهلیة . وبلغت نسبة النمو السنویة فی أعداد المستجدین إلى (10.9% ) ، فیما بلغ المعدل الکلی للفترة نفسها (62.4%)، وبلغ عدد المنتظمین فی العام 1434ه (341.145) ، وبلغت نسبة النمو السنویة فی أعداد المستجدین المنتظمین إلى (9.7% )، فیما بلغ المعدل الکلی للفترة نفسها (44.8% )، وارتفعت أعداد الخریجین بنسبة (35.4%) ، والمستجدین (62.4)، فیما کان النمو فی أعداد المقیدین هو الأعلى بنسبة بلغت (79.3%) خلال الفترة من 1430-1434ه. وبلغت نسبة الالتحاق الإجمالیة للسکان السعودیین (68.4%)  لسنة 1434ه، فیما أن  أعلى نسبة التحاق ضمن مجموعات الدول کانت لمجموعة أمریکا الشمالیة وأوروبا الغربیة ، حیث بلغت النسبة الإجمالیة فی هذه المجموعة (77%)، أما المتوسط العالمی فبلغ (30%)، وتُعنى نسبة الالتحاق الإجمالیة بقیاس التوجهات التعلیمیة للسکان ضمن الفئة العمریة المناظرة للالتحاق بالتعلیم العالی، کما تعبر بشکل أو بآخر عن الطاقة الاستیعابیة لمؤسسات التعلیم العالی فی الدولة أو المجموعة (مرصد التعلیم العالی، 1435ه، ص ص: 22 ــــ 211).

فقد قبل فی الجامعات الحکومیة فی المملکة العربیة السعودیة للعام ال دراسی1435/1436هـ (293665) طالب وطالبة، بنسبة (84.1٪) من المقاعد الدراسیة المتاحة فیها (وزارة التعلیم العالی ،1436ه).

إن المفتاح لتحسین تعلم الطالب، هو ضمان حدوث تعلیم أکثر جودة، فی أکثر الفصول الدراسیة، وفی أکثر الأوقات

 (DuFur, and Mattos,2013: p34).

لذلک بذلت الجامعات جهوداً حثیثة لرفع الکفاءة الکمیة الداخلیة من خلال الإسهام بفاعلیة فی تطویر العملیة التعلیمیة، سعیاً منها إلى التخفیف من نسب الهدر المالی الذی لا یسلم منه أی نظام تعلیمی فی العالم. وتشیر بعض الدراسات البحثیة إلى أن بعض الأفواج فی الجامعات یتسرب منهم نسبة تصل فی متوسطها إلى (30%)، وأن عدد السنوات التی یمضیها الطالب فی الکلیات ذات الأربع سنوات یصل متوسطها إلى (5.5) سنة أی بزیادة عن المدة المقررة بنسبة (37%) وتؤکد إحدى الدراسات حول کلیات البنات فی المملکة أن متوسط السنوات التی تقضیها الطالبة فی الکلیة ذات الأربع سنوات هی ست سنوات. ولزیادة الکفاءة الداخلیة، فإن الجامعات تسعى بالمتابعة من خال العدید من الوسائل، مثل: الإرشاد الأکادیمی، ومتابعة نتائج الطلاب سنویاً، ودراسة حالات التعثر ومساعدة الطلاب لتجاوزها، والحرص على إیجاد مناخ علمی واجتماعی جاذب ومشجع للانتماء إلى الجامعة، مما یؤدی إلى خفض نسب الرسوب والتسرب، وتحسین معدلات الکفاءة الکمیة الداخلیة فی الجامعات. (الإدارة العامة للتخطیط والإحصاء، 1434هـ، ص: 55).

وهناک العدید من الإجراءات التی تستهدف تحسین جودة مخرجات الجامعات، وتطویر أدائها، منها إنشاء المرکز الوطنی للقیاس، وکذلک المرکز الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی (NCAAA)، وتشجیع الجامعات السعودیة من قبل وزارة التعلیم على المشارکة وتحقیق مراتب متقدمة فی التصنیفات العالمیة للجامعات.

وشهدت مؤشرات البحث العلمی تحسناً لافتاً خلال الفترة الماضیة، حیث ارتفعت أعداد طلاب الماجستیر والدکتوراه بنسبة (172.8%)، کما ارتفع الإنتاج البحثی للمملکة بنسب نمو عالیة بلغت (267,25%) حسب تصنیف (Scopus)، و(78.88) حسب تصنیف(ISI). وقد حلت المملکة فی المرتبة الثانیة عربیاً من حیث حجم الإنتاج البحثی. وقد بلغ إجمالی الإنفاق على البحث العلمی لعام 1433-1434ه، (24.2) ملیار ریال. ویساوی هذا الإنفاق ما نسبته (0.9%) من الناتج المحلی الإجمالی الذی بلغ (2.727) تریلیون ریال. وهذا المبلغ یفوق حجم الإنفاق فی العام 1432 - 1433ه، الذی بلغ (22,6) ملیار ریال تقریباً، وقد شکل ما نسبته (1,08%) من الناتج المحلی فی ذلک العام والبالغ (2,1) تریلیون ریال.  (مرصد التعلیم العالی ،1435ه، ص ص: 22 ــــ 211).

ویحدث تحسین لسیر نظام ضمان الجودة فی مختلف مؤسسات التعلیم العالی فی العالم، فالتعلیم علیه أن یحافظ على جودته بصورة مرتفعة، وکذلک موارده المالیة، لیکون قادرة على المنافسة مع غیره من مقدمی هذه الخدمة، فالمؤسسات التی تتفاعل بصورة أکثر فاعلیة مع هذه الضغوط المتعلقة بانخفاض الموارد المالیة (الدخل) والمنافسة بین المؤسسات، وکذلک للحصول على أفضل الطلاب، من المتوقع أنها تملک نظام لضمان جودة الأداء قادر على مواجهة التحدیات فی العقود المقبلة Bernhard, A , 2012)).

وتطبیق السنة التحضیریة کان بالتأکید للمحافظة على استمرار الطلاب والحد من تسربهم وذلک بتأهیلهم للحیاة الجامعیة، وبذل الجهود فی تطویرها وتحسین ممارساتها التطبیقیة وتجوید مدخلاتها وعملیاتها ومخرجاتها سیساهم فی تحقیق النجاح الأکادیمی لطلابها.

 

*مشکلة البحث:

السنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة بشکل عام، تهدف إلى إعداد الطالب للانتقال من مرحلة التعلیم العام إلى مرحلة التعلیم الجامعی. وذلک بتطویر مستوى اللغة الانجلیزیة وأسلوب التحصیل العلمی والمهارات لدى الطلاب، لتمکینهم من النجاح والتفوق فی دراستهم الأکادیمیة، ومن أهم نتائج ذلک هو زیادة کفاءة الجامعات الداخلیة، من خلال الحفاظ على استمراریة الطلاب فی الدراسة الجامعیة، والحد من تسربهم ورسوبهم.

وتشیر کثیر من الدراسات والأبحاث إلى أن للسنة التحضیریة دورًا محوریًّا فی تهیئة الطلاب والطالبات للدراسة والحیاة الجامعیة بما تتطلبه من إعداد مهاری وعلمی ونفسی واجتماعی، وهذا یعد من الأهداف المرکزیة للسنة التحضیریة، غیر أن هناک أهدافًا أخرى تتعلق بقضایا رفع مستوى الجودة والنوعیة فی التعلیم الجامعی (العقیلی، 1345ه، ص: 43).

وتطبیق البرامج التحضیریة بمختلف صورها ومنها السنة التحضیریة أثبت کفاءة عالیة فی تحسن قدرات ومهارات الطلاب العلمیة والعملیة وبالتالی أدائهم الأکادیمی، واندماجهم فی الحیاة الجامعیة (McMullen,2014)، (Kirabo,2014)، (کوخ، أندرو، وجاردنر، جون، 1435ه).

وتشیر دراسة (McMullen,2014) لإدراک طلاب السنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة لقیمة برنامج السنة التحضیریة وأهمیته فی إعدادهم، وخصوصاً فی مجال مهارات اللغة الإنجلیزیة.

وخلصت دراسة تقویمیة للسنة التحضیریة فی جامعة الملک سعود على أن السنة التحضیریة فی عمومها کانت إضافة إیجابیة لنظام التعلیم فی الجامعة مع وجود أهمیة لتطویرها. فقد تبین أن لها دوراً إیجابیاً فی الأداء الأکادیمی للطلاب ، فمعدل السنة التحضیریة کان الأعلى ارتباطاً والأقوى تنبؤاً بمعدلات السنة الثانیة مقارنة بالاختبار التحصیلی واختبار القدرات ومعدل الثانویة العامة ، وأن دفعات ما بعد تطبیق السنة التحضیریة کانت أفضل فی المعدلات الفصلیة وفی أداء بعض المقررات من دفعات ما قبل تطبیق السنة التحضیریة ، وکذلک وفق ما أکدته آراء الطلبة ممن أنهوا السنة التحضیریة والتحقوا بتخصصاتهم (بلغت نسبة تحقیق أهداف السنة التحضیریة من وجهة نظرهم 74% )، وبلغت نسبة المنسحبین من السنة التحضیریة 10٪ (مرکز التمیز فی التعلم والتعلیم ، 1435ه ، ص3 ) . ونجد إن العام الجامعی الأول فی الولایات المتحدة الأمریکیة هو الفترة التی یحدث فیها أکبر نسبة تسرب من التعلیم (کوخ، أندرو، وجاردنر، جون، 1435ه، ص: 22).

وفی أحد البرامج التدریبیة تبین للباحث بعد مناقشته لمجموعة من طلاب السنة التحضیریة وأعضاء هیئة التدریس فی أحد الجامعات السعودیة، أن هناک العدید من المشکلات التی تواجه الطرفین، فالطلاب یشتکون من صعوبة ما یتلقونه وتعقید المناهج والتکالیف، وعدم قناعتهم بکل ذلک، وأعضاء هیئة التدریس یشتکون من ضعف دافعیة الطلاب وعدم تفاعلهم واهتمامهم بشکل عام.

فهناک العدید من المشکلات التی تواجه الطلاب فی السنة التحضیریة بالجامعات السعودیة منها : قبول الطالب فی قسم بدون رغبته ، واختلاف نظام الدراسة فی الجامعة عن التعلیم الثانوی ، وضعف مستوی بعض الطلاب فی اللغة الانجلیزیة قبل الالتحاق بالجامعة ، وصعوبة المقررات بالسنة التحضیریة ، وعدم القدرة على التأقلم مع البیئة الجامعیة ، وغیاب الحوافز فی الجامعة  ، وصعوبة استیعاب بعض المواد الدراسیة ، ارتفاع أسعار الکتب الدراسیة ، کثرة الواجبات ومتطلبات المقرر (بحوث، تقاریر) ، کثرة المعلومات فی کل مقرر ، الحاجة الماسة للإرشاد فی المجال الأکادیمی ، والمهنی ، والنفسی ، والاجتماعی ، انسحاب وتسرب الطلاب . (مرکز التمیز فی التعلم والتعلیم، 1435ه)، (طشطوش، 2012م)، (عبد العال ،2010م)، (العنقری، 1423ه).

وهذه المشکلات یقابلها ارتفع واضح فی عدد الطلاب المستجدین من (272.854) طالباً وطالبة فی عام 1430ه، إلى (443.179) فی العام 1434ه، وکانت نسبة الطلاب فی مستوى البکالوریوس (81.8%) من إجمالی الطلاب فی السنة نفسها (مرصد التعلیم العالی ،1435ه، ص: 24).

وفی المقابل مفهوم السنة التحضیریة وممارساتها التطبیقیة على الصعید المحلی ینحصر من قبل الجامعات السعودیة على تقدیمها بشکل مستقل ولمدة تتراوح بین عام دراسی کامل، أو فصل دراسی واحد، سواءً تم ذلک من قبل القطاع الخاص وبنسب مختلفة، أو تقدیمها بالکامل عن طریق الجامعة نفسها کجزء من منهجها الأکادیمی. وهذه الممارسات تقتصر فی إعداد الطلاب للسنة الدراسیة الأولى فی الجامعة، ویغیب عنها البرامج الموجهة لطلاب المرحلة الثانویة أو لطلاب السنوات الجامعیة الأخرى، فالبرامج فی الغالب موجهة ومحصورة لطلاب السنة التحضیریة دون غیرهم، وفی ذلک تباین بین الممارسات الدولیة فی تطبیق البرامج التحضیریة المرتبطة بشکل أو بآخر بالسنة الجامعیة الأولى، والممارسة المحلیة، وخصوصاً فی النموذج الأمریکی الأعرق فی تطبیقها. والذی فیه الکثیر من التنوع والشمولیة.

إن قصور تطبیق البرامج التحضیریة (Preparatory Program) فی الجامعات السعودیة على مفهوم السنة التحضیریة (Preparatory year)، وحصر البرامج المقدمة على طلاب السنة التحضیر نفسهم دون غیرهم، یحتاج إلى إعادة نظر، وعلیه یمکن تحدید مشکلة البحث بالسؤالین الآتین:

ما دور التأهیل المقلوب لإعداد طلاب المرحلة الثانویة للحیاة الجامعیة ببرنامج السنة التحضیریة؟

              ما التصور المقترح لتطویر برنامج السنة التحضیریة بطریقة التأهیل المقلوب فی الجامعات السعودیة؟

*أهداف البحث:

سعى البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة:

-         استعراض أهم النماذج العالمیة فی تطبیق البرامج التحضیریة. 

-         تحلیل الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة.

-         تحدید دور برامج السنة التحضیریة فی التأهیل المعکوس لإعداد طلاب المرحلة الثانویة للحیاة الجامعیة.

 

*أهمیة البحث:

تظهرأهمیةالبحثمنخلالمایأتی:

-         یکتسب البحث أهمیته من الاهتمام بتطویر برامج السنة التحضیریة لکونها الأساس الذی یبنى علیه نمو وتقدم الطالب فی الحیاة الجامعیة.

-    مفتاح التطویر على الصعید الجامعی یکمن فیما یقدم من برامج للطلاب المستهدفین من قبل الجامعة؛ لأنهم ثروتها الحقیقیة، وبتمیزهم تحقق الجامعة أهدافها الحالیة والمستقبلیة، وتؤدی أدوارها فی المجال التعلیمی، والبحث العلمی، وخدمة المجتمع، بصورة فاعلة وذات کفاءة عالیة تساهم فی تحقیق التنمیة المجتمعیة الشاملة.

-    تطبیق السنة التحضیریة کان بالتأکید للمحافظة على استمرار الطلاب والحد من تسربهم وذلک بتأهیلهم للحیاة الجامعیة، وینعکس ذلک على زیادة الکفاءة الداخلیة للجامعة، فبذل الجهود فی تطویرها وتحسین ممارساتها التطبیقیة وتجوید مدخلاتها وعملیاتها ومخرجاتها سیساهم فی تفعیل ذلک.

-         تجربة تطبیق السنة التحضیریة هی جزء من طبیعة التعلیم الجامعی، والذی یفترض فیه العمل وبصورة مستمرة نحو التطور والتغیر لیفی باحتیاجات الطلاب والمؤسسات والمجتمع الذی ینتمی إلیه، وهذا البحث تؤکد على ذلک.

-    قد تکون السنة التحضیریة هی الفترة التی یحدث فیها أکبر نسبة تسرب من التعلیم الجامعی، ومن ثم فإن تحقیق أهداف سیاسة التعلیم العالی فی المملکة العربیة السعودیة، یتوقف کثیراً على قدرة المؤسسات الجامعیة فی التأکد من نجاح طلاب هذه السنة وتمیزهم.

*حدود البحث:

اقتصر هذا البحث على تحدید دور التأهیل المقلوب فی برامج السنة التحضیریة لإعداد الطلاب للحیاة الجامعیة، من خلال استعراض أهم النماذج العالمیة فی تطبیق البرامج التحضیریة، وتحلیل الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة، ونفذ البحث خلال العام الجامعی ٢٠١٧-٢٠١٨م.

*مصطلحات البحث:

          -          البرنامج التحضیری Preparatory Program:

تهدف إلى إعداد الطالب للانتقال من مرحلة التعلیم العام إلى مرحلة التعلیم الجامعی من خلال الاعتماد على مجموعة من الأنماط والأسالیب مثل المقررات الصیفیة، أو برامج التجسیر والبرامج الإثرائیة والتوعویة والتثقیفیة، والتی قد تلازم الطالب لفترة طویلة من سنوات الدراسة الجامعیة، کما ترکز على المهارات المعرفیة وفی مقدمتها اللغة والمهارات غیر المعرفیة مثل الالتزام والانضباط الأکادیمی والمسؤولیة المجتمعیة وغیرها. (المجلة السعودیة للتعلیم العالی، 1435ه، ص: 11).

          -          السنة التحضیریة Preparatory year:

عام متکامل یهدف إلى إعداد الطالب للانتقال من مرحلة التعلیم العام إلى مرحلة التعلیم الجامعی، وذلک بتطویر مستوى اللغة الانجلیزیة وأسلوب التحصیل العلمی والمهارات لدى الطلاب لتمکینهم من النجاح والتفوق فی دراستهم الأکادیمیة، وینتج عن ذلک زیادة کفاءة الجامعات الداخلیة. وقد ینحصر مفهوم السنة التحضیریة وممارساتها التطبیقیة على الصعید المحلی من قبل الجامعات السعودیة على تقدیمها بشکل مستقل ولمدة عام واحد، سواءً تم ذلک من قبل القطاع الخاص وبنسب مختلفة، أو تقدیمها بالکامل عن طریق الجامعة نفسها کجزء من منهجها الأکادیمی.

          -           التأهیل المقلوب rehabilitation Flip :

هی العملیة التی یتم من خلالها تطویر وتنویع تنفیذ البرامج والممارسات التطبیقیة التی تقدم من قبل عمادة السنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة، والموجهة للفئة المستهدفة من طلابها، بحیث تشمل الطلاب المتوقع استقطابهم وقبولهم فی أقسام وکلیات الجامعة، قبل تخرجهم من المرحلة الثانویة، بالوصول لهم بشکل مباشر من خلال استخدام التقنیة الحدیثة وشبکة الانترنت، أو تنفیذ تطبیق بعض مناهج السنة التحضیریة فی المرحلة الثانویة من خلال تأهیل مجموعة من المعلمین للقیام بذلک.

 *منهج البحث:

استخدم الباحث فی هذ البحث المنهج الوصفی لملاءمته لطبیعة موضوعه، وذلک من خلال مراجعة الأدبیات النظریة وتحلیلیها؛ بهدف الإجابة عن الأسئلة، والوصول إلى تحدید دور التأهیل المقلوب فی برامج السنة التحضیریة لإعداد الطلاب للحیاة الجامعیة.

*إجراءات البحث:

قام الباحث بالإجابة عن أسئلة البحث من خلال عرض الأدبیات المرتبطة بمحاوره؛ وذلک بهدف تغطیة جمیع الأسئلة، وسوف یتبع الباحث الخطوات التالیة لتحقیق أهداف البحث:

- رصد الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة.

- الاطلاع على أهم النماذج العالمیة فی تطبیق البرامج التحضیریة.

- الوصول إلى تصور مقترح قائم على التأهیل المقلوب لإعداد طلاب المرحلة الثانویة للحیاة الجامعیة ببرامج السنة التحضیریة.

 

تحلیل الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة:

هناک العدید من الإجراءات التی تستهدف تحسین جودة الجامعات، وتطویر أدائها، منها إنشاء التالی:

أ‌.        هیئة تقویم التعلیم:

 صدر القرار الملکی الکریم رقم ( 133 – أ ) وتاریخ 30/07/1437ه والمتضمن تعدیل اسم "هیئة تقویم التعلیم العام" لیکون "هیئة تقویم التعلیم"، وصدرت توصیة اللجنة العامة لمجلس الوزراء رقم 399 وتاریخ 06/02/1438ه بالموافقة على الترتیبات التنظیمیة لهیئة تقویم التعلیم، وتم تعدیل اسم "هیئة تقویم التعلیم العام" لیکون "هیئة تقویم التعلیم"، وتنقل إلیها المهام والمسؤولیات المتعلقة بنشاط تقویم وقیاس التعلیم العام والعالی فی "وزارة التعلیم"، و"المؤسسة العامة للتدریب التقنی والمهنی"، وتدمج معها کل من: "الهیئة الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی"، و"المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم العالی"، و"مرکز التقویم والاعتماد التقنی والمهنی"، ویعین رئیس مجلس إدارتها بأمر ملکی (هیئة تقویم التعلیم، ١٤٣٩ه).

ب‌.   المرکز الوطنی للقیاس:

صدر الأمر السامی الکریم بإنشاء "المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم"، بتاریخ 19 جمادى الأول ١٤٢١ه، لیجری اختبارات موحدة لقیاس التحصیل العلمی للطلاب والطالبات المتقدمین للدراسة الجامعیّة. وقد خط المرکز لنفسه رسالة ورؤیة وأهدافًا، تحدد برامج عمله ومساره الذی یُعنى بإعداد مقاییس علمیة ومهنیة تتوفر فیها العدالة والکفایة، وتسعى فی الوقت نفسه لتحقیق ریادة عالمیّة فی صیاغة الاختبارات والمقاییس التربویة والمهنیّة. وحقق المرکز منذ تأسیسه إنجازات متمیّزة فی إعداد وصیاغة مقاییس واختبارات فی مختلف المجالات التعلیمیّة والمهنیّة، ودأب على نشرها فی تقاریر سنویّة، وذلک ضمن استراتیجیته التی تبناها وهی الوضوح والشفافیّة والتواصل مع مختلف شرائح ومؤسسات المجتمع (المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم العالی، 1436ه).

وتم ضم المرکز تحت مضلة هیئة تقویم التعلیم فی عام 1438ه، تحت مسمى (المرکز الوطنی للقیاس)، کما تم توضیح ذلک سابقًا.

ت‌.   المرکز الوطنی للتقویم والاعتماد الأکادیمی:

صدر القرار السامی (7/ب/6024) بإنشاء الهیئة الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی، وما تلاها من تطورات هیکلیة لضم الکیانات المرتبطة بالتعلیم وجودته تحت مظلة هیئة تقویم التعلیم، وتم تأسیس المرکز الوطنی للتقویم والاعتماد الأکادیمی لیصبح الجهة المسؤولة عن جودة التعلیم العالی بالمملکة. ویعتبر المرکز الجهة المسؤولة عن شؤون الاعتماد الأکادیمی فی مؤسسات التعلیم فوق الثانوی عدا التعلیم العسکری، ویقوم بالمهام التالیة: ​

-       وضع قواعد ومعاییر وشروط التقویم والاعتماد الأکادیمی، وصیاغة الضوابط التی تکفل تطبیقها فی مؤسسات التعلیم فوق الثانوی.

-       الاعتماد العام للمؤسسات الجامعیة الجدیدة أو ما یعادلها مثل الکلیات والمعاهد، واعتماد أقسامها وتخصصاتها وخططها الأکادیمیة.

-   المراجعة والتقویم الدوری للأداء الأکادیمی للمؤسسات الجامعیة القائمة أو ما یعادلها، واعتماد أقسامها وخططها الدراسیة أکادیمیاً مثل الکلیات والمعاهد، وتقویمها بشکل دوری.

-       التنسیق حیال اعتماد برامج وأقسام مؤسسات التعلیم العالی فی المملکة أکادیمیاً من جهات الاعتماد العالمیة.

-       تقویم واعتماد برامج البکالوریوس، والدبلوم العالی بعد البکالوریوس، والماجستیر، والدکتوراه أو ما یعادلها، والمراجعة الدوریة لمتطلباتها.

-       تقویم واعتماد البرامج التخصصیة الأکادیمیة، بعد الثانویة العامة، مثل برامج الکلیات المتوسطة والدبلومات العلمیة سواء الحکومیة أو الأهلیة.

-       تقویم واعتماد البرامج ذات الصبغة التدریبیة والتعلیمیة فی المؤسسات التعلیمیة الحکومیة والأهلیة.

-       المشارکة فی اقتراح الخطط العامة لإعداد وتطویر الأداء الأکادیمی فی المجالات المختلفة.

-       نشر المعلومات والبیانات الخاصة بالاعتماد لأغراض التوعیة والإعلام والبحث العلمی وإتاحتها للجهات والأفراد الراغبین فی الاطلاع علیها.

النشاطات الإضافیة للمرکز:

 یقوم المرکز بالإضافة إلى مهامه الرئیسة بعدة نشاطات، منها ما یلی:

-        دعم إجراء البحوث والدراسات العلمیة فی مجالات اختصاصاته.

-        إصدار المجلات والدوریات العلمیة والنشرات فی مجال اهتمامه.

-        القیام بالدراسات وتقدیم الاستشارات للمؤسسات الجامعیة والمهنیة المختلفة بما یکفل رفع مستوى الأداء الأکادیمی والمهنی فی هذه المؤسسات.

-        تبادل الإنتاج العلمی بین المرکز والمؤسسات أو الهیئات الاعتمادیة داخل المملکة   وخارجها.

-        الاستفادة من خبرات هیئات ومؤسسات التقویم والاعتماد المماثلة فی الخارج.

-        إجراء الدراسات وعمل الإحصاءات المتعلقة بجودة مخرجات التعلیم العالی ونشرها.

-    عقد الندوات والمؤتمرات والمعارض الأکادیمیة والمهنیة المحلیة والعالمیة والاشتراک فیها، ومناقشة المشکلات ذات العلاقة، واقتراح الحلول ومتابعة تنفیذ التوصیات والقرارات الصادرة بشأنها (المرکز الوطنی للتقویم والاعتماد الأکادیمی، ١٤٣٩ه).

وقد تم إنشاء الهیئة الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی (NCAAA)، بناء على الموافقة السامیة الکریمة عام 1424ه على قرار مجلس التعلیم العالی بإنشائها، وتعتبر الهیئة جهة ذات سلطة مستقلة تقدم تقاریرها مباشرة إلى المجلس الأعلى للتعلیم. کما یعتبر دورها منفصلا عما تقوم به الوزارات ذات الاختصاص والجهات الحکومیة الأخرى المعنیة بمراقبة هذه المؤسسات إداریا وسن التشریعات الخاصة بها وتحدید متطلباتها. وترتبط مسؤولیة الهیئة تحدیدا بقضایا الجودة والتی من ضمنها الموارد المتاحة، والإجراءات المتبعة، ومستوى الخدمة المقدمة ومستوى التعلیم المقدم للطالب، فهی أُنشئت بهدف إعداد معاییر ومحکات للتقویم والاعتماد الأکادیمی. وهی تستهدف تقویم برامج ومؤسسات التعلیم التی تُعنى بالتعلیم ما بعد الثانوی. وتلتزم الهیئة باستراتیجیة تشجیع، ودعم، وتقویم عملیات ضمان الجودة فی مؤسسات التعلیم فوق الثانوی، لضمان أن جودة التعلیم والإدارة فی مؤسسات التعلیم العالی مواکبة للمعاییر العالیة العالمیة. هذه المعاییر والمستویات العالیة من الإنجاز ینبغی إدراکها والاعتراف بها على نحو واسع محلیا وعالمیاً. (الهیئة الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی، 2008م، ص: 3).

وکذلک تشجیع الجامعات السعودیة من قبل وزارة التعلیم العالی (وزارة التعلیم حالیاً) على المشارکة وتحقیق مراتب متقدمة فی التصنیفات العالمیة للجامعات، وفی تحقیق معاییر الاعتماد الدولیة ورصد حزمة من الحوافز لذلک، یوضح مدى التوجه نحو تحقیق نقلة نوعیة فی مجال التعلیم العالی على الصعید المحلی.

فالسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة بشکل عام، تهدف إلى إعداد الطالب للانتقال من مرحلة التعلیم العام إلى مرحلة التعلیم الجامعی. وذلک بتطویر مستوى اللغة الانجلیزیة وأسلوب التحصیل العلمی والمهارات لدى الطلاب، لتمکینهم من النجاح والتفوق فی دراستهم الأکادیمیة، ومن أهم نتائج ذلک هو زیادة کفاءة الجامعات الداخلیة، من خلال الحفاظ على استمراریة الطلاب فی الدراسة الجامعیة، والحد من تسربهم ورسوبهم.

وتشیر دراسة (McMullen,2014) لإدراک طلاب السنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة لقیمة برنامج السنة التحضیریة وأهمیته فی إعدادهم، وخصوصاً فی مجال مهارات اللغة الإنجلیزیة.

وخلصت دراسة تقویمیة للسنة التحضیریة فی جامعة الملک سعود على أن السنة التحضیریة فی عمومها کانت إضافة إیجابیة لنظام التعلیم فی الجامعة مع وجود أهمیة لتطویرها. فقد تبین أن لها دوراً إیجابیاً فی أداء الطلبة الأکادیمی ، فمعدل السنة التحضیریة کان الأعلى ارتباطاً والأقوى تنبؤاً بمعدلات السنة الثانیة مقارنة بالاختبار التحصیلی واختبار القدرات ومعدل الثانویة العامة ، وأن دفعات ما بعد تطبیق السنة التحضیریة کانت أفضل فی المعدلات الفصلیة وفی أداء بعض المقررات من دفعات ما قبل تطبیق السنة التحضیریة، وکذلک وفق ما أکدته آراء الطلبة ممن أنهوا السنة التحضیریة والتحقوا بتخصصاتهم (بلغت نسبة تحقیق أهداف السنة التحضیریة من وجهة نظرهم 74%)، وبلغت نسبة المنسحبین من السنة التحضیریة 10٪ (مرکز التمیز فی التعلم والتعلیم ، 1435ه ، ص3). ونجد إن العام الجامعی الأول فی الولایات المتحدة الأمریکیة هو الفترة التی یحدث فیها أکبر نسبة تسرب من التعلیم (کوخ، أندرو، وجاردنر، جون، 1435ه، ص: 22).

فهناک العدید من المشکلات التی تواجه الطلاب فی السنة التحضیریة بالجامعات السعودیة منها : قبول الطالب فی قسم بدون رغبته ، واختلاف نظام الدراسة فی الجامعة عن التعلیم الثانوی ، وضعف مستوی بعض الطلاب فی اللغة الانجلیزیة قبل الالتحاق بالجامعة ، وصعوبة المقررات بالسنة التحضیریة ، وعدم القدرة على التأقلم مع البیئة الجامعیة ، وغیاب الحوافز فی الجامعة  ، وصعوبة استیعاب بعض المواد الدراسیة ، ارتفاع أسعار الکتب الدراسیة ، کثرة الواجبات ومتطلبات المقرر (بحوث، تقاریر) ، کثرة المعلومات فی کل مقرر، الحاجة الماسة للإرشاد فی المجال الأکادیمی ، والمهنی ، والنفسی ، والاجتماعی ، انسحاب وتسرب الطلاب (مرکز التمیز فی التعلم والتعلیم ، 1435ه) ، (طشطوش ، 2012م) ، (عبد العال ،2010م) ، (العنقری ، 1423ه) .

وهذه المشکلات یقابلها ارتفع واضح فی عدد الطلاب المستجدین من (272.854) طالباً وطالبة فی عام 1430ه، إلى (443.179) فی العام 1434ه، وکانت نسبة الطلاب فی مستوى البکالوریوس (81.8%) من إجمالی الطلاب فی السنة نفسها (مرصد التعلیم العالی ،1435ه، ص: 24).

وفی المقابل نجد أن مفهوم السنة التحضیریة وممارساتها التطبیقیة على الصعید المحلی ینحصر من قبل الجامعات السعودیة على تقدیمها بشکل مستقل ولمدة تتراوح بین عام دراسی کامل، أو فصل دراسی واحد، سواءً تم ذلک من قبل القطاع الخاص وبنسب مختلفة، أو تقدیمها بالکامل عن طریق الجامعة نفسها کجزء من منهجها الأکادیمی. وهذه الممارسات تقتصر فی إعداد الطلاب للسنة الدراسیة الأولى فی الجامعة، ویغیب عنها البرامج الموجهة لطلاب المرحلة الثانویة أو لطلاب السنوات الجامعیة الأخرى، فالبرامج فی الغالب موجهة ومحصورة لطلاب السنة التحضیریة دون غیرهم، ونجد فی ذلک تباین بین الممارسات الدولیة فی تطبیق البرامج التحضیریة المرتبطة بشکل أو بآخر بالسنة الجامعیة الأولى، والممارسة المحلیة، وخصوصاً فی النموذج الأمریکی الأعرق فی تطبیقها. والذی نجد فیه الکثیر من التنوع والشمولیة.

ولتحلیل الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة سیقوم الباحث بتطبیق أداة (swot) والتی تهدف إلى تحلیل نقاط القوة والضعف فی النظام الداخلی للسنة التحضیریة، لتحدید ممیزاته، والنقاط التی تؤثر على کفاءته، وکذلک تحلیل الفرص المتاحة والتی یمکن أن تفعل من عملیات التطویر وتحسین الأداء العام له، والتهدیدات التی تواجه نظام السنة التحضیریة وتقلل من قدرته فی تحقیق أهدافه، Strengths, Weaknesses, Opportunity, & Threats analysis (SWOT).

وسیتم ذلک من خلال الاستفادة من تقریر حالة التعلیم العالی فی المملکة العربیة 1434ه/ 2013م، وکذلک وثیقة مشروع الاستراتیجیة الوطنیة لتطویر التعلیم العام، ففیهما تحدید عمیق لبعض العناصر:

w    نقاط القوةStrength :

          -          الدعم الکبیر من قبل قیادة الجامعات السعودیة للسنة التحضیریة.

          -          استقلالیة السنة التحضیریة الإداریة، فأغلب الجامعات السعودیة لدیها عمادة خاصة بها.

          -          الإیمان بأهمیة وجود برامج للسنة التحضیریة.

          -          التقدم التقنی الذی یساعد على نشر ثقافة التطویر والجودة بفاعلیة وبتکلفة منخفضة، مع وجود بنیة تحتیة مناسبة له.

          -          دعم البعثات.

          -          التفاعل مع البرامج الدولیة.

          -          تشجیع تحقیق التمیز على الصعید المحلی والمشارکات العالمیة.

          -          وجود معاییر ومؤشرات للجودة والاعتماد الأکادیمی.

          -          دعم وتفعیل الشراکة مع القطاع الخاص.

          -          وجود المرکز الوطنی للقیاس، وکذلک المرکز الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی.

w    نقاط الضعف Weaknesses:

          -          ضعف الثقافة حول دور السنة التحضیریة فی إعداد الطلاب للحیاة الجامعیة، وأهمیتها فی رفع کفاءة الجامعة وتحقیق أهدافها

          -          قصورها تنفیذ برامج السنة التحضیریة، على نوع واحد من التطبیق.

          -          تسرب الطلاب فیها.

          -          ضعف التفاعل مع المدارس الثانویة والتواصل معها.

          -          عد وجود برامج موجهة لطلاب الکلیات.

          -          قصور التمویل على الدعم الحکومی.

          -          ضعف التکامل بین عمادة السنة التحضیریة وأقسام الکلیات.

          -          ضعف ثقافة المنظمة المتعلمة.

          -          القصور فی تطبیق عملیات التقویم، والاستفادة من التغذیة الراجعة منها.

          -          بطء حرکة تطویر المناهج والبرامج فی مقارنة بالحرکة المتسارعة فی مجال العلوم الحدیثة والتطور غیر المسبوق للتقنیة.

          -          ضعف توظیف التقنیة فی التعلم.

          -          استعجال تحقق النتائج من تطبیق البرامج التطویریة.

w    الفرص Opportunity:

          -          توحید وزارة التعلیم العالی مع التعلیم العام.

          -          تفاعل المجتمع مع رغبته ودعمه نحو تطویر مؤسسات التعلیم العالی.

          -          المیزانیة السخیة المرصودة للتعلیم العالی.

          -          القدرة على تنویع مصادر التمویل.

          -          وجود هیئة تقویم التعلیم.

          -          زیادة وعی أولیاء الأمور، ومطالبتهم بنوعیة عالیة من المخرجات التعلیمیة.

          -          توفر القدرة على استقطاب الموارد البشریة المحلیة والعالمیة الممیزة.

          -          زیادة الدعم والاهتمام بالأبحاث العلمیة.

          -          تعمیم نظام المقررات فی المرحلة الثانویة، والشبیه بنظام التعلیم الجامعی.

w    المخاطر Threats:

          -          انخفاض الکفاءة النوعیة لمخرجات التعلیم العام.

          -          التصاعد المستمر فی أعداد الطلاب، وما یقابله من زیادة الطلب على خدمات مؤسسات التعلیم العالی.

          -          ضعف استعدادات معظم خریجی المدارس الثانویة لدخول الجامعة.

          -          مقاومة التغییر والتطویر.

          -          قصور دور وسائل الاعلام فی مجال التوعیة والتعلم.

*نتائج البحث:

ث‌.   أهم النماذج العالمیة فی تطبیق البرامج التحضیریة:

بعدما استعرض الباحث أهم التصنیفات الدولیة للجامعات فی العالم، وهی:

          -          تصنیف الجامعات العالمیة (THES) The Times Higher Education World University Rankings ملحق التعلیم العالی للتایمز 2014 - 2015م. ویعتمد على 13 معیار للأداء لیوفر التصنیف مقارنات أکثر شمولیة وبقد عالی من التوازن، والتی یتم الوثوق بها من قبل الطلبة والأکادیمیین ورؤساء الجامعات والمؤسسات الصناعة والحکومات. (THES,2015).

    -    تصنیف Academic Ranking of World Universities (ARWU) للجامعات العالمیة                      2014 - 2015م، من جامعة شنغهای جیاو تونغ (CWCU) الصینیة، ویعتمد التصنیف على الأداء فیما یتعلق بالبحوث العلمیة لأفضل 500 جامعة على الصعید العالمی. وهو یصدر من باحثین فی مرکز الجامعات العالمیة                       (Center for World-Class Universities)، التابع لجامعة شنغهای جیاو تونغ (CWCU). (ARWU,2015).

    -    تصنیف مؤسسة کواکواریلی سایموندز البریطانیة (Quacquarelli Symonds) QS 2014 - 2015م للجامعات العالمیة، وهو تصنیف سنوی لأفضل 700 جامعة، وفقاً لمجموعة من المعاییر التی تعتمدها المؤسسة. (QS,2015).

      -     تصنیف الویبومترکس العالمی للجامعات 2014 - 2015م   Webometrics، هو مبادرة من مختبر Cybermetrics، وهو مجموعة أبحاث تابعة the Consejo Superior de Investigaciones Científicas (CSIC)، أکبر هیئة للبحوث العامة فی إسبانیا. (Webometrics,2015).

وجد أن مؤسسات التعلیم العالی فی النموذج الأمریکی، ومن ثم فی النموذج البریطانی یسیطران على المراتب الأولى فی جمیع هذه التصنیفات، لذلک سیقتصر الباحث على استعراض هذین النموذجین من النماذج العالمیة، وذلک على النحو التالی:

 

-       النموذج الأمریکی ModelUSA:

یحدد الرئیس الأمریکی باراک أوباما أهمیة التعلیم من خلال التالی: "إذا کنا نرید أن تقود أمریکا القرن الواحد والعشرین، فلیس هناک ما هو أکثر أهمیة من إعطاء الجمیع أفضل تعلیم ممکن، من الیوم الذی تبدأ فیه مرحلة ما قبل المدرسة، إلى الیوم الذی تبدأ فیه حیاتهم المهنیة " (the White House,2013).

لا یخفى على أحد ما لمؤسسات التعلیم العالی فی الولایات المتحدة الامریکیة من مکانة على الصعید الدولی، وکونها مؤسسات عریقة وفاعلة فی المجال الأکادیمی والبحث العلمی وتنوع مصادر التمویل والبحث والابتکار ودورها البارز فی اقتصاد المعرفة. فهی دائماً ما تحقق المراکز الأولى فی الترتیب الأکادیمی لأفضل الجامعة العالمیة، وفی کثیر من الأحیان تحتکر المراکز الأولى لعدة أعوام، وبمختلف التصنیفات العالمیة مثل: (THES,2015)، و (ARWU,2015)، و(QS,2015)، (Webometrics,2015).

وبلا شک أن مؤسسات أکادیمیة أمریکیة عریق مثل: (جامعة هارفارد، جامعة ستانفورد، معهد ماساتشوسیتس للتکنولوجیا، جامعة ییل، ونحوهم ...)، ساهموا فی تحقیق هذه المکانة العلمیة الأکادیمیة المرموقة على الصعید الدولی.

وتعد تجربة العام الجامعی الأول حرکة دینامیکیة ذات سیاق محدد، مثلها مثل التعلیم الجامعی فی الولایات المتحدة الأمریکیة، فقد تغیرت الحرکة بشکل مستمر لتفی باحتیاجات الطلاب والمؤسسات والمجتمع الذی تنتمی إلیه. ولم تکن الحلقات الدراسیة حول العام الجامعی الأول جدیدة على الولایات المتحدة حینما بادرت بها جامعة (ساوث کارولینا) عام 1972م؛ حیث کان البادرة الأولى لهذه الحلقات عام 1911م من کلیة (ریید (فی ولایة) أوریجون (، (وتعد هذه الحلقات بمثابة دورات تدریبیة صغیرة لمساعدة الطلاب الجدد فی التکیف مع حیاتهم الأکادیمیة والاجتماعیة الجدیدة (. وقد اکتسبت هذه البادرة زخمًا ولکن ببطء؛ حیث قامت فی العام الدراسی 1915 - 1916م أربع جامعات بعمل هذه الحلقات الدراسیة للطلاب الجدد، وبحلول العام الدراسی 1925 - 1926م عقدت (82) جامعة أمریکیة هذه الحلقات. وفی العقد الثانی من القرن العشرین، کان لا یزال هناک کثیر من الإخفاق فی العام الجامعی الأول فی الجامعات الأمریکیة، وحجم الاستنزاف مازال کبیرًا، ولم یکن العام الجامعی الأول ینال قدرًا کافیًا من الاهتمام فی بعض الجامعات. وکانت تجربة العام الجامعی الأول ینقصها التخطیط المقصود فی معظم المؤسسات الجامعیة. ومع ظهور عدید من المبادرات مثل مبادرة الحلقات الدراسیة المعنیة بالعام الجامعی الأول، بدا أنه لا بد من توجیه مزید من الاهتمام بالجودة التعلیمیة فی هذه المبادرات. وکذلک لم یتم تقییم أنشطة العام الجامعی الأول فی الولایات المتحدة، وحینما تم عمل التقییم کانت القرارات غالبًا لا تعتمد على نتائج التقییمات. وعادة ما یفترض أنه بمجرد انتهاء العام الجامعی الأول لا یحتاج الطلاب إلى دعم، وهو ما یؤدی غالبًا إلى هبوط حتمی فی الأداء أثناء العام الجامعی الثانی.  ورغم أنه من المتفق علیه الآن بشکل واسع أن تجربة البدایة تحدث تأثیرًا جوهریًّا على نتائج الطلاب، إلا أن معظم المؤسسات الجامعیة لا تخضع نفسها لدراسة ذاتیة صارمة حول العام الجامعی الأول. وبشکل موجز، فإن العام الجامعی الأول فی الولایات المتحدة الأمریکیة هو الفترة التی یحدث فیها أکبر نسبة تسرب من التعلیم. ومن ثم فإن تحقیق أهداف سیاسة التعلیم القومیة یتوقف على قدرة المؤسسات الجامعیة فی الولایات المتحدة على التأکد من نجاح طلاب العام الجامعی الأول. (کوخ، أندرو، وجاردنر، جون، 1435ه، ص: 17-33).

ولکن فی تطبیق البرامج التحضیریة فی النموذج الأمریکی الکثیر من التنوع والشمولیة. فعلى صعید المدة بعضها یقدم فی سنة، وبعضها فی فصل دراسی، وبعضها برامج صیفیة، وبعضها أقل.  وهذا یعود إلى اختلاف برامج السنة التحضیریة فی أمریکا، فهناک برامج مجموعات التعلم، ونظام الإنذار الأکادیمی المبکر، والبرنامج التعریفی بالجامعة وأنظمتها ومرافقها، والتعلم من خلال خدمة المجتمع، وبرنامج البحث العلمی فی البکالوریوس، وغیرها. ومن أهم الممارسات المثلى فی الجامعات الأمریکیة أن برامج التأهیل تغطی کل سنوات الدراسة الجامعیة على شکل برامج ومحاضرات تثقیفیة للطلبة بحسب خصائص السنة الدراسیة والطلبة وخلفیاتهم ، سواء للسنة الأولى أو الثانیة ؛ لأن الدراسات تشیر إلى أن هاتین السنتین یترکز فیهما عادة تسرب الطلبة من الجامعة ، وهناک برامج خاصة بالسنة الثالثة ، والرابعة التی یرکز فیها على تهیئة الطلبة للحیاة المستقبلیة والعملیة والحیاتیة بشکل عام ، وتسمى البرامج الخاصة بالسنة الرابعة (The Senior Year Experience) (العقیلی ، 1435ه ، ص 61).

وهناک تنوع فی المبادرات والمنهجیات المستخدمة من عدید من المؤسسات التعلیمیة فی الولایات المتحدة لدعم وتعزیز نجاح الطلاب فی العام الجامعی الأول. ویمکن توضیحها من خلال التالی:

     ــ أولاً: برامج ما قبل الجامعة لطلاب العام الجامعی الأول: وهی المجهودات الأکادیمیة والمجتمعیة التی تبذلها الجامعات فی الولایات المتحدة الأمریکیة لمساعدة طلاب العام الجامعی الأول فی التکیف والانتقال السریع إلى مرحلة التعلیم الجامعی. وطبقًا للاستقصاء القومی لممارسات العام الجامعی الأول فإن (96%) من المؤسسات الجامعیة توفر نوعًا من أنواع البرامج التوجیهیة للطلاب، وتقدم هذه البرامج مقدمة للملامح الأکادیمیة والاجتماعیة للمؤسسة الجامعیة سواء قبل الشهور التی تسبق التحاق الطلاب بالجامعة أو أثناء الأیام الأولى للطلاب فی الجامعة. مثل:(برامج توجیه الوالدین أو العائلة، برامج الدورات الصیفیة، برامج القراءة الصیفیة أو المشترکة).

     ــ ثانیاً: مبادرات العام الجامعی الأول: وهی تتمحور حول المناهج أو هیئة التدریس، وتتضمن المعلومات حول البرامج الأکادیمیة والخدمات التی یمکن لطلاب العام الجامعی الأول الاستفادة منها بشکل مباشر أو بشکل غیر مباشر من خلال هیئة التدریس الجامعی. مثل: (برنامج المشورة الأکادیمیة، برنامج التعلیم التنموی، دورات التعلیم عن بعد والتعلیم الإلکترونی لطلاب العام الجامعی الأول، برنامج تطویر هیئة التدریس الجامعیة، الحلقات الدراسیة حول العام الجامعی الأول، برنامج المجتمع التعلیمی، برنامج التعلیم الخدمی).

     ــ ثالثاً: الهیاکل والخدمات والأنشطة التی تعود بالنفع على طلاب العام الجامعی الأول: وهی المبادرات التی یشارک فیها الطلاب والمنهجیات المؤسسیة لتوصیل الخدمات، وکذا الهیاکل التنظیمیة التی تعزز تجربة العام الجامعی الأول. مثل: (أنظمة التحذیر/ الإنذار المبکر، التحلیلات المتعلقة بالدارسین، أنشطة العام الجامعی الأول مثل ألعاب القوى و"الحیاة الیونانیة"، السیاسة المؤسسیة والحضور وتقاریر منتصف الفصل الدراسی، مجتمعات التعلم المعیشیة/ البیئات المعیشیة الخاصة بالعام الجامعی الأول) (کوخ، أندرو، وجاردنر، جون، 1435ه، ص23-32).

-       النموذج البریطانی ModelUnited Kingdom:

بریطانیا أو المملکة المتحدة تتآلف من ثلاثة أقالیم هی: انجلترا وویلز واسکتلندا فضلاً عن ایرلندا الشمالیة وجزر صغیرة أخرى مثل جزیرة آیل أوف وایت وآیل أوف مان. (الملحقیة الثقافیة، 1435هـ).

وتعد مؤسسات التعلیم العالی البریطانیة من المراکز الرائدة عالمیا فی التعلیم وأنشطة البحث العلمی، ویوجد حالیا ما یزید عن (180) جامعة للتعلیم العالی فی المملکة المتحدة وهذه المؤسسات تغطى تنوعا واسعا من الأنشطة ولها خلفیات متباینة وتعمل فی مناخ من التغیر السریع ، وهى هیئات مستقلة لا تمتلکها الدولة، ومعظمها مع ذلک تعتمد کلیة على التمویل الحکومی من خلال مجالس تمویل التعلیم العالی ، فعلى الرغم من أن الجامعات فی بریطانیا مستقلة غیر أن معظمها یعتمد على تمویل من الحکومة ، کما أن وکالة ضمان الجودة للتعلیم العالی (QAA) هی وکالة مستقلة مهمتها وضع معاییر تضمن الجودة فی التعلیم العالی، کما أن دورها مراقبة استمرار ضمان تطبیق هذه المعاییر وتطویرها ، والى جانب هذه الوکالة هنالک مؤسسات تمنح الاعتماد مثل BAC, OUVS وغیرها وابتداء من سنة (2004م) أصبحت جمیع مؤسسات التعلیم العالی فی بریطانیا ملزمة بإعطاء معلومات عن :

-  أنظمة الجامعة - قبول الطلاب واستمرارهم وتخرجهم. 

-  أنظمة ضمان الجودة فی المؤسسة (الدهشان ،2007م ، ص134).

إن مؤسسات التعلیم العالی فی بریطانیا ذات مکانة مرموقة على الصعید الدولی، وکونها مؤسسات عریقة وفاعلة فی المجال الأکادیمی والبحث العلمی وتنوع مصادر التمویل والبحث والابتکار ودورها البارز فی اقتصاد المعرفة. فهی دائماً ما تنافس الجامعات الأمریکیة فی تحقیق المراکز الأولى فی الترتیب الأکادیمی لأفضل الجامعة العالمیة، وبمختلف التصنیفات العالمیة مثل: (THES,2015)، و(ARWU,2015)، و (QS,2015)، و (Webometrics,2015).

وبلا شک أن مؤسسات أکادیمیة بریطانیة عریق مثل: (جامعة أکسفورد، جامعة کامبریدج، جامعة امبریال کولیدج لندن، ونحوهم ...)، ساهموا فی تحقیق هذه المکانة العلمیة الأکادیمیة المرموقة على الصعید الدولی.

وبحسب تقریر بیرسون لعام 2014م (Pearson 2014) عن الدول الأعلى فی العالم فی التحصیل العلمی والمهارات المعرفیة، فقد حلت المملکة المتحدة المرتبة (6) عالمیاً، وقد کانت تحتل المرتبة (6) أیضاً فی عام 2012م.                               (PEARSON REPORT,2014.P8).

التعلیم فی المرحلة الثانویة مخصص للطلاب ما بین 11 أو 13 عاماً وحتى 16 عاماً. یطلق على هذه الفئة مسمیات کالمدارس الثانویة، أو المدارس العلیا، أو مدارس الکبار. وغالباً ما یستخدم هذا الوصف الأخیر – مدارس الکبار– فی قطاع المدارس المستقلة.

أما فی سن 16 عاما فما فوق فهناک العدید من الخیارات المختلفة للطلاب الراغبین فی مواصلة تعلیمهم بعد سن الـ 16، وهی على النحو التالی:

w      التعلیم التکمیلی هو للطلاب من عمر 16 سنة، ویمکن أن یکون أکادیمیاً أو مهنیاً، وهو على النحو التالی:

-  الدورات الأکادیمیة: تساعد على التحضیر للتعلیم العالی فی جامعة أو کلیة، وتهدف هذه الدورات إلى تطویر المعرفة والمهارات التحلیلیة وتفکیرک النقدی.

-     الدورات المهنیة والحرفیة: تمنح المهارات والتدریب والمؤهلات اللازمة للنجاح فی المهنة المختارة من قبل الطالب.

w      التعلیم العالی: وهو للطلاب بسن 18 فما فوق (أو فی سن 17 فی اسکتلندا). وینقسم التعلیم العالی إلى مرحلتین:

-     المستوى الجامعی: ویتضمن درجة البکالوریوس، شهادة التأسیس، دبلوم الوطنی العالی، وغیرها.

-  مستوى الدراسات العلیا: ویتضمن درجة الماجستیر والدکتوراه، وهذا المستوى هو للطلاب الذین أنهوا دراستهم الجامعیة ویرغبون فی الحصول على مؤهل أعلى. (The British Council ,2014)

w      مرحلة التأهیل الجامعی: وهی المرحلة الأخیرة قبل دخول الطالب للجامعة، وحسب النظام البریطانی هناک طریقتین للدخول إلى الجامعة:

-     الأولى: A-Level:

وهی آخر مرحلة من مراحل التعلیم العام، وعادة تکون مدتها سنتان، ویدرس الطالب فیها ثلاث مواد على الأقل تکون ذات علاقة بالتخصص المرغوب فیه فی مرحلة البکالوریوس، وهی متاحة للطلاب البریطانیین وغیرهم، وغالب من یدرسها هم الطلاب البریطانیین.

-     الثانیة: السنة التحضیریة:

وهی عبارة عن مرحلة تأهیل الطلاب للدخول للجامعة، وهی بدیلة عن (A-Level)، ومدتها سنة واحدة فقط، وهی تناسب الطلاب الأجانب الذین یحملون الشهادة الثانویة، وهم غالب من یدرسها. (الملحقیة الثقافیة بالمملکة المتحدة وایرلندا، 1433ه، ص: 42).

وینفرد قطاع التعلیم العالی فی المملکة المتحدة بضخامته وتنوعه. وتتباین مؤسساته التعلیمیة من حیث حجمها وما ترکز علیه من مواد دون غیرها واهتماماتها البحثیة وبنیتها التحتیة وأولویاتها. ویعد عدم التجانس هذا جوهر قوة المنظومة الذی یمکن قطاع التعلیم العالی من تلبیة شتى احتیاجات الطلاب على اختلافهم من تنویع رسالات مؤسساته. ولیس هناک منهج دراسی وطنی لمؤسسات التعلیم العالی فی المملکة المتحدة؛ وللطالب أن یختار ما شاء من بین (10.000) برنامج دراسی.  وضمان الجودة فی هذا الإطار مسؤولیة تقع على کاهل قطاع التعلیم العالی ویتحملها بحزم وجد، وکل منظومة وطنیة تقوم على مبدأ مراجعة الأقران تضمن أن تکون جودة الشهادات الممنوحة ومقاییسها قابلة لمقارنة واسعة النطاق (ولیست مساویة أو مماثلة) عبر قطاع التعلیم العالی. وهذه المنظومة الوطنیة تحدد ما یلزم من معاییر أکادیمیة - أی المستوى الذی یجب على الطالب أن یبلغه لیحصل على مؤهل ما وما یلزمه من جودة أکادیمیة أیضاً ــ أی قدر انتفاع الطالب بما تقدمه له جامعته من فرص للتعلم واستعانته بها على بلوغ غایاته الأکادیمیة ــ. إن مؤسسات التعلیم العالی فی المملکة المتحدة تتمتع بالحکم الذاتی، أی أن کلاً منها تتحمل مسؤولیتها فی المقام الأول عن الحفاظ على جودة ما تدرسه من علوم لطلابها وعن مستوى ما تمنحهم إیاه من مؤهلات.  وفیما أن الدولة لا تملک هذه المؤسسات ولا تدیرها ، فإن جمیعها تقریباً تتلقى تمویلاً حکومیاً توزعه علیها مجالس التمویل المختلفة لکل من انجلترا وویلز واسکتلندا ومصلحة التوظیف والتعلم فی أیرلندا الشمالیة ، وهذه الجهات التمویلیة لدیها التزام قانونی بضمان جودة التعلیم العالی الذی تموله ، وهی تفی بالتزامها من خلال وکالة ضمان الجودة فی التعلیم العالی (QAA  ) وهی جهة مستقلة تراجع مدى التزام کلیات المملکة المتحدة وجامعاتها بمعاییرها وجودتها الأکادیمیة وتقدم تقریرها عن هذه المؤسسات وتدعمها من خلال أنشطة تطویریة تنهض بها ،  فإذا تراجعت أو انعدمت ثقة وکالة ضمان الجودة فی التعلیم العالی بإدارة جامعة ما لما تتبناه من المعاییر والجودة أو لإحداهما ، فإنها تقوم برفع تقریر بهذا الأمر إلى جهات التمویل یتم نشره فی ما بعد ، ولکل جهة من الجهات التمویلیة سیاستها إزاء مستوى الجودة الذی لا تعده مرضیاُ بشکل قد یؤدی إلى قطع التمویل فی نهایة الأمر (باسکرفیل ، ومکلیود ، وسَوندرز ،2011م ، ص: 14).

w      معاییر ضمان الجودة فی المملکة المتحدة:

-        تأمین بیئة تعلیمیة مناسبة.

-        استقلالیة الجامعة عن الجهة المالکة.

-        ضمان السیولة المالیة.

-        تأمین هیکل تنظیمی مترابط.

-        وجود نظام لضمان الجودة.

-        تأمین تطویر المناهج التعلیمیة وأسالیب التقییم بمشارکة الهیئة التعلیمیة.

-        وجود ممتحنین خارجیین وإسهام الاستشاریین من هیئات ومراجع أکادیمیة فی مجالات المراقبة والتطویر.

کما توجد معاییر فرعیة خاصة بالعناصر التالیة:

شرط منح الشهادات - تحقیق الأهداف التعلیمیة - التقییم المستمر للبرامج - شروط قبول الطلاب - طرق التقییم - نوعیة وأسالیب التعلیم (الدهشان ،2007م، ص: 136).

w      دعم تحسین الجودة :

إن مؤسسات التعلیم العالی فی المملکة المتحدة ملتزمة بالتعلم من خبراتها وخبرات غیرها من المؤسسات باعتبار هذه الخبرات مقوماً جوهریاً من مقومات تحسین ما تقدمه لطلابها. وهی تقوم بذلک عبر الإنصات لطلابها والتجاوب الفعال مع ما یخلص إلیه المسح الطلابی الوطنی (NSS) من آراء، والانتفاع بما تقدمه لها الجهات الوطنیة مثل أکادیمیة التعلیم العالی ومؤسسة القیادة للتعلیم العالی ووکالة ضمان الجودة فی التعلیم العالی QAA)) ذاتها من دعم. والجهات الثلاث جمیعها جهات مستقلة تدعم الجامعات والکلیات تعزیزاً للجودة فی التعلیم العالی من خلال التطویر المهنی للمدرسین والمدیرین والإداریین. (باسکرفیل، ومکلیود، وسَوندرز، 2011م، ص: 15).

w      أهداف ضمان الجودة فی التعلیم العالی فی المملکة المتحدة: یهدف ضمان الجودة فی المملکة المتحدة إلى:

-        معاونة مؤسسات التعلیم العالی والجامعی على تطویر أدائها، وتحسین مدخلاتها وعملیاتها ومخرجاتها.

-        زیادة الثقة العامة فی مؤسسات التعلیم العالی والجامعی محلیاً وعالمیاً، وفی مستوى الشهادات التی تمنحها.

-   توفیر معلومات موثوق بها یستفید بها جمیع الأطراف المرتبطة بمؤسسات التعلیم العالی والجامعی مثل الطلاب، أولیاء الأمور، أصحاب الأعمال، الاجهزة الحکومیة، ومؤسسات التمویل، وأیضا أعضاء المؤسسة أنفسهم من أکادیمیین وإداریین.

-        معاونة مؤسسات التعلیم العالی على اتخاذ قرارات بشأن تطویرها.

-   تحقیق مبدأ الشفافیة والوضوح والصراحة، حول مستوى مؤسسات التعلیم العالی والجامعی، وبخاصة ما یتصل بمستوى البرامج التی تقدمها، والشهادات التی تمنحها.

-        تهیئة وسائل تحقیق مبدأ المحاسبیة بالنسبة للموارد (الدهشان، 2007م، ص 136).

 

*التصور المقترح:

ج‌.    دور التأهیل المقلوب فی برامج السنة التحضیریة لإعداد الطلاب للحیاة الجامعیة:

بناء على ما تم استعراضه سابقاً من نماذج عالمیة تطبیقیة للبرامج التحضیریة، ولتحلیل الوضع الراهن للسنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة، ولکی تحقق برامج السنة التحضیریة فی الجامعات السعودیة الأدوار المأمولة منها مستقبلاً، یقترح البحث أن یتم التحول من مفهوم السنة التحضیریة Preparatory year، إلى مفهوم البرنامج التحضیری Preparatory Program، من خلال تنویع الممارسات التطبیقیة التی تقدم لتستهدف الطلاب قبل تخرجهم من المرحلة الثانویة، ویتم ذلک من خلال التالی:

  1. نشر الوعی: ویتم ذلک من خلال:

-   تفعیل استخدام التقنیة الحدیثة ووسائل التواصل الاجتماعیة الحدیثة، من خلال تصمم حزمة من البرامج التقنیة التی توجه نحو المجتمع المدرسی للتعریف ببرامج الجامعة وتخصصاتها.

-   تنفیذ ببرامج توعویة تفاعلیة تقدم من قبل أعضاء هیئة تدریس السنة التحضیریة، لطلاب المرحلة الثانویة، والالتقاء بهم فی مدارسهم، من أجل المساهمة فی زیادة وعیهم لبرامج الجامعة وأقسامها، ومفهوم السنة التحضیریة وأهمیة دورها.

-       عقد شراکات مع وسائل الاعلام التقلیدیة (المرئیة والمقروءة والمسموعة)، بهدف نشر ثقافة الجامعة وبرامجها ودور السنة التحضیریة فیها.

-   عقد لقاءات دوریة مع طلاب المرحلة الثانویة وأولیاء أمورهم، فی مقر الجامعة من خلال تقدیم دعوات لهم، لتعرفهم ببرامج الجامعة ومرافقها، ومفهوم السنة التحضیریة وأهمیة دورها.

  1. التوجیه:

ویتم فیه تحدید میول طلاب المرحلة الثانویة واتجاهاتهم للمساهمة فی توجیهم وتعریفهم بقدراتهم وإمکانیاتهم، وتیسیر انتقاء المناسب منهم لبرامج الجامعة وتخصصاتها، وذلک من خلال التالی:

-       وضع اختبار لتحدید المیول والاتجاهات فی موقع الجامعة لطلاب المرحلة الثانویة.

-       تدریب مجموعة من المعلمین فی المدارس الثانویة على طریقة هذا الاختبار وکیفیة التعامل مع نتائجه وکیفیة توجیه الطلاب للتعامل معها.

-   تحدید ساعات أسبوعیة یقوم من خلالها مجموعة من أعضاء هیئة تدریس السنة التحضیریة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعیة، بمناقشة الطلاب حول نتائج الاختبار، وأفضل الأقسام والتخصصات المناسبة لهم، والتی توفرها الجامعة.

-   الاستفادة من قاعدة البیانات التی یوفرها الاختبار، ونتائجه فی انتقاء أفضل الطلاب واستقطابهم وتوجیههم نحو البرامج والتخصصات التی توفرها الجامعة.

-   التنسیق حول تنفیذ زیارات نوعیة من قبل طلاب المرحلة الثانویة الذین تم استقطابهم، لکل قسم من اقسام الجامعة وبحسب نتائجهم، لزیادة ألفتهم مع هذه البرامج، وتعریفهم بإمکانیات الجامعة ومرافقها.

  1. الإعداد:

تطبیق بعض مناهج السنة التحضیریة فی المرحلة الثانویة من خلال التالی:

-   العمل على تحویل مناهج المقررات الدراسیة لتکون إلکترونیة، مع تأهیل مجموعة من المعلمین فی المرحلة الثانویة للقیام بتدریس بعض هذه المقررات لطلابهم من خلال تطبیق مفهوم التعلم المقلوب (Flip teaching)، وفی حال تجاوزها من قبل الطالب یتم احتساب الدرجة التی حصل علیها، وترصد فی سجله الأکادیمی عندما یتم قبوله فی الجامعة.

-   الاستفادة من امکانیات ومرافق السنة التحضیریة، فی تقدیم بعض من مقرراتها لطلاب المرحلة الثانویة، فی الفترة المسائیة، من خلال تطبیق مفهوم التعلم المقلوب (Flip teaching)، وفی حال تجاوزها من قبل الطالب یتم احتساب الدرجة التی حصل علیها، وترصد فی سجله الأکادیمی عندما یتم قبوله فی الجامعة.

-       الاستفادة من امکانیات ومرافق السنة التحضیریة، فی تقدیم برامج نوعیة وتأهیلیة وتوعویة، تستهدف طلاب المرحلة الثانویة فی الفترة المسائیة.

-   تفعیل الفترة الصیفیة من خلال الاستفادة من امکانیات ومرافق الجامعة والسنة التحضیریة، فی تقدیم برامج نوعیة وتأهیلیة وتوعویة لطلاب المرحلة الثانویة، وکذلک فی تدریس بعض من مقرراتها لطلاب المرحلة الثانویة، من خلال تطبیق مفهوم التعلم المقلوب (Flip teaching)، وفی حال تجاوزها من قبل الطالب یتم احتساب الدرجة التی حصل علیها، وترصد فی سجله الأکادیمی عندما یتم قبوله فی الجامعة.

  1. التقویم:

ذکر جردلر Gredler (1996م) أن تقویم البرامج التربویة یعنی "مجموعة الأنشطة المستخدمة فی جمع المعلومات عن العملیة وآثار السیاسات والبرامج والمناهج والمقررات الدراسیة والمعلومات التربویة وغیرها من المواد التعلیمیة " (درندری، 1427 ه، ص: ١٧٥).

أما التغذیة الراجعة فیوضح دیلان: أنه مثل ما یقوم منظم الحرارة بضبط درجة حرارة الغرفة، التغذیة الراجعة الفعالة تساعد فی الحفاظ على بیئة داعمة للتعلم. (Dylan, 2012.p108)

وعند منح التغذیة الراجعة، هناک نوعان من الحالات المحتملة:

  • الأولى: تبین التغذیة الراجعة أن الأداء الحالی لا یرقى إلى مستوى الهدف.
  • الثانیة: تظهر أنه تم بالفعل تحقیق الهدف.

وهناک أیضا أربعة ردود أفعال أو استجابات من الفرد تجاه التغذیة الراجعة وهی:

  1. القدرة على تغییر السلوک.
  2. تعدیل الهدف.
  3. التخلی عن الهدف.
  4. أو رفض التغذیة الراجعة. (Dylan, 2012.p116).

وهناک ضعف واضح فی عملیات تقویم برامج السنة التحضیریة ، والاستفادة من نتائج هذا التقویم فی تحقیق تغذیة راجعة فاعلة تساهم فی معالجة أوجه القصور وتحسین الأداء والتأکد من مدى تحقق الأهداف ، ولیحقق هذا التصور الغرض منه ، یجب الاهتمام بتنفیذ عملیات التقویم وقیاس رضا المستفید من البرامج المنفذة من خلال استطلاع أراء المستفیدین من طلاب وهم الأهم ، وأعضاء هیئة تدریس السنة التحضیریة ، ومعلمین المرحلة الثانویة المشترکین فیه ، وأولیاء الأمور ، وبشکل دوری ، من خلال تنفیذ استمارات إلکترونیة ووضع آلیة واضحة لتفعیل الاستفادة من البیانات المرصودة فی التغذیة الراجعة والتی ستساهم فی تحقیق مفهوم ضمان جودة البرامج المنفذة ، وزیادة رضا المستفیدین منها.

 

-   الإدارة العامة للتخطیط والإحصاء . (1434ه) . " حالة التعلیم العالی فی المملکة العربیة 1434ه/ 2013م " ، وکالة الوزارة للتخطیط والمعلومات ، وزارة التعلیم العالی ، الریاض .
-   باسکرفیل، ستیف، ومکلیود، فیونا، وسَوندرز نیکولاس . (یولیو 2011م) . "دلیلالتعلیمالعالیفیالمملکةالمتحدة والشراکةمعالجامعاتفیالخارج " ، سلسلة البحوث / 9، وحدة أوروبا والشؤون الدولیة للتعلیم العالی بالمملکة المتحدة .
-        برنامج التحول . (٢٠١٦م) ، أحد برامج رؤیة المملکة العربیة السعودیة ٢٠٣٠.
-   درندری ، إقبال . (1427 ، 2-8 شعبان ) . " دراسة مقارنة لأثر استخدام نموذج القرارات المتعددة  CIPPونموذج معاییر  الأداء  Standardsلتقویم برامج الموهوبات فی تحسین البرامج وصنع القرارات "، قدم للمؤتمر العلمی الإقلیمی للموهوبة ، مؤسسة الملک عبد العزیز ورجاله لرعایة الموهوبین ، المملکة العربیة السعودیة ، جدة .
-   الدهشان ، جمال . ( 2007م ، 11- 12 أبریل) . " الاعتماد الأکادیمی الخبرة الأجنبیة والتجربة المحلیة " ، قدم للمؤتمر العلمی السنوی الثانی ، بعنوان :  معاییر ضمان الجودة والاعتماد فی التعلیم النوعی بمصر والوطن العربی ، کلیة التربیة النوعیة ، جامعة المنصورة.
-        رؤیة المملکة العربیة السعودیة ٢٠٣٠ ، (٢٠١٦م).
-   طشطوش ، رامی . (2012م) ." الحاجات الإرشادیة لدى طلبة السنة التحضیریة فی جامعة القصیم ". مجلة دراسات الخلیج والجزیرة العربیة ، 146 ، (38) . مجلس النشر العلمی ، جامعة الکویت ، الکویت .
-   عبد العال ، عنتر . (2010م) ."الکفاءة الداخلیة للسنة التحضیریة بجامعة حائل فی المملکة العربیة السعودیة ــ دراسة میدانیة". المجلةالعربیةلضمانجودةالتعلیمالجامعی ، 3 ، (5). جامعة العلوم والتکنولوجیا ، الیمن ، صنعاء .
-   العقیلی ، عبد المحسن .( 1435ه) . " السنة التحضیریة : المنظور العالمی والممارسة المحلیة" ، المجلةالسعودیةللتعلیمالعالی ، 11 . مرکز البحوث والدراسات فی التعلیم العالی ، وزارة التعلیم العالی ، الریاض .
-        العنقری ،سلمان . (1423ه) . " المشکلاتالأکادیمیةوالإداریةالتیتواجهطلابالسنةالتحضیریة بجامعةالملکسعودمنوجهةنظرالطلاب " ، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، قسم الإدارة والتخطیط التربوی ، کلیة العلوم الاجتماعیة ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، الریاض .
-   کوخ ، أندرو ، وجاردنر ، جون . (1435ه) . "تاریخ تجربة العام الجامعی الأول فی الولایات المتحدة الأمریکیة خلال القرنین العشرین والحادی والعشرین: الممارسات الماضیة والمنهجیات الحالیة والاتجاهات المستقبلیة " ، المجلةالسعودیةللتعلیمالعالی ، 11 . مرکز البحوث والدراسات فی التعلیم العالی ، وزارة التعلیم العالی ، الریاض .
-        مرصد التعلیم العالی . (1435ه) . " التعلیم العالی فی المملکة العربیة السعودیة مؤشرات محلیة ومقارنات دولیة " ، وکالة الوزارة للتخطیط والمعلومات ، وزارة التعلیم العالی ، الریاض .
-    مرکز التمیز فی التعلم والتعلیم . (1435ه) . " دراسة تقویم السنة التحضیریة فی جامعة الملک سعود ــ الملخ التنفیذی " . وکالة الجامعة للشؤون التعلیمیة والأکادیمیة ، وکالة الجامعة للتطویر والجودة ، جامعة الملک سعود ، الریاض .
-   المرکز الوطنی للتقویم والاعتماد الأکادیمی . (١٤٣٩ه) . "عن المرکز" ، اُسترجعت فی تاریخ ٢٨/١٠/ 201٧م من http://www.ncaaa.org.sa.
-        المرکز الوطنی للقیاس والتقویم فی التعلیم العالی . (1436ه) ."عن المرکز " اُسترجعت فی  تاریخ 14/05/ 1436ه  من www.qiyas.sa .
-        الملحقیة الثقافیة بالمملکة المتحدة وایرلندا . (1433ه) . " الدلیل الإجرائی للمبتعث السعودی إلى المملکة المتحدة وایرلندا " ، ط3 .
-   الملحقیة الثقافیة فی ایرلندا . (1435هـ ) . وزارة التعلیم العالی . اُسترجعت فی  تاریخ 23/06/ 2014م  من http://ie.mohe.gov.sa/ar/studyaboard/aboutcountry/Pages/default.aspx.
-   الهیئة الوطنیة للتقویم والاعتماد الأکادیمی .(2008م) . " دلیل ضمان الجودة والاعتماد الأکادیمی فی المملکة العربیة السعودیة ــ مسودة " ، الریاض ، المملکة العربیة السعودیة .
-   هیئة تقویم التعلیم . (١٤٣٩ه) . " تنظیم هیئة تقویم التعلیم" ، اُسترجعت فی تاریخ ٢٨/١٠/ 201٧م من https://www.eec.gov.sa.
-        وزارة الاقتصاد والتخطیط . (1431ه) . "خطة التنمیة التاسعة " ، المملکة العربیة السعودیة ، الریاض .
-        وزارة الاقتصاد والتخطیط . (1434ه) . " منجزات خطط التنمیة حقائق وأرقام ، الإصدار الثلاثون " ، المملکة العربیة السعودیة ، الریاض .
-        وزارة التربیة والتعلیم .(ب ، ت ) ."مشروع الاستراتیجیة الوطنیة لتطویر التعلیم العام " ، مشروع الملک عبدالله بن عبدالعزیز لتطویر التعلیم العام )تطویر( ، الریاض .
-   وزارة التعلیم العالی . (1436ه) . "حالة القبول فی الجامعات الحکومیة " ، المملکة العربیة السعودیة ، الریاض ، تم الاسترداد بتاریخ 11/05/1436ه  . http://www.mohe.gov.sa/ar/AcceptedStatus/Pages/default.aspx
 
-   ARWU.(2015). The Academic Ranking of World Universities .Retrieved  March 5th, 2015 from www.shanghairanking.com
-   Bernhard, A. (2012) .Quality assurance in an international higher education area , A Case Study Approach .Wiesbaden : VS-Verl. für Sozialwiss, (1 ed). Austria:University of Klagenfurt . DOI 10.1007/978-3-531-94298-8_1.
-   DuFur,Rick,and Mattos,Mike.(2013 ,April). How Do Principals Really Improve Schools ?. ASCD, journal of Educational Leadership : The Principalship, 70 , (7) .
-   Dylan Wiliam . (2012) . Feedback for Learning. ASCD, journal of Educational Leadership , 70 ( 1) .
-    Kirabo,C.(2014).Do college-preparatory programs improve long-term outcomes? . Economic Inquiry .Wiley-Blackwell .52,(1),72 – 99.
-   McMullen, Maram. (2014).The Value and Attributes of an Effective Preparatory English Program: Perceptions of Saudi University Students . Canadian Center of Science and Education . English Language Teaching .7, (7),131-140.
-   PEARSON  REPORT .( 2014 ). The Learning Curve ,EDUCATION AND SKILLS FOR LIFE . The Economist Intelligence Unit . London
-   QS.(2015). Top Universities. Retrieved  March 5th, 2015 from www.topuniversities.com/
-   The British Council .(2014) Retrieved  June 19th, 2014 from http://www.educationuk.org/saudiarabia/articles/16-and-under-education-path.
-    THES.(2015).The Times Higher Education World University Rankings.Retrieved  March 5th, 2015 from www.timeshighereducation.co.uk
-   Webometrics.(2015). Ranking of World Universities. Retrieved  March 5th, 2015 from www.webometrics.info/en/world .